What do you think?
Rate this book
أرض السودان الحلو والمر
أرض السودان – الحلو والمر
أمير تاج السر
رواية تُحاكم فكرة "الرحلة.
تُقدّم مستكشفًا يُعيد اكتشاف العالم، وتُعرّي رجلاً يُعيد اكتشاف خوائه.
من باخرة تنطلق من ليفربول إلى قلب السودان، يجرّب السارد البريطاني أن يصنع لنفسه بطولة، فلا يجد إلا الارتباك، والتكرار، وهشاشة المعنى.
رواية عن الآخر، لا تمتثل للصور النمطية؛ وتقلبها رأسا على عقب.
الاستعمار، الشرق، الغرب، الخوف، الرغبة، الطمع، وكل ما يبدو واضحاً، يُعاد ترتيبه داخل لعبة سردية ذكية، تمزج السخرية بالتأمل، وتضع القارئ أمام سؤال مربك: من الذي ذهب ليكتشف؟ ومن الذي عاد وقد تغيّر؟
أمير تاج السر
رواية تُحاكم فكرة "الرحلة.
تُقدّم مستكشفًا يُعيد اكتشاف العالم، وتُعرّي رجلاً يُعيد اكتشاف خوائه.
من باخرة تنطلق من ليفربول إلى قلب السودان، يجرّب السارد البريطاني أن يصنع لنفسه بطولة، فلا يجد إلا الارتباك، والتكرار، وهشاشة المعنى.
رواية عن الآخر، لا تمتثل للصور النمطية؛ وتقلبها رأسا على عقب.
الاستعمار، الشرق، الغرب، الخوف، الرغبة، الطمع، وكل ما يبدو واضحاً، يُعاد ترتيبه داخل لعبة سردية ذكية، تمزج السخرية بالتأمل، وتضع القارئ أمام سؤال مربك: من الذي ذهب ليكتشف؟ ومن الذي عاد وقد تغيّر؟
293 pages, Paperback
First published November 1, 2011
27 people are currently reading
682 people want to read
About the author
Amir Tag Elsir
37 books306 followersa.k.a أمير تاج السر
Amir Taj Al-Sir (sometimes Amir Tagelsir or Amir Tag Elsir) is a Sudanese writer who currently lives and works in Doha, Qatar. He has published two biographies and one collection of poetry .
He graduated from the faculty of medicine, and notes, on his website, that he worked for many years in Sudan as a gynecologist. He now works as a physician in Qatar.
He began by writing poetry, but shifted to novels in 1987, and published his first novel in 1988.
Amir Taj Al-Sir (sometimes Amir Tagelsir or Amir Tag Elsir) is a Sudanese writer who currently lives and works in Doha, Qatar. He has published two biographies and one collection of poetry .
He graduated from the faculty of medicine, and notes, on his website, that he worked for many years in Sudan as a gynecologist. He now works as a physician in Qatar.
He began by writing poetry, but shifted to novels in 1987, and published his first novel in 1988.
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 71 reviews
December 19, 2018
واقعية سحرية بنكهة سودانية
دعني أولا أحكي لك عن الواقعية السحرية التي رأيتها بأم عيني: شهر رمضان في أم درمان، قبيل أذان المغرب، ستجد الأنام خرجت من دورها، حاملين أواني الطعام وأباريق الشراب، يفترشون مساحات بسيطة على الأرصفة. يرفع الآذان فتجد الناس تفطر سويا في الهواء الطلق. تجد رجلا بسيطا، فطوره مؤلف من شيء من العصيدة والقليل من الفول ودورق من الكركديه ينادي على جميع المارة، بل ويثب من على السفرة ليوقف حافلة مكتظة بالأجساد داعيا أياهم ليشاطروه إفطاره.
من الطبيعي أن تلاقي بائعا في محل، تتجاذب معه أطراف الحديث لدقائق، يأخذك من يدك ليدعوك إلى بيته بل هو أشد حماسة لأخذك إلى "إقليمه"، حتى يكرمك بالشكل الصحيح. هناك أيضا سائقي الأجرة اللذين قد يسروا بالحديث معك، وعندما تقدم الأجرة المتفق عليها، يأخذون نصفها فحسب ويمضون لا يلوون على شيء. شعب السودان: طيبة، كرم، بساطة.
أتفرغ الآن لتحفة أمير تاج السر، قصة مروية على لسان مغامر بريطاني يمم شطر السودان إبان الإحتلال الإنجليزي. تعتمد الرواية على الأحداث القصيرة المتداخلة. قليل من الوصف، حوارات أقل لكن الأحداث الغريبة والشخصيات الفريدة كفيلة بإبقائك على رؤوس أصابعك خلال المئتي صفحة.
إلى جانب مجريات الرواية، هناك خطاب إنساني يحف الرواية، خطاب مناهض للاستعمار، العبودية، العنصرية... يتحدث الرواي عن الأوربيين الذين عملوا في بلدانهم في مهن وضعية، ثم قدموا إلى السودان ليشغلوا مناصب مهمة. لم يتغير الوضع كثيرا، ستجد مدرس ابتدائية كندي يعمل مستشارا لمجموعة مدارس في بلد عربي، وراعي بقر أمريكي مشرفا على مجموعة موظفين... عقدة الرجل الأبيض مازالت رابضة هنا ياعزيزي.
دونما إسهاب، تقدم لك لرواية كاتالوجا ثقافيا تراثيا ملونا، زاخرا بصور الأعراس وتحديات القوة، والطرق الصوفية، وغير ذلك. تمنيت لو أن تاج السر طعم الكتاب بالمزيد من المعلومات عن الإرهاصات السياسية في تلك الحقبة من باب تنوير القارئ وعونا له على فهم الكثير مما يجري.
لماذا سمي هارولد سامسون بالخباز؟ خبزت الكتاب برمته فلم أجد تفسيرا! خبزه الله في جهنم مع شاكلته من تجار الرقيق!
دعني أولا أحكي لك عن الواقعية السحرية التي رأيتها بأم عيني: شهر رمضان في أم درمان، قبيل أذان المغرب، ستجد الأنام خرجت من دورها، حاملين أواني الطعام وأباريق الشراب، يفترشون مساحات بسيطة على الأرصفة. يرفع الآذان فتجد الناس تفطر سويا في الهواء الطلق. تجد رجلا بسيطا، فطوره مؤلف من شيء من العصيدة والقليل من الفول ودورق من الكركديه ينادي على جميع المارة، بل ويثب من على السفرة ليوقف حافلة مكتظة بالأجساد داعيا أياهم ليشاطروه إفطاره.
من الطبيعي أن تلاقي بائعا في محل، تتجاذب معه أطراف الحديث لدقائق، يأخذك من يدك ليدعوك إلى بيته بل هو أشد حماسة لأخذك إلى "إقليمه"، حتى يكرمك بالشكل الصحيح. هناك أيضا سائقي الأجرة اللذين قد يسروا بالحديث معك، وعندما تقدم الأجرة المتفق عليها، يأخذون نصفها فحسب ويمضون لا يلوون على شيء. شعب السودان: طيبة، كرم، بساطة.
أتفرغ الآن لتحفة أمير تاج السر، قصة مروية على لسان مغامر بريطاني يمم شطر السودان إبان الإحتلال الإنجليزي. تعتمد الرواية على الأحداث القصيرة المتداخلة. قليل من الوصف، حوارات أقل لكن الأحداث الغريبة والشخصيات الفريدة كفيلة بإبقائك على رؤوس أصابعك خلال المئتي صفحة.
إلى جانب مجريات الرواية، هناك خطاب إنساني يحف الرواية، خطاب مناهض للاستعمار، العبودية، العنصرية... يتحدث الرواي عن الأوربيين الذين عملوا في بلدانهم في مهن وضعية، ثم قدموا إلى السودان ليشغلوا مناصب مهمة. لم يتغير الوضع كثيرا، ستجد مدرس ابتدائية كندي يعمل مستشارا لمجموعة مدارس في بلد عربي، وراعي بقر أمريكي مشرفا على مجموعة موظفين... عقدة الرجل الأبيض مازالت رابضة هنا ياعزيزي.
دونما إسهاب، تقدم لك لرواية كاتالوجا ثقافيا تراثيا ملونا، زاخرا بصور الأعراس وتحديات القوة، والطرق الصوفية، وغير ذلك. تمنيت لو أن تاج السر طعم الكتاب بالمزيد من المعلومات عن الإرهاصات السياسية في تلك الحقبة من باب تنوير القارئ وعونا له على فهم الكثير مما يجري.
لماذا سمي هارولد سامسون بالخباز؟ خبزت الكتاب برمته فلم أجد تفسيرا! خبزه الله في جهنم مع شاكلته من تجار الرقيق!
April 27, 2012
ثقيلة ومملة ومن القراءات التي لا تترك أثرا ولا تأثيرا.. الكاتب أراد أن يروي لنا شيئاً عن السودان في تلك المرحلة
لكنه أخطأ وتسرع.. أخطأ في اختياره لشخصية البطل والراوي الذي جعله انجليزياً , شخصية انجليزية تنظر و تروي للعالم عن السودان برؤية ومنظور الكاتب السوداني!!لم أستطع الاحساس في أي لحظة أن من يحدثني انجليزي اطلاقا..لم أصدق ولم يدعني الكاتب أجاريه حتى وأدعي أني أصدق
ما الذي أجبرك على اختيار هكذا راوي .. هل هي عقدة الخواجة!!
ازدواجية قتلت النص وفشل ذريع في تقمص الآخر أدى في النهاية باسقاطات وسقطات لا تغتفر
كان الأحرى به الاتيان ببطل محلي و براوي أستطيع أن أدعه في مخيلتي يحكي لي عن السودان في تلك الحقبة, راوي أستسيغ أن يخبرني بالتفاصيل ويشرح لي ما خفي وإلام ترمز أفعال الناس وعاداتهم
اسأل الكاتب عن عنصر التشويق؟ لا شيء يحفزك للقفز لصفحة أخرى .. اللهم إلا أن تريد أن تنهيها وترتاح!!
لم أرد أن أبدو قاسياً لكن:
آسف يا أمير لم تُجد التعبير!
لكنه أخطأ وتسرع.. أخطأ في اختياره لشخصية البطل والراوي الذي جعله انجليزياً , شخصية انجليزية تنظر و تروي للعالم عن السودان برؤية ومنظور الكاتب السوداني!!لم أستطع الاحساس في أي لحظة أن من يحدثني انجليزي اطلاقا..لم أصدق ولم يدعني الكاتب أجاريه حتى وأدعي أني أصدق
ما الذي أجبرك على اختيار هكذا راوي .. هل هي عقدة الخواجة!!
ازدواجية قتلت النص وفشل ذريع في تقمص الآخر أدى في النهاية باسقاطات وسقطات لا تغتفر
كان الأحرى به الاتيان ببطل محلي و براوي أستطيع أن أدعه في مخيلتي يحكي لي عن السودان في تلك الحقبة, راوي أستسيغ أن يخبرني بالتفاصيل ويشرح لي ما خفي وإلام ترمز أفعال الناس وعاداتهم
اسأل الكاتب عن عنصر التشويق؟ لا شيء يحفزك للقفز لصفحة أخرى .. اللهم إلا أن تريد أن تنهيها وترتاح!!
لم أرد أن أبدو قاسياً لكن:
آسف يا أمير لم تُجد التعبير!
April 10, 2015
أرض السودان : الحلو والمر ، وبينهما ليمونة شرفية الحامضة.
هي من نوع الروايات التي أصنفها شخصيًّا بأدب الرحلات ، ففيها نسافر ونحن في مكاننا ، نزور السودان ، ونقطن الخرطوم فترة ..
من قرأ مقالتي (السودان : أرض الحكمة والإنسان) [http://www.khassab.net/news/articles/... ] يعلم يقبناً تقديري للسودانيين ، وللسودان بالتحديد ، والرواية كانت فرصة لي كي أزور الخرطوم ، العاصمة العربية التي طالما تمنيت زيارتها .. أخيرا زرتها بهذا الرواية الرائعة!
في بلادي إذا تحدثنا عن "الحلو" فنحن وطنيون ، وإذا تحدثنا عن "المر" سلبونا وطنيتنا ، واتهمونا أننا نثير الفتن ونسقي الشعب ماءً راكداً ، فإذا لم يرسلوننا إلى ما وراء الشمس ، ليس أقل من أن يصنعون لنا شمساً صغيرة ، يحرقون بها أقلامنا ، أو أيدينا التي كتبت .. هنا في هذه الرواية ، طعام لذيذ ، فيه الحلو وفيه المر ، أبدع (أمير تاج السر) في تحضيره ، ومزج بين حلو ومر السودان حموضةَ ليمونة شرفية.
لا يمكن فهم مجتمع إلا إذا نظرت فيه من الداخل والخارج ، لذلك أبدع كاتبنا حين اختار الانجليزي جلبرت أوسمان (عثمان الإنجليزي كما سُمي لاحقا) كي يكون عينا لنا نبصر من خلاله معالم السودان ، فهو أجنبي أولا ، يتكلم بحيادية ، ثم هو تعمق في المجتمع السوداني فأصبح منهم .. هنا يملك بطل الرواية لغتين ، داخلية وخارجية ، نستطيع من خلالهما فهم السودان بطريقة أوضح ، وزاد من تعمقنا في الفهم صيغة المتحدث التي استخدمها الكاتب ، بحيث يسمح للبطل أن يعبر عن مشاعره وأفكاره بطريقة أعمق وأكثر حرية.
لم تبدأ الرواية بباخرة ترسو على الميناء ، ينزل منها ضيفنا ليدخل أرض السودان مباشرة ، بكل حلوها ومرها ؛ بل بدأت هناك في إنجلترا ، تعرفنا خلالها على بطلنا في عقر داره ، عرفنا ميوله وسلوكه وعناده ، وتعرفنا على أصدقائه المقربين إليه ، وعائلته البعيدين عنه ، وعرفنا دناءته مع المرأة الحولاء دوريس ، التي بالفعل تعاطفتُ معها .. هذا التعريف الذي لجأ له الكاتب للشخصية ، قبل بدء الرحلة ، أضفى لبطلنا بُعداً ثالثاً ، زاد من جمال الرواية.
قصة شرفية (فتاة الجن) من أكثر القصص التي جذبتني وجعلتني أهيم في الرواية دون وعي .. كذلك قصة جبريل الرحال ، غيرته على زوجته ، ثم ما جرى بينه وبين سيف القبيلة من تحدٍّ أودى بكليهما إلى مصير عجيب.
تعجبني في الرواية شخصياتها ؛ أنه لا توجد شخصية ليس لها معنى .. لا توجد شخصية مرت مرور الكرام .. كل شخصية لها أبعاد ثلاثية ، حتى طمبليت متعفر ، الذي كان من المفترض أن يكون مجرد شاهد في معركة سيف القبيلة وجبريل الرحال ، لم يكتف بكونه شاهداً ، بل سرد له الكاتب على عجالة أقصوصة توضحه وتوضح نهايته.. كل شخصية في الرواية ، مهما بدت تافهة ، لها أبعادها.
نهاية جبريل لم تعجبني كثيراً ، وإن كانت نهايته حتمية على يدي زوجته .. تمنيت أن تنتهي قصته عند تحوله لـ جبريل المرأة .. كذلك سيف القبيلة ، كان أقوى من مصيره الذي آل إليه ، وآلمني أنه رضخ للتنازل عما فعله بجبريل أولا ، ثم ما جرى له بعد ذلك من نزوة أفقدته هيبته في نظري.. كان أكبر من مصيره!
آخر الرواية لم أستوعب جيداً ؛ هل ظهر أن شرفية جنية فعلاً؟ أم أن كل ما جرى لعثمان كان مجرد حلم رآه بعد تتبعه لها إلى حيث تسكن؟! .. أما الاحتمال الأول فقد كنت أتوق إليه قبل نهاية الرواية وأنتظره ، وأما الثاني فقد فاجأتني الفكرة.. وفي كلا الحالتين ؛ النهاية كانت رائعة.
أمير تاج السر قلم مبدع ، وجمال خلاب ، وفن يناطح قمم الجبال.
هي من نوع الروايات التي أصنفها شخصيًّا بأدب الرحلات ، ففيها نسافر ونحن في مكاننا ، نزور السودان ، ونقطن الخرطوم فترة ..
من قرأ مقالتي (السودان : أرض الحكمة والإنسان) [http://www.khassab.net/news/articles/... ] يعلم يقبناً تقديري للسودانيين ، وللسودان بالتحديد ، والرواية كانت فرصة لي كي أزور الخرطوم ، العاصمة العربية التي طالما تمنيت زيارتها .. أخيرا زرتها بهذا الرواية الرائعة!
في بلادي إذا تحدثنا عن "الحلو" فنحن وطنيون ، وإذا تحدثنا عن "المر" سلبونا وطنيتنا ، واتهمونا أننا نثير الفتن ونسقي الشعب ماءً راكداً ، فإذا لم يرسلوننا إلى ما وراء الشمس ، ليس أقل من أن يصنعون لنا شمساً صغيرة ، يحرقون بها أقلامنا ، أو أيدينا التي كتبت .. هنا في هذه الرواية ، طعام لذيذ ، فيه الحلو وفيه المر ، أبدع (أمير تاج السر) في تحضيره ، ومزج بين حلو ومر السودان حموضةَ ليمونة شرفية.
لا يمكن فهم مجتمع إلا إذا نظرت فيه من الداخل والخارج ، لذلك أبدع كاتبنا حين اختار الانجليزي جلبرت أوسمان (عثمان الإنجليزي كما سُمي لاحقا) كي يكون عينا لنا نبصر من خلاله معالم السودان ، فهو أجنبي أولا ، يتكلم بحيادية ، ثم هو تعمق في المجتمع السوداني فأصبح منهم .. هنا يملك بطل الرواية لغتين ، داخلية وخارجية ، نستطيع من خلالهما فهم السودان بطريقة أوضح ، وزاد من تعمقنا في الفهم صيغة المتحدث التي استخدمها الكاتب ، بحيث يسمح للبطل أن يعبر عن مشاعره وأفكاره بطريقة أعمق وأكثر حرية.
لم تبدأ الرواية بباخرة ترسو على الميناء ، ينزل منها ضيفنا ليدخل أرض السودان مباشرة ، بكل حلوها ومرها ؛ بل بدأت هناك في إنجلترا ، تعرفنا خلالها على بطلنا في عقر داره ، عرفنا ميوله وسلوكه وعناده ، وتعرفنا على أصدقائه المقربين إليه ، وعائلته البعيدين عنه ، وعرفنا دناءته مع المرأة الحولاء دوريس ، التي بالفعل تعاطفتُ معها .. هذا التعريف الذي لجأ له الكاتب للشخصية ، قبل بدء الرحلة ، أضفى لبطلنا بُعداً ثالثاً ، زاد من جمال الرواية.
قصة شرفية (فتاة الجن) من أكثر القصص التي جذبتني وجعلتني أهيم في الرواية دون وعي .. كذلك قصة جبريل الرحال ، غيرته على زوجته ، ثم ما جرى بينه وبين سيف القبيلة من تحدٍّ أودى بكليهما إلى مصير عجيب.
تعجبني في الرواية شخصياتها ؛ أنه لا توجد شخصية ليس لها معنى .. لا توجد شخصية مرت مرور الكرام .. كل شخصية لها أبعاد ثلاثية ، حتى طمبليت متعفر ، الذي كان من المفترض أن يكون مجرد شاهد في معركة سيف القبيلة وجبريل الرحال ، لم يكتف بكونه شاهداً ، بل سرد له الكاتب على عجالة أقصوصة توضحه وتوضح نهايته.. كل شخصية في الرواية ، مهما بدت تافهة ، لها أبعادها.
نهاية جبريل لم تعجبني كثيراً ، وإن كانت نهايته حتمية على يدي زوجته .. تمنيت أن تنتهي قصته عند تحوله لـ جبريل المرأة .. كذلك سيف القبيلة ، كان أقوى من مصيره الذي آل إليه ، وآلمني أنه رضخ للتنازل عما فعله بجبريل أولا ، ثم ما جرى له بعد ذلك من نزوة أفقدته هيبته في نظري.. كان أكبر من مصيره!
آخر الرواية لم أستوعب جيداً ؛ هل ظهر أن شرفية جنية فعلاً؟ أم أن كل ما جرى لعثمان كان مجرد حلم رآه بعد تتبعه لها إلى حيث تسكن؟! .. أما الاحتمال الأول فقد كنت أتوق إليه قبل نهاية الرواية وأنتظره ، وأما الثاني فقد فاجأتني الفكرة.. وفي كلا الحالتين ؛ النهاية كانت رائعة.
أمير تاج السر قلم مبدع ، وجمال خلاب ، وفن يناطح قمم الجبال.
July 31, 2021
رواية تنقلك بسلاسة وبراعة عبر فجوة زمكانية بوصف وتصوير مُدهش
لكنها تفتقر للحوار الديناميكي ما جعل الرواية عبارة عن سرد شبه متصل قد يصيب القارئ بالضجر.
لكنها تفتقر للحوار الديناميكي ما جعل الرواية عبارة عن سرد شبه متصل قد يصيب القارئ بالضجر.
May 3, 2017
في القراءة الأولى لم تعجبني الرواية كثيرا، في القراءة الثانية كانت أجمل والخاتمة جيدة جعلت بعض التغيرات السريعة وغير المنطقية مقبولة بالنسبة لي، وكان فيها تقديم للسودان وعاداته وبعض مفرداته من وجهة نظر غربية، وعندما تكلم الراوي في البداية تذكرت رواية موسم الهجرة إلى الشمال حيث أن الراوي جاء من لندن إلى السودان لكن الفارق أن بطل الطيب صالح كان سودانيا وهنا إنجليزيا وكأنها رحلة مستشرق ولم أحب لغة المستعمر وأن تكون نظرتنا للسودان من خلال عين أجنبية، لكن الرواية مجملا جيدة واستمتعت بقراءتها.
November 6, 2019
مغامرة سردية من المقام الأول الحوار فيها يكاد يكون محدود.
يأخذنا أمير تاج السر في رحلة إلي السودان في فترة غريبة تنتشر في العبودية و المتاجرة بالبشر.
تحتوي علي الكثير من عناصر أدب الرحلات من لندن إلي الإسكندرية جنوب مصر ثم ينفذ إلي عمق السودان.
الشخصيات قوية و مرسومة بحرفية معادا شخصية البطل دوافعه ضعيفة نوعا.
إخراج العمل أيضا رائع من صورة الغلاف و الفواصل السوداء.
الرمزية قوية جدا في الرواية و لها عدة إبعاد.
انتظروا قريبا فيديوا مراجعة الرواية علي قناة كوكب الكتب.
مراجعة مرئية للعمل
https://youtu.be/ZJ_7Oa7jd0s
للمزيد من التفاصيل و المراجعات الاحترافية علي أسس روائية سليمة محايدة و الترشيحات عن خبرة قراءة ٣٠ سنة يمكنك متابعة قناة كوكب الكتب علي يوتيوب.
https://m.youtube.com/channel/UC1WenX.
يأخذنا أمير تاج السر في رحلة إلي السودان في فترة غريبة تنتشر في العبودية و المتاجرة بالبشر.
تحتوي علي الكثير من عناصر أدب الرحلات من لندن إلي الإسكندرية جنوب مصر ثم ينفذ إلي عمق السودان.
الشخصيات قوية و مرسومة بحرفية معادا شخصية البطل دوافعه ضعيفة نوعا.
إخراج العمل أيضا رائع من صورة الغلاف و الفواصل السوداء.
الرمزية قوية جدا في الرواية و لها عدة إبعاد.
انتظروا قريبا فيديوا مراجعة الرواية علي قناة كوكب الكتب.
مراجعة مرئية للعمل
https://youtu.be/ZJ_7Oa7jd0s
للمزيد من التفاصيل و المراجعات الاحترافية علي أسس روائية سليمة محايدة و الترشيحات عن خبرة قراءة ٣٠ سنة يمكنك متابعة قناة كوكب الكتب علي يوتيوب.
https://m.youtube.com/channel/UC1WenX.
October 22, 2014
قرأتُ معظم أعمال أمير تاج السر، لكني دائماً أجد أن روحاً غائبة في أعماله تمنيت لوجدتها. انها الروح التي تجعلك تميز بين المانيكان وبين العارضة الحقيقية
November 16, 2018
دسمة قوية، ممتعة وجميلة.
April 14, 2020
أكتر حاجة كانت مميزة بالنسبة لي في الرواية دي هي سلاسة السرد ومتعة التفاصيل.
January 8, 2019
بعد ما حدث من ثورات في ديسمبر الماضي ، قررت أن يكون للأدب السوداني نصيب كبير من تحدي عامي الجديد ، و قد كان.
رواية دسمة ونهاية مربكة هذا و إن بدت بسيطة من حيث طريقة العرض و تخير الألفاظ و عدد الصفحات الذي لم يتجاوز المئتين إلا بقليل. أعطتني الرواية فكرة ممتازة عن حقبة من تاريخ بلادنا نسميها بالاستعمار الثنائي ، عكست فيها كثيرا من الجوانب الإجتماعية و الثقافية عن طريق شخصيات " غير عادية" كما أسماها بطل الرواية ، مثلوا بوضوح مفاهيم و خرافات و شعائر كانت سائدة في ذلك الحين . تمنيت لو أضافت الرواية خلفية سياسية لحبكتها أكثر من مجرد التعريض الخفيف من خلال الشخصيات الأجنبية و بعض خواطر عثمان " لكن هكذا أراد لها أمير تاج السر :'( و له ما أراد" .
تضاف لقائمة الروايات التي نتمنى أن يجدها الأحفاد في مناهجهم التعليمية .
رواية دسمة ونهاية مربكة هذا و إن بدت بسيطة من حيث طريقة العرض و تخير الألفاظ و عدد الصفحات الذي لم يتجاوز المئتين إلا بقليل. أعطتني الرواية فكرة ممتازة عن حقبة من تاريخ بلادنا نسميها بالاستعمار الثنائي ، عكست فيها كثيرا من الجوانب الإجتماعية و الثقافية عن طريق شخصيات " غير عادية" كما أسماها بطل الرواية ، مثلوا بوضوح مفاهيم و خرافات و شعائر كانت سائدة في ذلك الحين . تمنيت لو أضافت الرواية خلفية سياسية لحبكتها أكثر من مجرد التعريض الخفيف من خلال الشخصيات الأجنبية و بعض خواطر عثمان " لكن هكذا أراد لها أمير تاج السر :'( و له ما أراد" .
تضاف لقائمة الروايات التي نتمنى أن يجدها الأحفاد في مناهجهم التعليمية .
May 20, 2015
رواية “أرض السودان” لأمير تاج السر، منذ أشهر أسرتني ولم أستطع الكتابة عنها ليس فقط لتميزها وتفردها بعالم الرواية، بل هناك سببٌ أعمق أن هذه الرواية لو كانت لكاتب آخر غير أمير تاج السر لما أسرتني إلى هذا الحد، إعجابي لها تخطى إعجابي بالفكرة والأسلوب، إعجابي كان كبيرا بقدرة هذا الكاتب على كثرة إنتاجه وتنوعه قدرته على التفرد والتميز بكل رواية من رواياته، كل رواية لأمير تاج السر هي عالم مختلف عن الرواية الأخرى، لمثل هذا الكاتب تقول لا تكف عن الكتابة أبدا، سيمتعك ويبهرك بأفكاره المختلفة التي يقدمها بأسلوب بسيط وساخر وأخاذ، هذا السهل الممتنع، يضيف لك المتعة ويغرقك بعالم الرواية وتخرج منها بصعوبة، من المقدمة للحبكة للنهاية ستظل محافظا على اندهاشك .
رواية كانت مختلفة لأنها هذه المرة تتحدث عن نظرة الغربي للشرق بنكهة إنسانية مناهضة للاستعمار والعبودية، نظرة المُستعمر بدور سائح للبلاد التي ينتهكها، نظرة الآخر، النظرة من الخارج للداخل لمجتمع يكشف فيه الحلو والمر، استطاع أمير تاج السر بكل براعة أن يلبس ثوب الغربي المُكتشف والمستغرب لأرض السودان، ننتقل مع نظرته وفكره ومشاعره ولا ترى غير صدقه في نظرته وتعبيراته، وأعتبر هذا تحديًا صعبًا للكاتب وأذكر أيضًا سعود السنعوسي اتبع هذه الفكرة في ساق البامبو النظرة من ثقب في جدار حدود مجتمعنا وتقييمه من نظرة قومية أخرى.
كل شخصية في روايات أمير تاج السر لها معنىً وأبعاد مختلفة عن كونها شخصية بسيطة بل تمثل طبقة وجزءًا هاما في تكوين المجتمع السوداني.
شخصية شرفية “الليمون الحامض” الذي يجمع الحلو والمر جعلني أراها “السودان” وما كانت تحمله من ضعف وقوة في نفوس المستعمرين يسخرون منها ويهابونها لها سلطة وحضور غير معروف سببه على الرغم من تفاهتها! جلبرت عثمان الإنجليزي نظر لها نظرة مختلفة عنهم أراد معرفتها وتغييرها لما يراه هو أفضل، من وجهة نظره كإنجليزي يناسب ثقافته التي تربى عليها، هنا الإشكالية في كيفية التغيير وإلى أين يأخذها هذا التغيير وما مصيرها؟ وهل يستطيع؟ وبماذا سيصطدم؟
النهاية التي تجبرك على الرجوع إلى منتصف الرواية تشعر أنك فقدت منها خيطًا كوّن هذه النهاية، لكنك تجده خيطا منفلتا لا تستطيع تعقبه، هو مجهول بحد ذاته سواء من طرفه أو في نهايته، نهاية مفتوحة تتركك مع صدمتك وتأويلاتك للأحداث لكنها تاريخ، وحاضرنا يبدو خير تأويل، هل هناك آمال أخرى نستطيع نسجها كنهاية؟! لا أحد يدري لكن يبدو السودان عصيًّا على التوقعات .
في منتصف الرواية لم أستوعب سرعة الأحداث وسهولتها أي أنني شعرت أن أميرا أعمق من ذلك، وبقيت في حيرتي حتى النهاية وقلت ها هو يفعلها بنا ويضرب رؤوسنا بعرض الحائط أذهلنا !
رواية أرض السودان وأمير تاج السر مثالٌ على أن الكتابة لا تحتاج لتعليمات، لأن إنتاج هذا الكاتب في كل مرة يختلف عن الذي قبله ليفاجئك ويذهلك أكثر، لا أدري ماذا يحمل في جعبته من المزيد، يبدو أن الموهبة وخبرته كطبيب وكاتب متابع جيدا وقارئ يجعله روائيًا متميزًا.
جزء من مقالتي عن كتابة الرواية بين الموهبة والتسليع http://www.sasapost.com/opinion/writi...
رواية كانت مختلفة لأنها هذه المرة تتحدث عن نظرة الغربي للشرق بنكهة إنسانية مناهضة للاستعمار والعبودية، نظرة المُستعمر بدور سائح للبلاد التي ينتهكها، نظرة الآخر، النظرة من الخارج للداخل لمجتمع يكشف فيه الحلو والمر، استطاع أمير تاج السر بكل براعة أن يلبس ثوب الغربي المُكتشف والمستغرب لأرض السودان، ننتقل مع نظرته وفكره ومشاعره ولا ترى غير صدقه في نظرته وتعبيراته، وأعتبر هذا تحديًا صعبًا للكاتب وأذكر أيضًا سعود السنعوسي اتبع هذه الفكرة في ساق البامبو النظرة من ثقب في جدار حدود مجتمعنا وتقييمه من نظرة قومية أخرى.
كل شخصية في روايات أمير تاج السر لها معنىً وأبعاد مختلفة عن كونها شخصية بسيطة بل تمثل طبقة وجزءًا هاما في تكوين المجتمع السوداني.
شخصية شرفية “الليمون الحامض” الذي يجمع الحلو والمر جعلني أراها “السودان” وما كانت تحمله من ضعف وقوة في نفوس المستعمرين يسخرون منها ويهابونها لها سلطة وحضور غير معروف سببه على الرغم من تفاهتها! جلبرت عثمان الإنجليزي نظر لها نظرة مختلفة عنهم أراد معرفتها وتغييرها لما يراه هو أفضل، من وجهة نظره كإنجليزي يناسب ثقافته التي تربى عليها، هنا الإشكالية في كيفية التغيير وإلى أين يأخذها هذا التغيير وما مصيرها؟ وهل يستطيع؟ وبماذا سيصطدم؟
النهاية التي تجبرك على الرجوع إلى منتصف الرواية تشعر أنك فقدت منها خيطًا كوّن هذه النهاية، لكنك تجده خيطا منفلتا لا تستطيع تعقبه، هو مجهول بحد ذاته سواء من طرفه أو في نهايته، نهاية مفتوحة تتركك مع صدمتك وتأويلاتك للأحداث لكنها تاريخ، وحاضرنا يبدو خير تأويل، هل هناك آمال أخرى نستطيع نسجها كنهاية؟! لا أحد يدري لكن يبدو السودان عصيًّا على التوقعات .
في منتصف الرواية لم أستوعب سرعة الأحداث وسهولتها أي أنني شعرت أن أميرا أعمق من ذلك، وبقيت في حيرتي حتى النهاية وقلت ها هو يفعلها بنا ويضرب رؤوسنا بعرض الحائط أذهلنا !
رواية أرض السودان وأمير تاج السر مثالٌ على أن الكتابة لا تحتاج لتعليمات، لأن إنتاج هذا الكاتب في كل مرة يختلف عن الذي قبله ليفاجئك ويذهلك أكثر، لا أدري ماذا يحمل في جعبته من المزيد، يبدو أن الموهبة وخبرته كطبيب وكاتب متابع جيدا وقارئ يجعله روائيًا متميزًا.
جزء من مقالتي عن كتابة الرواية بين الموهبة والتسليع http://www.sasapost.com/opinion/writi...
June 18, 2012
لا أدري حقا لماذا لم انسجم مع الكتاب ومع شخصيه المتحدث بالكتاب , شعرت بعدم تناسق عجيب بين لغه المتحدث بالكتاب وبين شخصيه البطل الأساسيه , استطيع ان اقول اني لاحظت ان الكاتب لم يستطيع ان يتقمص شخصيه "اوسمان" ولم المح في الروايه أي بُعد يشعرني اني قريبه من ارض السودان او انني افهمها جيدا .
الكتاب لم يكن عن الارض ولا عن جمالها وطبيعتها ولا تاريخهاولا عن مميزاتها كما تخيلت ولكنه كان عن شخوص ناس غريبين ومن اجناس شتى جمعتهم حاجاتهم المتنوعه .
غرابه الأحداث وسطحيه اللغه الهتني عن اقتناص الهدف الأولي من الكتاب او حتى تجميع افكاري في هذا السياق !!
تمنيت ان يكون الكتاب اكثر عمقا واقصد لو كان المتحدث من اصول سودانيه وهو مولود بالغرب واراد ان يبحث عن جذورة , وان تطرق الكتاب شيئا عن تاريخ السودان او عن طيبه السودانيين ! بدلا من ان يكتب عن مدى غرابتهم وغرابه الأجانب هناك !
صحيح انه تحدث عن مسأله العبودية ولكنه تحدث عنها بلغه سطحيه عن مدى قسوة الغرب مع العبيد وعن تملص العبيد عن اعمالهم , ثم ماذا ؟ لا شيء أكثر !!
لا اعتقد اني سأقرأ لتاج الدين روايات اخرى خوفا من ان تكون بنفس السطحيه والأسلوب والسرد المُعاد والممل ..
الكتاب لم يكن عن الارض ولا عن جمالها وطبيعتها ولا تاريخهاولا عن مميزاتها كما تخيلت ولكنه كان عن شخوص ناس غريبين ومن اجناس شتى جمعتهم حاجاتهم المتنوعه .
غرابه الأحداث وسطحيه اللغه الهتني عن اقتناص الهدف الأولي من الكتاب او حتى تجميع افكاري في هذا السياق !!
تمنيت ان يكون الكتاب اكثر عمقا واقصد لو كان المتحدث من اصول سودانيه وهو مولود بالغرب واراد ان يبحث عن جذورة , وان تطرق الكتاب شيئا عن تاريخ السودان او عن طيبه السودانيين ! بدلا من ان يكتب عن مدى غرابتهم وغرابه الأجانب هناك !
صحيح انه تحدث عن مسأله العبودية ولكنه تحدث عنها بلغه سطحيه عن مدى قسوة الغرب مع العبيد وعن تملص العبيد عن اعمالهم , ثم ماذا ؟ لا شيء أكثر !!
لا اعتقد اني سأقرأ لتاج الدين روايات اخرى خوفا من ان تكون بنفس السطحيه والأسلوب والسرد المُعاد والممل ..
May 24, 2024
رواية أرض السودان الحلو والمر لأمير تاج السر...
تبدأ الرواية بالشاب البريطاني جيلبرت أوسمان ( عثمان) وهو يتخذ قرار عشوائي تحكمه روح المغامرة بالذهاب لاستكشاف أرض السودان .
تدور أحداث الرواية في فترة الإحتلال البريطاني للسودان.
يكشف لنا الكاتب عن معاناة الشعب السوداني في هذه الفترة، وعن جشع ودناءة المستعمر الذي يرى السكان الأصلين لهذه الأرض بلا قيمة وينهب من خيراتها باستمرار وينفرد بالوظائف الهامة والبيوت والحياة المرفهة ويترك أصحاب الأرض للفقر والحياة البدائية.
يصور لنا أيضًا مشكلات خطيرة مثل الختان، والرق الذي كان منتشرًا بكثرة في هذه الفترة، وتجارة الرقيق والعنصرية والنظرة الدونية من المستعمر للشعب السوداني.
ولكن كما هو موضح في العنوان يتحدث الكاتب عن الحلو والمر، فكما عرض المر سوف يعرض الحلو.
بالنسبة لي لم أتعرف على الثقافة والعادات السودانية بالشكل الكافي وكانت هذه فرصتي...
عرفني الكاتب عن عادات وموروثات قديمة وأهمها عادات الزواج.
العادات والتقاليد السودانية غنية جدًا ومهما كبرت معاناة الشعب السوداني لا يستطيع التخلي عن عاداته ويطبقها حتى في أضيق الظروف.
كانت هذه تجربتي الأولى مع الكاتب السوداني أمير تاج السر وأكثر ما تميز به في هذه الرواية سلاسة السرد ودقة التفاصيل.
تبدأ الرواية بالشاب البريطاني جيلبرت أوسمان ( عثمان) وهو يتخذ قرار عشوائي تحكمه روح المغامرة بالذهاب لاستكشاف أرض السودان .
تدور أحداث الرواية في فترة الإحتلال البريطاني للسودان.
يكشف لنا الكاتب عن معاناة الشعب السوداني في هذه الفترة، وعن جشع ودناءة المستعمر الذي يرى السكان الأصلين لهذه الأرض بلا قيمة وينهب من خيراتها باستمرار وينفرد بالوظائف الهامة والبيوت والحياة المرفهة ويترك أصحاب الأرض للفقر والحياة البدائية.
يصور لنا أيضًا مشكلات خطيرة مثل الختان، والرق الذي كان منتشرًا بكثرة في هذه الفترة، وتجارة الرقيق والعنصرية والنظرة الدونية من المستعمر للشعب السوداني.
ولكن كما هو موضح في العنوان يتحدث الكاتب عن الحلو والمر، فكما عرض المر سوف يعرض الحلو.
بالنسبة لي لم أتعرف على الثقافة والعادات السودانية بالشكل الكافي وكانت هذه فرصتي...
عرفني الكاتب عن عادات وموروثات قديمة وأهمها عادات الزواج.
العادات والتقاليد السودانية غنية جدًا ومهما كبرت معاناة الشعب السوداني لا يستطيع التخلي عن عاداته ويطبقها حتى في أضيق الظروف.
كانت هذه تجربتي الأولى مع الكاتب السوداني أمير تاج السر وأكثر ما تميز به في هذه الرواية سلاسة السرد ودقة التفاصيل.
October 1, 2014
اخترت هذا الكتاب صدفه في رف المكتبه كنوع من واجب وطني و شوق عنوان الكتاب ارض السودان .. لكن بعد معاناة قرائته أخذه الموضوع شخصي مع الكتاب !!!
وجدت البدايه دسمه و بدون ترسل و القصه في العموم سطحيه ، بدون تعمق في شخصية اي من الابطال و حتي سيف القبيلة أو مستكه و كونه يبني أحداث لنترقبها لاحقاً لم تأخذ حظها في للوصف مثل ؛ كونه بطل في كتاب الحولاء أو تجربته في السوق و لا حتي كشف الستار عن تحول فتاه الجن الذي شوقنا له لم يحظا بحظ الوصف سوا بي بعض الاسطر العابره .
القصه لها ابعد قيمه مثل العبودية و تقبل الآخر و رفض الاستعمار لكن لم يرق لي وصف ارض السودان من عيون المستعمر.
التكارار الكثير و الدخول في التفاصيل كان من أسباب نفوري من الكتاب و رغبتي في القاءه جانباً بأسرع و قت ممكن !! الروايه كان ليها تسارع في النهايه و فيها نوع من الكليشي المبتذل .. اعتذر لك أمير تاج السر ..
النجمتين للنهايه فقط لانها أقذتي من مقوله " و عاشوا في تبات و نبات ".
وجدت البدايه دسمه و بدون ترسل و القصه في العموم سطحيه ، بدون تعمق في شخصية اي من الابطال و حتي سيف القبيلة أو مستكه و كونه يبني أحداث لنترقبها لاحقاً لم تأخذ حظها في للوصف مثل ؛ كونه بطل في كتاب الحولاء أو تجربته في السوق و لا حتي كشف الستار عن تحول فتاه الجن الذي شوقنا له لم يحظا بحظ الوصف سوا بي بعض الاسطر العابره .
القصه لها ابعد قيمه مثل العبودية و تقبل الآخر و رفض الاستعمار لكن لم يرق لي وصف ارض السودان من عيون المستعمر.
التكارار الكثير و الدخول في التفاصيل كان من أسباب نفوري من الكتاب و رغبتي في القاءه جانباً بأسرع و قت ممكن !! الروايه كان ليها تسارع في النهايه و فيها نوع من الكليشي المبتذل .. اعتذر لك أمير تاج السر ..
النجمتين للنهايه فقط لانها أقذتي من مقوله " و عاشوا في تبات و نبات ".
May 22, 2022
ان تتعرف على بلد من خلال الآخر ، هذا هو العالم الذي يقدمه أمير تاج السر : السودان من خلال عيون جيلبرت اوسمان او عثمان الانجليزي أثناء رحلته إلى السودان نتيجة تحد مع صديقه مع كل ما يحمله من أفكار مسبقة عن أرض الذهب و العبيد .
الحكاية كتبت بلغة تنطلق من وضعية البطل /الآخر الذي يعيش وسط أخرين بالنسبة له .
كالعادة فتاح السر خبير بجعل القارئ يستمتع بالجوانب البائسة من الحياة اليومية.
النهاية كانت صادمة و تركت علامة استفهام أمام القارئ.
الحكاية كتبت بلغة تنطلق من وضعية البطل /الآخر الذي يعيش وسط أخرين بالنسبة له .
كالعادة فتاح السر خبير بجعل القارئ يستمتع بالجوانب البائسة من الحياة اليومية.
النهاية كانت صادمة و تركت علامة استفهام أمام القارئ.
January 8, 2020
ايه الجمال ده!
ايه النهاية اللي خبطتني على دماغي دي؟
ايه ده! ❤️😍😅
ايه النهاية اللي خبطتني على دماغي دي؟
ايه ده! ❤️😍😅
July 9, 2024
شدني عنوان الرواية "أرض السودان، الحلو والمر" خاصة وأن لي تجربة جيدة مع الكاتب في روايته "توترات القبطي".
فقررت أن أغوص قليلا في أرضها وتاريخها، أعني أرضنا وتاريخنا فهي في قلب كل امرئ مسلم لا نغفل عنها ولا ينبغي لنا وإن حدث فالسبب قلة الأخبار والتعتيم عليها.. فإخواننا يموتون ويعانون دون أن يشعر أو ينتبه لهم أحد.
دعواتنا لله أن يعفو عنهم ويرحمهم وينصرهم ويرفع البلاء عنهم.
فمن مراعاة شعور إخواننا ألا نغفل عنهم وأن نستشعر ما هم فيه من بلاء.
+++++++++++++
رواية حزينة لا أعلم إن كان ذلك بسبب ما يحدث الآن في السودان أم أنها فعلا مليئة بالأسى. رواية عن الاستعمار والعبودية، عن الذل والهوان وعن الظلام والفقر، لا أعلم إن كان الكاتب تعمد تسليط الضوء على هذا الجانب من أرض السودان أم أن أحداث الرواية عبدت الطريق نحو هذه البيئة التي ستدفعك إلى حمل قنديل وأنت تنتقل بين صفحاتها.
الرواية تدور أحداثها في أواخر القرن التاسع عشر، عن الإنجليزي "جليبرت أوسمان"، الذي أراد أن يتحدى صديقه فقرر الانطلاق في مغامرة من مدينته لندن إلى عمق السودان، فتعلم لغة العرب ودرس عادات الناس فيها بقراءة الكتب وبمساعدة رجل إنجليزي عاش في السودان من قبل. وركب في السفينة التي حطت به في ميناء الإسكندرية ومن ثم في قافلة إلى جنوب مصر ومن هناك إلى عمق الخرطوم عاصمة السودان.
الرحلة التي اكتشف في بدايتها أنانية وانغلاق مجتمعه عكس ما كان يعتقد "لا أحد يهتم بأحد، لا أب يسأل عن إيضاح ولا أخت تبكي جنونا وهي تسمع برحلة ربما يضيع فيها أخ وحيد..."
ومن الكتب التي قرأها ومن الأحداث التي عايشها اكتشف جشع أسلافه المستعمرين "...وما غزو تلك البلاد واستعمارها من قبل دولنا الكبرى، إلا نتاج معلومات استقيت من شرور المستكشفين، الذين لا تخلو رواياتهم عن ذكر الثروة والعبيد، ونساء المجهول الشبقات...ودائما ما كانت أسرتنا الكبيرة في اجتماعاتها الموسمية، مثل أعياد الكريسماس والقديسين، وحفلات زواج الأقارب، تتحدث بلا كلل عن جد قديم ذهب إلى إفريقيا صعلوكا متشردا وعاد بعد أربعين عاما يحمل لقب سلطان منحته له قبيلة كبر هناك، وظل يحكمها، يتحكم في عقول رجالها...إلى أن شاخ وتذكر بلاده وركب البحر عائدا..."
وكل هذا حقيقة فالمستعمر لم يكن يرى أرضنا إلا جنة منحت له بدون مقابل وبإمكانه العبث فيها كما يريد. وكما حدث في الجزائر أيام الاستعمار الذي قرر التخلص من الفائض السكاني الممثل في المساجين والفارين من العدالة بحمايتهم ومنحهم المواطنة وقطعا من الأرضاي الخصبة، نرى في الرواية أشخاصا عاديين انتقلوا من بلدانهم الأوروبية إلى السودان ليشغلوا مناصبا مهمة ويصبحوا من الوجهاء الراسخين كالخياط الألماني وبائع الساعات السويسري ومشرف السكة الحديدية الأسكتلندي. وذكرني هذا بقول تميم البرغوثي في قصيدته من في القدس :
في القدسِ، بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته
يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في في طلاءِ البيتْ
في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا
يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها
في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعاً في السوقِ،
رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ،
قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى
وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقاً...
وعلى عكس ما اعتقدت، وهذا ماخيب ظني فيها، دارت أحداث الرواية تقريبا في مكان واحد، ولم تكن لها فلسفة مميزة ولم تناقش كثيرا تاريخ السودان والسودانيين في ذلك القرن، إضافة إلى ذكر العديد من الأشياء التي لم أجد فائدة منها بل أراها أصبحت ضرورة كبهارات نتفلكس فالكاتب يقول على لسان جلبرت "سأقول أنني أستكشف، وأنني أوثق لرحلتي والمنبوذون وتاجرات المتعة وحتى اللصوص والقتلة وقطاع الطرق، جزء من ذلك الاستكشاف وبالتالي سأهز رأسي موافقا..." لكنني سأهز رأسي رافضا فيما يخص بعض ماذكر في الرواية.
ولم أستسغ النهاية أبدا وأراها تنسف بأحداث الرواية كلها لو تم التمعن فيها.
وكما سأل أبو الخيزران الجثث في رواية "رجال في الشمس -غسان كنفاني"لماذا لم يدقوا جدران الخزان؟ نسأل نحن قراء هذه الرواية "لماذا سمي هارولد سامسون بالخباز؟"
فقررت أن أغوص قليلا في أرضها وتاريخها، أعني أرضنا وتاريخنا فهي في قلب كل امرئ مسلم لا نغفل عنها ولا ينبغي لنا وإن حدث فالسبب قلة الأخبار والتعتيم عليها.. فإخواننا يموتون ويعانون دون أن يشعر أو ينتبه لهم أحد.
دعواتنا لله أن يعفو عنهم ويرحمهم وينصرهم ويرفع البلاء عنهم.
فمن مراعاة شعور إخواننا ألا نغفل عنهم وأن نستشعر ما هم فيه من بلاء.
+++++++++++++
رواية حزينة لا أعلم إن كان ذلك بسبب ما يحدث الآن في السودان أم أنها فعلا مليئة بالأسى. رواية عن الاستعمار والعبودية، عن الذل والهوان وعن الظلام والفقر، لا أعلم إن كان الكاتب تعمد تسليط الضوء على هذا الجانب من أرض السودان أم أن أحداث الرواية عبدت الطريق نحو هذه البيئة التي ستدفعك إلى حمل قنديل وأنت تنتقل بين صفحاتها.
الرواية تدور أحداثها في أواخر القرن التاسع عشر، عن الإنجليزي "جليبرت أوسمان"، الذي أراد أن يتحدى صديقه فقرر الانطلاق في مغامرة من مدينته لندن إلى عمق السودان، فتعلم لغة العرب ودرس عادات الناس فيها بقراءة الكتب وبمساعدة رجل إنجليزي عاش في السودان من قبل. وركب في السفينة التي حطت به في ميناء الإسكندرية ومن ثم في قافلة إلى جنوب مصر ومن هناك إلى عمق الخرطوم عاصمة السودان.
الرحلة التي اكتشف في بدايتها أنانية وانغلاق مجتمعه عكس ما كان يعتقد "لا أحد يهتم بأحد، لا أب يسأل عن إيضاح ولا أخت تبكي جنونا وهي تسمع برحلة ربما يضيع فيها أخ وحيد..."
ومن الكتب التي قرأها ومن الأحداث التي عايشها اكتشف جشع أسلافه المستعمرين "...وما غزو تلك البلاد واستعمارها من قبل دولنا الكبرى، إلا نتاج معلومات استقيت من شرور المستكشفين، الذين لا تخلو رواياتهم عن ذكر الثروة والعبيد، ونساء المجهول الشبقات...ودائما ما كانت أسرتنا الكبيرة في اجتماعاتها الموسمية، مثل أعياد الكريسماس والقديسين، وحفلات زواج الأقارب، تتحدث بلا كلل عن جد قديم ذهب إلى إفريقيا صعلوكا متشردا وعاد بعد أربعين عاما يحمل لقب سلطان منحته له قبيلة كبر هناك، وظل يحكمها، يتحكم في عقول رجالها...إلى أن شاخ وتذكر بلاده وركب البحر عائدا..."
وكل هذا حقيقة فالمستعمر لم يكن يرى أرضنا إلا جنة منحت له بدون مقابل وبإمكانه العبث فيها كما يريد. وكما حدث في الجزائر أيام الاستعمار الذي قرر التخلص من الفائض السكاني الممثل في المساجين والفارين من العدالة بحمايتهم ومنحهم المواطنة وقطعا من الأرضاي الخصبة، نرى في الرواية أشخاصا عاديين انتقلوا من بلدانهم الأوروبية إلى السودان ليشغلوا مناصبا مهمة ويصبحوا من الوجهاء الراسخين كالخياط الألماني وبائع الساعات السويسري ومشرف السكة الحديدية الأسكتلندي. وذكرني هذا بقول تميم البرغوثي في قصيدته من في القدس :
في القدسِ، بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته
يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في في طلاءِ البيتْ
في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا
يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها
في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعاً في السوقِ،
رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ،
قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى
وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقاً...
وعلى عكس ما اعتقدت، وهذا ماخيب ظني فيها، دارت أحداث الرواية تقريبا في مكان واحد، ولم تكن لها فلسفة مميزة ولم تناقش كثيرا تاريخ السودان والسودانيين في ذلك القرن، إضافة إلى ذكر العديد من الأشياء التي لم أجد فائدة منها بل أراها أصبحت ضرورة كبهارات نتفلكس فالكاتب يقول على لسان جلبرت "سأقول أنني أستكشف، وأنني أوثق لرحلتي والمنبوذون وتاجرات المتعة وحتى اللصوص والقتلة وقطاع الطرق، جزء من ذلك الاستكشاف وبالتالي سأهز رأسي موافقا..." لكنني سأهز رأسي رافضا فيما يخص بعض ماذكر في الرواية.
ولم أستسغ النهاية أبدا وأراها تنسف بأحداث الرواية كلها لو تم التمعن فيها.
وكما سأل أبو الخيزران الجثث في رواية "رجال في الشمس -غسان كنفاني"لماذا لم يدقوا جدران الخزان؟ نسأل نحن قراء هذه الرواية "لماذا سمي هارولد سامسون بالخباز؟"
June 7, 2022
رواية مختلفة، ممتعة ومبهرة، بأسلوب بسيط وساخر وأخاذ، هذا السهل الممتنع، مليئة بالتعابير القوية والمصطلحات البهيّة، مما جُعلت الرواية أقوى تأثيرا بهذا الثراء اللغوي.
رواية تتحدث عن نظرة الغربي للشرق بنكهة إنسانية مناهضة للاستعمار والعبودية، نظرة المُستعمر بدور سائح للبلاد التي ينتهكها، نظرة الآخر، النظرة من الخارج للداخل لمجتمع يكشف فيه الحلو والمر، استطاع أمير تاج السر بكل براعة أن يلبس ثوب الغربي المُكتشف والمستغرب لأرض السودان، ننتقل مع نظرته وفكره ومشاعره ولا ترى غير صدقه في نظرته وتعبيراته.
لكاتب لديه علاقة وطيدة بالوصف، يصف كل شيء يذكر في الرواية، يصف بدقة جميلة، تجعلك تتعمق في تفاصيل كل شخصية وكل أمر ظهر في أحداثها.
تصوير الكاتب السوداني للشخصيات مميز، يجعلك تعيش واقع الحب والكره بين الشخصيات، وقد كوّن أمير تاج السر مزيجًا متناسقًا من الشخصيات، مما أضاف إضافة عظيمة لأحداث القصة. كما أن الرواية تجعلك تحب أكثر الشعب السوداني الذي هو محبوب فعلا بين العرب لبساطته وأخلاقه وطيبته.
وما يمكن قوله عن الخاتمة، أنها غير مفهومة وغامضة، ستصل للصفحة الأخيرة، تعيد قرائتها، وتعيد مجددا قرائتها، ولن تفهم شيئا، تحاول استرجاع مجريات الأحداث قبل الخاتمة، ولن تصل لنتيجة، سيبقى أمامك افتراضات كثيرة، إنه سحر الكاتب في النهاية المفتوحة.
رواية تتحدث عن نظرة الغربي للشرق بنكهة إنسانية مناهضة للاستعمار والعبودية، نظرة المُستعمر بدور سائح للبلاد التي ينتهكها، نظرة الآخر، النظرة من الخارج للداخل لمجتمع يكشف فيه الحلو والمر، استطاع أمير تاج السر بكل براعة أن يلبس ثوب الغربي المُكتشف والمستغرب لأرض السودان، ننتقل مع نظرته وفكره ومشاعره ولا ترى غير صدقه في نظرته وتعبيراته.
لكاتب لديه علاقة وطيدة بالوصف، يصف كل شيء يذكر في الرواية، يصف بدقة جميلة، تجعلك تتعمق في تفاصيل كل شخصية وكل أمر ظهر في أحداثها.
تصوير الكاتب السوداني للشخصيات مميز، يجعلك تعيش واقع الحب والكره بين الشخصيات، وقد كوّن أمير تاج السر مزيجًا متناسقًا من الشخصيات، مما أضاف إضافة عظيمة لأحداث القصة. كما أن الرواية تجعلك تحب أكثر الشعب السوداني الذي هو محبوب فعلا بين العرب لبساطته وأخلاقه وطيبته.
وما يمكن قوله عن الخاتمة، أنها غير مفهومة وغامضة، ستصل للصفحة الأخيرة، تعيد قرائتها، وتعيد مجددا قرائتها، ولن تفهم شيئا، تحاول استرجاع مجريات الأحداث قبل الخاتمة، ولن تصل لنتيجة، سيبقى أمامك افتراضات كثيرة، إنه سحر الكاتب في النهاية المفتوحة.
February 27, 2024
لم اجد تعبير. إلا رساله اخت سودانيه خارج السودان
4:38 فجراً!
"كيف سيكون اللقاء؟
العودة لأرض الوطن؟
أحضان الرِفاق؟
دفء المنزل؟
تجمعات العائلة؟
أفراحهم و الأتراح؟"
و بعد وابلٍ من الذكريات، التخيلات، و ضحكات خافتة تفلت مني بعد كل ذكرىً طريفة، و دمعة تشق طريقها على خدي في محاولة لتذكيري بما لا أريد !
جُّل ما توصلت إليه أنني سودانية جداً!
سودانيةٌ حد النخاغ!
بأفكاري، تصرفاتي، ضحكاتي و أحزاني، و في هيئتي و صورتي!
أدركت أنني و إن هربت من الحرب في السودان، فقد نجوت بجسدي فقط لا غير!
أحمل السودان فيَّ!
يضع بصمته في كِياني!
فلا مفرَّ من الحرب ابداً!
أمشي في شوارع مدينةٍ من المفترض إن أشعر فيها بالألفة، فقد رأت عيني فيها النور للمرة الأولى، خطوت بها الخطوة الأولى، نطقت اول كلاماتي هنا، و أقتنيت أول قلم و دفتر هنا، ثم بعدَّ سنين عدّة، حظيت بالعودة لأرض الوطن!
تشبعت بترابه، عُجنتُ بنيلِه.
أحببتُه!
أحببت السودان، شوارِعه، سمائه، أرضه، شعبه، أكله، أغانيه!
ظللت طوال سبعة أعوام أستقي حُب السودان دون ملل أو كلل!
ثم ها انا اذ اليوم هنا، لا يراودني فيها سِوى شعور الوِحشة!
و من عمقِ سودنتي، أختم كلماتي هذه بأبيات سيد أحمد:
" يا ما شايلك فيني حايم ،
لا الليالي المخملية،
لا العمارات السوامق،
لا الأسامي الأجنبية ،
تمحى من عيني ملامحك)"
21/2/2024
إلى الوطن العزيز-السودان
من إبنتك الوفية
حَورَاء مُحمَد.
#حَورَاء_مُحمد.
اللهم أوقف. حمام الدماء
4:38 فجراً!
"كيف سيكون اللقاء؟
العودة لأرض الوطن؟
أحضان الرِفاق؟
دفء المنزل؟
تجمعات العائلة؟
أفراحهم و الأتراح؟"
و بعد وابلٍ من الذكريات، التخيلات، و ضحكات خافتة تفلت مني بعد كل ذكرىً طريفة، و دمعة تشق طريقها على خدي في محاولة لتذكيري بما لا أريد !
جُّل ما توصلت إليه أنني سودانية جداً!
سودانيةٌ حد النخاغ!
بأفكاري، تصرفاتي، ضحكاتي و أحزاني، و في هيئتي و صورتي!
أدركت أنني و إن هربت من الحرب في السودان، فقد نجوت بجسدي فقط لا غير!
أحمل السودان فيَّ!
يضع بصمته في كِياني!
فلا مفرَّ من الحرب ابداً!
أمشي في شوارع مدينةٍ من المفترض إن أشعر فيها بالألفة، فقد رأت عيني فيها النور للمرة الأولى، خطوت بها الخطوة الأولى، نطقت اول كلاماتي هنا، و أقتنيت أول قلم و دفتر هنا، ثم بعدَّ سنين عدّة، حظيت بالعودة لأرض الوطن!
تشبعت بترابه، عُجنتُ بنيلِه.
أحببتُه!
أحببت السودان، شوارِعه، سمائه، أرضه، شعبه، أكله، أغانيه!
ظللت طوال سبعة أعوام أستقي حُب السودان دون ملل أو كلل!
ثم ها انا اذ اليوم هنا، لا يراودني فيها سِوى شعور الوِحشة!
و من عمقِ سودنتي، أختم كلماتي هذه بأبيات سيد أحمد:
" يا ما شايلك فيني حايم ،
لا الليالي المخملية،
لا العمارات السوامق،
لا الأسامي الأجنبية ،
تمحى من عيني ملامحك)"
21/2/2024
إلى الوطن العزيز-السودان
من إبنتك الوفية
حَورَاء مُحمَد.
#حَورَاء_مُحمد.
اللهم أوقف. حمام الدماء
December 28, 2019
رواية جميلة جدا، و من الروايات القليلة التي لم تجذبني فيها شخصياتها و لا أحداثها و مع ذلك لم أستطع أن أتركها حتى آخر صفحة.
و أعتقد أن العامل الذي دفعني للنهاية ببساطة هو الموقع الذي تدور به الأحداث(السودان) بأساطيرها و عبيدها و أسيادها بمستعمريها و بأسواقها و صحاريها.
إنها لرواية ساحرة حقا
و أعتقد أن العامل الذي دفعني للنهاية ببساطة هو الموقع الذي تدور به الأحداث(السودان) بأساطيرها و عبيدها و أسيادها بمستعمريها و بأسواقها و صحاريها.
إنها لرواية ساحرة حقا
March 4, 2017
إن كنت تظن أنك سوف تقرأ عن السودان أو أدب الرحلات فأنت مخطئ . العنوان فخ لطيف الكاتب هنا تقمص دور أجنبي وافق على قبول تحدي زيارة السودان وكان له أن يغرق في سحر الشرق أكثر وأكثر ،، لن أستغرب ماحدث لعثمان من تغييرات لأنني اعلم كيف تبدو هذه الدول البسيطة المعجونة بالطيبة في عيون الأجانب كيف لكل هذا الإختلافات والعادات الغريبة عنهم ان تمحو كل الحداثة والتطور كيف لهذه الشعوب الجميلة أن تطوي لوعة الحنين الى اوطانهم الحقيقية ،،، ربما لأننا نملك الجوهر الإنساني رغم سواده في بعض الجوانب لكننا مازلنا نمتلك جوهرنا الأصيل الذي فقدوه في الغرب مع تسارع الحياة وتطورها
تاج السر أجاد ربط شخصيات الرواية كنت أشعر بتسارع قلبي مع كل مشهد يرسمه كنت أستطيع تخيل رائحة البخور وطعم اللحم المقدد المقدم على أقراص من القمح وحتى رائحة جوز الهند كانت السودان حاضرة بكل التفاصيل التي تتخيلها من طيبة الى عبودية الى الصوفية التي اقرأ كثيراً عن انتشارها في السودان ،، هنا فعلا فيلم بديع أجاد الكاتب رسم ملامحه
تاج السر أجاد ربط شخصيات الرواية كنت أشعر بتسارع قلبي مع كل مشهد يرسمه كنت أستطيع تخيل رائحة البخور وطعم اللحم المقدد المقدم على أقراص من القمح وحتى رائحة جوز الهند كانت السودان حاضرة بكل التفاصيل التي تتخيلها من طيبة الى عبودية الى الصوفية التي اقرأ كثيراً عن انتشارها في السودان ،، هنا فعلا فيلم بديع أجاد الكاتب رسم ملامحه
May 3, 2013
بدايتها شيّقة و جميلة .. حتى منتصف الرواية بدأت الأحداث بالتسارع اللامنطقي ، شعرت بأنه يستخفّ بالقاريء ..
خصوصاً أن البعد الفلسفي للأحداث غائب تماماً ..
رحلة كرحلة هذا الأوربي المولع بحب المغامرة و الإكتشاف
مفرّغة من كل معنى .. حتى " أرض السودان " .. غائبة ! إلا القشور و المناظر السطحية المألوفة في كل بلد فقير .
فكرة العمل خصبة .. يستطيع الكاتب من خلالها سرد الكثير من المعلومات و الأفكار فيما يتعلّق بالسودان و شعوبها و قبائلها .. فيما يتعلق أيضاً بأبطال الرواية المختلفين و المتنوعين من العرب و الأوربيين و المماليك و الغجر و ما إلى ذلك .. توقعت أن أخرج بفائدة أكبر .
و لكنني لم أخرج سوى بأسلوب سردي شائق و جميل .
خصوصاً أن البعد الفلسفي للأحداث غائب تماماً ..
رحلة كرحلة هذا الأوربي المولع بحب المغامرة و الإكتشاف
مفرّغة من كل معنى .. حتى " أرض السودان " .. غائبة ! إلا القشور و المناظر السطحية المألوفة في كل بلد فقير .
فكرة العمل خصبة .. يستطيع الكاتب من خلالها سرد الكثير من المعلومات و الأفكار فيما يتعلّق بالسودان و شعوبها و قبائلها .. فيما يتعلق أيضاً بأبطال الرواية المختلفين و المتنوعين من العرب و الأوربيين و المماليك و الغجر و ما إلى ذلك .. توقعت أن أخرج بفائدة أكبر .
و لكنني لم أخرج سوى بأسلوب سردي شائق و جميل .
April 19, 2012
ضد العبودية مع الحرية، نص روائي ينطلق فيه امير من التاريخ هذه المرة، متتبعا رحلة جلبرت أوسمان للسودان منطلقا من لندن.. امير كتب بإحترافية وصنعة عالية، ولسبب ما، اختلفت ونقصت حميمية سرد امير، بالرغم من الاحترافية السردية العالية. لم تغب سخرية امير في السرد حتى هذا في هذا السرد الجاد..
اكرر ان النص عالي الاحترافية، قلما تجد ثغرة سردية، لكني أحببت نصوصا اخرى اكثر لأمير ولا أدرك السبب، ربما لكون هذا النص أخلاقي و أيديولوجي اكثر من اللازم. بقي ان أشير الى ان خاتمة النص ربما نسفت كل البناء الأخلاقي للنص ولم توافق بناء النص.
الرواية؛ شخصيا أتوقع لها حصد جوائز
اكرر ان النص عالي الاحترافية، قلما تجد ثغرة سردية، لكني أحببت نصوصا اخرى اكثر لأمير ولا أدرك السبب، ربما لكون هذا النص أخلاقي و أيديولوجي اكثر من اللازم. بقي ان أشير الى ان خاتمة النص ربما نسفت كل البناء الأخلاقي للنص ولم توافق بناء النص.
الرواية؛ شخصيا أتوقع لها حصد جوائز
March 17, 2019
أعجبتني الرواية .. نقلت أرض السودان تحت قدمي وعشت عادات أهلها وعرفت أسماءهم وبعض طقوسهم الغريبة .. أربكتني سطور النهاية قليلا ولكن هذا لم يشوش عقلي أو يصرف نفسي عن الإستمتاع الذي شعرت به أثناء القراءة .. أسلوب الكاتب ممتع وسلسل وأصبح ضمن قائمة الكتاب الذين سأعطيهم أولوية وقتي لقراءة أعمالهم .. رواية جميلة واستمتعتُ برفقتها للغاية ..
March 14, 2016
لغة الرواية باهتة و خالية من أي جمال، و كأنها نص مترجم تم صياغته بطريقة سيئة. أعجبتني التفاصيل الخاصة بأرض السودان، أما بقية الرواية فعادية، القصة متوقعة و ليس هنالك دهشة في النص، حتى مسار الأحداث رتيب، أصبت بالملل في منتصف الرواية، أعتقد أنها بداية سيئة لي مع الكاتب، بالمناسبة النهاية سيئة جداً
September 13, 2013
لم يفلح الكاتب في تقمص شخصية الغريب ووصف البلد بعينيه .. عموما كانت غير مقنعة بالنسبة لي على الإطلاق.
June 22, 2018
لم استوعب انها ليست مترجمة عن كاتب انجليزي الى مع نهاية الرواية واسم امير تاج السر على الغلاف اعجبتني رائعة بجمال السرد والتفاصيل والشخصيات نهاية الرواية لم تكن موفقة نوعا ما
Read
September 23, 2019مابين التاريخ والسياسة والمجتمع تجول أمير تاج السر بالقارىء في أرض سمراء فضاؤها روايته " أرض السودان ..الحلو والمر "...ليستعرض معه ماضيا تمتد جذوره الى اواخر القرن التاسع عشر وتتسع ظلال آثاره حتى يومنا هذا....
أقام أمير روايته على الأشخاص الذين كانوا الأكثر فاعلية في صياغة الحدث والدوران في محيطه بعيون رحالة غربي من بلاد المستعمر "بكسر الميم الأخيرة " متعمدا أن يكون الشاهد من فصيلة المعتدي لتتحقق بذلك العدالة الآنية وآخرين ممن أحاطوا به من أصحاب الأرض والجنسيات الاجنبية الأخرى التي تحاول نيل نصيبها من خيرات هذا البلد المحروم أهله من كنوزه ونعيمه...
اين تجتمع تلك الفصائل الغريبة عن بعضها البعض...؟؟؟ تجتمع في نزل مستكة المرأة الجميلة ذات القيادة العليا التي تدير النزل بقوة وحزم وتجمع إليها الشخصيات المختلفة في كل خميس يتسامرون في شتى الأمور....وكأن هذا النزل يشير من بعيد الى اجتماع القوى العظمى التي تقتسم البلاد فيما بينها مستغلة ضعفها من جهة وأرزاقها من جهة أخرى....وما الشخصيات المجتمعة في ذلك المكان أو حوله إلا منتدبون عن قوى معينة إن جاز لنا التعبير...فجبريل الكونت الذي يتباهى بقوته ان نظرنا إليه بعين المتفحص مثلا ماهو الا سرابا متخيلا لمن يحاول أن يوهم نفسه وغيره بمكانته العظيمة الزائفة فيدعي ماليس فيه أصلا وهذا علامة فشله وضحالة فكره...أما اذا تحدثنا عن سيف القبيلة فهو نموذج للمقدام الذي يعشق المغامرة حتى وان جردته من رصانته وخلعت عنه ثوب الجدية وسلبته اموال تجارته...لكن عندما نتناول الشخصيات التي تمثلها المرأة في هذا العمل فإننا سنجدها الضعيفة والقوية...المعتدية والمعتدى عليها...الحاضرة الغائبة...السيدة والمملوكة....واهبة الحياة وسالبتها...إنها أوجه الحياة كلها التي تصب في النهر نفسه....ففردوسة مسلوبة الإرادة هي من كانت يد القدر في مصير زوجها المتسلط جبريل....الغجرية الفاتنة المخادعة هي من خدعت سيف القبيلة وسخرت منه...أما شرفية الجنية فإنها المعاني جميعها مجتمعة فهي الغامضة الساذجة الذكية...النكرة صاحبة الحضور...القبيحة الجميلة...هل كانت شخصية عبثية ليتم المشهد الروائي بها؟؟؟ لا أظنها كانت ركيزة الرواية وحجر الأساس المتواري فيها...إنها السودان مريرة الحال وسوداء الأرض...عظيمة الأهل الحلوة بعادات مواطنيها وتقاليدهم ووجوههم الطيبة....مطمع القادم من بعيد ....
مابين التاريخ والسياسة والمجتمع تجول أمير تاج السر بالقارىء في أرض سمراء فضاؤها روايته " أرض السودان ..الحلو والمر "...ليستعرض معه ماضيا تمتد جذوره الى اواخر القرن التاسع عشر وظلال آثاره تتسع حتى يومنا هذا....
أقام أمير روايته على الأشخاص الذين كانوا الأكثر فاعلية في صياغة الحدث والدوران في محيطه بعيون رحالة غربي من بلاد المستعمر "بكسر الميم الأخيرة " متعمدا أن يكون الشاهد من فصيلة المعتدي لتتحقق بذلك العدالة الآنية وآخرين ممن أحاطوا به من أصحاب الأرض والجنسيات الاجنبية الأخرى التي تحاول نيل نصيبها من خيرات هذا البلد المحروم أهله من كنوزه ونعيمه...
اين تجتمع تلك الفصائل الغريبة عن بعضها البعض...؟؟؟ تجتمع في نزل مستكة المرأة الجميلة ذات القيادة العليا التي تدير النزل بقوة وحزم وتجمع إليها الشخصيات المختلفة في كل خميس يتسامرون في شتى الأمور....وكأن هذا النزل يشير من بعيد الى اجتماع القوى العظمى التي تتقاسم البلاد فيما بينها مستغلة ضعفها من جهة وأرزاقها من جهة أخرى....وما الشخصيات المجتمعة في ذلك المكان أو حوله إلا منتدبون عن قوى معينة إن جاز لنا التعبير...فجبريل الكونت الذي يتباهى بقوته إن نحن نظرنا إليه بعين المتفحص مثلا سنجده سرابا متخيلا لمن يحاول أن يوهم نفسه وغيره بمكانته العظيمة الزائفة فيدعي ماليس فيه أصلا وهذا علامة فشله وضحالة فكره...أما اذا تحدثنا عن سيف القبيلة فهو نموذج للمقدام الذي يعشق المغامرة حتى وإن جردته من رصانته وخلعت عنه ثوب الجدية وسلبته أموال تجارته...وعند تناولنا المرأة في هذا العمل فإننا سنجدها الضعيفة والقوية...المعتدية والمعتدى عليها...الحاضرة الغائبة...السيدة والمملوكة....واهبة الحياة وسالبتها...إنها أوجه الحياة كلها التي تصب في النهر نفسه....ففردوسة مسلوبة الإرادة هي من كانت يد القدر في مصير زوجها المتسلط جبريل....الغجرية الفاتنة الساحرة هي من خدعت سيف القبيلة وسخرت منه...أما شرفية الجنية فإنها المعاني جميعها مجتمعة فهي الغامضة الساذجة الذكية...النكرة صاحبة الحضور...القبيحة الجميلة...وهي تجعلنا نتساءل هل كانت شخصية عبثية ليتم المشهد الروائي بها؟؟؟ الإجابة لا بل أظنها ركيزة الرواية وحجر الأساس المتواري فيها...إنها السودان مريرة الحال وسوداء الأرض...عظيمة الأهل الحلوة بعادات مواطنيها وتقاليدهم ووجوههم الطيبة....مطمع القادم من بعيد ...
الرواية فيها درجة عالية من الرمزية الناقدة أحيانا والساخرة أحيانا أخرى...مليئة بالأسى المبطن نحو الضعف المعاش وبساطة السكان الأصليين وهشاشة التفكير لديهم القائم على الخرافة والخزعبلات والتعاليم الدينية الصورية والتي مهدت للغير استغلالها أسوأ استغلال ملقيا بمكر وخداع بذور السيطرة بين العقول المذعنة والمستسلمة ...لذا فإنني أميل إلى إن الكاتب اختار الغريب الأجنبي بطلا للرواية ليعبر من خلال دمه المختلف حلمه الذي يؤرقه المتمثل بزراعة جديدة تنتج ثمارا أكثر فائدة وانفتاحا وتعقلا ....حلم من خلاله بسودان الحضارة والعلم والرقي لا المهمشة المسروق نتاجها الإنساني والأرضي....
الرواية سلسلة ذات مغزى ودلالة إلا أنها لا تخلو من الحشو والزيادة والقصص التي لم أجد لها مكانا مناسبا بين سطور الرواية بل شعرت بأنها مفتعلة لا تخدم القضية الأساسية للعمل بل مجرد حكايا لا طائل منها...اللغة بسيطة والتأملات جميلة وعميقة لكن كفكرة الأرض المستعمرة كان باستطاعة الكاتب أن ينسجها بهيئة أفضل وأكثر إقناعا للقارىء الذي بات يتخطى القشور الفنية للعمل الأدبي ليصل إلى جوهره...
أقام أمير روايته على الأشخاص الذين كانوا الأكثر فاعلية في صياغة الحدث والدوران في محيطه بعيون رحالة غربي من بلاد المستعمر "بكسر الميم الأخيرة " متعمدا أن يكون الشاهد من فصيلة المعتدي لتتحقق بذلك العدالة الآنية وآخرين ممن أحاطوا به من أصحاب الأرض والجنسيات الاجنبية الأخرى التي تحاول نيل نصيبها من خيرات هذا البلد المحروم أهله من كنوزه ونعيمه...
اين تجتمع تلك الفصائل الغريبة عن بعضها البعض...؟؟؟ تجتمع في نزل مستكة المرأة الجميلة ذات القيادة العليا التي تدير النزل بقوة وحزم وتجمع إليها الشخصيات المختلفة في كل خميس يتسامرون في شتى الأمور....وكأن هذا النزل يشير من بعيد الى اجتماع القوى العظمى التي تقتسم البلاد فيما بينها مستغلة ضعفها من جهة وأرزاقها من جهة أخرى....وما الشخصيات المجتمعة في ذلك المكان أو حوله إلا منتدبون عن قوى معينة إن جاز لنا التعبير...فجبريل الكونت الذي يتباهى بقوته ان نظرنا إليه بعين المتفحص مثلا ماهو الا سرابا متخيلا لمن يحاول أن يوهم نفسه وغيره بمكانته العظيمة الزائفة فيدعي ماليس فيه أصلا وهذا علامة فشله وضحالة فكره...أما اذا تحدثنا عن سيف القبيلة فهو نموذج للمقدام الذي يعشق المغامرة حتى وان جردته من رصانته وخلعت عنه ثوب الجدية وسلبته اموال تجارته...لكن عندما نتناول الشخصيات التي تمثلها المرأة في هذا العمل فإننا سنجدها الضعيفة والقوية...المعتدية والمعتدى عليها...الحاضرة الغائبة...السيدة والمملوكة....واهبة الحياة وسالبتها...إنها أوجه الحياة كلها التي تصب في النهر نفسه....ففردوسة مسلوبة الإرادة هي من كانت يد القدر في مصير زوجها المتسلط جبريل....الغجرية الفاتنة المخادعة هي من خدعت سيف القبيلة وسخرت منه...أما شرفية الجنية فإنها المعاني جميعها مجتمعة فهي الغامضة الساذجة الذكية...النكرة صاحبة الحضور...القبيحة الجميلة...هل كانت شخصية عبثية ليتم المشهد الروائي بها؟؟؟ لا أظنها كانت ركيزة الرواية وحجر الأساس المتواري فيها...إنها السودان مريرة الحال وسوداء الأرض...عظيمة الأهل الحلوة بعادات مواطنيها وتقاليدهم ووجوههم الطيبة....مطمع القادم من بعيد ....
مابين التاريخ والسياسة والمجتمع تجول أمير تاج السر بالقارىء في أرض سمراء فضاؤها روايته " أرض السودان ..الحلو والمر "...ليستعرض معه ماضيا تمتد جذوره الى اواخر القرن التاسع عشر وظلال آثاره تتسع حتى يومنا هذا....
أقام أمير روايته على الأشخاص الذين كانوا الأكثر فاعلية في صياغة الحدث والدوران في محيطه بعيون رحالة غربي من بلاد المستعمر "بكسر الميم الأخيرة " متعمدا أن يكون الشاهد من فصيلة المعتدي لتتحقق بذلك العدالة الآنية وآخرين ممن أحاطوا به من أصحاب الأرض والجنسيات الاجنبية الأخرى التي تحاول نيل نصيبها من خيرات هذا البلد المحروم أهله من كنوزه ونعيمه...
اين تجتمع تلك الفصائل الغريبة عن بعضها البعض...؟؟؟ تجتمع في نزل مستكة المرأة الجميلة ذات القيادة العليا التي تدير النزل بقوة وحزم وتجمع إليها الشخصيات المختلفة في كل خميس يتسامرون في شتى الأمور....وكأن هذا النزل يشير من بعيد الى اجتماع القوى العظمى التي تتقاسم البلاد فيما بينها مستغلة ضعفها من جهة وأرزاقها من جهة أخرى....وما الشخصيات المجتمعة في ذلك المكان أو حوله إلا منتدبون عن قوى معينة إن جاز لنا التعبير...فجبريل الكونت الذي يتباهى بقوته إن نحن نظرنا إليه بعين المتفحص مثلا سنجده سرابا متخيلا لمن يحاول أن يوهم نفسه وغيره بمكانته العظيمة الزائفة فيدعي ماليس فيه أصلا وهذا علامة فشله وضحالة فكره...أما اذا تحدثنا عن سيف القبيلة فهو نموذج للمقدام الذي يعشق المغامرة حتى وإن جردته من رصانته وخلعت عنه ثوب الجدية وسلبته أموال تجارته...وعند تناولنا المرأة في هذا العمل فإننا سنجدها الضعيفة والقوية...المعتدية والمعتدى عليها...الحاضرة الغائبة...السيدة والمملوكة....واهبة الحياة وسالبتها...إنها أوجه الحياة كلها التي تصب في النهر نفسه....ففردوسة مسلوبة الإرادة هي من كانت يد القدر في مصير زوجها المتسلط جبريل....الغجرية الفاتنة الساحرة هي من خدعت سيف القبيلة وسخرت منه...أما شرفية الجنية فإنها المعاني جميعها مجتمعة فهي الغامضة الساذجة الذكية...النكرة صاحبة الحضور...القبيحة الجميلة...وهي تجعلنا نتساءل هل كانت شخصية عبثية ليتم المشهد الروائي بها؟؟؟ الإجابة لا بل أظنها ركيزة الرواية وحجر الأساس المتواري فيها...إنها السودان مريرة الحال وسوداء الأرض...عظيمة الأهل الحلوة بعادات مواطنيها وتقاليدهم ووجوههم الطيبة....مطمع القادم من بعيد ...
الرواية فيها درجة عالية من الرمزية الناقدة أحيانا والساخرة أحيانا أخرى...مليئة بالأسى المبطن نحو الضعف المعاش وبساطة السكان الأصليين وهشاشة التفكير لديهم القائم على الخرافة والخزعبلات والتعاليم الدينية الصورية والتي مهدت للغير استغلالها أسوأ استغلال ملقيا بمكر وخداع بذور السيطرة بين العقول المذعنة والمستسلمة ...لذا فإنني أميل إلى إن الكاتب اختار الغريب الأجنبي بطلا للرواية ليعبر من خلال دمه المختلف حلمه الذي يؤرقه المتمثل بزراعة جديدة تنتج ثمارا أكثر فائدة وانفتاحا وتعقلا ....حلم من خلاله بسودان الحضارة والعلم والرقي لا المهمشة المسروق نتاجها الإنساني والأرضي....
الرواية سلسلة ذات مغزى ودلالة إلا أنها لا تخلو من الحشو والزيادة والقصص التي لم أجد لها مكانا مناسبا بين سطور الرواية بل شعرت بأنها مفتعلة لا تخدم القضية الأساسية للعمل بل مجرد حكايا لا طائل منها...اللغة بسيطة والتأملات جميلة وعميقة لكن كفكرة الأرض المستعمرة كان باستطاعة الكاتب أن ينسجها بهيئة أفضل وأكثر إقناعا للقارىء الذي بات يتخطى القشور الفنية للعمل الأدبي ليصل إلى جوهره...
September 20, 2024
ارض السودان الحلو و المر
الكاتب السوداني امير تاج السر
انهيت اليوم الجمعة ٢٠-٩-٢٠٢٤ قراءة رواية ارض السودان للكاتب السوداني أمير تاج السر الذي يملك طريقته الخاصة في السرد و انتقاء الابطال وحتي اسماءهم ( طمبليت متعفر - سيف القبيلة - شرفية) كما لاحظت في قراءتي له سابقا.
اسلوب الكاتب سلس و سهل و لغته تشد القارىء و يستخدم الالفاظ المتداولة و لكن احيانا يغوص في الثقافة السودانية بعمق و يستخرج الالفاظ المتفردة لواجهة السرد كما فعلها في كلمة "حماريط" و التي ظنها شتمة او سبة ولكن يكشف ان معناها الشخص ذو البشرة البيضاء. غلب علي الرواية طابع حديث النفس و التحدث مع الذات و رواية الاحداث من طرف جيلبرت اوسمان او عثمان الانجليزي في حين غاب الحوار و الديالوج بين الابطال الا في مواقف محدودة وقصيرة.
انتقد الكاتب قسوة الاستعمار الانجليزي واذلاله للشعب السوداني وظهور المواطنين مسلوبي الارادة و لا يتمتعون باي حقوق و بالتالي غير قادرين علي تغيير نمط الحياة او تغيير مصير البلد. عجبت من طرح فكرة ان بعض السودانيين كانوا يعتقدون ان الاستعمار كان ثنائي القطب لان مصر كانت تشارك وتعاون الانجليز (بالموظفين والجنود) في حكم السودان و نسي الكاتب ان مصر نفسها كنت ترزح تحت حكم الاستعمار الانجليزي مثلها تماما!
الرواية تتحدث عن جيلبرت اوسمان شاب انجليزي ملّْ حياة لندن الرتيبة الراكضة و برودة العلاقات الاجتماعية و يقوده الهزل مع صديقه (بيتر مادوك) ولقبه رامي القرص الي بدء مغامرة بالسفر الي السودان فيبدأ بالبحث في الكتب وتعلم اللغة العربية و ثقافة المكان علي يد “هارولد سامسون” الملقب بالخباز، و للمفارقة فقد كان يتاجر في الرقيق تحت عباءة منظمة انسانية لمحاربة الرق!!.
الكاتب أثري الرحلة بالمعلومات و الاحداث منذ صعود اوسمان علي متن الباخرة حيث مات القبطان لويجي بشكل غامض فقذفوه في البحر بعد تحول جثته لشكل غريب و كيف تعامل مع فرقة الموسيقي التي كان قائدها شاذ مرورا بتلك الجميلة التي كانت في رحلة لمقابلة رجل غني في الشرق. يصل اوسمان للإسكندرية، ومنها إلى أرض السودان، التي بدأ فيها مغامرته بمرافقة تاجر الإبل السوداني،”سيف القبيلة”، الذي يطلب منه وياللعجب تبديل زيّه الإفرنجي، كي تقبل الإبل ركوبه لظهرها، مؤكداً له أن خبرته في الإبل، مثل خبرة الأوربيين في إخضاع الشعوب المسالمة، وتلويث عقولها وسمعتها، وإن الجمل الوطني، لن يتحرك شبراً واحداً, إذا تمّ امتطاءه من قبل غريب. توغل جلبرت في المجتمع السوداني، و عاش كجزء فيه شاهد المتصوفة والحرامية والسوقة والاغنياء و الترف و البذخ و الفقراء واعوان الاستعمار و من قام الاستعمار بجلده في السوق امام بقية المواطنين!
من اشخاص الرواية و الذي يمثل فئة الرقيق كان الخادم (عبدالرجال زافو) خادم النزل او الفندق الذي تملكه سيدة اسمها مستكة ويدل اسمه علي القهر و الخضوع و التبعية و لكن ينجح اوسمان في النهاية في تحريره.
الرواية تشدد علي ان وضع المرأة كان متردي للغاية سواء في بيوت الهوي او حتي للعروس الصعيدية فردوسة الخاضعة لجبريل الرحال رافع الاثقال (الذي يستطيع ان يفك ازرار قميصه اذا ملأ الهواء صدره) ثم تستمر المقارنة بين المرأة الضعيفة و المرأة القوية في ذات المشهد بين فردوسة و مستكة او فردوسة والفتاة شرفية التي يظن الناس انها جنيَّة و ربيبة الجن لانها تعيش في مكان خرب قذر به جثث لحيوانات نافقة ووحل وطين وبقايا طعام و قاذورات وتحيا علي اكل الليمون الحامض و ترتدي ثياب رثة وتمثل لغز لاوسمان ولكنه يستطيع ان يقّوم من سلوكها و لبسها و يقرر ان يتزوجها و يعلن اسلامه بعد تأثره باصحاب الطريقة الصوفية و يؤكد في سرده انه لم يسلم ليتزوجها لانها هي شخصيا لم تكن تعلم لنفسها دين و ان كانت مسلمة بحكم النشأة.
من مواقف الرواية القوية هزيمة سيف القبيلة صاحب الاسفار والخبرات و ذو المروءة و السخي مع من يعرف و من لا يعرف وخداعه من امرأة غجرية احبها و تزوجها فهجرته بعد ان استولت علي مايملكه. علي الناحية الاخري تقوم فردوسة الزوجة الضعيفة بقتل زوجها جبريل الرحال الذي كان يقودها وراءه كالماشية، وقُيّدت الحادثة قضاءً وقدراً بعد ان سقط في البئر؟!
جلبرت في النهاية و في ليلة عرسه ينتقل من منزله الي العشة الصفيح القذرة فجأة بين النوم و الصحو ويجد شرفية قد عادت لهيئتها الرثة ونظرتها المخيفة وتناولها لليمون وتنتهي الحكاية بدون نهاية فلا عرفنا هل هي جنيّة و لا انسية و هل كان هذا حلم او حقيقة.
اقتباسات:
- بحثت في سير الأجداد عن الفطنة لم تكن سلعة تباع في السوق ولا درساً يلقيه المعلم ويمضي ولا خزانة بلا قفل تئن ناضبة لعلها في قلبي ولا أعرفها أو لعلها تلك الدهشة التي ارتسمت على الحاجبين وظننتها دهشة”.
- لغات الشعوب هي مفاتيحها، لن تدخل قلوب الغرباء ما لم تقلد ألسنتهم. وقد استعمرنا الناس حين امتلكنا مفاتيحهم
- كانت عروساً أبديّة بلا تجاعيد ولا ترهل، كأنها رضعت حليب الصبا الدائم يوم وجدت (متحدثا عن الاسكندرية).
الكاتب السوداني امير تاج السر
انهيت اليوم الجمعة ٢٠-٩-٢٠٢٤ قراءة رواية ارض السودان للكاتب السوداني أمير تاج السر الذي يملك طريقته الخاصة في السرد و انتقاء الابطال وحتي اسماءهم ( طمبليت متعفر - سيف القبيلة - شرفية) كما لاحظت في قراءتي له سابقا.
اسلوب الكاتب سلس و سهل و لغته تشد القارىء و يستخدم الالفاظ المتداولة و لكن احيانا يغوص في الثقافة السودانية بعمق و يستخرج الالفاظ المتفردة لواجهة السرد كما فعلها في كلمة "حماريط" و التي ظنها شتمة او سبة ولكن يكشف ان معناها الشخص ذو البشرة البيضاء. غلب علي الرواية طابع حديث النفس و التحدث مع الذات و رواية الاحداث من طرف جيلبرت اوسمان او عثمان الانجليزي في حين غاب الحوار و الديالوج بين الابطال الا في مواقف محدودة وقصيرة.
انتقد الكاتب قسوة الاستعمار الانجليزي واذلاله للشعب السوداني وظهور المواطنين مسلوبي الارادة و لا يتمتعون باي حقوق و بالتالي غير قادرين علي تغيير نمط الحياة او تغيير مصير البلد. عجبت من طرح فكرة ان بعض السودانيين كانوا يعتقدون ان الاستعمار كان ثنائي القطب لان مصر كانت تشارك وتعاون الانجليز (بالموظفين والجنود) في حكم السودان و نسي الكاتب ان مصر نفسها كنت ترزح تحت حكم الاستعمار الانجليزي مثلها تماما!
الرواية تتحدث عن جيلبرت اوسمان شاب انجليزي ملّْ حياة لندن الرتيبة الراكضة و برودة العلاقات الاجتماعية و يقوده الهزل مع صديقه (بيتر مادوك) ولقبه رامي القرص الي بدء مغامرة بالسفر الي السودان فيبدأ بالبحث في الكتب وتعلم اللغة العربية و ثقافة المكان علي يد “هارولد سامسون” الملقب بالخباز، و للمفارقة فقد كان يتاجر في الرقيق تحت عباءة منظمة انسانية لمحاربة الرق!!.
الكاتب أثري الرحلة بالمعلومات و الاحداث منذ صعود اوسمان علي متن الباخرة حيث مات القبطان لويجي بشكل غامض فقذفوه في البحر بعد تحول جثته لشكل غريب و كيف تعامل مع فرقة الموسيقي التي كان قائدها شاذ مرورا بتلك الجميلة التي كانت في رحلة لمقابلة رجل غني في الشرق. يصل اوسمان للإسكندرية، ومنها إلى أرض السودان، التي بدأ فيها مغامرته بمرافقة تاجر الإبل السوداني،”سيف القبيلة”، الذي يطلب منه وياللعجب تبديل زيّه الإفرنجي، كي تقبل الإبل ركوبه لظهرها، مؤكداً له أن خبرته في الإبل، مثل خبرة الأوربيين في إخضاع الشعوب المسالمة، وتلويث عقولها وسمعتها، وإن الجمل الوطني، لن يتحرك شبراً واحداً, إذا تمّ امتطاءه من قبل غريب. توغل جلبرت في المجتمع السوداني، و عاش كجزء فيه شاهد المتصوفة والحرامية والسوقة والاغنياء و الترف و البذخ و الفقراء واعوان الاستعمار و من قام الاستعمار بجلده في السوق امام بقية المواطنين!
من اشخاص الرواية و الذي يمثل فئة الرقيق كان الخادم (عبدالرجال زافو) خادم النزل او الفندق الذي تملكه سيدة اسمها مستكة ويدل اسمه علي القهر و الخضوع و التبعية و لكن ينجح اوسمان في النهاية في تحريره.
الرواية تشدد علي ان وضع المرأة كان متردي للغاية سواء في بيوت الهوي او حتي للعروس الصعيدية فردوسة الخاضعة لجبريل الرحال رافع الاثقال (الذي يستطيع ان يفك ازرار قميصه اذا ملأ الهواء صدره) ثم تستمر المقارنة بين المرأة الضعيفة و المرأة القوية في ذات المشهد بين فردوسة و مستكة او فردوسة والفتاة شرفية التي يظن الناس انها جنيَّة و ربيبة الجن لانها تعيش في مكان خرب قذر به جثث لحيوانات نافقة ووحل وطين وبقايا طعام و قاذورات وتحيا علي اكل الليمون الحامض و ترتدي ثياب رثة وتمثل لغز لاوسمان ولكنه يستطيع ان يقّوم من سلوكها و لبسها و يقرر ان يتزوجها و يعلن اسلامه بعد تأثره باصحاب الطريقة الصوفية و يؤكد في سرده انه لم يسلم ليتزوجها لانها هي شخصيا لم تكن تعلم لنفسها دين و ان كانت مسلمة بحكم النشأة.
من مواقف الرواية القوية هزيمة سيف القبيلة صاحب الاسفار والخبرات و ذو المروءة و السخي مع من يعرف و من لا يعرف وخداعه من امرأة غجرية احبها و تزوجها فهجرته بعد ان استولت علي مايملكه. علي الناحية الاخري تقوم فردوسة الزوجة الضعيفة بقتل زوجها جبريل الرحال الذي كان يقودها وراءه كالماشية، وقُيّدت الحادثة قضاءً وقدراً بعد ان سقط في البئر؟!
جلبرت في النهاية و في ليلة عرسه ينتقل من منزله الي العشة الصفيح القذرة فجأة بين النوم و الصحو ويجد شرفية قد عادت لهيئتها الرثة ونظرتها المخيفة وتناولها لليمون وتنتهي الحكاية بدون نهاية فلا عرفنا هل هي جنيّة و لا انسية و هل كان هذا حلم او حقيقة.
اقتباسات:
- بحثت في سير الأجداد عن الفطنة لم تكن سلعة تباع في السوق ولا درساً يلقيه المعلم ويمضي ولا خزانة بلا قفل تئن ناضبة لعلها في قلبي ولا أعرفها أو لعلها تلك الدهشة التي ارتسمت على الحاجبين وظننتها دهشة”.
- لغات الشعوب هي مفاتيحها، لن تدخل قلوب الغرباء ما لم تقلد ألسنتهم. وقد استعمرنا الناس حين امتلكنا مفاتيحهم
- كانت عروساً أبديّة بلا تجاعيد ولا ترهل، كأنها رضعت حليب الصبا الدائم يوم وجدت (متحدثا عن الاسكندرية).
This entire review has been hidden because of spoilers.
January 13, 2022
#أرض_السودان_الحُلو_والمُر
#أمير_تاج_السر
♦️" بحثتٌ في سِير الأجداد عن الفطنة.
لم تكن سلعةً تباع في السوق،
ولا درسًا يلقيه المعلم ويمضي،
ولا خزانةً بلا قفل تئن ناضبة.
لعلها في الفجر، إن كان يوجد فجر،
لعلها في قلبي ولا أعرفها،
أو لعلها تلك الدهشة التي ارتسمت على الحاجبين،
وظننتها دهشة."
♦️(جلبرت أوسمان) أو( عثمان الإنجليزي)مواطن بريطاني تحول من متسكع في شوارع لندن وحاناتها، إلى مغامر عابر للبحر وأهواله ماراً بأرض مصر(الأسكندرية ثم رحلة نيلية حتى وادي حلفا) مستقر في أرض السودان بالخرطوم.
نقلنا (أمير تاج السر) إلى أرض بلاده بعيون (جلبرت أوسمان) خلال فترة إحتلال الإنجليز بالتعاون مع بعض المصريين في إدارة شؤون البلاد.
خلال رحلة (عثمان الإنجليزي) كان لقائه بمجموعة من الشخصيات الغنية بالموروث الثقافي لهذا البلد (سيف القبيلة، عبد الرجال زافو، جبريل الرحال، مستكة ، طمبليت،
شرفية فتاة الجن، مشايخ الطرق الصوفية) وغيرهم...
حيث كان لكل شخص منهم خيط بداية مع (عثمان) وأحداث نهاية تعلم منهم الكثير والكثير.
* (سيف القبيلة) قائد ومعلم خلال السفر والترحال والتجارة في سوق المواشي، وكان بمثابة الخليل لأيامه، حتى نهايته المادية على يد الغجرية.
* (عبد الرجال) عبد وخادم (مستكة) والقائم بكل أعمالها تذوقنا معه مرارة العبودية حتى سن متأخرة وقد وهن فيها العظم وأشتعلت الرأس بالشيب وهو في خدمة سيدته، حتى أشتراه (عثمان) وأعتقه شكلاً وبالكلمة وذلك لمرارة خطوات العتق الرسمي مع جهات الدولة، كان مرشد (عثمان) في الخرطوم.
*أما (جبريل الرحال) فهو رجل شديد الغيرة والغلظة، ومن خلال تصرفاته مع زوجته وأبطال العمل بكل غلظة فقد كسب كراهية القارئ بطريقة أو بأخرى حتى نهايته المأساوية لم تشفع له أو تكسبه أي تعاطف.
* (مستكة)صاحبة نُزُل مشهور يرتاده الكثير، ولها حفلة إسبوعية يرتادها الوجهاء من الأجانب وأهل البلد، وعلاقاتها بالسلطة والنفوذ.
* (شرفية فتاة الجن) وليمونها الحامض والأساطير التى شاعت حولها وهو ما أكسبها أماناً بين الناس لتعيش بينهم حتى وهي مجهولة النسب ووضيعة المكانة، وتلك النقلة النوعية التى أحدثها لها (عثمان) ،حتى مشهد النهاية الذي يفتح العديد من التساؤلات حول إن كان (عثمان) في حلم أم أن مُر السودان كله قد أصابة على يد ابنة الجن بعد ليلة زواجه منها.
*مشايخ الطرق الصوفية.... وقد أعلن (عثمان) إسلامه على أيديهم بعد مدة من سماعة للقرأن والأذكار عند مروره خارج المسجد .
♦️تحدث عن عادات البلاد في الأعراس، التنجيم، لعبة القوة والفائز والمهزوم أو المنسحب سلفاً، التجارة في الأسواق والمزادات في قطعان الماشية، الأحكام الإنجليزية والسجون، خط السكة الحديد تحت الإنشاء، متابعة العمالة، العبيد تجارة وبيع وعتق، الأزياء والفرق بينها.
♦️بشكل أو بآخر شعرت أنها تتشابه أو تمد بصلة مع مسلسل (الخواجة عبد القادر.... بطولة يحي الفخراني) وإن كان الإختلاف بينهم شاسع في كل شيء...
♦️تحياتي دكتور أمير تاجر السر.... قمة الروعة والإبهار على أرضكم
في بعض الأجزاء كان السرد متواضع بعض الشيء. لكنه لا يضعف العمل
#محمد_طلعت_محمد_كمال
#أمير_تاج_السر
♦️" بحثتٌ في سِير الأجداد عن الفطنة.
لم تكن سلعةً تباع في السوق،
ولا درسًا يلقيه المعلم ويمضي،
ولا خزانةً بلا قفل تئن ناضبة.
لعلها في الفجر، إن كان يوجد فجر،
لعلها في قلبي ولا أعرفها،
أو لعلها تلك الدهشة التي ارتسمت على الحاجبين،
وظننتها دهشة."
♦️(جلبرت أوسمان) أو( عثمان الإنجليزي)مواطن بريطاني تحول من متسكع في شوارع لندن وحاناتها، إلى مغامر عابر للبحر وأهواله ماراً بأرض مصر(الأسكندرية ثم رحلة نيلية حتى وادي حلفا) مستقر في أرض السودان بالخرطوم.
نقلنا (أمير تاج السر) إلى أرض بلاده بعيون (جلبرت أوسمان) خلال فترة إحتلال الإنجليز بالتعاون مع بعض المصريين في إدارة شؤون البلاد.
خلال رحلة (عثمان الإنجليزي) كان لقائه بمجموعة من الشخصيات الغنية بالموروث الثقافي لهذا البلد (سيف القبيلة، عبد الرجال زافو، جبريل الرحال، مستكة ، طمبليت،
شرفية فتاة الجن، مشايخ الطرق الصوفية) وغيرهم...
حيث كان لكل شخص منهم خيط بداية مع (عثمان) وأحداث نهاية تعلم منهم الكثير والكثير.
* (سيف القبيلة) قائد ومعلم خلال السفر والترحال والتجارة في سوق المواشي، وكان بمثابة الخليل لأيامه، حتى نهايته المادية على يد الغجرية.
* (عبد الرجال) عبد وخادم (مستكة) والقائم بكل أعمالها تذوقنا معه مرارة العبودية حتى سن متأخرة وقد وهن فيها العظم وأشتعلت الرأس بالشيب وهو في خدمة سيدته، حتى أشتراه (عثمان) وأعتقه شكلاً وبالكلمة وذلك لمرارة خطوات العتق الرسمي مع جهات الدولة، كان مرشد (عثمان) في الخرطوم.
*أما (جبريل الرحال) فهو رجل شديد الغيرة والغلظة، ومن خلال تصرفاته مع زوجته وأبطال العمل بكل غلظة فقد كسب كراهية القارئ بطريقة أو بأخرى حتى نهايته المأساوية لم تشفع له أو تكسبه أي تعاطف.
* (مستكة)صاحبة نُزُل مشهور يرتاده الكثير، ولها حفلة إسبوعية يرتادها الوجهاء من الأجانب وأهل البلد، وعلاقاتها بالسلطة والنفوذ.
* (شرفية فتاة الجن) وليمونها الحامض والأساطير التى شاعت حولها وهو ما أكسبها أماناً بين الناس لتعيش بينهم حتى وهي مجهولة النسب ووضيعة المكانة، وتلك النقلة النوعية التى أحدثها لها (عثمان) ،حتى مشهد النهاية الذي يفتح العديد من التساؤلات حول إن كان (عثمان) في حلم أم أن مُر السودان كله قد أصابة على يد ابنة الجن بعد ليلة زواجه منها.
*مشايخ الطرق الصوفية.... وقد أعلن (عثمان) إسلامه على أيديهم بعد مدة من سماعة للقرأن والأذكار عند مروره خارج المسجد .
♦️تحدث عن عادات البلاد في الأعراس، التنجيم، لعبة القوة والفائز والمهزوم أو المنسحب سلفاً، التجارة في الأسواق والمزادات في قطعان الماشية، الأحكام الإنجليزية والسجون، خط السكة الحديد تحت الإنشاء، متابعة العمالة، العبيد تجارة وبيع وعتق، الأزياء والفرق بينها.
♦️بشكل أو بآخر شعرت أنها تتشابه أو تمد بصلة مع مسلسل (الخواجة عبد القادر.... بطولة يحي الفخراني) وإن كان الإختلاف بينهم شاسع في كل شيء...
♦️تحياتي دكتور أمير تاجر السر.... قمة الروعة والإبهار على أرضكم
في بعض الأجزاء كان السرد متواضع بعض الشيء. لكنه لا يضعف العمل
#محمد_طلعت_محمد_كمال
Displaying 1 - 30 of 71 reviews