إن مادة "علم المنطق"، من المواد الدراسية الحوزوية، التي تدرَّس في مرحلة المقدمات، وعادة الحوزات درجت على أن يدرس الطالب كتاباً أولياً مختصراً، ثم يتبعه بكتاب مطول؛ وخلال الفترات الزمنية المتعددة، كان يدرس في كل مرحلة مقرراً يختلف عن غيره. وفي هذا السياق كتب العديدون في مجال المنطق، ولكتاباتهم فوائد علمية كثيرة، ولكن لم نلحظ فيما كتب وجود كتاب "تدريسي" بما للكلمة من معنى، حيث إن العمق في الكتابة، ولكن لم نلحظ فيما كتب وجود كتاب "تدريسي" بما للكلمة من معنى، حيث إن العمق في الكتابة، أو ما شابه؛ لا يشكل سبباً كافياً لجعل الكتاب تدريسي. هذا الأمر دعى المؤلف لكتابة هذا المختصر في المنطق "الوجيز في المنطق" ليتبعه بعد ذلك بكتابين "الوسيط في المنطق" و "الوسيع في المنطق"، وبذلك تكتمل حلقات الكتب الدراسية لهذه المادة، وذلك ضرورة تحديث وتطوير المناهج التعليمية الحوزوية، من ناحية، ومن ناحية ثانية بهدف إيجاد سلسلة يتدرج فيها الطالب من كتاب لآخر، بخلاف ما هو موجود حالياً في عملية الإنتقال من مصنف لآخر، فقد يدرس الطالب كتاباً، ومؤلفه لم يعده للتدريس، وأما هذا الكتاب فهو أعد .للتدريس في الحوزة العلمية
بالفعل من أوجز ما قرأت بالمنطق. كتاب سهل وسلس وبسيط الى ابعد الحدود، مما يسهل على العديدين ولوج هذا العلم. الكتاب مقسم الى عدة اقسام مما يسهل على الطالب استساغة المعلومات بسلاسة اكبر
الكتاب مقسم الى المنطق العلم الالفاظ والدلالات الكليات والعرضيات
اكثر الكتب سلالسة على الطلاق في علم المنطق !! رغم ان الكاتب اتبع هذا الكتاب في كتابين آخرين إلا ان الكتاب البداية لأي متبدأ في المنطق يجب ان يكون من هنا.
قرأت عدة كتب في المجال وكان هذا اوجزها واسهلها ويحتمل على ان يكون مرجع اساسي في علم المنطق.
كتب المؤلّف هذا الكتيّب لطلّاب الحوزة في مرحلة المقدّمات لأنه رأى الكتب التي تُستعمل لتعليم المنطق ليست حقيقةً كتب ابتدائية مناسِبة للتدريس. فغالباً ما تستَعمل الكتب المختصرة والإختصار وحده لا يؤهّل كتاباً ليكون مقدِّمة-بل العكس. ولهذا الوجيز في المنطق يجيز في كميّة المواضيع المتناوَلة ولا يجيز في شرحها.
أوّلاً يقدّم الشيخ معنى علم المنطق وغايته وموضوعه (المعرّف والحجّة) ثمّ يشرع في تناول مباحث حول العلم (حصولي/حضوري، التصوّر/التصديق، ضروري/نظري) والألفاظ (الدلالات، أنواع الألفاظ، الترادف/التباين، المفرد/المركّب) والكليّات (مفهوم/مصداق، جزئيّ/كليّ، الكليّات الخمس، النسب الأربعة). شرحه سلس وواضح. يبدأ كل فصل بتمهيدٍ يقدّم فيه الموضوع بسياق مواضيع الفصول السابقة ويعقّب كل فصل بأسئلة مفيدة تشجّع القارئ على مراجعة المفاهيم في ذهنه. أعجبني الكتاب ورأيت أنّ المؤلّف قد حقّق نواياه.
شائبة واحدة وجدتها في الكتاب -وفي كتب عربيّة أخرى تتناول المنطق- هي إفتقارٌ في تقريب المواضيع إلى حياة القارئ العمليّة. فالمنطق هوعلمٌ عمليّ، فما قيمة العلم - والكتاب إذن- إن لم يُوضَّح كيفيّة تطبيقه في الواقع. اضطررت أن أرجع الى كتاب Socratic Logic by Peter Kreeft لأفهم أهمية المواضيع وكيف حقًّا تعصم مراعاتها من الخطأ في الفكر.
بانتظار نشر الكتابيْن الاخرين في سلسلة المنطق فبِكوْن هذا الكتاب مقدِّمة لا يدخل حقًّا في التعريف والإستدلال ويكتفي بشرح المفاهيم التي هي مداخل لهما.
كتابٌ بسيطٌ في موضوعِه، غزيرٌ في قيمته، لطيفٌ في شرحه.
انصحُ به كأوَّل كِتاب في عِلم المنطِق، فيستطيع الطَّالب فهم المَباحث دون الحاجة الماسّة لمُدرّس، وسيكتفي بشرحِ المؤلّف فحسب. إلّا أنَّ المؤلّف، وقعَ ببعض التخبّطات، كشرحِه لموضوع التصوّر والتَّصديق، وبعض الأمثلة الخاطِئة في مَبحث الألفاظ.
قسّم الحاج العاملي كتابهُ هذا إلىٰ:
1. حولَ عِلم المنطِق: وفيهِ يتطرّق إلىٰ ماهيّة هذا العِلم ونبذة عنه. 2. مَباحث العِلم: وفيهِ العِلم وأنواعه والجهل وأنواعه، وأجده سيئًا. 3. مَباحث الألفاظ: وفيهِ شرحٌ مُميّز لمَباحثه؛ إذ مِنَ الواضح اعتنائه بهذا الفصل أكثر من غيره. هذا والكِتاب يشمل مَبحث الألفاظ الذي يُقسم بدوره إلىٰ: (المُختصّ، المُشترك، المَنقول، المُرتجل، الحقيقة والمَجاز)، وأيضًا مَبحث المُفرد والمُركّب وأقسامهم، وهاته مَباحث لا يتم ذكرها عادةً في بعض المُتون المنطقيّة، ولكنّي أُشيد على اهتمامه وتبْسيطه لها. 4. مَباحث الكلّي: وهنا تطرّق إلىٰ الكلّيات الخمسة والنِّسب الأربعة، باختِصار شديد ودون تفريع، وهذا الأنسب للمُبتدئ باعتِقادي.
قد ذكرَ الحاج العاملي، بأنَّ كتابهُ هذا، سيتبعه كتابان يُكمِلان رِحلة دِراسة المنطق، ألا وهما: الوسيط في المنطِق، والوسيع في المنطِق، ولكن وبعد مُرور سنين، أظنّ بأنّه تراجع عن قراره واللهُ أعلم.