الجريمة والعقاب - الجزء الثاني

Crime and Punishment (2 Volumes) #2

by Fyodor Dostoevsky, سامي الدروبي (Translator)

This scarce antiquarian book is a facsimile reprint of the original. Due to its age, it may contain imperfections such as marks, notations, marginalia and flawed pages. Because we believe this work is culturally important, we have made it available as part of our commitment for protecting, preserving, and promoting the world's literature in affordable, high quality, modern editions that are true to the original work.

Genres: Novels, Classics, Russian Literature, Fiction, Literature, Psychology, Roman

423 pages, Paperback

First published January 1, 1866

About the author

Фёдор Михайлович Достоевский (Russian)

Works, such as the novels Crime and Punishment (1866), The Idiot (1869), and The Brothers Karamazov (1880), of Russian writer Feodor Mikhailovich Dostoyevsky or Dostoevski combine religious mysticism with profound psychological insight.

Very influential writings of Mikhail Mikhailovich Bakhtin included Problems of Dostoyevsky's Works (1929),

Fyodor Mikhailovich Dostoevsky composed short stories, essays, and journals. His literature explores humans in the troubled political, social, and spiritual atmospheres of 19th-century and engages with a variety of philosophies and themes. People most acclaimed his Demons(1872) .

Many literary critics rate him among the greatest authors of world literature and consider multiple books written by him to be highly influential masterpieces. They consider his Notes from Underground of the first existentialist literature. He is also well regarded as a philosopher and theologian.

(Russian: Фёдор Михайлович Достоевский) (see also Fiodor Dostoïevski)

Reviews

[Mohamed Al · Rating 5 out of 5]

تكمن عظمة أعمال "دوستويفسكي" في أنها حبلى بشتى المعاني، وهي لذلك قابلة لأكثر من قراءة وتحليل وتأويل. أذكر أنني عندما قرأت هذه الرواية قبل سنوات اعتقدت بأنها رواية إجتماعية/نفسية تتناول قضية الخير والشر ومدى ارتباطهما بالجريمة؛ فهي تصور ما يعتمل في نفس المجرم وهو يقدم على جريمته، وتصور مشاعره وردود أفعاله، ودوافعه لارتكاب الجريمة!
ولكني مع القراءة الثانية، اكتشفت أن الرواية لها بعد رمزيّ آخر، فعند التفكير مليًا بالدوافع التي يسوقها دوستويفسكي لتبرير جريمة راسكولينكوف، نجد أنها أبعد ما تكون عن المنطقيّة والعقلانيّة، وهي باختصار كالتالي:

الدافع الأول: تخليص أسرة مارميلادوف، وابنته التي اضطرت إلى ممارسة الدعارة، من الوضع المهين المذل، وذلك لن يتم إلا بالحصول على نقود العجوز المرابية.

الدافع الثاني: الرسالة التي استلمها من والدته وتتحدث فيها عن وضع أخته دونيا المأساوي وما تعرضت له من إساءات على يد سفيدريغالوف، الذي كانت تعمل خادمة في بيته، ومن ثم موافقتها على الارتباط بالمحامي لوجين، على الرغم من أنّها غير مقتنعة به. فشعر أخوها بأنّ هذا الزواج لا يختلف كثيراً عن الدعارة التي امتهنتها صونيا مارميلادوف، تلك أقدمت على هذا العمل المشين لتنقذ أسرتها من الموت جوعاً، ودونيا تقدم على الزواج لتنقذ أسرتها من الفقر، فرأى راسكو لنيكوف ضرورة قتل العجوز المرابية لتخليص أسرته أيضًا بنقودها.

الدافع الثالث: هو الحديث الذي دار بين الضابط والطالب في الحانة وقول الأخير لتبرير قتل العجوز : إننا بقتل فرد واحد نستطيع أن ننقذ حياة ألوفٍ غيره من الفسق والفساد والتحلل، يموت واحد ليعيش مئات.

ولكننا لو نظرنا إلى رمزية شخصية راسكولنيكوف والعجوز المرابية لربما اتضحت لنا الصورة أكثر؛ فدوستويفسكي يرمز بشخصية العجوز المرابية إلى النظام القديم الفاسد، بينما ترمز شخصية راسكولنيكوف إلى جيل الثورة الذي سيدمر الماضي ليبني على أنقاضه مستقبلاً ينعم أفراده بالعدالة، ولذلك فإنّ جريمة قتل العجوز ترمز ببساطة إلى ساعة إندلاع الثورة الاشتراكية، التي ستحقق العدل وتعيد توزيع الثروات توزيعاً عادلاً، ومعادلة قتل عجوز مرابية وشريرة وسلب أموالها، لانقاذ الناس المظلومين هي ذاتها معادلة الاشتراكيين، التي تقتضي الإستيلاء على مصالح الإقطاعيين وتوزيعها على العمال والفلاحين .. إلخ
لا ينتهي الأمر هنا، فبعد أن يقتل راسكولينكوف العجوز عن سبق إصرار وترصّد دون أن يقرّعه ضميره (لأنها تستحق الموت برأيه)، تعود أختها إلى المنزل في اللحظة الأولى التي تلت تنفيذ جريمة قتل العجوز، فيضطر إلى قتلها! أي أن راسكولينكوف أراد أن يقتل الظالمين فقط فقتل معهم الأبرياء،وهنا يريد دوستويفسكي أن يقول .. عند اندلاع الثورة ضد الظالمين، تهرق دماء كثيرة بريئة !

عمومًا أعتقد أن هنالك أكثر من تفسير (أو ربما لا تفسير) لدوافع راسكولنيكوف لارتكاب الجريمة، وكلها تعتمد على الزاوية التي نقرأ منها الرواية

[BookHunter M ُH َM َD · Rating 5 out of 5]

تمت الجريمة في الجزء الأول و بدأ العقاب مبكرا جدا يكاد يكون من بداية التفكير في الجريمة و العذاب النفسى و البدنى يلاحق راسكولنيكوف القاتل المثقف

إن الخطأ هو الميزة الوحيدة التي يمتاز بها الكائن الإنساني على سائر الكائنات الحية. من يخطئ يصل إلى الحقيقة. أنا إنسان لأنني أخطئ. ما وصل امرئ إلى حقيقة واحدة إلا بعد أن أخطأ أربع عشرة مرة وربما مئة وأربع عشرة مرة ! وهذا في ذاته ليس ما يعيب. لك أن تقول آراء جنونية، ولكن لتكن هذه الآراء آراءك أنت. لأن يخطئ المرء بطريقته الشخصية، فذلك يكاد يكون خيرًا من ترديد حقيقة لقّنه إياها غيره. أنت في الحالة الأولى إنسان، أما في الحالة الثانية فأنت ببغاء لا أكثر.

الحقيقة لا تطير، أما الحياة فيمكن حنقها. إلى أين وصلنا من هذا الآن ؟ نحن جميعًا، بغير استثناء، سواء في ميدان العلم، أو الثقافة، أو الفكر، أو العبقرية الخالصة، أو المثل الأعلى، أو الرغبات، أو الليبرالية، أو العقل، أو التجربة، نحن في كل شيء، في كل شيء، في كل شيء، نعم في كل شيء، ما زلنا في الصفوف الإعدادية لدخول مدرسة الثانوية ! نحب أن نكرر ونمضغ آراء الآخرين، وتعودنا على ذلك ! أليس هذا صحيحًا ؟ أليس الأمر كما أقول ؟ أليست هذه هي الحقيقة ؟
و لو نظرنا الي جميع انواع البشر لحق لنا ان نسأل من هم اولئك الذين يصمدون في الواقع للامتحان و يبرهنون على انهم اخيار طيبون

إن الإنسان يعتاد كل شيء، يا له من حقير
لماذا تبدو لهم فعلتي شاذة إلى هذا الحد؟ ألا انها جريمة؟ ماذا تعني كلمة جريمة؟ إن ضميري مرتاح. صحيح أن جريمة قد وقعت. صحيح أن نص القانون قد اخترق وأن دما قد سفك. فإذا كان الأمر أمر تقيد بنص القانون فأقطعوا رأسي ولنسكت ! ولكن يجب أن نذكر في هذه الحالة أن كثيرا من العظماء الذين احسنوا إلى الإنسانية ولم يكونوا قد ورثوا السلطة وراثة وإنما استولوا عليها إستيلاء. كان ينبغي أن تقطع رءوسهم منذ خطوا خطواتهم الأولى. أن الفرق الوحيد بين هؤلاء وبيني هو إنهم قد احتملوا ثقل أفعالهم فكان ذلك مبررا لهم، اما انا فلم أقدر على الصمود إذا كان لا يحق لي ان اجيز لنفسي القيام بتلك المحاولة

صراع بين الوجود و العدم .. بين الإيمان و الإلحاد ... بين الأخلاق و الحاجة

قال الكاهن لكاترين:
الله رحيم . أملي في عون الرب
-هو رحيم ولا شك ، لكنه ليس رحيما بنا نحن
- هذا اثم يا سيدتي ، هذا اثم
فصرخت مشيرة إلى المحتضر "زوجها":
وهذا ، أليس إثما؟

تُرى أين قرأت أن رجلاً محكوماً عليه بالإعدام قد قال أو تخيل قبل إعدامه بساعة أنه لو اضطر أن يعيش في مكان ما، على قمة، فوق صخرة، بموضع لا تزيد مساحته على موطئ قدم، وكان كل ما حوله هوةً سحيقة، خضماً كبيراً، ظلمات أبدية، عزلةً خالدة، زوابع لا تنقطع، وكان عليه أن يبقى واقفاً على موطئ القدم هذا مدى الحياة، بل ألف سنة، بل أبد الدهر، لظل مع ذلك يؤثر أن يعيش هذه العيشة على أن يموت فوراً، أن يعيش فحسب، أن يعيش! أن يعيش أي عيشة، ولكن أن يعيش.. نعم، أين قرأت هذا؟ ما أصدق هذا الكلام! رباه، ما أصدق هذا الكلام

ماذا يفيده وماذا يجديه أن يستمر في الصراع والكفاح؟ أيحيا من أجل أن يوجد؟ ألا انه كان طوال حياته مستعدا لأن يضحي بوجوده ألف مرة في سبيل فكرة، في سبيل أمل، بل وفي سبيل تحقيق نزوة! إن الوجود في حد ذاته لم يكن كافيا له في يوم من الأيام وإنما هو كان يطمع دائما في أكثر من ذلك! ولعل اعنف رغباته كان وحده السبب في انه ظن نفسه انسانا يجوز له مالا يجوز لغيره

هكذا بهذه الأسئلة إنما كان راسكولنيكوف يعذب نفسه، فكان الإهتياج الذي يحسه من ذلك يستحيل إلى نوع من التلذذ. على ان هذه الأسئلة ليس فيها شيء غير متوقع. إنها غير جديدة عليه، بل هي قديمة جدا. وهي تعذبه منذ زمن طويل. نعم لقد كانت هذه الأسئلة تعذبه وترهقه وتمزق قلبه منذ زمن طويل. لقد كان هذا القلق يشب في نفسه وينمو ويتراكم منذ زمن طويل.. ونضج هذا القلق في الآونة الأخيرة، وتركز وتكثف، فإذا هو يتخذ صورة سؤال رهيب، سؤال وحشي عجيب مسعور، يضني قلبه وفكره، ويطلب جوابا لا سبيل إلى تحاشيه

في حاﻻت المرض تتميز الأحلام ببروز قوي وشدة خارقة، وتتميز كذلك بتشابه كبير مع الواقع، قد يكون مجموع اللوحة عجيبا شاذا، ولكن الإطار ومجمل تسلسل التصور يكونان في الوقت نفسه على درجة عالية من المعقولية، ويشتمﻻن على تفاصيل مرهفة جدا، تفاصيل غير متوقعة، تبلغ من حسن المساهمة في كمال المجموع أن الحالم ﻻ يستطيع أن يبتكرها في حالة اليقظة ولو كان فنانا كبيرا مثل بوشكين أو تورجنيف. وهذه اﻷحﻻم، أعني اﻷحﻻم المرضية، تخلف دائما ذكرى باقية، وتحدث أثرا قويا في الجسم المضعضع المهتز المختل

لئن لم يكن في هذا العالم شيء أصعب من الصدق والصراحة، فلا شيء في العالم أسهل من التملق. فالصدق إذا اندس فيه عشر معشار من الكذب سرعان ما يخالطه نشاز فتقع فضيحة. أما التملق فإنه إذا كان كذبًا من أوله إلى آخره، يظل سارًا وممتعًا، فالشخص يصغي إليه شاعرًا بلذة إن لم تكن لذة سامية فهي لذة على كل حال. ومهما يكن التملق مفضوحا فإن نصف المديح على الأقل ينطلي على الممدوح. يصدق هذا على جميع طبقات الناس في المجتمع. ان في وسعك أن تغوي بالمديح أطهر فتاة فما بالك بغيرها

في النهاية لا يطهرنا الا الحب و الحب فقط

لقد بعثهما الحب بعثاً جديدأ، إن قلب كل منهما يفجر في قلب الآخر ينابيع حياة لا تنضب

[Mohammed Arabey · Rating 5 out of 5]

الرواية دي اتكتبت في 1866
بيحلم بطلها بحلم في نهايتها ... بنبوءة حرب عالمية عظمي
كما حدث تماما بعد نشرها بخمسين عاما بالظبط
ويشاء القدر ان أقرأها واشعر بنفس الظروف الاجتماعية في 2017
لكن اخشي ان النبوءة التي قرأتها الان لن تنتظر ولو خمس سنوات

وحتي الانتهاء من المراجعة ؛
مراجعة الكتاب الاول

!
A Review is Coming

[Alyazi · Rating 5 out of 5]

لم أشعر يوماً بأن هناك رواية أستطيع أن أختمها بدموع سعادة .. ليس لأنها رائعة و أكاد أشعر بأنني لن أكف عن تذكرها ما حييت ، ليس لهذا فقط !
بل لأنها دوستويفسكي قد كتب فيها حياة كُل إنسان فينا ، كتب ما نرفض أن نعترف أنه فينا ، و ما نحن سعيدون بأنه خُلقنا به ، كتب كُل ما قد يختلج في صدورنا ولا نحكيه ، كتب أعماق أعماق سيكولوجية الإنسان في ( إنسان ) ليكون أقرب إلينا . أعجز أن أصف المزيد بصدق ، أشعر بأن لا شيء سيفي هذا العمل حقه
ملاحظة : نقاء وطهارة الأعمال الروسية أذهلتني ، رغم أن بإستطاعة دوستويفسكي أن يسهب في تفاصيل يحرص بعض روائيونا على أن يملئ صفحات وصفحات في شرحها بكل لذة ، كم أنا ممتنة لأن هذا العمل هو صفعة لكل من يقول بأن وجودها مُلح وضروري :)

هذه ليست مراجعة حقيقة أنا فقط أريد أن أكتب شعوراً ، لا أريد أن أنساه ()

[Sohaib Ibn hossain · Rating 5 out of 5]

لماذا تبدو لهم فعلتي شاذة إلى هذا الحد؟ ألا انها جريمة؟ ماذا تعني كلمة جريمة؟ إن ضميري مرتاح. صحيح أن جريمة قد وقعت. صحيح أن نص القانون قد اخترق وأن دما قد سفك. فإذا كان الأمر أمر تقيد بنص القانون فأقطعوا رأسي ولنسكت ! ولكن يجب أن نذكر في هذه الحالة أن كثيرا من العظماء الذين احسنوا إلى الإنسانية ولم يكونوا قد ورثوا السلطة وراثة وإنما استولوا عليها إستيلاء. كان ينبغي أن تقطع رءوسهم منذ خطوا خطواتهم الأولى. أن الفرق الوحيد بين هؤلاء وبيني هو إنهم قد احتملوا ثقل أفعالهم فكان ذلك مبررا لهم، اما انا فلم أقدر على الصمود إذا كان لا يحق لي ان اجيز لنفسي القيام بتلك المحاولة
_____________________
باختصار كل إنسان في العالم فيه راسكولينكوف....

[Tahani Shihab · Rating 5 out of 5]

هل يحق للإنسان أن يقتل أخاه الإنسان تحت أي ذريعة؟
هل تستكين نفس القاتل بعد ارتكاب الجريمة؟
لماذا يُعتبر القاتل في حالة جنون عندما يرتكب جريمة القتل؟
رواية تملأ القارئ بالأسئلة تدعه حيران في معرفة النفس البشرية التي تتأرجح بين الخير والشر!
يحتاج لي أيام وليالي لأستوعب هذه الرواية العظيمة.

[محمد خالد شريف · Rating 4 out of 5]

انهيت آخر صفحات الرواية.. صمت مُطبق مهما تعالت الأصوات حولي، رنين الصمت المُميز يفجر آذاني.. يبدو أنني نسيت أن أتنفس في آخر الصفحات؛ سحبني "فيودور" إلى حلماً مُجسد في كلمات. أهكذا تلاعب بي "دوستويفسكي"؟ أبعد كُل هذا الشقاء، أجد هذه النهاية؟ توقعت كُل النهايات إلا هذه.

"دعوني، دعوني وحيداً! ذلك ما كنت قد قررته. وقد قررته واعياً كُل الوعي، مُدركاً كُل الإدراك! .. أريد أن أكون وحيداً مهما يحدث لي، سواء هلكت أم لم أهلك! انسوني نسياناً تاماً، ذلكم أفضل.."

نُكمل حكايتنا في الجزء الثاني من "الجريمة والعقاب" وبعد معرفة أركان الجريمة، ورحلة القبض على "راسكولنيكوف" الذي يؤرقه متلازمة بو المعروفة بـ"القلب الواشي"، ولكن غروره وكبرياءه يجعلانه يتمادى في أن يهرب من الجريمة وأن لا يدع أحداً يكتشفها، ويصل الأمر إلى تحدي مفتشي الشرطة، وغيرهم.
كانت بداية هذا الجزء أكثر من جيدة صراحة، تُكمل تتابع الجزء الأول الرائع والذي وبكل أمانة أعجبني أكثر من هذا الجزء، لأن هذا الجزء ضم خطوط فرعية ربما أكثر من اللازم، ورُبما كان وجودها في الجزء الأول أفضل من وجودها هنا؛ في الجزء الختامي لحكايتنا، فإنشغل "فيودور" بإغلاق الخطوط الفرعية حتى قبل النهاية بفصول قليلة، فشعرت وكأنني للحظات -رغم جمال الخطوط الفرعية- ابتعدت عن حبكتنا الأساسية التي انخرطت فيها حتى النخاع.

"كانت تنظر إليه ولا تفهم. كُل ما كانت تُدركه هو أنه إنسان شقي شقاء رهيباً، شقي إلى غير نهاية."

راسكولنيكوف؛ تلك الشخصية التي سأظل أتذكرها كثيراً، شقاءها ونظرتها الفريدة للعالم، تلك العدمية التي أعرف كُنهها، وأحفظ معالمها، وأشعر بها.. ذلك الشعور بعدم الاستحقاق لما أنت فيه، الفقر والبؤس مُنتشر في كُل البقاع حولك، ولكن "راسكولنيكوف" أتخذ الأمور بشكل أكثر تطرفاً منذ جريمة القتل، منذ أن قرر أن يسفك دماً، وأن يُنصب نفسه إلهاً على الأرض، فآتى عقابه ليس سجناً أو إعداماً، ولكن عقابه جاء شقاءه الذي زادته الجريمة، في قلقه الدائم وحيرته، وأنه يرى نفسه دائماً متهماً ومشكوكاً فيه، لقد عاش أيام طويلة مريرة، أياماً امتدت لأشهر حتى طفح كيله.

"كان مُستعداً لأن يُضحي بكل شيء في سبيل أن يخلو إلى نفسه، ولكنه كان يحس إحساساً واضحاً بأنه لن يستطيع احتمال العزلة ولو دقيقة واحدة."

تلك الحيرة التي واجهها "راسكولنيكوف" هي تجربتنا البشرية، عدم قُدرتنا على تحديد وجهات نظرنا ومشاعرنا، نُريد أن نتعزل الناس والعالم، ونحتضن وحدتنا، ونُريد من يكسر تلك الوحدة ويقترب منا، وإذا اقترب نفرنا منه وابتعدنا، ما أشقانا بنو البشر! وما أتعب أرواحنا وقلوبنا. نكاد من الهشاشة أن تكسرنا بعض الرياح الصيفية. وكالعادة، من غير "دوستويفسكي" كان سيقوم بوصف هذه المشاعر المتأرجحة؟ من غيره كان سيكتب تلك المحادثات الشائقة عن الحياة والسياسة والمجتمع؟ ومن غير "سامي الدروبي" كان سيترجم كُل ذلك ببراعة وصبر وإتقان؟ لا تبحث عزيزي القارئ، خذ مني الإجابة؛ لا يوجد.

"لقد بعثهما الحُب بعثاً جديداً، إن قلب كُل منهما يفجر في قلب الآخر ينابيع حياة لا تنضب."

النهاية التي اختارها "فيودور" فاجئتني صراحة، لم أتوقع إطلاقاً أن تكون موجودة على منضدة النهايات التي يختار منها، كنت أتوقع شيئاً مثل نهاية "غريب كامو" إكمالاً لكُل ذلك البؤس العدمي.. ولكنه اختار حلاً قد أجده غريباً، ولكنه مقبول، مع تفسيراته، رُبما، في النهاية، نحتاج إلى حل مثل هذا، لنولد من جديد، لنستطيع أن نعيش حياة طبيعية، تتسائل ما هو الحل السحري؟ أعتذر، لن أستطيع إخبارك، قم بقراءة الرواية ستعلم، لأنه بكل تأكيد هذه الرواية يُنصح بها.

[Mohammed · Rating 5 out of 5]

مرحبًا، أنا راسكولينكوف، شخصية مهتزة، متناقضة، ضعيف ظالم كما قد يحلوا للبعض توصيفي. هذا يعني بأنني انكسر بسهولة، لا أتميز بقوة عضلية ولا ذهنية ولا اجتماعية معينة، استدر الشفقة والرثاء، ومع ذلك فأنا لا أتوانى عن تحطيم الآخرين، حتى أقرب الأقربين إلي، تارة بالسخرية وتارة بالتجريح. قد أقتل وأسرق أيضًا، أمارس ألعابًا خائبة على ضميري الحائر، فلا يغلبني ولا أغلبه.

أنا راسكولينكوف، تسيطر عليّ الأوهام، أرى أنه قد أكون شخصًا ذا شأنٍ عظيم، لكنني لم أبن هذا الافتراض على أساس منطقي. فأنا –كما ترى-شخصٌ موهوم. صحيح أنني أزهقت روحًا بشرية، لكنني أذوب حنانًا إذا شهدت متاعب الفقراء، أتدفق عطفًا على الأطفال، على النساء المُستغلات، وأتألم لكل جراح الإنسانية. قد أدفع كل مافي جيبي لعائلة سكير لا يُرجي برؤه، وقد ارتبط طول الحياة بإحدى بنات الليل لأن بصيرتي نفذت إلى روحها البريئة.

أحار كثيرًا في أمر هذا المجتمع، لماذا يبرر جرائم البعض، بل ويحتفي بها ثم ينظر شزرًا إلى بعض الجرائم وينادي بعقوبة مرتكبيها دون هوادة؟ هل يمكن أن تصبح الجريمة وجهة نظر؟ هل هناك أساس أخلاقي أو ديني ثابت نحكم به على مثل هذه الأمور بغض النظر عمّن اقترفها؟ قتل مٌرابية عجوز، تمتص دماء الفقراء وتسوم أختها الضعيفة سوء العذاب هل يعد جرمًا أم تدخلًا منطقيًا؟ لا تحاول إقناعي فأنا معتد بأفكاري، أرى أنن أفكاري أرقى من استيعاب الآخرين وسابقة لعصرهم. إلا أنني أحيانً أشعر بأنني فاشل وخاوٍ وأشعر بالشفقة تجاه نفسي. أنا أتأرجح بين أَنَفة تطاول السماء، واحتقار للنفس يستحق الرثاء.

أنا كاترينا إيفانوفا، أتوقع منك أن تقف إجلالًا لمكانتي، فأنا منحدرة من الطبقة الاستقراطية. صحيح أنني الآن أعيش في بيت رث مع زوج سكير وابنته بائعة الهوى، إلا أنني مازلت بنت الأصول. أحب أن أفتخر بطبقتي الاجتماعية رغم أنها لا تطعمني خبزًا ولا تسقيني ماءً. لا أكف عن ذِكر عائلتي وأبي متوقعة أن أترك انطباعًا وهيبة ولكن لا أحد يبالي بما أقوله، ربما أعرف ذلك ولكنني أتجاهل الحقيقة. حتى عندما استجدي فأنا استعطي مرفوعة الرأس وأخبر أصحاب الصدقات بأنني لست كغيري من المتسولين. كما أنني عندما أحصل على أي مبلغ من مال فإنني أتصرف فيه كبنات الذوات، أحب الاهتمام بالتفاصيل وإبهار الآخرين حتى لو صرفت في سبيل ذلك آخر قرشٍ في جيبي. أبغض زوجي الذي جرني إلى مستنقع الفاقة والعنف، إلا أنني أشفق عليه كثيرًا. لا أدري إن كنت أحبه أم لا فأنا مشغولة برأسي الذي سينفجر من شدة ما أفكر في حالي الذي تبدل وكرامتي التي تبعثرت.

أنا بيوتر بتروفتش، صحيح أنني ولدت في عائلة فقيرة إلا أنني الآن ثري. بالطبع أنا إنسان رائع فقد صعدت من الصِفر، لذا فأنا متميز وأي فتاة ترتبط بي فهي محظوظة. في الحقيقة، فكرتي هي أن أتزوج من فتاة جميلة ذكية لكنها فقيرة،بذلك أحصل على جمالها وأخلاقها حيث أنني حريص على مظهري ويهمني رأي الناس فيني. ولأنها فقيرة ستشعر بالعرفان نحوي على إنقاذي إياها من قاع المجتمع. بلا شك الفضل يعود إلىّ في ذلك، يجب أن تقبل يدي ظاهرًا وباطنًا. تعلمت من رحلتي في النجاح أن الغاية تبرر الوسيلة، قد اتهم بريئا وقد أمشي بالنميمة، المهم ألّا أخرج من الميدان مهزومًا. لدي قانون آخر وهو ألّا أعطي شيئًا بدون مقابل، وحتى عندما أُعطي فيجب أن يكون العطاء محسوبًا بدقة، فالمال الذي كسبته بعرقي لا يستحقه الآخرون بسهولة. أخبرك شيئًا آخرًا عني، أنا لا أجيد فن الحوار ولا استطيع أن أقارع الحجة بالحجة، فقط أفرض رأيي وأخرج بكبرياءٍ لا قبل لأحد به.

ثلاث شخصيات من هذه الرواية، عينات ليس إلا، تشهد على قدرة دوستو أن يسلط مصباحه على الأزقة المظلمة للنفس البشرية. أن يعرض الشخصية بتنقية ثلاثية الأبعاد، وأن ينقل لنا أخفى اختلاجات الذهن المعذب. بالنسبة لي، استطعت أن اربط بين العديد من الشخصيات في الرواية وأشخاص أعرفهم في الواقع، على الأقل في بعض الجوانب. ياله من كاتب فذ، ويالنا من قرّاء محظوظين.

[Sayaf · Rating 5 out of 5]

الكلام كثير كثير جداً عن هالرواية ما راح يكفيها تعليق بسيط ، بس عندي جملة وحدة و متأكد منها و هي :

كل إنسان في هالعالم فيه راسكولينكوف

[Nada Elshabrawy · Rating 5 out of 5]

من الحاجات الصعب تصديقها اني اخيراً انتهيت منها !! زي ماهو صعب تصديق ان فيه حد ممكن يكتب عن الصراع النفسي بالجودة و الدقة دي . رائعه و بلا شك من اقوى الروايات .

[Taghreed Jamal El Deen · Rating 5 out of 5]

أن تحب قاتلاً فذلك يعني أن قلبك لا يزال قادراً على احتواء البشرية جمعاء .
شكرا دوستويفسكي :')

[Dalia Nourelden · Rating 5 out of 5]

مراجعة القراءة الثانية :

"إن هذه الجريمة تحمل طابع الزمان الذي نعيش فيه ، إنها تحمل عصر اضطرب فيه القلب الإنساني ، عصر يقول فيه بعضهم، مستشهداً بأقوال كتاب ومؤلفين، إن الدم 《 يطهر》، عصر لا شأن فيه ولا وزن فيه لغير البحث عن الدعة والسعى إلى الرخاء. نحن إزاء حلم يطوف برأس شاب أسكرته الأوهام والأخيلة الكتابية، وسممت قلبه الآراء والنظريات ! "


في النص والكتاب الاول من الرواية كان التركيز الأكبر علي الصراع النفسي داخل راسكولينكوف والحالة النفسية والجسدية وماحدث له قبل وبعد الجريمة اما الجزء الثاني فتتداخل فيه شخصيات وتفاصيل وأحداث أكثر وتحليل فلسفي ونفسي لمرتكب الجريمة من آخرين بجانب طبعا حالة راسكولينكوف وأفكاره ومخاوفه وردود أفعاله واضطراباته تجاه هذه التحليلات وتجاه الشخصيات التي يلتقيها .

ليس لى أن أقول سوى أبدعت يا عزيزي دوستويفسكي في رسم شخصية روديا وصراعاته النفسية .

١١ / ٥ / ٢٠٢٥

مراجعة القراءة الأولى :


هناك بعض الروايات التى تعجز عن الكتابة عنها
حجم الروايه كان يقلقنى لكنى حين بدأت فى القراءة لم اشعر بالملل او بان الرواية طويلة بل اندمجت معها ومع جميع شخصياتها المشاعر الانسانية العصبية والهيجان فى الحديث
ظننت فى البداية ان الرواية ستكون عن جريمة وعقوبة السجن تخيلت انها ستكون منقسمة نصف الجريمة واخر لعقاب والسجن لكن دوستوفيسكى فاجانى ان العقاب والسجن لم يكن سوى فى خاتمة الرواية فالسجن ليس هو العقاب الوحيد الحالة للنفسية واسلوب راسكلينكوف فى الحديث مع غيره ومع نفسه وتفكيره وتفسيراته لكل شىء . كان ابداع حقا من دوستوفيسكى.

١٧ / ١٢ / ٢٠١٦

[Sura ✿ · Rating 4 out of 5]

راسكولينكوف , الطالب الجامعي , و ما يواجهه من ازمات مالية , تركه للجامعة بسبب العوز , اخته التي تقحم نفسها في زواج من اجل المال و العجوز المرابية التي تدين له بالكثير , كلها كانت اسباب تدفعه لقتل الاخيرة , و ماكانت اختها الا ضحية للمصادفات , تلك المصادفات التي شاءت ان تستر جريمته , اما فضحها فكانت نتيجة لاسباب اخرى .
كالمعتاد , حين أقرأ لدوستوفيسكي اكون على موعد مع جلسة نفسية تستهلكني نفسياً و عقلياً لدرجة تؤثر على حياتي اليومية , او اضطر لترك الرواية جانياً حين اكون في حالة تستوجب ترك مشتتات التركيز , كروايات ديستوفيكسي مثلا . جمع في شخصية واحدة مجموعة من التناقضات و الاضطرابات التي تمر في حياة الانسان لكنه اختصر عرضها في بضعة ايام . لذا قد نجد الشخصية معقدة و غير طبيعية و لكن في الواقع ما راسكولينكوف الا " نحن " في ظروف حياتنا المختلفة وما يرافقها من صراعاتنا النفسية .
عرض في روايته اوجهاً مختلفة للجريمة , و هو يدفع القارىء لينظر الى الواقع من زاوية مختلفة , فهو يترك انطباعاً و كأنه يبرر جريمة راسكولينكوف و يوجه للمجتمع - افراداً و جماعات - اتهاماً بالجرم , فما الربا , الاستغلال , الفساد الاخلاقي الا جرائم مجتمعية , بل و يرفع صونيا رغم عملها في البغاء الى مكانة اعلى من زوجة ابيها التي تنحدر من عائلة مثقفة و والدها السكير .
و يقسم الافراد الى نوعين , انسان عادي و انسان خارق , و هي خاطرة ليست بغريبة حقاً و اتفق بها معه لكن لا ابرر ضعف العادي و لا جبروت و لؤم الخارق . و ييبين تأثره بطريقة او بأخرى بالديانتين المسيحية و اليهودية , و بشخصيات عالمية مختلفة اضافة الى تطرقه الى بعض القضايا السياسية و الاجتماعية التي عاصرها . يقال انه كان قد سجن ايضاًَ و عانى الفقر ايضاً و يبدو ان الرواية ماهي الا ترجمة لحياته , اما العمق النفسي لها جعلني اشك ان دوستويكفسكي قد ارتكب جريمة قتل فعلاً , او على الاقل كان يخطط لذلك .

قرأتها في الوقت الذي كنت اكمل فيه بعض المعاملات الحكومية لأول وظيفة في حياتي , يبدو ان ذكرى هذه الرواية لن تفارقني و سيكون لها معنى شخصي مختلف .

[Mahmoud Elnaeem · Rating 5 out of 5]

إن شخصية راسكولينكوف"بطل الرواية" الخيالية ترمز للنفس الإنسانية بصدق , إذ هو ليس بدمية كابطال معظم الروائيين ,فتلك الدمى بإستطاعة الكاتب أن يشرِحهم و يسبُر أعماقهم و يعرف كل شئ عن بواعِثهم و دوافع أفعالهم برُمتها,هؤلاء ليسوا أٌناسى و حري بان يكون من صنعوهم ليسوا بكتاب خالدين. الامر مختلف تماما مع راسكولينكوف إذ ظل سراً لمدى بعيد عند ديستوفيسكي رغم أنه يعرف عنه الكثير فهو "محاولاً" فك ذلك اللغز لافتاً أنه من المستحيل معرفة النفس و يرينا كيف يمكن لتلك النفس ان تتناقض بأن تحمل بين طياتها تعطشاً للجريمة و تعطشاً للعدل في انٍ واحد. فبطلنا ظل لساعات بل لايام و سنون يحلم بان يصبح عظيماً لكن على غرار نابليون بطريقة ميكافيلية بغيضة تمدها أنانية جامحة و ذلك بأن يجرؤ أن يقتل و يتحمل عبء القتل أي يخمد ضميره و يمضي قدما نحو العظمة ,لا بل ظل يحلم أن يُحسن للإنسانية بقتل العجوز المرابية ذات المال الوفير و أن يوزعه للمعوزيين و المساكين, فما قتلها إلا شراً واحداً مقابل مئة
خير.لا بل كان يحلم و يهم بالاثنين ,ما أدرانا بذلك فنفسه تتقاسم ,و مشاعره تصطرع , أحلامه تتقاتل .


لقد قتلها ,ها هو ذا ينصب نفسه الهاً ليحدد مصير العجوز المرابية لكن من أجل ماذا؟ ,هل كان مراده أن يحسن للاخرين بان يخلصهم منها فإذ هي تمتص أموالهم بشراهة و بنهم و لا ترى غير نفسها فلقد جمعت أمولا طائلة و ستتبرع بها للدير بعد موتها . الاطفال يموتون و هي تحتفظ بالاموال عندها !! ..كم من طفل أمامه حياة بكاملها ليعيشها مات بسبب انانيتها؟..أطفال كثر و هي وحيدة في أواخر حياتها..أليس من المنطقي و من العدل أن تموت هي لا هم. لكن هل يحق لإنسان أن يلعب دور الرب بان يحدد مصير أحد ما من أجل إنقاذ حياة أحد اخر ؟! .لم يقتل راسكولنكوف المرابية وحدها بل قتل بعدها أختها البائسة المسكينة لكن لا بسبق نية منه ,و ليس ثمة إعتباطية هنا ولا زيادة في التشويق و حسب فديستوفيسكي يرمز لشئ ما هنا فأعتقد أنه يبعث رسالة هنا فيقول " لا يمكن أن تحسن للإنسانية بذلك الإسلوب دون أن تسئ إليها إساءة بالغة"



هول و إضراب الم براسكولينكوف بعد أن قتل , ألم من نوع أخر, شك و إرتياب و توجس و هلع , لقد ضاقت به الارض بما رحبت. أنني على يقين لو قرأ قاتل التصوير الهائل لذلك الإرتياب الذي يعقب القتل لما فكر أن يقتل حتى , فاي قاتل كارثته تقع في ان خياله يتعطل فلا يرى إلا لذه الإنتقام أي هنا و الان ,فلا ينفذ به الخيال الى ما بعد الجريمة. و أنني متيقن أن تصوير مشاعر ما بعد القتل في هذه الرواية أرجعت بعض من فكروا بالقتل عن إقدامهم عليه!!! فذلكم قِيمة و غاية الفن و الادب و بالاخص عبقرية الرائع ديستوفيسكي.





لن استطيع بعد قراءة شخصية "صوفيا" في الرواية أن أنظر نظرة شزر و تعالي لأي مموس ، لا أقول أنني لن أمقت الدعر ,لا بل ساتعاطف مع من وقعوا فيه و لن أختصر إنسانة في قوقع الفسق بكلمة "داعرة" متناسياً إنسانيتها و تضحيتها و نبلها و كرمها , فالانسان مهما يكن أكبر من يختصر في صفة واحدة , فلم علينا أن نحكم على الاخرين دون أن نعرف مشروطياتهم ؟ و من منا يعرف كل الشروط و الظروف التى حدت بأي شخص بان يتصرف تصرفاً ما يجافي القيم و الاخلاق؟ بالتأكيد لا احد يعرف كل مشروطيات الناس. لقد وصف ديستوفيسكي باختصار مشاعر اُم راسكولينكوف بعد ان ودعها , يا للبؤس! كم هي مسكينة الاُم !, و هذا ما سيبكيك وما سيجعلك تجثو على ركبتيك لدى قدمي امك , أن ذلك الوصف الموجز لأفضل من ألف موعظة عن بر الوالدين و عن الف خطبة عصماء .



لا تخف من عدد صفحات الرواية , لن يضيع وقت سدًى فلن تظل بعد أن تقرأها كما كنت من قبل


02:52 AM 21-1-2017

[Ali Mohamed · Rating 5 out of 5]

لقد بعثهما الحب بعثًا جديدًا، إن قلب كلّ منهما يفجّر في قلب الآخر ينابيع حياة لا تنضب.

[Mohammed Salah · Rating 4 out of 5]

ألست بتقبلك العذاب تمحو نصف جريمتك ؟

[Dema · Rating 5 out of 5]

تحذير : إذا كنت ممن يفكرون كثيرا، يفكرون في كل شيء حصل لهم، يفكرون في كل المواقف التي مرت بهم، التافهة منها والمهمة، يفكرون ولا يتوقف خيالهم عن بناء أحداث لم تحصل استنادا لشيء مروا به.. فستشعر بالدوار وصداع بالرأس، وصدقني ستتعبك هذه الرواية.
ستعيش تقلبات راسكولينكوف وكأنك مكانه، ستغلق الكتاب برهة لتسترد أنفاسك.

لو أردنا تلخيص أحداث الرواية سنحتاج لبضعة أسطر فقط.. شاب ترك دراسته بسبب عوز مادي قتل عجوزا وأختها بدافع السرقة، ثم لم يستخدم المال المسروق بل خبأه وأخذ يشعر بالخوف تارة والاشمئزاز من نفسه تارة أخرى، ولكنننا نتحدث هنا عن رواية لديستوفسكي!

وصفه لتقلبات راسكولينكوف، وأفكاره، ومخاوفه، وطريقة تعامله مع المواقف، كلها كانت عبقرية، والمدهش في الأمر أن هذا التحليل النفسي لم يركز على البطل فقط، بل كان يعطينا تحليلا دقيقا عن الشخصيات الأخرى.


كم يشبهنا ونشبهه هذا الراسكولينكوف! كم واحد منا يبني أحداثا وتوقعات على أشياء واهنة، كم واحد منا يضيع سني عمره هباء في التفكير فقط، في الجلوس والتفكير بما حدث وبما سيحدث ولو فعلت كذا لكان حصل كذا، ولو لم أفعل لما حصل، بجعل هذا الأمر شماعة لفشلنا وحياتنا البائسة بقول أننا مشغولون بالتفكير إذا باغتنا أحد وسألنا ماذا نفعل أو ماذا أنجزنا في حياتنا! ...
___________

ملاحظة: هذه ليست مراجعة ولا ترقى لتكون كذلك، هي فقط أشياء جالت في فكري وكتبتها، والرواية فعلا فعلا عبقرية، ولن تكفيها كلمات مبتدئة مثلي، ولكن ما أود قوله : إذا كنت تؤجل قراءتها .. فابدأ بها دون تردد :)

[Nour AlAlii · Rating 5 out of 5]

الجريمة و العقاب * الظاهر جريمة قتل و سرقة والمضمون جريمة قتل رومانسية فعلاً بدوافع نفسية فلسفية ! *
الجريمة و العقاب "الإنسان بأروع نموذج منفصم ما بين الخير و الشر "
الجريمة و العقاب ( نبوءة دوستوفسكي المنسيّة بعصر الدم الحالي و العنف المدعوم بالثقافة و النظريات العلمية و الفكرية )
نحن إزاء قضية غامضة عجيبة كالخيال ، إن هذه الجريمة تحمل طابع الزمان الذي نعيشه ، إنها تحمل طابع عصر اضطرب فيه القلب الإنساني ، عصر يقول فيه بعضهم مستشهداً بأقوال كتاب و مؤلفين ، إن الدم *يظهّر*
عصر ل�� شأن فيه و لا وزن فيه لغير البحث عن الدعة و السعي إلى الرخاء .
نحن إزاء حلم يطوف برأس شاب أسكرته الأوهام و الأخيلة ، و سمّمت قلبه الآراء و النظريات !
إن الجاني قد استجمع للقيام بتجربته قدراً كبيراً من الجسارة و لكن جسارته هذه ذات طابع خاص حتى لكأنه جاء يرتكب الجريمة لا سائراً على ساقيه . لقد نسي أن يغلق الباب وراءه و لكنه قتل شخصين ، انقياداً لنظريته و قد قتل ! و لكنه لم يعرف كيف يستولي على المال و ما استطاع أن يحمله معه !
-رواية طويلة بجزئين بنكهة اجتماعية و نفسية بحتة عن فكرة الإنسان الأعلى و إثبات الهوية ، حيث عالج دوستو من خلال شخصية راسكينولوف الانفصام الاجتماعي و التفكك بنسيجه نتيجة الافراط المعرفي و مرض التفكير و التغيرات الاجتماعية و تأثير ظروف الفقر و العوز المفاجئ على الإنسان .
راسكولينكوف طالب جامعي يدرس في كلية الحقوق في العاصمة الروسية بطرسبرج، بينما يعيش أهله الريف و تقومان بتأمين احتياجاته و لظرف معين تتوقف العائلة عن مساعدته فيضطر راسكولينكوف لترك جامعته و تقع العائلة في متاعب تزيدها إذلالاً و إنكساراً نفسياً .
في الجزء الأول يُسهب دوستو في سرد الحالة النفسية و الاجتماعية للبطل ، يعرفنا على شخصيات الرواية و ملامحها المرسومة ببراعة رهيبة ، يدرس دوستو نفسية البطل قبل الجريمة و حالات الهذيان و الشرود الذهني و الكآبة الحقيرة التي وقع في شركها راسكولينكوف بفعل التفكير الزائد ، يصل لمرحلة لئيمة من الانطواء و الانعزال و البؤس .
(أيها السيد الكريم، ليس الفقر رذيلة، ولا الإدمان على السكر فضيلة، أنا أعرف ذلك أيضًا. ولكن البؤس رذيلة أيها السيد الكريم، البؤس رذيلة. يستطيع المرء في الفقر أن يظل محافظًا على نبل عواطفه الفطرية، أما في البؤس فلا يستطيع ذلك يوماً .)
بشكل رهيب ومريع تتابع عزيزي القارئ انفصال القاتل عن عالمه من خلال مونولوجاته و كوابيسه الفظيعة التي تراوده ، والخيالات التي تتمثل له بشكل يمنعه عن الحياة و الأكل ، بل حتى الكلام و الإيماء .
الجزء الأول كان ممتع ورهيب ، شخصية القاتل تثيرك وترهبك و سوف يتسرب شيء من الحمى التي تنتابه لقارئه و سيرى بعض كوابيس القتل و العنف التي تراود القاتل وهذا ماحدث معي
الجزء الثاني فلسفي اجتماعي بحت ، يصور الكاتب العقاب و التراجع النفسي الذي يطرأ على قاتلنا و الصدمة التي يشعر بها حين يكتشف ضعفه وعدم احتماله جريمته ك نابليون و القادة الذين تأثر بها و الذين أثبتوا أنفسهم خلال التاريخ ووسموا أسمائهم بأنهار من الدماء و العنف ، يتفاجأ بحاله كيف يتحول لقملة حقيرة كضحيته التي أهرق دماءها بحجة أنه قام بتخليص الإنسانية من لاشيء ،مراجعتي تكلمت فقط عن القاتل وهي الشخصية التي أثارتني أكثر من غيرها و لكن هناك أكثر من شخصية رئيسية مؤثرة بحياة راسكولينوف (كصونيا و المفتش و سيفيدرايجلوف) ومؤثرة بأحداث وتسلسل الرواية . النماذج التي أدخلها دوستو مبهرة حيث تستطيع التمييز مابين كل شخصية و أخرى من لهجتها و طريقتها في التفكير وردود الأفعال ، أسهب في الكتابة عنهم وعن تفاصيلهم بشكل بارع لم يُوقع الكاتب بفخ التكرار و لن يُوقع قارئه بحالة ملل .
النهاية الدافئة و المفعمة ببعض الأمل هوّنت على قلبي و عقلي الجحيم الذي قذفني به دوستويفسكي خلال القراءة و أبعدت تلك الكوابيس الفكرية المسمومة التي رادوتني خلال رحلتي الطويلة جداً بين الجزئين نهاية الجريمة والعقاب تحمل طابع النهايات اللطيفة التي يشدد عليها دوستو في جميع مؤلفاته تقريباً التي تحاول الشرح لنا دوماً و تؤكد أن التعقيدات الإنسانية والجحيم الفكري و المآزق الوجودية لا يمكننا فهمها واستيعابها بشكل جاف وبارد عن طريق العقل فقط بل بالحب و الإيمان
أنهيت الجريمة و العقاب بعد عناء قراءة مرهقة لشهرين وحين جاء وقت المراجعة شعرت بالعجز عن الكتابة عنها و بجوع شديد و ملح للعودة إليها .
بدون مبالغة لن تجد ولن تقرأ في حياتك تحفة كالجريمة و العقاب شعبيتها وشهرتها على مدى السنوات التي مضت على اصدارها تتكلم عن ذلك الا أنها في الواقع أمتع و أروع و أذكى كتاب سوف يصادفك . المراجعة لاتمثل الا جزء بسيط من الأشياء و المواضيع التي تطرق لها الكاتب و لم أستطع الكتابة أكثر أشعر بالعجز أمام دوستو أترك لك خيار اقتناء الكتاب و البدء فيه أو لا 😉 .

[Dana.kafri · Rating 5 out of 5]

الجريمة والعقاب إنها الرواية الأم لكل ما كُتب وسيكتب كل الحروف ثكلى أمام عظمتها ، كالكهرباء تمشي بجلدك تلدغك ! تبقيك متيقظاً تترصد كل حروفها وماوراء حروفها ، عن الألم عندما يكون فكرة فيبتلع صاحبه ، هذه القيم والعذابات والحوارات الفلسفية وهذا التسلسل والخلق للأحداث لم يكتبه شخصٌ عادي
إنك أمام أسطورة بشرية تجردك من كل ماتعلمت وقرأت ويعيد ترتيبك من جديد .
آه ياراسكولنيكوف أيها الشقي ماهذا العذاب !!!
إنها العبودية بأوضح صورها : أن يخضع الجسد للعقل ويصبح سجينه .
في هذه الرواية ستجد ألف سببٍ لارتكاب الجريمة باستثناء السرقة التي لم تكن هدفاً لروديو في أي لحظة من اللحظات .
((لقد وصف روديو الحزن أنه ثبات وبقاء أبدي ، نوع من تنبؤ بجميع السنين التي سوف يقضيها في غم بارد كالصقيع ، غم قاتل هو كالأبدية على مساحة من الأرض ليست أكبر من موطئ قدم .))
كيف لقلبٍ يفيض بكل هذه المشاعر أن يغرق في العار والخطيئة حتى لو كانت ضحيته مرابية قملة .
((هل العجوز قُتلت !؟ لا بل أنا قتلت نفسي لقد أجهزت على نفسي وإلى الأبد أما العجوز فإن ابليس هو الذي قتلها لا أنا .))
ثم بالحب بعث راسكولنيكوف من جديد.

[Nour Allam · Rating 4 out of 5]

كتابي ال (39) لعام 2018.

إنني أتعجب لقدرة دوستويفسكي على وصف مشاعر الانسان وتفاصيل ما يحسّ به في كل الحالات، روى لنا عذابات وآلام راسكولنيكوف بسبب ما اقترفت يداه، أبدع في التحدث عن صوفيا المسكينة التي أراها نجمة "الجريمة والعقاب"، أبكانا مع بكاء والدة روديون وأخته، وأغضبنا لغضب رازومخين مقدرين غيرته ورجولته وشجاعته.
تجربتي الأولى مع هذا الكاتب، أحببت لغته وطريقته في السرد، سوف أقرأ له أعمال أخرى بإذن الله.

التقييم:
🌟🌟🌟🌟 4 نجوم.

[مروان البلوشي · Rating 5 out of 5]

في هذه الروايات الروسية السميكة، والتي تحتل مكان خاص في أرض الأدب، نتذكر دائما أن فن الرواية هو من أنبل وأجمل ما اخترعته البشرية لمعرفة نفسها. في هذه الرواية السميكة كتب دوستوسفسكي عن الشر والإنسان بقوة وعصبية وهذيان وإخلاص، وتمكن من الفن ذاته...حاول أن يسامح .. الإنسان لكنه لم يستطع حسب رأيي.. ولكنه حاول وكان كفأس عظيم.. فأس عظيم

[إيمان · Rating 5 out of 5]

في عالم القراءة بعض الكتب تشكَل محطَة فارقة في "مسيرة" كل قاريء سواء إنتهى به الأمر بالإعجاب بها حدَ الإنبهار أو الإمتعاض منها حدَ الإشمئزاز ففي كلتا الحالتين ستساهم في نحت إختياراتنا المقبلة و أذواقنا بطريقة لا رجوع عنها...و هذه الرواية لا مناص هي واحدة من تلك الكتب
يستحي قلمي المتواضع من الحديث عن تركيبة الشخصيات الروائية أو عن تصوير الصراع الأزلي بين الخير و الشر في النفس البشرية بل يخجل حتى من الإطراء على الترجمة ...قيل ما سيقال في كل هذا و ربما قد قاله من هم أكثر إقتدارا على تبليغ أفكارهم مني لكن سأكتفي بنقل هذه الصورة لكم

الساعة الرابعة و زهاء العشر دقائق مساء (بالتوقيت المحلي) بلغت الصفحة الأخيرة و لم أكن أعلم أنها كذلك لأنها ممتلئة على الآخر...قلبتها بحثا عن المزيد (نعم أكثر من 800 صفحة لا تكون كافية في هذه الحالة)...لم يكن هناك شيء...فقط الصفحة الأولى من الهوامش...إعتراني مزيج من الحسرة و الصدمة...أغلقت الكتاب...نظرت إلى مكتبتي ثم أشحت بوجهي عما فيها من كتب ...بقيت أنظر للجدار الأبيض الملاصق للمكتب ثم وضعت رأسي على الكتاب...تسمرت على الكرسي أكثر من ربع ساعة أنظر لما حولي...بالكاد حملت نفسي على مغادرة الغرفة و العودة إلى العالم

إن مشهدا من قبيل "مشهد المأدبة" أو "مشهد الغرفة المغلقة" ليغني في نظري بلا مبالغة عن عشرات الروايات

فهل كانت تجربة تستحق الإنتظار لأربعة سنوات (لم أستطع الحصول على نسخة ورقية) ؟...نعم, نعم و ألف نعم
هل إستحقت ما دفعته فيها من أموال ؟ فليذهب المال إلى الجحيم ألف مرة و مرة أمام هكذا إبداع

تمت
07/01/2018

[Hawra habib · Rating 2 out of 5]

لا اختلف مع الجميع بأن دويستوفيسكي بارع في تفصيل دواخل النفس الانسانية .. لكن الاسهاب المبالغ فيه والتفصيل الزائد على اللزوم أفقد الرواية متعتها وجعلها مملة جدا.

الجزء الأول كان لا بأس به لكن الجزء الثاني استغرق مني دهراً لأنهيه.
كما أن الرواية بالجزئين قاربت ال 900 صفحة ... رغم قلة الاحداث
وندرتها وكان بالامكان اختصار الرواية في 50 صفحة.

كما ان كثرة الاسماء والشخصيات كانت عائق في فهم بعض الاحداث.

ان كنت تحب التفاصيل العميقة ووتيرة الاحداث البطيئة ولديك الكثير من الصبر فهذه الرواية لك.

[Asmaa Elhelw · Rating 5 out of 5]

ها هو ذا فجر مستقبل جديد يسطع في وجهيهما منذ الآن شوقًا كاملاً إلى حياة جديدة.
لقد بعثهما الحب بعثًا جديدًا ،إن قلب كل منهما يفجر في قلب الآخر ينابيع حياة لا تنضب .❤️

كانت رفقة رقيقة جدا يا روديا
تمنيت لو لم تنتهي .🥺❤️

[Dalia Nourelden · Rating 5 out of 5]

هناك بعض الروايات التى تعجز عن الكتابة عنها
حجم الروايه كان يقلقنى لكنى حين بدأت فى القراءة لم اشعر بالملل او بان الرواية طويلة بل اندمجت معها ومع جميع شخصياتها المشاعر الانسانية العصبية والهيجان فى الحديث
ظننت فى البداية ان الرواية ستكون عن جريمة وعقوبة السجن تخيلت انها ستكون منقسمة نصف الجريمة واخر لعقاب والسجن لكن دوستوفيسكى فاجانى ان العقاب والسجن لم يكن سوى فى خاتمة الرواية فالسجن ليس هو العقاب الوحيد الحالة للنفسية واسلوب راسكلينكوف فى الحديث مع غيره ومع نفسه وتفكيره وتفسيراته لكل شىء . كان ابداع حقا من دوستوفيسكى

[الخنساء]

ذهول تام ..
ماهذا الجنون؟!
---
منذ قرائتها حتى الآن وأنا أفكر، كيف تمكن رجل واحد من معرفة النفس البشرية بهذا العمق وهذه الدرجة؟
حتى هواجس وأحاديث النفس وما لا نجرؤ في التفكير فيه تطرق إليه
هذه ليست رواية
انتصار الحب في الأخير وغلبته في النهاية التي قلبتها وتسائلت طويلاً هل هي مقنعة أو واقعية؟

[زهراء · Rating 5 out of 5]

" لو حذفت باء البشر لصاروا الشر و لو حذفت شينهم لكانوا البر ، لكن باءهم تسبق شينهم فشرهم يغلب برهم "
أيمن العتوم

1.الجريمة :

" نحن إزاء قضية غامضة عجيبة كالخيال ، إن هذه الجريمة تحمل طابع الزمان الذي نعيش فيه ، إنها تحمل طابع عصر اضطرب فيه القلب الإنساني ، عصر يقول فيه بعضهم إن الدم يطهر ! "



إنها لجريمة حقا أن يقرر شخص ما ، في مكان ما و زمان ما.. أن يتحدى القدر و يكون الحد الفاصل بين حياة إنسان و موته ، أن يعترض طريق الهواء الذي يستنشقه ذلك الإنسان فيوقف تدفقه بضربة ساطور .. يا للبشاعة .. يا للحقارة و النذالة !
و لكن الجريمة الكبرى هي أن يرتكب ذلك الشخص جرمه و هو يظن نفسه شريفا قدم للإنسانية خدمة يشكر عليها لأنه أراحها من شرور ذلك الإنسان المجني عليه .


" نحن إزاء حلم يطوف برأس شاب أسكرته الأوهام و الأخيلة و سممته الآراء و النظريات، لقد قتل و لكنه يعتقد أنه إنسان شريف ..."

و لكن كيف ؟ كيف يمكن لإنسان أن يمتلك كل تلك القوة و القدرة على حمل ساطور و إلقائه على رأس إنسان آخر ؟
ما الذي يميز هذا الشخص عن بقية شرائح المجتمع ؟ من أين له كل تلك الشجاعة و ذلك الاندفاع الجريء ؟
اه نعم .. إنها الجرأة ، الجرأة التي تمتزج بتلك الفكرة الصغيرة وليدة الصدفة ، و التي تومض في ذهن الإنسان خلال لحظة عابرة . لكن هذه الفكرة الصغيرة لا تظل " صغيرة " .. هي تقتسم الغذاء مع بقية خلايا الجسم .. فتكبر .. يوما بعد يوم .. إلى أن تصير مشروعا . مشروعا ضخما يضغط على نفسية الإنسان و يؤرقها ، يحرم صاحبه من النوم لأيام و ليال و يتابع ضغطه إلى أن يتحرر و يهبط إلى أرض الواقع . و لكن كل ذلك يتطلب الكثير من الجرأة .. نعم الجرأة قبل و بعد كل شيء .

" تكفي الجرأة : الجرأة كل شيء
أما أنا فقد أردت أن أجرؤ ، فقتلت ! إنني حين قتلت لم أرد إلا أن أجرأ ! ذلك هو السبب الذي جعلني أقتل ! "



و لكن .. هل ينتهي كل شيء بعد أن تتحرر تلك الفكرة .. هل تنتهي القصة هنا ؟
بالتأكيد لا .. هنا يبدأ الجزء الثاني من القصة .
إنه العقاب

2. العقاب

حين تنتهي الجريمة .. تعلن بدء حفلة التعذيب
وخز الضمير ، الألم النفسي ، القلق و المعاناة ،تزعزع المبادئ ، حبال الشك و الظن التي تلتف حول رقبة الجاني .
الحروق التي تسببها أضواء الاشتباه المسلطة على المجرم ، العذاب .. و المزيد المزيد من الألم !



لست أقصد بحفلة التعذيب تلك التي يقيمها الجلاد
لا .. كل ذلك يتم خارج قضبان السجن
السجن راحة للمجرم

" لم أضعك هناك فترتاح ؟ لو سجنتك لأرحتك "



كل ذلك الألم .. هل يمحو الجريمة ؟
كل تلك المعاناة .. هل تغير من الواقع شيئا ؟

" ألست تمحو نصف جريمتك حين تقبل الألم ؟ "

لا شيء يمحو الجريمة و الغاية لا تبرر الوسيلة
نحن نجعل من الظروف المزرية المثيرة للشفقة شفيعا للجرائم التي ترتكب ، و لكنها على العكس تماما لا تبرر الخطيئة و إنما تكشف الغطاء عن ذلك الوجه الإنساني الحقير الميال للشرور ، فينقشع الضباب و تظهر صفات النذالة التي ظلت مختبئة لسنين .

[عبدالرحمن عقاب · Rating 5 out of 5]

ما هذا ...؟!
لن أكرّر ما يعرفه الجميع، ويتحدّث عنه غالب قرّاء هذه الرواية وهذا الكاتب تحديدًا. أقصد الحديث عن عبقرية الكاتب "ديستويفسكي" و إبداعه الحقيقي في عالم الرواية.
لكني سأقف عند نقاط محدّدة أدهشتني:
1- قدرة الكاتب العجيبة على تخيّل وإبداع عوالم متعدّدة، وشخصيات متداخلة المصائر . مما يجعلني أتذكّر أحد المخطوطات المنسوبة إليه والتي تظهر أنّ الرواية عند "ديستويفسكي" كانت مشروعًا فكريًا أكثر منها مشروعًا كتابيًا محضًا. وليتنا نعرف طقوسه في الكتابة.
2- الغوص العميق في عالم النفس البشرية على اختلاف الشخصيات الواردة في الرواية. فأنت لا تتعامل مع أحداث خارجية بقدر ما تعايش أحاديث نفس، وتدافع خواطر. ولا يتأتى هذا إلا من طول تأمّل في السلوك الإنساني وبحث في دوافعه الممكنة. وهذا ما يجعلني أصدّق أنّ الكاتب ربما كان يعاني بعضًا أو كثيرًا من هذه الأعراض التي يتحدّث عنها بالتفصيل وبدقة، ممّا يجعله قادرًا على فهما وتصويرها بهذه الدقة المتناهية.
3- لم أشعر وعلى امتداد 900 صفحة بأي تعاطف أو كره لشخصية البطل القاتل، وهذا إن كان مقصودًا فهو إبداع حقيقي. لأنّه استطاع تحييد مشاعر القاريء وإبقاءه على الحياد مراقبًا، متعلمًا و متأملًا.
4- في سياق القصة يستطيع القاريء مشاهدة تداخل العوالم المعاشة لشخوص الرواية، فترى السبب والنتيجة تتداخل وتتبادل الأدوار في حياة الشخصيات المتعايشة داخل الرواية، مما يجعل الرواية أكثر "واقعية" برأيي.
5- رغم أنّ الخاتمة لم تعجبني، لكنّها تحمل رسالة جميلة من حيث كيف يكون للإنسان السيء كاره الحياة أن يتحوّل ويتغيّر بالاتجاه الآخر. وكيف يحدث هذا التغيّر رويدًا رويدًا، فلا يُلحظ !
رواية طويلة جدًا! لكنّها لا تُملّ! تأسرك وتجعلك منسابًا في عوالمها بسهولة ومتعة (إلا فيما يخص كثرة الأسماء التي تقال للشخص الواحد بالروسية).
كنت متردّدا في الإقدام على قراءتها، واليوم أعدّ العدّة مشتاقًا لمشروع قراءة "الإخوة كارامازوف" يومًا ما إن شاء الله.

[The Reading Bibliophile · Rating 5 out of 5]

Mais comment ai-je pu rester éloignée de l'oeuvre de Dostoïevski aussi longtemps ? Peut-être parce que je n'avais pas encore atteint la maturité nécessaire pour aborder ce géant de la littérature universelle avec l'honnêteté intellectuelle qu'il mérite. Et, puis, Dostoïevski me faisait peur, pourquoi ? J'avais la préconception qu'il était un écrivain austère et l'image de Tolstoï avec sa bonne moralité chrétienne bienséante s'y superposait, ce qui n'aidait vraiment pas à vouloir le lire. Grossière erreur.
Je vais continuer à lire Dostoïevski en commençant par le début de son oeuvre. Cela permettra de voir l'évolution de celle-ci ainsi que de me rendre compte du virage de foi dans le chef de son auteur. En effet, Dostoïevski, d'athée convaincu dans sa jeunesse, était devenu un fervent croyant à la fin de sa vie. Ce revirement reflète aussi celui dans sa réflexion politique : de l'occidentalisme militant au chauvinisme russophile. Malgré ces changements en profondeur dans sa foi et sa vision sociopolitique, un élément majeur est toujours resté central dans sa réflexion : quelle est la nature humaine ? Quelle est la liberté de l'homme ? De quel libre-abitre peut-il jouir au vu de sa condition ?
Des questionnements universels qu'on retrouve chez d'autres auteurs par la suite, comme, par exemple, dans l'oeuvre de Camus. Raskolnikov et Meursault, bien que forts différents, partagent des similitudes flagrantes dans le cheminement de leur pensée.
Bref, il faut lire Camus. Il faut lire Dostoïevski.

[Hiba · Rating 5 out of 5]

وانتهت رحلتنا مع راسكولينكوف وعقابه على جريمة ارتكبها الذي بدأ مبكرا جدا قبل حتى أن تصدر المحكمة قراره.

إن كنت قد حسبت أن الوصف في الجزء الأول مبهر ورائع، فهو في هذا الجزء أكثر تفصيلا وإيصالا للصورة حتى أن وجه راسكولينكوف المصاب بالنحول والمصفر يتراءى أمامي وأنا أقرأ.
فدوستويفسكي هنا يعالج الجريمة ويقارن ما قام به بطل قصته بما يفعله العديد العديد بحجة إصلاح مجتمع ما وتنشئته بإفراغه ممن لا يعتقدون أنهم أحق بالعيش ..

راسكولينكوف لا زال على ما كان عليه في الجزء الأول، تائها، حائرا، معذب النفس، يعاقبها قبل حتى أن يذهب ويشي بنفسه لدى الشرطة.. والحزن هو ما يخيم على نفسي وأنا أقرأه، أود لو أنا حاضرة هناك آنذاك فآخذ راسكولينكوف من كتفيه وأهزه حتى يعود إلى رشده فيذهب ليبلغ عن نفسه أو يذهب فيهرب هو وصونيا ويبدآ حياة أخرى.

كمية المشاعر الموضوعة في الرواية بجزئيها عظيمة، وكل الصراعات والآلام وطموح المعذبين في الأرض وفقيرو الحال، كلها تجعل من الجريمة والعقاب رواية لا يمل منها ولو أنها تبلغ من الطول في مجموع جزئيها تسعمائة صفحة.

وتبقى الأسئلة التي لا أعتقد أن لها جوابا شاف أبدا مطروحة: من يحق له القتل؟ وهل هناك قتل مشروع وآخر ليس كذلك؟وما الذي يشرعه؟ ما الذي يسمح بالقادة الذين يصعدون على جثث الش��وب المتراكمة جثة فوق أخرى بأن يقتلوا في سبيل خير المجتمع؟ وهل يحق لك القتل لتسرق إن كنت جائعا؟ ولم لم يهبوا لنجدتك عندما كنت تبحث في حاويات النفايات عما تأكل ليأتوا ويحاسبوك فيما بعد إن أنت اتجهت إلى الجريمة لتحصل ما تقتات عليه؟
لهذا قتل راسكولينكوف، ليطرح كل هذه الأسئلة ويمضي ليقضي عقابه في سيبيريا ويبدأ فصلا جديدا من حياته مع صوفيا بعد أن تنقضي السنوات التسع من عقابه.