من هم الجرمنتيون ؟ إذا مارجعنا إلي المصادر الأدبية القديمة التي كتبت عن هؤلاء القوم لم نجد سوى مجرد صفحات قليلة في مؤلفات هيرودون وبليني وسترابون وتاسيتوس وبطليموس وبومبونيوس . وهل كانت عاصمتهم"جرمة"هي مدينة جرْمة الحالية المهجورة. أم علينا البحث عنها في مكان اخر؟ وماهو مدى اتساع المنطقة التي عاشوا فيها؟ وكيف عاشوا دون أن يكون لهم مدخل إالي البحر الذي كان يسيطر عليه آعداؤهم الرومان ؟.
.يخبرنا المؤرخ اليوناني هيرودوت بأن الجرمنتيون كانوا "أمة بالغة العظمة" الكتاب عبارة عن موجز صغير عن تاريخ أقدم سكان "ليبيا" هم الجرمنتيون ، من هم الجرمنتيون ..؟ هل جرمة المدينة الأثرية الحالية عاصتهم القديمة ..؟ يعرف عن الجرمنتيون أنهم أول ركاب العربات الخيول في الصحراء وفي افريقيا ،كانوا أشجع من كان ، يقول هيرودوت ، "لايوجد احد بصحة وسلامة الجسدية مثل السكان ليبيا" لم تقم علاقات سلمية مع الرومان إلافي عهد الإمبراطور الليبي الأصل (سيبتيموس سيفيروس) لم تقم علاقات سلمية بينهم وبين الرمان عند احتلال الساحل ليبي كانت جرمة مصدر مهم في تجارة القوافل بين الرومان ودواخل افريقيا ، حيث كانوا يتجارون بالفيلة . لاتوجد العديد من الاثار لتاريخ جرمنتيون الا القليل من مؤرخين الاغريق قديما وبعض الرومانين بعد الميلاد ، يوجد فقط اثار العديد من الشواهد والاهرامات لقبور الملكية وكانت مملكة الجرمنتين تسيطر علي مساحة كبيرة من فزان من وادي الشاطئ "براك"لعند مرزق وزويلة جنوبا وحتي الحمادة شمالا .
غير أن أغلب المعلومات الأثرية المتوفرة تخص المدافن الجرمنتية التي كان بعضها على شكل
(أهرامات الحطية) والبعض الآخر على هيئة قباب تستند على قواعد مربعة (المقابر الملكية)
كتاب جميل لكل من يريد أن يتعرف على أحد أهم الحضارات الليبية القديمة في بلد فقد شعبها ذاكرته وحاضره وماضيه وتناساه، الحضارة الجرمنتانية العظيمة، وأحد أهم ممالك جنوب ليبيا القديمة في زمن ما قبل الميلاد يتناولها العالم والمستكشف تشارلز دانيلز بشيء من التفصيل وبعد إطلاعه على كل الإكتشافات التي أقيمت بالخصوص، وبعد زيارته لليبيا لأكثر من مرة..
عارُُ على المرء جهله بتاريخ حضارة بلاده! مدينة جرمة التي نسمع بها ونعرف أنها في الجنوب كانت ذات حضارة عظيمة جداً ! حتى أني استغربت التقدم الذي كانوا فيه نسبةً إلى الزمن الذي عاشوا فيه " قبل الميلاد" عموماً .. أتمنى أن يُطبع الكتاب من جديد ولكن بطريقة سلسلة أكثر النّجمات كانت للكتاب, ولإعجابي بالجرمنتيين أيضاً. :)
صدر هذا العمل لأول مرة عام 1974م، عن دار الفرجاني، لمؤلفه عالم الآثار البريطاني "تشارلز دانيلز"، ويبدو أنّه استعان فيه بكتابات المؤرخون الأوائل أمثال: هيرودوت، بليني، سترابون، تاسيتوس، بطليموس، بومبونيوس. وإنْ كان الأول والثاني هما أكثر ما اعتمده من مصادر.. علاوةً على مشاهداته الشخصية قطعًا. يُعد "أبو التاريخ" أول من دوّن القليل حول الجَرمنتيون في مؤلفاته؛ فيُسجل أنهم "أمة بالغة العظمة، تزرع الأرض وتضع التربة فوق الملح"، كما تطرق لسفرهم بالعربات، وامتلاكهم لثيران خرافية تسير إلى الخلف، ومن حيث الميزات الجسمية يُخبرنا في مؤلفه (التاريخ)، أنّا "في الواقع لا نعرف أحدًا أكثر صحة وحيوية من الليبيين". ولم يُقدّم المؤرخون والجغرافيون - الذين كتبوا في الفترة الواقعة بين القرن الخامس قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي - أي إضافات عمّا كتبه "هيرودوت". وحتى "فيرجل" في أشعاره الخالدة، حفل بالحديث عن عظمة الإمبراطورية الرومانية، ولم يَذكر الجرمنتيون سوى عرضًا، على أنّ أبياته التالية التي كتبها عندما وصل أحفاد طروادة إلى ليبيا، فارّين من الموت، اعتُبرت - نظريًا - حديثًا عنهم: "هذا هو الرجل الذي سمعتم عن وعد القدر به أوغسطين العظيم، والقيصر الخالد الذي سيُعيد مجد العصور الذهبية (...) والذي سيبسط إمبراطوريته إلى ما وراء الجرمنتيون والهنود...". ثم جاء المؤرخ "بليني" عَقِب ذلك، ليسرد تفاصيل الحملة التي مدّت سلطة روما إلى الصحراء (جنوب ليبيا)، وقال أنّ 'جرمة' (أقدس مدينة عند الجرمنتيين)، و'ثلجة'، و'دبريس'، مناطق جرمنتية دون أدنى شك، فيما أكّد "دانيلز" أنّ وادي الآجال كان مهدهم، وجرمة القديمة عاصمتهم. وما تجدر الإشارة إليه، أنّ تعيين زمن إقامة هؤلاء القوم في جنوب ليبيا متصلٌ تاريخيًّا بمجيء "الأمازيغ" إلى شمال أفريقيا؛ ذلك أنّ مؤرخون كثر وعلى رأسهم "هيرودوت" و"بليني" رجّحوا أنّ "الجرمنتيون هم بالتأكيد من البربر"، ويُراد بالبربر هنا الأمازيغ، بيد أنّ تاريخ وصولهم إلى الشمال الأفريقي غير مؤكد، ومهما كان التاريخ الحقيقي لقدومهم؛ فقد رأى الجغرافيون وعلماء الآثار أنّ أقدم موقع اكتشف للجرمنتيين حتى منتصف القرن الماضي - على سفوح زنككرة. وعليه؛ فإنّ مدينة جرمة لم تكن أول مكان أقاموا فيه، ولكنه الأطول. ويرى "سيرجي" أنهم أقرباءٌ للطوارق، والبعض نسبهم إلى التبو.. وهذه الأقوال مردود عليها. ثم اسقط التاريخ أخبار هذه القبيلة، إلّا من إشارات قليلة؛ نظرًا لدعوة الإمبراطور الروماني "سبتيموس سفيروس"- وهو من مواطني لبدة - في نهاية القرن الثاني الميلادي إلى إعادة تثبيت دعائم السلم والأمن لطرابلس، بإلحاق الهزيمة بالقبائل التي تعشق القتال، ويُعتقد أنّ الجرمنتيون كانوا من بين هذه القبائل. وبرغم هذا الصمت؛ فإنهم ظلّوا موجودين بلا ريب على شكل مملكة، عندما وصلت الجيوش الإسلامية إلى فزان، في الأربعينيات من القرن السابع الميلادي.. [والله يرحمهم بقى].