مؤلف هذا الكتاب ديفيد كوامن، كاتب علمي مشهور ومرموق له أسلوبه الرشيق في تناول المشاكل العلمية، بما فيها المشاكل الطبية، فهو يتناولها في صيغة رواية شائقة أو قصة لغز بوليسي مثير، ويشرح عناصرها ويشرّحها بأسلوب أنيق راقٍ، ويصل بالقارئ تدريجيا - في نهاية القصة - إلى ذروة اللغز وطريقة حله. يتناول المؤلف أسباب انبثاق العدوى بالأمراض المعدية، والبحث عن العامل الفعال المتهم في كل مرض بنقل العدوى عندما يحدث فيض من الجرثومة المُمْرِضة يصل إلى الإنسان، وكثيرا ما تكون هذه الجرثومة موجودة أصلا في حيوانات غير بشرية. حتى يصل الكتاب إلى أعماق كل مشكلة من هذا النوع يروي لنا أسفار المؤلف المستمرة لخمس سنوات في أرجاء قارات العالم، بالطائرة والسيارة وقوارب الكانو، وما تعرض له في هذه الرحلات من أحداث، في غابات أفريقيا وفيضانات بنغلاديش، وكهوف الخفاش في ماليزيا، ومزارع الماشية في هولندا، وميادين سباق الخيل في أستراليا. يروي الكتاب أيضا لقاءات مع العلماء والباحثين والمرضى الناجين من الموت للوصول إلى قاع المشكلة الطبيعية وطريقة حل ألغازها. يساعد هذا الكتاب على تفهم أسباب الأوبئة والطريقة العلمية لتوقيها أو علاجها فرديا ومجتمعيا. ويسهم الكتاب أيضا في إعطاء إنذار بالخطر المحتمل وفي طرح ما يمكن فعله لتجنب انبثاق جائحة وباء قادمة.
David Quammen (born February 1948) is an award-winning science, nature and travel writer whose work has appeared in publications such as National Geographic, Outside, Harper's, Rolling Stone, and The New York Times Book Review; he has also written fiction. He wrote a column called "Natural Acts" for Outside magazine for fifteen years. Quammen lives in Bozeman, Montana.
نحن من نختار طريقة حياتنا وليس حيواناتنا، الفطنة الفردية هي تنقذ ملايين من البشر، فأنت من تختار أن لا تشرب ماء ملوثاً ولا أن تأكل حيواناً مشبوهاً ولا أن نمارس الجنس بطرق غير شرعية ولا أن نتشارك في إبر الحقن ولا أن نركب الطائرة عند شعورنا بالمرض. إنها أمور ضئيلة ذات منافع عظمى.
كتاب مفصل وممتع عن مجموعة من الامراض المعدية حيوانية المصدر zoonotic diseases.(مهم نعرف ان COVID-19 او كورونا الجديد منتمي لنفس التصنيف. الكتاب بيديك فكرة كويسة عن هذه الامراض، ومدى خطورتها، وليه دايما كان متوقع ينتمي ليها "الوباء الكبير التالي" واللي لسوء الحظ العالم كله بيعيشه فعليا دلوقتي.
أسلوب الكاتب رشيق وممتع، بياخدك من ايدك يحكي لك بداية تفشي المرض، احداث في صيغة اشبه بالقصص البوليسية، مبتخلصش بمجرد معرفة القاتل، لكن القصة بتكمل بمحاولة لفك الألغاز المحيطة بتفشي المرض، بدأ ازاي وليه و الغرض واحد في كل مرة، هو محاولة ردع التفشي القادم. بيتكلم الكتاب بالتفصيل عن بداية ظهور امراض هندرا وايبولا والملاريا وسارس وغيرها.
الكتاب مناسب للأجواء اللي بيعيشها العالم كله في ظل وباء كورونا الحالي خصوصا الجزء الخاص بمرض سارس SARS والموجود في الكتاب بعنوان "وجبة عشاء في مزرعة الجرذان" في نهاية هذا الفصل...يلفت الكاتب نظرنا أن ترتيب أحداث ظهور أعراض مرض سارس، وانطلاقه ليصيب الأفراد الآخرين، على التوالي، كان عاملا حاسما في تعاقب أحداث السارس، ليس مجرد عامل حظ، وإنما عامل خلاص. هذا الترتيب للأحداث أتاح التعرف على الكثير من حالات السارس، وإدخالها المستشفى ووضعها في العزل قبل أن تصل إلى أوج قدرتها على العدوى.
يتابع الكاتب: لو كان سارس قد توافق مع النمط المعاكس من حيث القدرة على العدوى قبل ظهور الأعراض، لما كان انبثاقه في العام 2003 حالة تاريخية من الحظ الطيب والاستجابة الفعالة للوباء. ستكون عندها قصة أكثر ظلاما بكثير. ثمة قصة أكثر إظلاما بكثير لا تزال باقية لتُروى، وهي فيما يحتمل ليست حول هذا الفيروس بل حول فيروس آخر. عندما يأتي "الوباء الكبير التالي"، يمكننا أن نخمن أنه سيتوافق مع النمط المعاكس نفسه، وتكون القدرة العالية على العدوى سابقة للأعراض الملحوظة. سيساعده ذلك على ان يتحرك خلال المدن والمطارات كملاك للموت.
انتهيت منه وفيروس كورونا يحصد الناس بالخارج بأجمالى حالات تقترب من 2 مليون ووفيات تتعدى 100 ألف ولا يزال للقصة بقية. أذن هذا هو الوباء الكبير الذى طالما تنبأ به علماء الوبائيات إذا لم يتوقف الأنسان عن الإخلال بالبيئة او يغير سلوكه تجاه كوكب الأرض. إذا لم يتوقف عن إزاله الغابات وتشريد الآف الحيوانات التى تجد نفسها بلا مأوى فتموت وتضطر الفيروسات الكامنه بها الى ايجاد عوائل جديدة فلا تجد الا البشر أمامها وما أكثرهم. إذا لم يتوقف عن أكل كل ما يطير فى السماء او يدب على الأرض من طيور وحيوانات برية. إذا لم يتوقف عن تكديس الحيوانات فى المزارع والحظائر فى ظروف من الازدحام والقذارة غير عابئ بالممرضات والأمراض التى قد تنشأ. فيروس حجمة يقاس بالنانو قادر على حجز ملايين البشر فى بيوتهم على أمل ان تخف وطئته عليهم او يتم ايجاد علاج له.قادر على ان يسبب وباء قد يهدد الجنس البشرى بأكمله ويطوى صفحة البشرية.كفانا غرورا ولنتعظ
كتاب ممتع يستحق القراءة، خصوصاً لمن يريد أن يعرف شيئا عن الأمراض حيوانية المنشأ
ظهور مرض السارس جعل العلماء يتساءلون، كيف تطور الفايروس في أثناء مروره على الثمانية آلاف مصاب؟ ما الدور الذي لعبته ثقافة طهي الدواب في انتشار المرض إلى هونغ وكونغ والعالم كله، ومتى سينبثق فايروس حيواني مرة أخرى؟ السيناريو كان سيكون أسوء مما حدث بكثير، فالسارس بقي وباء قتل مئات من المصابين ولم يتحول إلى جائحة تصيب وتقتل مئات الألوف.
وقف الحظ بجانب البشر ومكنهم من تشخيص المرض بسرعة ومن ثم عزل المصابين طبياً لمحاصرة الفايروس. كذلك وجد العلماء أن أعراض السارس ظهرت قبل أن يتحول إلى بؤرة شديدة العدوى مما يؤدي إلى التعامل السريع معه، بينما هذا الأمر يحصل بالعكس في الإنفلونزا وفايروس كورونا المستجد، حيث أن القدرة العالية على العدوى تسبق الأعراض بأيام.
الأسئلة حول الفايروس التاجي لا تزال تنتظر إجابات مقنعة.
هل يعتبر فيروس كورونا الجديد ((COVID-19) هو "الوباء الكبير التالي الذي سيقتل أكثر من 30 مليون فرد" الذي تنبأ به ديفد كوامن؟؟ الغريب هو حديث المؤلف عن ما سماه "الحدث الكبير التالي" و "الوباء الكبير التالي".يقول في ص. 228 (ثمة قصة أكثر إظلاما لا تزال باقية لتروى. وهي فيما يحتمل ليست حول هذا الفيروس (أي فيروس سارس SARS الذي ظهر سنة 2003 ) بل حول فيروس آخر. عندما يأتي "الوباء الكبير التالي" ... سيتحرك خلال المدن والمطارات كملاك الموت). ويؤكد في ص 47 (إن بعض المتكهنين المتشائمين العارفين يتحدثون عن "حدث كبير تال" لا يمكن تجنبه... هل سينتج عن أحد الفيروسات؟ هل سيخرج من احدى الغابات المطيرة أم من سوق في جنوب الصين؟ هل سيقتل الحدث الكبير التالي 30 أو 40 مليونا من الأفراد ؟ ...
ما زال الجزء الثاني يمتعني كما امتعني الاول انتهيت منه علي فترات طويلة وهذا ما اكره فى القراءة لكن عموما انفصال بعض مواضيع الكتاب وامكان الاستكمال من اي نقطة كان من ابرز المميزات التي لم تجعلني افقد المتابعة مع هذا الكتاب الرائع
“ثمة قصة أكثر إظلامًا بكثير لا تزال باقية لتروى، وهو فيما يحتمل ليست عن هذا الفيروس (السارس) بل حول فيروس آخر، عندما يأتي (الوباء الكبير التالي) يمكننا أن نخمن بأنه سيكون وفق النمط المعاكس نفسه، وتكون القدرة العالية على العدوى سابقة للأعراض الملحوظة، سيساعده ذلك على أن يتحرك خلال المدن والمطارات كملاك للموت”. هذا الإقتباس من كتاب الفيض “Spillover: Animal Infections and the Next Human Pandemic” والذي كتبه دايفيد كوامن عام (٢٠١٢م) أي قبل ثماني سنوات من احتلال فيروس كورونا -الآتي من الصين- العالم.
ذلك حينما كان يتحدث عن فيروس السارس الذي انبثق في عام (٢٠٠٣م) في هونج كونج الصين وكان آنذاك الحدث الجلل الذي يتحدث عنه الأغلب الفرق بأن السارس تأتي أعراضه متوافقة للمرض على النقيض مما يحدث مع كورونا الصين (COVID-19) الجديد في كون العدوى تتفشى قبل أن تظهر الأعراض ليكون لباس الموت المتوشح كالملاك بين كل شيء.
في كتاب (الفيض) لكوامن يشرح العلاقة المتصلة ما بين الحيوان والإنسان في شكلها المباشر حول حدوث الجوائح من خلال الأمراض الحيوانية المعدية، يعرج الكاتب في تعريف مصطلح الإيكولوجي وهو وفقا لتعريف منظمة الصحة العالمية WHO: العناصر الفيزيائية والبيولوجية مجتمعة في بيئة وهي كائنات تشكل مجموعة العلاقات المعقدة والتي تتفاعل مع بيئتها الفيزيائية، هذا التعريف الذي يبين الصلة ما بين الحيوانات والإنسان والطبيعة على حد سواء في البيئة الطبيعية.
قد تتساءل عزيزي القارئ عن علاقة الحيوان والانسان وعن معنى وجود الجوائح التي تسبب في الإبادات البشرية، كوامن أشار لذلك في مصطلح “Zoonosis” والتي تعرف بأنها: عدوى حيوانية تنتقل عن طريق البشر، والأمثلة على ذلك متعددة كفايروس إيبولا مثلًا أو حتى في البكتيريا مع عدوى لايم.
تمزيق النُظم "الإيكولوجية" الطبيعية وظهور الفيروسات القاتلة مثل فيروس كورونا والإيدز وهيندرا … إلخ.
يبين لنا الدكتور ديفيد كوامن في كتابه الفيض، أن تمزُّق النُظم الإيكولوجية الطبيعية يزيد من انتشار الفيروسات، فالبحث عن المعادن في جوف الأرض والقضاء على الغابات وغير ذلك من الأماكن التي هي مأوى لملايين الكائنات الحية ومنها الفيروسات، فكأنك قد قُمتُ بهدم منزلًا، وبهدم هذا المنزل يتطاير الغبار، وهذا ما يحدث مع الفيروسات، فبإزالة الغابات، فقد هدمتَ منزلها، ويكون للفيروس خيارين لا ثالث لهما: 1- أن ينقرض. 2- أن يبحدث عن عائل جديد يسكنه!
الفيروسات وغيرها من البكتيريا ليس لها عداء مع البشر، ولا تهاجم البشر على وجه الخصوص، فجميع الفيروسات تتعايش مع الحيوان العائل لها بشكل حميد من قديم الزمن، ولكن أنشطة الإنسان على هذا الكوكب هي التي تسبب تحلل وتفكك النُظم الإيكولوجية التي تجعل الفيروس يبحث عن عائل جديد، وهنا تكمن الكارثة!
ويأكد أن جميع الأمراض مترابطة مردها تحلل النظم الإيكولوجية الطبيعية!
وضرب لنا الدكتور عدة أمثلة على تدخل الإنسان في النظم الإيكولوجية الطبيعية، وتسببه في نشر الفيروسات والأوبئة، ومن ذلك فيروس ( هيندرا ) في استراليا في العالم 1994. للمزيد من الكتب حول الموضوع يمكن الاطلاع على قسم العلوم والمعارف في أخضر وقراءة الملخصات والاستماع إليها في 15 دقيقة
إنها ليست مجرد أمراض تصيبنا مصادفة، بل هناك عوامل معينة تسببها، من بينها أفعال البشر انفسهم في الإضرار ببيئهم.
أن المرض المشترك قد يفيض داخل المنظومة الايكولوجية الممزقة المتشظية بسهولة أكبر من فيضة داخل منظومة ايكولوجية سليمة ومتنوعة .
على الرغم من أن الأمراض المعدية قد تبدو رهيبة مروعة، فإن أفعالها في الظروف العادية طبيعية، مثلما تفعل الأسود بالنو الأفريقي والحمير الوحشية. أو ما يفعل البوم بالفئران.
أسهمت عوامل عديدة في تقييد نطاق وتأثير الوباء، كان حظ البشرية الطيب عاملا واحدا فقط منها "سرعة التشخيص والبيولوجيا الجزيئية في التشخيص" من حظها في حالة وباء سارس ٢٠٠٣ ولكن يبدو ان هذا الحظ لم يحالفنا في ٢٠١٩ في حالة SARS Covid 19 بالرغم ان الأدابيات العلمية من اكثر من ١٥ سنة قد القت الضوء وحذرت ان البشرية ستواجههة كارثة وبائية في القريب ويا للصدف انهم كانوا يتخيلون انة احد فيروسات العائلة التاجية المسؤولة عن SARS في نسختة الاولي عام ٢٠٠٣ ومن ثم في الجائحة الحالية Covid 19 المعروف بكورونا
النمط الطفيلي للحياة يماثل أساسا نمط حياة اللاحمات المفترسة . هذة فحسب طريقة أخرى للحصول علي الطعام من أنسجة الحيوانات الحية ، وأن كان الاستهلاك عند الطفيليات ينحو إلى أن يكون أبطا وأكثر داخل الفريسة.
المخلوقات الأصغر تأكل الأكبر ، ويكون ذلك عموما من الداخل للخارج.
المشكلة الكبرى التي تواجه الطفيلي عبر المدى الزمني الطويل هي قضية النقل : كيف ينشر الطفيلي ذريتة من فرد عائل الي آخر .
علي الرغم من ان موضوع الكتاب بعيد تماما عن مجال تخصصي الا اني استمتعت بيه حتي اخر صفحة.. كتاب علمي مكتوب بلغة روائية بولسية ومعلومات شيقة جدا عن طبيعة الامراض المنتقلة من الحيونات الي البشر
كتاب جميل جدا ، انهيت جزئيه ، يبدوا لي ان النسخة الأصلية في كتاب واحد ، ولكن الترجمة العربية على جزئين وتظهر هنا في goodreades كنسختين وليس ككتابين منفصلين .
يمكن تعريف الوباء بأنه زيادة متفجرة في وفرة نوع معين، تحدث عند فترة زمنية قصيرة نسبيا، ...... من هذا المنظور يكون أخطر وباء حدث فوق كوكب الأرض هو وباء نوع هومو سابينز "الإنسان العاقل ص "271
انصح بهِ بشدّة للذين يحبّون معرفة أسرار أول انتشار للامراض الحيوانية (zoonotic diseases) لأنَّ ديفيد كوامن قد أجاد فنَّ توصيل الأفكار شديدة الصّعوبة بطريقة قصصيّة مسليّة وسلسة❤️