مجموعة قصصية للكاتب الليبي أحمد نصر. الروائي والقاصُ أحمد نصر من مواليد مصراته عام 1941 وهو يعتبرُ من أعلامِ السردِ في ليبيا، وصدرَتْ له مجموعةٌ قصصيةٌ بعنوانِ (تبعثرت النجوم)، وله أيضًا أعمالٌ روائيةٌ منها (وميض فى جدار الليل)، وروايةُ (السهل)، وله أيضًا (المراحل)، وهي سيرةٌ ذاتيةٌ
. المجموعة محتوية على أربعة عشر قصة قصيرة تتراوح في موضوعاتها. لغة الكاتب جميلة وسلسلة. أعجبني مزجه العامية بالفصحى في رشاقة كما في النموذج التالي: "من بعد ثلاث خطوات رمى بقرطاس الشاي إليها، فتناولته وهي ترفع نظرها إليه في ابتسامة. لكن سرعان ما انطفأت الابتسامة في ملامح لا عهد لها بها على وجهه المؤنس المنشرح وأدركت أن في البحر كلباً فأرادات أن تتساءل لكنها أرجأت تساؤلها وظنّت أن ما وراء هذا الوجه الغريب الذي عاد به زوجها لن يكون أكثر مما اعتادته حياتهما في بعض الظروف. ومهما يكن فإن الكلب أضعف من البحر.. وما كان ليخطر ببالها أن في إمكان الكلب أن يلعق البحر كله .. " اقتباسات أعجبتني : " لكنك تعلقت بالأوهام فلا بد أن تضحك منك الأحلام .. ولا بُد أن يقتات منك الليل .. ولا بد أن يتركك النوم للّيل والهزيمة " " أنا أكبر إخوتي .. رسبت في الشهادة الإعدادية السنة الماضية .. وعندي شهادة ميلاد بثمانية عشر خريفاً .. وبدلة أنيقة محبوكة كما قال بائعها .. هذه كل مؤهلاتي يا سادة. " أحببت أيضاً بعض التفاصيل الصغيرة الخاصة بطرابلس "كان قد غادر مبنى الوزارة حتى وصل ميدان الجزائر .. أحس بضياع يدمره وهو يعبر الميدان .. أخذه شارع الاستقلال ودق جرس الجنيسة وراءه فأحس بقرعه على أم رأسه وتضاءل تحته حتى أضحى صغيراً .. صغيراً كحبة الذرة .. "