إن موضوع السلطة والشرعية في نظام الحكم في صدر الإسلام يبدو مهمشا، هذا التهميش يعود إلى عدة أسباب: أولها، صعوبة الموضوع الذي يتصل بقضايا ثقافية وفكرية، وبالخطاب السياسي والدينة، وبالوعي الجماعي، وما يمكن أن يختزنه من تصورات عن السلطة وشرعية السلطة وتداولها ليبرز على السطح كلما تعرضت السلطة لشرخ ينتج عن انعدام التوازن بين الممارسة السياسية لهذه السلطة والمتغيرات التي تحدث على أرض الواقع. أما السبب الثاني، فهو يتعلق بغياب النظريات السياسية الإسلامية حول السلطة بسبب انغماس الفكر السياسي في الديني المقدس مما حوله إلى نوع من الواصايا الدينية أو الاحكام السلطانية. أما السبب الثالث، فهو ابتعاد الباحثين من بين المسلمين عن الخوض في هذه المسألة بحكم ارتباطها بالديني والمقدس، وما يمكن أن ينجر عن ذلك من الحساسيات الدينية والسياسية التي قد تؤدي إلى الكثير من الاتهامات. إن الفترة التي اخترناها للبحث هي القرنين الاولين للهجرة، وذلك لأن هذه الفترة مثلت ذكرى حية طبعت وجدان المسلمين عن تداول السلطة بين الخلفاء، وشحنت خيالهم الجماعي بصور وتمثلات انعكست في صراعاتهم دفاعا عن هذا الخليفة أو ذاك، وقد تباينت المواقف وتناقضت حول الشخصية نفسها. وما زالت فترة الخلافة الراشدة، هي النموذج الذي يطرح في كل مرة تطرح فيها قضية شرعية السلطة في الإسلام.
الكتاب مذهل، وبيقدم خلاصة لوجهة نظر الكاتبة، كونتها بناءً على المصادر الأصلية، وإعمال العقل.
100 صفحة دسمة مليئة بكم من المعلومات الثرية، وعلى الرغم من صفحاته المحدودة إلا أنه يعتبر من الكتب "advanced" لأن القارئ في وجهة نظري يجب عليه الإلمام بالأحداث بنسبة ما + يجب عليه أن يكون قد كوّن وجهة نظر عن تلك الأحداث، نظرًا لأنها متشابكة ومختلفة الرؤى، وكلها تدور في فلك: مع من كان الحق؟
قدمت الكاتبة فصلين، الأول كان تأسيس السلطة في الإسلام المبكر، ومفهوم تلك السلطة سواء في الخلافة الراشدة أو خلافة بني أمية.
فقدمت عن البيعة والإجماع والشورى: وهي صور مختلفة كان عن طريقها يتم تحديد الخليفة، فالخليفة الأول الراشدي سيدنا أبي بكر وصل بالبيعة، بينما سيدنا عمر وصل بالاختيار المباشر، أما سيدنا عثمان فكان عن طريق الشورى.
ولذلك لم يحدد النبي عليه الصلاة والسلام ولا الإسلام صورة للسلطة، وعليه كان تحديد الخليفة عملية تتغير وفقًا للمشهد.
والفصل الثاني وهو الممتع والأهم والأكثر ثراءًا، كان عن السلطة وعملية تداولها والأزمات المختلفة التي ظهرت في فترة الخلافة الراشدة وبني أمية.
الفصل الثاني كان عبارة عن جزئين، الأول عن أزمات تداول السلطة في العهد الراشدي، والثاني عن شرعية وتداول السلطة في عهد بني أمية.
الكتاب كان مهم جدًا بالنسبالي، والمدهش إنه قدمي إطروحات، كانت عندي وكونتها بناءً على قراءاتي، وكان بالنسبالي ده حاجة مدهشة ..