في هذه السلسلة عمل شيخنا الفاضل حفظه الله على نقل ما قيل في معاوية من علماء أهل السنة والجماعة من الكتب بالعنوان والجزء أو المجلد والصفحة من القدامى إبن حجر والطبري والشوكاني ومن المعاصرين محمد رشيد رضا ومحمد أبو زهرة والعقاد والسيد قطب والندوي والمودودي الغماريين ومحمد بن عقيل العلوي وغيرهم وهي كلها معلومات موثقة، ولم يسقط شيخنا الفاضل الآخرين والذين يجب أن يقرأ لهم.
كما وتناول شيخنا الفاضل المسألة من زاوية معاوية في الأخبار والآثار وحاكمه إلى سيد الخلق صلى الله عليه وسلم
ملحوظة: السلسلة هي عبارة عن سبعة وعشرون حلقة فيديو منشورة على قناة الدكتور عدنان إبراهيم في اليوتيوب. عدد الصفحات هو عدد دقائق السلسلة.
عدنان إبراهيم أبو محمد، من مواليد معسكر النصيرات، مدينة غزّة، سنة 1966، حيث زاول فيه تعليمه الإبتدائي و الإعدادي و الثانوي، ليغادره إلى يوغسلافيا، حيث درس الطب في جامعاتها، وبسبب ظروف الحرب، إنتقل إلى فيينا أوائل التسعينيات، حيث أتمّ دراسة الطب بجامعتها، والدراسات الشرعية في كلية الإمام الأوزاعي بلبنان، والتي تخرّج منها بدرجة مشرّف جدّا.
أتّم فضيلته حفظ كتاب الله مبكّرا، و كذلك الكثير من أمّهات الكتب، و كان منذ نعومة أظفاره مطالعا وقارئا شغوفا متمتعا بالتحصيل العلمي في جميع مجالاته: الشرعية والعلمية، وهو ما ولّد عنده البصيرة النيّرة و العقل المتفتّح وإنتهج لنفسه منهجا وسطيا كان من توفيق الله سبحانه له أنه لم يحد عنه يوما.
وضع الشيخ عددا من الكتب في مطلع شبابه ـ وقد أكرمه الله تعالى بسرعة التأليف ـ إلّا أنه رفض نشر أيّا منها سوء ظن بنفسه. ثم أمسك عن التأليف و لا يزال مع إلحاح علماء و مفكّرين كبار عليه من أمثال العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ـ الذي شهد على الملأ في شيخنا الحبيب الشيخ عدنان أنه لم ير في حياته كلها مثله، وأنّه كان يؤكّد دائما على ضرورة وجود العالم الموسوعي الجامع ، إلّا أنّه كان يرى ذلك مجرّد نظرية ، إلى أن إلتقى بشيخنا فعلم ـ ولله الحمد ـ أنّ هناك مصداقا واقعيا لهذه النظرية ، (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ).
و المفكّر الكبيرالفيلسوف الدكتور عبد الوهاب المسيري الذي أكّد بعد إطلاعه على محاضرة واحدة علمية و فلسفية للشيخ حول مشكلة الزمان أنّ الشيخ أفضل من يكتب في موضوع أزمة العلوم الطبيعية في القرن العشرين و أنه لم يجد من يرضاه للتأليف في هذا الموضوع منذ عشر سنين غيره، هذا رغم أنّ محاضرة شيخنا الفاضل كانت ـ على غرار ما عوّدنا في محاضراته كلّها ـ إرتجالية و غيرهما كثيرون ، منهم عالم النفس المصري البروفيسور عدنان البيه الذي قدر له أن يستمع إلى محاضرة للشيخ عن العبقرية و الجنون شهد إثرها أنه بعد أن حاضر في حياته المديدة في علم النفس و حضر أكثر من سبعة آلاف محاضرة لم يسمع أروع و لا أجمل من هذه المحاضرة ، و لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل .
حصل الشيخ في سنة 1995 على المرتبة الأولى في تجويد القرآن الكريم على مستوى القارة الأوروبية وكان أحد أعضاء لجنة التحكيم الشيخ المقرئ علي بسفر.
شارك فضيلته في مؤتمرات ولقاءات كثيرة في العديد من الدول وإلتقى بالعديد من العلماء الكبار الذين شهدوا بنبوغه و منهم غير من ذكرنا الشيخ الطيب المصراتي والدكتور أحمد علي الإمام و الأستاذ عصام العطارو الدكتور المقرئ الإدريسي أبو زيد و الدكتور عبد الإله بن كيران فضلا عن ثلة من المفكرين الغربيين الذين إلتقوه و حاوروه.
أسّس مع بعض إخوانه جمعية لقاء الحضارات سنة 2000 وهو يرأسها منذ ذلك الحين و عنها إنبثق مسجد الشورى حيث يخطب فضيلته ويدرّس.
و الشيخ متزوّج من فلسطينية وأب لسبعة أطفال ـ خمس بنات و إبنين
[روى الذهبي أن الإمام النسائي خرج من مصر إلى دمشق والمنحرف بها عن علي كثير، فصنف كتاب الخصائص (خصائص الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام) رجاء أن يهديهم الله عز وجل. فسُئل عن فضائل معاوية فقال: أي شيء أخرّج؟! ما أعرف له من فضيلة إلاّ حديث: اللهم لا تشبع بطنه! فضربوه في الجامع على خصيتيه وداسوه حتى أُخرج من الجامع، ثمّ حمل إلى الرملة فمات، وفي رواية أخرى إلى مكة فمات فيها]
____________________
كم هو جميل ذلك الإحساس الذي تحس به عندما ينجلي الوجه الأقرب للحقيقة كالحاً أمام عينيك.
ذلك الإحساس هو الحياة ذاتها. وذلك هو ما أحسسته عندما انتهيت من متابعة هذه السلسلة المتميزة جدا للدكتور الإنسان عدنان إبراهيم. فعلاً، جرّبتُ للمرة الأولى (في موضوع معاوية وفتنته) لذة المعرفة الحقيقية – التي كنت أشعر بها في الخفاء قبل ذلك.
كنت قبل هذه السلسلة شاكّا بموضوع الفتنة من أوله إلى آخره! لم أكن أتصور أن يكون رجل كمعاوية رجلاً كريماً أو محقاّ أو صاحب حجة! طوال الوقت كنت أشعر أنه داهية كـ"دُهاة السياسة" (كما وصفه الدكتور عدنان لاحقاً). كان ذلك شعوراً وإحساساً داخليا فقط. أما الآن فقد تحوّل إلى قناعة مبنية على أرض صلبة. هي جملة ذكرها الدكتور عدنان جعلتني أوقِن بصدق إحساسي القديم، وهي: "العاقل يكفيه دليل، وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل!".
بالتأكيد هناك الكثير من الردود على هذه السلسلة .. وقد تابعت جزءاً كبيرا نسبيا منها (وقد ردّ الدكتور عدنان على بعضها خلال الحلقات أيضاً ورد بالتفصيل تقريبا في مجموعة حلقات منفصلة بعنوان: شبهات وبينات ..) ورأيي في تلك الردود أنها بمجملها عبارة عن تمَحُّلات باردة واعتذارات واهية لا تسمن ولا تغني من جوع! وهي كلها بالنسبة لي جاءت كتصديق للجملة التي ذكرتُها نقلا عن الدكتور عدنان " .... وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل" وهؤلاء الذين انتدبوا أنفسهم للرد وللدفاع عن معاويتهم، هم بالنسبة لي أصحاب هوى أمويّ! لن يكفيهم مليون دليل .. وسيقاتلون إلى ما لا نهاية دفاعاً عن قيصرهم الطاغية وتأويلاً لمصائبه وأفائكه التي قصمت ظهر الأمة وما زالت حتى يومنا هذا.
ومن الأمور التي آلمتني جدا .. هي بعض المواقف المخزية والمقززة واللاأخلاقية التي صدرت من بعض (علماء) المسلمين: أمثال ابن تيمية وغيره. وكأن معاوية وشيعته فوق أهل البيت .. وفوق النبي .. بل وفوق الله أيضا! في أبحاثهم ومؤلفاتهم يتحرون الدقة اللامتناهية فيما يختص بإثبات فضائل أهل البيت فلا يثبتون هذه الفضائل إلّا بعد التحري والتحقيق الممل، أما فيما يتعلق بفضائح معاوية فتذهب تلك الدقة اللامتناهية إلى الجحيم وتبدأ الاعتذارات والتأويلات .. بل والمحاولات المستميتة لخلق وتزوير فضائل ومناقب لا حق لطاغيتهم بها.
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل عالم وكل رجل دين دلّس علينا وأخفى عنا الحقائق.
فليقرأ وليشاهد هذا العلامة من أراد أن يهدم الأصنام التي وضعوها بعد الإسلام من تقديس أشخاص لا يستحقون إلا اللعن أو الكره ودحض قصص وخرافات وأساطير ! إذا أردت أن تنقي عقلك وقلبك من كل هذه الترهات عليك بمتابعة عدنان إبراهيم...
فليقرأ وليشاهد هذا العلامة من أراد أن يهدم الأصنام التي وضعوها بعد الإسلام من تقديس أشخاص لا يستحقون إلا اللعن أو الكره ودحض قصص وخرافات وأساطير ! إذا أردت أن تنقي عقلك وقلبك من كل هذه الترهات عليك بمتابعة عدنان إبراهيم...