هذه الرواية من أكثر الروايات الواقعية التي قرأتها في الآونة الأخيرة،حيث ابتعدت عن الخيال المفضي أحياناً للذهاب بعيداً عن الفكرة ومحلقا عنها في عوالم وهمية.
فهذا النص مفعم بالهموم الانثوية حيث البحث عن طقوس الخلاص والانعتاق ،فهو صرخة وإدانة لواقع معاش ،فالعنوان جميل موحي وجذاب، وأول ما يتبادر الى ذهنك أن البنفسج تقصد به حواء والبارود هم الرجال أو افعالهم.
فالعلاقة الأزلية ما بين الرجل والمرأة لها خلفية روحية قديمة قدم الإنسان نفسه وكل ما هو مرتبط بالروح لا فكاك منه ،وهذه حكمة الخالق المبدع ،حيث ارتبطت فلسفة الوجود بعلاقة الرجل مع المرأة استمرارا للحياة ورفدا لشريان الانسانية في كل زمان ومكان.
تناقش قضية المرأة المعاصرة في عدد من الشخصيات المختلفة وفترات الانكسار والقيام من جديد وقضايا الزواج والطلاق والعزة والكبرياء والطموح والتقوقع والانغلاق على النفس عند الازمات واللجوء الى حلول لا تعالج المشكلة وانما تسكنها موضعيا لتعود وتنهض من جديد في صورة اكثر بشاعة واحتقان يفضي بها الى الانتحار وهي ما تزال على قيد الحياة .
بطلتنا (زهرة) تلك الفتاة التي كانت كبش اضحية من اجل كرامة والدها المزيفة وكبريائه المغشوش بماء النفاق وخوفه المتأزم من نظرة الاسرة والمجتمع له منتجا أنانية مطلقة لا حدود لها متمركزا حول ذاته مهمشا للاخرين.
قصة حزينة لزهرات البنفسج الاخريات (اخوات زهرة) وسوء حظ عاثر وعدم توفيق متكرر راكم البارود حول زهر البفسج مسمما لجذوره مصفرا لاوراقه التي بدأت بالتساقط الواحدة تلو الاخرى تحت تاثير المشاكل والازمات وكاد ان يموت الجذر لولا ذلك الضوء الذي اعاد للاسرة بريقها المفقود وحفظها من التلاشي والذوبان في جليد الحياة.
قضايا عديدة ناقشتها هذه الرواية ايضا كعلاقة ابناء الريف وعقدتهم مع ابناء البندر عقدة النقص التي تظل عالقة في كينونة النفس الريفية ، وقضايا الزواج من داخل وخارج الاسرة المزايا والعيوب والايجابيات والسلبيات ومسارات الحياة لكل فرد التي تحدد بطموح وشخصية كل انسان.
كما ناقشت موقف الاخوان من قضايا الاسرة ودورهم الفعال حيث يجب ان يكونوا درعا للاسرة سياجا منيعا لها لا خصما عليها وذلك بالاقتراب من الاخوات والغوص في عميق شخصياتهم حتى يكونوا على مقربة منهم توجيها ومراقبة صدقا ووفاء حبا وصفاء وينبوع حنان لا ينضب.
واخيرا نجد أن بطلة الرواية (زهرة) تمردت على زوجها الذي عمته هيمنته الذكورية وتسلطه الخائب الاجوف الذي صور له ان المراة يجب ان تلزم بيتها .. اصطدم ب(زهرة) المتعلمة الواعية ،فالمرأ’ة من حقها أن تكون شاعرة ..ناقدة..مهندسة ..طبيبة ..معلمة ..فليس كل امرأة أنثى وليس كل أنثى أمرأة في ميزان الابداع.