للمرّة الأولى، يصدر معجم يرتّب معبودات وآلهة العرب القدماء على حروف الهجاء. وتأتي أهمّية هذا المعجم من كون الحياة الدينية للإنسان لم تعرف تنوّعاً وتعدّداً كما هي عليه الحال في «جزيرة العرب». وكان لهذه البقعة الجغرافية من العالم تجارياً وسياسياً ما مكّنها من أن تصهر معتقدات الشعوب والحضارات التي زارتها تجارة أو غزواً منذ مراحل مبكرة من التاريخ البشري.+++في دين العرب القدماء نجد آلهة كوكبية ونجد آلهة الخصب وآلهة الموت ... ويأتي هذا التنوّع كصيرورة طبيعية لتطوّر الفكر الديني العربي الذي شكّل الإسلام آخر حلقاته، وامتدّ من جزيرة العرب إلى العالم بأسره.+++في هذا المعجم استطاع المؤلّف أن يجمع أسماء مئات الأصنام والمعبودات، منها ما هو متداول بحكم تركيز الباحثين عليه، لكن كثيرا
لمن يريد أن يتبعد عن النمطية التي غطيت بها حياة العرب الدينية ، فليقرأ هذا الكتاب ، بعيداً عن اللات و العزى و مناة التي أُختزلت بها حياة العرب الدينية قبل الإسلام ، عندما تقرأ هذا الكتاب تنهار كل التصورات النمطية حول هذه الفترة فتجد فسيفساء من الآلهة العربية و الغير عربية لا تقتصر على اللات و العزى و مناة
جهد رائع الحقيقة واضافة نوعية للمجال. وإن كنت تمنيت لو أن الكاتب راجع خلف جواد علي عن النقوش اليمنية لأنه ليس دقيقاً أحياناً والنقوش متوفرة على النت اليوم. http://dasi.cnr.it/ مثلاً ان القمر سمي أنوت أو أنوات أو أنواط، هذه من هفوات جواد علي ولا وجود لهذه الكلمة او حتى مقارب لها في كل النقوش سوى كلمة "أنوت" في نقوش يقول: "شيطم"، من أسرة "يشر وأنبع"، المُوِدُ (بمعنى المُحِب) لـ "يكربملك"، بنا هذا حائط والمبنى وبنا "أنوت" للحماية من الفيضان. وكذلك أعيب عليه عدم التوسع في جمع آلهة النقوش، لكنه يبقى مرجع لا غنى عنه في مكتبة أي باحث أو حتى مطلع.