Jump to ratings and reviews
Rate this book

الشرق الفنان

Rate this book
«الثقافةُ الشرقيةُ بشتَّى نَواحِيها مِن دِينٍ وفنٍّ وفلسفةٍ تعبيراتٌ تُخرِجُ ما تَضطرِبُ به النَّفسُ مِن وِجْدان، على حينِ أنَّ الثقافةَ الغربيةَ بجميعِ ألوانِها مِن عِلمٍ وفلسفةٍ وفنٍّ لا تخلو أبدًا مِنَ الرمزِ إلى ما هو كائنٌ خارجَ النَّفسِ الإنسانيةِ بكلِّ ما فيها من جَيَشان.»

للإنسانِ نظرتانِ للكَون؛ نظرةٌ مباشِرةٌ حِسيَّةٌ أطلَقَ عليها المؤلِّفُ «نظرة الفنان الخالص»، وهي النظرةُ المُسيطِرةُ على الشرقِ الأقصى المتمثِّلِ في الهندِ والصينِ وما جاوَرَهما؛ والنظرةُ الأخرى «نظرة العِلم الخالص» ذاتُ العقليةِ التحليليةِ المسيطِرةِ على الغَرب. وخلالَ العُصورِ السابقة، استطاعَ الشرقُ الأوسطُ أنْ يَدمُجَ هاتَينِ النظرتَينِ ليُوحِّدَ بينَ قلبِ الفنَّانِ وعقلِ العالِم. وفي هذا الكتابِ يَعقِدُ المؤلِّفُ مُقارَناتٍ سريعةً بينَ فلسفاتِ الشرقِ وفلسفاتِ الغرب، ويُقارِنُ أيضًا بينَ الفلسفةِ الإسلاميةِ القائمةِ على العقل، كالتي عند المُعتزلةِ والكِنْدي والفارابي، وبينَ التصوُّفِ الفلسفيِّ القائمِ على الحَدْسِ المباشِر، كالذي عندَ ذي النُّونِ وابنِ الفارض.

104 pages, Paperback

First published January 1, 1960

5 people are currently reading
180 people want to read

About the author

زكي نجيب محمود

154 books1,435 followers
ولد زكي نجيب محمود عام 1905، في بلدة ميت الخولي عبد الله، بمحافظة دمياط. تخرج من كلية المعلمين العليا بمصر، عام 1930. في عام 1933 بدأ في كتابة سلسلة من المقالات عن الفلاسفة المحدثين في مجلة الرسالة. وفي عام 1936 سافر إلى إنجلترا في بعثة صيفية لمدة ستة شهور. وفي عام 1944 سافر إلى إنجلترا للدراسات العليا. وبعد عام واحد حصل على البكالوريوس الشرفية في الفلسفة من الدرجة الأولى من جامعة لندن (وكانت تحتسب في جامعة لندن آنذاك بمثابة الماجستير لكونها من الدرجة الأولى). عام 1947 حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن (كلية الملك) في موضوع (الجبر الذاتي)، بإشراف الأستاذ هـ.ف. هاليت. (وقد ترجم البحث إلى اللغة العربية الدكتور إمام عبد الفتاح بنفس العنوان عام 1973).

عاد إلى مصر عام 1947 والتحق بهيئة التدريس بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة (جامعة فؤاد الأول آنذاك). سافر عام 1953 إلى الولايات المتحدة أستاذاً زائراً ومحاضراً في جامعتين بها حيث قضى فصلاً دراسياً في كل منهما. وبعد عام اختير مستشاراً ثقافياً لمصر بالولايات المتحدة لمدة عام. في عام 1956 تزوج من الدكتورة منيرة حلمي، أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس. سافر إلى الكويت أستاذا بقسم الفلسفة بجامعتها لمدة خمس سنوات (حتى 1973). عام 1973 بدأ كتابة سلسلة المقالات الأسبوعية في جريدة الأهرام.

نال جائزة التفوق الأدبي من وزارة المعارف (التربية والتعليم الآن)،عام 1939. نال جائزة الدولة التشجيعية في الفلسفة من مصر على كتابه الصادر بعنوان "نحو فلسفة علمية" عام 1960. نال جائزة الدولة التقديرية في الأدب من مصر عام 1975، وفي عام 1984 نال جائزة الجامعة العربية "للثقافة العربية" من تونس.1985 حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية بالقاهرة.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
13 (10%)
4 stars
39 (32%)
3 stars
41 (33%)
2 stars
20 (16%)
1 star
8 (6%)
Displaying 1 - 28 of 28 reviews
Profile Image for د.سيد (نصر برشومي).
343 reviews732 followers
August 18, 2023
كتب زكي نجيب محمود هذا العمل عام 1960 ضمن سلسلة كتب ثقافية التي استوعبت النتاج الفكري لكثير من المبدعين والمتخصصين بعد يوليو 1952 وأعاد سمير سرحان نشره في برنامج مكتبة الأسرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1996 وهو يستحق أن يكون ضمن الكتب المرشحة لمكتبة قراءات الشباب في فترة التكوين المعرفي الثانية بعد تجاوز كتب المغامرات والألغاز وإن كنت أرى الحياة التكوينية مثل النهر المستمر لا يمكن أن تفصل السدود بين منابعه ومصبه وإن اتخذ - ذاك النهر الرمزي - أحيانا بعض التحولات
ربما لا أتفق مع الثنائية الشهيرة للشرق الروحي والغرب المادي الذي حاول زكي نجيب محمود الربط بينها بالشرق الأوسط الذي يجمع البعدين معا
ربما كانت رؤية غربية للعالم فيها رغبة للاحتفاظ بالتفوق العلمي والنظر بنوع من العاطفة للجهة الأخرى من العالم التي لن تصل أبدا لمرحلة التقدم التي بلغها الغرب، لكن الكتاب يحمل قدرا كبيرا من التاريخ الروحي للشرق ومدى تأثر الغرب به، ربما يحتاج كتابة أخرى عن وحدة الإنسانية في رحلة التحضر والعلاقات الروحية والفكرية التي جمعت القافلة البشرية في سبيل الارتقاء والنكوص أيضا
Profile Image for Rana Adel.
197 reviews174 followers
December 25, 2015

رسالة فكرية جميلة توضح الإختلاف بين الشرق و الغرب و أن هذا الإختلاف جاء تكميلي و ليس متعاند

يرى الكاتب أن الشرق المتصوف ذو النظرة الحسية الحدسية و الغرب العقلاني ذو النظرة العلمية التجريبية يلتقيان فى الشرق الأوسط الذى جمع بين النظرتين فكان دائما مهبطا للأديان(فلسطين) و مجمعا للثقافات المختلفة (الإسكندرية القديمة) .. تقييمى للكتاب جاء ناقصا نجمة بسبب التكرار المستمر و عدم الإستفاضة فى شرح بعض النقاط


فقرة تلخص أفكار الكتاب
-----------------------
هناك طرفان من وجهات النظر , طرف يتمثل فى الشرق الأقصى , مؤاداه أن ينظر الإنسان الى الوجود الكوني نظرة حدسية مباشرة , فإذا الإنسان جزء من الكون العظيم , و هذه نظرة الفنان الخالص , و طرف أخر يتمثل فى الغرب مؤاداه أن ينظر الإنسان الى الوجود نظرة عقلية تحلل و تقارن و تستدل , و هذه نظرة العلم الخالص , و بين الطرفين وسط يجمع بين الطابعين , و هو الشرق الأوسط , الذى يدل تاريخ ثقافته على مزج بين إيمان البصيرو و مشاهدة البصر , و بين خفقة القلب و تحليل العقل ,بين الدين و العلم , بين الفن و العمل
Profile Image for Yahya Al Mawali.
139 reviews18 followers
March 6, 2021
صدر هذا الكتاب عام 1960 م

الكاتب يشرح عن الشرق من العالم مائل الى الفن والغرب إلى العلم وذكر عن الحضارة الهندية والصينية وفنونها وأفكارها وبعض الفصول تطرق الى نماذج اسلامية وحسب ما يرى أن الشرق الأوسط جمع بين الطبعين .

لنستعرض بعض أفكاره من الكتاب :
*"فأمَّا الشَّرقُ الأقصى فطابعه الأصيل العميق هو النظر إلى الوجود الخارجي ببصيرةٍ تَنفذ خلال الظواهر البادية للحس إلى حيث الجوهر الباطن، فيُدرِك ذلك الجوهرَ بحدسٍ مباشِر يَمْزج ذاتَه في ذاته مزْجًا تفنى معه فرديةُ الفرد لتصبح قطرةً من الخضم الكوني العظيم، ومثل هذه النظرة المعتمِدة على اللمسة الذاتية المباشِرة التي لا تحتاج إلى تعليل وتحليل ومقدمات ونتائج"

* "وأمَّا الغربُ فطابعه الأصيل العميق هو النظرُ إلى الوجود الخارجي بعقلٍ منطقي تحليلي يقف عند الظواهر مُشاهِدًا لها وهي تَطَّرِد وتَتتابَع على هذه الصورة أو تلك، فيجعل من هذه الاطِّرادات في الحدوث قوانينَ يستخدمها بعدئذٍ في استغلالِ الظواهر الطبيعية على النحو الذي يرتضيه، ولا بد لمثلِ هذه النظرة من السَّيْر في خطواتٍ استدلالية تنتزع النتائجَ الصحيحة من مقدِّماتها الصحيحة، وتلك هي نظرةُ العِلْم."

*"سأستعمل كلمةَ «الفن» في هذه الرسالة بأوسع معانيها، وهو أن ينظر الإنسانُ إلى الوجود الخارجي نظرةً ذاتية مُباشِرة، كأنَّما هذا الوجودُ خَطْرة من خَطَرات نفسه، أو نَبْضة من نَبَضات قلبه، وتلك هي نظرةُ الرُّوحاني ونظرةُ الشاعر ونظرةُ الفنان، وهي نظرةٌ تتمُّ على خطوة واحدة، بخلاف العِلْم النظري الذي تتمُّ نظرته إلى العالَم على خطوتَيْن؛ ففي الأولى يتلقَّاه كما تَنطبِع به الحواس انطباعًا مباشِرًا، وفي الثانية يستخلص من مُعطَياته الحسية نظرياتٍ وقوانينَ يصوِّر بها مَجْرى الظواهر والأحداث."

*"وقد أراد الله للإنسان أَنْ تكون له النظرتان معًا؛ فبالنظرة العِلْمية إلى الأشياء ينتفع، وبالنظرة الفنية يَنْعم"

* "أن للشرق لونًا ثقافيًّا واحدًا تتَّحِد فيه أقطارُه جميعًا، وهو الرُّوحانية التي ظهرَتْ في أرضه دِينًا وفنًّا."

* "والدِّينُ والفنُّ كلاهما ممَّا يتذوَّقه المتذوِّق، فلا سبيلَ إلى معرفتهما حقَّ المعرفة سوى أن يحياهما الإنسان حياةً يَنبُض بها قلبُه، ولا يكفي لهذه المعرفة الصحيحة أن تقرأ عنها تلخيصًا يَصِف لك حدودَ القواعد والأصول؛ ففرقٌ بعيد بين أن أَشرَح لك نظريةَ الجاذبية مثلًا في العِلم الطبيعي، فتفهم عنها كلَّ شيء، وبين أن أشرح لك الديانةَ البُوذية أو إحدى الصور الفنية، فيصل الشرحُ إلى عقلك لكنه لا يتسلَّل إلى قلبك؛ أَفَلا يجوز لنا إذن أن نقول إنَّ عبقرية أهل الشرق هي في الْتِفاتهم إلى الوجود من حيث هو حقيقةٌ تُمارَس بالخبرة الذاتية، لا من حيث هو شيءٌ يُوصَف وتُوضَع له القوانينُ النظرية؟"

*"بل إنَّ الفلسفةَ الغربية نفسَها — ودَعْ عنك العلوم — إنَّما تستند في سياقها — أو على الأقل هكذا يَزْعُم لها أصحابُها — إلى استدلالاتٍ منطقيةٍ تُخاطِب في القارئ عقلَه لا قلبَه؛ إنَّها لا تدَّعي أنَّها جاءت لتُثِير في القارئ خيالَه، أو أنَّها تَحتكِم في صِدْقها إلى الخبرة الذاتية الخاصة، بل هي تلجأ إلى العقل تُقنِعه بأنَّ المُقدِّمة الفلانية تَلزَم عنها النتيجةُ الفلانية، سواء كانت تلك المُقدِّمةُ أو هذه النتيجةُ ممَّا عانَيْتَه مُعاناةً في خبرتك الخاصة أو لم تكن"

"وإنَّما المهمُّ أن نُفرِّق بين نظرتَيْن: نظرةٍ تُقِيم البراهين وتسلسلها مُقدِّمات ونتائج، ونظرةٍ أخرى تَستوحي وجدانَ القلب وحدَسَ اللَّقَانة وصفاءَ البصيرة — وهي النظرةُ التي أسلفنا لك القولَ عنها بأنها في صميمها هي نظرةُ الفنان."

*"فَلَئِن كان الغربيُّ يَحكُم بالنتائج، فالشرقيُّ يَحكُم بالشُّعور الراهِن، فإذا سعد بشعوره وبقلبه وبإيمانه فَلْتكُنِ النتائجُ بعدَ ذلك ما تكون"

* "فاللغةُ قد تكون صالحةً لنقل المُدرَكات المجردة، وقد تكون صالحةً لوصف الحوادث والأشياء كما تجري وكما تقع في الطبيعة الخارجية، لكنها يستحيل عليها استحالةً قاطعةً أن تنقل الخبرةَ الذاتية الباطنية كما يهتزُّ بها وِجْدانُ صاحبها؛ ولهذا كان الفرق البعيد في أداء اللغة لأغراضها بين أن يُكتَب بها كتابٌ عِلْمي وأن يُعبَّر بها عن خَفَقات الأفئدة ونَبَضات القلوب، والثقافةُ الغربية — على وجه الإجمال — هي من النوع الأول، والثقافةُ الشرقية من النوع الثاني."

"إنَّه إذا اجتمع رجلان: أحدُهما يقف من الطبيعة الخارجية وقفةَ العلماء، يلاحظ ظواهِرَها بحواسِّه المجردة أو بمناظيره المقرِّبة والمكبِّرة، بحيث لا يُجاوِز هذه الظواهر ولا يسمح لأحدٍ أن يُجاوِزها حتى لا يضرب في الغيب المجهول؛ والآخَرُ يقف من الطبيعة وقفةَ المتصوِّف الفنان، يترك الظاهر ليلتمس الباطنَ ويُجاوِز عالَمَ الشَّهادة ليغوص في عالَم الغيب، أقول إنه إذا اجتمع رجلان بهذه المميزات لكلٍّ منهما، فلا رجاءَ ولا أملَ في أنْ يلتقِيَا على رأي؛ لأنَّ كلًّا منهما يَجُول في عالَم غير العالَم الذي يَجُول فيه زميله، وإذا لم يَهَبْهما الله شيئًا من سِعَة الصدر ورَحَابة الأفق، لَكان الراجح أن يَضِيق كلٌّ منهما بزميله، ذلك إنْ لم يجعل من زميله موضعَ هُزْءٍ وسخرية، فلا سبيلَ إلى تفاهُمٍ بينهما إلا إذا اتفقا بادِئ ذي بَدْءٍ على أي العالَمَيْن هو المقصود المنشود؟"

*"ولا تسأل فيلسوفَ الشرق الأقصى: ما برهانُك على ذلك، وأين الحجة والدليل؟ لأنه لا برهانَ عنده ولا حجَّةَ ولا دليل؛ إذ ليست هذه الوسائلُ وسائلَه في الإدراك، وهل تسأل المفتونَ بجمال البحر وروعة الشَّفَق ولَأْلَاء النجوم: أين برهانك على فتنتك؟ كلا، فالإدراكُ الجمالي للأشياء أمرٌ ذاتي مباشِر، وإمَّا أن تكون لك العينُ التي ترى أو لا تكون، وتلك هي بدايةُ المطاف ونهايتُه على السواء"

*"لكنَّ الطرفين قد اجتمعا في «هذا الشرق الأوسط» العبقري العجيب؛ ففي شخصه اجتمَعَ تأمُّلُ المتصوِّف وتحليلُ العالِم وصناعةُ العامل"

*"ولقد اجتمع كثيرٌ من هذه العناصر دفعةً واحدة في شوارع الإسكندرية القديمة — كما يقول «إنج» — إذ التقى رجالُ العِلم بأصحابِ النظرة الصوفية وأصحابِ المهارة العملية في آنٍ معًا، وحين انتقل مركزُ الثقافة من أثينا إلى الإسكندرية لم تكن النَّقْلةُ تغييرًا في المكان وكفى، بل كانت تغييرًا في منهج التفكير كذلك"

*"وقد بذل «أوريجن» جهدًا في تثبيت العقيدة المسيحية عندما كانت لا تزال تتعرَّض لهجماتِ المنكرين، ومن أهم ما قاله وأيَّده بالأدلة هو أن الفلسفةَ اليونانية القائمة على العقل المنطقي الصِّرْف، والأناجيلَ القائمة على الإلهام والوحي الصِّرْف، إنما يتطابقان ولا يتعارضان، مما يبيِّن أن العقل والنقل يسيران معًا ولا يتناقضان، ولا يَخْفى أن هذا هو الأساسُ الذي قامت عليه فلسفةُ العصور الوسطى كلها في الشرق الأوسط الإسلامي وفي الغرب المسيحي على السواء؛ إذ أخذ الفلاسفة في كلٍّ منهما يحاولون البرهانَ على أن الوحْيَ الديني ونِتاجَ العقل الفلسفي اليوناني ينتهيان آخِرَ الأمر ��لى نتيجة واحدة."

*"هنالك طرفان من وجهات النظر؛ طرفٌ يتمثَّل في الشرق الأقصى، مُؤدَّاه أن ينظر الإنسان إلى الوجود الكوني نظرةً حَدْسية مباشِرة، فإذا الإنسانُ جزءٌ من الكون العظيم، وهذه نظرةُ الفنان الخالص؛ وطرفٌ آخَر يتمثَّل في الغرب، مُؤدَّاه أن ينظر الإنسان إلى الوجود نظرةً عقليةً تُحلِّل وتُقارِن وتَستدِل، وهذه نظرةُ العِلم الخالص؛ وبين الطرفين وسَطٌ يجمع بين الطابعين، وهو الشرق الأوسط، الذي يدل تاريخُ ثقافته على مزْجٍ بين إيمانِ البصيرة ومُشاهَدةِ البصر، بين خَفْقةِ القلب وتحليلِ العقل، بين الدِّين والعِلم، بين الفن والعمل."

* "والرأيُ الذي أعرضه هو أن الفارق الأول هو في أن الشرقَيْن الأقصى والأوسط يتشابهان في النظرة الحَدْسية — نظرة الفنان — ثم يختلفان في أن الشرق الأوسط يضيف إليها نظرةً عِلمية عملية؛ والفارقُ الثاني — بين الشرق الأوسط والغرب — هو في أنهما يتشابهان في النظرة العقلية العِلمية العملية، ثم يختلفان في أن الشرق الأوسط يضيف إليها نظرةً حَدْسية."

*"إنني أعتقد أن التفكير الفلسفي في أمَّة من الأمم مِفْتاحٌ هامٌّ لفَهْم طبيعتها، فليس من المُصادَفات العارضة أن نرى الفلسفةَ الفرنسية عقلية، والفلسفةَ الإنجليزية تجريبيةً حِسِّية، والفلسفةَ الألمانية ميتافيزيقيةً مِثالية، والفلسفةَ الأمريكية براجماتيةً عملية … فماذا نرى في الفلسفة الإسلامية ممَّا يدلُّنا على طابع الشرق الأوسط؟"

*"فلا فرقَ إطلاقًا بين فلاسفةِ الشرق الإسلامي من جهةٍ وفلاسفةِ الغرب المسيحي (في العصور الوسطى) من جهةٍ أخرى، لا في نوع المشكلات ولا في منهج البحث، اللهم إلا أن الفريقَ الأول مسلمٌ يختار مشكلاته من العقيدة الإسلامية، والفريقَ الثاني مسيحيٌّ يختار مشكلاته من العقيدة المسيحية، لكنَّ كلَّ فريق من الفريقين يلتمس للعقيدة أساسًا من العقل، مستعينًا في ذلك بأدوات من الفلسفة اليونانية، وبالمنطق الأرسطي على وجه الخصوص."

*"والجملةُ الأخيرة من هذا النص هي خلاصةُ ما نريد أن نجعله علامةً مميزة لثقافةِ الشرق الأوسط كلها، وهي أن ثمةَ طريقين للإدراك لا طريقًا واحدًا، أحدهما هو الأدلة العقلية المجردة، وذلك هو أساس العلم، والثاني هو اللمسة الذاتية المُباشِرة، وذلك هو أساسُ الإيمان وأساسُ التصوف وأساسُ الفن على حدٍّ سواء."

*”ثقافةُ الشرق هي من قبيل ما يستطيع صاحبه أن يَقطع بيقينه لأنه قد أحسَّه بقلبه، وثقافةُ الغرب هي من قبيل ما يُطلَب على صِدْقه البرهانُ لأنه قائمٌ على التفكير النظري والمنطق العقلي”


*"ولقد حاولتُ أن أبيِّنَ في هذه الرسالة أن الشرق الأقصى قد وقف إزاء الكون وَقْفةَ الفنان الذي يستند إلى حَدْسه، وأن الغرب قد وقف إزاءَه وَقْفةَ العالِم الذي يرتكن إلى حِسِّه وعقله، وأن ثقافةَ الشرق الأوسط قد جمعت الوَقْفتَيْن جنبًا إلى جنب؛ فنرى الدِّينَ والعلمَ معًا متجاوِرين، بل ترى الدِّينَ نفسه يناقش بمنطق العلم، فتندمج النظرتان في موضوعٍ واحد"

*"أمَّا أن نخلط بين الأمرين، فنتكلَّم عن الوجود بلغةِ الذوق والوِجْدان، ثم نزعم أننا نُرضِي منطقَ العقل، أو نتكلَّم بلغة الحسِّ والاستنباط ممَّا يدركه الحس، ثم نزعم أننا قد شملنا بالقول كلَّ مجالٍ للحديث؛ فذلك هو الخَلْط الذي يُباعِد في الرأي بين الناس إلى حيث لا سبيلَ إلى الْتِقاء."
Profile Image for Mohamad  Alslyty.
138 reviews16 followers
December 9, 2024
نستطيع أن نقول على وجه الإجمال إنَّ في العالَم طرفَيْن مختلفَيْن من حيث النظرة إلى الوجود؛ طرف منهما يتمثَّل في الشرق الأقصى: الهند والصين وما جاوَرَهما، ويتمثَّل الآخَر في الغرب: أوروبا وأمريكا، وبين الطرفين وسطٌ يجمع بين طابعَيْهما؛ هو الشرق الأوسط.

فأمَّا الشَّرقُ الأقصى فطابعه الأصيل العميق هو النظر إلى الوجود الخارجي ببصيرةٍ تَنفذ خلال الظواهر البادية للحس إلى حيث الجوهر الباطن، فيُدرِك ذلك الجوهرَ بحدسٍ مباشِر يَمْزج ذاتَه في ذاته مزْجًا تفنى معه فرديةُ الفرد لتصبح قطرةً من الخضم الكوني العظيم، ومثل هذه النظرة المعتمِدة على اللمسة الذاتية المباشِرة التي لا تحتاج إلى تعليل وتحليل ومقدمات ونتائج، أو إنْ شئتَ فقُلْ: إنَّ إدراك حقيقة الوجود بما يُشبِه التذوُّق هو ما يُميِّز الفنانَ في نظره إلى الأشياء. ونحن إذا أخذنا «الفن» بمعناه الواسع، شمل فيما يَشْمله تصوُّفَ المُتصوِّف وخشوعَ المتدين؛ لأنَّ هذه كلها جوانبُ لوقفةٍ واحدة، هي وقفةُ مَن يدرك العالَمَ برُوحه لا بعقله.

وأمَّا الغربُ فطابعه الأصيل العميق هو النظرُ إلى الوجود الخارجي بعقلٍ منطقي تحليلي يقف عند الظواهر مُشاهِدًا لها وهي تَطَّرِد وتَتتابَع على هذه الصورة أو تلك، فيجعل من هذه الاطِّرادات في الحدوث قوانينَ يستخدمها بعدئذٍ في استغلالِ الظواهر الطبيعية على النحو الذي يرتضيه، ولا بد لمثلِ هذه النظرة من السَّيْر في خطواتٍ استدلالية تنتزع النتائجَ الصحيحة من مقدِّماتها الصحيحة، وتلك هي نظرةُ العِلْم.

وهذه التفرقةُ التي تجعل من الشرقيِّ فنانًا يُدرِك الحقيقةَ بذوقه، ومن الغربي عالِمًا يُدرِك الحقائقَ بالمُشاهَدة والتجرِبة والتحليل والتعليل، لا تنفي بطبيعة الحال أن يكون في الشرق علماء، ولا أن يكون في الغرب رجالُ فنٍّ ودِين، لكننا نُطلِق القولَ على وجهٍ من التعميم الواسع الذي يُفسِّر بعضَ التفسير ما هو شائعٌ على الألسنة من وصفِ الشرق بالرُّوحانية، ووصفِ الغرب بالمادية.

ولقد التقى الطرفان في الشرق الأوسط طوالَ عصوره التاريخيَّة؛ ففي حضاراته القديمة تجاوَرَ الدِّينُ والعِلْم، كما تجاوَرَ الفنُّ والصناعة، ثم شاء الله لهذا الشرق الأوسط أن يكون مَهْبَطًا للديانات المُنزلة جميعًا، فلم يلبث رجالُ الفِكْر فيه أنْ حلُّوا عقائدَهم الدينية هذه بحيث أقاموها على أُسُس عقلية، كما هي الحال عند فلاسفة المسلمين، وهكذا جعل أهل الشرق الأوسط ينظرون إلى الوجود بالنظرتين معًا: بالنظرة الرُّوحانية — التي هي في صميمها نظرةُ الفنان — التي تُميِّز وحدها بلادَ الشرق الأقصى، وبالنظرة العقلية المنطقية التي تُحلِّل وتُعلِّل وتَستدِل، وهي النظرة التي تُميِّز وحدها بلادَ الغرب.

تلك هي الفكرة الرئيسية التي بسطْتُها في هذه الرسالة الصغيرة التي جعلتُها أقربَ إلى السَّمَر أَسمُرُ به مع القرَّاء، منها إلى بحثٍ علميٍّ تُذكَر فيه المراجعُ والأسانيد.

والله ولي التوفيق.

الجيزة في ١٥ يناير ١٩٦٠
زكي نجيب محمود
Profile Image for Tariq.
67 reviews
March 26, 2015
كتاب رائع جداً و يجب على كل مهتم بالفلسفة أو الفكر الإنساني و تطوره أن يقرأه

أعترف أنني شعرت بالملل في بدايته – ربما لأنني لم أفهم مراد الكاتب في البداية ، لكن مع تقدمي في الكتاب ازداد تشويقي و حماسي بدرجة كبيرة خاصة مع بداية المقالة الحادية عشرة.

عادة أقضي وقتاً طويلاً في قراءة الكتب المهمة خصوصاً الفلسفية منها قد تزيد على ستة أشهر – بغية الفهم العميق المتأني – لكنني لم أتمكن من ترك هذا الكتاب إلا لقضاء شؤون عائلية أو عندما يغالبني النعاس !

يرى الكاتب أن هناك نظرتان ينظر بهما الإنسان إلى نفسه و إلى العالم من حوله : الأولى نظرة نابعة من الانفعال الوجداني ( نظرة الشرق الأقصى الصوفية أو نظرة الفنان كما سماها الكاتب) و الثانية نظرة الحجاج العقلي المنطقي ( نظرة الغرب أو نظرة العالم كما سماها الكاتب ) و قد اجتمعت النظرتان في الشرق الأوسط ، و خلال هذا الكتاب يحاول الأستاذ زكي نجيب محمود أن يؤسس لهذه المسألة و يوضح رأيه فيها بشيء من التفصيل

بعد قراءتي لهذا الكتاب ، أظنني إنساناً ذا نزعة عقلية بروح شرقية ^_^
Profile Image for Mohamed Mowaffak.
9 reviews9 followers
December 24, 2016
مدخل الكاتب الفكري قائم على الاعتقاد بثنائية بعدي الانسان، و هو نفس مدخل علي عزت بيجوفيتش في كتاب (الاسلام بين الشرق و الغرب). يؤمن الكاتب بحقيقة (البصيرة - الحدس - الروح - الفطرة - الفن..الخ) في مقابل (الذكاء - المادة - العلم و التجربة) و يعرض اسبابه لأهمية البعد الأول و يستدل على وجوده بذات وجوده و بأثره. عرضه لطباع الثقافة العامة للشرق و الغرب و الشرق الأوسط بينهما عرض محايد و غير محايد في نفس الوقت، حيث لا يخفى تحيزه لحضارة الشرق و ميله للتصوف.
30 reviews1 follower
February 5, 2017
يقول محمود في مقدمة هذه الرسالة أنها سمَر يَسمر به مع قرائه، كما أنّ الدكتور جلال أمين أفرد توطئة لهذا الكتاب نقده فيها نقداً وافياً، فلا حاجة بنا بعد هذا الى الاضافة
Profile Image for Musaadalhamidi.
1,605 reviews50 followers
May 29, 2023
«الثقافةُ الشرقيةُ بشتَّى نَواحِيها مِن دِينٍ وفنٍّ وفلسفةٍ تعبيراتٌ تُخرِجُ ما تَضطرِبُ به النَّفسُ مِن وِجْدان، على حينِ أنَّ الثقافةَ الغربيةَ بجميعِ ألوانِها مِن عِلمٍ وفلسفةٍ وفنٍّ لا تخلو أبدًا مِنَ الرمزِ إلى ما هو كائنٌ خارجَ النَّفسِ الإنسانيةِ بكلِّ ما فيها من جَيَشان.»

للإنسانِ نظرتانِ للكَون؛ نظرةٌ مباشِرةٌ حِسيَّةٌ أطلَقَ عليها المؤلِّفُ «نظرة الفنان الخالص»، وهي النظرةُ المُسيطِرةُ على الشرقِ الأقصى المتمثِّلِ في الهندِ والصينِ وما جاوَرَهما؛ والنظرةُ الأخرى «نظرة العِلم الخالص» ذاتُ العقليةِ التحليليةِ المسيطِرةِ على الغَرب. وخلالَ العُصورِ السابقة، استطاعَ الشرقُ الأوسطُ أنْ يَدمُجَ هاتَينِ النظرتَينِ ليُوحِّدَ بينَ قلبِ الفنَّانِ وعقلِ العالِم. وفي هذا الكتابِ يَعقِدُ المؤلِّفُ مُقارَناتٍ سريعةً بينَ فلسفاتِ الشرقِ وفلسفاتِ الغرب، ويُقارِنُ أيضًا بينَ الفلسفةِ الإسلاميةِ القائمةِ على العقل، كالتي عند المُعتزلةِ والكِنْدي والفارابي، وبينَ التصوُّفِ الفلسفيِّ القائمِ على الحَدْسِ المباشِر، كالذي عندَ ذي النُّونِ وابنِ الفارض.
Profile Image for Wed.
147 reviews4 followers
August 15, 2020
الشرق الفنان
زكي نجيب محمود

كتاب فلسفي ، يناقش النظرة إلى الوجود واختلافها في الشرق الأقصى والغرب .
حيث أن الشرق الأقصى ينظر إلى الوجود الكوني نظرة حدسية مباشرة ، وأن الإنسان جزء من الكون ، وهذه التي سماها الكاتب نظرة ( الفنان )
أما الغرب فينظر إلى الوجود نظرة عقلية تحلل وتقارن وتستدل وهذه نظرة ( العالِم ) .
أما الشرق الأوسط يمزج بين النظرتين ، يمزج بين إيمان البصيرة ومشاهدة البصر ، بين خفقة القلب وتحليل العقل ، بين الدين والعلم ، بين الفن والعمل .

قرأته بفتور وعلى ثلاثة أيام رغم صفحاته القليلة بسبب الملل ، في الفصل الأول شرح ما يود إيصاله ، أما الفصول الباقية فهي إعادة وتكرار ممل لنفس الفكرة .
Profile Image for Hamdi Hassan.
205 reviews14 followers
November 12, 2023
الشرق الفنان الذي ينظر الي بواطن الأمور و يسمو روحانيا الشرق الذي أهدي للبشرية الدين والتصوف اما الغرب فهو العقل النفعية الذي ينظر للأمور بشكل علمي عملي بحت ثم التقي الاثنان أين؟ هنا في الشرق الأوسط الذي يري الكاتب انه جمع بين الاثنين تلك ببساطة هي فكرة الكتاب هو عمل لا يتسم بالعمق ويصلح للشباب و لمن يبدأ تحصيله المعرفي الكتاب بعيد عن كونه بحث علمي انما هو مجرد دردشة بين الكاتب والقراء .
هناك مائة سبب ل تختلف مع طرح الكاتب و في النهاية هو سمر جميل مع القراء ليس إلا
Profile Image for Nora Habash.
9 reviews
March 13, 2024
لولا أن الكاتب انتصر لنظرة الفنان في نهاية كتابة بحسب رأيه الشخصي دون إحكام المنطق لكان أقل تحيزاً
كتاب قدم نظرة بانورامية في النظر إلى الفن والعلم وأسماء مفكرين من الغرب والشرق
كان يمكن ربط العلم بالفن في نهاية البحث بدل من التحيز لجانب الفن الجميل والآسر لا شك
Profile Image for Karrar Chaceb.
76 reviews11 followers
May 6, 2017
يتحدث عن الاختلاف المعرفي والمفاهيمي بين الشرق الفنان والغرب الرياضي
Profile Image for Mohamed Elzanaty.
33 reviews6 followers
July 21, 2019
اول كتاب فلسفي اقرأه ممتع نوعا ما حيث بضع كلمات لم افهمها ولكن مجمل الكتاب جميل جدا
Profile Image for كريم.
Author 2 books193 followers
August 25, 2019
يقدم لنا هنا د. زكي إجابة فلسفية عن سؤال: لماذا ظهر الدين في الشرق ولم يظهر في الغرب؟
Profile Image for Gamal soliman.
1,904 reviews30 followers
December 15, 2019
ارهقتنى فلسفه زكى نجيب محمود
وبعد الاسهاب والتطويل علمنا ان نظره الغرب للكون نظره تعتمد ع العقل والمنطق اما نظره الشرق فهى نظره حدسيه روحيه ... وماذا بعد ؟ لا شئ
Profile Image for Ahmed1972.
131 reviews7 followers
Read
June 8, 2020
كتاب جميل جدا .. وممكن تنزيله على الرابط التالي
https://www.facebook.com/AhmedMa3touk...

كتاب الشرق الفنان
تأليف : الدكتور زكي نجيب محمود
العدد السابع من سلسلة المكتبة الثقافية
عدد الصفحات : 130
الحجم : 3 ميجا
الفهرس
الشرق الفنان 1
مقدمة 5
الفصل الأول 9
الفصل الثاني 15
الفصل الثالث 25
الفصل الرابع 37
الفصل الخامس 46
الفصل السادس 53
الفصل السابع 58
الفصل الثامن 64
الفصل التاسع 69
الفصل العاشر 76
الفصل الحادي عشر 83
الفصل الثاني عشر 91
الفصل الثالث عشر 96
الفصل الرابع عشر 103
الفصل الخامس عشر 111
الفصل السادس عشر 117
الفصل السابع عشر 123

تحميل كتاب الشرق الفنان pdf
Profile Image for الشناوي محمد جبر.
1,334 reviews338 followers
May 2, 2019
الشرق الفنان
زكي نجيب محمود
..............
*الفن بأوسع معانيه أن ينظر الإنسان إلي الوجود الخارجي كأنما هو خطرة من خطرات النفس؛ وهي نظرة الروحاني والشاعر والفنان.
*النظر للعالم من داخل هو الفن ومن خارج هو العلم؛ والنظرة العلمية لها دليل علمي أما النظرة الفنية فدليلها ذاتي فقط.
*الإنسان يملك النظر للعالم كفنان وكعالم لكن قد تغلب إحداهما الأخري في فرد أو شعب أو عصر.
*يمكننا القول أن الشرق معرض فني كبير وأن الغرب معمل علمي كبير.
*إن عبقرية الشرق هي في الالتفات إلي الوجود من حيث هو حقيقه تمارس بالخبرة الذاتية لا من حيث هو شيء يوصف وتوضع له القوانين النظرية.
*ثقافة الشرق الأصيلة يوصل إليها الكبد والمعاناة؛ فإذا أراد الشرقي أن يعرف طبائع الأشياء علي حقيقتها التمسها في أعماق خبرته من الداخل.
*الفرق بين ثقافة الشرق والغرب كالفرق بين القلب والعقل.
*روعة لغات الشرق تتبدي حين يكون الموضوع شعرا أو ما هو قريب الصلة بالشعر؛ ودقة لغات الغرب تظهر حين يكون الموضوع علما أو ما هو قريب من العلم.
*نظر المصري القديم للعالم نظره واقعيه لا نظره منطقيه وهذا ظاهر في فنه فهو يرسم الأشياء مسطحه؛ ويرسم الإنسان في أجمل واقع ممكن فيرسم العين أماميه في وجه جانبي وصدر أمامي وفخذين جانبيين.
*الهندي ينظر للكائنات من حوله كأفراد أسرة وعائلة واحدة تربطهم الحياة المقدسة إن كانت ظواهر الأشياء تدل علي تعددها؛ فحقيقتها الخبيئة هي أنها كائن واحد (راي هندي).
*ما البصيرة إلا بصر ينثني إلي الداخل ويسد أبواب الحس الخارجي ما استطاع إلي ذلك سبيلا؛ ليشهد الإنسان حقيقة الوجود متمثلة في ذات نفسه.
*الجوهر هو الوجود العميق الصامت الكامن في دخيلة أنفسنا.
*كما تفني الأنهار المتدفقة في البحر؛ وتفقد أسماءها وأشكالها؛ فكذلك الرجل الحكيم إذا ما تحرر من اسمه وشكله.
*من أقوال كنفوشيوس: إنه لا موضع لإنسان في المجتمع إلا إذا درب نفسه أولا علي إدراك الجمال.
*دعت ثقافات الشرق إلي الإخاء بين البشر وبعضهم وبين البشر والحيوانات وبين البشر والجوامد.
*كثيرا ما يتهم الغربي الشرقي بأنه قدري أي يتنازل عن حريته باسم القضاء والقدر. لكن العكس هو الصحيح؛ فمجال حرية الشرقي أكبر من الغربي حيث يضع الشرقي في حسابه حرية الكون في مجموعه وفي إطارها حرية الإنسان أما الغربي فهو يضع للكون قوانين منظمه لحركته ويسلبه حريته ثم يعيش حرا بمعزل عن الكون بعد ذلك.
*في الشرق الأوسط تجد خصائص الشرق الأقصي والغرب؛ فتجد الروحانية و العقلانية معا يمتزجان ولا يتنافران.
*حضارة الغرب ترتد إلي أصول ثلاثة: اليونان وعنها أخذ ت الفلسفة؛ ومن فلسطين أخذت العقائد ومن مصر أخذت العلوم والصناعات.
*يقول ليون جوتييه في كتابه تمهيد لدراسة الفلسفة الإسلامية: يختلف الآريون عن الساميين اختلافا أصيلا في المناشط البشرية كافة؛ من أدني الأمور كالطعام والثياب إلي أعلاها كالنظم الاجتماعية والسياسية؛ فالعقل السامي يترك الأشياء مفرقه ومفككه كما يصادفها وكل ما يفعله إزاءها هو أن يقفز قفزات مباغتة من شيء إلي شيء دون رابط ينسقهما معا؛ بما يراه فيها من تدرج؛ علي حين أن العقل الآري يركب الأشياء المختلفة تركيبا يعتمد علي روابط متدرجه تجعلها وثيقة العري ببعضها مع بعض، حتي ليصبح الانتقال من شيء إلي شيء أمرا طبيعيا.
*الانتقال من جزئيه إلي أخري فجأة هي نظرة الفنان لما حوله من أشياء لأنه ينظر إلي هذه الزهرة الآن وهذا الغدير غدا .....الخ؟
*وجه الخطأ في كلام جوتييه أنه أهمل الشرق الأوسط العالم الفنان.
*يقول الشهرستاني في الملل والنحل: الأمم الكبار أربعه العرب والهند وهما يتفقان علي تقرير خواص الأشياء وماهياتها وحقائقها، والروم والعجم ينظرون لكيفيتها وكمها.
*هنا أخطأ الشهرستاني؛ لأن الهند روحانيه والروم وهي عقليه، أما العرب والعجم فهي بين بين.
*أعتقد أن التفكير الفلسفي في أمة من الأمم مفتاح هام لفهم طبيعتها، فليس من المصادفة أن نري الفلسفة الفرنسية عقلية، والإنجليزية تجريبية حسية، والألمانية ميتافيزيقية حسية والأمريكية برجماتية عمليه، أما الفلسفة الإسلامية الدالة علي الشرق الأوسط فهي روحانية عقلية في نفس الوقت.
*في حين يلجأ الفلاسفة ألي العقل لمعرفة الله، تجد الصوفية يدركونه بالوجدان أي بالحدس المباشر، وهما وسيلتان للعالم والفنان في الإدراك.
*ثقافة الغربي هي ثقافة المنتفع وثقافة الشرقي هي ثقافة المخمور بعاطفته المنتشي بوجدانه، فالأولي هي ثقافة العالم والثانية هي ثقافة الفنان.
Profile Image for Alexand.
220 reviews8 followers
October 31, 2025
كتاب لطيف و فيه جانب وجداني

بس وجد صعوبة في فكرة الجمع بين ما هو وجداني و ما هو عاطفي حسدي , فيستحيل يجتمع عندي هل الجانبين ان ادرك ان الشيء امام مادة من ثمة اقول هي ليست مادة بل شيء اكبر جمع نقيضين , لكن اقدر ادخله في مجال التشبيه و خلق تمثيل للعلاقات هناء اتفهم التأمل الوجداني و قيمته
لكن ان اشطح في الخيالات و المبالغات بصورة تتجاوز حدود منطقي ارى انه نظرة فوضوية و مدمرة لصحة العقل و المنطق السليم و حتى علم النفس
هو الان علم يحلل القضايا عقلانية فكتساب العقلانية يخلق حياة افضل لكن الجمع بطريقة اسلامية مثلا اشوفه ليست مدحة بل ذميمة في ثقافتنا كيف لهل العقل الرائع و هذا الاستدلال القوي ان يفسده بقضية تافهة مثل قضية باب الصفات و غيره من تفاهات القضايا لو كان العقل العربي ذهب للقضايا الكبرى منفتح على العالم دون تحيزات او مقدمات مثل كتاب مقدس و انطلق للحياة مثل ما هي قائمة على نفسه لكن الفترة العربية عاشت اكثر و استطاعت ان تكون خالدة لكل البشرية لا ثقافة خاصة لمن يرى الاسلام دين الحق فقط و هي من اسباب موت ثقافتنا او عدم التجديد من تراثنا او عدم فائدته في عصر العولمة

قريت مراجعتي القديمة للكتاب و عرفت الخطأ الوقعت فيه , مع اتفاقي في بعض ما طرحته في المراجعة , الكتاب ارتفعت قيمته عندي , يوم استطعت معرفة كيف يجمع العالمين في نفس الأنسان , بحيث الأساس عندي الأنسان هو العالم الحدسي و النفسي و الصوفي , يعيش الأنسان في داخله و يكتشف ذاته او يخلقه في كل مرة لا اعرف ما هو الأساس هل الأنسان يكتشفه او يكونه , لكن اميل الي ان بعض الجوانب تتكون و بعض الجوانب تكتشف في أصول البشرية
و الجوانب تكتسب من الماضي و من الظروف هي الجوانب يدرسه علم النفس , و الجوانب الحقيقية في الذات بعد تجاوز تجارب الماضي النفسية
هي التجارب الجمالية و الصوفية , مع صعوبة وضع حدود بين ما هو صوفي و ما هو نفسي ,

اتفق مع كلامي في الأعلى ان زكي نجيب لم يقل ذلك و لكن بنفس الوقت مدح العربي و ذلك تناقض كان غريب من زكي نجيب
فمدح العربي القديم على مقدرته و جمعه بين الجانبين الجانب العقلي و الوجداني في قضية واحدة و في اخر الكتاب سخط على العقلية
العربية الحديثة يوم جمعت بين الوجدان و العقل في القضية الواحدة و عدم قدرته على التفرقة بين الجانبين , سوف اذهب للجانب الثاني و اقول
ان من تخلف العربي عندي هو الجمع بين الجانبين ,فيخرج كيان هش داخليا قاسي القلب غير منفتح على عالمه الداخلي
و عندما يذهب لجانب الفكر لا ينظر للعالم الخارجي و يفسر الظواهر و الأسباب بطريقة علمية , بل يدخل جانبه العاطفي في الموضوع
و عندما يفكر في جانبه العاطفي يدخل تبريرات العقل في ذلك الجانب و يصبح مختلط

اتذكر في الماضي كنت اخلط بقوة فعدنا اشعر بالعضب تجاه شخص ابحث عن الحجج و التبرير و عندما احب افعل نفس الشيء
مع العلم مازلت ارى ان الحياة المشتركة يجب ان يكون هناك قواعد عقلية تنظم الحياة المشتركة , حتى ترتفع حرية العالم الوجداني و التشارك الداخلي النفسي
Profile Image for Abdelrahman Mahmoud.
21 reviews14 followers
October 22, 2014
يطرح وجهة نظر فلسفية تقول بأن الغرب له عقلية علمية تحليلة والشرق -متمثلاً في الشرق الأقصى- روحانياً أكثر من الغرب، وأن كلا النظرتين إجتمعا في مواطني الشرق الأوسط ليجمعا بين النظرتين العقلية والروحانية.

-أخذ في البداية يشرح كيف تكون النظرة العقلية لدى الغربيين، وكذلك شرح ما يقصده بالنظرة الروحانية لدى الشرقيين، ومنها أن ضرب مثالاً عن أن -الفنان- الشرقيين ينظرون إلى الزهرة ككل بحسها ونظرتها الجمالية التي تتميز بها، بينما الغربي يأخذ بالتفكير ليحلل جزيئاتها أولاً وكبيعة نموها..
بينما الشرقيون يجمعون بين كل تلك الجزيئات..

- وكذلك يعزي سبب نزول الأديان بالشرق الأوسط إلى أن الشرق الأوسط يتميز بالنظرة الروحانية والعقلية معاً..
ويستشهد في ذلك بقول "وايتهيد" :
"إن حضارة الغرب كلها تُرد إلى أصول ثلاثة: اليونان، وفلسطين، ومصر؛ فمن اليونان فلسفة، ومن فلسطين دين، ومن مصر علم وصناعة"

وكذلك يتحدث عن أن تلكما النظرتين عندما إجتمعتا بالأسكندرية غيرا إسم الفلسفة ومركزها.. .. من >>الهلينية<< إلى >>الهلنستية<< فالكلمة الأولى اسم لفلسفة اليونان الخاصة، والكلمة الثانية اسم لتلك الفلسفة نفسها حين امتزجت في الإسكندرية -كما يقول "وايتهد" أيضاً- بالتراث الديني والتراث العلمي والتراث الصناعي العملي، فقد أدّى هذا المزيج إلى ضرب من الثقافة فيه تأمل المتأمل وتحليل العالم"

وكذلك يتحدث أنه عندما يتحدث الشرقي يجب ألا نحكم على كلامه من ناحية علمية كما نفعل مع الغربي وإلا يكون الحكم باطلاً فلكل منهما نظرة..
أراها وجهة نظرة تحترم ولكني لا أجزم بها، حيث يمكن أن يجتمعا في شخص وأمة وهو أيضاً قال ذلك..

كما إني طوال إطلاعي بالكتاب لم أعرف ما هي حدود الغرب الذي يتحدث عنه؟! وإن كان الشرق بحضارته سابق على إكتشاف الغرب المعروف لنا اليوم، ومن أين إستفادوا وكونوا تلك النظرة العلمية أيضاً؟
Profile Image for جابر طاحون.
418 reviews218 followers
November 21, 2014
د.زكي نجيب محمود ، يضع الرأي الذي يعرضه في هذه الرسالة : أنا هنالك طرفان من وجهات النظر ، طرف يتمثل في الشرق الأقصي ، مؤداه أن ينظر الانسان إلي الوجود الكوني نظرة حدسية مباشرة ، فإذا الانسان جزء من الكون العظيم ، و هذه نظرة الفنان الخالص ، و طرف آخر يتمثل في الغرب ، مؤداه أن ينظر الانسان إلي الوجود نظرة عقلية تحلل و تقارن و تستدل، وهذه نظرة العلم الخاص .
و بين الطرفين وسط يجمع بين الطابعين ، هو الشرق الأوسط الذي يدل تاريخ ثقافته علي مزج بين إيمان البصيرة و مشاهدة البصر ، بين خفقة القلب و تحليل العقل ، بين الدين و العلم ، بين الفن و العمل .
Profile Image for Ali Kabalan.
103 reviews32 followers
March 23, 2013
كتاب يصح فيه وصف "فنان" يسحرك من أول فكرة الى آخر فقرة. متعة قراءته والأمتع أن تستوعبه لتستذكره. رغم أنه لا يتجاوز ثمانون صفحة. حقاً حقاً الفن في الإختزال. أعتقد بأنه ينسف فكرة صراع الحظارات من خلال إبراز التكامل الجميل بين الشرق والغرب، العلم والفن، يبرز جمال الإختلاف وضرورته.
Profile Image for Ehab Hooba.
14 reviews3 followers
October 31, 2014
ولقد حاولت أن أبين فى هذه الرسالة أن الشرق الأقصى قد وقف إزاء الكون وقفة الفنان الذى يستند إلى حدسه , وأن الغرب قد وقف إزاءه وقفة العالم الذى يرتكن إلى حسه وعقله , وأن الشرق الأوسط قد حمعت الوقفتين جنباً إلى جنب , فترى الدين والعلم معاً متجاورين , بل ترى الدين نفسه يناقش بمنط العلم ..
Profile Image for Mohamed Yehia.
926 reviews41 followers
June 7, 2015
كتاب في منتهي السذاجة يقوم علي مجموعة من الافتراضات غير المستندة لأي شيء واقعي و كل ذلك حتي يصل بنا الي الوهم بأن الشرق الأوسط هو المنطقة المميزة في العالم كله !, الميزة الوحيدة هي التعرف علي بعض الافكار المتنوعة من الثقافات المختلفة
Profile Image for Mohammed Fath'y.
84 reviews29 followers
March 7, 2013
مقارنة فلسفية بين طريقة تفكير الغرب و الشرق الأقصى و الشرق الأوسط
و فيه عرض مشوق للفلسفة الصوفية خصوصا
استمتعت بالكتاب
Profile Image for Amine.
6 reviews
Read
December 11, 2014
توطئة جلال أمين , إبن صديق صاحب الكتاب.
كتيب ممتع .
Displaying 1 - 28 of 28 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.