يتناول الكتاب مرحلةً هامَّة من تاريخ الفلسفة، ألا وهي الفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط، وقد استهلَّ الكاتبُ كتابَهُ بمقدِّمةٍ أجلى فيها المراحل التي مرَّت بها الفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط، والتي عُرِفَتْ – آنذاك – باسم «الفلسفة المدرسية». وقد قَسَّم الكتاب إلى أبوابٍ وفصول عرضت الملامح التي تألَّفَت منها تلك المرحلة الجذرية من تاريخ الفلسفة؛ فتناول في الباب الأول الأعلام الفلسفية الرائدة والمُمَيِّزَةِ لتلك الفترة، وتطرَّق في الباب الثاني إلى العصر الممتد من النهضة التي بعثها شارلمان في الربع الأخير من القرن الثامن إلى نهاية القرن الثاني عشر، وما اتَّسم به هذا العصر من ازدهار للحركة العلمية. ثم انتقل الكتاب بعد ذلك للحديث عن انفصال المدارس عن السلطة الأُسقفية، والثورة على المعاني المجردة والنزوع إلى الواقع التجريبي.
تعود جذور عائلة كرم إلى قرية السودا قرب مدينة اللاذقيَّة. هاجر الجدّ الأكبر إلى طرابلس الشام، ثمّ انتقل منها إلى بلاد مصر، ليصل إلى مدينة طنطا، حيث عمل مزارعاً وتاجراً للأقطان. لكنّ فيلسوفنا يوسف كرم، لا ينتمي إلى هذا الفرع من عائلة كرم، إذ إنّ عائلته، تتبع المذهب المارونيّ، وتعود جذورها إلى مدينة بيروت. هاجر الجدّ الأكبر إلى مصر، حيث تزوّج وأنجب أولاده. وكان أحدهم ولده يوسف، الذي وُلد في الثامن من شهر أيلول عام 1886، في مدينة طنطا. وفي السابعة من عمره ألحقه والده، المتوسّط الحال، بمدرسة القدِّيس جاورجيوس، وتُعرف بمدرسة "سان جورج" عند الشوام. فدرس فيها المرحلة الابتدائيَّة والمتوسّطة والثانويَّة، حيث أنهى دروسه فيها عام 1902، ثمّ التحق بمدرسة القدِّيس لويس بطنطا. ثمّ ما لبث أن غادرها ليعمل موظّفاً في البنك الأهليّ بطنطا. استقال بعدها من وظيفته، وغادر مصر متوجّهاً إلى باريس ليتابع دروسه الجامعيَّة فيها.
قضى يوسف كرم في باريس بضع سنوات لمتابعة دراسته في المعهد الكاثوليكيّ، قسم الفلسفة. حصل في نهايتها على "دبلوم الدراسات العُليا" من جامعة السوربون. ثمّ على الدكتوراه من الجامعة نفسـها، قسم الفلسفـة. وكان موضوع أطروحته يدور حول فلسفة ديكارت. وقد أشرف عليها الأستاذ ليون روبان.
عُيّن بعدها مدرّساً لمادّة الفلسفة في المعاهد الفرنسيَّة الخاصّة، في مدينة أورليان الفرنسيَّة، والمدن القريبة منها. وذلك بدعم من أستاذه الذي رأى فيه شخصيَّة واعدة ونبوغاً فلسفيّاً نادرين.
عاد إلى مصر في عام 1919، وبدأ يدرّس في جامعة فؤاد الأوّل بالقاهرة، بطلب ودعم من صديقه طه حسين ، الذي كتب إليه قائلاً إنّ الجامعة بحاجة إلى أمثاله. وذلك ليكون مساعداً للفيلسوف لالاند. وقد مارس مهنة التدريس في جامعات مصر، لمدّة تزيد على الخمسـة والعشرين عاماً. تتلمـذ فيها عليه جمهرة من مفكّري مصر. نذكر منهم، توفيق الطويل ، عاطف العراقي ، نجيب بلدي ، مراد وهبه ، جورج قنواتي...
مؤلّفاته: ترك يوسف كرم العديد من المؤلّفات والدراسات الفلسفيَّة باللغتين العربيَّة والفرنسيَّة. كما أنّه قام بترجمات لمقالات فلسفيَّة، كان قد كتبها لالاند. وقد طُبعت معظم مؤلّفاته، إلاّ بعضاً منها ما زال مخطوطاً. ونذكر هنا لائحة بأهمّ أعماله المطبوعة، وهي: 1- تاريخ الفلسفة اليونانيَّة، طُبع للمرّة الأُولى عام 1936، ثمّ أُعيد طبعه مرّات كثيرة. 2- تاريخ الفلسفة الأورُبّيَّة في العصر الوسيط، طُبع أوّل مرّة عام 1946، ثمّ أُعيد طبعه 3- تاريخ الفلسفة الحديثة، طُبع للمرّة الأُولى عام 1949 4-العقل والوجود، صدر للمرّة الأُولى عام 1956، ثمّ أُعيد طبعه لأكثر من
كتاب أساسي لدراسة الفلسفة في العصور الوسطي الأوروبية استعنت به كثيراً في دراستي ما أعجبني في الكتاب كونه ليس كبيراُ في الحجم وليس مملاً في القراءة بل يتميز بالإيجاز والدقة في اختيار نوعية المعلومات أكثر من رائع
الحقيقة انا أعجبت بإسلوب يوسف كرم من الجزء الأول من السلسلة بالرغم من عدم تقييمي للكتاب هنا لأني محتاج أقرأه مرة تانية. الفلسفة في العصور الوسطى تتلخص في مسائل بسيطة جداً لأن هي بس إمتداد وشرح لأفلاطون و أرسطو و أبيقور و الإخوة: الله/الطبيعة/الكون/الروح/النفس/الإنسان
فلاسفة العصور الوسطى كانوا أشبه بالشيوخ.
لم أعتقد أن هنالك فيلسوفًا من هذه العصور قد كون فلسفة متكاملة مثل اوغسطين و توما الأكويني و بونافنتورا. كتاب سهل، سلس في بعض المقاطع، معقد في مقاطع اخرى، مسلّي ولكن ليس بدرجة كبيرة.
يعتبر ثاني كتاب في ثلاثية يوسف كرم لتأريخ الفلسفة عبر الحقب التاريخية ، الكتاب يحوي تأريخ للفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط عبر أحوال المنطقة التاريخية التي مهدت لذلك و رموز الفلسفة الأوروبية في هذه المرحلة و كذلك مترجمي هذه الفترة الذين نقلوا العلوم إلى لغاتهم
يتميز الكتاب بالاختيارات الرائعة الدقيقة من الأستاذ يوسف كرم ، و بالايجاز و البراعة و المهارة في التأريخ
تاريخ الفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط يوسف كرم ......................... هذا الكتاب يعتبر غوص عميق جدا في صلب العقل الأوروبي في العصر الوسيط ومراحل تكوينه حتي أصبح بالصورة التي نراها عليه اليوم، والكتاب رغم أنه ممل؛ بسبب التكرار الرتيب لنفس خطي سير الفلاسفة في نشأتهم وتعلمهم وتعليمهم، إلا أنه بحق رحلة جيدة جدا لمن يريد أن يفهم. تعرف الفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط باسم الفلسفة المدرسية، أي التي تدرس في المدارس، وقد مرت بالأدوار الثلاثة التي يمر بها أيس كائن حي، وهي دور التكوين، ودور الاكتمال، ودور الانحلال. كان من أوائل نقلة الفلسفة اليونانية إلي اللاتينية شيشرون الخطيب المعروف في مقدمة هؤلاء النقلة، وليس في كتبه مذهب متماسك الأجزاء، فقد قصر جهده علي تدوين ما أعجبه مما قرأ أو سمع. رفض أقوال الأبيقورية وعارضها بأقوال الرواقية، فقرر أن الفضيلة غاية الحياة دون اللذة، وقرر أن القانون السرمدي، وأن القانون غير العادل لا يلزم. أما لوكريس فقد كان نصيرا بارعا للأبيقورية فنظم مذهب أبيقور شعرا في قصيدة "طبيعة الأشياء"، وكتب سينيكا عن مبادئ الرواقية. أما ترتوليان فقد ظن أن الفلسفة عدة للدين فحمل عليها وغالي في معارضتها، ورأي أن التعويل علي الفلسفة منهج عقيم، وابتكر منهجا آخر هو استنطاق النفس؛ لأن النفس تنزع بطبيعتها إلي الدين. ثم جاء القديس أوغسطين ويروي عنه أنه اندفع في طلب الحقيقة، وظن أنه وجد ضالته في المانوية، فانضم إليها، يري أن الفلسفة وسيلة السعادة التي هي طلبة كل إنسان، ويري أن للعقل مهمة بعد الإيمان، هي تفهم العقائد الدينية. احتلت فكرة الله نقطة المركز من مذهبه، كما كانت محور حياته، ووجود النفس في مذهبه لازم من وجود الفكر. والمعرفة تشتمل علي نوعين من المدركات مادية ومعنوية ، ويؤكد علي حرية الإرادة الإنسانية، كان أوغسطين يحتقر أبيقور احتقارا شديدا بسبب مذهبه الأخلاقي. بدأت بعد ذلك في عصر تكوين الفلسفة المدرسية حركة تأسيس المدارس وكان من أشهر معلمي هذا العصر ألكوين وقد وضع كتبا منطقية ورسالة في النفس وكتبا لاهوتية علي أن كتبه تقريبا كلها مقتبسة عن أراء من سبقوه. ومن المعلمين المشهورين كذلك رابان مور وقد وضع كتابا في العالم أو طبائع الأشياء وهذا الكتاب يعتبر دائرة معارف عصره. كانت موضوعات الفلسفة التي تناقش في هذا العصر مسائل الثالوث الأقدس، وسر القربان، ومسائل حول طبيعة الملائكة، والنفس الإنسانية وعلاقتها بالجسم، وعقاب جهنم ونعيم الجنة. ومن هؤلاء الفلاسفة أيضا جون سكوت أريجنا الذي عاصر الكندي أول الفلاسفة المسلمين، وكان أهم أغراضه هو فلسفة الدين، ويري أن لا فارق بين الفلسفة والدين، فكلاهما صادر عن الحكمة الإلهية والفلسفة الحقة هي الدين الحق. كما أعطي العقل دورا كبيرا ويري أن كل سلطة لا تقوم علي عقل مستقيم فهي سلطة كسيحة؛ لذلك يمكن تسميته أبا المذهب العقلي في العصر الوسيط. لم يستقم الطريق أمام نهضة القرن التاسع؛ فقد جاء القرن العاشر عصر حروب عنيفة أودت بالكثير من النتائج المكتسبة، والرجل الوحيد البارز في ذلك العهد: جربير دورياك، سماه أحد معاصريه بالبابا الفيلسوف، وأيضا بيرمجي دي تور، كان يري في لمنطق خير أداة لاستكشاف الحق، ويري أن الإنسان عبارة عن عقل، وأن الله صنع الإنسان علي صورته بالعقل، فالعدول عن استخدام العقل عدول عن شرف كبير وانصراف عن التشبه بالله. في نفس العصر أيضا ظهر فلاسفة أخرون مثل: روسلان وبطرس دمياني والقديس أنسلم. في النصف الثاني من القرن الحادي عشر والقرن الثاني عشر بأكلمه يعتبر عصر ازدهار أدبي وعلمي، نمت فيه المدن، ونشطت التجارة، وأثرت طائفة من الشعب ألفت طبقة جديدة ونزعت إلي الحرية الشخصية وأذاعت الترف والاهتمام بالثقافة والفن. وظهر في هذه الفترة مترجمون نقلوا كل ما استطاعوا نقله من علوم من سبقوهم، من هؤلاء المترجمين: أديلارد أوف بث وقسطنطين الأفريقي وجنديسالفي، وقد اهتموا بترجمة الآثار اليونانية والعربية القديمة. في هذا العصر ظهر فلاسفة منهم برنار وتييري دي شارتر وهما أخوان نبغا بمردسة شارتر بفرنسا وجيوم دي كونش وهو فرنسي تتلمذ لبرنار وجيوم دي شامبو وبيير أبيلار وكان مؤمنا يقدم النقل علي العقل، وكان إلي جانب ذلك يحب الثقافة اليونانية، وكان يري أن بين الحقيقة في صورتها القديمة وصورتها المسيحية اتفاق، ويعتقد أن فلاسفة اليونان قديسون، وأن سمو أخلاقهم هو الذي استحق لهم من لدن الله أن يوحي إليهم بأخفي الحقائق، وأن المعرفة الوحيدة التي فاتت أفلاطون كي يكون مسيحيا مخلصا هي الأسرار المقدسة. إلي جانب من تقدم ذكرهم وغيرهم ممن كانوا يعملون علي تعقل دينهم بما حصلوا من الفلسفة، كان هناك أنصار للمادية يرجعون إلي العلم الطبيعي والاخلاق إلي أبيقور ولوكريس، ويقولون بفناء النفس بعد الموت واستحالة البعث. ثم أتت الحروب الصليبية ثمارا لم تكون مقصودة منها، فتوثقت العلاقات الثقافية بين الشرق والغرب، وفتح البحر المتوسط للتجارة ووثبتا لفلسفة ووثب اللاهوت وثبة كبري وتأسست جامعات كبري مثل جامعة باريس وجامعة أكسفورد، وأقيمت مناهج التعليم علي مستوي متطور يلائم متطلبات عصر جديد. وكان للترجمة في هذا القرن عهدان، الاول: جاءت من العربية أكثر منها عن اليونانية، والثاني: جاءت كلها عن اليونانية. ومن أشهر مترجمي هذا العصر: ميخائيل سكوت وهرمان الألماني وألفريد الإنجليزي وجيوم موربكي، اهتم هؤلاء المترجمون بنقل كتب لفلاسفة عرب مثل بن رشد والفارابي وابن سينا، كما نقلوا كتب عن فلاسفة اليونان. من الفلاسفة المشهورين في هذه الفترة: روجر بيكون وهو يمتاز بشعوره القوي بأهمية التجربة وضرورتها، وما أكثر ما نعي علي أهل عصره عدم عنايتهم بالطريقة التجريبية، وصرح بأن هذا التقصير سبب جهل المثقفين بجميع أسرار العلم تقريبا.
يتناول هذا الجزء مرحلةً مهمة ودقيقة من تاريخ الفلسفة، وهي الفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط، وقد استهل الكاتب كتابه بمقدمة أجلى فيها المراحل التي مرَّت بها الفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط، والتي عُرِفَتْ آنذاك باسم "الفلسفة المدرسية".
نجمة من أجل التاريخ والفلسفة نجمة من أجل ابن سينا وابن رشد نجمة من أجل القديس أوغسطين وتوما الأكويني ونجمة اخيرة لأنه كان هدية رائعة من زميلتي Selsa Bil
يعد هذا الكتاب برأي أقرب الى المناهج المقررة في مراحلة الثانوية او الجامعات في البلاد (الشرق اوسطية) فهو يمر على مراحل تطور الفلسفة الأوروبية في عصرها الوسيط بشكل التحقيب التاريخي المتتالي الى جانب ذكر اعلام تلك الحقبة مع نبذة مختصرة عن حياته ومصنفاته وآرائه في (الله والطبيعة وخلق الانسان والنفس..الخ).
يدور الكتاب في عصر ماقبل النهضة، ولكن في المقدمة يذكر (يوسف كرم) ان تصور تلك الحقبة وكأنه "مظلمة" وهنالك تعطيل لحركة الفكر وعودة للوراء هي بمثابة تجني على التاريخ وبذلك يتم التركيز على الحروب والحرمان البابوية وهذه اقرب لنظرة الاحادية لتاريخ.
تناول الكتاب الحقبة الممتدة من القرن (9 ميلادي) حت�� القرن (14 ميلادي) من ترجمة ونقل عن الاصل ونشوء المدارس والجامعات.
وبين السطور نلاحظ العامل العربي في فلسفة العصر الوسيط الأوروبي وتنازع المدارس الدينية انذاك والتعصب لفهم ابن رشد او ابن سينا وقيام جامعة اكسفورد على مزاوجة العلم الرياضي بالفلسفة ومثالهم في ذلك منهج ابن الهيثم في كتابه (المناظر).
ولكن هنالك شيء من تضييع الوقت وكان سبب ذلك في التدقيق على كلام الشراح من العرب والغربيين لكتب الفلاسفة اليونان بدلاً من الترجمة المباشرة وحتى بعد ذلك قوبل التدريس بهذه المواد في الجامعات الناشئة حديثاً انذاك بالتدقيق والحرمان في حالات اخرى (كما تمارس الرقابة في العصر الحديث على المطبوعات).
اغلب من ذكرهم الكتاب كفلاسفة ومفكريين غربيين كانوا يحاولون التوفيق بين الفلسفة اليونانية والعربية واليهودية وبين الديانة المسيحية، وقد اصابوا بذلك الفلسفة (حسب رأيي) في مقتل وكمية كبيرة من المحاججات التي لا فائدة منها.
وبسبب الفقرة اعلاه اصبت ببعض الملل عند قراءة بعض فصول الكتاب، وفي النهاية اقول ان هذا الكتاب يجب ان نقدمه لمن له اطلاع على مقدمات الفلسفة اليونانية الى جانب قراءات في الدين المسيحي.
هذه العصور المظلمة ؟ تعلمت أوروبا أرسطو عبر الرشدية و السينوية.ابن رشد و ابن سينا.لعل تهافت الفلاسفة سببه انحطاط البيان الفلسفي وذا ما أحال النصرانية ديانة منحطة لا يمكن تدشين معاناة الإنسان الروحية إلا بها.والبراهين اللاهوتية التي تتكاثر هنا كلها تحتفظ بالإلحاد كموقف منطقي ؛ لعلي فهمت ججك :"الملحد هو المسيحي الحقيقي" .أخيرا : أحببت مساهمات توما الأكويني بسبب محبة كرم له.
كتاب جيد لمن لا يدري بالتيارات الفكرية فالعصور الوسطى ، بالتحديد الاثر الهائل لارسطو على فلاسفة اوربا قبل الحداثة وديكارت ، واحيانا تأثر بعضهم بافلاطون.