شَكل مسرح نجيب الريحاني لحظة مفصلية في تاريخ المسرح المصري في بدايات القرن العشرين، وهو المسرح الذي تأسس من فرقة ضمت أهم الأسماء اللامعة وقتذاك وقدمت أروع المسرحيات الكوميدية التي شارك في كتابتها كل من نجيب الريحاني وبديع خيري، ولازالت تضحكنا حتى اليوم.
هذا الكتاب يضم جميع النصوص المسرحية لفرقة الريحاني -عدا النصوص المفقودة- التي تُنشر مطبوعة لأول مرة بعد جمعها وتحقيقها، إلى جانب دراسة تاريخية لنشوء وتطور الفرقة عبر مراحل إزداهارها المختلفة. وقد قام بتحقيق النصوص وعمل الدراسة الدكتور سيد علي إسماعيل الأستاذ بجامعة حلوان. ويتكون هذا العمل الضخم «مسرح نجيب الريحاني» من عدة أجزاء، تغطي تاريخ الفرقة المسرحية منذ عام 1908 وحتى وفاة الريحاني عام 1949.. ويغطي الجزء الأول الماثل بين أيديكم الآن الفترة الزمنية ما بين عامي 1908 و1928 ويقع في كتابين، الأول: الدراسة التاريخية، والثاني: النصوص المسرحية. ويضم الكتاب الأول دراسة تاريخية لتطور عمل الريحاني المسرحي منذ بداياته الأولى مع فرقة عزيز عيد، ثم ظهور شخصية "كشكش بيه"، وبعدها تأسيس فرقة الريحاني، ثم الانتقالة الكبيرة للفرقة خلال المرحلة الوطنية الصاخبة أثناء ثورة 1919 والسنوات التي تلتها، وصولًا إلى عام 1928 الذي شهد آخر العروض القائمة على الاسكتشات الفودفيل وبداية مرحلة جديدة في مسرح الريحاني سيتناولها الجزء الثاني من الكتاب.
أ. د. سيد علي إسماعيل: كاتب مصري متخصص في الأدب المسرحي وأستاذ اللغة العربية بكلية الآداب جامعة حلوان. نُشر له العديد من الإسهامات عن المسرح وتاريخه؛ ممَّا جعله من أهم الكُتَّاب المعاصرين الذين اهتموا بالمسرح كواحد من أهم الفنون الحديثة.
وُلد «سيد علي إسماعيل علي» في القاهرة عام ١٩٦٢م، وحصل على ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب جامعة عين شمس، ثم الماجستير من القسم ذاته عن موضوع: «دور المرأة في مسرح توفيق الحكيم»، والدكتوراه في موضوع «أثر التراث العربي في المسرح المصري المعاصر»، ليلتحق بالسلك الأكاديمي لتدريس الأدب في الجامعات المصرية، حتى وصل إلى منصب رئيس قسم الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم جامعة المنيا، وتم انتدابه في المركز القومي للمسرح وفي عدة جامعات عربية.
تخصص إسماعيل في الأدب العربي الحديث وخصوصًا في فرع المسرح، وبدأ في نشر مؤلفاته التي تتناول المسرح العربي بدايةً من عام ١٩٩٦م ليستمر إلى الآن في الكتابة المكثفة ما بين الكتب العلمية المطبوعة والكتب النقدية والتوثيقية والمقالات المنفصلة التي تتناول جميع أوجه المسرح في الفترات الزمنية المتعاقبة منذ نشأته، ومرورًا بالأجيال المسرحية الرائدة وحتى العصر الحديث، بالإضافة إلى المسارح التي أثَّرت في المسرح العربي وأثَّر فيها. وقد اهتم إسماعيل بشكل خاص بأن يفرد الكتب في المواضيع المنسية من ذاكرة المسرح العربي والتي لم يستفض فيها الكثير من المؤلفين ونقاد المسرح؛ فقد تناول في أبحاثه المسرح في القرن التاسع عشر، ونفض الغبار عن نصوص مسرحية نادرة صعُب على الباحثين وعشاق المسرح الوصول إليها.
كما يتكرر حلول الدكتور «سيد علي إسماعيل» عضوًا بارزًا بالعديد من اللجان التحكيمية المسرحية والدراسات العليا وبصفة رسمية في المهرجانات المسرحية العربية، ولجان تطوير التعليم الأكاديمي، وضيفًا في العديد من البرامج الثقافية والأدبية التلفزيونية والإذاعية، ومُحاضرًا في الدورات التدريبية والندوات التثقيفية بمعارض الكتاب والمراكز الثقافية، وقد حصل على العديد من دروع التكريم وشهادات التقدير من مؤسسات ثقافية وأكاديمية عربية.
وهو يجمع في كتاباته بين استخدام الأساليب العلمية في التحليل والرصد والتدقيق بالإضافة إلى الأسلوب المبسط ليصل القارئ إلى المعلومة بسهولة ويسر، كما أنه يؤمن بالعمل الجماعي كطريقة لتدريس الأدب ويحرص على استخدام الوسائل الحديثة في التعليم.
بحث ممتاز و دؤوب و صادق عن مسرح الريحاني المسرحيات جميلة و مضحكة وخلتني اشوف كشكش بيه اللي كلنا ماشفناهوش علي المسرح للأسف اتمني صدور الجزء التاني في اقرب وقت