حقيقة هذه الرواية بالنسبة لي هي تجربة قرائية جديدة، فالرواية كتبت بأسلوب تقريري وهو أسلوب واضح خالي من الصور البلاغية والمجازية، يهدف لتمرير المعلومات بشكل مباشر. أحداث الرواية متسارعة وقد انتهيت من قراءتها بفترة وجيزة، ويصلك المغذى بلا لف أو دوران، تتحدث عن الإدارة وما يدور بين الموظفين في أماكن العمل وفيها الكثير من الخبرات والعبر التي يمكن أن نستفيد منها في تعاملاتنا مع زملائنا الموظفين ومدرائنا.
اسم الكتاب: بكاء في الطوابق العلوية المؤلف: عبدالله النعيمي الصفحات: 120 رقم الكتاب: 73
البكاء في الطوابق العلوية...، كأي شركة في العالم، مرت إحدى الشركات -والتي تدور حولها أحداث العمل- بفترات متفاوتة بين الاستقرار والإخلال بنظامها واستقرارها، وذلك عبر تعاقب عدة مجالس إدارة ومديرين عامين عليها، تكشف لنا الرواية عن الحروب والصراعات التي حدثت في الشركة والذي أدت إليه في مدى تدهور نشاطها، والتزاماتها، وانعكاس ذلك على المستثمرين والموظفين، ومجلس الإدارة، وهي تعكس واقع عديد من الشركات والمؤسسات اليوم، هذه الرواية ذكية وعميقة، فهي تقدم رسائل مبطنة ورمزية، تفيد أي شخص سيصبح يوماً ما موظفاً في شركة قد يكون حالها كهذه، أو حتى أي إداري كان، وما إلى ذلك، هذا العمل أوصي به بشدة، حجمه صغير، ومحتواه مشوق، خاصة وأنه يكشف عن جانب مهم لا بُد أن تمر فيه أي شركة كانت، أعجبتني خطوط سير الشخصيات والسرد كذلك وكل هذا يمشي بطريقة سلسة وبسيطة دون أي بعثرة أوراق وأحداث، وما إلى ذلك. كانت علاقة ناعمة مع الموظفين، وسيف بالذات مؤثرة، ويكاد يكون هذا الجزء من الرواية هو الأفضل فيها، نصائحها كانت رائعة، وأسلوب تعاملها مع الموظفين، وحزمها -وإن كانا زائدَين عن اللازم- كان يجب أن تعمل لأجله منذ يومها الأول، كي ترتقي بالشركة بعيداً وتبدأ مرحلة جديدة مشرقة في تاريخها الطويل. وتبين الرواية أيضاً غير ما ذكرت -وآمل أن يكون ما ذكرت صحيح- أهمية الاعتماد على الخبرات والكفاءات الشابة، في ظل وجود كثير من الخبرات وبعض العقليات القديمة التي لا تريد أي تطوير يصب في مصلحة الجميع.
لا أعلم إن كانت الرواية العمل الأول لمؤلفها الأستاذ عبدالله النعيمي أو لا، لكن إن كانت الأولى فهي بداية مبشرة جداً وفي ترقب العمل الثاني، وإن لم تكن الأولى سأحاول البحث عن أعمال سابقة له.
اقتباسات: "صدرت مني تنهيدة طويلة، وقلت في نفسي: «كل شيء يأتي في وقته وهذا الوقت لا يعلمه إلا الله، والأيام الحلوة لا تأتي إلا بعد اجتياز الأيام المرة بإيمانٍ وصبر ورضا وثبات على المبدأ وإصرار وعزيمة صادقة على تصحيح الأخطاء»"
"الإهمال يا سيف، يتحرك مثل كرة الثلج المتدحرجة، مع كل لفة جديدة يتضخم وتزداد سرعته، لذا لا بد من التدخل بسرعة لإيقاف الكرة قبل أن تكبر وتزداد سرعتها"
"احرص دائماً على الاستفسار عن أدق التفاصيل، ولا تتوانَ عن ذلك، فالموظفون يميلون إلى التراخي بمرور الوقت، ويراقبون ردود أفعال المدير فإذا وجدوه صامتاً، اعتبروا ذلك موافقة ضمنية، أو استسلاماً، أو عجزاً عن اتخاذ قرار، وهذا أخطر ما يهدد أي مدير، خصوصاً في بداية عهده"
"ما يمكن أن تأخذه باللين، لا تسعَ لأخذه بالقوة حتى لو تأخر قليلاً"
"تعامل مع الكفاءات النادرة بحكمة، ولو استلزم الأمر تخصيص بروتوكول خاص بها في العمل، فهؤلاء إن رحلوا، ليس من السهل تعويضهم!"
«كان المشهد غريباً ومهيباً في الوقت ذاته، حزنٌ بالغ على رحيل المرأة الحديدية التي قلبت الأوضاع داخل الشركة رأساً على عقب، واجتثت الفساد من جذوره، وأعادت الحقوق إلى أصحابها، وأزاحت جيلاً كاملاً من الموظفين القدامى الفاسدين"
رواية “بكاء في الطوابق العلوية” للكاتب الإماراتي عبدالله النعيمي تعد واحدة من الأعمال الأدبية الجديدة التي طرحت مؤخراً وتعكس بساطة الكلمات المختارة مع عمق المعاني المطلوبة. تناولت الرواية موضوعات متنوعة تخص الحياة الاجتماعية العملية وكيفية تأثيرها على الفرد والمجتمع.
“بكاء في الطوابق العلوية” من الروايات التي تلهم القراء للتأمل في تفاصيل حياتهم العملية اليومية والتحديات التي تواجههم فيها. كما تعكس الرواية جانبًا من الأدب الإماراتي الذي يعبر عن الواقع المحلي برؤية عالمية.
رواية مختلفة تتطرق لموضوع قلما تطرق له الروائيون، وهو الصراعات داخل المجتمع الوظيفي، وقد وفق الكاتب في نقل هذه الصراعات بواقعية شديدة، ممزوجة بالسلاسة والمتعة.
اسم الرواية:بكاء في الطوابق العلوية اسم الكاتب: عبد الله النعيمي الناشر: دار سدره عدد الصفحات : 120 صفحة باعتقادي ووفقاً لقراءاتي فإنها الرواية الأولى التي تناقش بيئة العمل والصراعات التي تدور بين المدراء والرؤساء التنفيذيين والدور الذي تلعبه النساء في هذه الصراعات بإدارة دفة قيادة الصراعات والتأثير على القرارات. ناقش الكاتب موضوع إدارة الشركات، حيث أن دارت أحداث الرواية في شركة مساهمة عامة متعددة الجنسيات وتعمل في مجال الاستثمار وإدارة المحافظ المالية فبعدما كانت الشركة في مقدمة الشركات في هذا المجال ولسنوات طويلة انحدرت أعمالها بشكل ملحوظ لتتفوق عليها شركات أخرى وكان السبب في ذلك الإدارات الفاشلة التي أدارت دفة قيادة الشركة، حيث مثل هذا الجانب عبد اللطيف حيث تمثلت أخطاؤه في إدارة الشركة بالأنا المتضخمة ومحدودية الذكاء وقلة الخبرة حيث عمل على إثارة التفرقة بين الموظفين وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وذلك من خلال تعزيز نفوذ الموظفين القدامى منخفضي الانتاجية وتعزيز نفوذهم ومنحهم مزيداً من الصلاحيات مقارنة بالفريق الثاني الذي حاول تقليص صلاحياته وحصر مهامه والذي يتمتع بذكاء وقدرة على العمل وررفع كفاءة الشركة وإدارة الشركة بطريقة كفؤة ومهنية. إلا أن هناك مسار آخر كان يقوده سلطان النائب الثاني لرئيس مجلس الإدارة سابقاً يراقب وترفع له التقارير ويدير المشهد كمن يلعب لعبة شطرنج ليقوم بعد ذلك بإحداث تغييرات وإقحام السيدة ناعمة في الإدارة التنفيذية المتسلطة المتجبرة في الإدارة. أشار الكاتب إلى أننا كبشر لا نحب التغيير ونقاوم الإدارات الجديدة في العمل أو في أي مكان ونحاربها لمجرد المحاربة دون إعطائها أي فرصة لاكتشاف الصحيح من المزيف قبل الحكم عليها،وهذا ما حدث مع ناعمة فقد سبق سمعة قوتها قبل أن يروا عملها وأفكارها وكانت أقصى أمنياتهم خروجها من الشركة فكيف عملت ناعمة وهل حولت مسار الشركة إلى طريق النجاح هذا ما تعرضه الرواية بعض الاقتباسات "ان العلاقات كلما مر عليها الزمان انكشفت على حقيقتها" أما البدايات فلا ينخدع بها إلا الساذجون وقليلو التجربة"