لا شيء أروع من الحب عندما ينبض قلبان على نفس الإيقاع. لكن أن يكون قلبك مفعماً بعشق من قلبه خالٍ منك، فذاك داء لا دواء له، ووهم لا منطق له.. تقضي عمراً في انتظار أن يصاب الآخر بذات السهم الذي أصابك.. ووحده القدر يوزع السهام..
قصتي هي قصة من اكتوى بنار حب غير متبادل.. قضى العمر في محاولة ملء هذا الفراغ المهول بنجاحات ما إن تتحقق حتى تفقد كل وزن. ولأنه لم يراهن أحد عليّ عندما وُلدت، فقد هدّمت بيدٍ ما بنيته بأخرى.
أنا سيف ظل أسير غمده، وراوٍ ملأ بقصص الآخرين ثغرة حياته..
في ليلة مع رباب، ترسم لنا مرشيد صورة بانورامية، سردية تتقاطع فيها المصائر والخيبات والآمال الموؤودة، من خلال سيرة عبد الحفيظ، بطل الرواية، الذي يُولد في لحظة موت، وسط ركام زلزال يطيح بسقف الطفولة والأمومة معًا، تاركًا إيّاه في مهبّ قسوة الحياة. يبدأ النص بطفولة موحشة بلا حنان، في كنف أبٍ ذكوري لا يرى في الأحاسيس سوى ضعفًا أنثويًا، لتُشكّل هذه الخلفية القاسية تمهيدًا لمسار حياة سيحاول عبد الحفيظ جاهدًا أن يصنعه رغم كل شيء.
يُظهر الفصل الأول مهارة سردية في توظيف الكارثة الطبيعية كرمز لانهيارات متتالية في حياة البطل. ثم تنفتح الرواية على مراحل دراسية ودينية تشكل بناء شخصيته، لينتقل إلى مدينة آسفي، حيث تبرز شخصية مي هشومة، التي تلعب دورًا محوريًا في الربط بينه وبين رباب، المرأة التي ستظل في قلبه كجرح وهاجس.
علاقة عبد الحفيظ برباب تأخذ شكلاً مركبًا، بين الحب والعمل والتناقضات، لتصبح هذه العلاقة هي المحور العاطفي والنفسي في الرواية. لكن الكاتب لا يسقط في فخ العاطفية المجانية، بل يستخدمها كأداة للكشف عن المجتمع، الفساد، التملق، والتحولات السريعة التي تصيب الأفراد كما تصيب الدول.
صعود عبد الحفيظ في سُلَّم المحاماة، ثم سقوطه بسبب مؤامرات، يعكس كيف أن الدنيا لا تدوم على حال، وأننا لانجازا سوى على صنيع أعمالنا. أما تحوّله إلى سيف الراوي بعد تلطيخ أوراقه، فهو انتقال رمزي، بين الذات الحقيقية والذات القسرية التي فرضها عليه القدر والفساد.
ليلة مع رباب ليست فقط قصة حب واغتراب وسقوط، بل هي أيضًا نص عن العدالة المفقودة، عن الهوية المتشققة، وعن ذلك "اللقاء الأخير" الذي لا يتكرر، لكنه يبقى خالدًا في الذاكرة، كأثر لا يُمحى.
جميل ما تكتبه فتيحة مرشيد لكن الحديث عن نفس الابطال، بنفس الشخصيات والرغبة في مناقشة آلاف القضايا في رواية واحدة... هو بالفعل امر ممل ولا يشجع على القراءة. ثلاث نجمات احتراما لتاريخ فاتحة مرشيد ورواياتها السابقة، اما الرواية فهي في نظري تستحق أقل
أول عمل أقرأه للكاتبة.. كن أتوقع أن يكون العمل أفضل من هذا بكثير (من حيث اللغة، والأسلوب، وبناء الشخصيات والحبكة) لكن تبقى قراءة سهلة وسلسة أنصح بها خاصة المبتدئين في القراءة أو من يريد قراءة عمل بسيط بين قراءتين دسمتين.