كتاب "توجيه حركة التنقلات عبر القنوات البحرية: الهجرة والعولمة في منطقة قناة السويس وما وراءها 1869-1914 م"، من تأليف فاليسكا هوبر، وترجمة محمد صبري الدالي الذى قال: فقد اهتم الكتاب بالبحث وبشكلٍ موضوعي ومُعمَّق في التجليات المبكرة للعولمة خارج أوروبا، وخاصة في مجال النقل والتنقل البحري، ولقد اختارت المؤلفة أن تقوم بتطبيق محاولتها على ذلك الممر البحري فائق الأهمية، أي "قناة السويس" والتي قامت بعض الدول الاستعمارية وخاصة فرنسا، ثم انجلترا بعد احتلالها لمِصر- مِن خلالها بما أسمته المؤلفة بـ "أقننة حركة النقل والتنقل البحري"، بمعنى السيطرة على حركة التنقل وتوجيهها لما فيه مصلحة تلك القوى الكبرى، وبما كان يتناقض مع أهم الأهداف التي حفرت من أجلها القناة، وهو تسريع حركة السفن وتيسير انتقال الناس والبضائع بين الشرق والغرب.
وتابع المترجم، وفي هذا السياق أوضح الكتاب كيف ساهمت القناة في "صناعة العولمة" مِن ناحية، ولكنها العولمة التي استغلتها الدول الكبرى لتتحكم في القناة وفي شروط حركة المرور والتنقل عبرها وحولها لخدمة أهدافها الاستعمارية، ووضعت لذلك العديد مِن الشروط والقوانين، حتى لقد تحكمت في حركة أبناء مصر والمنطقة والعَالَم؛ وخاصة الحُجَّاج، خوفاً من أن ينقلوا أمراضاً وبائية، أو يتبادلوا أفكاراً معادية للاستعمار، كما يُظهِر الكتاب أن العولمة التي مورست في القناة مرَّت بمراحل مِن التجريبِ والتخبط والتناقض، وتم فيها استخدام المنجزات العلمية لتحقيق السيطرة الأوروبية التي رفعت الشعارات الأولى للعولمة مِن خلال أدوات عديدة، منها "الحجرِ" و"العزلِ" الصحي والتعقيم وغيرها من الأدوات التي كثيراً ما كانت تُتخذ كذرائع بأكثر من استخدامها كأسباب حقيقية.
A concise and broad view through a small window in time - covering not only the Suez Channel, but also describing the start of modern inventions like tourism, picture postcards and a world ruled by empires.