هو آخر ما وقعت عليه يداي من كتب تتناول موضوع اليهود في ليبيا.. وهو عبارة عن مقابلات أجراها مؤلف الكتاب مع يهود ليبيين في بريطانيا وإيطاليا
وأعطيته نجمات ثلاث لأنه استفزني بشكل إيجابي.. وذلك بأن ولد لدي رغبة في السؤال والنقاش
ملخص اللقاءات يكاد يكون متطابقا نحن ليبيون.. نحن نحب ليبيا وهي بلدنا لدينا ذكريات وأصدقاء وأناس نحبهم خرجنا بدون ذنب.. وتركنا كل ما لدينا الإنجليز كان لهم دور في ما حدث لنا مازلنا نعتبر نفسنا ليبيين.. ونأمل بحقنا في الرجوع إلى ليبيا نأمل في تسوية أوضاعنا.. وبالتعويض المادي والمعنوي
وإن كان عنوان الكتاب هو سألتهم فتحدثوا.. إلا أن التسمية التي انطبعت في ذهني هي "فتحدثوا".. وذلك لأني ووددت لو أن المؤلف سأل أسئلة أخرى، تهمني كليبي وكعربي وكمسلم. وذلك من قبيل؛ ما هو موقفهم مما يُعرف بدولة إسرائيل؟ وما هي نظرتهم للقضية الفلسطينية؟ وبالحديث عن التعويضات؛ ممن تُطلب هذه التعويضات ولمن تُعطى وما هو مدى مشروعيتها؟ وبخصوص حق المواطنة في ليبيا؛ ماذا بعد المواطنة؟ وغير ذلك من الأسئلة
عند انتهائي من مطالعة كتاب طفولة يهودية في المتوسط المسلم تلهفت لقراءة سير يهود ليبيا وهاأنا احصل علي كتاب تناول سير شخصيات يهودية عاصروا فترة هجرة اليهود او الاستبعاد ان صح التعبير، الحديث طغت فيه لهجة استجداء العواطف والتزلف بشكل مريب واصرار للعودة لمجتمع لم يقبل بهم بعد ان كان بينهم حسن معشر وجيرة كيف بحال المجتمع في هذا الوقت والعصر الذي تغيرت فيه امور كثيرة اولها الحياة الاجتماعية وتقبل الأخرين استمتعت بقراءة الكتاب بالرغم من المبالغات في بعض القصص منها العائلة التي انكرت معرفتها بوعد بلفور لعدم توفر اجهزة مسموعة حسب قولهم وفي نفس الوقت عبروا عن اعجابهم بالخطابات الحماسية ل جمال عبدالناصر وللأغاني الثورية بالرغم انه من المعروف ان هذه الخطابات والاغاني يصل اثيرها عبر الاجهزة المسموعة التي كانت الوسيلة الوحيدة لمعرفة اخبار العالم وخصوصاً في فلسطين في ذلك الوقت.
كتاب لطيف، سهل الهضم.. لا يمكن أن يكون دراسة حول يهود ليبيا بالتأكيد.. وانما لقاءات بعينة منتقاة تتحدث عن ذكريات قبيل وأثناء وبعد طرد اليهود من ليبيا عام 1967 عقب هزيمة الأنظمة العربية العميلة على يد الإسرائليين، وجاءت ردة فعل الناس كالعادة همجية غبية ومحركة سواء من قبل الإنجليز في منتصف الأربعينات.. او بفعل بروباغندا عبد الناصر وحثالة النظم العسكرية العربية التي تدعي الإشتراكية والقومية كذبا وزورا بعد ذلك.. طبعا من نافلة القول أن هناك تحيز واضح لدى الكاتب لإبراز أن اليهود الليبيين في مجملهم رائعين ومحبين للوطن و و و... وهو عند الدرس والتحقيق فيه قولان.. خصوصا العلاقة مع المحتل الإيطالي أو حالة الإستغلال التجاري والمالي شهيرة الصيت.. لا يعقل أن تثور الشعوب هكذا دون أسباب منطقية وعميقة في نسيجها العقلي ووجدانها.. ربما يتم التحكم بها أو توجيهها لكنها لا تتحرك في عنف بدون مبررات قوية وقوية جدا.. على العموم الكتاب لطيف.. أنصح به
ما أقسى أن يجبر الإنسان على ترك وطنه وأهله و التراب الذي ترعرع فيه ، فبطردهم خسرنا جزء من ثقافتنا والذي طردهم لا ثقافة له ، قبل قرائتي هذه قرأت كتاب الشعباني الذي صرّح أن يهود ليبيا هجروا عن قناعة تامة ولم يجبرهم أحد ، إضافة أنه لم يذكر شيء عن الثورة التي قاموا بها مسلمي ليبيا ضد اليهود سنة 1967 واندلاع اعمال عنف دامت ثلاثة أيام من قتل و نهب و حرق لممتلكات اليهود . كل ذلك كان من تخطيط وتدبير الانجليز لهدم النسيج الاجتماعي بين يهود ليبيا ومسلميها بعد أن كان كلا الطرفين يعيش بسلام ووئام وأمن وتكامل بمختلف أشكاله ، ذكر الكاتب أيضا أن جميع اليهود الذين التقى معهم اتفقوا في كون ليبيا هي بلدهم الأم وأصروا على انتمائهم إليها مهما وقع عليهم فيها من ظلم من بعض أبنائها وهم على يقين بأن الشعب الليبي شعب متسامح و طيب ومسالم والذي حصل لهم أنما تخطيط من الإنجليز وبعض أئمة المساجد المصريين الذين حرضوا الناس لقتل اليهود أينما كانوا . صرّح أيضا مسألة التعويضات الذين يطالبون بها عن أملاكهم التي حرقت ونهبت والديون العالقة عند بعض الليبيين الذين لم يردوها لهم ، وكلّ هذا لا يزال مدار نقاش.