دراسة في فصاحة بدائع الحكم وجوامع الكلم التي تبني الإنسان وترفع شأنه، والتي جاء بها خاتم الأنبياء، وهو دراسة أدبية فنية تجمع بين الموضوعية والأسلوب العلمي، تتجاوز الزمان لتجمع بين البلاغة العربية القديمة والشروح الأدبية للحديث النبوي من ناحية، والثقافة المعاصرة وما يوائم منها الفن السوي من ناحية أخرى؛ لتحاول الكشف عن الجمال الفني في الحديث النبوي، وإلقاء الضوء على الأسرار البلاغية النبوية وروعة البيان في الحديث النبوي، فن البيان النبوي. إنه البيان الذي بزَّ كلَّ بيان بشري في براعة أساليبه وإبداعها، وفي صحة معانيه وأغراضه وعظمة موقعها. إنه الحديث النبوي، حكمة بالغة في معانيه، وحكمة بالغة في ألفاظه ومبانيه، وهو روعة في انسجام مفرداته وجمله، وحسن موقعه في الآذان، وقوة أثره في قلب الإنسان.
فضيلة العلامة الشيخ المحدث المفسر الفقيه الدكتور نور الدين محمد عتر الحلبي ، رئيس قسم علوم القرآن والسنة في كلية الشريعة بجامعة دمشق ، وأستاذ الحديث وعلومه في عدد من الجامعات والكليات ، وصاحب المؤلفات القيمة التي أثرى بها المكتبة الإسلامية ، والتي زادت عن الخمسين كتابا ، والتي قرر بعضها في عدد من الجامعات والكليات ، كما نشر عشرات المقالات في عدد من المجلات المحكمة ، وهو محكم لأكثر من 15 مجلة علمية في عدد من الدول العربية والإسلامية ، ناقش وأشرف على أكثر من ستين رسالة دكتوراه ، وشارك في مؤتمرات كثيرة في عدد من الدول العربية والإسلامية ، وهو عالم جليل ومحدث فاضل ، وصفه العلامة الفقيه الشيخ ابن باز رحمه الله ، ( بالعلامة ) ، وذلك في مقدمته لكتاب الدكتور عن الفوائد المصرفية ، وهو تلميذ العلامة الشيخ المفسر المحدث عبد الله سراج الدين الحسيني الحلبي ( 1343 ـ 1422 هـ ) رحمه الله تعالى ، وصهره وابن أخته ، وألف كتابا عنه ، ذكر فيه أن الشيخ رحمه الله كان يحفظ ما يزيد عن الثمانين ألف حديث .
ولد الشيخ في حلب عام ( 1355 هـ / 1937 م ) ، ونشأ فيها ، في أسرة متدينة ، فقد كان والده رحمه الله يأخذه معه لحضور مجالس ودروس العلماء ، ومنهم جده الجليل العلامة الشيخ المفسر المحدث محمد نجيب سراج الدين الحسيني ( 1274 ـ 1373 هـ ) رحمه الله تعالى ، الذي كان يقول: كتب ابن القيم رحمه الله كلها عيون ، وعين العيون مدارج السالكين . تخرج في الثانوية الشرعية بحلب عام 1954 م ، ثم تخرج في جامعة الأزهر بتفوق ، عين مدرسا لمادة التربية الإسلامية في حلب عام 1958 م ، ثم حصل على الشهادة العالمية مع لقب أستاذ في علم الحديث ( الدكتوراه ) بمرتبة الشرف الأولى ، وذلك من شعبة التفسير والحديث في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بتاريخ عام 1384 هـ / 1964 م . درس الحديث في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، لمدة سنتين ، ثم رجع إلى دمشق ليدرس التفسير والحديث ، وعلوم القرآن ، وعلوم الحديث ، والفقه ... في كلية الشريعة بجامعة دمشق وغيرها .
من الكتب القليلة وربما النادرة أو حتى المتفردة في سبقها وطريقة عرضها لأحاديث نبينا الكريم ﷺ حيث حاول الكاتب أن يلم بالجوانب البلاغية والفنية والفكرية في مجموعة من الأحاديث صنف لها أبوابا حسب مواضيعها كتاب جميل حقيقة يساعد في فهم الأحاديث ورؤيتها بطريقة تنويرية مختلفة عن المعتاد كتاب يبرهن على تمكن صاحبه من هذا الفن البلاغي والبياني ،، كتاب يزيدك حبا وشوقا ورغبة للقراءة أكثر في سيرته وعنه ﷺ رزقنا الله واياكم حبه وعلما بسنته وعملا بها ،، جاء تقسيم الأحاديث في عدة عناوين: ١- في أصول الإسلام ٢- في حياة الإيمان والعبادة ٣- في النفس والقيم الإيمانية ٤- في المجتمع؛ أسس بناء المجتمع أما طريقة عرضه: ١- يذكر الحديث وتخريجه ٢- المفردات ٣- المحتوى الفكري ٤- ملامح فنية ٥- جمال البناء ٦- جمال التصوير ٧- ارشادات الحديث وفي ختام الكتاب خمسة فصول: ١- ظواهر الجمال الفني في الحديث النبوي ٢- أبنية الحديث النبوي ٣- ميزات الفن الأدبي في الحديث النبوي ٤- المحتوى الفكري العام في الحديث النبوي ٥- عوامل مؤثرة في فن الحديث النبوي ،، أضع بين أيديكم بعض الاقتباسات وغيرها الكثير ستجدونه عند قراءتكم له ،،