ثلاثية تاريخية تشتمل على ثلاثة فصول كبرى [ مخاضات السنين ، نيرون العرب ، سقوط الطاغية ]
تتناول بطريقة تناغم بين العرض الروائي والتسجيل التاريخي ((الحقبة السامرائية)) من الخلافة العباسية.. من بناء سامراء العاصمة سنة 220 هـ وحتى مصرع الخليفة العباسي ((جعفر المتوكل)) شوال 247 هـ.
تعد هذه الثلاثية محاولة موفقة للدمج بين مدونات التاريخ لدى أهل السنة والشيعة كما أنها تستكشف الجانب الانساني والحضاري في حركة التاريخ على امتداد جيل من الزمن، مما يجعل منها محاولة رائدة في اعادة كتابة التاريخ.
والثلاثية تتمحور حول سيرة الامام علي الهادي وهو العاشر من ائمة أهل البيت (ع) وتحاول استكشاف حقائق التاريخ المستورة تحت ركام مئات الوقائع وبالتالي تصوير البعد الانساني النبيل لدى الامام الذي بنتسب الى رسول الله (ص) ويحمل ميراث جده العظيم.
وأخيراً فهي تصور باسلوب روائي الظروف التي مهدت لصعود الطاغية العباسي جعفر المتوكل ومن ثم مصرعه في أخطر محاولة انقلابية في ذلك العصر.
الكاتب كمال السيد هو كاتب عراقي الجنسية مهاجر إلى إيران، هرب في شبابه من واقعه المرير باللجوء إلى الكتب وخاصة التاريخية منها مما ساعده في تكوين وعي تاريخي كبير عنده. له أكثر من 200 مؤلف تخاطب الإنسان عموما، وهي موجهة بالدرجة الأولى إلى الشباب كما أن الأطفال لهم نصيب من كتاباته. له سلسلة روايات تاريخية أهمها روايات أهل البيت بأسلوب روائي أدبي راق وجميل بعيد عن السرد التاريخي، كما أنه قام بترجمة عدد من الكتب الفارسية، له مؤلفات شعرية لكنه قلما يبرز الشاعر في داخله كما يقول عن نفسه.
عن الغربة - من مقابلة له على موقع الولاية المنفى ماذا يعني لك وهل تفكر بالعودة؟ انا اعد المنفى اشبه بالكهف بالنسبة لي وعندما عدت الى العراق شعرت بالغربة الحقيقية لأنني انتمي الى فترة مضت ولن تعود وقد قلت لبعض اصحابي اني اصبحت جزء من التاريخ وهذا الشعور ما يزال لدي حتى هذه اللحظة.
يا لها من كتابة تعرّي جباه العبّاسيّين حتّى تراها متعرِّقة بالذَّنب، متغضِّنة بالدَّم، ممهورة بالعار، وكأنّ الزَّمن لم يكن كافيًا لسترها. لله درُّك يا كمال!
حكاية الطاغية العباسي جعفر المتوكل الذي يقول عنه الكاتب أنه زادَ على يزيد الأموي طغياناً و كُفراً وَ كيف تعامل الأمام "علي الهادي" سلام الله عليه مع هذا الطاغية وَ أن الأمام وَ وجوده مع هذا الطاغية في ذات المدينة كان ترتيلةٌ اخافت الذئاب و علا صوتها على صوتهم.. حتى قتلوا انفسهم بأيديهم
كمال السيد ، كاتب متميز في صياغة التاريخ و الحوادث المفصليه فيه على شكل روايات تستمع بقراءتها فهوَ يمتلك لغة واضحة جميلة تجعلك تقرأ بمتعة كبيرة و تذهب معه حيثُ الحدث
في هذه الرواية أبدع كمال السيد في الكشف تماماً عن الوجه الحقيقي للبيت العباسي آنذاك، خصوصاً بتسليطه الضوء على الولاة الطواغيت وطريقة حياتهم، والتفاف أرباب المصالح والانتهازيين وعبيد الدرهم والدينار حول هؤلاء الذئاب، وعرض الصور البشعة في مصائرهم جميعاً وتكالبهم على بعضهم البعض.. إنهم يرتفعون إلى القمم، ثم يهوون إلى الحضيض.. وفي أثناء ذلك ينزوي العظماء بترتيلات الدعاء في بيوتهم مقهورين..
اقنتيت تقريباً كل ما كتبه كمال السيد، أسلوب جميل في حكاية التاريخ الذي نسمعه من على المنابر فقط ولا ندرسه، حتماَ ليست متميزة أدبياً لكن أن يكتب التاريخ بهذه اللغة فقد نجح كثيراً في رسالته وقرّب الحكاية للجيل الشاب.
الكتاب جدا ممتع بجميع فصوله .. فالكاتب ينقلك الى تلك الحقبة التاريخية الممتلئة بالكثير من الإحداث.. أسلوب كمال سيد شيق و يجعلك ترغب في معرفة المزيد من الإحداث.. استمتعت كثيراً بقراءة هذا الكتاب انصح بمن يريد معرفة جزء من تلك الإحداث يقرا هذا الكتاب الذي ما إن ينتهي منه سوف يريد إن يعرف المزيد مجدداً.. عن تلك الحقبة التاريخية..
الكتاب يحكي قصة نهوض وسقوط الطواغيت العباسيين في فترة الإمام الهادي. الكتاب يحتوي تفاصيل كثيرة ومثرية للقصة، ولكنه مركز بشكل كبير تجاه الخلفاء العباسيين ومايحدث في حياتهم وداخل قصورهم من أحداث وأسبابها. ذُكرت بعض المواقف مابين الإمام والمتوكل، ولكنها قليلة مقارنة بأحداث الحكم العباسي آنذاك.
الكتاب جميل بشكل عام، أحببته ولكن كان بودي لو يركز بشكل أكبر على حياة الإمام الهادي بشكل خاص بدون إخلال بباقي الأحداث.
الرواية تاريخية تحكي عن الطاغية في زمن الإمام أكثر من حياة الإمام نفسه. رغم طولها إلا أن هناك بعض الأحداث المبهمة والمذكور نصفها فقط مما يسبب حيرة للقارئ! الكثير من الأخطاء الإملائية الفظيعة، وكذلك شروحات طويلة وملحقات ليس لها من داع أن تذكر أو أن يُسهب في شرحها ولا أعلم إن كانوا قد وضعوا من قبل الكاتب أو دار النشر.