يعتبر أنطون تشيخوف، 1860 – 1904، من العلامات الفارقة في تاريخ القصة القصيرة. وهو من عظماء الأدباء الروس، إذ لا يمكن التعرض لهذا الأخير دون المرور عليه ككاتب قصة فذ.
Dramas, such as The Seagull (1896, revised 1898), and including "A Dreary Story" (1889) of Russian writer Anton Pavlovich Chekhov, also Chekov, concern the inability of humans to communicate.
Born (Антон Павлович Чехов) in the small southern seaport of Taganrog, the son of a grocer. His grandfather, a serf, bought his own freedom and that of his three sons in 1841. He also taught to read. A cloth merchant fathered Yevgenia Morozova, his mother.
"When I think back on my childhood," Chekhov recalled, "it all seems quite gloomy to me." Tyranny of his father, religious fanaticism, and long nights in the store, open from five in the morning till midnight, shadowed his early years. He attended a school for Greek boys in Taganrog from 1867 to 1868 and then Taganrog grammar school. Bankruptcy of his father compelled the family to move to Moscow. At the age of 16 years in 1876, independent Chekhov for some time alone in his native town supported through private tutoring.
In 1879, Chekhov left grammar school and entered the university medical school at Moscow. In the school, he began to publish hundreds of short comics to support his mother, sisters and brothers. Nicholas Leikin published him at this period and owned Oskolki (splinters), the journal of Saint Petersburg. His subjected silly social situations, marital problems, and farcical encounters among husbands, wives, mistresses, and lust; even after his marriage, Chekhov, the shy author, knew not much of whims of young women.
Nenunzhaya pobeda, first novel of Chekhov, set in 1882 in Hungary, parodied the novels of the popular Mór Jókai. People also mocked ideological optimism of Jókai as a politician.
Chekhov graduated in 1884 and practiced medicine. He worked from 1885 in Peterburskaia gazeta.
In 1886, Chekhov met H.S. Suvorin, who invited him, a regular contributor, to work for Novoe vremya, the daily paper of Saint Petersburg. He gained a wide fame before 1886. He authored The Shooting Party, his second full-length novel, later translated into English. Agatha Christie used its characters and atmosphere in later her mystery novel The Murder of Roger Ackroyd. First book of Chekhov in 1886 succeeded, and he gradually committed full time. The refusal of the author to join the ranks of social critics arose the wrath of liberal and radical intelligentsia, who criticized him for dealing with serious social and moral questions but avoiding giving answers. Such leaders as Leo Tolstoy and Nikolai Leskov, however, defended him. "I'm not a liberal, or a conservative, or a gradualist, or a monk, or an indifferentist. I should like to be a free artist and that's all..." Chekhov said in 1888.
The failure of The Wood Demon, play in 1889, and problems with novel made Chekhov to withdraw from literature for a period. In 1890, he traveled across Siberia to Sakhalin, remote prison island. He conducted a detailed census of ten thousand convicts and settlers, condemned to live on that harsh island. Chekhov expected to use the results of his research for his doctoral dissertation. Hard conditions on the island probably also weakened his own physical condition. From this journey came his famous travel book.
Chekhov practiced medicine until 1892. During these years, Chechov developed his concept of the dispassionate, non-judgmental author. He outlined his program in a letter to his brother Aleksandr: "1. Absence of lengthy verbiage of political-social-economic nature; 2. total objectivity; 3. truthful descriptions of persons and objects; 4. extreme brevity; 5. audacity and originality; flee the stereotype; 6. compassion." Because he objected that the paper conducted against Alfred Dreyfus, his friendship with Suvorin ended
"انا مثل شجرة تم نقلها الى مكان جديد، وتعاني التردد بين ان تضرب بجذورها في الارض او تذبل" هذا اقتباس يصف فيه تشيخوف حالته وهو بعيد عن زوجته في احدى رسائله يشكو البعد عنها فمرضه اجبره الى الانتقال من موسكو حيث تعمل زوجته.
تشيخوف الطيب، اكثر ما تكشفه هذه الرسائل عن جوانب شخصيته. وحب العائله والتماسك بين أفرادها وخاصة أمه.
أدب الرسائل رائع وخاصة عندما يكون من قبل كتاب مشهورين اتحفونا في رواياتهم وقصصهم التي استمتعنا بها.
ووصف تشيخوف لرحلاته والمناطق والبلدان التي حل بها تجعله أديبا رائعا في أدب الرحلات.
ماذا لو كان الكاتب أنطون تشيخوف مِن هذا الجيل؟ عصر الإنترنت والسرعة، وتويتر الذي يُطالبنا أن نكتب التغريدة في ١٤٠ حرف، وبرامج التواصل الاجتماعي التي تُريد منّا أن نتحدث في ١٥ ثانية! هل كنت سأقرأ هذا الجانب الجميل مِن شخصه وهو يكتُب الرسائل بكل عفوية لأفرادِ عائلته؟ ليس سرًا بأنني أعشقُ الرسائل مُنذ الصغر، ومازلت أشعر بحميميتها إلى اليوم مع كل التكنولوجيا التي تُحيط بنا. كما أنه بطبيعة الحال حلَّ الإيميل الإلكتروني محل صندوق البريد والرسائل الورقية، وأنظر إليه بكل التقدير، ولا يكاد يمر اليوم من دون الاطلاع عليه أكثر من مرة! ولستُ أعلم لماذا؟ أشعرُ بأن أعظم الأخبار وأجملها سوف تصل إليّ بالبريد، وذلك الشعور الجميل مِن الاستغراق في قراءةِ الرسالة شوقًا لمعرفةِ محتواها ومن ثم الرد عليها بمثلها أو أحسن منها والختام بالتحايا والسلام. ياه على الزمن الجميل والكلاسيكية الرقيقة. علمًا بأنني من عُشاق الموسيقى الكلاسيكية كذلك من بيتهوفن إلى موزارت وكل الإبداع الذي يكون تحت سقف الأوبرا.
كل الشكر لمجلة الدوحة الثقافية، وهذا رابط مباشر للكتاب لمن يرغب في قراءته.
"أنا مثل شجرة تمّ نقلها إلى مكان جديد، وتعاني التردُّد بين أن تضرب بجذورها في الأرض أو تذبل." - عدة رسائل كانت تحوي الكثير من البراءة والعفوية المُنَمَّقة من شخص مهذب وأنيق الروح إلى عائلته البسيطة يُعبّر فيها عن تفاصيل ومشاعر تلقائية خلال رحلاته من -موسكو و بطرسبرج إلى سَخالين في سيبيريا- مرورًا بالأنحاء المجاورة يسرد فيها كل ما مرَّ به من مواقف وتجارب مختلفة لإخوته -الذين لم ألتفت لعددهم- وأمه وأبيه وعمه وزوجته "أولجا" -التي كانت تُشبهه في شاعريته ونقاءه- دون أن ينسى عند نهاية كل رسالة أن يُعبّر فيها عن مدى حُبّه النقي لهم، أو أنَّ كيف أنه بحالٍ جيد طالما نقوده بخير وصحته جيدة. - من خلال قراءتي -مرَّتين- للأدب الروسي، أطلقت عليه وصف "الأدب الأنيق" أو "الأدب الخريفي" عشان بحسه مناسب لأجواء الخريف أكتر.
منذ بداية الرسائل وأنا أبحث عنك عزيزي "تشيخوف" فقد إختبئت خلف السطور وخلف التفاصيل الكثيرة .. خلف حكايات لا تنتهي وإنتقالات من مكان إلى أخر بين أشخاص صادفتهم في طريقك .. وأيضاً بين حبك لأسرتك الواضح من الرسائل ولكن لماذا الأختباء ؟ لماذا لم أجد ما يدل على ما يدور في خُلدك ؟ فيما تًفكر؟ بما تشعر؟ كل ما وجدته كلمات بسيطة هنا وهناك عنك لتهرب مرة اخرى بين التفاصيل التي لا تنتهي !! تُرى ماذا كنت تُخفي في داخلك ؟؟
قرأت منذ فترة قليلة رسائل إلى ميلينا لـ فرانز كافكا وهناك نقطة تشابه بين هذه الرسائل ألا وهو كما قلت التفاصيل الكثيرة جداً وكانهم يكتبون قصة لايريدون أن ينقصها شئ يريدون أن يصلوا بقارئ الرسائل إلى أعلى درجة بالإحساس بكل ما يدور حوله مهما كان صغيراً كلسعة برد .. او رائحة عابرة فهل جميع الرسائل الأدبية تتميز بنفس النقطة ؟ وما سر هذه التفاصيل ؟أهي للأختباء كما قلت سابقاً او لإخفاء مايدور بداخلهم عن أحبتهم ؟ او ربما هي عادة بحكم عملهم ؟
وعلى الرغم من هذه التفاصيل نجد تشيخوف يتساءل أحياناً " ما الذي لدي لأكتب عنه ؟ وأحياناً أخرى يتملكه الملل من كثرة الكتابة فيطلب التوقف !
أفضل الأجزاء في هذه الرسائل كانت رسائله لأخوته فكانت مختلفة تماماً عن سابقتها كما ان رسائله إلى زوجته كانت غريبة بعض الشئ فلماذا يدعوها في كل رسالة بـ "ممثلتي الغالية" ؟ لماذا كانت الرسائل بينهم جامده إلى حد ما ؟!
هذه الرسائل في مجملها اظهرت روحاً لتشيخوف كعادة الرسائل الأدبية وهذا أكثر ما أحبه في الرسائل الأدبية وعلى الرغم من ذلك وجدتها أقرب إلى اليوميات أو السيرة الذاتية منها إلى الرسائل او ربما في جزئها الأول تنتمي لأدب الرحلات أيضاً !!
......................
هلوسة القراءة المعتادة والأفكار المصاحبة :)
سؤال خطر على بالي أنا بقرأ كتاب رسائل إلى العائلة لـ تشيخوف اللي بيقول فيها : "ولتمضية الوقت أقوم بتدوين بعض إنطباعاتي عن رحلتي وأرسلها إلى صحيفة "نوفوي فريميا" وسوف تطلعين عليها بعد العاشر من يونيو، إني أكتب القليل عن كل شئ، نوعاً من الثرثرة. لا أكتب من أجل المجد، لكن من وجهة نظر تجارية، ومقابل النقود التي حصلت عليها مقدماً" . هنا هون بقى السؤال هل فعلاً الكاتب وهو بيكتب بيبقى عارف كويس اللي بيكتبه ده نوعه ايه وهيوصله لايه ؟ هل بيبقى عارف هل هيوصل للمجد ببقاء أعماله وجودتها ؟ ولا بيكتب عاشان الشهره والفرقعة الكدابة اللي بتنتهي بعد وقت ؟ وهل بيكون صادق مع نفسه فعلاً بالشكل ده ؟ #مجرد_سؤال #هلوسة_قراءة #عن_تشيخوف_ورسائل_إلى_العائلة
.........................
لا يبقى تقييمك لما قرأت كما هو على مر الأيام فهذا الرأي أو التقييم يختلف بعد فترة وذلك لعوامل مختلفة منها قراءاتك وخبراتك الجديدة، ومشاهداتك الواقعية ونظرتك للأمور من جوانب أخرى وغيرها الكثير ونجد دليلاً على ذلك مع تشيخوف بخصوص رأيه عن رواية تولستوى القصيرة "سوناتا كريتزر" فنجد الأتي: "كان (يقصد تشيخوف) قد صرح قبل كتابته "جزيرة سخالين" في رسالة إلى بيليشيف: ( من بين كل ما يُكتب الآن عندنا وفي الخارج تكاد لا تعثر على عمل يضاهي "سوناتا كريتزر" من حيث أهمية الفكر وجمال الأداء) لكنه بعد ذلك كتب رسالة إلى سوفرين : (إن "سوناتا كريتزر" الأن مضحكة بالنسبة لي وتبدو مربكة أو أن رحلتي إلي "سخالين" جعلتني أبلغ سن الرشد) هنا نجد أن رأيه تغيير تماماً عن الرواية على الرغم من أنه قبل الرحلة كان يقوم بالحديث عنها للكثير من معارفه وذلك نتيجة لما مر به في رحلته إلى جزيرة سخالين وهي عبارة عن سجن مفتوح أو معسكرات عمل للمجرمين فتحدث للمساجين وعرف منهم كيف يعاملون بطريقة سيئة ويتعرضون للضرب وكان بينهم أطفال وجمع مادة وثائقية ضخمة عنهم وعن حياتهم وعن إدارة السجون وتعسف الموظفين ونجد ان ذلك لم يؤثر فقط على تقييمه لرواية تولستوي بل أثر على كتاباته أيضاً ومن خلال ما جمعه في الجزيرة ألف كتاب "جزيرة سخالين" وأيضاً قصة بعنوان "القاتل" لا شئ يبقى على حاله يا سادة #هلوسة_قراءة #عن_تشيخوف_ورسائل_إلى_العائلة
* أن تتزوج يعني أنك تحب. لأن الزواج من فتاة لأنها جميلة ، يشبه شراء شيء ما لا يرغب فيه المرء ، فقط لأنه وجده في السوق ، و وجد أنه من صنف جيد. إن أهم رابط أسري هو الحب ، و ما سواه من جاذبية جنسية و جسدية و غير ذلك من أشياء ، إنما هي مصدر حزن و وحشة ، و لا يمكن التنبؤ بنتائجها مهما بلغت مهارتنا في إجراء الحسابات. و بناء على ذلك ، فالأمر لا يتعلق بجمال البنت بل بأن تُحَبْ ، فتجاهَل هذه الصفة لأنها لا تعني سوى القليل.
رسائلُ لطيفةٌ رقيقةٌ، خطتها أناملُ تشيخوف بأسلوبِه الرقيقِ العذبِ، في مناسباتٍ مختلفةٍ وأزمنةٍ متباينةٍ وإن احتلت رسائلُه وهو في الطريقِ إلى سخالين بسيبيريا الجزءَ الأكبرَ من المراسلاتِ هنا حيث يصفُ خوضه لفيضانِ الأنهار والوحل والبرد ومن يقابلهم غائصًا في وصفِهم، والجماليةُ هذه تتجلى حتى في التفاصيلِ فهو يطلعُ أمه وإخوانه وبني عمومته بكل ما يدورُ حولَه. من أجملِ الرسائل التي أعجبتني هي تلك الرسائلُ التي وجهها إلى أخوتِه فواضحٌ أن بعضَهم يعانون من تقديرٍ متدنٍ لذواتهم ونظرةٍ سوداويةٍ لقدراتهم (أنت دائمُ الشكوى من أن الناسَ لا يفهمونك ولم يشكِ جوته ونيوتن من ذلك) وفي رسالةٍ أخرى لأخيه ميشا (لكن هناك شئ واحدٌ لم يعجبني لماذا أطلقتَ على نفسك عبارة ^أخوك الذي لا قيمةَ ولا أهميةَ له^ ربما تكون أدركتَ ضآلتَك، ولكن أمامَ الرب، وربما أمامَ الجمالِ والذكاءِ والطبيعةِ ولكن ليس أمامَ البشر فأمامَ الرجالِ يجبُ أن تشعرَ بسمو منزلتك) كان إذن يسعى لإعادةِ الثقةِ بأنفسهم ويعددُ تلك الجوانبَ البارعينَ بها (من الجيدِ أنك تقرأُ. اكتسب عادةَ القراءةِ، فسيحين الوقتُ الذي تعرفُ فيه قيمةَ هذه العادةِ) ولا يغفلُ عن تلك الجوانب التي تحتاج إلى تحسين كذلك ففي رسالتِه إلى نيكولاي (لديك إخفاقٌ واحدٌ، ويعودُ إليه زيفُ وضعك، وتعاستُك واضطرابُ أمعائك ، ويتمثلُ هذا الإخفاقُ في افتقاركَ التام للثقافةِ). هنالك عاطفةٌ متدفقةٌ فياضةٌ لأمه تنبي عن المقدارِ العظيمِ من الحبِ المكنونِ تجاهها من قِبله (لا يستحقُّ أي شخص في هذا العالمِ الكريه!! محبتنا أكثرَ من أمهاتنا) وفي رسالةٍ لابن عمه يلح عليه ويترجاه الاعتناءَ بأمِّه (رجاءً لا تتوانى عن إراحةِ أمي)
الحمد لله إن تشيخوف لم يبتل بأمثال الناقد الذي قرأ للمازني عبارة يقول فيها إنه لم يكتب ما كتبه إلا من أجل "لقمة العيش"، ليتخذ الناقد من هذه المقولة ذريعة وجيهة ليهيل التراب على كل كلمة خطّها المازني في حياته، ويظهره بلا هدف أو قضية أو مبدأ سام يسير إليه ما دام كان هذا هدفه في الكتابة!، فالمثير إن تشيخوف أرسل عام 1887 رسالة إلى أخيه يقول فيها:
يجب أن أخبرك أنه في بطرسبرج أنا الآن أكثر الكتّاب شهرة، ويستطيع المرء اكتشاف ذلك من الصحف والمجلات، والتي في نهاية العام 1886 كان تهتم بي وتتناقل اسمي وأخباري، وتمتدحني بأكثر مما أستحق، وكانت نتيجة تزايد شهرتي الأدبية أنني حظيت بعدد من الطلبات والدعوات، ومن ثم المزيد من العمل والضغوط والاستنفاد، عملي مرهق للأعصاب، ومزعج ويخلّف ضغطًا، (...) وأينما ذهبت يشير الناس نحوي، ويربكني التزايد المستمر في أعداد من يعرفوني، (...) فلا أهنأ بيوم واحد من السكينة، وأشعر أنني أسير على الأشواك كل دقيقة
ثم نراه في عام 1891، يرسل رسالة أخرى فيها: أحلم بأن أربح أربعين ألفًا لأتوقف تمامًا عن الكتابة، التي أزهدها، وذلك لأشتري قطعة صغيرة من الأرض، وأعيش مثل ناسك في معتزل مثالي، على أن تكون أنت وإيفان في الجوار، أحلم أن أقدّم خمسة عشر أكرًا لكل منكما، يا قريبيَّ الفقيرين، فإجمالاً أحيا حياة موحشة، وسئمت من العمل الدائم بالكتابة للحصول على مقابل ضئيل، بينما يتقدّم بي العمر حثيثًا
وبعد فترة يسيرة وفي 1894، يقول في رسالته: أنا منشغل بالعناية بالأرض، أقوم بتعبيد طرقات جديدة، وأزرع الزهور، وأقطع الأشجار الذابلة، وأطارد الدجاج والكلاب لإخراجها من الحديقة، (...) لم أعد أرغب في الكتابة، وحقيقة: من الصعب الجمع بين الرغبة في الحياة والرغبة في الكتابة
إن للفقر مزايا جمّة
:D
على أي حال، الكتاب جميل، وهي مختارات من رسائله إلى أسرته، والدته، وأخته، وأخوته وعمّه و .. زوجته!، أحبّها وأجملها رسائله إلى أخته ماريا، منها أستطيع أقول دون شك إنه كان يحبها كثيرًا، ويحب الكتابة إليها من أسفاره، ولم أعجب عندما وجدت صورة لأخته في الكتاب مكتوب أسفلها: ماريا تشيخوف (1863 – 1957)، شقيقته، معلّمة وفنانة تشكيلية، لها الفضل في جمع أعمال تشيخوف بعد وفاته، وأشرفت حتى وفاتها على متحف تشيخوف بمنزله في يالطا
بينما رسائله إلى زوجته أولجا، فلا أدري، هل لتلك الأسطر القليلة السيئة التي قالها المترجم في مقدمته هي السبب في شعوري كذا تجاهها أم هي حقًا طبيعة الرسائل التي أرسلها تشيخوف إليها، والتي يمكن بالمناسبة أن تُوجز كلها في فقرة واحدة:
عزيزتي الممثلة العظيمة!، (وهي ممثلة معروفة)، أفتقدك جدًا بينما أنت في جوّلتك المسرحية، أبعثي لي أخبارك وصورك واكتبي لي، اكتبي لي، شكرًا، وأقبّل يدك الصغيرة!
اممم، ما يهم، بعث تشيخوف برسالة إلى أخيه، قال فيها: ضجرٌ أنا، أقرأ حاليًا (كتاب حياتي) للكاهن بروفيري، وهذه فقرة تتعلّق بالحرب: "إن الجيوش النظامية العاملة في وقت السلم، هي جراد يلتهم خبز الشعب مخلفًا فراغًا كريهًا في المجتمع، بينما – في وقت الحرب – هي آلات قتال اصطناعية، وعندما تنمو وتتطوّر، تضيع الحرية أمام الأمن والمجد الوطني؛ إنها المدافع غير القانوني عن الظلم والقانون المتحيّز، وعن الحظوة والطغيان"
ثم يذيّل تشيخوف هذه الفقرة بقوله معلّقًا على كلام الكاهن: (كُتِبَ ذلك في أربعينيات القرن التاسع عشر)
ولا أدري أيريد أن يُدهش أخاه بذلك السبق الزمني للكاهن أم لا، وأن كلامه صالح للآن مثلاً – في زمنه - وإلا فإنني أستطيع أن أدهشك أيضًا وأذيّل هذا الكلام السابق وأقول إن تشيخوف أرسل تلك الرسالة وهذا الاقتباس منذ 115 عامًا تمامًا
عادي
:D
.
.
ونعم، الحديث في المقدمة عن المترجمة «كونستانس جارنيت» التي ترجمت تلك الرسائل من الروسية إلى الإنجليزية، كانت بمثابة لمسة جميلة من عرفان الجميل، أعجبت بها
دفعني للتساؤل؛ ماألذي يدفع برجلٍ من عصر الطائرة لقراءة رسائل من القرن التاسع عشر؟ وبالتأكيد، إجابة ك "الفضول" لم يكن من شأنها أن ترضيني.
قد يكون الدافع الحقيقي وراء هذا الإنجذاب هو براعة الكاتب وصيتُه، نعم. إنما يحلو لنفسي تشريع دوافع باطنية: كالسعي وراء ماهو أكثر جوهرية. أو الهروب من عصر السرعة والجريان لعصر تسري فيه الأحداث ببطئ يستسيغ للدماغ إستيعابه. كالبحث عن هدوء وإن كان غير مستحب. أو البحث عن لذة تساؤلات كهذه، قد تدفع الرسائل بها.
رسائل رائعة ، احببت رسالته لـأخته التي ارسلت في 24 ابريل 1890 ، و رسالته إلى ميشا في 1 يوليو 1876 ،و رسالته لنيكولاي في 1886 ، و احببت رسالة اولجا التي كتبتها بعد وفاة تشيخوف في 16 من اغسطس 1904 ... اقتباسات :- - تمزقني مسألة الجذور ، فأنا أعيش عيشة منقوصة ، لا أشرب رغم أنني مغرم بالشراب ، أعشق الضوضاء لكنني لا أسمعها ، حقيقة أنا مثل شجرة تم نقلها إلى مكان جديد و تعاني التردد بين أن تضرب بجذورها في الأرض أو تذبل . - يا إلهي الرحيم ! كم هي حقيرة و كريهة هذه الحياة . - أن تتزوج يعني أنك تحب. لأن الزواج من فتاة لأنها جميلة ، يشبه شراء شيء ما لا يرغب فيه المرء ، فقط لأنه وجده في السوق ، و وجد أنه من صنف جيد. إن أهم رابط أسري هو الحب ، و ما سواه من جاذبية جنسية و جسدية و غير ذلك من أشياء ، إنما هي مصدر حزن و وحشة ، و لا يمكن التنبؤ بنتائجها مهما بلغت مهارتنا في إجراء الحسابات. و بناء على ذلك ، فالأمر لا يتعلق بجمال البنت بل بأن تُحَبْ ، فتجاهَل هذه الصفة لأنها لا تعني سوى القليل. - إن البرميل الفارغ يصدر عنه صدى صوت أكثر من البرميل الممتلئ .
♦ أنه تشيخوف كل ما يكتبه له معنى وله وقع ، مجموعة من الرسائل بعث بها تشيخوف أثناء رحلة قام بها في أنحاء روسيا موجهة إلى إخوته ووالدته وزوجته واقاربه موضحا بها ما يعتريه من مصاعب ومعوقات ، وينقل فيها مميزات وعيوب المناطق والبلدان وكيف يحيا الناس وأوجه نشاطهم ، مما ينقل لنا طبيعة الحياة في هذه البلدان الشاسعة ذات الطبيعة الصعبة والحياة غير المألوفة لنا نحن في البلدان العربية ، ♦ وفي نهاية الكتاب تقوم زوجته ممثلة المسرح بكتابة رسالتين مؤثرتين لتشيخوف تعبر فيهما عن مدى حبها وارتباطها به غير مصدقة رحيله .. ♦ في المجمل كتاب لا بأس به من كتب الرسائل والرحلات ، والذي لا تعدم فائدته .
بابقى متوقّعة أكتر من رسائل السفر ، لكن آخر خُمس في الكتاب عجبني جداً و تمنّيت لو إن كل الرسائل تكون بنفس المستوى ، و ده لا يمنع إنّ فيه عبارات في النُص حبيتها فعلاً :) يمكن يلزم له قراءة تانية في ظروف أفضل :)
انا تألمت كتير علي حال انطون تشيخوف وأنا بقرأ الرسائل دي انسان بكل ما تحمله الكلمة من معني ومحب للخير للناس ولاخواته قبل نفسه ولما توفي في الاخر بكيت كتير أوي رحمك الله
يا ترى شو اللي بخلي الناس تترجم وتقرأ وتهتم بعد مئات السنين برسائل شخص مسافر بقطار وكتبها لعائلته وما فيها أي شي مميز أو شكل أدبي واضح؟؟ كيف أعمال إنسان بتخلينا مهتمين بكل كلمة دونها بيوم من الأيام بلكي عرفنا منها شي عن عبقريته؟؟ بإختصار أعماله الثانية من مسرحيات وقصص هي اللي خلدت تشيخوف بذاكرة البشرية وتركت إله بصمة لا تزال راسخة حتى اليوم وما حد قدر يلغيها أو يمحيها، على العكس على مدى تاريخ طويل ضل الأدباء غير قادرين على الخروج من عباءته التي فردها فوق الكوكب كإنه بتحدى يقدر أي كاتب يتملص منه أو حتى يتمرد على مدرسته الخاصة!!
بالفعل قراءة الرسائل ممكن تكون بلا معنى لو كانت بين الناس العاديين لكن لما تشيخوف يكتبها فشي طبيعي تستمتع بجمل وعبارات وأفخاخ لغوية تجذبك للرسالة، تشيخوف شخص مهووس بالتفاصيل كان ينقل برسائله المشاهد بدقة وحرفية وكان يضيف لمسته الحساسة عليها من خلال بعض التعليقات الظريفة... إذا قرأت رسائله بعناية رح يتسلل إلك منها مدى رقة وعاطفة تشيخوف، مدى انسانيته المفرطة... ��مكن نبرر هالشعور بإنه كان يراعي مشاعر أهله لهيك ما كان يحكيلهم عن مخاوفه أو المشاكل اللي بواجهها، كان يميل لتطمينهم والتأكيد الهم إنه بخير ورحلته ناجحة...
تشيخوف كأديب روسي برع في المسرح والقصة القصيرة طغت على كتاباته نزعات التحليل النفسي للشخصيات لهيك بنلاحظ إنه كان يركز كثير على تحليل الشخصيات من خلال منظوره الخاص فكان يكرر عبارات مثل يبدو أنه من الرجال الأشداء لأنه ذو نظرة حديدية، أو مثلاً، كان صوتها يعبر عن تربية حسنة، وهكذا، لكن هذا ما خلاه يتخلى عن وصف المشاهد او محطات الرحلة أو الركاب أو عربات القطار أو جامع التذاكر مثلاً...
مجموعة من الرسائل الشخصية جدًا والمليئة بتفاصيل لا تثير الاهتمام من وجهة نظري. لم أستفد منها شيئًا ولا أفهم لماذا تُنشر مثل هذه الرسائل!! من الذي خطر في باله هذه الفكرة..ما الفائدة حقًا؟!
جانب بالغ الجمال والإثراء من حياة الكاتب الكبير أنطون تشيكوف ، الرسائل تحمل قدراً كبيراً من روح هذا الأديب وعواطفه تجاه أسرته وزوجته وتعطي لمحة موجزة عن نظرته للحياة التي غادرها مبكراًمتأثراً بمرضه ،، جزء كبير من هذه الرسائل كتبت أثناء تنقلاته وسفراته العديدة سواء إلى سيبيريا الشاسعة أو إلى أوروبا ،، الرسالة قطعة تحمل مع أثرها الملموس وخط كاتبها شيئاً من روحه ومشاعره لا يدركها سوى قلة من الذين عاشوا مع البريد والورق ،، مجموعة جميلة وخفيفة
الكتاب جميل، والترجمة سلسة وموفقة إلى حد كبير. هناك الكثير من الجمال الذي يسكن في رسائل الكتاب، منها لغة تشيخوف الرشيقة، التي صنعت من رسائله نصوصا أدبية رفيعة، إضافة إلى الوصف الجميل لرحلاته والأماكن والشخوص التي يصادفها أو تشاركه رحلاته. هذا الكتاب أراه جميلا وفيه روح تشيخوف الجميلة الشفافة.
كلمات عذبة لإنسان رقيق ومثقف ومهذب، يتأمل أصغر الأشياء. آلمني موته في النهاية؛ وكأنه مات اليوم، كما لو أن صوته كان يرافقني طوال قرائتي لرسائله، وفجأة انقطع صوته..!!
"رسائل إلى العائلة" هو عمل يجمع مختارات من الرسائل التي كتبها أنطون تشيخوف إلى أفراد عائلته، على مدار سنوات حياته المختلفة. هذه الرسائل تكشف لنا عن الجانب الإنساني العميق لكاتب اشتهر بأعماله المسرحية والقصصية، لكنها هنا تظهره كابن، كأخ، وكإنسان حساس، وزوج. وتقدم صورة حيّة عن حياته من خلال كلماته الشخصية، ويمنحنا فهمًا أعمق لطبيعته الإنسانية التي تقف خلف عبقريته الأدبية.
. . .
📖ا قتباس
من الجيد أنك تقرأ. اكتسب عادة القراءة. فسيحين الوقت الذي تعرف فيه قيمة هذه العادة.
----
من الألطف أن يسافر المرء بمفرده. أحب الصمت أكثر من أي شيء آخر في الرحلة.
----
لست مبتهجاً أو ضجراً، لكن هناك خدراً يسري بروحي. أرغب في الجلوس دون أن أتحرك أو أنطق.
----
- رسالة انطون تشيخوف لزوجته أولجا كنيبر لم أهنئك على نجاح مسرحيتك حيوات وحيدة "Lonely Lives"، فما زلت آمل أنك ستأتين إلى يالطا وأنني سأراك على المسرح تمثلينها، وعندها أهنئك خالص التهنئة كتبت إلى ميرهولد، وطلبت منه في رسالتي ألا يكون عنيفاً للغاية معك في الجزء المتعلق بالرجل العصبي. الغالبية العظمى من الناس عصبيون، كما تعرفين؛ فالعدد الأكبر منهم يعاني معاناة دائمة، لكن عدداً محدوداً تنتابه نوبات حادة، لكن، سواء في الشوارع أو في المنازل، هل سبق لك أن رأيت أشخاصاً ينتحبون، يتقافزون ويخبطون رؤوسهم ؟ يجب التعبير عن المهانات بالطريقة التي يتم التعبير بها في الحياة، وليس بالأيادي والأرجل، بل بنبرة الصوت ودرجة التعبير، لا بالإيماءات، وبرشاقة أيضاً. إن الانفعالات الرقيقة للروح لدى الأشخاص المتعلمين يجب التعبير عنها ظاهرياً بخفة. ستقولين: إنها القواعد المسرحية، وسأرد: ما من قواعد تبرر الزيف.
----
- رسالته إلى ابن عمه میهائیل تشيخوف إذا أرسلت لك رسائل كي توصلها إلى أمي، أرجو أن تسلمها إليها على انفراد، فهناك أشياء في الحياة لا يستأمن عليها المرء سوى شخص واحد يثق فيه. ولهذا السبب أكتب إلى أمي دون معرفة الآخرين ممن لا يأبهون بأسراري، أو لا تمثل لهم أهمية تذكر...
لا يستحق أي شخص في هذا العالم الكريه، محبتنا أكثر من أمهاتنا.
. .
أحببتُ الرسائل التي كتبتها زوجته له بعد وفاته. كانت مؤلمة بالنسبة لي.
أولا أشكر وزارة الثقافة القطرية على إتاحتها لنا "مجلة الدوحة" ... وطبعت هذا الكتاب الرائع كهدية لقراءها المولعين بها، ومنهم أنا... واتسائل ؛ لما وزارة الثقافة في مصر لا تنتج مجلة كهذه ؟ هل سأموت قبل أن أرى هذا اليوم ؟؟؟؟ ... بالنسبة لعملاق الأدب الروسي، أنطون تشيخوف ... وكتابه الجميل رسائل إلى العائلة... ببساطة، وبدون تطويل ... شعرت بحميمية رائعة بينه وبين عائلته من خلال رسائله لهم، قلت في نفسي ماذا لو كنت أعيش هذا الزمن .. هل سأفعل مثله ؟ ... أدركت المسافة بينه وبين عائلته، وتوجيه كلامه لكل أفرادها ... حقا إنه رجل عظيم ... لغته عذبة رقراقة ... وصفه قمة في الروعة ... تشيخوف الأب .. الزوج ... الصديق ... أحببته أكثر مما كنت أحبه من قبل ... كتاب قمة فى الروعة أنهيته في يوم ... وسأقرأه لأولادي يوما ما :)
إن كنت تتساءل عن الوجه الآخر للكاتب، حياته الشخصية، والجزء الذي لا تراه من شخصيته في أعماله؛ فبالتأكيد ستجد ضالتك في هذه الرسائل التي كان يبعث بها تشيخوف إلى أفراد أسرته ومحبوبته .. هنا تعرف بما يمكن أي يكون للبداهة من قدرة على الإدهاش،تتذكر أن الكاتب في أصله فرد من النوع البشري، بوسعه أن يكون عادياً بل وثرثاراً في بعض الأحيان .. الجميل في الأمر أنك ترى صورة للحياة الروسية في زمن القياصرة، وإن لم تكن جميلة بذاتها.. بوصف سردي أشبه ما يكون بأسلوب تولستوي في القوزاق، بدت اللغة بعيدة عن أي طابع أدبي كما لو أنها ليست بقلم واحد من عظماء الأدب الروسي.... لكن بطبيعة الحال، لم يخل الأمر من بضع أفكار مبعثرة تبدو خلاصة فكره بعيداً عن بلادة مواقف الحياة اليومية ..
** أستصعب تقييم التجارب الشخصية، خاصة حين تكون خصوصية مجردة من صفات العمل ..
بالنسبة لي كل ما يتعلق بهذا الرجل هو جذَّاب للقراءة دون استفسارات عن ماهيته أو مدى جودته
تقرأ قصص تشيخوف فتندهش من أن يكون هناك كاتب بهذه الرقة والحس الإنساني الذي لم يرتقِ إليه كاتب من قبل أو من بعد وتقرأ هذه الرسائل فلا تُصدم كما يحدث مع أغلب الكتاب غير المتطابقين مع ما يكتبون، لا تشعر بالفرق بين كاتبها وبين من كاتب الساذجة أو موت موظف أو فرحة
هو تشيخوف الرقيق، المهذب، حامل لواء المصلحين في الأرض ومقدسي الله عبر تقديس الإنسان
" لكن النوم في عربة على الطريق لا تجعل المرء يشعر بتحسن ، إنه ليس نومًا حقيقًا لكنه نوع من فقدان الوعي ، وبعده يصبح رأس المرء مشوشًا " .. الحب لا تقتله المسافات ، سواء للزوجة أم للعائلة .. مابين يالطا "مكان تشيخوف" وموسكو "مكان زوجته أولجا " إستمرت كتابة الرسائل بينهما حتى بعد وفاته لمدة شهرين .. ! ..
مجموعة من الرسائل كتبها تشيخوف .. رسائل عائلية إلى زوجته - أخوه - والدته - أخته .. لكن عندما تعلم ظروف كتابة هذه الرسائل ستُصِر على قرائتها .. وأخيرًا شكرًا تشيخوف .. ..
لقد وقعت بين يدي بعض رسائلك لعائلتك بشكل غير متعمد مني، فقد حصلت عليها مع أحدى المجلات، و لكنها كانت من أروع اللحظات في حياتي حينما فتحتها و ألتهمت سطورها .. لا أعلم إن كنت تريد لنا أن نقرأها أم لا .. لكن أعذر تطفلي .. فمن منا يملك أن تقع بين يداه هذه اللآلئ فلا يقرأها !
مستر تشيخوف، كلما أنهيت رسالة و بدأت في الآخرى زدت تعجباً من عصرنا هذا ! عصرنا الذي لم يعد للرسائل و الجوابات مكان فيه .. لقد تم إختراع وسائل تواصل إجتماعي كلما قلت الأحرف المكتوبة في إستخدامها كلما كنت بمنظورهم أبرع ! أيمكنك تخيل هذا مستر تشيخوف ؟ ناهيك عن إختراع العديد من وسائل التواصل عن طريق المكالمات المرئية مثلاً.. أتتوقع أن يستطيع أحدهم أن يعبر عن مشاعرك و عن حكايات سفرك التي خطتها يداك على الورق هذه بمكالمة ��رئية مستر أنطون ؟ حقاً مستر تشيخوف .. لقد كان للرسالات روح .. كم أتمنى أن نستعيدها .. أو نُذكِّر بها أبنائنا فلا يتسائلوا عن معنىَ كلمة جواب و رسالة حينما يكبروا أو تكون الطامة أن يضحكوا حينما يسمعون عن ذلك .. فيذبحوننا بضحكاتهم تلك ..
مستر تشيخوف إن رسائلك لأفراد عائلتك درراً .. رسالاتك لوالدتك و أختك و أنت تصف لهما رحلتك بكل تفصيلة هو أمرٌ بديع جلل .. حتى أن في أحد رسالاتك وصفت عدم الكتابة في فترة ما بأنك "تعتذر عن عدم إصطحابك لها" .. يا الله على الروعة..
أما رسالتك لأخيك نيكولاي عن كيف يجب أن يكون المثقف فهي حقاً جديرة بأن تُدرس و أن يقرأها مثقفين هذا العصر أو من يسمون أنفسهم و يسميهم المجتمع بذلك.. و رسالتك الآخرى لأخيك ميهائيل و عن تطلعه للزواج و نصائحك القيمية الرقيقة له في هذا الشأن فقد كانت من أشد ما آثرني .. فقد أخذت أقارن رؤيتك هذه برؤى بعض الأدباء الغربيين العبثية و المادية، فشتان بينك و بين هؤلاء من مُدعي اللا أخلاق و العدمية..
أما و قد كنت أنت هذا الكاتب الروسي المتطلع للدفئ .. هذا الكاتب المعتل صحياً الذي يحب الجمال .. هذا الكاتب الذي رأى أن الكتابة و الحياة يتعارضان بشكل ما .. و إنه يجب أن يتوقف عن الكتابة إن أراد أن يحيا .. هذا الكاتب الذي برغم ذلك كله ظلت له تطلعاته في الكتابة.. هذا الكاتب الذي أحب زوجته و فرح بحدث حزين -عندما تركته في المنتجع الصحي بألمانيا حيث ذهب هناك لإشتداد مرضه بالسل، و تركته هي هناك وذهبت لمعالجة أسنانها في سويسرا-.. فأرسلت لأختك تحكي لها و كأنه حدث سعيد ، فقد وجدت نفسك كبطل قصة تولستوي الذي تركته زوجته و هو مريض و لم تهتم به! هذا هو عشقك للأدب .. عشقت مآساتك لمجرد تشابهها مع نهاية قطعة تولستوي الأدبية التي أحببتها .. -و إن كنت واثقة من حزنك الشديد بداخلك على هذا -..
حتى موتك برغم مرضك الشديد -حيث كانت وقتها زوجتك بجانبك- كان موتاً هادئاً..
مستر أنطون بافلوفيتش تشيخوف... لا أملك سوىَ أن أقول لك شٌكراً.
آه بالمناسبة لقد رأيتك توقع بعض رسائلك ب"الإنسان.. تشيخوف" .. لذا سأستعير توقيع نهاية الرسالة منك،
حسناً فأولا لابد من شكر مجلة الدوحة علي المجهود الثقافي العظيم الذي تفعله في سبيل الارتقاء بالعقل من كافة مناحي الحياة المختلفة والمُتباعدة . فالمجلة أولاً رخيصة الثمن ، فهي ب ثلاث جنيهات فقط، ويكون معها كتاب شيق وممتع في أحيايين كثيرة، بجودة عالية جداً ( متكلفة من الآخر يعني :D (
الكتاب ممتع للغاية فهو لأبو القصة القصيرة ، أنطون تشيكوف ، وهو عبارة عن الرسائل المتبادلة بينه وبين أمه وبينه وبين أخوته وأفراد عائلته وزوجته الممثلة التي كانت تُمثل في العديد من مسرحياته المكتوبة.
ويكمن الأمتاع في الرسائل التي في البداية في كونها أقرب ما يكون إلي أدب الرحلات، فهو فيها يتحدث عن أسفاره العديدة، ومايلاقيه في هذه الأسفار ، وبعض من طبائع العديدين ممكن يسافرون معه، أو يلقاهم في القري والمُدن التي يمر بها .
ولم تظهر النزعة الثقافية والأدبية إلا عندما تحدث في الرسائل إلي أخوته سواء أكان الرسام، أو الظابط الذي كانت يكتب في مجلة للأطفال .
وقراءة الرسائل عامة فيها مُتعة جميلة، فمعها تتخيل كم المعاناة التي كانت موجودة حتي تصل الرسالة لصاحبها، وكم الفرح والنشوة التي يكون بها حتي تبلغه ويقرأ ما فيها من ألق وفرح . أما الآن فكبسة الزر غنت واستغنت .. !!
بمجرد أن بدأت بقراءة تلك الرسائل غلب علي شعور شبه مؤكد بأن هؤلاء الكتاب العظماء و هذا الأدب الجميل لم ولن يتكرر ليس بسبب موهبتهم مثلاً أو عبقريتهم أو قدرتهم الأدبية ولكن بسبب أسلوب حياتهم الذي دفعهم دفعاً نحو الكتاب في جُل أيام حياتهم فها هو أنطون يكتب لجميع أفراد عائلته أمه و أخته و أخوانه وعمه و زوجته ...يكتب كل يوم في رحلاته وأسفاره ومرضه ..فما من وسيلة أخرى للتواصل مع أهله سوى الرسائل فيسهب في وصف مشاعره والأماكن و جمالها والطعام و الروائح والأشكال هذا كله ساهم في تشكيل ذلك الكاتب الفذ و ساهم في صنع عملاق القصص القصيرة و الذي على قدر ما يبدو لنا من شغف وحب للتأليف في قصصه الرائعة إلا أنه صّح في رسائله على توقه لكسب مبلغ كبير من المال يغنيه عن الكتابة ويجعله يعتزل في بيت ريفي هادئ رسائل لطيفة بها الكثير من المشاعر واستمتعت بقراءتها جداً
:في تاريخ 19 أغسطس من سنة 1904, كتبت أولغا لأنطون تشيخوف بعد وفاته واحدة من أعظم الرسائل اللي قرأتها
اليوم، ذهبت إلى موسكو وزرت قبرك... كم هو رائع، لو تعلم! فبعد َ الجفاف المنتشر في الجنوب، كل شيء هنا مورق ومثمر، وعِبق للغاية، وفواح للغاية، تفوح رائحة الأرض والعشب الطازج، والأشجار ذلك الحفيف الناعم. لا أستطيع أن أصدق أنك لست بين الأحياء! أنا في حاجة ماسة للكتابة إليك، لأخبرك بكل شيء مررت به منذ احتضارك وتلك اللحظة التي توقف عندها قلبك عن الخفقان، قلبك المسكين والمريض والواهن جدا
قرأت النصف الثاني من الكتاب على أنغام موسيقى الجاز وكانت نهاية رومانسية موسيقية عظيمة !أدب الرسائل هو الأدب الأصدق والأفضل عندي
باختصار الكتاب من وجهة نظري عبارة عن جولة سياحية عشتها مع تشسخوف... و الرسالة الاخيرة من أولجا إليه بعد وفاته أحزنتني كثيراً و جعلتني أشتاق لكل غائب عن الدنيا لدرجة أني تمنيت لو أن هناك أحد يرثيني بمثل تلك الرسالة عند موتي ... فعلا الرسائل مميزة للغاية و جعلتي أندم على أني لم أقرأها سابقا عندما اقتنيت مجلة الدوحة و كانت ملحقا بها ...