In the decades leading up to the Arab Spring in 2011, when Hosni Mubarak's authoritarian regime was swept from power in Egypt, Muslim women took a leading role in developing a robust Islamist presence in the country's public sphere. Soft Force examines the writings and activism of these women--including scholars, preachers, journalists, critics, actors, and public intellectuals--who envisioned an Islamic awakening in which women's rights and the family, equality, and emancipation were at the center.
Challenging Western conceptions of Muslim women as being oppressed by Islam, Ellen McLarney shows how women used "soft force"--a women's jihad characterized by nonviolent protest--to oppose secular dictatorship and articulate a public sphere that was both Islamic and democratic. McLarney draws on memoirs, political essays, sermons, newspaper articles, and other writings to explore how these women imagined the home and the family as sites of the free practice of religion in a climate where Islamists were under siege by the secular state. While they seem to reinforce women's traditional roles in a male-dominated society, these Islamist writers also reoriented Islamist politics in domains coded as feminine, putting women at the very forefront in imagining an Islamic polity.
Bold and insightful, "Soft Force" transforms our understanding of women's rights, women's liberation, and women's equality in Egypt's Islamic revival.
تتتبَّع دراسة إلين ماكلارني " القوة الناعمة: المرأة في الصحوة الإسلامية في مصر" كتابات مختارة لكاتبات معظمهن من النساء اللاتي يتحدين التصورات الشائعة عن المرأة المسلمة المضطهدة من خلال خلق وصياغة أفكارهن الخاصة حول التحرر والمساواة. مع البقاء في الداخل والاعتماد بشكل كامل على ما يعتبرونه قيمًا وأساليب حياة إسلامية حقيقية. وفي قلب هؤلاء الكاتبات المثيرات للتفكير تكمن بشكل خاص فكرة الأسرة ودور الأمومة والإنجاب. هذه أصوات نسائية خلال الصحوة الإسلامية في مصر، الصحوة الإسلامية، وهي فترة بدأت في السبعينيات واستمرت حتى ثورة عام ٢٠١١م كما تقول المؤلفة.
فرضية الكتاب أنَّ المرأة المسلمة كان ومازال لها دور رئيس في مكافحة الطغيان ( الاستبداد السياسي) ومن ثم عملت ماكلارني على دراسة ثلاثة محاور، [محور تحرير المرأة في الإسلام]، و[محور الجندرية]، و[محور سياسات الأسرة المسلمة]، ففي المحور الأول تكلمت عن " بنت الشاطئ" و " قاسم أمين"، أما في المحور الثاني تكلمت عن تصور نعمت صدقي للأمومة، وفي المحور الثالث تكلمت عن هبه رؤوف عزت وسياسة الأسرة المسلمة. رصدت ماكلارني أمورًا متعلقة بعمل المرأة كما عند إيمان مصطفى. بشكل عام الكتاب يتكلم عن نساء مصريات قدَّمن دورًا حيويًا في عملية الإحياء، عبر الكتب والمحاضرات والرسائل العلمية، لكن المثير هنا هو ملاحظة أنَّ ذلك الدور الإحيائي تم في أفق حداثي، وبالتالي فكرة " الأثر" و " المؤثر" و " سلطة الثقافة الغالبة" هي أشياء ليس لها محل هنا في الكتاب عند تقييم مواقف الكاتبات، فقط ما يهم ماكلارني هنا هو كيف أنَّ هؤلاء الكاتبات اللاتي ينتمين إلى " الصحوة الإسلامية النسائية المصرية" قد أنتجن أدبيات تنص على أهمية " الأسرة المسلمة" ودورها في مقاومة الطغيان السياسي.
ترى ماكلارني أنَّ هؤلاء الكاتبات لم يردن تحريرًا للمرأة على غرار الدعوات الأوروبية، لكنهن يبحثن عما يمكن أن نطلق عليه " حداثة إسلامية"، أفق حداثي عام يتم فيه قراءة المنتج التراثي المتعلّق بالمرأة، وتحت هذا السقف يمكن مراجعة أقوال الفقهاء فيما يخص المرأة بأنها ذوقية أو ذكورية، وأنه يجب إعادة فهم دور المرأة من النصوص مباشرة، في هذه القفزة المباشرة -بطبيعة الحال- لا تأمن من الشطط أو اللبرلة الخفية أو سلطة الثقافة الغالبة، إننا نتكلم هنا عن أدبيات إحيائية قدَّمت تفسيرات " عصرانية" للإسلام، وهنا ستظهر أسماء " محمد عبده" و " الأفغاني" و " محمد عمارة" و " محمد الغزالي" و " الكواكبي" وغيرهم ممن تأثروا بالمعطى الحداثي، كأعمال ملهمة لتلك الكتابات.
في كتابات " بنت الشاطئ" حاولت تحرير المرأة من قلب التراث، ماكلارني ترى أنَّ تلك الكتابات تنطلق من أفق حضاري إسلامي، دون الالتفات لفكرة {أوربة} التراث أو تحديث التراث، عائشة عبد الرحمن تتكلم هنا عن المساواة بالرجل التي لا تتحقق إلا عبر الفطرة، المساواة التي تلغي الفوارق البيولوجية كما تقول ماكلارني، لكن تبدو الإشكالية هنا في المعطى النسوي الخفي للمساواة، وهل هو معنى شرعي أم لا هكذا في المطلق، فمن أين استلهمت عائشة فكرة المساواة بين الرجل والمرأة ابتداءً، لاشك أنه استلهام ليس من قلب التراث بهذا المعنى الحداثي لكلمة " المساواة".
يمكن أن نرى- كما ترى ماكلارني- أنَّ عائشة عبد الرحمن رفضت الفكر الغربي العلماني حول المرأة، ولكنها من ناحية أخرى استلهمت من النسوية، النسوية ذاتها تهاجم العلمانية وعصر التنوير وفلاسفته في موقفهم من المرأة، سؤال المنبع هو الأساس هنا، منبع الاستمداد، الغريب أنَّ ماكلارني ترى أنَّ " محمد جلال كشك" و " محمد عمارة" أكّدا على الطبيعة الليبرالية للقانون والأسرة، هذا شطط بكل تأكيد في الكتاب، أين أكدا على ذلك؟! كشك هاجم الدعارة المستنيرة ( زينب البكرية) في " ودخلت الخيل الأزهر"، وهاجم قاسم أمين في " جهالات عصر التنوير"، وعمارة لم ينتحل فكرة مدنية القانون، وموقفه من علي عبد الرازق معروف، عصرانية عمارة بالأساس لا تجعل منه بالنهاية صاحب رؤية ليبرالية للقانون والأسرة .
أما " إيمان مصطفى" الصحفية التي كتبت " إمبراطورية النساء العاملات" تكلمت عن أكاذيب تحرير المرأة العاملة، كتابها وصفته " إلين ماكلارني" بأنه يدعو للإنصات لصوت الفطرة، هي ربطت السياق النيوليبرالي المصاحب لانفتاح السوق في عهد السادات بالتأثير المدمر على الأسرة المصرية، خصوصًا اتفاقيات صندوق النقد الدولي التي تورّطت فيها الحكومة المصرية، من الجيد هنا أنَّ " إيمان مصطفى" و " هبه رؤوف عزت" و " نعمت صدقي" كانت أعينهن على الأسرة المصرية، ولكنهن وقفن في المنتصف، فلا هن إلى الرؤية الكلاسيكية الفقهية ولا هن إلى الرؤية العلمانية الكاسحة، نعمت صدقي مثلًا تكلمت عن جسد المرأة الذي هو محلًا للجهاد أكثر منه محلًا للعورة، مثل هذه التقابلات، تحمل معنًا ضمنيًا نقديًا للرؤية الفقهية التقليدية، وفي نفس الوقت تُعطيك انطباعًا إلى أي مدى تم عصرنة تلك الأفكار تحت الواقع الحداثي المعاصر.
أكملت الدكتورة "هبه رؤوف عزت" تلك المسيرة، وفي غالب الكتابات الغربية عامة التي تكلمت عن هبه رؤوف وضعتها في خانة " النسوية الإسلامية"، هنا تبدو ملحوظة مهمة أن ماكلارني أرجعت بذور التأثر عند هبه رؤوف بالإصلاحيين وموقفهم من المرأة، دون أن ترُجع ذلك أو تقرأه ضمن الإطار الأوسع الكبير الذي استمد منه الكل، النسوية نفسها وفلسفتها ونظرياتها المتعددة، فهو إصلاح ليس نابع من قلب التراث ابتداءً، وإن استعملت نصوصه، رؤوف لا تختلف عن العصرانيين في موقفهم من المرأة حقوقيًا وسياسيًا، الإطار الليبرالي العام الذي رأت ماكلارني أنَّ هبه رؤوف وظفته ضمن السياق الاسلامي بأدوات ومفاهيم علمانية بالأساس.
عملت ماكلارني-في الفصل السادس من كتابها- مسحًا شاملًا لكتاب هبه رؤوف " المرأة والعمل السياسي" ، رصدت كيف أنَّها جمعت بين الطبيعة الديمقراطية في الأسرة وفي النظام السياسي الإسلام، في السياسية هناك " عقد اجتماعي" وجعلت رؤوف في الأسرة هناك " عقد جنسي" بموجب هذا العقد الجنسي تخضع المرأة لفطرة الرجل في القوامة، لكن دور المرأة لا يتوقف هنا، فكما تطرح رؤوف يمكن لها أن تعمل في مقاومة الاستبداد ضمن المجال الخاص بها ( الأسرة)، وتبدأ هبه رؤوف في صياغة نظرية ليبرالية تجمع بين الإسلام والديمقراطية لمقاومة استبداد الدولة القومية العلمانية .
تم التركيز في أدبيات الصحوة النسائية -كما تسميها ماكلارني- على دواخل النفس الإنسانية، "نعمت صدقي" التي تكلمت عن دور الحواس في علاقة الإنسان بالله تعالى وبفهم القرآن، وكانت تعقد مقارنات بين الكون والنفس، وبطبيعة الحال ثارت على ما عدَّته التدين التقليدي الذي يُلغي دور العقل، نفس المأزق العبدوي " محمد عبده" في القرن التاسع عشر. وفي إطار إحياء الذات الداخلية تكلمت ماكلارني عن قصص الحجاب التي راجب في السبعينيات، والفنانات التائبات، والكاتبات اللاتي انتقلن من المعسكر الاشتراكي إلى المعسكر الإسلامي مثل صافيناز كاظم. وتعد ماكلارني أنَّ "قصص الحجاب" كانت من أهم دعائم الصحوة الإسلامية في مصر، بوصف الحجاب كان النتيجة النهائية لصراع الظاهر والباطن.
إن إحياء الكتابات النسائية في الإطار الإسلامي هو كما يبدو ظاهرًا من طرح ماكلارني، هو إحياء في الإطار الحداثي بمفاهيم تراثية حينًا ممزوجة بأخرى حداثية ( مثل أسلمة الديمقراطية)، هذا الإحياء الحداثي- الإسلاموي إن جازت الصياغة تعددت مداخله، ما بين " الأسرة" كوحدة سياسية للأمة كما عند هبه رؤوف، أو " جسد المرأة" كما عند نعمت صدقي، و " المدخل القصصي " كما عند صافيناز كاظم، و " المدخل التنموي المقارن" كما عند إيمان مصطفى، تؤكد ماكلارني أنَّ كلهن استخدمن المفردات والمداخل الليبرالية الحديثة دون الوقوع في الرؤية الغربية، لكن ما لم تلتفت إليه ماكلارني هو كيف ساهمت تلك المفردات في البعد أو القرب من المفاهيم الإسلامية الكلاسيكية ذاتها، ربما لا يهم ماكلارني ذلك كما يهمني أنا كقارئ مسلم، ماكلارني تهتم في المقام الأول برصد " حالة" و " حراك" فكري مختلف عن الخطاب السائد فيما يتعلق بالمرأة، خطاب قادته هؤلاء النساء عبر كتاباتهن، حول المرأة و العمل السياسي والأمومة والتنمية والعمل والحجاب وغير ذلك. لم أتحمس كثيرًا في الواقع لهذا الكتاب، وإن كان به جانب إفادة بلاشك في الاطلاع على الأفكار، وكيف صيغت، لمعرفة مآلاتها وما وصلت إليه اليوم .
الكتاب لم يترجم إلى الآن، ويقع في (٣١٥) صفحة، وكان قد صدر عام (٢٠١٥)، من إصدارات مطبعة جامعة برينستون.