أثارت حركة النِّزَاريَّة الكثيرَ من الموج الهادر في بحر التاريخ، واشتبكت على مدارِ فتراتٍ تاريخيَّةٍ مختلفة مع حُكَّامٍ من المسلمين والصليبيِّين بأفكارٍ متباينة؛ الأمر الذي ضمن لها سُمعةً واسعةً وشهرةً عالميَّة، سَرْعانَ ما تولَّد عنها مجموعةٌ من الأساطير التي اختلطت بوقائع التاريخ وغيَّبتها في بعض الأحيان، فظهرت أسطورةُ “الحشَّاشِين” التي دخلت في الثقافة الشعبيَّة العالميَّة؛ ما تجلَّى في عددٍ من الأعمال الروائيَّة والدراميَّة التي تنهلُ من أساطير الجماعة الفريدة في تاريخ المسلمين.
في هذا الكتاب نحاولُ أن نسردَ وقائع التاريخ وتفهُّمها في إطار سياقها الاجتماعي والسياسي والفكري، ونناقشُ الأساطيرَ التي غزلها الزمانُ حول هذه الحركة التي أسَّسها الحسن الصَّبَاح؛ تلك الشخصية المَهِيبَة، ونحاولُ أن نُرجعَ هذه الأساطير إلى أصلها التاريخيّ بعد معرفة ظروف تكوُّنها، في محاولةٍ لتقديم سرديَّة تاريخيَّة متماسكة عن جماعة الإسماعيليَّة النِّزَاريَّة التي ظهرتْ في قلبِ الماضي واستمرتْ تراوغُ بين تَقلُّبات العصور، حتى قفزَتْ إلى مسرحِ الحاضر
وسط أسوار القاهرة التاريخية و على تخوم قلاع الشام و فارس يأخذنا الباحث و المؤرخ حسن حافظ في جولة تستحق ان تحتشد لها بقلبك وعقلك … بعين خبيرة لا تفوّت لقطة و أسلوب يمضي متوسطاً بين البحث التاريخي و الحكاية …نستعيد نشأة (دعوة السر ّ) او الباطنية في تاريخنا الإسلامي … في الكتاب جهد كبير و بحث دؤوب وسط مراجع هذه الفترة المتقلبة ووثائق الدولة الفاطمية …فترة من أشد الفترات اضطراباً في تاريخنا …فترة شهدت لاعبين متعددين من نزارية (ألموت) و مستعلية (القاهرة ) و سلاجقة (العراق) و فرنجة (الشام ) …والمغول القادمون مثل عاصفة تطيح بالجميع …خليفة عباسي ضعيف و آخر فاطمي غامض و فرسان يسيطرون على الخلفاء …
الربط بين الماضي و الحاضر هو أحد أركان الجمال في هذا الكتاب ….لاشيء يموت في القاهرة …ولا شىء يختفي الا ليظهر بعد مدة تطول او تقصر …النزارية الذين خرجوا متخفين منذ الف عام …عاد احفادهم (اغاخان ) لينشأوا حديقة الأزهر في وسط القاهرة و يدفن على نيل أسوان …
و الطيبية الذين خرج جدهم رضيعاً في (قفة ) من القصر و هربوا الى اليمن عادوا ليكونوا البهرة في عهد عبد الناصر و ليجددوا الجامع الأنور (الحاكم ) في عهد السادات ثم ليعيدوا تطوير مساجد ال البيت في القاهرة القديمة ..
لا شىء يموت في القاهرة و اذا مررت يوماً داخل مدينة الألف عام فلربما رأيت في التفاتة خاطفة حفيداً للحاكم او الحسن النزاري (على ذكره السلام) .
كتاب حقيقي جميل ومهم جداً لكل اللي عايز يبعد عن الصورة السطحية عن الحشاشين "النزارية" اللي عندنا من الروايات والافلام والالعاب، وبيفسر طرق الانقسام اللي حصلت بين المذاهب بحيث تعرف الفرق بين النزارية والمستعلية وطائفة البهرة وغيرهم ومن صفحة 180 لحد 190 مليانين معلومات مهمة جداً وتصحيح لفكرة منتشرة عن الطائفة دي.