كتاب يتناول سيرة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، بدايةً من ولادته و اسلامه و حتى وفاته . و مواقفه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لابد من الإعتراف بأنني كلما ازددتُ علماً تيقنتُ بجهلي ، كيف لي أن أظن بأن أبي بكر الصديق أطُلِق عليه العتيق لما كان ينفق من ماله لعتق العبيد المستضعفين من المسلمين في بداية دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ، وحقيقة الأمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له " أنت عتيقُ الله من النار " فسُمي عتيقاً... أول الرجال إسلاماً ، أكملهم إيماناً ، أكثرهم إنفاقاً ، أعظمهم جهاداً ، وأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.... ولن أستطيع أن أحصي حسن مناقبه وعظيم فضائله وكمال مواقفه ولكن دعونا نتوقف عند لمحات خاطفة آسرة لن تفلتك.. تسمع الصديق صباح الإسراء والمعراج يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم إن قال فقد صدق فإني أصدقه في أبعد من ذلك ، في خبر السماء في غدوةٍ أو روحةٍ...، تراه يصلي في مسجد في فناء بيته لا يخشى إلا الله ، وتلهث أنفاسك وهو يسارع مكتنفاً النبي صلى الله عليه وسلم ويعلنها بشجاعة لا مثيل لها أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله.... ثاني اثنين منذ تجهيز الراحلتين ، ودموعه تتساقط فرحاً بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة إلى المدينة ، ترى أثر قدميه تتقدم ليستبرأ مواضع غار ثور قبل أن يدخله النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يحزن لحاله عندما رأي المشركين عند الغار ولو نظروا تحت أقدامهم لرأوهما ، ويرد رسول الله يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ، فرأيت وشاح السكينة يلقى عليهما من الله تبارك وتعالى... وحال قلبي لو تعلم يا أبو بكر وهو يختلج كلما التفت انت على راحلتك مخافة أن يدرككما الطالب من قريش وما تخف إلا على النبي الكريم ، وما أن يسألك أحدهم في طريقكما للمدينة فتقول رجل يهديني السبيل ، وأنا أردد صدقت ولم يهديك وحدك بل هدى وبشرى ورحمة للعالمين... وتغزوني ابتسامتي وهو يظلل بردائه على النبي صلى الله عليه وسلم عند قدوم قباء ليعرفه الأنصار ، ويتساقط دمعي وهو يوم بدر في العريش ورسول الله يناشد ربه وكلما سقط الرداء عن منكبيه يلتزمه الصديق و يقول حسبك يا رسول الله ألححت على ربك فإنه سينجز لك ما وعدك ، وهو من قال للنبي في اسرى بدر هم بنو العم والعشيرة تراه في خلافته بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد شارد الدين بعد ذهابه ويرجع الحق إلى نصابه... والله إن لقلب الصديق على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء...ولنأخذ عن عمر بن الخطاب ما قال " كان أبو بكر أحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان خَيْرنَا وَسَيّدَنَا ".... نسألك اللهم ان تغفر لنا ولأخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا وارزقنا صحبة نبينا صلى الله عليه وسلم وصحبتهم في جنات النعيم إنك ولي ذلك وعلى ما تشاء قدير....آمييين
رضي الله عن أبي بكر الصديق وأرضاه، كان ثاني اثنين إذ هما في الغار، وثاني اثنين في العريش ، وثاني اثنين في القبر كما ذكر ابن عباس رضي الله عنه. الكاتب الدكتور موسى العازمي أبدع بجمع هذه السيرة. وتعتبر الأقل بين سيرة الخلفاء الراشدين عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين. يميز الدكتور العازمي حرصه على نقل الصحيح من الآثار والدقة في نقل الأخبار ، وتنبيهه عن الضعيف من الأحاديث. فجزاه الله عنّا خير الجزاء
هذا الكِتاب هُوَ الأوّل فِي سلسلة الخُلفاءِ الرّاشدين لموسى العازمي جزاه الله خيرَ الجزاء.
يتحدّثُ فِيه عنْ حُلو الشّمائل سيدنا وخليفةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم العتيقُ الصّديق أبو بكر! وإنّهُ اسمٌ تهتزّ القلوبُ عِندَ سماعهِ وتخشعُ إذ هو خيرُ أهلِ الأرضِ بعدَ الأنبياء، وخيرُ أبناءِ الإسلام. الرجلُ الجليل الذي واسى الرّسول صلى الله عليه وسلم بنفسهِ ومالهِ وولدهِ وصدّقه إِذْ كذّبهُ النّاس فَاسْتحقّ عن جدارةٍ أن يغضبَ الرسول صلى الله عليه وسلم لأجله مكررًا بينَ أصحابهِ ثلاثًا "هلْ أنتم تارِكُوا لي صاحبي!"
عاشَ خليفة رسول الله سَبعةُ وثلاثونَ سنةٍ قَبْلَ الإسلام لمْ يَرد ذكرُ أيّ لمحةٍ عنها فِي الكِتاب الأمر الذي اعتبرتهُ مأخذًا عليه؛ فتلكَ السنين مهمةُ في معرفةِ نشأةِ الصّديقِ وشبابهِ وطرائق تكوين شخصيّته الفريدة وأثر صُحبةِ الرّسول على تَركيبتها، وهِي مكارمٌ أمتدت مع الصّديق بعد إسلامهِ، فتراهُ رجلٌ دعوي يسارعُ إلى دعوة النّاس إلى الإسلام بعد فترةٍ قصيرة من إسلامه هو! وشخصيّة شجاعةٌ جسورة لا تخشى الهجرةَ ما دامَ يحملِ الإيمان في قلبه. ورجلٌ أسيفٍ لا يملك دمعه إِذ همّ بقراءة القرآن، أراني أنظر لنساء مكةَ وأطفالها يتقصّفون قرب داره يصخون سمعَ قلوبهم لتلاوته.
وهو مَنْ هُو في تاريخ الإسلام حيثُ رَوى الإمامُ أحمد في فضائل الصحابة بسندٍ صحيح عنْ وكيع بن الجَرّاح: "لَوْلا أبُو بَكْرِ الصِّدِّيقِ - رِضِي الله عَنْهُ- ذَهَبَ الإسْلَامُ".
وهَذا ما يثبِتُهُ حضورهُ الدّائم في صورةِ التّاريخ الإسلامي بوجهٍ عام والسّيرة النّبوية الشّريفة بوجهٍ خاص. فَهو الذّي بدأ سيرتَه في الإسلام بعتقِ الرّقاب، وإعانةِ الرّسول صلى الله عليه وسلم وصحبَتهُ فِي الهجرةِ، إلى ثَباتهِ في حِمى الوغى حينَ هربَ النّاسُ، وثباتهُ يومَ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهُنا سأتوقّف قليلًا للحديثِ عنْ هذا الصّبر الكبير من صاحبِ هذا القلب الأسيفِ الرّقيق! حينَ جَزِعَ ابنُ الخطّابِ وهو القوي الشديد، واحتار الصّحابة الفضلاء فِي أمرهم، دخل الصّديق على الرّسول وقبّله وثبّت الصحابةَ وعرّفهم حقيقةَ هذا الدّين الذي يقوم ويدوم بذاته لا برجلٍ بعدَ أنْ أتمّه الله علينا. سبحانَ مَن يجعل أرقّ القلوب أثبتها عند المصائب.
وفِي المجمل الكِتاب يتتبع أخبار الصّديق الصحيحة والحسنة ويبين الروايات الضّعيفة في السند والمتن وهو ما أجلّه في كتبِ موسى العازمي، وإنْ كنتُ مُتلهّفةً لكتابٍ تحليلي لشخصية أبو بكر الصّديق رضي الله عنهُ في سياقها الزّمني وكيفَ نُسقِطُ مكارمهُ في سياقنا التّاريخي.
قد لا يكون في الكتاب نظرة تحليلة ، وأسلوب تعليمي يستنبط الفوائد من تصرفات الصديق ، وويجعل لها تطبيقات في واقعنا هذا ، ولكن الكاتب رائع ؛ لأنه استقصى أخبار الصديق الصحيحة ، أو الحسنه ، ولَم يضع الضعيف إلا في معرض تبين ضعفه ، فلذلك انصح بقراءته ؛ لنعرف مدى تفوق أبي بكر على بقيت الخلق من بعد الأنبياء ، وأنه مظلوم في عصرنا هذا .
مشروع علمي مُمنهج، جامع شامل، لدراسة سيّر الخلفاء الرّاشدين المهديّين، فيه الفوائد والفرائد والعوائد، مع جزالة اللفظ وحسن الأسلوب، والتخريج والترتيب، مع الضبط والشكل المتقن، جمع مادتها وحشد غُررها ونظم دُررها الشيخ الفقيه -الموَّفق بإذن الله- موسى بن راشد العازمي، وبيّن فيها الصحيح والضعيف، الحَسن والمكذوب، الراجح والمرجوح، وما يصحُّ وما لا يصحُّ من أخبار نُجوم الهدى، وليوث العدى، وغيوث النّدى، ووجه الجمع بين الروايات كما ذكر أهل العلم، وأحكام أئمة الأمّة وأقوالهم..
ولعلَّ القصّاصين قد فتحوا علينا بابًا لا يُسد، وأجروا القول على أفعال وأحداث لا تثبت متنًّا ولا سندًا، إذ لا همَّ لهم سوى إثارة الإعجاب وتشويق السامع، فيعمدون إلى المنكر والغريب والمكذوب من المرويات، فلا يصحُّ عن الفاروق إعلانه الهجرة في قريش، ولا استعماله الشفاء بنت عبد الله على السوق، ولا القبطي مع عمرِو بن العاص،.. ولا يصحّ عن ذي النورّين ضربه صحابة النبيّ صلى الله عليه وسلم عمارَ بن ياسر وابن مسعودٍ،.. ولا عن أبي تراب تترّسه بباب خيبر، ولا نزاله مع عمرِو بن عبد ودّ فارس قريش..
ومن هنا شُوّهت سيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي عنهم أجمعين..
وهذه الأسفار النّفيسة والدّرر الكامنة تغني عن غيرها، ولا يغني غيرها عنها، وما وَقعت على نظيرتها، ولا ما يقوم مقامها، فلا يُنصح بتفويتها أبدا، وثمنها مرتفع جدا لكن صدق فيها القائل:
هذا كتاب لطيف من ناحية جمع الأخبار، ثم إن فهرس المصادر الذي رجع إليه المؤلف معجب حقيقي، فهو مقسّم على الأنواع، أي كتب التفسير والحديث والسيرة والتراجم والتاريخ وغيرها، وهذا شيء طيّب ووافٍ وخصيب، ولكن لم أحب في هذا الكتاب أنه مصدّر بكلمة «دراسة محقّقة»، لأني لم أشعر قط من تعليقات المؤلف، جزاه الله خيرًا، أنه هذا الرجل المحقق، وهو ليس، كما علمت بعد ذلك، من رجال الحديث أصحاب الباع مع الأسانيد وتحقيقها، بل هذا شيء ضحل في هذا الكتاب صراحة، وسيجد فيه غيري، مثلما وجدت، تجميعًا طيبًا لمواقف الصدّيق رضي الله عنه، يشوبها أحيانًا تكرار الموقف الواحد بنفس كلماته في كذا موضع، وتكرّر هذا بشكل لافت، وقصدت تجميعي لا تأليفي لأن المؤلف لم يسلك هذه المواقف في أسلوب أو فكر خاص به، بل كان يوردها فحسب كما هي في ترتيب حسن على سمات الصدّيق رضي الله عنه، وإذا جاء موقف بسند ضعيف فإنه يورده كذلك قائلاً: "وجاء بسند ضعيف"، ثم يسرد الموقف كله عادي، وقد يعلّق في اقتضاب شديد على سبب الضعف أو لا يعلّق، وهذا الغالب، ثم إذا أحبّ أن يعلّق على معنى من معاني الموقف أتى بكلام غيره! فكان من الغريب أن أرى في سيرة تسوّق نفسها بأنها «سيرة محققة» كلامًا أدبيًا إنشائيًا (بالمعنى الحسن) للشيخ على الطنطاوي وغيره، معلّقًا على ذلك الموقف أو ذاك من مواقف الصدّيق رضي الله عنه وأرضاه.
الصدّيق، خليفة رسول الله ﷺ جمع المصنف جزاه الله عن الأمة خيرًا كل مايتصل بالصاحب الرفيق لرسول الله ﷺ، اسمه ونسبه ومولده وزوجاته ، إسلامه وخلافته.. وأحداث لم تمر بي مسبقًا إلا من خلال هذا الكتاب يعيبه ايجازه لبعض الأحداث التي يخم القارئ معرفتها في زمن خلافته. اللهم اجز خليفة رسول الله عن الأمة خيرًا
الحمدلله أنهيت اليوم كتاب سيرة العتيق أبو بكر رضي الله عنه كالعادة كتب موسى العازمي عن الصحابة ممتازه وفي كل سطر منها فائدة يوضح لك صحة الحديث ضعيف حسن صحيح الخ وفي هذا الكتاب ذكر سيرة أبو بكر بأكمل وجهه في 243 صفحة فقط أنصح الجميع بقراءة الكتاب لانه غطى سيرة وحياة أبو بكر بشكل كامل وسهل.