الشيخ مصطفى حسن عبد الرازق (حوالي 1304 هـ / 1885م - 24 ربيع الأول 1366 هـ / 15 فبراير 1947م) مفكر وأديب مصري، وعالم بأصول الدين والفقه الإسلامي شغل منصب شيخ الجامع الأزهر الشريف، ويعتبر مجدد للفلسفة الإسلامية في العصر الحديث، وصاحب أول تاريخ لها بالعربية، ومؤسس «المدرسة الفلسفية العربية». تولى الشيخ مصطفى عبد الرازق وزارة الأوقاف ثماني مرات، وكان أول أزهري يتولاها، واختير شيخا للأزهر في ديسمبر 1945م / محرم 1365 هـ.
ولد مصطفى عبد الرازق في أسرة وطنية ثرية في قرية أبو جرج بمحافظة المنيا؛ فكان والده حسن عبد الرازق من مؤسسي جريدة «الجريدة» التي دعت إلى الحكم الدستوري والإصلاح الاجتماعي والتعليم، وكذلك كان والده من مؤسسي «حزب الأمة». حفظ القرآن الكريم، ثم التحق بالأزهر، حيث التقى بالشيخ الإمام محمد عبده، وهناك حصل على شهادة العالمية سنة (1326 هـ / 1908م). ودرّس القضاء الشرعي في الأزهر. ثم استقال.
يقول ابن تيمية فى "درء تعارض العقل و النقل " على لسان الفلاسفة :
"ان الانبياء اخبروا عن الله وعن اليوم الاخر وعن الجنة والنار , بل وعن الملائكة بامور غير مطابقة للأمر فى نفسه,لكنهم خاطبوهم بما يتخيلون و يتوهمون ,ان الله تعالى جسم عظيم وان الابدان تعاد وان لها نعيماً محسوساً وعقاباً محسوساً, وان كان الامر ليس كذلك فى نفس الامر ,لان مصلحة الجمهور ان يخاطبوا بما يتوهمون ويتخيلون ان الامر هكذا, وان كان الامر كذباً فهو كذب لمصلحة الجمهور ,اذ كانت دعوتهم ومصلحتهم لا تمكن الا بهذا الطريق , ان الانبياء قصدوا بهذه الالفاظ ظواهرها , وقصدوا ان يفهم الجمهور منها هذه الظواهر ,وان كانت فى نفس الامر كذباً باطلاً ومخالفةً للحق , فقصدوا افهام الجمهور بالكذب والباطل للمصلحة."
وساكتفي في مراجعتي لهذا الكتاب علي ايراد مقدمة المؤلف .مع التنبيه علي انه لابد ان تكون علي اطلاع علي الفلسفة الاسلامية وعلم اللغة ,قبل المضي فيه <<عالجنا في هذا الكتاب ثلاثة موضوعات يكمل بعضها بعضًا، ويرتبط بعضها ببعض أوثق الارتباط، وهي الدين والوحي والإسلام؛ فأولها بحث في حقيقة الدين على العموم، وثانيها تفسير لظاهرة هامة صاحبت معظم الأديان وتوقفت عليها نشأتها وهي ظاهرة الوحي، وثالثها توضيح للدين القائم على الوحي بمثالٍ عالٍ من أمثلته وهو الإسلام. وقد عرضنا في الموضوع الأول لثلاثة مباحث: أحدها في العلاقة بين العلم والدين، وثانيها في تحديد الدين وبيان أصله في نظر الباحثين من الفرنجة (بداية الاهتمام بهذا البحث وصلة ذلك بتكون علم اللغات، معاني الكلمة الأوروبية الدالة على الدين وأصل مادتها اللاتيني، مذاهب علماء النفس ومذاهب علماء الاجتماع في أصل الدين، مناقشة التعاريف المختلفة للدين، حيرة العلماء في تعريف الدين ودلالتها)، وثالثها في الدين في النظر الإسلامي(أصل مادة الدين ومعانيها اللغوية المختلفة، الدين في لسان القرآن، المعنى الشرعي لكلمة دين، الدين عند الفلاسفة الإسلاميين والفرق بين الدين والفلسفة) وعرضنا في الموضوع الموضوع الثاني لمبحثيؤن احدهما في المعاني المختلفة لكلمة الوحي في اللغة والقران والسنةوثانيهما اهم النظريات في تفسير ظاهرة الوحي {مذاهب المتكلمين ,مذهب الفلسفة الاسلامية, رأي الصوفية ,مذهب ابن خلدون,اراء المسلمين في العصور الحالية }واما الموضوع الثالث فقد عرضنا في قسمه الاول للنظريات المختلفة في العلاقة بين المعني اللغوي والمعني الشرعي لكمة اسلام وبسطنا في قسمه الثاني راينا في هذا الموضوع.
بحث سريع عدد صفحاته أقل من الثمانين، يتحدث فيه المؤلف عن ثلاث موضوعات في ثلاث فصول، هذه الموضوعات هي التي نراها في عنوان الكتاب، الدين والوحي والإسلام. في كل فصل من هذه الفصوليشرح المعني الغربي لكلمصطلحمنها، وكيف اختلفت المعاني باختلاف الشراح،ثم يتحدث عن المعني الإصطلاحي والمعني الشرعي لدي المفكرين والفلاسفة والفقهاء المسلمين. الدين والوحي والإسلام كتاب عن المعاني والمصطلحات فقط، ولم يتطرق إلي أبعد من ذلك، وصغر الحجم لا يتيحأكثر من ذلك.