هذه رواية الخيال الساخر، أو السخرية الخيالية.. تجذب قارئها إلى عوالم غامضة وغير معتادة، ناسفة الحدود بين الحقيقة والوهم، حول شخصية مثيرة للحيرة والارتباك، تجمع كل شيءٍ ونقيضه، فتسقط بينما تسعى إلى الرُّقي والصعود، فتعيش الواقع خيالًا، وتجلب الخيال ليتجسَّد على أرض الواقع! تبدأ القصة بعثور المترجم على مخطوطة نادرة مكتوبة باللغة القبطية، تحكي قصة راهب كان يعيش بين القرنين السادس والسابع الميلاديين، خاض رحلة عجائبية من نوع مصري/قبطي شديد الخصوصية والفرادة، مع بعض همسات وجودية وعبثية، ورغم أن الحماقة ربما تغلب فيها القداسة، فهي قصة تستحق أن تُروى؛ لأن قصص السقوط لا تقل أهمية عن قصص الوصول. ــــــــــــــــــــ مينا عادل جيِّد، كاتب وروائي ولد في صعيد مصر.
مينا عادل جيد كاتب مصري من مواليد المنيا عام 1990. تخرج في كلية الآداب قسم الإعلام بجامعة المنيا، وحصل على دبلوم الدراسات العليا في التنمية الثقافية بجامعة القاهرة. كتب في عديد من الصحف والمجلات والمواقع المصرية، كان آخرها جريدة «الأهرام ويكلي»، وعمل مُعِدًّا لبرامج تلفزيونية، وكتب سيناريوهات لأفلام وثائقية وروائية قصيرة. نال كتابُه «كنت طفلًا قبطيًّا في المنيا»، الصادر عام 2020، جائزة الكتاب الأول في العلوم الإنسانية في دورة 2021 من معرض القاهرة الدولي للكتاب. وصدرت له كتب أخرى: «استحمار كوكب الـFacebook»، و«يوتوبيا السوشيال ميديا»، و«نواحي البطرخانة». يشغل مينا الآن منصب مسؤول الاتصال والإعلام بإحدى منظمات المجتمع المدني.
سقوط أوراق التين رواية للكاتب مينا عادل جيد و العنوان طبعاً جذاب و يشد لأن ورقة التين في الثقافة الدينية ترمز للتستر على العري والخطيئة، فـسقوطها يعني الكشف علي كل الخطايا...
القصة تبدأ بعثور مترجم على مخطوطة نادرة مكتوبة باللغة القبطية، تحكي قصة راهب كان يعيش بين القرنين السادس والسابع الميلاديين وهي مخطوطة كُتبت بعد رحيله بنحو عشرين عامًا من قبل تلميذ له وطبعا المترجم هنا هو الكاتب نفسه و أرفع له القبعة علي البداية المشوقة و المثيرة للأهتمام... بس هل الرواية أو الكتاب استمر علي نفس الوتيرة؟ للأسف الشديد(من وجهة نظري طبعاً) لأ..
الرواية تلقي الضوء علي عالم الرهبنة من خلال سرد قصة الراهب شيشاي الذي قرر الرهبنة و كيف واجه وساوس الشيطان وهو في النهاية انسان له عيوب و أخطاء ونقط ضعف أيضاً...
الرواية مقسمة إلي ٧ كتب كل كتاب فيهم بيتكلم علي الصراعات التي تواجه الراهب ومن هنا تبدأ مشكلتي مع الكتاب... الإسلوب مشدنيش و القصص مش مشوقة دة لو اعتبرنا إنها قصص...اللغة رزينة ومتماسكة ولكن جافة شوية..في خلط بين الحقيقة والخيال لدرجة اني مكنتش فاهمة و ساعات متلخبطة و في نفس الوقت زهقانة🙄
في النهاية العمل فيه عمق فكري واضح ورسالة مهمة عاوز يوصلها الكاتب...إن قصة كل إنسان منَّا، ليست كلها سقوط، ولا كلها قداسة، إنما الكثير منها جهاد في الطريق والبحث عن الحقيقة لكن بالنسبة لي انا وجدته غير مشوق ومش ممتع في قراءته...
مع إن الرواية مكنتش ذوقي، لكن لسه بحب قلم مينا عادل جيد، وهقرأ له تاني أكيد.
كتابات مينا عادل ذات طابع مختلف، هذه ثاني قراءة لي معه بعد كتاب 'نواحي البطرخانة' والكتابان من الأدب المسيحي، ولا أقول قبطي، فالأقباط لغويا هم أهل مصر عموما وليس المسيحيين كما هو العرف الدارج.
الكتاب يقدم قصة الراهب شيشاي وهي قصة أعتقد تخيلية لأني بحثت في حساب مينا على فيسبوك عن صور رحلة فرنسا التي ذكر في المقدمة أنه رفعها وقت رحلته التي ترجم خلالها المخطوطات ولم أجدها كوسيلة لتحديد واقعية العمل.
❞ إن قصص السقوط لا تقل أهميه عن قصص الوصول، وهذه الرواية هي قصة كل إنسان منَّا، ليست كلها سقوط، ولا كلها قداسة، إنما الكثير منها جهاد في الطريق، وبحث عنه، يستحق الاحترام، وبها سقوط يستوجب الشفقة لا الازدراء، سقوط يليق بنا - إن كنَّا حكماء ونفهم كيف نفرز - أن نعرفه ونتجنبه ونستعيذ منه، ونحذر من فخاخ إبليس المنصوبة لبني الإنسان ❝
يأخذنا شيشاي في رحلة لعالم الرهبنة والأديرة في القرن السابع الميلادي، وهو الطريق الذي ابتدعه المصريون، وقرر شيشاي أن يسلكه في البداية لغرض دنيوي ثم انخرط في سكة الرهبانية ولكن بقي في نفسه شيئ من السعي وراء المجد باستعجاله وتحريه لجريان معجزات على يده لتخلد اسمه وسط عالم الرهبان، وتجري الأحداث بوقائع غرائبية ولكن تتضمن جهادا للنفس ووساوس الشيطان الذي يسعى لتلبيس الشر زي الخير وخلط الأوراق لإضلال الناس.
محور القصة هو أن السعي بإخلاص وجد هو الغاية وليس الوصول، فالطريق مليئ بالعثرات والانتكاسات ولا توجد محطة وصول الا بحسن الخاتمة، فالانسان بداخله صراع مستمر بين الخير والشر يبقى مشتعلا طالما فيه الروح.
الواحد بيكون سعيد لمّا يلاقي قلم روائي متمّكن وبيواصل تقديم عالمه وأدواته كل مرة بشكل مختلف، هذه الرواية التي لا أعلم كيف مرت مرور الكرام حتى الآن، تؤكد أن لدى مينا عادل الكثير، بعد أن أغرقنا معه في عوالم مختلفة، سواء بشير الكحلي أو البطرخانة، هذه المرة يقدّم طرحًا ساخرًا عبثيًا لعوالم الرهبان المسيحية، ويجعلك رغم ذلك تتعاطف مع شيشاي ذلك البطل الذي يخوض تجربة رهبنة مغايرة تمامًا للمعتاد، . لنا عودة
" العالم ليس ملكي، ولا أملك فيه شبرا، وللأسف ولا السماء أيضًا."
ما أتعبك يا إنسان، لتختار عليك أن تعلم ولتعلم عليك أن تختار، ووسط هذا عليك أن تحارب التنين.. والراهب شيشاي حارب وسقط وقام وسقط وحارب..كما جميع بني البشر؟
" مسكين الإنسان دونًا عن سائر الخليقة، لم يأخذ قرار وجوده بحرية وهو في ذلك مثل سائر المخلوقات، إلا أن جنسكم التعس - وحده وحده - فرضت عليه حرية في كل ما يفعل وسيسأل عنه، هل هو حر إذن أم محكوم عليه بالحرية؟"
في رواية مينا عادل جيد الجديد يتأكد لي أنه من أفضل الكتاب في كتابة الشخصيات البغيضة،شخصيات تكرها كثيرًا وتحبها في بعض المواقف القليلة والمهم أنك تفهمها، وشيشاي الراهب الذي لا يسمع الآ نفسه وتنينه وندور داخله وداخل حكايته كما (قصص الرهبان)
" ذنبي كبير والخطيئة تُخجلني يا أبي وتُشعرني بأنني أقف عاريًا في مهب ريح أكبر مني. طوبى للإنسان الذي يعرف ضعفه. ومن لا يعرفه ؟ للأسف يكون عبدا للأوجاع والبلايا. وبعد أن يعرفه ؟ إذا عرف ضعفه ضبط نفسه.
واختفى."
والرواية هي ترجمة عن ترجمة عن ترجمة! لذلك يدخل ونرى فيها ملامح الحكايات الشعبية وألف ليلة وليلة وتتقاطع سيرة الراهب شيشاى مع كثير من الحكايات الدينية/ الأسطورية/ الخيالية/ من أول آدم وحواء إلى غولديلوكس والدببة التلاتة لو خدنا قصة الراهب لما دخل (صومعة) الراهب الاخر وكل اكلة ونام مكانة، غير محاكم شياطين قصور عملاقة من اللامكان، والتين الفردوسي وغيرها من خيالات الراهب شيشاي أو هيدرا أو المترجم..
رحلة بحث عن النفس داخل نفس إنسانية، ومحاولة الوصول لمعادلة الصواب من الخطأ الشبه مستحيلة، وكل ده يمكن أن يكون دائر داخل عقل شيشاي دون أن يخرج من قلايته لأن الحرب داخليه دائمًا وأبدًا.
الرواية الثالثة التي أقرءها للكاتب، وصار من كتابي المفضلين ومنتظر أي جديد يكتبه، رواية بشير لها معزة خاصة جدًا عندي لذلك مازالت مفضلتي، لكن رواية سقوط التين رواية جيدة جدًا وتحتاج لأكثر من قراءة لفك كل ما دار فيها من أحداث وغرائب وعجائب مع الراهب شيشاي..
" اختار بسهولة ألا يخرس، وألقى بنفسه في جوف البئر العميقة الفارغة، ومثل يهوذا خسر - في ليلة واحدة - كل أتعاب الماضي"
سيرة متخيَّلة لراهب قبطي عشية الفتح العربي لمصر "سقوط أوراق التين" رواية مينا عادل جيّد تبحث في تاريخ شبه منسي علي عطا يقدم مينا عادل جيِّد في روايته "سقوط أوراق التين" (الدار المصرية اللبنانية) سيرة متخيَّلة لراهبٍ عاش في القرن السابع الميلادي، منسوبة إلى تلميذ له، كتبها بالقبطية، وتولى ترجمتها إلى العربية "بتصرف" كاتب افتراضي. في رواية "سقوط أوراق التين" يرى الكاتب الإفتراضي في هذه السيرة "مسودة رواية جاهزة للنشر حتى قبل ظهور فن الرواية في أوروبا"، ولم تخل تلك "الترجمة" من إسقاطات على الحاضر، خصوصاً في ما يتعلق بـ "طوفان الأقصى" وتبعاته، المتصلة منذ 7 أكتوبر / تشرين الأول 2023 وحتى الآن، وإن جاءت على نحو بدا مقحماً، على نسيج مشغول أساساً بمفهوم الرهبنة الذي صدَّرته مصر إلى العالم المسيحي. الرواية، التي عثر عليها "مترجمُها" مصادفة، هي عبارة عن سبع مخطوطات، كانت مخبأة في بيت قديم في إحدى قرى صعيد مصر، وترجع وفق "كاتبها" الراهب إسطفان السمنودي إلى "شهر برمودا من سنة 641 من ميلاد مُخلِصنا يسوع المسيح". القرية وفقاً لتلك المخطوطات كان اسمها أنتينوبوليس (مدينة أنتوني)، في زمن هيمنة الرومان، وهي بحسب "المترجم"؛ "قرية الشيخ عبادة، جنوب محافظة المنيا حالياً". ويلاحظ أن هذا التاريخ هو نفسه تاريخ الفتح العربي لمصر، الذي مهد لتحولها إلى دولة إسلامية، وفي هذا دلالة لا تخفى على أننا بصدد حقبة وجد فيها الأقباط أنفسهم أمام مفترق طرق يحتم عليهم التوثيق لديانتهم وقديسيهم، فتتالت كتاباتهم المؤرخة لأحوالهم ولأحوال بلدهم بصفة عامة، وهو ما ظهر لاحقاً في كتابات مؤرخين مسيحيين باللغة العربية، منهم يوجنا النقيوسي وساويرس بن المقفع، على سبيل المثال. . جذور الرهبنة تُستَهل الرواية بالاقتباس التالي من سِفر التكوين: "فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان. فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر"، وهو يرتبط على نحو واضح بعنوان العمل، الذي يرمز لحيرة الإنسان حتى ولو كان متديناً، إزاء كينونته، المجبولة على الوقوع في الخطأ، والسعي في الوقت ذاته على تجنبه ما أمكن. ويلي ذلك اقتباس آخر من كتاب "بستان الرهبان: "قال القديس أنطونيوس: يجيء زمان يُجَن فيه جميع الناس، وإذا أبصروا واحداً لم يُجَن يذيعون عنه بأنه مجنون لأنه لا يشبههم". وهذا الكتاب هو "التاريخ اللوسي لبالاديوس ويعرف بفردوس الآباء، ويعتبر من عيون أدبيات آباء الصحراء في الحقبة الخاصة بنشوء الرهبنة في مصر. وهو - أي ذلك الاقتباس – يتسق كذلك مع ما تؤكده رواية جيد فيما يخص وعورة درب الرهبنة، مقارنة بالدروب الآمنة نسبياً الت يحيا في ظلها عموم الناس. أما القديس أنطونيوس أو أنتوني (251-356م) فهو من مبتدعي الرهبنة الأوائل، وكان أول من ترك العالم وعاش في الصحراء كراهبٍ، وصار له تدريجياً أتباعٌ عاشوا كنُساكٍ على مقربة منه، منهم بولا، الذي نظر إليه أنطونيوس نفسه باعتباره "نموذجاً مثالياً للراهب الناسك". وووفقا لويكيبيديا، فإنه بانتشار الرهبنة من قِبل الناسكين المقيمين في صحاري مصر، إلى فلسطين وسوريا، وإلى داخل آسيا الصغرى وما بعدها، "سُجلت الأقوال والأفعال الخاصة بآباء الصحراء وعُممت، بدايةً بين أقرانهم الرهبان وبعدها بين العامة أيضاً". . كسر الإيهام وسبقت أحداث "الرواية"، "كلمة المترجم"، بتوقيع مينا عادل جيد نفسه، وبتاريخ 30 يونيو / حزيران 2024، وفيها توضيح لملابسات العثور على المخطوطات السبع والشروع في ترجمتها من القبطية إلى العربية. ومنها سيعرف القارئ أن "المترجم" هذا يعمل في مؤسسة تنموية عريقة، يتمحور نشاطها في قرى "منسية" في صعيد مصر. وإلى جانب عمله هذا، فإنه مولع بالعمل على "حفظ جزء من ثقافة أصيلة وخلابة من الاندثار"، عبر تصوير أبواب البيوت القديمة، ويقرأ من خلال الباب "الزمن وجانباً من تصوراتهم (يقصد مَن سكنوا تلك البيوت) عن أنفسهم، ومجتمعهم، وعن الكون وخالقه" ص 8. وهو أيضاً "روائي". أما البيت الذي خبئت فيه المخطوطات السبع، فيقع في قرية تابعة لمحافظة المنيا؛ "كل سكانها مسلمون، وليس بها بيت واحد للأقباط". لاحظ صاحبنا أن باب البيت كان عتيقاً، ويبدو وكأنه كان في الأصل باب دير، أو "كأنه مصنوع من الزمن". همَّ بتصويره، عندما خرجت من البيت امرأة في نحو السبعين من عمرها، ودعته إلى الدخول، فلبى الدعوة متوجساً. كان ذلك يوم الثلاثاء 17 أكتوبر 2023. العحوز أرادت أن يساعدها في التعرف على ما في هذه الأوراق، لتفهم لماذا دفنها أبوها في الحائط، فوعدها بأن يفعل وطلب منها أن تمهله بعض الوقت. وبعدما فحص تلك الأوراق، مستعيناً بإلمامه باللغة القبطية، وجد أنها سيرة راهب عاش بين القرنين السادس والسابع الميلاديين، كُتِبت بعد رحيله بنحو عشرين عاماً من قِبل تلميذ له؛ "رحلة عجائبية من نوع مصري / قبطي، شديد الخصوصية والفرادة، مع بعض همسات وجودية وعبثية" ص 13. بعد عثوره على هذا الكنز، اضطر صاحبنا للسفر إلى باريس في مهمة عمل تستغرق ثلاثة أشهر، فانتهز تلك الفرصة ليشرع في ترجمة المخطوطات السبع، "وفي أثناء ذلك كنت أتواصل بشكل شبه يومي مع الفرير روجيه إكزافيه، العلَّامة في القبطيات. أجاب عن جميع استفساراتي الخاصة بالترجمة بكل اهتمام وتعاون ومحبة وتشجيع. لولاه ما خرجت تلك المخطوطات للنور أبداً بالشكل الذيهي عليه الآن". وبهذه "الكلمة" التي جاءت في 12 صفحة، نجح مينا عادل جيد في إسباغ طابع واقعي على سرديته، فكسر الإيهام، بلغة المسرح. . النموذج الضد تقدم رواية مينا عادل جيد نموذجاً غير مثالي، إذا جاز التعبير، لشخص قرر الرهبنة ومارسها لنحو خمسين عاماً، من دون أن يصل إلى مبتغاه وهو بلوغ الفردوس حياً. وهو مبتغى لا علاقة له بحقيقة الإيمان المسيحي الذي يقر بأنه لا سبيل لبلوغ الفردوس والتنعم به إلا بعد الموت. فسيرة "الأب شيشاي"، فهي بحسب تمهيد كاتبها، "لا تستحق التدوين في القراطيس؛ لأن الحماقة فيها ربما تغلب القداسة مع الأسف" ص 21. غير أن الراهب "هدرا إسطفان السمنودي"، وجد" بعد تأمل السنين، "أننا لدينا العديد من سير الرهبان الأوائل في برية مصر، المجاهدين، القديسيت، الحكماء الأبرار، الذين ينعمون بالفردوس الآن وإلى أبد الآبدين آمين، غير أننا ليس لدينا بيان لأولئك الذين جاهدوا، وحاولوا، إلا أن الشيطان أسقطهم مع الأسف، أو وصل لنا خبرهم بأشد اختصار يشوبه خجل وكأنها سير لا تستحق أن تدوَّن". نشر في إندبندنت عربية يوم السبت 22 مارس
لو ان هذه الرواية مترجمة من مخطوطة كتبت في القرن السابع فعلا فهي قد سبقت كل الحضارات في تقديم رواية متكاملة العناصر. هذا النوع من الكتابات المليء بالغيبيات و تمتزج فيه الحقيقة بالخيال لرحلة راهب قضى عمره في محاربة الشيطان و لم ينجح في حربه لطباعه الإنسانية التي تجره الي الجحيم. احسست بالملل في بعض الأجزاء لاني لا افضل هذا النوع من الكتب.
رواية عجيبة جدا من نوع اخر حيث أنه كما فهمت من المقدمة فإنها كتبت في القرن السابع الميلادي و الكاتب قام بترجمتها اي لكن هل وصلت الحرفة في الكتابة في ذلك الوقت لهذه الدرجة من إتقان الأحداث و الشخصيات و التقلبات من حال الي حال . رواية جميلة ممتعة رمزية جدا لشخص بسيط مندفع شهواني احمق في بعض الأحيان لكنه يحاول أن يغلب الشيطان الذي يغلبه طوال أحداث الرواية. و السؤال هل هذه رواية تاريخية مترجمة ام ان المخطوطة كانت النواة و الكاتب أعاد الصياغة
رواية خيالية تتكلم عن الصراع الأبدي بين الإنسان و الشيطان … الراهب شيسوي في رحلة دامت ٥٠ عام تقريبا يحارب التنين و كلما أراد ان يكون شخص طيب و يقع في كل الفخاخ التي تنصب له
This entire review has been hidden because of spoilers.
فكرة جيدة وتنفيذ سيء، أردت أن أتفاعل عاطفيا مع شيشاي ولكن المكتوب منعني من ذلك. أنهيت الرواية بصعوبة بالغة فلم أجد فيها مايدفعني لمواصلة القراءة، فهذه الرواية لاتحتوي على أحداث مشوقة ولا شخصيات محبوبة أو مكروهة، ولا لغة ساحرة! ماوجدته في الروايه هو نافذة صغيرة لعالم الرهبنة في مصر جعلتني أعرف قليلا عن هذا العالم ، معرفة مسطحة مما يمكن التعبير عنه في عدد أقل من الصفحات. من يريد معرفة المزيد فهو بالتأكيد يحتاج إلى باب وليس نافذة ( كتاب تاريخ وليس رواية). ولهذا فلايصح ولايمكن أن تنجح رواية فقط باستنادها على عالم الرواية ( الرهبنة) أو محاولتها توثيق التاريخ ( الأقباط في مصر) وهي دائما حتى تقوم بهذه الوظائف ستحتاج إلى حبكة متقنة وشخصيات ثلاثية الأبعاد وعاطفة متقدة ولغة ساحرة ولم أجد أي من هذا في الرواية. الإسقاط على حادثة طوفان الأقصى في القصة مقحم بشكل مزعج ولايراعي حساسية الموقف وزمن نشر الرواية ويدعم الرواية الصهيونية للأحداث مما يجعلني لا أثق في الكاتب ونواياه وإن كنت لا أعلمها ولن أقرأ له مجددا. تقييمي نجمتان؛ نجمة للمقولة من الرواية ( كلنا نخطيء في طريقنا نحو القداسة وصلنا أو لم نصل، والرحلة مهمة كأهمية الوجهة)، ونجمة لتعريفي على عالم الرهبنة في مصر القديمة.
غلاف بسيط بخلفية اوراق البردي اشارة للمخطوطات التي عثر عليها المترجم والتي يظهر محتواها باللغة القبطية بداخل سمكتين من خير نهر النيل ربما كإشارة رمزية لكون المخطوطات صيد ثمين رزقنا الله به كي نعتبر ونتفكر
-------------------------
التقييم
الدرجة: ٨.٥ من ١٠ المستوى: ⭐⭐⭐⭐⭐ التقدير: امتياز
-------------------------
* المميزات / نقاط القوة *
- مخطوطات تجمع الحكمة ، الفلسفة الوجودية ، العبثية ، الواقعية والدين في اطار ادبي شامل
- شخصية استثنائية لراهب غارق في السطحية والضحالة الفكرية
- سرد روائي عتيق وعصري في آن واحد
- الرواية مُشبعة بما لذ وطاب من اللغة القبطية القديمة مع الشرح المركز والمختصر للكثير منها
-----
* الملاحظات *
- النص كان يحتمل المزيد التفاصيل والحكايات لكن علينا مراعاة الزمن الذي كُتبت فيه
- عليك بالبحث عن معنى بعض الكلمات والمصطلحات القبطية حتى يتسنى لك الالمام بالنص بشكل أفضل
-------------------------
* فلسفة / رسالة الرواية *
تمهل وتعقل ولا تندفع كالأهوج بحثاً عن وجاهة زائفة تودي بك في غياهب النسيان. وعليك بالصبر والبحث والعلم الجاد حتى تصل لمبتغاك هذا ان صدقت نواياك
-------------------------
مراجعة الرواية
على عهدة الراوي الذي سجل سيرة الراهب ( شيشاي ) في سبع مخطوطات وقام مينا عادل بترجمتها من اللغة القبطية القديمة وصياغتها بشكل روائي للقارىء ، فقد نكون أمام اول نص يمكن تصنيفه كرواية ادبية منذ ظهور الكتابة
المخطوطات كُتبت على يد ( هدرا ) تلميذ الراهب عام ٦٤١ ميلادياً بعد وفاة ( شيشاي ) بحوالي عشرين عاماً. اذن نحن امام اكتشاف ادبي مثير لا يقل أهمية عن اي اكتشاف أثري اخر
سردت المخطوطات - على عكس المعتاد من توثيق سِير لأناس ذوي شأن عظيم ومؤثر - سيرة حياة راهب سقط في الذَلل وغرق في ضلالات فكرية وارتكب خطايا لا حصر لها تحت زعم الرهبنة والتعبد. باختصار نحن امام راهب ساقط خسر نفسه وحياته في سعيه الزائف خلف رهبانية مُتوهمة ترتكز على الخيلاء والتظاهر امام عوام الناس ، أملاً في القداسة والتبرك بمعجزاته المزيفة
* الفكرة / الحبكة *
المخطوطات عددها سبعة. اذن بقليل من الذكاء نستطيع ان نفهم مضمونها. هي سيرة شاب قبطي يُدعى ( شيشاي ) يبحث عن نفسه وسط مسيحية يؤمن بها كدين ووثنية تعم البيئة المحيطة به
المثير ان الشاب يقرر سلوك طريق الرهبنة بناءً على قصة وردت على لسان ابيه ، لم يبذل ادنى جهد للتفكر في مدى مصداقيتها ومعقوليتها. يتملكه الحماس والعناد وعدم الاصغاء الى صوت العقل ويقرر السير على درب الراهب ( أنطونيوس ) مؤسس الرهبانية في مصر القبطية
يخوض ( شيشاي ) رحلة بحث طويلة عن الذات وفرز لحقيقية نواياه في مواجهة كاشفة مع خطايا البشر السبعة المعروفة. وكما نعرف جميعاً وقت الامتحان يُكرم المرء أو يُهان. فكيف كان مصير الراهب وماذا كانت النتيجة والمُحصلة النهائية ؟
* السرد / البناء الدرامي *
يمكن وصف عنصر السرد بأنه عتيق من حيث طريقة الحكي وفي نفس الوقت فهو عصري جداً لو نظرنا للبناء الدرامي للأحداث وهذا مع مراعاة الزمن الذي كُتبت فيه المخطوطات بكل تأكيد
لن اغفل بالطبع تحرير وصياغة النص على يد المترجم حتى يصل لنا بشكل أفضل كثيراً بكل تأكيد عن شكله وبناؤه الأساسي. لكن يمكننا استنشاق عبق التاريخ من خلال السطور والاحساس العالي بالزمن القديم
احداث سريعة ومشوقة تم تقسيمها على سبعة كتب مع ختام مُلهم يحمل الكثير جداً من التساؤلات التي يجب علينا جميعاً ان نطرحها على انفسنا حتى نواجهها بحقيقة ومكنون ذواتنا
* الشخصيات *
تحتوي المخطوطات على عدد قليل نسبياً من الشخصيات والتركيز الكلي كان بالطبع مع الراهب ( شيشاي )
هي شخصية الانسان بغروره ، كبريائه ، حسده للأخرين ، طمعه ، شهواته ، كراهيته وكسله. على ان المثير في الأمر كان مدى السطحية والسذاجة التي كان يتعامل بها الراهب مع جميع القضايا والمسائل التي يجد نفسه عالقاً في اختباراتها
هو شخص لا يعطي لنفسه وقتاً للتأمل والتفكير والفرز والتقييم ، رغم انه يدعي طيلة الوقت انه يهدف الى فرز الصالح عن الطالح من الأمور ، وانه يبحث عما خلف الظاهر وصولاً الى باطن الحقيقة الخ هذا الكلام المُنمق. كل خطيئة او ذلل يرتكبه يتوهم انه معجزة ربانية ما حباه الله بها كي يكون راهباً متوحداً !. السطحية والضحالة عندما يجتمعان في انسان تكون العواقب وخيمة
( شيشاي ) هو نحن جميعاً بشكل ما وبدرجات تختلف من شخص لأخر
* اللغة / الحوار *
اللغة ممتعة بالنظر الى زمن كتابتها وايضاً صياغة المترجم للنص الأدبي كان لها عامل هام جداً في تذوق القارىء لها
ستجد الكثير من الحوار الذاتي الذي يكشف مكنون الصدور والذي يتناقض مع ظاهر الكلام في عدة مواقف ومواضع من الرواية بما يعكس حقيقية الراهب ومدى سطحيته الشديدة
النص مُشبع بالعديد من الكلمات والمصطلحات القبطية القديمة مع شرح للكثير منها بطبيعة الحال. هذا لا ينفي ان عليك البحث عن معنى البعض الأخر حتى يتسنى لك الاستمتاع بالنص بصورة أفضل. شخصياً استعنت بمحرك البحث جوجل للوقوف على المعنى ولو بشكل عام لكنه كان يفي بالغرض
* النهاية *
طريق الوصول الى الايمان والحقيقة - في مختلف العقائد - هو طريق شائك جداً ولا يمكن اختزاله في معجزات يتوهمها الانسان كي يختصر المسافة بدون جهد او تعب
العواقب كارثية وستجد نفسك في نهاية المطاف كالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً
ختام فلسفي جميل لسيرة راهب تدعونا الى التأمل واعادة التفكير ومراجعة انفسنا والتمهل قبل استكمال رحلة الحياة
-------------------------
ختام
رواية مختلفة جداً وتسبق عصرها بكثير وبالتأكيد هي قصة الانسان منذ بدء الخليقة وحتى تقوم الساعة
سقوط اوراق التين رواية للكاتب المبدع مينا عادل جيد الدار المصرية اللبنانية قرات للكاتب من قبل بيت المساكين ونواحى البطرخانة والأستاذ بشير الكحلى واستمتعت بهم جدا واعجبت برؤيته الفلسفية المختلطة بالحكايات اللاهوتيةونقله لنظرة المجتمع المسيحى المصرى وعرضه لمشاكله ومعتقداته وحرصت على قراءة روايته الجديدة سقوط اوراق التين لترشيح ا.اشرف العشماوى لها وفاق جمالها كل توقعاتى يتحدث فيها الكاتب عن قضية ازلية وهى غواية الشيطان للانسان من خلال بطل الرواية الراهب المتوحد شيشاى وكما قال فان قصص للسقوط يحب ان تروى كما تروى قصص النجاة الراهب شيشاى يمثل الانسان بصفة عامة وما يحمله داخل قلبه من الخير والشر وهوى النفس الذى يورده موارد التهلكة ومدخل الشيطان من خلال نقاط ضعف الانسان وشهواته فتحدث عن غواية الكبر والطمع والسلطة والجسد والكذب باسلوب فلسفى ساخر شديد البساطة السهل الممتنع فعلا اخطر صفة فى شيشاى هى السذاجة وضحالة المعرفة وتسطيح كل الامور مع الاحساس بالعظمة واللجوء الى الرهبنة( التى بدات فى برية مصر )لسبب مضحك وساذج رواية خلطها مينا بمزيج ساحر من الوهم والخقيقة فيجد القارئ نفسه يضحك ويفكرويحلم ويسرح ولا يستطيع افلات الرواية من بين يديه رواية رائعة واتمنى حضور ندوة لمناقشة الكاتب فيها لانها تفتح باب تساؤلات عديدة فى ذهن القارئ دمت مبدعا يا مينا وعقبال الكتاب القادم 🌹🌹🌹