لا أذكر للآن ماذا كان لدي من أمر أو سبب أو داعي معين لطلبي إليه ! هل لربما بعد حسرتي العميقة لطلب كتاب ( السيرة والمسيرة ) وقمت بالبحث عن أي شيء تحتويه عائلة الصدر ؟ نويت ببدئه هذا الشهر الكريم تبعًا للتصنيف القرائي الذي أردته في محضر هذا الشهر.. فوجئت به كرسالة ماجستير، وكمقدمات بدائية حملت الهدف.. وكم ذكرني ذلك ببحثي للعام السابق. نويت تقسيمه إلى كل يوم تكون القراءة إلى فصل واحد. ولربما كنت في يوم لم أقرأ الفصل كاملًا، أو قد قرأت فصل ونصف أو لم أقرأ .. مما قد سبب تزعزع في الخطة لربما. في الفصل الأول الذي حوى تعريف بالسيد الصدر.. هنا محط غرق! في الانجازات، في عيش الحياة بحقيقتها، في السعي والعمل، في القراءة وتطبيقها والطبع والكتابة وكل شيء! لقد كان المستهل بالإنسانية بقدرٍ موفي للحق.. بـ ( الله سبحانه وتعالى قد خلق البشرية كلوحة فنية ذات ألوان مختلفة، يزيد في جمالها اختلاف الصفات والألوان مما يمهد لها سبل التكامل ) وموصلًا بعدها بالمرأة.. بـ ( المرأة نبع العطاء الإلهي وهدف الوجود وبداية المجتمع والغاية منه ومحرك التاريخ .. ) وهنا اقتبست مقتبسات عديدة جديرة بالاحتفاظ. كـ : ( الإنسان له علاقة المخلوقية والاعتراف والايمان والطاعة والعبادة، وله مع الكون علاقة الكشف والخلافة والتطوير، وله مع الإنسان قضية واجب الإنسان، وحق الإنسان على الإنسان، وله علاقة واجب الإنسان نحو الكون ونفسه والأخرين ) وهنا وددت لو كنت قرأته مسبقًا لأرفقه بالفقرة المشابهة لتمثيل الهدف هذا فيما أرفقته في نص خاتمة حفل تخرجنا.. الخاتمة التي قد ذيلت بما يليق بهذا وكانت تنص على : " فـبقدر ما تحتاج الشعوب المظلومة للمحامي، بقدر ما يحتاج القرّاء لمتخصصي اللغة العربية، وبقدر ما يحتاج المريض للطبيب وجميع الطاقم الصحي، .. ولِكل ما يحتاج فيه الإنسان إلى الإنسان ..* ؛ نحتاج لطيب اللحظات مؤونةً لأيامٍ قد تمدّنا بالضيق، أو تخيفنا بالمطالب. نحتاج لحلو الأرواح مؤونةً لأيامٍ قد تشدّنا بالحنين، أو تؤنبنا بالجفاف. ونحتاج -في الحقيقة والأساس- للدعاء، دعاء الذات من النفس إلى النفس، ودعاء الغير منهم إلينا. نسأل الله باللطف والكرم الذي ما انفك عنا في كل لحظة بالمدد.. نسأله مقاعد كليات مرغوبة / نسأله رفعة نستبغيها / واتصال جهد ومقدرة لا فكاك .. ؛ لرفعة هذه الأرض، لنشوة والدين قد انتظرا الكثير الكثير، ولتحقيق هدف الإنسانية المرجوة من العبادة. فكم نريد للكلمات أن تفز بتطبيقها، أن تمتد الأيدي عطاءً، وتتسع الأرض نماءً." وأيضًا هنالك مقتبس يدعم ذلك بـ : ( وقد اعتبر الامام ان المجتمع المثالي يكمن في أن يعطي كل انسان ما عنده من الكفاءات ويأخذ ما عند غيره، كلٌ عليه أن يقوم بدوره والتزاماته عندها ينجح المجتمع ويتطور ويسير في خط مستقيم ) وأيضًا قد قمت بحصر ما قد سردته في اعتقادات الأقوام بالمرأة كخرائط مفاهيمية تحمل العجب من معتقدات وأفعال كهذه ! ولربما كان الفصل الذي امتاز به الكتاب، هو الفصل الذي حوى شذرات من عبق سيدتنا فاطمة الزهراء وابنتها السيدة زينب .. بعبادة الزهراء، بسعي الزهراء في طلب العلم حتى في ارسال الإمامين منذ صغرهما لمجلس الرسول للتعلم، والسيدة زينب وتربيتها لأبناء شهداء مجاهدين في سبيل امام زمانها وتصديها لِما بعد ثورة الاستشهاد في تتابع أفعال بنو أمية بسلاح -الإيمان- / ولكن قد شعرت بتملل في بعض ثناياه، شعرت بأنها معلومات لربما نحن نعتقد بها ومتعارفة لن تضيف في محصولنا شيء.. وأرى أن هنالك ما هو بالإمكان اختصاره.. وفقرات من الممكن أن تكون أكثر جذب. ولكن لقد تأملت قراءته من واقع البحث والرسالة كإنهاء ماجستير.. سعي موفق موفق!
المرأة كما يراها الإمام موسى الصدر هي المرأة الإنسان لا الخادمة و المستعبدة كما كانت في الماضي و لا الأنثى التي قيدتها و حاصرتها الحضارة الحديثة في كونها أنثى فقط لتكون لوحة فنية لغواية و فتنة و لذة الرجل .