يشرح محمد سعيد طيّب في كتابه «مثقفون وأمير» الخطاب السعودي الذي انفتق في أحداث عام 1990، ناثراً كل أو جلّ «عفشه» المركوم في غرف النقاش المغلقة لسنين. اشتهر الناشر والناشط محمد سعيد طيب بصالونه الثقافي «الثلوثية» الذي ينعقد بمجلسه بجدة. وقد حوّل مهارته وخبرته في إدارة النقاش المتلاطم من منزله إلى كتابه، حيث صاغ كتابه هذا على شكل مجلس يجمع أميراً مع مجموعة مثقفين من مختلف أطياف المجتمع. ويتداول المجتمعون الحوار الهادئ حيناً، والمحتدم أحياناً.. خصوصاً بين «الشيخ» خلف و «المنفلت» أبي أحمد، في مختلف القضايا التي كان مسكوتاً عنها قبل 1990، ثم انفرطت الواحدة تلو الأخرى، كأنها قاذفات B52 التي جاءت مع القوات الأجنبية! المتحدثون في صالون محمد سعيد طيّب، الورقي هذه المرة، لا يوفرون شأناً من شؤون المجتمع المدني السعودي، في الشورى وحرية الإعلام والمرأة والباب المفتوح والمقاولين والبنية التحتية والمستقبل، من دون نقاش. يتصاعد أحياناً النقاش إلى «هواش» بقيادة الشخصية الأكثر إثارة ولوذعية في الصالون الورقي (أبو أحمد) الذي ينتزع دفة الكلام بلغته الجداوية الصريحة غالباً و «الحاروّية» أحياناً! الكتاب ينتقد ويسوط بشكل مركز ومكشوف الفئة النفعية الأكثر إفساداً لأي دولة أو مجتمع، وهم أصحاب المزايدات من ذوي المناقصات .. الذين يبتلعون المشاريع بجرعة من ماء المديح. وهؤلاء لا يمقتهم أحد قدر الناس الذين ليسوا من أهل المزايدات والمناقصات! الأمير، كعادته، يعلق تعليقات مقتضبة ومحايدة، حتى إذا جاءت نهاية الكتاب / الصالون استطرد في تعليقاته توضيحاً لموقفه من كثير مما أثير في نقاشات المثقفين، ثم ختم الصالون بقوله، خاتمة الكتاب،: «إن الحوار موصول .. يا إخوان!».
ناشر ومحامي وناشط سياسي معروف من السعودية, من مواليد 1939 في مكة .
شغل منصب العضو المنتدب لشركة تهامة للإعلان والنشر - كبرى شركات الاعلام العربي - لربع قرن، نشر من خلالها أغلب الإنتاج الأدبي لحمزة شحاتة، محمد علي مغربي، طاهر زمخشري، محمد حسين زيدان، أحمد السباعي، محمد حسن عواد، أمين مدني، أحمد قنديل، وحمزة بوقري وغيرهم. ولطيّب صالون ثقافي شهير في مدينة جدة باسم (الثلوثية).
كان في خمسينات القرن العشرين من المتحمسين لمشاريع جمال عبد الناصر في المنطقة، الأمر الذي سبب له المتاعب في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز، حيث أدخلته كتاباته وآراؤه السجن عدة مرات، كما تعرض تنظيمه للطلاب الأحرار في الستينات إلى التنكيل وسجن مؤسسيه؛ محمد سعيد طيب وعصام قدسي. يعد محمد سعيد طيب الأب الروحي لليبرالية في السعودية، وكان من أوائل من طالبوا بالإصلاح السياسي على أسس مدنية، ساهم في كتابة العريضة المدنية الأولى المقدمة إلى الملك فهد بن عبد العزيز عام 1992، مشاركة مع محمد عبده يماني وعبد الله مناع، والتي على أثرها أصدر الملك فهد قراراته التاريخية من تشكيل مجلس الشورى، واصدار نظام حكم، ونظام مناطق إدارية. كان محمد سعيد طيّب من أوائل من طالبوا بالحوار الوطني، في كتاب له تحت اسم مستعار باسم (مثقفون.. وأمير).
كان من القيادات التي بلورت عريضتي الإصلاح المطالبتين بالتحول لملكية دستورية "الرؤية" و"الإصلاح الدستوري أولا" المقدمتين إلى (ولي العهد آن ذاك) عبد الله بن عبد العزيز في 2003. اعتقل على إثر نشاطه السياسي هو و11 من رموز الإصلاح في القضية الذي تطورت مجرياتها لتُعرف بقضية الإصلاحيين الثلاثة ومنع من السفر في ليله زفاف ابنته في القاهرة.
ولأحمد عدنان الصحفي السعودي كتاب عن محمد سعيد طيب باسم ( السجين 32 ) وهو عبارة عن حوار بين احمد عدنان ومحمد سعيد طيب عن حياة محمد سعيد طيب ونشاطه السياسي.
الكتاب برُمَّته من الدَّفة إلى الدَّفة : حوارٌ ، يقوم هذا الحوار في ديوانيّة أحد الأمراء السعوديين ، يديرُ الأمير الحوارَ ، بينما يتحاور مثقفون من معظم فئات المجتمع ، في معظم مشاكل المجتمع !! الحوار يدور في ليلةٍ واحدة من ليالي عام ١٩٩٢م إبَّان حرب تحرير الكويت ، نُشر الكتاب في تلك الفترة باسمٍ مستعار ، أشار مؤلفه إلى أنه امتنعَ عن إظهار اسمه لعدة أسبابٍ منها : أنَّه لم يكتب الكتاب مبتغٍ بذلك منصبًا سياسيًّا ، أو شهرةً ، أو إحداث ضجّةٍ حتى ، وكذلك بسبب التضييق على الحرّيّات وقتها ، أكثر مما عليه الحال اليوم ، لكنَّه أظهر الكتاب باسمه منذ فترةٍ قريبة .
أرى أنَّ الكتاب كان عميقًا ، سلسًا ، وسهل الفهم . ممَّا أثار إعجابي كذلك ، تسلُّل بعض المفردات العاميّة إلى النصِّ دون الشعور بها ، وهذا شيءٌ جميلٌ بعض الشيء ، أقصد القدرة على التسلُّل وأنت غارقٌ في النص ، وليس الكلمات العاميّة . في الحقيقة كنتُ مشدوهًا بما أقرأ ، وغيرَ مدركٍ لذلك ، وأحد أعظم الأسباب الداعية لذلك ، أنَّ المشاكل والقضايا في أيامنا هي ذاتها قبل خمسٍ وعشرين عامًا تقريبًا ، بفارقٍ بسيطٍ لا ننكره .
من الحبال التي لعبَ عليها المؤلف أنه جعل الأمير مُدير الحوار ، متملّصًا بذلك من تقمّص دور السياسي ، أو جعله يُبدي رأيَه حتّى ، فكان الأمير معتدلًا بآرائه ، يكبت الشحنات السلبية في الحوار ، ويوازن بين القوى ، ومن المثقفين مثلًا الذي حضروا في الحوار : شخصية رجل الدين باسم ( الشيخ خلف ) ، وشخصية الليبرالي باسم ( أبو أحمد ) ، هاتان الشخصيتان كانتا ولفترةٍ طويلةٍ في الحوار ، متنازعتان ، ليس لشيء ، غيرَ أنهما متنازعتين فحسب ، ولهذا تأويلٌ مستساغ ، منه أن النزاع القائم بين الفئتين ، دائمٌ ، لا نهاية له ، وأنه أمرٌ قديم ، كما أنه - وللأسف - لا يقوم على قائمة ، ملتُ أكثر إلى شخصية رجل الدين ، وإن بشيءٍ يسير ، لأن ( أبا أحمد ) كان يعارض الدين لأنه دينٌ فحسب ، كما أنه ومن ناحيةٍ أخرى يرى بشيءٍ من هامشيّة رجال الدين في أوقاتٍ لا تحتمل الهامشيّة ، فمثلًا يقول : ( وتبحثون وتخوضون في قضايا تافهة .. ومسائل هامشيّة .. وتتمحكون : " الثوب طويلٌ أم قصير .. الذقن طويلةٌ أم متوسطة .. وهل يجوز صبغها أم لا يجوز .. وإذا صُبغت هل تُصبغ بالصبغة التي تُباع في الصيدليات .. أم بالحنّاء ؟ .. وهل تكون الحنّاء سوداء أم صفراء .. " كلام لا يودّي ولا يجيب .. ويحشي رؤوس الشباب والشابات مع الأسف .. بكل ما يؤدي إلى تعويقهم .. وتعويدهم على الجدل العقيم .. والمماطلة الفارغة والتطاول على الناس .. وملء نفوسهم بالأحقاد ... ) ، وكذلك كان ( الشيخ خلف ) يتنطَّع إلى حدٍّ لا يُستساغ حتى بنظرة الدين ، وليس كلُّ رجلِ دينٍ مخوَّلٌ في الدين ، وهنا أطرحُ نقطةً يطول الحديث فيها ، وهي (( نظرة المجتمع لرجال الدين على أنهم الدين )) ، إنَّ من أعظم أسباب النفور ربمّا أو حتى التحفّظ تجاه الدين، هو ربط الناس لرجل الدين بالدين نفسه ، فيكون الحكم على الدين ناتجٌ عن تصرُّفٍ لرجلٍ يُطيل لحيته ، ويقصّر ثوبه ، وربما لا يعلم من الدين حتى الشهادتين !! وهذا من سوء التأويل ، فالناس ناس ، والدين دين ، وليس موظَّف الحكومة ينوب عن الحكومة ، ولا الطبيب عن المستشفى ، وقِسْ على كل ما دانى هذه الأمثلة ، من انتماءٍ لا يُحكم على المُنتمى إليه فقط بالنظر إلى المُنتمي . وأشار كذلك ( أبو أحمد ) إلى دعاة الانتماء للدين ، معوّلًا عليهم في مسألة استئصال الفساد في الدوائر الحكومية والمسؤولين ، بعد أن عرض ( الشيخ خلف ) دور أهل الدين في توعية الناس ، واستئصال الفساد المنتشر بين الناس الذي يرون - حسب زعمهم - أنه من أعظم أسباب إفساد المجتمع ، مثل السجائر والأمور التي سمّاها ( أبو أحمد ) هامشيّةً . وأظنُّ إعطاء المؤلف باب الخلاف بين الدين وضدّه - كيفما سمّيناه - جزءًا كبيرًا من كتابه وجهُ حق ، لأنَّ التنازع لا يقوم على قائمة ، ولهذا يطول .
كما ناقش المؤلف بين الشخصيات الكثيرة مسألة مجلس الشورى الذي ظهر الضجيج حوله في تلك الفترة ، بعد أن كانت جميع السلطات بيد مجلس الوزراء الذي لا ينفصل عن الرئاسة ، وأخذ هذا الباب كذلك حيّزًا واسعًا من النقاش ، كما ناقش الحضور مسألة العمالة الوافدة ، وبذات اللغة التي نسمعها اليوم وبذات الحدّة كذلك ( اختلف الفقهاء ) وانقسمت الآراء إلى ثلاث ( النفي من الأرض ، منح الجنسية ، منح بطاقةٍ خاصة ) - قلتُ سابقًا أن القضايا هي قضايا اليوم والأمس وغدًا - ، كما نُوقشت قضية السعودة ، ومسألة ( الباتيكس ) الذي يستخدمه بعض أهل السلطة في المكوث على الكراسي ، وقضية المثقف الذي يستغل ثقافته في التغرير والتبرير ، والذي له في كل حادثةٍ رأيٌ مختلف ، إذ ( اتّفق الفقهاء ) على تسمية تلك الفئة بالمثقفين المزيّفين . ومن أشهر قضايا هذا الوقت ، التي كانت في ذلك الوقت وفي كل وقت : ( المرأة ) من تعليم إلى قيادة إلى إبداء رأي .. وأسهب هنا .
وكذلك رأى المؤلف أن لحريّة التعبير والصحافة في السعودية ، مكانًا من النقاش لا غنى عنه ، ومسألة أنَّ المجتمع هنا مجتمعٌ ملائكي ، وأنَّ خصوصيّة التجربة زاويةٌ لابدَّ من النظر فيها ، وأنَّ البلد مُستهدف ، إلى آخر المعزوفة ... !!
الزوايا كثيرة ، حتى أنني أحيانًا أرى أنَّ المكان الذي نجلسُ فيه ، من كثرة زواياه ، لا يمكِّنُكَ من سندِ ظهرك ، لهذا تختلفُ الفئات ، والأصل الاختلاف ، ولا ثابتَ إلا المتغيّر ، لذلك فإنَّ فرصتنا في النهوض كبيرة ، لكنَّ الجميع متعلِّقٌ بزاويته ، ويأبى أن يقترب من الوسط .
حصلت على الكتاب من معرض الرياض الأخير، مع كتاب أحمد عدنان عن المؤلف (السجين 32، أحلام محمد سعيد طيب وهزائمه).
كتب محمد سعيد طيب كتابه هذا ونشره باسم مستعار في أعقاب حرب الخليج، فكرة الكتاب يلخصها عنوانه، مجموعة من المثقفين يجتمعون عند أمير ويتناقشون أمامه في عدد من المواضيع مع تدخلات بسيطة من الأمير هنا وهناك - وتحييد الأمير مقصود هنا -، يمثل المثقفون المتحاورون تيارات مختلفة في السعودية، الشيء الوحيد الذي قد يعكر على القارئ قراءته، هو أنه سينتبه مع الاستمرار في القراءة إلى أن أغلب المواضيع المطروحة للنقاش في هذا الكتاب الذي كتب قبل عشرين عاما ً هي ذاتها التي تطرح في مجتمعنا الآن، هل يعني هذا أننا مجتمع متوقف، تتضخم قضاياه بالجدال والنقاش وأنهار الكتابات والمقالات ولكنها أبدا ً لا تحل، ولا تجد لها انفراجة مرضية؟
الكتاب في 175 صفحة، ولكن يمكن قراءته في جلسة واحدة.
اشتريت الكتاب لأني تعرفت مؤخراً على مؤلفه كأحد المهتمين والمكافحين في سبيل الإصلاح في السعودية.
الكتاب عبارة عن نقاش عدة مثقفين من أطياف مختلفة في مجلس أمير. بهذا يعتبر نقاشاً للأطياف هذه عن واقع المملكة أثناء فترة تأليف الكتاب (بداية التسعينات) واستماع الأمير (الذي يمثل السلطة السياسية في الدولة) للنقاش والمساهمة فيه أحياناً.
المدهش (أو المؤسف) هو أن المشاكل التي يناقشها الكاتب لا يزال يعاني المجتمع السعودي منها إلى الآن ولم يتم إصلاحها أو معالجتها. مشاكل مثل كثرة العمالة الأجنبية، ضعف ثقافة التبرع لأهداف مدنية (مثل التبرع لإقامة رياض أطفال)، أهمية مجلس الشورى وحول هل من أفضل أن يكون بالإنتخاب أو التعيين (أثناء تأليف الكتاب، لم يكن مجلس الشورى قد تم تأسيسه بعد)، وغير ذلك.
الكتاب حوالي 160 صفحة، لكن النصوص قليلة على الصفحات، فيعتبر خفيف وسريع.
لا يكاد اسم الإصلاحي و الحقوقي محمد سعيد طيب يغيب يوماً عن الإعلام بشقيه الجديد و القديم، فهو ضمن قلة قليلة استطاعت التكيف مع لغة العصر الجديدة و الانتقال بسلاسة من الساحة التقليدية للإعلام إلى ساحة المنتديات ثم فيس بوك و تويتر حاملاً راية الإصلاح و محافظاً على شعلته المقدسة كي لا تنطفئ. و سواء اختلفت أو اتفقت مع "أبي الشيماء" في رؤاه و أفكاره فإنك لا تملك إلا أن تقف احتراماً لمواقفه و تاريخه الإصلاحي و الذي ربما يكون أجمل و أصدق مافيه أن أفعاله و مواقفه تسبق كثيراً أقواله و تتفوق عليها و ربما لفرط تواضعه و إنكاره لذاته و ذوبانه في هموم الشأن العام أهمل توثيق و الحديث عن الكثير من تلك المواقف خوفاً من التورط في ما جبل عليه الكثير من مدعي الإصلاح من الإزدواجية و الزيف. لكن ذلك التواضع و إن كان نزيه الدوافع فإنه حجب الكثير من الزوايا المضيئة في سيرة "أبي الشيماء". و قد ظللت أعجب من قلة نتاجه الفكري رغم خلفيته الثقافية الواسعة و بحر قراءاته الوافر فأنت لا تكاد تجلس معه في مجلس و يلتقط فيه طرف الحديث إلا أمتعك بعباراته المنسابة و المطعمة بالكثير من الاستشهادات المتقنة من كتب التراث و الأدب و الحديث في سلاسة و تبسط لا يتقنه إلا أصحاب الحرف الحقيقيون. و زادت دهشتي تلك عندما قرأت طرفاً من سيرته في كتاب "السجين ٣٢" الذي حرره الزميل "أحمد عدنان" و ذكر فيه أن الطيب قد حاز عدة جوائز أدبية و هو لا يزال على مقاعد الدراسة الأولية كما أنه ألقى كلمة مرتجلة في حفل خطابي و هو طالب ضمن كلمات لشخصيات رفيعة المقام من ضمنها الراحل "محمد حسين زيدان" فكان حديث المجلس في ذلك الوقت هو تفوق كلمة الطالب على كلمة الأستاذ الكبير و هي كلمة مرتجلة!. و لعل الإصدار الوحيد الذي يحمل توقيع "محمد سعيد طيب" هو كتابه البليغ "مثقفون و أمير" و الذي أصدره قبل عشرين عاماً و تناول فيه في قالب حواري جميل الكثير من القضايا الملحة في الشأن العام كالحوار الوطني و حقوق المرأة و البطالة و الأقليات و الطائفية و العنصرية و تطوير مكة المكرمة و قضايا أخرى عديدة. و قد تناولت أقلام كثيرة الجانب المباشر في الكتاب و القضايا التي تعرض لها لكن اللافت في الكتاب و الذي لم يتناوله أحد في ظني هو أسلوبه الأدبي الفريد. فبغض النظر عن موضوعاته الساخنة يعد الكتاب نصاً مسرحياً محلياً غاية في الفرادة و الإبداع و قد كُتب بلغة راقية و جذابة تجمع بين الأصالة و الفكاهةفي نفس الوقت و تتنقل بين المواضيع بحرفية و براعة لا يقدر عليها إلا أديب متمكن من أدواته إلى أقصى حد. فالكتاب/المسرحية رغم قلة صفحاته يزخر بشخصيات متعددة أحجم المؤلف عن وصفها وصفاً تقليداً و ترك للحوار تحديد ملامح كل شخصية و سرعان ما يلتقط القارئ الخطوط العريضة لكل شخصية فيجد الشيخ المحافظ و الليبرالي الساخط و القومي المتزن و الأكاديمي و المواطن البسيط، يناقشون مواضيع سياسية و اجتماعية ساخنة تتشعب بهم الرؤى و تتصادم المواقف لكنها سرعان ما تعود لتتفق في نقاط مشتركة و ينتقل الحوار بهم من الحاضر إلى الماضي و من الماضي إلى المستقبل و من الأدب إلى الفكاهة بسلاسة تبدو عفوية بشكل كبير لكنها تستدرج القارئ ليتابع الحوار الحيوي حتى نهايته حيث يقوم المؤلف بجمع أبطال المسرحية ببراعة على أرضية مشتركة في نهاية الحوار كأنه يقول بشكل غير مباشر إن جميع أطياف الوطن هي خيوط من نسيج واحد لا يمكن فصلها عن بعضها البعض و أن تباين ألوانها و تنوع أشكالها هو مصدر جمال وقوة إذا منحت الفرصة الكاملة لتنسجم و تتناغم داخل ذلك النسيج. يُعرف الإصلاحيون و الثوريون عادة بأنهم قليلوا الكلام قليلوا التنظير لكن "محمد سعيد طيب" يظل رغم كل مجهوده الإصلاحي المشهود موهبة أدبية نادرة الطراز و من حق الأجيال التي كافح من أجلها أن يلتفت لها قليلاً ليدون لها ويحكي عن تلك الرحلة المليئة بالمحطات المثيرة و التي تستحق التدوين بلا شك. تستحق أن تروى برؤية أدبية تحليلية بعيدة عن الصراعات و المواجهات لتدخل التاريخ الحديث كعمل أدبي قبل أن تدخله كوثيقة تاريخية و هو خير من يعلم أن كل التاريخ ربما يكتبه المنتصرون لكن الأدب لا يكتبه سوى الموهوبون .. فكيف لو كانوا موهبين و أنقياء في ذات الوقت!
يتناول الكتاب حوار بين مجموعة من المثقفين مهتمين بأمور الوطن و أمير يمثل دور السياسي. يدور الحوار في ديوانية الأمير حول التغييرات السياسية و الاجتماعية التي تجتاح الخليج عموما و المملكة خصوصا بعد حرب الخليج الأولى و غزو الكويت في بداية التسعينات الميلادية. في مقدمة الطبعة الثانية، أشار الكاتب عبدالعزيز الخضر الى أهمية استحضار الفترة الزمنية التي كتب فيها الكتاب، و استيعاب التطورات التي حدثت في الوطن مجتمعا و قيادة خلال العقدين الماضيين، و ادراك أيضا أن بعض المواضيع المطروحة للنقاش في ديوانية الأمير ما زالت ذات صلة بواقعنا اليوم، و ما زالت مواضيع نقاشات ساخنة في زمننا الحاضر، مثل قيادة المرأة. لاشك أن الكتاب دون مرحلة مهمة في تاريخ المملكة و الخليج، بصعوباتها و طموحاتها و تطلعاتها للمستقبل. أعجبني الكتاب لأنه سلط الضوء على مهمة الشعب بشكل عام، و الطبقة المثقفة بشكل خاص، وواجبه تجاه الوطن.. بناءه، و تطويره، و الارتقاء به
رواية مثقفون وأمير ..هي عبارة عن جلسة مكونة من عدد من المثقفين ويشكل المثقفين تيارات متعددة في السعودية ، وبينهم في الجلسة أمير -وهو الصوت الحيادي في الرواية-..فكره بسيطة وجميلة في الطرح، ولكن ما سوف يعجب ويسخر منه القارئ هو أن هذا الكتاب نشر في التسعينات باسم مستعار ثم نشره الكاتب محمد سعيد طيب باسمه في عام ٢٠١٠..ولا زال الكتاب بقضاياه ، يعاني منها الآن المجتمع!..انتهيت من الكتاب وشعرت بأن مجتمعنا مكوم بالجدالات الناصعة، ويكاد يكون شبه خالي من الوصول إلى حلول لتطبيقها!
حوار إفتراضي بين مجموعة من المثقفين السعوديين وأحد الأمراء .... حول أوضاع البلد السياسية والإقتصادية والإجتماعية .... جمال الحوار هو في تمثيله لمختلف الأفكار والأطياف الثقافية والإجتماعية .... وما يحزن و يؤسف فيه أن ما طرح فيه من إشكالات ومطالبات لا تزال مطلوبة ومطروقة حتى الآن .... بل أن الكاتب كان بإمكانه نشر الكتاب دون الإشارة إلى أنه قد كتبه قبل عشرين عاما .... !
الكتاب نُشر قبل أكثر من 20 سنة على هيئة حوار بين مجموعة من المثقفين من مختلف الأطياف في حضور أمير وكأنه تمثيل لوجود السياسي في الحوار، تقرأ الحوار وتعيش حقبة التسعينات بكل صراعاتها وما يؤلم أكثر أنك تستطيع القراءة الكتاب في هذا الوقت وبعد عقدين من نشره وتحس أن تقرأ كتاباً نشر اليوم لأن غالب القضايا متشابهة ولم تُحل منذ ذلك الوقت !
هيَ جداريّة المواطن والمسئول، كِلا الطرفين يدليان برأيٍ محايد ويناقشان مافي مصلحة الوطن والمواطن -برغم أن الحالة التي كانوا عليها حالة خياليّة- وجدتني اتفق كثيرا معهم وفي كثيرٍ من المشاهد تمنيتُ أن اكون رجلاً يُشارك معهم.. او أن يُفسح المجال لي لأتحدث عن قضية المرأة التي جاءت في الكتاب بين الحوارات القائمة بطريقةٍ مُختصرة جدا. أحببت "سعة الصدر" التي بدرت من الأمير لـ "المواطنين" واللغة السهلة / الساخرة المُستخدمة من قِبل شخصية "ابو أحمد". الكتاب كَكُل -مع مقدمة الطبعة القديمة والجديدة- كانَ سلس جدا.. وأكثر من شيّق، انهيتهُ خلال ساعات :)..
الغريب ان غالب المواضيع اللي من اكثر من عشرين سنة هي نفسها اليوم مثل عمل المرأة و قيادتها للسياره والأمر بالمعرف والنهي عن المنكر على المواطنين في الامور الاخلاقيه و العبادات و تجاهل الفساد والظلم
مع ان قليل منها انتها بعد سنوات من ذلك التاريخ مثل البطاقة الشخصيه للمراه !!
طبعا الكتاب مثل ما هو واضح من الشرح التعريفي له حوار بين مثقفين من مختلف الأطياف مع امير
فكرة الكتاب جميله و هو خفيف و بسيط لكن الأفكار المطروحة والنقاش حولها متواضع و سطحي جداً لا يرقى لان يكون حوار بين مثقفين
كتاب جميل جدا ولشخص أجمل! هو عبارة عن " سمرة" أو سهرة في مجلس أمير بصحبة مجموعة متنوعة من المثقفين ويتحاورون في قضايا المجتمع سياسية كانت ام اقتصادية ام اجتماعية خصوصا ان الحقبة هذه هي مابعد حرب الخليج وما تلاها من مشاكل وكذلك هي نفسها التي شهدت ولادة مجلس الشورى المثير للعجب والمضحك أن اكثر المواضيع التي طُرحت في هذه السمرة هي مواضيع لا زالت حتى الساعة هي نفسها مواضيعنا ومشاكلنا الحالية!! يعني عقدين من الزمن ولا زلنا " نفحط" في نفس المكان ! كتاب رائع ويستحق القراءة
رواية مثقفون وأمير لمحمد سعيد طيب كُتبت عام ١٩٩٠ وتم اصدارها بإسم مستعار خشية معضلات تلك الحقبه.. الروايه تتلخص بعدة شخصيات من جميع التيارات الفكريه والطبقيه ايضاً يجمعهم مجلس وفي المجلس امير يناقشون افكاراً تشغل المجتمع انذاك ويؤسفني انها تشغل المجتمع من التسعينات حتى الأن ولم يتم ايجاد اي حل لها ..
تشّجع المستشار محمد سعيد طيب في عام 2011 واصدر الطبعه انذاك بإسمه وقدمها احد الاصدقاء له وذكر في المقدمه الّا سبب مقنع للنشر بإسم مستعار، لكن كما ذكرت .. الزمن يتغيّر
محشور بقضايا كثيرة وطنية مصيرية تمت معالجتها بخيال متواضع مع نخبة من مثقفين لا يحسنون سوى إثارة القضية ونقاش عابر. ما دام الأمر خيالا فلم لم يسبح في الخيال ويرسم صورة أفلاطونية للدولة الفاضلة؟ وما دام الأمر خيالا فلم ألبس بعض المثقفين بعض السلبيات وخلع على الأمير ديمومة الانفتاح والصدر الرحب والرأي السديد؟!
يصلح للمسامرة وفتح حوارات في موضوعات وطنية جادة، بعيدا عن الموضوعات التافهة التي استغرقت وقتا وجهدا من المواطنين.
نقاش افتراضي ساخن في مجلس أمير ، يديره مجموعة من المثقفين الذين يمثلون أطياف المجتمع الفكرية ، قام المؤلف بتأليفه قبل أكثر من عشرين عام ، و لم أشعر بالفرق الزمني بين تاريخ تأليف الكتاب و بين الوقت الذي قرأته فيه فقد ناقش قضايا كانت محورًا يشغل المجتمع في ذلك الوقت وللأسف أنها لا تزال كذلك ، ولم تحل حتى الآن !
"صدر الكتاب قبل عشرين عاماً ، مجموعة مثقفين يناقشون أمير في مجلسة عن مشاكل البلد وبعض الاقتراحات لتجاوزها ،وللأسف مازالت تلك المشاكل التي يناقشونها.. موجودة في حاضرنا ! الكتاب رائع وخفيف جداً ,مؤلفه محمد سعيد طيب مازال يتنفس ويطالب بتلك الإصلاحات !! :("
تتلخص فكرة الكتاب في حوار إصلاحي بسيط بين عدة اشخاص يمثلون عدة أطياف في المجتمع مع أمير "محايد"، وتمر السنوات وقضايا الاصلاح التي يهتم بها اعلاميا كما هي ولاتمثل هموم الشعب بشكل كاف فضلا عن وصولها لحل أو نهاية .
مثقفون وأمير! حوار في مجلس أحد الأمراء على طريقة (مجلس أبو حمدان) يناقش القضايا السعودية القديمة الحديثة: 1- الدين والمتدينين. 2- المرأة وحقوقها. 3- الفساد في السعودية.
يعطي الكتاب صورة عن هموم الشارع السعودي بشكل مختصر