ضرب أناس مثلاً في الدناءة والخِسَّة ما سبقهم أحد إليها من قبل ، فأغروا المرأة ونفخوا في روعها : أن أسهل سبيل للوصول إلى قلب الرجل هو نزع السترين اللذين أسدلتهما الفطرة الإنسانية على قلب الأنثى وجسدها . فما إن نزعت ستر القلب وبالغت فيه ، حتى بدت الكلمة عارية ... والضحكة عارية ... والحركة عارية ، فاستغلها الرجل وطمع بها ، فراح يمنحها مظاهر الأدب والاحترام ... يجلسها في صدر المائدة ، ويقدمها في الصعود والخروج ، وإذ هو غاية في النفاق . وما إن نزعت ستر الجسد ، واكتفت بالقصير واللصيق ، حتى قال لها : تعالي إلي .. لا تخافي .. هذا جمالك ، هذه فتنتك ، هذا سحرك .... لكن ضميره كان يقول له : أنت تكذب ، هذه شهواتك ، كل هذا من أجل عظمة تلمسها وجلدة تلثمها ؟ !! . خرجت المرأة بذلك عن دور الزوجة في أن تكون مصدر سكن الزوج ؛ تمسح ببسمتها عنه عناء الحياة ، وتذهب بمودتها عنه كسافة البال ,وغردت خارج هذين السربين العظيمين : (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها )) (( وجعل بينكم مودة ورحمة )). في حين عرفت أختها أن الذين يشجعونها على التعري إنما يخدعونها ... وأن في عورتي القلب والجسد أنوثة منهوبة ولحم مسروق وتقليد أعمى وتجارة بائرة . عرفت أن كل سيئات اللصوص والقتلة تنسى وتتلاشى ، ولكن سيئات العاشقات والمخادعين تعيش وتكبر ... . فتسامت بخلقها واستقامتها . عن نداء الحرمان ، ليس لأنها من فصيلة الملائكة ؛ بل لأنها تعيش من أجل مبدئها ، وتعلم أنها إذ تسكب دمعها وتسهر ليلها وتذيب حبة قلبها أنما ذلك من أجل قيمها ومبدئــــــــها .. لأجل أن تبقى فــــــي هـــــذا الحضن : (( وعجلت إليك ربِّ لترضى )) هذا الكتاب ليس كلاماً تقرؤه ، بل إنساناً تلمسه ، إذا صافحتـــــــــــه يقول لك : لا تخـــــــــف أنا معـــــــك ... وإن أسأت إليه تسمع منه : آه آه آه .
إهــــداء • إلى الذين غرقت بهم السفينة ولم يجدوا من ينجدهم فيأخذ بأيديهم إلى شاطئ الأمان ، بل على النقيض؛ وجدوا من خدعهم وغاص بهم إلى الأعماق وسلمهم إلى مأساة تقف بين الحياة والموت ... مأساة تعصر العين من الدموع وتحبس النار في الضلوع . • إلى اللواتي خذلهن القريب ، فلم يعبأ بدموعهن ، فارتمين في أحضان الغريب , لكنه غدر بهن وساومهن على أعز الأشياء ... ولم يعطهن أدنى شيء . • إلى اللواتي سحرتْ عيونهن البيوت المنيفة والمركبات الفارهة والأطعمة اللذيذة ... فساقهن الفقر بحبل وساقهن إجلال الأثرياء بحبل ... • إلى الذين انبهروا ببريق الغرب الكاذب ، فغرتهم صيحات التحرر واستهوت قلوبهم شريعة الجنس والهوى وتصوروا أنّ الدين الحق هو من بطّأ ركبهم فطاف في رؤوسهم الدوار ... أهمس لهم بقول القائل : ليس في الحق يا أمامة ريب إنما الريب ما قال الكذوب • إلى الشباب المختبئ في حمرة الخدود ورمشة العيون وميسة القدود ... إلى الشباب الفائح عبيره من مسام الجسم وخلايا العقل ...أخاطبك في كلمات فاسمعني بإنصات ... • إلى الذين عانوا ألم الشوق وغصة الفراق فأحبوا ملأ قلوبهم , لكن لم يجنوا من حبهم إلا الدموع والآلام...فاتصلت إنسانيتهم بملائكية السماء . • إلى الذين انحرفوا عن الركب فغاصوا في وحول الشهوات ونتن الموبقات , فساكنوا و خاللوا وعاشروا , لكن ذلك كله لم يطفئ ثورة أجسادهم ولم يهدئ بالهم . • إلى الذين عاشوا من أجل مبادئهم فلم تكسرهم عواصف المغريات ولم تنل منهم الفواتن الخادعات ... بل نبتت في تراب حياتهم حياة آخرين ,وهذا معنى جديد أضافوه للإنسانية ... فكانوا لهم القدوة الحسنة والمثل القويم . • إلى الورود التي ذبلت قبل أوانها, والقلوب التي شابت في عزّ شبابها والضمائر التي تكاد ترقد أبداً فلا تستيقظ ... أبعث بندى هذا الكتاب عساه ينعش الوردة ويحي القلب ويوقظ الضمير .
من غير منازع استطاع الكاتب أن يعرض مشاكل المرأة والرجل بطريقة لم يتجرأ أحد من الكتاب المحافظين على عرضها بتلك الصراحة ...وفيها من الحسين العاطفي والعقلي ما لايخفى ولها جاذبية تدل على أن الكاتب كان صادقا مع نفسه.. تحدث الكاتب عن الجانبين السلبي والايجابي من الجنس وخاصة في مقولتيه: اللحم الرخيص وبابا ماما أحلام كبيرة.. وبسط القول في الشخص الروحاني والشخص الترابي ثم كان الثلث الاخير من الكتاب تقريبا خواطر عبرة وتحدي ..منها الحب ماقبل الزواج وصناعة المبادء ..الموت الذي كان عنوانه (من بطن الأم إلى بطن الأرض) ....ولاسيما أن الكاتب اتصف بالنرجسية في صراحته وإن كان قاسيا بعض الشيء وعلى كل يعد الكاتب طه ياسين من الكتاب القلائل الذي يحاكون النفس البشرية محاكاة حاضرة... ..................... من مختارات عباراته في هذا الكتاب: 1- ليس في الحياة إنسانٌ فاشلٌ في أصله, لكن هناك من يقع في شبكة الفشل ,هناك من يسقط ولا ينهض ويحزن ولا ينتهي حزنه, وييئس ويدمره يئسه 2- لماذا تُكبر وتُجل تلك الفتاة أصحاب المال والمنعَّمين فتقرأ في وجوههم أمالها الضائعة وتعرض عمن يقول لها: لم يبق في ظل الحياة سوى رمق وحطام قلبٍ عاش مشبوب القلق قد أشرق المصباح يوماً واحترق جفت به آماله حتى اختنق 3- الزواج ليس متعة جنسية بين ذكر وأنثى على سرير في ضوء خافت فحسب, بل هو انسجام روحي ووحدة نفسية وارتباط بالمعاني الإنسانية قبل المباني الجسدية من أجل إعطاء فسحةً من الطمأنينة والاستقرار ينبت فيها غراساً صالحاً, وثمراً حلواً0 ينبت فيه أطفالاً محاطين بالحب والحنان, ليسوا كهؤلاء اليتامى الذين جحدهم آباؤهم وتخلت عنهم أمهاتهم في اليوم الأول من حياتهم, والذين يوجدون على حافات الطريق أو أمام دور العبادة فيأتي من ينقلهم إلى دور اليتامى والمحرومين .....
كتاب لطيف جداً .. يبعتث على الأمل .. الأسلوب جميل و قريب من القلب أعجبتني لمساته الروحانية و اقتباسه من القرآن الكريم :) يُنصح لكل من ضاقت به الدنيا جزى الله عنا كاتبه خيراً
ينطلق الكاتب (طه ياسين) من خلفية دينية ، إيمانية ، جيدة ..تلمحها فور قراءتك للفصول الأولي .. فهو يجتهد في الاستشهاد بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تعمل كمنارات هادية في الواقع الصعب وواحات في صحراء الحياة الكادحة
يبدو لي متأثراً بالرافعي والمنفلوطي وبالشيخ محمد الغزالي وأسلوبه يذكرني بكتابات أحمد فؤاد باشا وهو أسلوب العربية الفصحى السهلة البديعة
ينتقي (طه ياسين) كلماته بدقه فهو متمكن من اللغة العربية ويعزف سيمفونيته بكل اقتدار وعذوبة (عيون الأمل)
مجمل الأفكار التي يناقشها الكتاب هي أساس كل حياة يسعى صاحبها إلي تحقيق النجاح والسعادة والرضا ، فهي أساس (المشترك الإنساني الأصيل ) الذي يعمل كطوق نجاة لكل من أراد أن يسير بخطي واثقة علي الطريق السليم
فالكتاب مرتب في 6 واحات جميلة- سهلة- بسيطة- ممتعة .. تمثل تحديا لكل من يسير في طريق تطوير ذاته وتحسين حياته : 1- تحدي اليأس 2- تحدي الماضي 3- تحدي الفراغ 4- تحدي السعادة 5- تحدي التغيير 6- وأخيرا تحدي النجاح
في كل فصل من فصول الكتاب ال6: يناقش من 3 إلي 4 أفكار رئيسية هي محور الموضوع المطروح
و يتسلل (طه ياسين) بخفة إلي قلبك وعقلك ليزرع بذور الأمل والتفاؤل هنا وهناك ودون أن يجهدك أو يتعبك في لملمة مصطلحات معقدة أو كلمات مقعرة
يميل الأسلوب إلى حد ما إلي النصيحة والوعظ ...باذلاً أقصي ما في وسعه ليطلعك علي أنفس ما لديه في مخزونه الواسع فهو حريص علي انتقاء الأفضل والأكثر تلائما لتحصيل الفائدة بأسرع الطرق الممكنة
بين الحين والآخر يعطيك قولاُ مأثوراً أو حكمة أو قصة خفيفة ، يلطف بها الجو ، ويسهل عليك الرحلة عبر كتابه فيجعلك مستمتعاً بما تقرأ ويدفعك لمواصلة القراءة عن حب واستمتاع ورغبة في المزيد...
كان موفقا إلي حد كبير في اختياراته وانتقاءاته لأبيات الشعر ذات الدلالة القوية والمناسبة تماماً للموقف
سعدت بقراءة هذا الكتاب واستمتعت بإتمامه بعد ترشيحه و توصية بالقراءة
الكتاب : جرعة أمل وتفاؤل سريعة و فعالة ... تتركك في حالة نفسية ومعنوية أفضل
كتاب جميل , رغم الاطالة في الشرح وتوصيل المعنى لفكرة واحدة
مما اعجبني فيه : الرافعي : غير ان الكسول في كل يوم ---يجد اليوم كله اهوالا من يقم في الامور بالجد يهنأ ---والشقا للذين قاموا كسالى , ما في المقام لذي عـقـل وذي أدب ... من راحة فدع الأوطان واغتـرب سافر تجد عوضـا عمن تفارقــه ... وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصب إني رأيت ركـود الـماء يفســده ... إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب والأسد لولا فراق الغاب ما افترست ... والسهم لولا فراق القوس لم يصب والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ... لملَّها الناس من عجم ومن عـرب والتِّبرُ كالتُّـرب مُلقى في أماكنـه ... والعود في أرضه نوع من الحطب فإن تغرّب هـذا عـَزّ مطلبـــه ... وإن تغرب ذاك عـزّ كالذهــب الامام الشافعي ,
ايليا ابوماضي :
قال السماء كئيبة ! وتجهما ,,,قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما ! قال: الصبا ولى! ,,,,فقلت له: ابتــسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !! قال: التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جــهنما خانت عــــهودي بعدما ملكـتها قلبي , فكيف أطيق أن أتبســما ! قلـــت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها لقضيت عــــمرك كــله متألما قال: الــتجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الـــظما أو غادة مسلولة محــتاجة لدم ، و تنفثـ كلما لهثت دما ! قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها وشفائها, فإذا ابتسمت فربما أيكون غيرك مجرما. و تبيت في وجل كأنك أنت صرت المجرما ؟ قال: العدى حولي علت صيحاتهم أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟ قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم لو لم تكن منهم أجل و أعظما ! قال: المواسم قد بدت أعلامها و تعرضت لي في الملابس و الدمى و علي للأحباب فرض لازم لكن كفي ليس تملك درهما قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل حيا, و لست من الأحبة معدما! قال: الليالي جرعتني علقما قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما فلعل غيرك إن رآك مرنما طرح الكآبة جانبا و ترنما أتُراك تغنم بالتبرم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟ يا صاح, لا خطر على شفتيك أن تتثلما, و الوجه أن يتحطما فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى متلاطم, و لذا نحب الأنجما ! قال: البشاشة ليس تسعد كائنا يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما قلت ابتسم مادام بينك و الردى شبر, فإنك بعد لن تتبسما
الكتاب جرعه امل بسيطه ,يقدر يخرجك من مود اليأس لمود كله تفاؤل و امل عجبنى استشهاده بالاحاديث النبويه فى كثير من المواقف لبعث الامل فى النفوس عجبنى اصراره و اعادته ان الدنيا زائله و هى دار فناء متستاهلش كل الانسان بيعمله فيه فى النهايه الكتاب ينصح به خاصه من فتره للتانيه
الفارغون هم اصحاب الشائعات , التي لم تجد في الناس من يروجها غيرهم, بنت الرذيلة في أنفسهم أعشاشاً لها,ووجدت أفكار الخبث في أفكارهم أحضاناً لها, ينامون في النهار ويتسكعون في الليل, يتخلفون عن الركب ويحسدون الناجحين في الحياة,أولئك مثل الذين قال الله تعالى فيهم:
الكتاب ليس ذا قيمة علمية بالغة إنما خلجات نفس ونصائح خفيفة مُبسطة قيمة في مضمونها دعِّمت بشواهدٍ من القرآن والسنة نقيّة صافية تناغي الروح بعذوبة وخفة هذا الكتاب أجزم جزافا بأنه طُبع لكل معلمة ومربّية أرادت أن تهدي طالبة لها ولكل أم رغبت أن تُكافئ ابنا لها
كتاب ممل جداً... مجرد محاولة لعرض مواهب الكاتب الأدبية بل وأشعر أنه مكتوب لمجرد الكتابة...افكار مكررة كثيراً وأذكر أنه في أحد الصفحات كان هناك استشهاد خاطئ...الغاية المطلوبة من الكتاب هي رفع المعنويات وهو لايحقق حتى ربعها... لا أنصح أحد بإضاعة وقته عليه أبداً أبداً