هذا الكتاب يشرح لنا الفرق بين كثير من الأمور التي نخلط بينها مثل جلد الذات والضمير اليقظ، وبين الخضوع للناس والتعاون معهم، وبين الثقة بالنفس والاستعلاء، وبين احترام السلطة والخوف منها ومعانٍ أخرى. سنجد توضيحًا كاشفًا لسبب انفعالاتنا فكما كنا نظن أن أفعال الآخرين هي سبب انفعالنا يكشف لنا هذا الكتاب عن أن احتياجاتنا غير المشبعة هي السبب الجوهري للمشاعر والانفعالات. واحتياجاتنا هي مسؤوليتنا نحن فنحرر الآخرين أنهم سبب آلامنا ونتحرر نحن أننا كنا سبب آلام الآخرين. هذا التوضيح بين حدود مسؤولية كل فرد عن ألم وإيذاء الآخرين فكرة محورية في منهج التراحم. يعد بوصلة نقتدي بها لندرك ونرصد مشاعرنا وأفكارنا وتصرفاتنا واحتياجاتنا وكذا عند الآخرين، فنجد أننا نمسك بمصباح ينير لنا طريق علاقاتنا في الحياة العملية وعلى مستوى الصحة النفسية.
"بعضنا ينشد الظل والخَضَار والرحمة، وبعضنا يصطلي بأشجار النار، وبعضنا حَيْرَى بين هذا وذاك. من يزرعون أشجار الرحمة ويرعونها ويستظلون بظلها وينشرون شذا عبقها للعالمين، يورِّثون بذور بساتينهم لمن بعدهم، حتى وإن تشققت أياديهم من فلاحة أرض التراحم، ومن ألِفوا الشوك والنار ينشرونه حولهم ويورثونه أيضًا. ونحن كبشر نملك أن نختار أي الحديقتين نزهر. وعين رب العالمين ترى!"