رواية «رُدَّ قلبي» هي إحدى أشهر روايات فارس الرومانسية، الأديب الكبير يوسف السباعي. تدور أحداثها حول قصة عشقٍ مُحال بين علي، ابن الجنايني الفقير، وإنجي، الفتاة الأرستقراطية ابنة الأمراء، على خلفية تاريخية اجتماعية تعكس التفاوت الطبقي الذي شَهِدَه المجتمع المصري قبل ثورة 1952. يقف العاشقان في مواجهة واقعٍ اجتماعي يرفض ارتباطهما، فتمزج الرواية بين الرومانسية والتاريخ والدراما الاجتماعية. تحوَّلت الرواية سنة 1957 إلى أحد أشهر أفلام السينما المصرية، مُجسِّدةً تَوْقَ المصريين للعدالة والانعتاق من قيود المجتمع الطبقي.
أحد الكتاب المصريين المشهورين وفارس الرومانسية عرف السباعي ككاتب وضابط ووزير فعلى الرغم من انضمامه إلى كلية حربية صقلت شخصيته بالصارمة في عمله العسكري إلا أنه كان يمتلك قلباً رقيقاً تمكن من أن يصيغ به أروع القصص الاجتماعية والرومانسية وينسج خيوط شخصياتها لتصبح في النهاية رواية عظيمة تقدم للجمهور سواء كان قارئاً أو مشاهداً للأعمال السينمائية، وبالإضافة لهذا كله كان دبلوماسياً ووزيراً متميزاً. لقب بفارس الرومانسية نظراً لأعماله الأدبية العديدة التي نكتشف من خلالها عشقه للحب والرومانسية فجسد من خلال أعماله العديد من الشخصيات والأحداث مما جعل الجمهور يتفاعل معها ويتعاطف لها، ونظراً للتميز العالي لأعماله فقد تم تقديم العديد منها في شكل أعمال سينمائية حظيت بإقبال جماهيري عالي.
تولى السباعي العديد من المناصب والتي تدرج بها حتى وصل لأعلاها ونذكر من هذه المناصب: عمل كمدرس في الكلية الحربية، وفي عام1952م عمل كمديراً للمتحف الحربي، وتدرج في المناصب حتى وصل لرتبة عميد، وبعد تقاعده من الخدمة العسكرية تقلد عدد من المناصب منها: سكرتير عام المحكمة العليا للفنون والسكرتير العام لمؤتمر الوحدة الأفروأسيوية وذلك في عام1959م، ثم عمل كرئيس تحرير مجلة "أخر ساعة" في عام1965م، وعضوا في نادي القصة، ورئيساً لتحرير مجلة "الرسالة الجديدة"، وفي عام 1966م انتخب سكرتيراً عاماً لمؤتمر شعوب أسيا وأفريقيا اللاتينية، وعين عضواً متفرغاً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وزير، ورئيساً لمجلس إدارة دار الهلال في عام 1971م، ثم اختير للعمل كوزير للثقافة في مارس 1973م في عهد الرئيس السادات، وأصبح عضواً في مجلس إدارة مؤسسة الأهرام عام 1976م، وفي عام1977 تم انتخاب السباعي نقيب الصحافيين المصريين.
حصل السباعي على عدد من التكريمات والجوائز منها : جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وسام الاستحقاق الإيطالي من طبقة فارس، وفي عام 1970 حصل على جائزة لينين للسلام، ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولي من جمهورية مصر العربية، وفي عام 1976 فاز بجائزة وزارة الثقافة والإرشاد القومي عن أحسن قصة لفيلمي " رد قلبي" و"جميلة الجزائرية"، وأحسن حوار لفيلم رد قلبي وأحسن سيناريو لفيلم "الليلة الأخيرة" مما قاله السباعي " بيني وبين الموت خطوة سأخطوها إليه أو سيخطوها إلي .. فما أظن جسدي الواهن بقادر على أن يخطو إليه .. أيها الموت العزيز اقترب .. فقد طالت إليك لهفتي وطال إليك اشتياقي". تم اغتياله على أيدي رجلين فلسطينيين بالعاصمة القبرصية نيقوسيا أثناء ذهابه على رأس وفد مصري لحضور مؤتمر.
لا تغلق نفسك في هذا القالب الحديدي و تفرض عليها إحساساً معيناً تأبى الفكاك منه، لا تشيد حياتك على أمنية بغيرها تصبح في عداد العدم، إنك تسجن نفسك يائسا حزيناً محموماً لأنك حصرت كل تفكيرك في مخلوقة واحدة متعذرة المنال، بل لا يمكن بحال أن تكون لك، و أنت تدرك هذا لو فكرت فيه بذهنك لا بقلبك، و قد بت تحس أن الحياة بغيرها قفر يباب، حطم أسوار سجنك و انطلق خارجه تجد الحياة ما زالت بخير، و تجد بها من النعم المتعددة ما تغني كل منها عن الأخرى.
ردّ قلبي ________ يروي لنا يوسف السباعي في رائعته" ردّ قلبي" أحوال مصر من العام 1934 لغاية 1954، مرورا بالحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين 1948 وحريق القاهرة الشهير بكانون الثاني 1952 وثورة يوليو بذات السنة التي اطاحت بالنلكية، وقصة الحب الرومانسي والخالد بين الفتى الفقير والحالم علي ابن الجنايني عبد الدايم والأميرة الرائعة الرقيقة آنجي ابنة افندينا" البرنس" اسماعيل المتعجرف والمتكبر . يحكي عن الفروق الطبقية بين من يمتلكون كل شيئ ومن لا يملك الا عقله وذراعه وتصميمه على الحياة والحب وتحقيق انسانيته. ويرى فيها مؤلفها قائلا " كنت أرى كتابتها أهم ما في حياتي" وأنه عاش تفاصيلها ودقائقها لحظة بلحظة طيلة العام 1954، ولم تفارق ذهنه.، خلجات عقله وقلبه صُورت الرواية فيلما سينمائيا بطولة شكري سرحان بدور علي الضابط الفقير ومريم فخر الدين بدور الأميرة الطيبة آنجي، وحسين رياض بدور الجنايني وفردوس عبد الحميد ورشدي أباظة وهند رستم وممثلين مشهورين. وذاعت شهرة الفيلم وعّرض بمعظم صالات سينمات الوطن العربي ولاقى شعبية كبيرة واقبال الجمهور. من سينتصر في الصراع الطبقي الازلي الأبدي بين الناس، والأفراد ، أهو الواقع المادي والطبقات التي تسود المجتمع وتنظم حياته بقيمها وقوانينها ووسائل حكمها وأفكارها التي تميز بين الأفراد بحسب مكاناتهم الطبقية والاجتماعية؟ أم الحب الصافي والمثالي، والأفلاطوني بين المحبين والعشاق؟ وهل ستُدك السدود المقامة بين الطبقات، كما أحب علي الفقير وآنجي الأميرة لعشرين عاما؟ وتنهار الفوارق؟ قرأت الرواية للمرة الثانية اعجبت بها، انها " آيقونة ثورة يوليو" كما قال البعص. تذكرنت أحلام أجيال الأربعينات والخمسينات والستينات الذين حلموا بالمجتمع المثالي، واعتنق بعضهم الفكر الليبرالي واليساري والاشتراكي، والفكر الماركسي الذي يؤمن بنظرية الصراع الطبقي الذي يسير المجتمع ويحركه. ولا أنسى أولئك الكتّاب والروا ئيين والفنانين، ويوسف السباعي واحسان عبد القدوس والحكيم ومحفوظ وجبران ونعيمة وتوفيق يوسف عواد وغيرهم الذين أبدعوا بمجالات الفكر والحضارة
رواية للكاتب الراحل - يوسف السباعي - وقد قرأتها عندما كنت في الجامعة وأعيد قراءتها الآن!
الرواية تحولت لفيلم سينمائي مشهور - وهي على جزئين ولغتها فصحى سرداً وحواراً ومكتوبة على لسان الراوي العليم مع الكثير من الحوار بين الأبطال.
اللغة قوية والتعبيرات والتشبيهات جميلة وكلمات الرواية راقية وأسلوبها سهل مباشر يسير في خط زمني واحد دون تعقيد.
طبعاً روايات السباعي سياسية موجهة ضد الملك ومع الجيش وتستشعر هذا من كل كلمة ووصف في الرواية!
وصف المواقف والأبطال وبناء الشخصيات ممتاز - ووصف ما يدور في عقول وقلوب أبطال الرواية محكم وممتع!
بصفة عامة أنا أحب كتابات السباعي وأحب أسلوبه وهذه من أفضل رواياته على قلبي!
كنت قد قرأتها من أكثر من عشرين سنة ولكن لسبب ما أرددت أن أقرأها من جديد! وقد قرأتها ورقي!
اقتباسات
"نحن نحيا لأولادنا، لا بد لكل نبت من تربة يمتص منها غذاءه، وما دمنا أنبتنا نبتاً فلا بد أن نكرس أنفسنا لانمائه ورعايته … إن كل جهد نفعله يجب أن يكون من أجلهم .. ونحن لا نطلب منهم رد جميل."
"لا يهمك الناس .. فستكون ضابطاً، وتستطيع أن تضع قدمك على رؤوسهم .. كما أنوي أنا أن أفعل .. إن أول ما سأفعله هو أن أوقف الترام والأتوبيس في غير المحطة بمجرد إشارة من يدي .."
اكيد يوسف السباعي هو ملك الرومانسية بدون منازع اكثر شي حبيته في الرواية هو وصف الكلية العسكرية بتفاصيلها وحياتها بصفحات جميلة اعادتنا الى الزمن الجميل برقيه وأناقته بصراحة لم استسغ شخصية علي احسسته اناني ومتردد في طباعه في حين عشقت شخصية انجي بشجاعتها وبراءتها ونقاءها
هناك فارقا كبيرا بين ما يحب الإنسان وبين ما يجب أن يفعل. إنكار الشيء لا يكون بالتفكير فيه حتى ولو كان إنكاريا، أو استعباديا ، إما تفكر في الذي تحاول استبقاءه في ذهنك ، حتى ولو بالتظاهر بطرده وإهماله وإنكاره. الله لا يخيب لمؤمن رجاء. إن البر شيء هين وجه طلق وكلام لين. إن خير ما منحه الله لنا من وسائل الزمان أن أعطانا القدرة على أن نغلق رؤوسنا على ما بها. لابد أن الله يرد لنا جميلا صنعناه في أحد. إن الحياة كثيرا ما تجبرنا على ما نكره وتفرض علينا ما لا نشتهي. نحن لا نستطيع أن نفعل أكثر من بذل الجهد وإرضاء الضمير أما النتيجة فعلى الله تدبيرها وكل تدبير عند الله مشكور. الأفكار حرة لكل إنسان.
"إن الملابس لا تمنح النفوس حدودًا أوسع مما يمنحها أصلها". رائعة الكاتب العالمي يوسف السباعي. حقيقة ً هذه هي أول قراءاتي له.. سُعدت كثيرًا أن رُد قلبي كانت أول رواية أقرأها له وكانت بهذا الجمال. تحكي رواية رُد قلبي قصة علي ابن الجنايني الذي كان كل حلمه أن إنجي بنت الأمير تلتفت له وتحبه كما يحبها هو، وعن قبوله في الكلية الحربية ومحاولاته المستميتة بأن يزيل تلك الفروق الطبقية بينه وبينها. كما تجسد الرواية واقع مصر وجيشها حينها وكيف كان ينظر الأمراء والفقراء لبعضهم البعض.
الرواية جيدة كمجمل إنما ما يعيب الرواية بشدة هو الحشو الكثير وفي اخر 100 صفحة بالكتاب لا توجد احداث تقريبا فقط وصف حياة علي اليوميه في المدرسة او العمل