_ أحببتُ التعرف على سيرة هذه السيدة الطاهرة أم المؤمنين ( أم سلمة) "رضي الله عنها" هذه المرأة التي كانت مثالاً نموذجياً للمرأة المسلمة العالمة العاقلة الحكيمة القوية والزوجة الصبورة ، فنستقي منها دروساً وعبراً لحاضرنا ومستقبلنا نحتذي بها فتميزت برجاحة العقل وسداد الرأي ... لقد سجلت السيرة مشاركات وفيرة لها في أحداث عصرها ، فكانت تقدم الرأي لمن يستشيرها ، وكان لها بُعد نظر في مايجري حولها ولا تهاب قول الحق مهما حدث...
_ حيث أرسلت إلى معاوية حين أمر بلعن " علي" (رضي الله عنه) على المنابر قائلة : (( إنكم تلعنون الله ورسوله على منابركم، ذلكم أنكم تلعنون علياً ومن أحبه وأنا أشهد أن الله أحبه ورسوله)) كما يكفي أنها ما انفكت تسعى في خدمة دين الله ما أوتيت من قوة وطاقة ، فتحملت أعباء الدعوة وكانت نعم السند الركين لزوجها... فنقلت إلينا الكثير مما فعل وتحدث به رسولنا الكريم "صل الله علیه وسلم" ليكون رسولنا الحبيب "عليه أفضل الصلاة والسلام" نعم القدوة لاحتذاء المسلمين به في تعاملهم مع أهل بيتهم.
* قالت سمعت رسول الله "صل الله عليه وسلم " : (( إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمَّهم الله عزوجل بعذاب من عنده، فقلت يارسول الله : أما فيهم يومئذٍ أناس صالحون؟ قال : بلى، قلت : فكيف يصنع أولئك؟ قال : يصيبهم ما أصاب الناس، ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان ))
_ قالت : ( كان أكثر دعائه : يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)
اللهم ارزقنا غفرانك وعفوك ورضوانك وثبت قلوبنا على دينك يا أرحم الراحمين 🤲
= ما يؤخذ على الكتيب أن الكاتبة كررت معظم المواقف والأحداث أكثر من مرة .. حيث شعرت كأنني أعيد قراءة الصفحات السابقة .
أعلام المسلمين- أم سلمة للكاتبة أمينة عمر الخراط. ٥-٧٧ أم سلمة هي هند بنت أبي أمية، كانت من السابقين إلى رحاب الإسلام وقد هاجرت مع زوجها إلى الحبشة فكانت من العشرة الأوائل المهاجرين. وهي أول ظعينة تدخل المدينة مهاجرة.
حباها الله صفات جعلها ذات منزلة متميزة، منها رجاحة العقل حيث كانت ذات نظرة صائبة بعيدة تعتمد على الربط بين الأشياء واستنباط الفتوى التي تستوعب الحدث الجاري، يظهر ذلك جلياً في موقف صلح الحديبية عندما ذُهِل الصحابة بقبول رسولنا الكريم ببنود الصلح، فأشارت إلى الرسول أن يقوم هو بدعوة حالقه ليحلق له، ثم تبعه الصحابة بعد ذلك. كما تميزت في علمها وبلاغتها ومجاهرتها بالحق وجمالها.
توفيت رضي الله عنها سنة ٥٩ هجرية ودفنت بالبقيع. وقبل بأنها آخر زوجات النبي موتاً.
كنت أتمنى لو كان هناك ملحقًا بشرح غريب الألفاظ، لكان أنفع وأعمق فائدة. ولكم أعجبني وهي تذكر في كل مقدمة مساندة زوجها لها، نفع الله بكما وبذراريكما أم بلال وأبي بلال، هكذا الأسرة المسلمة ينبغي أن تكون.