في هذا الكتاب يحاور المختص في سوسيولوجيا الديانات والفيلسوف الفرنسي جون لوي شليغل، كل من توماس رومر وجاكلين الشابي، حول المسائل الأساسية التي ميّزت التوحيد فى كل من اليهودية والإسلام.
هذا الكتاب هو بمثابة خلاصة فكرية مهمة، استطاع المحاور من خلال أسئلة، موجهة ودقيقة، أن يُسلط الضوء على عصارة البحث عند كل من توماس رومر وجاكلين الشابي، ويبرز أهمّ ما وصل إليه التفكير عندهما، في مواضيع كانت بالأمس القريب ضمن المقدس الذي لا ينبغي التفكير فيه، أو ربما كانت من المواضيع التي تستغلها أوساط سلطوية معينة للتوظيف الأيديولوجي.
مع توماس رومر هناك مقاربة نقدية تأريخية حول تأريخية الإله وتأريخية النصوص. لم تولد النصوص التى وصلتنا دفعة واحدة وعلى نحو مكتمل، ولكنها كانت نتاج واقع تاريخي وثقافي أسهم بغزارة في تكوينها. لم يكن التوحيد من صميم تفكير اليهود الأوائل، ولكنهم عملوا على إنتاجه في ظروف تاريخية معيّنة، وترسّخ في أذهانهم من خلال أحداث وتجارب اجتماعية، استمرت لعدة قرون.
إله التوراة إله القرآن الكتاب اللي فرحت كتير بتوفر ترجمته لأني بعد ما قرأت ل جاكلين شابي كتاب (رب القبائل) وعجبني الطرح اللي فيه جداً حبيت أقرأ باقي كتبها ودا كان منهم وهو كتاب مشترك أي مكتوب في صيغة حوار معها ومع توماس رومر الباحث في الكتاب المقدس ويحاورهم جون-لوي شليغل. وباين من عنوانه بيتكلم عن إية وهو مقسوم على قسمين قسم لإله التوراة وقسم لإله القرآن
كدة فاضل كتاب لجاكلين شابي مستنياه يترجم وهو: القرآن المفكك.
وأقدر أقول إن الكتاب دا زائد كتاب رب القبائل زائد كتاب الحريم السياسي قللوا حدة غضبي نوعاً ما على الإسلام ونبي الإسلام أنا لا أدعي إنهم مثاليين بس وضع الأمور في سياقها يفرق كتير ويخلينا منصفين أنا لم أعد كارهة لنبي الإسلام بالتحديد ولا هقعد بعد كدة أمسك السيء في سيرته وأرصه مش عشان حاجة والله غير إني فهمته في سياقه كان في لمبة مطفية في فهم سياق الإسلام ونورتها جاكلين شابي وفاطمة المرنيسي.
نرجع لجاكلين شابي ولية طرحها ثوري نتكلم عن دا في نقاط
◾جاكلين هي استشراقية فرنسية لكنها شايفة إن الاستشراق الكلاسيكي كان رواده في الأساس توراتيين فاهتموا أكتر ما اهتموا بالتشابهات بينه وبين التوراة أكتر ما اهتموا بالسياق التاريخي والأنثروبولوجي للقرآن نفسه ودا غلط لأن من وجهة نظرها القرآن لا يحاور التوراة بل هو يحاور نفسه: القرآن لا يخاطب التوراة بل يُحدِّث نفسه باستخدام مقتطفات توراتية كعناصر تم جلبها للضرورة في مجرى الأحداث ومن أجل البرهنة على الخطاب.
** ومن وجهة نظري أنا فبفرض يا جماعة إن النبي محمد ناقل من اللي قبله او اخترع القرآن أوكي ليكن ذلك دا لن يغير شيء من الواقع الأهم هو التركيز على لية اقتبس دا وسياق الاقتباس وازاي وظفه
◾◾ القرآن هو ما هو، ما يجب دراسته هو مضامين الاقتباسات التوراتية أو غيرها. فأصل الاقتباس، كفعل مهم يتوجب معرفته، ليس هو السؤال الأساسي في نظرنا. المسلم اللي شايف القآن مجرد توراة مصححة لا يختلف عن غير المسلم اللي شايف القرآن توراة محرفة. يجب أن تكون نقطة الانطلاق هي تحليل دوافع المُقتبس. ولذلك ف جاكلين بتنتقد المدرسة اللي بتسعى للبحث عن أصول سريانية لألفاظ القرآن لأن دا في نظرها بيخرج الللفظ من سياق نزوله يعني قين الفايدة لما نعرف إن كلمة قرآن أصلها سرياني من غير ما نعرف العرب نفسهم فاهمينها ازاي السامع والمتلقي أهم بكتير من ناقل الوحي يا جماعة لأن السياق أهم من اللفظ.
◾◾◾كذلك جاكلين بتنتقد الاتجاهات اللي بتسعى لتمسيح (رده إلى تأثير مسيحي) أصول الإسلام لأنها شايفة إن السياق الأصلي للقرآن هو سياق قبلي ضيق وأوائل السور المكية بتتمحور حول مفاهيم عربية صرفة زي (رب-البيت-الكعبة-الحامي-الحليف-الولي-النصير-العدو-الماء-الإبل-الكلأ-خزائن السماء-الشمس-القمر-التطير-الأنواء) لدرجة إن حتى القصص التوراتية اللي كانت مجرد ادوات خطابية مش إعادة حكي بتتحكي بألفاظ ومفاهيم عربية صرفة وحتى في القرآن المكي قصة مريم والمسيح بتتحكي طشاش كدة وبيبقى التركيز على معحزة الحمل العذري مش كون يسوع إله أو لا مما يؤكد إن الهدف كان خطابي بحت ف فين بقى الأصل المسيحي للموضوع؟
◾◾◾◾ التوحيد اللي بيدعي ليه القرآن بالنسبة لجاكلين هو توحيد ذو نفعية متجذرة ليها علاقة بالولاء والحماية في بيئة فقيرة الموارد هي حالة اجتماعية لذلك القرآن لا يكلف نفسه عناء ممارسة اللاهوت. هو توحيد في صورة حلف وتعهد بالحماية من الإله رب البيت إلى البشر. الحلف القرآني ليس في حاجة إلى إعلان كما إعلان الوصايا العشر لأنه أوريدي موجود سورة الإيلاف مثال على ذلك. مفيش سؤال عن البداية او اللحظة الأولى فهذا غير مُفكر فيه. مفيش أسطورة أصل. حتى آدم وحواء بينزلوا على الأرض على طول المجتمع القبلي بديل للوصايا ولذلك الالتزام بيها عرفي مش نصي والقرآن قيد نفسه بدا.
من الآخر جاكلين معتمدة في بحثها واستنتاجاتها على الأنثروبولجيا التاريخية ودا لمواجهة انعدام المصادر المبكرة عن الحقبة دي لذلك يجب مواجهتها بمنهج تحليلي أكتر من البحث عن التوازيات مع التوراة. وزي ما الكتاب المقدس متقسم في النقد التاريخي لطبقات سردية كل واحدة ترجع لزمن وسياق مختلف ويهوه كان ابن إيل بعدين اندمجوا وإن المملكة الموحدة هي مجرد تاريخ مفترض كذلك ترى جاكلين شابي بالنسبة للقرآن وإنه برغم إنه اتكتب في زمن قصير جداً مقارنة بالتوراة إلا إنه برضو فيه طبقات سردية وصورة الإله وكذلك علاقته بالأديان السابقة مكنتش واضحة من الأول واتكونت واحدة واحدة بالتدريج من أول الإله القبلي رب البيت (حامي نبع الماء زمزم المحمي بقداسة الكعبة) لحد الله رب العالمين.
حبيت الكتاب وحبيته مع ال٢ السابقين اللي قللوا حدة غضبي من الإسلام نتيجة للفهم مش العاطفة: دا يختلف عن التبرير: أن تفهم كل شيء لا يعني أن تبرر كل شيء، لكنه يغير طريقة حكمك عليه. محمد بالنسبة لي مبقاش فرد بقى حلقة جوا بنية اجتماعية حكماه وحاكمة غيره.