في مدن الحليب والثلج، تُفتح أبواب الأسئلة الكبرى، وما الذي يحدث حين تتحوّل الدولة إلى وصيّ على الحُب، والهوية، وحتى الأمومة؟رواية تضعك وجهًا لوجه مع مؤسسات حديثة في مظهرها، سلطوية في جوهرها، تنتزع الأطفال باسم الرعاية، وتُعيد تشكيل المصائر كما تُعاد أرشفة الملفات في درجٍ بارد.من وطنٍ دافئ كالبحرين، إلى بلدٍ يشتعل كسوريا، ثم إلى صقيع السويد، تحكي لولوة قصتها...قصة أم تُحارب من أجل أطفالها، وإنسانة تخوض دائرة النار حتى النهاية.رواية تكسر القوالب، وتضع التجربة كاملة بين يديك، لتحكم ضميرك قبل كلّ شيء.
بصراحة عجبني الكتاب جدا وجعلني أفكر بجميع المهاجرين الذين تركوا بلدانهم طلبا لحياة افضل، وتكبدوا المصائب ليصلوا إلى بر الامان (والذي يعتقدون بأنه أماناً) وأنا منهم طبعا، فلا يوجد مكانا افضل من المكان الأصلي وبلادنا والحمدلله آمنة ولابد ان نحبها . احببت الجزء عن دمشق! لي بها ذكريات جميلة واتمنى ان اذهب لزيارتها مرة أخرى. كما تحدثت عن السويد، حسب ذاكرتي كانت بلد هادئ ولم اسمع بمصطلح السوسيال في المرات التي ذهبت لزيارتها.
القصة تحكي عن معاناة امرأة في البدء مع اخوتها من أبيها وكيف أنهم لم يهتموا بها، وبعد ان تزوجت من شخص غير مسئول وانجبت طفلة ذكية ، تحرش بها أحد المسئولين، وبعدها تزوجت من ابن خالها، والقصة تتمدد وتتحدث عن سفرهم الصعب للسويد وكيف اصابتها الضربات واحدة تلو الأخرى وكيف اخذوا ابنتها اولاً ثم طفليها ليعطوهم لعوائل سويدية. المهم القصة مأساة من وراء مأساة. في الحقيقة أعطيتها خمس نجوم لأنها مكتوبة بشاعرية احترافية وبعض مقاطعها جعلتني ابكي. قرأت القصة من على تطبيق أبجد
ولابدان اقول ان الكاتبة بحرينية فلا بد ان نلتقي بها في مجموعة القراء البحرينيين ونقرأ لها
اقتباسات
❞ الغربة؟ ليست لهجة غريبة، ولا طقسًا باردًا. الغربة حين تهمسين باسم طفلك، ولا يرد عليك. حين تصبح الأمومة «قرارًا»، والأبوة «إثباتًا»، والعائلة «ملفًّا في درج». ❝
❞ الأمومة؛ أن تضعي طفلك جهةَ القلب، وتضعي بقية العالم، على وضع الطيران. أن تكوني أول من يستيقظ على شهقة، وآخر من ينام على نبضه، وأن تتذكّري في نومكِ أنّ طفلكِ سيبكي بعد قليل، فلا تعرفين النوم أصلًا. أن تُخيطِي النهار ❞ تُخيطِي النهار على مقاس بكائه، أن تنسي صوتكِ لتُتقني لغته، وتُذيبِي جسدكِ كي يشتدّ عوده. أن تنجبيه بعد تسعة أشهر، وتحمليه بعدها كلّ العمر. ❝
❞ حين تكفّين عن الترقّب، عن نظرة العالم لكِ، تدركين ــ ولو متأخرة ــ أنّكِ لم تُخلقي لتكوني ظلًّا تابعًا… بل سيّدة الضوء. ❝
❞ أنا لستُ ورقةً يعود لها إذا بقي مقعدٌ شاغر. أنا اليقين الذي لا يُؤجل.
❞ ليست تلك الخطط التي نرسمها ونراجعها كلّ حين، الحياةُ مفاجآت تضربُ كالعواصف، تقتلع كلّ شيء من جذوره، تتركنا عالقين في الخواء. ❝
ما كل هذا الألم يا ست جليلة الرواية التي نالت مني ولست أنا من نلت منها محظوظة جدًا باختياري بالصدفة لهذه الرواية على ابجد بدأتها ولم اكن على قدر عال من التوقعات ولكن اندهشت ، أتمنى المزيد من الأعمال للكاتبة . رغم بساطة الفكرة والرواية ولكن الأسلوب رائع أسلوب مؤثر وشاعري وبسيط ولكنه مفعم بالألم وثقل المعاني والشعور تدور الرواية حول سيدة بحرينية تدعى لولوة تهاجر مع زوجها للسويد ثم يأخذوا منظمة السوسيال منها أولادها تحت رعاية الدولة لأنها كما زعموا "أم غير مسؤولة وغير كفء بتربية هؤلاء الأبناء" اتذكر فيلم هندي شاهدته من قبل يدور حول نفس القصة للفنانة المبدعة راني مخرجي ، سيدة تعيش في سويسرا اعتقد او المانيا مهاجرة مع زوجها وتم سحب الأطفال تحت رعاية الدولة وتبدأ هي في الحرب بمفردها كي تستعيد الأبناء
تركز الرواية على عدة قضايا الأمومة ، الغربة وليست فقط غربة شخص في بلد غير بلده ولكن غربة الأشخاص داخل وطنهم نفسه ، يحب المرء وطنه ولكن لا ندرى لما لم تحبنا أوطاننا وتحمينا ؟
الهجرةُ لم تكن خيارًا، الهجرةُ نجاة، محاولةٌ للفرار من وطنٍ صار مقبرةً مفتوحة. في الهجرة على الأقل، هناكَ وعدٌ ضعيف بالحياة.
أنا لست امًا بعد ولكن غريزة الأمومة كانت تتحرك في نفسي أثناء قراءة الرواية ، أحاول ان اكون موضع جمانه ماذا سأفعل لو سحبوا مني أطفالي .
❞ الأطفال الذين تَسحَبُهم مؤسسات الرعاية الاجتماعية لا يفقدون أسرهم فقط، هم يفقدون ذواتهم، يتحولون إلى كائناتٍ هجينة، هائمةٍ بين ثقافتين دون أن تنتمي حقًا لأيٍّ منهما، أطفالٌ تائهون بين ما فُرض عليهم، وبين ما كانوا ليكونوه لو لم يُنتزعوا من جذورهم. ❝
❞ أدركتُ أخيرًا أنّ الإنسان لا يُصقل بالكمال، بل بالتشظّي. وأنّ في كلّ شرخٍ داخلي، بذرة وعيٍ تتفتّح… تمامًا كما يولد الضوء من قلب الانفجار. ❝
❞ أدركتُ حينها أنّ كلّ الذين عادوا من المعارك سالمين، لم يعودوا أنفسهم. الحرب لا تقتل فقط، هي تُغيّر من تبقى. ❝
❞ وأنا صامتة، لا لأنني بخير، بل لأنّ الوجع حين يفيض، يُخرس اللسان. والقلوب التي ذاقت أكثر مما تحتمل، تتعلّم ألا تُظهر نزيفها، يصبح الدم جزءًا من النبض، يمرّ خفيًا، كما تمرّ الخيبات ❝
مدن الحليب والثلج، الحليب هو أمومة لولوة وعاطفتها تجاه أولادها، والثلج هو صقيع العالم من حولها، برودة الخذلان من العائلة، وصقيع الغربة التي استلبت منها اولادها.
الرواية مليئة بكثير من الازمات التي تمر بها لولوة من طفولتها وحتى نهاية الرواية، وهي في الكم من الكثرة بحيث لم يستوعب عقلي أن تكون كل هذه المصائب من نصيب فرد واحد، فأخذت أفكر، هل مثلا لولوة مريضة نفسيا وسنكتشف في النهاية أنها كانت تتوهم قهر وذل من حولها لها، وأن سحب أولادها منها كان هو القرار الصحيح؟ أم انها رواية تحاول تجميع أكبر قدر من المآسي لكسب تعاطف القراء؟ أم أن هناك اسقاط ما خلف أحداث الرواية؟ ملت في النهاية للاحتمال الأخير، خصوصا لما وجدت أن قصة لولوة تضم كل الأحداث العظام التي مرت بها شعوب المنطقة العربية مثل الربيع العربي، ظهور الدواعش والتيار المتطرف وأزمة اللاجئين في أوروبا التي نتجت عنهم، كورونا وما فرضته من حصار طال أفراد البيت الواحد. وعلى الصعيد الشخصي تجربة لولوة مع عائلتها ونصيبها في الزواج يعكس حالات متكررة نراها ونسمع عنها كثيرا.
لذلك أكملت قراءة الرواية على هذا الأساس، أن لولوة ما هي الا اسقاط عن الشعب العربي، ليست دولة معينة كالبحرين أو سوريا، ولكن عن كل شخص عربي عانى من الخذلان والطغيان في وطنه فهرب الى الغرب الذي يتغنى بالحرية واحترام حقوق الإنسان، فوجده أكثر قسوة عليه من وطنه، فعاد في النهاية الى موطنه مكسورا، مجرد حطام.
رواية شاعرية رقيقة بامتياز استطاعت فيها الكاتبة أن تأخذنا في رحلة من الوجع بداية من سوريا الي السويد رواية تسلط الضوء علي عدة قضايا مثل التحرش الجنسي والهوية مرورا بالقوانين المجحفة في بلاد العالم الاول التجربة الأولي لي مع الكاتبة ولن تكون الأخيرة
أعتقد دي ممكن تكون أحلى أو من أحلى الروايات اللس قريتها السنادي..
ما بين سوريا تحت حكم الأسد ومجزرة سبايكر اللي قام بيها داعش في العراق وفي السويد الأطفال بتتخطف من أهاليها تحت بند " إنهم عرب غير صالحين لتربية أطفالهم"
ولؤلؤة البنت اللي اتحولت في لحظة من دلوعة باباها لطفلة عندها ١٧ سنة بتتجوز واحد اكبر منها ب ٢٠ سنة بالإجبار بعد ما اخواتها حاولوا يخلصوا منها
ما بين حرب وظلم وقهر وعنف منزلي وغربة وبصيص من الأمل في قصة حب قديمة
عندي كلام كتير أقوله بس حاسة مفيش حاجة ممكن تعبر عن اللي جوايا…
رواية عظيمة صغيرة بس عمرها ما تخلص في قعدة ولا اتنين بقالي اربع ايام بحاول اقراها واخد نفسي❤️❤️
⭐ نجمة واحدة ليست تقديرًا للكتاب، بل احترامًا للنقود التي دفعتها.
الرواية تشبه قطعة كب كيك صغيرة أُغرقَت بكل أنواع الزينة الممكنة، ففقدت بساطتها وجمالها. حاولت الكاتبة أن تضم في مئتي صفحة أحداثًا من مختلف أنحاء العالم، دون مراعاة للتسلسل الزمني أو الانتقال المنطقي بين الأحداث. حتى أسلوب الفلاش باك لم يكن واضحًا؛ إذ بدت الفصول وكأنها فُككت ثم جُمعت بلا ترتيب.
كانت الفكرة قابلة لأن تكون أفضل بكثير لو اقتصرت على مواضيع محددة، واستُخدم الحوار لتطوير الأحداث بدل الاكتفاء بتكديسها.
"مدن الحليب والثلج" الرواية الثانية لـ جليلة السيد والصادرة حديثا عن "دار الر��فدين"، تمثل نقلة نوعية وخطوة صاعدة في المشهد السردي، عمل مفعم بالقضايا الكبرى والمعاصرة، عابرة للبيئة المحلية وحافرة في صميم دساتير الدول الأوربية، في مقارنة مبطنة وكاشفة للأقنعة الحديثة عبر المؤسسات ذات المسميات البراقة لكنها لا تقل قسوة سوداوية عن سواها في الشرق. " ظننت أن الحرب في الشرق، وأنني نجوت منها، لكني أدركت الآن أنها لم تنتهِ، تبدلت أسلحتها ليس إلا.." صــ74ـ
يبدأ هذا العمل منذ الإهداء المزدوج الذي يتقاسمه الكاتبة لصالح البطلة داخل الرواية، ويبدو ذلك تضحية مستحقة لصالح الحبكة: " لمغتصبي الطفولة باسم الحرية والحماية سيقاضيكم التأريخ وأنا"
" لولوة" البطلة والشخصية المركبة، العادية جدا والمعقدة أكثر بحكم الظروف التي عاشتها، بدءا من أمها التي عانت الهجرة من سوريا للبحرين بسبب زواجها من " جميل" المرتبط بزوجتين قبلها، وما تلى هذه الهجرة التي تكيفت واستكانت لها الأم لكنها أثرت على " لولوه" حين بدأ الطلاب بتسميتها " بنت السورية" وكأنها - رغم كل الأوراق الرسمية- لم يتم قبولها في المجتمع واندماجها بشكل تام، ثم بعد وفاة أبيها يتم المتاجرة بها من الأخوة وتزويجها برجل يكبرها، يضيّق عليها ويحرمها من أبسط الحقوق، ثم تجربة الطلاق وهي أم لطفلتها جمانة، عودتها للدراسة، عملها، ثم ضعفها و وحدتها، وقوعها وابنتها في شرك رجل متحرش، يترك أثره بالغا على جمانة البنت التي لا تتخطى ذلك حتى آخر لحظات حياتها.
تلعب قضية "التحرش" بعدا نفسيا وجوهريا داخل العمل، كما ترتكز الرواية بمجملها على ثنائية الطفولة والأمومة، وكيف تتحول هذه الأم المغلوب على أمرها إلى كائن شرس لا ينكسر أو يلين ولا يركن للاستسلام. في الفلم الهندي " mom” تقول الأم للسيد دك: -أن الله لا يستطيع أن يكون في كل مكان سيد دك. فيرد عليها بحكمة وهو يرى أم تفعل المستحيل من أجل الانتقام لابنتها: -أعرف .. وهذا هو السبب من خلق الله للأمهات."
خلقت الأمهات بروح إلهية مجبولة على العناية والحماية التي تحتاجها بدورها لكنها تضحي في سبيل أطفالها بما يفوق إمكانياتها عند الخطر لأنها تتعاطى بالفطرة بل بالحكمة.
الرواية معاصرة بطرحها للقضايا الراهنة، الثورات، الحروب، الكرونا، وقضايا متجددة، التحرش، صراع الهوية وتحديدا للمهاجرين، وكما أسلفت هذا عمل مبطن بالمقارنات إذ يمكن تقريب صورة أم " لولوه" وهي المهاجرة من بلد عربي لآخر خليجي وبين "لولوه" نفسها وعصام زوجها وهجرتهم من بلد عربي إلى آخر أوربي وكيف أثر ذلك على " جمانة" الابنة التي تعاني أصلا تبعات نفسية غير مستقرة، وسنرى في الرواية كيف يأثر ذاك على اختياراتها وتأثرها بمحيطها الجديد وتعاملها مع مساحة الحرية الهائلة بالنسبة لقادم من بيئة محافظة تحظى الأسرة بمرتبة مقدسة فيها، سيلعب صراع الهوية على الجميع وسيطرح الأسئلة الصعبة عن نوعية الوطن وماهية الانتماء، كما يسلط الضوء على " السوسيال" المؤسسة التي تعد ندا وخصما لا يستهان به ضد الأسرة وكيفية إدارة شؤونها التربوية مع أطفالها.
كل شخصية في هذا العمل تشير لاشكال أو قضية تضيق أو تتسع: " عصام" الشخصية التي تمثل " التحول" مواطن عادي في بلد يعج بالثورات وعدم الاستقرار، يجنح للهرب والتورط مع جماعات مسلحة ثم يعود محطما ليعاود الهجرة وهكذا ثم يعاود التحول للدخول في دهاليز الجماعات المنشقة.
"جمانة" البنت التي تمثل صراع الهوية بامتياز رغم أن هذا الصراع ينال من الجميع بنسب متفاوته لكنه يقضي عليها.. "الحب وحده لا يكفي لحماية أبنائنا من أقدارهم" صــ122ـ
" يوسف" الولد الذي يأخذنا لعالم " التوحّد" العالم الذي بدأ يظهر بشكل ملفت دون أن يعرف العلم سببا واضحا رغم الكم الكبير في سوق المبررات وجعلها أسبابا حتمية.
"حليمة" الصديقة والقريبة الطيبة التي رغم محبتها إلا أنها طيبة لدرجة عدم مقدرتها للوقوف صراحة مع الحق، لأن الحق يجعلها خصما مع والدها وهذه سمة طابور كبير بكافة المجتمعات.
"عبدالله" الأخ الكبير الذي تسرقه ملذات الدنيا ويجور على أخته ويعرضها للمهانة ومحاولة لسلب إرثها المستحق، ثم تدور الدوائر لتكسره أقدار الدنيا التي لا ترحم فيعود لرشده ودوره الأخوي.
"لولوة" أم خائفة، " لكني لم أكن غبية، كنت أماً خائفة، أحيانا يجعلنا الخوف نخطئ أكثر، ننسى من نحبهم أكثر.." صـ147ـ وهي امرأة تتعرض كما كل المجتمعات لعقبات أهمها علاقتها العاطفية وكيفية لجمها أو سبل أخذ الكفاية منها، وغالبا ستتعرض للألم.
"كريم" يمثل الطفولة، بكل سماتها وما ترمز إليه من مستقبل و أمل لا ينقطع بل يجب المحافظة عليه كآخر ورقة يمكن المراهنة عليها: " أطفالي .. أنا عالمهم وسأصمد لأجلهم" صـ221ــٰ كانت الحرية هي كل ما يضج به الناس في شوارع سوريا مرددين " الله، الوطن. حرية وبس" لكن حين حصل عصام و لولوه على وطن آمن وحرية بسقف مرتفع تسببت في فقد أطفالهم بل وشتات شملهم صار شعارها الضمني: " الله، الوطن، أطفالي وبس"
على غير العادة ينتهي العمل شبه نهاية سعيدة أو هكذا يتمنى القارئ حيث تعود الأشياء لمكانها الأول مع بعض التغيرات الإيجابية، خسارة العائلة الصغيرة في مقابل شمل العائلة الكبيرة وعودة الدفء إليها.
ختاما.. لا أدري إن كانت شهادتي مجروحة في هذا الرواية فقد حظيت بقراءة ثلاث مسودات قبلها وكانت أكثر غزارة في وصف وتوضيح المشاهد، بينما تجيء النسخة الأخير باختصارات شديدة دون أن تمس بصلب العمل لكنها حتما أثرت على الدفقة الشعورية، إذ أتنبه، إن الإمعان في تفصيل المشهد ليس غرضا زائدا وإن كان غير محبب، لكنه يمنحك السعة في الشعور والاحاطة الكاملة بالتفاصيل. أتمنى أن يكون هذا رأيي وحسب.
لقد أثبتت " جليلة السيد" بهذا العمل حضورها الفعلي و الواعد وإن تجربتها متقدمة جدا ويعوّل عليها، فبهكذا طرح و عمق وتمكن فنيا وأدبيا نحن أمام روائية تبشرنا بالتميز والمنافسة.
" لاشيء يحدث بغتة. كلُّ ألمٍ هو امتدادٌ لوجع قديم، وكل سقوط هو تتمة لسقوط سبقه. الحياة تُعِدُّنا للفقد على جرعات خفية، حتى لا نفزع حين يدهمنا بأكمله. تدريبات ناعمة قبل الطامة الكبرى."
رواية كتبت بإحساس عميق ولغة دافئة لموضوع صادم وجريء بحيث تناقش الأمومة ليست كعاطفة فقط بل كمنحنى سياسي تتدخل فيه الدولة ومؤسسات الرعاية ومآلات الهجرة أو اللجوء السياسي ممتداً من دفء الوطن الأم (البحرين) مروراً بسوريا وتحديداً دمشق ووصولاً إلى بلد المهجر (السويد). مستعرضة المشهد السياسي والتشريعات البراقة للسلطة لتقرير مصائر الأطفال تحت مسمى (الحماية). فتتحول قضية فقدان الأمومة من تجربة وعاطفة متجذرة في قلب الأم إلى مواجهة مع مؤسسات تزعم (الرعاية وحماية مصلحة الطفل) في خطين سياسي واجتماعي متداخلين معاً.
جاء عنوان الرواية يحمل ثيمتين مشتركتين في بياضهما إلا أنهما متناقضتين في المعنى، فالحليب كرمز للأمومة والارتباط العائلي بينما يرمز الثلج للبرودة والقسوة والتجرد من المشاعر الدافئة. أما البناء السردي للرواية جاء بأسلوب عاطفي أمومي متوازن بين السرد الشخصي والوثائقي مما يجعلنا نغوص في عمق الألم والفقد والذاكرة والعائلة والقلق النفسي والاغتراب وضياع الهوية.
الرواية عبارة عن نقلة نوعية في مشهد السرد المحلي لجرأتها في طرح مواضيع حساسة كمنظمات السوسيال التي تهدف إلى تدمير النواة الأساسية لتكوين المجتمع "الأسرة" وبهذا تهدم القيم فيصعب فيما بعد تتبع أرقام الأطفال المتبنين مما يزيد من عدد جرائم الطفولة والتحرش والدعاوة وتجارة الأعضاء وقضايا الجندر وتشتيت الهوية التي تخدم مصالح القوة الأكبر التي تسعى بدورها للتحكم في العالم.
الرواية في عدد صفحاتها القليل تحاكي مواضيع كثيرة جداً أكثر مما يحتمله حجم النص منها: زواج الاجانب الأمومة الفقد الهجرة الحروب كرونا التوحد الحياة في المهجر والموضوع الأساسي السوسيال هذه الكثرة في تعدد المواضيع من دون توسع حقيقي يعالج الطرح أفقد النص جزءاً من رونقه وجماليته لأنه يعكس تشتت فكري لدى الكاتب ويُدخل القارىء في متاهات عبثية لا تخدم السهل الممتنع من النص. رواية جميلة جداً وتستحق القراءة.
اللغة جميلة جدّاً رغم تسرّب بعض الأخطاء اللغوية. لغة الكاتبة جميلة و عفويّة. فخمة و خالية من التصنّع في نفس الوقت. جليلة السيد تمتلك ناصية الكلمة . هذا لا شكّ فيه. لا أذكر أنّي سطّرت سابقًا مثل هذا العدد الهائل من الجُمل في رواية أخرى. الراوية هنا هي البطلة لولوة. تحدثنا بضمير المتكلم و لا تعرف عن الأحداث و الشخصيات الأخرى أكثر ممّا يتاح لها . اختارت لها الكاتبة قدرًا شديد السواد أربكني حقيقةً بعض الشيء. هناك بعض أبطال الروايات التي أدرجها في خانة اخترعتها خصّيصاً لهم " طلعت روحه فضربتها طيّارة"🫣 يعني هذه المسكينة اختزلت لوحدها كل عقد المجتمع البحريني ( يتم ، إكراه على الزواج ، عنف زوجي، بيدوفيليا) و لعنت حبيبها بالمأساة السورية (القمع، داعش ، PTSD) ثمّ أبت إلّا أن تكلّل حياتها الكئيبة ببعض المشاكل العائلية السويدية (الهجرة ، الهوية، السوسيال، الاغتصاب ، التوحد ، الانتحار) .. النتيجة كانت نوعًا من خيبة الأمل : ما ابتدأ مثل رواية واعدة جميلة شدّتني منذ اللحظة الأولى انتهى بطعم غريب مزعج. سقف تطلعاتي تحطّم على حائط شخصية عصام التي تتحرك بنزق طفل مدلّل في الفصول الأخيرة للراوية. يفعل ما يشاء دون عناء تفسير تصرفاته للقرّاء المساكين . حسب رأيي للرواية نقاط قوة عديدة و لكن نقطة ضعفها كانت أكثر.
* أنا محتاج انوه من البداية ان المراجعة دي هتبقى شائكة، و في الغالب هتجيبلي وجع دماغ كتير. و بالرغم من عدم اعجابي بالعمل - أديني قولت رأيي من أول كام سطر - و لكن ده لا ينفي انه بوابة مهمة جداً فقط لاثارته ما أثاره من مواضيع.
* خلوني أبدأ في الأول باني أوضح إن عدم إعجابي بالعمل نابع من عدم إعجابي بالفكرة اللي العمل بيحاول يروج لها - ده غير عدم اعجابي بالتفاصيل و التحابيش اللي أضيفت على الموضوع الأساسي - و الموقف اتكرر معايا قبل كده عند قراءة رواية ثلاثية غرناطة. و اعتراضي على الفكرة بيخليني مش عارف استمتع بالعمل مهما كان العمل جيد على المستوى الأدبي.
* و لكن قبل ما ندخل في السلبيات و الاعتراضات، محتاج اتكلم عن نقطة مهمة ألا و هي لعة الكاتبة و أسلوبها، و اللي أقدر اقول عنهم بضمير مرتاح انهم أكثر من جيدين. الكاتبة عندها قدرة على الوصف و قاموس لغوي جيد و مفردات و مرادفات موفقة في اختيارهم و في التعبير بيهم عما تريد من معاني.
* زي ما شكرنا في لغة الكاتب�� و أسلوبها، لازم نوضح بقى كيف انقلب السحر على الساحر و اتحولت هذه اللغة القوية و ذاك الأسلوب الجيد لنقطة سلبية، في وجهة نظري على الأقل. و أقدر أقول إن هذا التحول حصل لما الكاتبة افرطت في محاولة التأثير في مشاعر القارئ، و بدل ما كانت الكتابة بتؤثر في مشاعر القارئ و بتوصل له مشاعر الأبطال أصبح الأسلوب و الكتابة بيضغطوا على القارئ و يستجدوه و يستنزفوه علشان يتفاعل معاهم بالعافية. أقدر أقول ان الاحساس ده ماكنش موجود من أول الرواية و لكن بعد ما انتهيت من قراة ثلث الرواية بدأت احس بظهور الشعور ده على استحياؤ و كل ما كنت بتقدم أكثر في القراءة كان الاحساس ده بيزيد.
* الحقيقة مش عارف أبدأ بأي نقطة من اللي عندي لأن كلهم مثيرين للجدل و فيهم وجع دماغ. و لكن خلونا نبدأ من عند أسس التربية. الكاتبة في الرواية بتقول - لما معناه - إن لازم يتم مراعاة الخصوصية الثقافية للمهاجرين الشرقيين لدول اوروبا و خاصة السويد - بما أنها موقع احداث الرواية و في الوقت نفسه يه المكان اللي أثير فيه الموضوع في الواقع - فيما يخص أساليب التربية، و الحقيقة ان هذا الطلب غير مبرر على الاطلاق فيما يخص احداث الرواية - الحقيقة ولا في الواقع كمان - فيما يخص اللي حصل في الرواية فتصرف الأم خاطئ بنسبة ١٠٠% و المفروض انه لو حصل في اي مكان في العالم يحصل نفس الي حصل في الرواية. و بشكل عام لازم نعترف انناةكعرب متأخرين فيما يخص أساليب التربية و حماية حقوق الطفل، و كمان لازم نبقى عارفين ان الطب النفسي اثبت ان الأم عادي جداً ممكن تبقى بتؤذي أطفالها سواء جسدياً او نفسياً حتى لو هي مش عارفة او مش فاهمة او بتعمل ده بحسن نية.
* النقطة الثانية هي المتعلقة بعقدة الاضطهاد اللي بيشعر بيها العرب في الغرب، و أنا هنا مش بنكر وجودها و لكن بنكر وضوحها الزيادة و كثافة انتشارها و استخدامها كسبب و شماعة لكل حاجة بتحصل. خليني أقولكم اني ماكنتش اعرف ولا متابع اي حاجة عن المشكلة اللي بتطرحها الرواية و بالتالي بعد ما انهيت قراءتها روحت عملت بحث سريع كده على الانترنت علشان افهم اكتر عن الموضوع، و الكام مقال اللي قرأتهم بيقولوا بشكل صريح ان الاعتراضات على قوانين السوسيال عامة، مش بس من العرب، و كمان الاتهام بإن اللي بيحصل ده بيحصل للعرب فقط بغرض نزع اطفالهم منهم و تدمير هويتهم، الكلام تم نفيه و الحديث عن ان الفكرة دي تم طرحها و الترويج ليها كن بعض الصفحات العربية و كان فيه مقال في ال bbc ترند بيذكر بعض الأرقام اللي بتوضح ان النسب ما بين العرب و غير العرب متساوية
* النقطة الثالثة بقى فمتعلقة بالتفاصيل اللي حوالين الموضوع او القضية الاساسية اللي بتطرحها الكاتبة. و انا هنا بقصد تفصيلة التعدي على البنت في العائلة المستضيفة و الاشارة لده على انه نمط شائع او دارج او اتكرر اكتر من مرة، في حين ان في الواقع و فيما قمت بقراءته لا يوجد ذكر لهذا الشئ - و احب اعترف اني مابصيتش على المصادر المتحيزة و المجهولة و اللي داخلة الموضوع بخلفية دينية - و ما اثير هو قضية نزع حضانة الاطفال من أسرهم ليس إلا. و دي نقطة مهمة عصبتني و خلتني معترض على ما يتم تقديمه في الرواية.
* فيه نقطة كمان على الهامش، و هي نقطة ليه عملناةفي الرواية خلطة الدول العجيبة دي ليه البحرين و سوريا و العراق و السويد. ماعنديش اعتراض كبير يعني بس مش شايف سبب ان البطل يبقى من سوريا، و كان ممكن تبقى الأسرة كلها بحرينية عادي جداً.
* على الهامش بردو بالرغم من ان بطلة الرواية بحرينية إلا ان البحرين هي اقل دولة في الروايةشوفناها و عرفنا عنها ملامح و تفاصيل. ده احنا عرفنا معلومات عن مدن السويد اكتر من اللي عرفناه عن البحرين كلها.
* عارف ان انا رأيي مختلف عن اغلب أراء القراء و لكن اتمنى اني أكون قدرت اوضح وجهة نظري و الأسباب اللي خلتني اتبنى هذا الرأي
الصفح : 219 جليلة السيد دار الرافدين نوع : اجتماعية ، درامية في حرق في الاحداث - الرواية أحداثها ما بين سوريا والعراق والسويد - رواية تحمل من الالم والحزن ما لا يتحمله بشر لاشئ يضاهي مشاعر هذه الأم ولا تسعى الكلمات لوصف هذه المشاعر من الالام والفقد والعوز والغدر . - اولا تلقي الكاتبة الضوء على اب متزوج من امراتين لديه اولاد وبنت بعد موته لم يترك الاولاد اختهم ذات السابعة عشر عاما الا وتم تزويجها من رجل اكبر منها ب 20 عاما وليس كذلك فقد بل تم ضربها واهانتها وطردها هي ابنتها - ثانيا على الصعيد الاخر عائلها خالها فهي كانت تحب ابن خالها وهو يحبها في دمشق ولكنه مهتم بالسياسة وتحرير بلاد الموصل في وقت سقوط البلد وتولي داعش حكم سوريا ويحكي عن معاناته هناك. - ثالثا انتقالنا لفكرة الاغتراب الى بلد اوروبية مثل السويد فبعد ان حصلت هذه الفتاه على ما تريد حب حياتها رافقته الى بلاد الغربة فكانت النتيجة ان القوانين هناك تسلب الاطفال من عائلتهم لانهم غير مؤهلين وانها ام غير صالحة لتربية وليس فقد ذلك بل ان احد ابنائها توفي بسبب اهمالهم . - في النهاية الرواية تصف جزء بسيط من واقع مؤلم ليس لنا علما به الاسلوب واللغة والسرد والحوار أكثر من رائع والقوة في رسم الشخصيات تألمت وحزنت مع الشخصيات وصدمت من بعض الاحداث. - بعض الاقتباسات - الشهرة لا تأتي دائما لمن يسمى اليها أحيانا تنتقي صاحبها تتسلل الى احدهم فجاه ليس لانه اراد الاضواء ربما لانه فعل سيئا لا يمكن للعالم ان يتجاهله ببساطة. وبعض الافعال لا تحتاج الى تخطيط. الزمن يسرق كل شئ لا ما نخبئه بصدق في القلب . كل ما هو لنا ذاب كأن الوقت انحنى ليمنحنا هذه المساحة النقية. لم افهم يومها ان اللعبة لعز ، وان الاجابات حبائل لا تفك الا بحذر احيانا لا تكمن القوة في ضخب المواجهة لا في رفع الصوت وصد الهجوم لاثبات الحق المسلوب كثيرا ما يكون السكوت في وجه الظالم اكثر حزما. وامنت ان بعض الفقد يشبه ثقبا لا يردم مهما حاولنا ، تهزمنا هشاشته . لاشئ يحدث بغته كل الم هو امتداد لوجع قديم تقييم ⭐⭐⭐⭐⭐
بدايتي مع هذه الرواية جاءت بمجرد اختبار، قررت أن افتح صفحة واحدة لألقي نظرة سريعة، وجدت أنني قرأت عدت صفحات وأخذت منها اقتباسات وشعرت بضيق تنفس لا أعلم مصدره، فعلمت أنها ستكون رفيقتي في الأيام التالية لذلك. بدأت أنا وأصدقائي قراءتها أجمعنا على شعورنا بالضيق والحزن، ولكن هذا لم يوقفنا أبدًا عن استكمالها وإنهائها في وقت قصير، رواية مدن الحليب والثلج للكاتب جليلة السيد التي جاءت من بلدة يعيش فيها معظم أهلي فشعرت بالانتماء لها ولحكايتها دون سبب واضح غير ذلك، لذا كنت أشعر وكأننا أعيش تلك القصة أعرف هذه اللهجة جيدًا يمكنني الاستماع لصوت الأبطال ولكنتهم، أعرف ملامحهم وكأنني أراهم أمامي يتجادلون ويحزن ويبكون! بدأت الرواية مع طفلة وجدت نفسها تًباع أو بالأحرى تتزوج من رجل يكبرها بسنوات لتنجب طفلة مثلها اسمتها (جمان) تأخذنا الطفلة الكبيرة وطفلتها الصغيرة معًا في رحلة للكشف عن الكثير من المساوئ التي تتعرض لها المرآة العربية بداية من الزواج في عمر صغير والطلاق وتربية الأطفال وحدها دون سؤال الأب الذي يكون مجرد اسم في بطاقة لا غير. لا تتوقف رحلة المعاناة هنا، بل أن كل رجل يقابل بطلة الرواية وتتخيل أنها ستجد فيه الخلاص على العكس من ذلك تجد فيه الوحدة والخديعة وربما القت.ل بدم بارد، وليس كل الق.تل ذب.ح ود.ماء!
تبدأ رحلة لؤلؤه ما بين البحرين وسوريا والسويد، الأول وحيدة وبعد ذلك معها عصام الذي كنت أعتقد أنه سيكون المنقذ لها من كل الألم السابق، ولكنني لم أعرف أنه يخبئ معه ألم لن يمكن الشفاء منه أبدًا. نواجه مع لولو الكثير من المشكلات التي يواجهها العرب المهاجرين سواء كان للسويد أو غيرها، ثم تأتي جائحة كورونا لتعصب بلولو التي ذهبت للبحرين قبل انتشارها لتُحتجز هناك، معها طفلها حديث الولادة وجمان هناك في مدينة الثلج ومعها عصام، كيف يمكن للأم أن تحتمل فراق طفلتها الصغيرة لأيام وشهور طويلة، وكأنه كان تمهيد لشيء ما لم نكن نحن أو لولو نتخيله!
نتعرف على السوسيال في السويد والذي بقوانينه المجحفة يمكنه أن يختطف الأطفال من حضن ابائهم بحجج واهية لا معنى لها ليحرمونهم الأثنين من بعضهم لسنوات وربما للأبد، كشف الكثير من المستور في اعمالهم، بل ما فاجئني هو كيفية مواجهة عصام لكل والذي حدث بعد ذلك، واتجاه تفكير القارئ إلى جزء لنجد أن عصام يقوم بفعل مغاير تمامًا لما توقعته، ولكنه كان الحل الذي جعلني اتنفس مرة أخرى بعد رؤية يوسف وكريم ثانية.
عندما تُبكيني رواية أعرف أنني لن أنساها قط مهما قرأت، ولقد فعلت (مدن الحليب والثلج) ذلك بي، لقد بكيت مع لولوه، بكيت مع جمان، بكيت على حالهم، كنت أشعر بغصة في قلبي تقبضه ولا يمكنني التنفس، كنت أود شفائهم جميعًا من كل هذا الألم وأنا معهم، الفقد والوحدة وسرقة الأحباء لا يمكن الشفاء منها مهما مر الزمن، لم أتوقف عن البكاء حتى نهاية الرواية وحتى مع ابتسامتي لرؤية الشمس التي أمكنها أن تشرق من جديد في حياة لولوه وأطفالها، ولكن الغصة لازمتني حتى النهاية، وتركت ثقل في قلبي لا يمكنني نسيانه حتى مع انتهاء صفحاتها، الرواية قاسية؛ ولكن الواقع أكثر قسوة بكل تأكيد.
حبكة الرواية كانت متماسكة لم أجد بها ثغرات، والأهم كان لغة الكاتبة، التي سحرتني وجعلتني أود أخذ الرواية كلها كاقتباسات ولقد فعلت بالفعل مع الكثير من الجُمل التي أثرتني وجعلتني أتوقف أمامها، تشبيهات وتركيبات الجمل كانت نقية وحديثة الولادة على يد الكاتبة، ولكن لفت نظري فقط كلمة (أمومة معطلة) التي قرأتها سابقًا في رواية ولفتت نظري أيضًا.
اقتباسات:
❞ الأمومة؛ أن تضعي طفلك جهةَ القلب، وتضعي بقية العالم، على وضع الطيران. ❝
❞ كلُّ ألمٍ هو امتدادٌ لوجعٍ قديم، وكلّ سقوطٍ هو تتمّةٌ لسقوطٍ سبقه. الحياة تُعِدُّنا للفقد على جرعاتٍ خفيّة، حتى لا نفزع حين يدهمنا بأكمله. تدريبات ناعمة قبل الطامة الكبرى، ❝
❞ سريرٌ بغطاءٍ باهت، خزانة ملابسَ مائلةٌ في إحدى زوايا الغرفة، تشهد اعوجاج حظي العاثر. مرايا تعكس صورتي، متكسرة إلى شظايا، يخيل لي أنها تهمس بصوتٍ مكتوم: «أنتِ مثلي، محطمة». ❝
❞ وآمنتُ أنّ بعض الفقد يشبه ثقبًا لا يُردم، مهما حاولنا، تهزمنا هشاشته. ❝
❞ وأنا صامتة، لا لأنني بخير، بل لأنّ الوجع حين يفيض، يُخرس اللسان. والقلوب التي ذاقت أكثر مما تحتمل، تتعلّم ألا تُظهر نزيفها، يصبح الدم جزءًا من النبض، يمرّ خفيًا، كما تمرّ الخيبات. ❝
❞ لم أخبرها الحقيقة. ولم أقل لها أنّ اليُتم لا يوجع فقط، هو يجرح أيضًا. ❝
❞ أنظر إليك، وأدرك أنني لا أحتاج إلى القصص، فأنت حكايتي، وكلّ ما لم يُكتب لي بعد ❝
❞ في صدري، لم يكن الحنين شوقًا ناعمًا يربّت على كتفي، ولا شعورًا هادئًا يُحتمل. كان وحشًا جائعًا، ينهشني طوال هذه السنين، كلما حاولتُ إخماد صوته ازداد صخبًا، وكلما ظننتُ أنني تآلفتُ مع البعد، تجذّر في المسافة أكثر. ❝
❞ رحلت أمي،
تركتني فريسةً لوحشةٍ باردة، ❝
❞ البيت يضيق، يلفظني كما يلفظ البحر غرقاه. الليل طويل، والوحدة ثقيلة، وصوت أمي يتردد في رأسي؛ تحاول أن تخبرني بشيء، أن تواسيني، لا أسمع سوى وجوم يشبه قبرها، يوشك أن يصبح قبري أيضًا. ❝
❞ لا تقتلك الطعنة الغادرة فورًا، هي تتركك تنزف ❝
❞ كلّ ما حدث تركني معلقًا بين يقينٍ وضياع، كمن يدور في متاهةٍ بلا مخرج، خطواته تلتفُّ حول نفسها دون هدى. أفتّش في العتمة عن وجه اللّٰه.. وأسأل أين طريق اللّٰه في كل هذا العبث ❝ ❞ الحياةُ ليست تلك الخطط التي نرسمها ونراجعها كلّ حين، الحياةُ مفاجآت تضربُ كالعواصف، تقتلع كلّ شيء من جذوره، تتركنا عالقين في الخواء. ❝
❞ الحياةُ ليست تلك الخطط التي نرسمها ونراجعها كلّ حين، الحياةُ مفاجآت تضربُ كالعواصف، تقتلع كلّ شيء من جذوره، تتركنا عالقين في الخواء. ❝
❞ عليّ أن أكون قوية، أواجه عالمًا أصبح أكثر جنونًا ووحشيّة. لم يعد هناك منطق، كلّ شيء أصبح مؤقتًا، هشًا، معرضا للانهيار. الموتُ يتربصُ بكلّ الزوايا، يطرقُ الأبواب بلا استئذان، يحصدُ الأرواح بلا رحمة. ❝
❞ ❞ الأقرباء يرحلون، هذا جزءٌ من الحياة؛ لكن أن يرحلوا بهذه السرعة، رحيلاً جماعيًا. هو فقدٌ لا يُحتمل. ❝
❞ جسدي كله صار ثقلًا لا ينتمي لي، أطرافي انسلخت عني، شجرةً تُقتَلَع من جذورها ببطء. ❝
❞ العالمُ صار ضبابًا، لا أرى المشهد بوضوح، تفاصيله تتلاشى، الأصوات تُصبح طنينًا بلا معنى، جسدي يهوي إلى الداخل أكثر مما يهوي نحو الأرض.
إذن كلُّ ما مررتُ به مجرد مقدمات لموتٍ حقيقي. ❝
❞ الغربة شعورٌ قاسٍ بالعجز، بالتيه في أرضٍ لا تعترف بك مهما حاولت. ❝
❞ أغلقت عينيّ. أردت أن أنام، أن أغيب عن كلّ هذا. لا نوم في الحداد، لا نوم حين يصبح جسدك ساحة نِزال. ❝
❞ الغفرانُ قوة تتطلب مساحةً من السلام، سلامٍ لا أعرف كيف أصل إليه وأنا ما زلتُ أنزفُ من جروحٍ لم تلتئم. ❝
❞ أنا صبرتُ، أُلجمتُ صراخًا في داخلي، وابتلعتُ الخذلان مرّة بعد مرّة، تعاطيت جرعاتٍ سامة من القهر، تجرعتها ببطء معتقدةً أنني سأنجو. ❝
❞ أتيتُ كمن ينقّب بين أنقاض حياته، يبحث عمّا يستحق الإنقاذ، يتخلص مما يجب أن يتركه في الرماد. ❝
❞ حين نقرأ مذكراتِ من رحل، لا نفعل ذلك بدهاءٍ ومكر غالبًا، إننا نحاكم أنفسنا ونحن نقلبُ الصفحات، بحثًا عن خيطٍ قد فاتنا، عن صرخةٍ لم نسمعها في وقتها، عن كلماتٍ لم نقلها قبل أن يصبحَ الصمت سلاح الجريمة. ❝
❞ والشوق.. أقسى من الندم والخوف معًا، أشدّ من كلّ شيء. رأسي على الوسادة. أبكي بصمت، أرسم في رأسي وجوههم كلّ ليلة، أحاول أن أبقيهم معي دائما، أقاوم نسيانًا يبتلعني معهم ❝
❞ ماذا يفعل من يحاصره الخوف والخذلان؟ ماذا يفعل حين يدرك أنّ الأمانَ وهمٌ، والعدالةَ ليست سوى سرديّة محتملة لا تصدق إلّا نادرًا ❝
❞ حين تكفّين عن الترقّب، عن نظرة العالم لكِ، تدركين ــ ولو متأخرة ــ أنّكِ لم تُخلقي لتكوني ظلًّا تابعًا… بل سيّدة الضوء. ❝
❞ بدأتُ أستردّ صوتي…صرتُ أكتبني، كما أستحق أن أكون. لأكون نفسي. كلّما اشتدّت العاصفة، ثبتُّ على خيارٍ لا رجعة فيه: أن أكون حقيقية، صادقة. ❝
❞ أدركتُ أخيرًا أنّ الإنسان لا يُصقل بالكمال، بل بالتشظّي. وأنّ في كلّ شرخٍ داخلي، بذرة وعيٍ تتفتّح… تمامًا كما يولد الضوء من قلب الانفجار. ❝
مش عارفه أوصف شعوري ناحية الرواية دي ومش عارفة أرتب مشاعري اللي حسيت بيها وانا بقرأها رواية صغيرة لكن فيها مشاعر كتير اوي ورغم انها صغيرة انا مقدرتش أخلصها في جلسة او اتنين حسيت ان لازم أخد نفسي من اللي قرأته واللي هقرأه بجد رواية تحفة مبسوطة اني قرأتها وحزينة من اللي قرأته فيها
رواية جميلة ومؤلمة في آن واحد. شغفت حبا بلغة الكاتبة وأسلوبها وتعبيراتها البليغة التي تمس القلب مباشرة. القصة نفسها مؤلمة لأم بحرينية وهي لولوة تزوجت من بحريني أساء معاملتها ورزقت منه بابنة جميلة تعرضت لإساءات في طفولتها. تزوجت بعدها لولوة من ابن خالها عصام وسافرت معه إلى السويد بحثا عن حياة أفضل فتعرضت لسحب أطفالها منها بحجة أنها لا تصلح كأم. الرواية مؤلمة في أحداثها الرئيسية والفرعية والكاتبة نجحت في نقل المشاعر المختلفة للقارئ. لم أحب النهاية، شعرت أنها مبالغ فيها قليلا، وكذلك لدي وجهة نظر بخصوص قضية سحب الأطفال. فالبرغم أنه أمر مؤلم للغاية وغير إنساني إلا أنه يظل قانون دول السويد وعلى من يرغب العيش فيها أن يحترم قانونها وأن ينصاع له. أظن أن أجمل العيش هو في بلداننا العربية الدافئة وفي أحضان أوطاننا حفظها الله من كل شر.
**رواية تنزف من الواقع، لا تُقرأ بل تُشعر . تُنهك روحك وتنهض بك دفعة واحدة. ليست مجرد قصة فتاة كسرتها الحياة، بل حكاية امرأة وقفت في وجه العاصفة، وتحدّت كل ما يُمكن أن يحني الظهر ويطفئ القلب. كُسرت حين كانت طفلة، وجُرحت حين كانت أمًا، وخُذلت حين كانت إنسانة تبحث عن الأمان، لا أكثر.
بين قسوة الإخوة، وغلظة الزوج، وخيانة المجتمع، وتغوّل القوانين التي تُنصف الورق وتُقصي الحقيقة، وصفت لنا مأساة تتجاوز الخيال، لكنها واقع مؤلم تعيشه كثيرات في صمت.
وحين لجأت للمنفى باحثة عن بقايا أمان ، اغتربت أكثر، لا عن وطن، بل عن أحبائها ، عن نفسها. وفي وطن يدّعي الحماية، وفي مُنظمة، لم تكن إلا مرآة لظلم جديد،، ظاهره حماية، وباطنه سلب الأم من قلبها دون الإنصاف وخُذلت من حياة لم تترك لها سندًا. رواية ليست عن امرأة انهارت، بل عن امرأة كُسرت ألف مرة وما زالت تحاول الوقوف.
الرواية ليست فقط توثيقًا لقصة، بل صرخة عالية ضد الظلم المغلف بالقانون، تفضح زيف العدالة حين تُمارَس من خلف مكاتب لا تسمع صوت القلب، بل تقرأ فقط ما تكتبه التقارير.
الكاتبة السيدة جليلة لم تكتب رواية، بل نسجت وجعًا يتنفس. سردكِ كان موجعًا بقدر ما كان نقيًا، ووصفتِ الألم بعمق ، صنعتِ زلزالًا صامتًا في قلب القارئ . جعلتِ من كل سطر جرحًا مفتوحًا ينزف بالحقيقة ، أنتِ لا تروين قصة، بل توقظين ضميرًا، وتفتحين جراحًا يظن البعض أنها اندملت. هذا ليس أدبًا فقط، بل مقاومة على الورق. أبدعتي ، قلمكِ هو شهادة على ظُلمٍ صامت ، شُكرًا لجرأتكِ، وشكرًا لأنكِ جعلتنا نؤمن أن الحبر حين يكتب الحقيقة، يصبح سلاحًا.
دُفعَةً واحدة، اختنقتُ بها، كمن أرهقتهُ الأمومةُ المسلوبة، والحُريّة المُلتويَة، وتعفّرَ في كذبةِ الأوطان نسيتُ أن آخُذَ نَفَسًا، وحين تلوتُ الصفحة الأخيرة، فهمتُ أنّ هذه روايةٌ لا زفيرَ لها، ولأواسيَ نفسي\ لأحرّرَ الغصَّةْ، أفكّر في "سيّدةِ الضوء" الآنْ، تسْطُعُ رغمَ كلّ شيء
مدن الحليب والثلج عملٌ أدبي يُنبئ عن موهبة واعدة، ولكن….
أجمل ما في الروايات حقيقيّتها. يستمتع القارئ حين قراءة روايةٍ تحكي عن حياةٍ تشبهه. عن الحقيقة التي يحاول إخفاءها أو تجاهلها. في حين أن (مدن الثلج والحليب) تبدو حكاية، لعلها مجموعة حكايا جمعها أسلوب الراوي الذاتي في قالبٍ روائي -وهو برأيي أسلوبٌ يصيب الحبكة الروائية بالترهل، خصوصاً إذا ما ارتكزت على محاور سردية متعددة- ولربما لو صيغت الرواية بأسلوب الراوي العليم لقلّل ذلك بالضرورة من الإنشاء الأدبي الممل والافتعال الملموس بوضوح على مدى صفحاتٍ مما قرأت.
كقارئةٍ عادية، لم أستمتع بالعمل كرواية، رغم جدّة الطرح في القالب الروائي (قضية انتزاع الأطفال من ذويهم، التحرش بالأطفال، التطرف).
لن أنكر، ثمّة مقاطع تأسر القلب، مشاعر شفّافة وقدرةٌ تعبيرية فذّة لدى الكاتبة، لكن بالمقابل، هناك الكثير من الحشو.
لست ضدّ عبور البلدان بالأبطال، اكتبي عن السوريين، عن الإماراتيين، اكتبي عمّن شئتِ، لكن اعتمدي على التجربة المباشرة في كتابةٍ كهذه. Google والمسلسلات ليسا خلفيةً حقيقيةً للحياة التي أردتِ الكتابة عنها. (فالكتابة -مثلاً- عن زيارة دمشق دون التطرق إلى مظاهر الحرب التي فرضها نظام الأسد على ال��دينة هو شيءٌ يصيب مصداقية الرواية في مقتلها)
جمع المعلومات ضعيف، كانت الرواية بحاجةٍ إلى الكثير من المراجعة والتروي قبل النشر. هناك خلل في بعض الشخصيات (ألم تمت زوجة الأب العاقر؟ لماذا كان هناك زوجة أبٍ أخرى ولم يُذكر عنها شيء؟) كما أن هناك أسلوباً درامياً في حل العُقد السردية يُضعف الحبكة (حركة المساومة على عودة الأطفال لأمهم ودراما الفصائل في إدلب واختطاف إيستر…بل إنّ وجود إيستر منذ المقام الأول في الرواية وعملها مع عصام قبل أخذ جمان من أمها بدا مقحَماً بلا مسوّغ…الخ)
❞ وفي سوريا فرح مؤقت مشوب بالقلق والخوف، أشبه بهدنة بين حربين. وجوه تبتسم، وقلوب مشغولة بأسئلة معلّقة: هل ستصيح سوريا الجميع كما حلم بها عصام يومًا؟ أم فقط تغيّر الجلّاد، وأنّ ما يحدث، ليس أكثر من طلاءٍ جديدٍ لجدارٍ قديم؟
الساحل مشتعل، *جرمانا تحت الحظر، واليرموك يعدد قتلاه(؟؟؟؟؟)* وفود تمرّ بلا إعلان، وخرائط تُرسم في الظل، اتفاقيات لا تُذاع، تسويات لا تُشرح، أسماء تُمحى من السجلات، العائدون لا يعودون والزائرون بلا أثر. ❝ حبّذا لو لم تشوّهي الصفحات الأخيرة بهذا التنظير!!! هذا كلام يفتقر إلى الخبرة والمصداقية، وأنتِ كاتبة/ روائية.. لستِ محللاً سياسياً واستراتيجياً!!!
✍🏻 " الحياة تُعِدُّنا للفقد على جرعاتٍ خفيّة، حتى لا نفزع حين يدهمنا بأكمله.."
✍🏻 " تكوني معلمةً لطفلٍ توحدي ليس كأن تكوني أمًّا له .. "
✍🏻 " حروبٌ لا تمنح لأحدٍ نصرًا كاملاً، ولا أحدَ يخرج منها.."
❄️ مقدمة ✈️
هذه ليست رواية فقط، هذه دفقةُ مشاعر!! ففي كل سطرٍ خفقة قلب وفي كل فكرة مبعثٌ للتأمل.. هي قصةٌ بؤرتها " لولوة البحرينية" ،أمٌ شاية، حاوطتها ثلوج الغربة وأرهقها حليب طفلها المهدور.. تتحاوطها أمواج الفقد وصقيع الغربة، لكنها تظل تنبض بدفء الأمومة الذي لا يخبو..
❄️ القصة ✈️ تدور الأحداث حول لولوة البحرينية ، سورية الأم التي تحتم عليها ظروف الحياة القاهرة أن تنتقل من بيت أبيها في سن صغيرة بهدف الزواج من رجلٍ يقارب عمرأبيها المتوفي.. سرعان ما رجعت "لولوة" مطلقة، حاملة معها طفلتها الصغيرة "جُمان".. بين جمانتين، الجدة والأم كافحت لولوة للحصول على بعضٍ من حقوقها المشروعة لكن الحياة مالبثت أن صدّت بوجهها مرة أخرى ، فسافرت بدايةً إلى سوريا ثم هاجرت مع زوجها "عصام" إلى السويد!! لتدخل في دوامة "السوسيال"وهي دائرة تابعة للبلدية مسؤولة عن رعاية الأفراد والأسر المحتاجة للدعم.. وحيث يدخل السرد في الحلقة الأصعب!!
❄️ الأسلوب ✈️ تنمّ الرواية عن ذائقة أدبية وسردية فخمة وأوصاف شفيفة وعاطفية؛ تصطف فيها اللغة كاللؤلؤ المنثور فتنبثق الكلمات تارةً على هيئة مناغاة وأخرى على هيئه غزل.. ثم تتوغل في رثاءٍ موجع أحياناً أو تنديدٍ عنيفٍ أو خطابٍ جزلٍ أحياناً أخرى.. ناهيك عن الرؤية الثاقبة التي تمتعت بها الكاتبة فحلقت بإبداعها من أرض البحرين الصغيرة إلى عوالم ممتدة وضمّت بين جناحيها تجارب متعلقة بالأمومة واليُتم والاغتراب والمظلوميات السياسية وهيمنة السلطة وصدمات الطفولة والفقد والثقافة والعنصرية، كما عرجت على اضطراب التوحد ودهاليز الحرب..
❄️ ✈️
تضمّنت الرواية رسالة مبطنة لجميع النساء كدعوة صريحة تمدهنّ بالقوة والاصرار في سبيل تحقيق ذواتهن وأهدافهن والذود عن أنفسهن وابناءهن.. تلقي الضوء كذلك على تحديات المراهقة وهفوات البالغين وترميم الذات والنهوض من جديد..
❄️ ✈️
أحسستُ بدرجة كبيرة من الرضا عندما عادت البطلة من “مدن الحليب والثلج”إلى “مدن الماء والنخيل” مستشعرة الدفء والانتماء من جديد.. وخطرت لي المفارقة الملموسة بين النخيل الضاربة في الارض مقابل الثلوج الهشة والزائلة..
تميّزت جليلة السيّد في مدن الحليب والثلج بأسلوبٍ فريد يختزل الشعر والواقع في آنٍ معًا، حيث تنسج عوالمها بلغةٍ مشحونة بالعاطفة، مشبعة بكثافة شعرية تلامس الوجدان، وتغوص في تفاصيل الواقع القاسي دون أن تفقده إنسانيته. تكتب بمشرطٍ مشاعريٍّ لا يجرح القارئ، بل يشقّ فيه نوافذ نحو ذاكرةٍ أعمق. تتحوّل تحت قلمها آلام الحياة اليومية إلى أدبٍ يسمو، ويغدو الصمت صوتًا صارخًا، والغياب حضورًا لا يُنسى، وتصبح الكلمات وسيلة لكشف الحقائق التي تتوارى خلف الأرقام والتقارير. روايتها ليست مجرد نص يُقرأ، بل ممرٌ شعوريّ تُخاض فيه التجربة بكلّ الحواس، وكأنها تعيد صياغة الألم بلغة الخلاص.
اسم الرواية : مدن الحليب والثلج اسم الكاتب: جليلة السيد دار النشر: دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع سنة النشر : ٢٠٢٥ عدد الصفحات: ٢٢٤ التقييم : ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
قراءة هي الأولى لقلم الكاتبة والأولى لأدب البحرين، تفتح بابا لمساحة جديدة لم تكن في الحسبان.
رواية تحمل من الوجع مايكفي، ومن الحزن مايزيد عن طاقة بطلة الرواية، ليس حزنا سوداويا لكنه واقع ليس ببعيد.
تفتح العديد من الملفات الجادة والقضايا الهامة مايجعلها رواية مؤثرة تحمل رأيا وصوتا يستحق أن يُسمع وليست مجرد حكي.
لم تفتعل الكآبة ولم تقصد الحزن، لكنها الأحداث التي توالت علينا في السنوات الأخيرة والتي وصمتنا بالوجع والكآبة. هو الزمن .. هي الأحداث العالمية.. هو الإرث العربي المحمل بالوجع.. هي المرأة ومساحتها والضغوط الواقعة عليها التي لاتبدلها الأيام ولا الموقع على الخريطة.
🔹️القصة: كلما حاولت أن أكتب أجد أنني سوف أحرق الأحداث، لكن بشكل عام تنوعت موضوعات الرواية.
الأمومة التي هي أساس الرواية، علاقات متشابة ومتماثلة :جُمان الأم وابنتها لولوة من ناحية، ولولوة الأم وجُمان الإبنة من ناحية أخرى. نرى حب الأم وتضحياتها لأجل ابنائها وكيف تذوب فيهم وتدافع لأجلهم، وكيف تحميهم ما استطاعت سبيلا. تصف مشكلات المراهقة بنظرة ومشاعر الأم المتعبة الخائفة، لو يعلم أبناؤنا لهفة قلوبنا عليهم لكانوا أكثر رفقا بنا.
أوجاع المرأة -العربية تحديدا - في ظل المجتمع الذي حكم عليها قسرا بأحكام ذكورية. الميراث، قضايا الزواج، التحرش، الغُربة، الفراق، الحب المهزوم، الخيانة، الوطن، ال/قمع السيا/سي، كلها قضايا ثقيلة مؤثرة تطرقت إليها الرواية ومرت بها بطلة الرواية وبحسب الكلمات العامية لجدتي ( الغلبان ما بيشبعش غلب ).
وفي نفس الوقت لم تنس الكاتبة أن هناك مواطن دعم إيجابية تمثلت في العائلة والصداقة كل منهما مجداف عبرت به لولوة بحرها المتلاطم.
🔹️اللغة: فصحى قوية، طيعة سلسة في يد الكاتبة، واستخدام اللهجة المحلية جاء موزونا بدقة وأضاف للرواية روحا مختلفة وواقعية، تجعل الأبطال شخصيات ملموسة حقيقية قريبة من القارئ، تعرف متى تسمع صوتهم بلهجتهم، ومتى تكتبها فصحى. تركيبات الجمل والوصف وبلاغة التعبير غفرت كل الألم الذي حملته الرواية، تتلذذ بالصور والكلمات وكأنه استعذاب للألم.
🔹️السوسيال كنت أعرف القليل عن فكرة السوسيال وجاءت الرواية لتسرد تفاصيل واتهامات، حين بحثت عنها وجدت أنها حقيقية، هناك ملفات بالفعل تناقش ممارسات تلك الجهة، وبمزيد من البحث ربما استندت الكاتبة لقصة حقيقية حدثت بالفعل هي للزوجين السوريين دياب طلال وأمل شيخو، والتي تشابهت فيها عدة تفاصيل مع أبطال روايتنا.
أما عن مشاعر البطلة فيما يخص القضية فكأنني أراها لولوة/ منى زكي في مسلسل " لعبة نيوتن ". لذا جاءت الأوجاع مجسمة وحقيقية وقريبة حتى إنه تسللت جُمان إلى نومي وطاردت أحلامي.
رواية مميزة جدا في الطرح والسرد والمشاعر تستحق القراءة
🔹️اقتباسات
🔸️❞ الأمومة؛ أن تضعي طفلك جهةَ القلب، وتضعي بقية العالم، على وضع الطيران. أن تكوني أول من يستيقظ على شهقة، وآخر من ينام على نبضه، وأن تتذكّري في نومكِ أنّ طفلكِ سيبكي بعد قليل، فلا تعرفين النوم أصلًا. أن تُخيطِي النهار على مقاس بكائه، أن تنسي صوتكِ لتُتقني لغته، وتُذيبِي جسدكِ كي يشتدّ عوده. أن تنجبيه بعد تسعة أشهر، وتحمليه بعدها كلّ العمر. ❝
🔸️❞ الفراق.. لم يكن في الحسبان، الحياةُ ليست تلك الخطط التي نرسمها ونراجعها كلّ حين، الحياةُ مفاجآت تضربُ كالعواصف، تقتلع كلّ شيء من جذوره، تتركنا عالقين في الخواء. ❝
🔸️❞ الأقرباء يرحلون، هذا جزءٌ من الحياة؛ لكن أن يرحلوا بهذه السرعة، رحيلاً جماعيًا. هو فقدٌ لا يُحتمل. ❝
🔸️❞ لا شيء يحدث بغتة. كلُّ ألمٍ هو امتدادٌ لوجعٍ قديم، وكلّ سقوطٍ هو تتمّةٌ لسقوطٍ سبقه. الحياة تُعِدُّنا للفقد على جرعاتٍ خفيّة، حتى لا نفزع حين يدهمنا بأكمله. تدريبات ناعمة قبل الطامة الكبرى، تشيرُ بيدها ساخرة:
«تفضّلي… هذا نموذج مصغّر مما هو قادم». ❝
🔸️❞ الزمن يسرق كلّ شيء، إلّا ما نخبّئه بصدقٍ في القلب. ❝
🔸️❞ صبري ليس مطاطًا يتمدد إلى ما لا نهاية، أو كنزًا لا يفنى. الصبرُ يُستَهلَك، يُستنزَف حتى آخر قطرة، يجفُ من القلب حتى يتصدّع.
أنا صبرتُ، أُلجمتُ صراخًا في داخلي، وابتلعتُ الخذلان مرّة بعد مرّة، تعاطيت جرعاتٍ سامة من القهر، تجرعتها ببطء معتقدةً أنني سأنجو ❝
🔸️❞ حين تكفّين عن الترقّب، عن نظرة العالم لكِ، تدركين ــ ولو متأخرة ــ أنّكِ لم تُخلقي لتكوني ظلًّا تابعًا… بل سيّدة الضوء. ❝
أنا ونفسي 💙 #Heba_Elzahhar_reading
اقرأ الكتاب على @abjjad عبر الرابط:https://www.abjjad.com/book/103407950... #أبجد #مدن_الحليب_والثلج #جليلة_السيد جليلة السيد Dar alrafidain دار الرافدين #13عاماً_أبجد #عيد_ميلاد_أبجد
جهز علبة المناديل و استعد لرواية مؤلمة تحس معها بالحزن بالظلم بالقهر .. تكتشف جانب مظلم لبلاد تدعي الحرية و تتشدق بحقوق الإنسان و الطفل لتتفاجئ أن كل ما تسمعه عبارة عن شعارات جوفاء و كلام "مأخوذ خيره" ..
رواية مكتوبة بلغة جميلة جدا .. فاجأتني بمستواها العالي على الرغم من أنها أول تجربة للكاتبة (على حد علمي) .. لكن يبدو أننا على موعد مع قلم مبدع و لا أستبعد أن تصل هذه للرواية للقائمة القصيرة للبوكر السنة القادمة ..
تابعوا مراجعتي لهذه الرواية و غيرها على تيكتوك @reader_ahmed
الرواية التي قرأتها هذه الايام والتي انهيتها في جلستين. كمية المشاعر التي تحتويها مذهلة ولايمكنك الا ان تتعاطف وتعيش أحداثها كأنها فلم. مشاعر القلق والغضب والحب والفقدان والأمل والقوة والأمومة والغربة… هذه الرواية جعلتني أشعر بالكلمات لا أقرأها فقط… شكرا للكاتبة على هذا الإبداع
"متى يبدأ الإنسان في التحوّل إلى نسخة لا يعرفها؟ متى يصبح ما يخشاه يوماً جزءاً منه؟"
📖 مدن الحليب والثلج – جليلة السيد
تتناول الرواية مواضيع اجتماعية ولكن التركيز الأكبر كان على موضوع الأمومة، وسياسة مؤسسات الرعاية الاجتماعية "السوسيال" في السويد.
ومشكلاتي معها كالآتي:
•أسلوب الاستجداء واستدرار المشاعر:
الكاتبة تعتمد بشكل مفرط على إثارة العواطف، كأنها تحاول استدرار المشاعر غصباً من القارئ.
•إشكالية الأمومة: في مشهد البطلة لولوة أمام لجنة السوسيال، كان السؤال التربوي والمنطقي واضحاً: ما الذي يثبت أن لولوة مؤهلة كي تكون أماً؟ لكن الكاتبة تتجاوز هذا البُعد التربوي بالكامل لصالح التركيز على مشاعر الأمومة وأحاسيسها، معتبرة أن "الأمومة ليست بنداً على ورق". هذا يتناقض مع الواقع، فالأمومة ليست مجرد مشاعر، بل مسؤولية واستقرار نفسي. ومن منظور علم النفس، عادي أن تكون الأم غير مؤهلة للتربية. فعلياً، شخصية البطلة تؤكد ذلك: خلفيتها المضطربة وطريقة تعاملها مع المتحرش بابنتها بحظره فقط، وإهمالها للعلاقة مع ابنتها على مر السنوات، وتعاطيها مع ابنها المصاب بالتوحد، كلها أمور تدعم فكرة أنها بحاجة لتأهيل نفسي وأنها غير مؤهلة للتربية السليمة، وزد على ذلك أنها ترفض أن "يملي" عليها أحد كيف تربي أطفالها، يعني فوق عقدها النفسية رافضة المساعدة!
• المبالغة في عقدة الاضطهاد:
تصوّر الرواية "السوسيال" كجهة تستهدف عائلات المهاجرين حصراً، ولا تستمع للشكاوى في حال كان المشتكى عليه سويدي، وهذا غير دقيق أبداً، بالإضافة إلى فكرتها الغريبة التي تروّج لها، بأنّ على الدول المضيفة أن تحترم ثقافة المهاجرين وأساليبهم في التربية وليس العكس كما يفترض المنطق! فالأستاذة لولوة صفعت ابنتها ثم قالت للمشرفة أنّ هذه ابنتها هي وتربيها كيفما تشاء في بلد قوانينه صارمة بما يتعلق بحقوق الطفل! إي لو أنا محل السوسيال كنت رحّلتك عأقرب طيارة 🥲.
•البناء السردي والفجوات الزمنية:
الرواية تعاني من حشو كبير في بعض أجزائها، إضافة إلى قفزات زمنية مفاجئة. والمشكلة الأكبر أنّ الكاتبة تبدو وكأنها تنسى تفاصيل سبق ووضعتها؛ فالبطلة تُقدَّم أولاً كأمية وسجّلت في صفوف محو الأمية، ثم تظهر لاحقاً كطالبة متفوقة في القسم العلمي. وزوجة الأب العاقر التي قيل إنها ماتت في البداية تعود للظهور لاحقاً مع أولاد، من دون توضيح ما إذا كانت هي نفسها أم زوجة أخرى تماماً. وصراحة، لم أفهم إصرار الكاتبة حتى النهاية على حشر كل مشاكل الكوكب دفعة واحدة في هذه الرواية🥲.
باختصار، هي أسوأ رواية قرأتها على الإطلاق وليس فقط هذا العام.
رواية مؤلمة .. النص يمزج بين دفء الحليب رمز الأمومة بثلج الأغتراب والقوانين الصارمة "السوسيال" كتاب يستحق القراءة للكاتبة البحرينية جليلة السيد اقتباسات من الرواية :-