الناس جمعت كلابها في ساحة "الرهبه" أسفل شجرة الكافور العالية، كانت كلاب كثيرة، مختلفة الألوان والأحجام، سوداء وبيضاء ورقطاء وبنية ورمادية وحمراء، كلاب كثيرة، أرمنتية وبلدية وهجينة ذئاب وهجينة ضباع وهجينة ثعالب، كلاب كثيرة، كلاب كثيرة كثيرة، ألاف الكلاب, كلاب كثيرة، حتى أنها جلست على الدكك التي يجلس عليها الناس، وجاء العمدة إلى الساحة ونظر إلى الكلاب، وقال للناس: "سوقوها إلى بيت مجاهد واقتلوا كلب إسرا، سيروا على بركة الله".
قاص وروائي مصري من مواليد الأقصر٬ مصر٬عام 1967. يعمل محررا لمجلة الثقافة الجديدة. فاز بالجائزة الأولى في مسابقة صحافية (أخبار الأدب) للقصة القصيرة٬ على مستوى الوطن العربي٬ عن قصة "عجلات عربة الكارو الأربعة". صدر له ثلاث مجموعات قصصية وروايتان: "الصنم" (1999) و"منافي الرب" (2013) وقد ترشحت منافى الرب لجائزة البوكر و ايضا صدرت له رواية "إنحراف حاد"
من الجيد أن تكون تجاربي الأولى مع الخمايسي ومعرفتي به كانت كقاص، فهو واحد من أفضل القاصين المعاصرين. الخمايسي يخلق عالم خاص في قصصه.. كما أنه صاحب أسلوب فريد؛ يكفي أن تقرأ بضعة أسطر لتتعرف عليه، لا أحد يكتب هكذا إلا هو.. لكن مع هذا فأسلوبه لا يروقني، أسلوبه بسيط ، لكن لا استسيغه.. تشعر بالركاكة تعتريه كثيرًا، مثل قوله: " كعب حذائها العالي يطقطق لما يخبط بلاط رصيف الكرنيش..." " صيف استوائي تفجر جوّاي... " " جاءت الغازية ودخلت نجعنا، دخلته في ليلة عاصفة، دخلته في منتصف الليلة العاصفة، النخيل كانت ترتج، السماء مغبرة، صوت الريح مرعب، والغازية دخلت نجعنا في منتصف الليلة العاصفة..." والأخير مثال أيضًا على روعة السرد ودقة الوصف.. الكاتب من متبنيين فكرة التجديد في اللغة، وهذا يوضح فكرة وجود الكثير من الكلمات شبه العامية المعروضة بالفصحى.. حتى أنه في نقده لأحد الروائيين الشباب قال له أن لغته قديمة وبحاجة إلى تغييرها كلها؛ وهذا لأنه يكتب الفصحى كما يجب! كما أني لا أتفق مع الكاتب فكريًا..
أما غير نقطة الأسلوب واللغة، فأنا استمتعت للغاية بقصصه المحكمة البناء، والعميقة في أفكارها، وأفضل المجموعات الثلاث هي الفرس ليس حرا.
بداية اكاد اجزم اننى قرأت كل حرف كتبه الخمايسي، و سأقرأ اى حرف يكتبه، فأنا أهيم بكلماته عشقا، و رغم أنى أمتلك مجموعاته القصصية الا أنني سارعت لإقتناء أعماله الكاملة التى لم اجد فيها ما هو جديد سوى مجموعة الفرس ليس حرا و هى تستحق الإقتناء الصراحة. تحدثت من قبل عن اهواك و الجبريلية و اليوم الحديث عن الفرس ليس حر المتميز و المختلفة عن قريناتها بشكل كبير فهذه المجموعة تتميز بالذهنية العالية و الميل الى الاسلوب الغامض فى الكتابة. الفرس ليس حرا ، اسرا اسرا يا اسرا، جثة عذراء عاشقة، قا قا ققااااء، كااااك بالفعل لم اقرا ما هو افضل منهم فى عالم القصة القصيرة و بخاصة الفرس ليس حر و التى رغم كتابتها منذ اكثر من خمسة عشر عام الا كانها تناقش وضعنا الراهن. السادة العقلاء و جحر الخبيث ترك فيهم الخمايسي بصمته التى لا تتفق مع ذاقتي اللغوية. ذبح الضحية فى نور الشمس و السادة العقلاء و صيد سمكة جميلة على مستوى من الذهنية العالية التى قد تعيق البعض عن فهم المغزى المكتوب. اما حاملة الأبقار فهي الأقرب الى قلبى و مست مشاعري بشدة. نهاية رغم اختلافي ما بعض ما يكتبه الخمايسي الإ انني لن أتوقف عن القراءة له مادام هو يكتب.
عندما تجد اسم أشرف الخمايسي على اي رواية لا تردد فى اقتنائها فقد اثبت الرجل جدارتة فى روايتية منافى الرب وانحراف حاد وقد بدأ بداية جيدة فى الرواية القصيرة نوعا الصنم
لكن قد يختلف الوضع فى القصص القصيرة
كنت قد قرأت اهواك من فترة وكانت جيدة وان كانت لا ترتقى لرواياتة الطويلة
وفى هذا الكتاب هو تجميع لكل القصص القصيرة التى كتبها الخمايسى من قبل الجبريلية -الفرس ليس حرا-أهواك
الاسلوب الادبى فى الاولى والثانية متقارب جدا لكنك بلا شك ستشعر بالفارق بينهم وبين أهواك ففى الاخيرة يوجد نضوج ادبى واضح
توجد بعض القصص التى لم افهمها ويوجد البعض الاخر الذى ترك اثر فى نفسى مثل نبى البيت الكبير والجبريلية والاميرة المدهشة وإسرا
بالنسبة لى كان سقف توقعاتى اعلى لكنها فى النهاية مجموعة جيدة
* الجبريلية * عبارة عن مجموعة قصصية ، تمتاز بخفة السرد ، وبساطة اللغة ، تحاول أن تسبر أغوار النفس البشرية تكشف عن بعض مكوناتها ، وتبرز عواطفها المضطربة ، ما أحببته هو ميل القصص إلى اجترار الواقع إليها ، وهذا من شانه أن يضيف لها أبعادًا مختلفة ، مضافًا إليها أن العمل يجنح إلى الخيال . الكاتب حاول هنا أن ينقل بعضًا من الطقوس الريفية البسيطة ، والتي دائمًا ما تمتاز بصدق النبرة ، وجلال المعنى ، وقد كساها الكاتب ببعد فلسفي جعلها أكثر عمقًا ، وإن كان في بعض الأحيان يميل إلى العامية التي يقتضيها النص والموقف ، المجموعة في مجملها جيدة . ... " لو أكرمنا الله ، وجعل يدي ابن البشر صانع الطوب ، تلقفنا سهوًا وتصنعنا طوبًا ، لذقنا نعمة الثبات ولنظر إلينا ابن آدم صاحب الملك نظرة الحب " " أي أرض يدوس عليها ابن الإنسان هي ألف ألف ذرة تراب يمكنها أن تكيد له ، ثم تميد وتصرع فيلاً " " لكل زمان سلطان ، وهذا الزمن سلطانه " محبوب " و " محبوب " بيد قوية قبض على كل الممالك المرصوصة في الأرض وبعين حمراء " " الولد من أهل الدنيا ، في غباء أهل الدنيا ، لم يفهم أن هذه البنت ليست مجرد بنت لم يدرك ، يا أيها البشر أنها محور الحياة ، ومركز الكون وأنها طالما هي ناظرة إلى اللاشئ ، فالحياة في كل الدنى تسير ، هي بنت سماوية لا أرضية ، الولد لم يفهم هذا ----- * الفرس ليس حرًّا* أنتم يا سكان هذه البلاد لستم بشرًا ، والذكور فيكم ليسوا رجالًا، نحن هنا في هذا المستنقع الآسن ،نركد ونخجل من موتنا، يا سكان هذه البلاد الهشّة، إننا لا نطمع في الكشف عمّن سلبنا أرواحنا، نطمع فقط في أن تدفنوننا، خبئونا يا من أمنتم فجننتم، يا من أحببتم السلام فقتلكم الخوف ، يا سكان هذه البلاد الصريعة ، يا موتى . المجموعة القصصية هنا تدور في فلك الحديث عن الموت، وكيفية التغلب عليه وقهره، والتعامل معه بخفة لا تستدعي الخوف أو العدو إلى الوراء، بل يجب أن يتحلى الإنسان حياله بالشجاع والإقدام . هذا لا يمنع من أن معظمها أخذ نبرة سياسية وهذا ما أضفى عليها بعض الواقعية ، وجعلها تشتبك مع الأحداث خصوصًا القضية الفلسطينية، التي تحدثت عنها قصته الأخيرة " إسراا .. يا إسراا " ، وهنا لابد من الإشارة إلى الموقف الإنهزامي الذي عابه الكاتب على كتاب ومثقفي الأقصر في حادثة الطفل " محمد الدرة " ، حينها اعتزل " الخمايسي " الكتابة ، لأنه كان يؤمن أن الكتابة ليست مجرد نثر كلمات منمقة مزينة بمحسنات وصور بيانية فقط ، إنما هي أيضًا موقف، وكلاهما لا ينفصل عن الأخر ، قلم الكاتب وموقفه . لذا أنا أحببت هذه القصص التي دائمًا ما كنت ألمح من خلف كلامها النبرة الاستهزائية التي يسخر بها الكاتب من الحكام ومن الساسة ، ففي الوقت الذي يشحنك فيه ببعض من الحنق عليهم ، تجده في قصة أخرى يعتبر هذا الأمر مجرد مضيعة للوقت ،كأنه يقصد أن يوضح تلك المفارقة ، ليتركك أنت تتخذ موقفك بنفسك ، فمثلاً يقول : الدرس الطالع من الازمنة والتواريخ إنه على المنكوبين بالضعف والوهن تدرو الدوائر ، وينقلب ظهر المجن، ويسخر منهم الله فيسلط عليهم الضئيل الهزيل . وفي مرة أخرى يقول : الكل أيها السادة العقلاء مجنون، يشتغلون بأمور تافهة، يتعبون قلوبهم ، لكنهم لو يفعلون مثل ما نحن الآن ، يجلسون داخل بيوتهم ، يقزقزون اللب ،ويشربون البوظة يكون أفضل لهم . وأنا أقرأ تذكرت أبيات درويش في قصيدته العظيمة " لماذا تركت الحصان وحيدًا " لماذا تركت الحصان وحيداً؟ لكي يؤنس البيت ، يا ولدي ، فالبيوت تموت إذا غاب سكانها تفتح الأبدية أبوابها من بعيدٍ ، لسيارة الليل. تعوي ذئاب البراري على قمر خائف. ويقول أب لابنه: كن قوياً كجدّك! واصعد معي تلة السنديان الأخيرة يا ابني، تذكّر: هنا وقع الانكشاريّ عن بغلة الحرب ، فاصمد معي لنعودَ ـ متى يا أبي ؟ ـ غداً. ربما بعد يومين يا ابني ---- * أهواك* " الشباب لا يحبون كما ينبغي ، الشيوخ هم من يفعلون ذلك " لا شك أنه مستوى تلك المجموعة القصصية " برأيي" أعلى من المجموعتين السابقيتن، سردًا وموضوعًا ، ولو أردنا أن نتحدث عن الفارق هو أن الكاتب تخفف قليلاً هنا من العامية الركيكة التي تفقد العمل أحيانًا قيمته، خصوصًا عندما لا يحسن الكاتب استخدامها ويخلط ما بينها وبين الفصحى ، وهنا لا نستطيع أن ننفي تلك السمة عن بعض الكتاب، الذين تحلوا بها والتي كانت تعد في حد ذاتها ميزة مثل " خيري شلبي" عندما كان يقوم بمزج رائع ما بين العامية والفصحى، فلا تكاد تلاحظ فر��ًا . " الخمايسي " ليس سيئًا عندما يستخدم العامية ، لكني كنت أحس أحيانًا أن الإفراط في استخدامها من الممكن أن يخل بالعمل ، خصوصًا لو كان يتمتع بعذوبة اللغة وخفة السرد ، ما الداعي إلى لاستخدام العامية بشكل مجحف للعمل إذًا . " إلى كل قلب مرت في سمائه سحابة حب " القصص تحاول تلك المرة أن تتحدث عن فلسفة الحب ، لكنها للأسف لم تتخل عن الفلسفة التي اعتادها الكاتب في الأعمال السابقة ، فخلطها بفلسفته المعهودة عن الموت ، ما من قصة حب تحدث عنها الكاتب تقريبًا ، إلا وكان مصيرها الحتمي هو الموت بموت أي من الحبيبين أو كلاهما، فبعد أن يثير بداخلك الأشواق، ويحرك سحابات الحب، تجده فقط يتنزعها منك، وتجعلك تسقط صريعًا من علٍّ ، كما يسقط أبطال أعماله ، لكنك تصل من خلالها إلى قاعدة هامة ، أن الحب دائمًا لا يكشف عن نفهس في اللحظات التي لا تتوقع فيها ذلك ، كما لو كان مفاجأة ، الغريب أنه يرحل فجأة أيضًا ، قاعدة أخرى : سلوك العشاق هو إخفاء المشاعر ، كتمانها ، أروع الحب أكتمه ، العاشق يذيبه الهوى ولا يجرؤ على التأوه .
تلات مجموعات قصصية أحلى من بعض. لكن الحق يقال.. أشرف الخمايسي الروائي أعظم بكتير من الخمايسي القاص اللغة طبعا رشيقة، معبرة جدا لو بتحب الرمزية هتعجبك المجموعات القصصية لو بتحب النقد السياسي والاجتماعي في الأدب هتعجبك المجموعة القصصية لو بتحب الفانتازيا هتعجبك المجموعات القصصية الإسقاطات السياسية اعتقد إن كان المقصود إنها ماتبقاش واضحة بس انا شايفها مباشرة. ممكن يطلع اعتقادي خاطىء من أصله. نجمة للغة اللي عبرت عن اكتر من لسان بإيقاع مختلف وأسلوب مختلف نجمة تانية عشان عبقرية الشخوص نجمة تالتة عشان الفانتازية العبقرية في رأيي
العمل إجمالا جيد. قصص افكارها جميلة ووجهة النظر وزاوبة التناول قوية. اغلب القصص في الريف وظهرت فيها روح الريف بقوة مما يعكس قدرة الكاتب على الوصف ونقل الاحساس. العيب الرئيس فيها وفي أعمال الخمايسي بصفة عامة هي عدم تحكمه في شهوة السرد.. سرده جيد جدا ولكنه في اوقات يكون كما يدور حول نفسه ويستهلك الصفحات في الإسهاب وإفراغ الشهوة. الخمايسي له اسلوب مميز وبصمة تجعلك تعرف ان الكاتب هو الخمايسي دون ان تقرأ اسمه على الغلاف
الخمايسي من أروع الأقلام المتواجدة حاليًا ، الكتاب عبارة عن 3 مجموعات قصصية تتميز جميعها بالوصف الرائع واللغة الرصينة ولكن يعيبها التكرار فى بعض المواضع وضعف الفكرة فى البعض الأخر رغم ان الإسقاط فى الكثير كان رائع للغاية ..