إن علم الأصول من أدق العلوم وأصعبها، لأنه يمثل المسلك الذي سلكه أئمة الإجتهاد في إستخراج الأحكام من الكتاب والسنّة والآثار، فهو مجموعةٌ من الأُسسِ والقواعدِ التي يحتكم إليها المجتهد، ويستند بها إلى إستنباط الأحكام الفرعيّة.
وهو مجموعةٌ من القواعد العقلية واللغوية والنَّقلية تعبِّر عن منهج المجتهد المطلق في بيان الأحكام، ومعرفتها يحتاج إلى تصوُّرات عقليّة لدى الدَّارسين، فيثقل على أكثرهم ذلك، ويبقى علم الأصول بالنَّسبة لهم ممتنع.
لقد جُعِل هذا الكتاب سابقاً على كتاب شرح مختصر المنار لابن قطلوبغا، ليكون شارحاً له، وموضحاً لمباحثه، حيث احتوى على جلّ كتاب ابن قُطْلوبُغا، وكان مرتكزه في طرح المسائل وتوضيحه، وقسم إلى أربعة أبواب، الباب الأول: مقدمات في أصول الفقه، الباب الثاني: الأدلة الأربعة، الباب الثالث: الأحكام، الباب الرابع: الإجتهاد والتِّرجيح.
عميد كلية الفقه الحنفي بجامعة العلوم الإسلامية العالمية و أستاذ الفقه الحنفي وأصوله في معهد الإفتاء و التفقيه ( أنوار العلماء ) المدير العام لمشروع فتوى.نت و مشروع ليتفقهوا في الدين
حاز على درجة الدكتوراة في الفقه وأصوله عام 2002 من جامعة بغداد في العراق وله أبحاث عديدة في مجال الفقه الحنفي وأصوله.
هذا الكتاب مفتاح علم الأصول عند الأحناف فهو يمهّد الطريق لفهم كتب الأصول عندهم عمومًا وبالأخصّ شرح مختصر المنار ... ما يمتاز به الكتاب حقيقة أنّه رتّب المسائل وشروطها وحيثيّاتها بطريقة ترسم في ذهن الدّارس خريطة ذهنية للمسائل وما يجتمع منها وما يفترق ... فلا تظلّ المسائل مترامية مشتتة بل مجتمعة مركّزة وشرحها بأفضل وأيسر ما يكون ... وثمرة أخرى أنّ هذا الكتاب يُظهر وبشكل واضح مدى الإختلاف الأصولي بين المذاهب وأنّ أصول الأحناف تمتاز عن بقيّة الأصول وقوتها ومتانتها الإستنباطية والحجاجيّة ... عمل مبارك وأسأل الله أن يبارك في الشيخ صلاح أبو الحاج ويجزيه عن المسلمين خير الجزاء...!