حكم مجموعة الاتحاد والترقي الدولة العثمانية لعقد من الزمان كان لها أثر كبير جداً علي العالم الإسلامي و قليل جدا الدراسات العربية التي أهتمت بتاريخ تلك النخبة والحديث عنها علي الرغم من أهميتها في الدور الذي قدمته وكان سبب كبير في التحولات التاريخية في تاريخ العالم الإسلامي و الشرق الأوسط ، فلم أجد إلا هذا الكتاب الذي تحدث عنهم بالتفصيل نوعا ما وهو مهم جدا صراحة لمعرفة هذه المجموعة معرفة مستفيضة.
الكتاب في الأصل رسالة دكتوراه قدمت بجامعة بغداد و حصلت علي تقدير امتياز للدكتورة نادية ياسين.
تم تقسيم الكتاب إلي خمس فصول كالآتي:
الفصل الأول : تحدث عن الواقع الإجتماعي والإقتصادي والسياسي للدولة العثمانية في النصف الثاني للقرن التاسع عشر إلي عام ١٩٠٨ ، و إنعكاسات تلك الأوضاع علي الواقع السياسي للدولة. ( وهو أفضل فصل أعجبني في الكتاب )
الفصل الثاني : تحدث عن ظهور الأفكار الجديدة في الدولة العثمانية والتوجه نحو الغرب ( التحديث ) و التيارات الفكرية في أواخر القرن التاسع عشر _ ١٩٠٨.
الفصل الثالث : تحدث عن جمعية الإتحاد والترقي التأسيس و الإنتشار ، و الأصول الاجتماعية لمؤسسيها و انتقال نشاطها إلي خارج الدولة العثمانية في ظل احتضان العالم الغربي لها.
الفصل الرابع : مؤتمرات الإتحاديين ونتائجها و اتساع شق الخلاف بينهم ثم إعادة تنظيم صفوفهم من جديد و غير ذلك.
الفصل الخامس : تحدث عن أفكار الإتحاديين السياسية ، من عملية تغريب الدولة ، و إستخدام الدين أداة للتحديث ، و تأثر أفكارهم بالفلسفة الغربية المعاصرة ، و عن معاداتهم الإستعمار ، و عن تعضيد فكرة القوميات والاعراق و هو ما سمته الدكتورة بين العثمنة و الأتركة. ثم أخيراً تطبيق أفكارهم في الواقع العملي ، و الخاتمة للكتاب.
(تعليق بسيط) : كان آخر سلطان حقيقي للدولة العثمانية هو السلطان عبدالحميد الثاني وكان بمثابة الخليفة أو رئيس المسلمين الأكبر ، ثم سيطر مجموعة الاتحاد والترقي أي ( الاتحاديين) علي الحكم وكان بداية انحلال وفرط العقد ، ثم تم نفي السلطان و أنفردت تلك النخبة بالسلطة بمعاونة الجيش الذي ما لبث أن احتقر السلطة فيما بعد ، وكان لجمعية الإتحاد والترقي أثر كبير جداً في التحول الذي حدث في تاريخ العالم الإسلامي و الشرق الأوسط بشكل عام و تاريخ تركيا الحديث بشكل خاص ، إذ كانت الملهم لكثير من الأحزاب السياسية في الشرق الأوسط الذين خطو علي خطاها و كانت الحجر الرئيسي في سقوط الخلافة الإسلامية أو الدولة العثمانية و تعضد فكرة القوميات و الأعراق و بلورة الوعي القومي في المنطقة ، و الاتجاه الفعلي لعملية التغريب و فرض و دعم كافة الاشكال التغريبية و علمنة المجتمعات المسلمة وكان ذلك تحت تأثير سلطة الثقافة الغالبة والهيمنة الغربية علي عقول هذا التيار وقد لخص هذا إبن خلدون في قاعدة شهيرة له ( المغلوب مولع بتقليد الغالب) وإلي وقتنا الحاضر مازال عالمنا العربي والإسلامي يعاني من هذا الانقسام بين التيارات السياسية ، بين ما هو علماني تغريبي يري في حضارة الغرب المخلص الوحيد من تلك العتمة ويلبس ذلك الفكر ثوب إسلامي حتي يتقبله الناس لا أكثر ، وبين ما هو متمسك بالموروث الإسلامي ولا يريد أن يأخذ من الغرب إلا ما هو يوافق الإسلام ، و بين ما هو متشدد و متطرف في أي من تلك الاتجاهين ، وبين ما يريد المزج بين القديم والجديد ، وما بين القومية والإسلام كفكرة جامعة و إتحاد ، و لكن السؤال هنا هل كل ما هو قديم سئ وكل ما هو جديد صالح ؟ لقد حكم الإتحاديين الدولة باستبداد وديكتاتورية أشد وطأة علي الناس من تلك الاستبدادية التي كانوا ينتقدون السلطان عبدالحميد بها وانقلبو عليه من أجلها ! ، وما أضافت شعاراتهم الكاذبة الحرية ، المساواة ، العدالة إلخ إلخ ، إلي الشعب المسلم إلا خيبة الأمل ، و ضرب الكيان الإسلامي بنجاح و تفتيت وحدة العالم الإسلامي حتي وقتنا الحاضر.
الاتحاديون-دراسة تأريخية في جذورهم الاجتماعية وطروحاتهم الفكرية نادية ياسين عبد عدد الصفحات: 409 دار عدنان للنشر والتوزيع، دار صفحات للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2014م
أصل الكتاب رسالة دكتوراه بجامعة بغداد حصلت فيها الباحثة على تقدير (ممتاز)، وهي رسالة جيدة وجادة.
قسمت المؤلفة كتابها إلى خمسة فصول، ومبحث ، وخاتمة، وملاحق.
تحدثت في الفصل الأول عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للدولة العثمانية، وهذا أكثر فصل أعجبني في كتابها.
وفي الفصل الثاني تناولت ظهور الأفكار الجديدة في الدولة العثمانية.
وفي الفصل الثالث تناولت نشأة جمعية الاتحاد والترقي بالتفصيل، وأصولهم الاجتماعية، وانتقال نشاطهم لخارج أراضي الدولة العثمانية.
أما في الفصل الرابع فتطرقت لمؤتمرات الاتحاديين وخلافاتهم فيما بينهم ومحاولات إعادة تنظيم صفوفهم، وتطور الأوضاع ونضوجها باتجاه الثورة، وتبلور بنية الاتحاديين الاجتماعية.
وفي الفصل الخامس والأخير ذكرت أفكارهم السياسية: نظرتهم لتغريب الدولة، واستخدام الدين أداة للتحديث، وتأثير العلوم والنظريات الفلسفية المعاصرة في تفكيرهم وهيكلة أفكارهم، ومعاداتهم للاستعمار، وتأرجحهم بين العثمنة والأتركة، وانتقالهم من التنظير المثالي إلى الطرح الواقعي النفعي.
ثم تحدثت في المبحث الأخير عن أفكار الاتحاديين في الطبيق العملي.
الكتاب هو جهد بحثي تجميعي مميز وليس تأريخي ,بمعني ان الكاتبة مجمعة مادتها من الكتب والحقت الكتب والدراسات في حواشي الكتاب والملاحق .. غير متأكدة من صحة ما في الكتب المجمعة ,هل هي روايات صحيحة ام غير ؟؟ (وجه نظري ) ابتدت الكاتب باحوال الدولة العثمانية الاجتماعية الاقتصادية والسياسية وتطور الافكار , ثم ابتدت في هدف الكتاب وهو نشأة وتطور جمعية الاتحاد والترقي الي ان اصبحت حزبا يملك السلطة .. الكتاب اخراجة من هيئة الصفحة والكلمات وطريقة التقسيم وتدرج الطرح وتقسيم المجتوي ممتاز ومريح جدا للقارئ خرجت من الكتاب الاتي .. ان التغيير الجزري يبدأ بتغيير الافكار .. ثم المجموعة المفكرة تقلب الكيان الموجود مع امتلاكها القوة ... لكن التساؤل : ما الضمان ان تكون المجموعة الجديدة خير من القديمة ؟؟ لم يعول اصحاب الاتحاد والترقي بالشعب وانما مع الجيش الذي قلب السلطة لصالحهم , لتكون باكرة عهد طغيان اعظم من سلاطين بني عثمان ..
كتاب رائع جداا يعد دراسة اكاديمية عن الاتحاديون ف الدولة العثمانية والملابسات المحيطة بهم بمنتهي الموضوعية وغير ممل ع الاطلاق ع الرغم من طابعه الاكاديمي فعلا اسعدني وافادني جدااا وبين جداااا الفارق والتحول لديهم من كونهم جماعة فكرية معارضة الي جماعة سياسية سلطوية وما طرأ عليهم من تغيير بسبب هذا التحول... ثورة جماعة الاتحاد والترقي جديرة جداا بالدراسة فمشكورة د نادية اتاحت لي الفرصة لاعش ع مدار 400 صفحة تقريبا مع افكار وسياسات الاتحاديين بتركيا... قلما اعطيت كتابا علامة خماسية ولكنه يستحق جداا