كتاب من ١١٥ صفحة لطيف خفيف...سهلٌ تارة و عميق في نواحيِّ اخرى ..حاول فيه سامر الحداد جعل من قلمه المميز جسرا بينه و بين القارئ بمشاركة تجاربه و خبراته.
- للإنصاف قرأته مرتين، أجمل ما في الكتاب انك تشعر و انت تقرأه بأنك مشاركٌ و منخرط مع الكاتب في صفحاته و جزءا من كتابه...إذ يخاطبك في كلماته و فصوله و كأنه جالسٌ بحذوك! و ما أضاف له لمسة مميزة هارلي كوين الخاص بسامر الحداد : "صاحب التجربة" - أجمل الفصول التي قرأتها و أثرت فيَّ هي : الشخصية و الذات، قوة اللاوعي، مستويات الإدراك الستة. - اختلفت مع الكاتب في عدة نقاط، منها المعايير الخمس التي اختزل فيها شروط الزواج في فصل "مراحل الانسان الخمس"..و التي اراها محكات نسبية مستمدة بالدرجة الاولى من تجربته الشخصية و خلفيته التي يسعى لتعميمها..فلا دليل لها و لا استشهاد عليها. - كما هناك بعض الاسئلة و النقاط التي ذكرها في كتابه التي ظلت عالقة بجدار عقلي و لم يجب عليها او لم يشرحها بشكل كافٍ: كمركزية العقل بين الروح و النفس و الجسد، و عناصر التغيير:القناعة و القرار... ـ و بالطبع آفة الكتب العربية المتأخرة -زمنيا- غالبا ما تشترك جميعاً في عناد مؤلفيها بمنهجية السير عليها (و كأنهم اتفقوا على تبني هذا النهج و لا أعرف حتى من اين استقوه، اذ قلما يوجد ذلك في كتب التراث الإسلامي العربي) ، وهو الذي قلل من قيمته - بالنسبة لي -؛ الا وهي عندما يتحدث كاتب السطور عن نفسه و يشكر لنا انجازاته و يسرد قصة حياته و كيف تعلم من أخطاءه...و التي لطالما يفخر بها اصحاب التنمية البشرية في كتبهم. و للسخرية كل الكتب التي أجد فيها هذا...غالبا يعقب -تزكية انفسهم- بعبارات مثل : أرأيت، لا يوجد شيء اسمه مستحيل...و أنت كذلك يمكنك فعل ذلك...لما لا تبدأ أنت أيضا...! عموما، جهدٌ حسن مقبول لـ"سامر الحداد"