يعد هذا الكتاب الأول من نوعه في العالم العربي في معالجة ظاهرة جديدة هي "ثقافة الإلغاء". وفي حين ارتفعت أعداد الباحثين في مجال ثقافة الإلغاء على المستوى العالمي، ما يزال المفهوم شبه غائب في السياق العربي. يستكشف الكتاب هذه الثقافة بعد أن تطورت من موضوع هامشي إلى موضوع عابر للتخصصات، وتأثيرها على الديناميات الاجتماعية ووسائل الإعلام والسياسة وسلوك الأحزاب والرؤوساء والمؤسسات والشركات. ومؤشرا على بروز سلطة جديدة، أي بروز ثقافات المعجبين في البيئات الوسيطة المعاصرة. ويؤشر على إن وضع "ثقافة الإلغاء" في سياقات دولية متنوعة يدل على إنها أصبحت ظاهرة عالمية. ويوضح خطاب وسائل التواصل الاجتماعي وردود فعل بعض الحكومات المختلفة مثل الصين والولايات المتحدة والمانيا وايطاليا كيف أصبح كل من الإلغاء والخطابات حول ثقافة الإلغاء متشابكين بشكل صريح مع القومية والسياسة والمنافسات الانتخابية على المستوى الوطني والدولي.تعد دراسة هذه الثقافة الجديدة جزء من هدف (مركز رصد ومواجهة خطابات الكراهية) في مؤسسة مسارات، لتسليط الضوء على مجموعة متنوعة من المشكلات المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي من أبرزها: خطابات الكراهية، المعلومات المضللة، التطرف العنيف، وأخيرا، موضوع الكتاب بالغ الأهمية عن (ثقافة الإلغاء).
ثقافة الإلغاء او كما يُشاع هنا عندما يحدث ترند "كنسلوه/ا" فالآونة الأخيرة كثرت بمواقع التواصل الإجتماعي هذه الثقافة ويتحدث الكتاب عن تعريفها وتاريخها ولماذا تحدث وأيضًا عن مَحاسن ومساوىء إنتشار هذه الثقافة وكيف نتجنبها أيضًا في نهاية الكتاب
جُهد يُشكَر عليه الكاتب، من استعراض لجذور مفهوم ثقافة الإلغاء عبر العصور، مرورا بأشكالها ومجالاتها ونماذجها في العصر الحالي. يختم كل ذلك بإيجابياتها وتداعياتها وكيفية معالجة سلبياتها. لا أدري، كنتُ أتوقع المزيد، ربما لأنّ قائمة المراجع الأجنبية بالذات في نهاية الكتاب طويلة، فقد تمنيت وجود تحليل ومراجعة منهجية ونظرية عميقة للدراسات الأكاديمية حول ثقافة الإلغاء ومقارنتها بالجهود البحثية المتواضعة في المحتوى العربي الأكاديمي. لاحظت بأنّ تخصص المؤلف ليس في مجال العلوم الإنسانية بل الطبيعية، وربما كان لذلك دور في كل ملاحظاتي أعلاه. أزعجني عدم تناسق طول الفقرات، وحشو وتكرار بعض الأفكار التي كان يمكن اختصارها أكثر. بالنهاية هو رأيي ووجهة نظر شخصية وأكاديمية
بعد ان ارتفعت اعداد الباحثين في مجال ثقافة الإلغاء على المستوى العالمي ، مايزال المعنى شبه غائب في عالمنا العربي ، ثقافة الإلغاء اصبحت متشابكة بشكل صريح مع السياسة والمنافسات الانتخابية على المستوى الوطني والدولي ، وهي تعتبر مصدر ا لرصد وكواجهة خطابات الكراهية والمعلومات المضللة والتطرف . كما يناقش التأثيرات الإيجابية والسلبية لثقافة الإلغاء، فمن ناحية، تسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية وكشف الانتهاكات، لكنها قد تتحول أيضاً إلى أداة للقمع والإقصاء غير المبرر، مما يؤثر على حرية التعبير والتعددية الفكرية. ويركز الكتاب على دور الذكاء الاصطناعي في توجيه هذه الظاهرة، سواء عبر الخوارزميات التي تعزز انتشار المحتوى أو من خلال آليات الضبط والمراقبة الرقمية.، ويمثل مرجعاً مهماً للباحثين والمهتمين بعلم الاجتماع والإعلام الرقمي والثقافة المعاصرة.