رحلة في مدح الكلاب والبشر وكل الكائنات التي تسكن هذا العالم. ليست مجرد قصص، بل لوحات إنسانية نابضة بالصدق، يغوص من خلالها في أعماق النفس، كاشفًا تناقضاتها وهشاشتها، بمهارة تمزج بين الوصف الخارجي والتحليل الداخلي. بلغة ثرية آسرة، يجعلنا نرى الشخصيات لا كما تُروى، بل كما لو أننا نعيش معها ونشعر بكل ما تمر به. يتنقل بسلاسة بين صوت الإنسان وصوت الحيوان، دون أن نشعر بانقطاع أو غرابة، بل يبدو الأمر طبيعيًا، كما لو أن لكل كائن حقه في البوح.تأخذنا هذه القصص في لحظات تأمل عميق، حيث تختلط الرهافة الإنسانية بحب الطبيعة والكائنات، لنتلمس في النهاية حقيقة بسيطة ومؤثرة: أن العالم، بكل تنوعه واختلافه، ما هو إلا كيان واحد متكامل، نتشارك فيه الأدوار، وإن اختلفت أصواتنا وأشكالنا.
"ثمة دائما كلبٌ في الحكاية" مع تقدمي في قراءة هذا العمل، كنت أشعر وكأن خيطا خفيا يشد القصص بعضها إلى بعض... لكن حتى الصفحة الأخيرة، لم أتمكن من الإمساك به! هل كان "الكلب" هو الرابط؟ أم شيءٌ أكثر خفاء، شيء لا يرى بل يحس؟ القصص كانت ثقيلة بجمالها، عميقة برمزيتها، وتدفعنا إلى خلاصة واحدة: أننا جميعا - رغم اختلافاتنا - تائهون، نبحث عن معنى، عن جذور، عن نقطة ارتكاز... ولو كانت شجرة، أو حيوانا، أو حتى وهما. بعض القصص نبضت بداخلي... لامست شيئا عالقا في قلبي لم أستطع التعبير عنه يوما. استمتعت بذلك الضياع الملقى بين السطور، لأنه، وعلى قدر غرابته، منحني شعورا بالأنس... جعلني أدرك أنني لست وحدي من تبحث عن نفسها. أحببت هذه المجموعة... أحببت عبقريتها، وتمنيت لو أنها لم تنته بهذه السرعة. القصص التي تركت الأثر الاكبر: نهاية الفأر الذهبي - حفلة المنسيين - الطاحونة، أو مصارع جاك والقرد والكلب - أن تنقذ الشجرة المخطوفة. وللأمانة كل القصص كانت جميلة جداً 💛