Jump to ratings and reviews
Rate this book

طيور الغربة

Rate this book
في حضرة الأدب، تبقى الأصوات الصادقة خالدة لا يغيّبها رحيل، ومن بينها يظلّ اسم الكاتب والشاعر الأردني الشيخ ياسين يحيى جهماني حاضرًا ببهائه الإبداعي. وُلد رحمه الله عام 1939 في مدينة الرمثا شمال المملكة الأردنية الهاشمية، وهناك استقى من تراب الأرض وحنينها ما صاغ تجربته، ليغدو أحد أعمدة الكلمة الحرة في الأردن والعالم العربي.

أطلّ على المشهد الأدبي منذ وقت مبكر بعمله الأول «نيران تتأجّج» الصادر عام 1960، كاشفًا عن موهبة شعرية أصيلة وصوت إبداعي مختلف، سرعان ما أثبت حضوره في الساحة الثقافية. ومع مرور السنين، ظلّ وفيًّا لقلمه، فعمّق تجربته وأغناها، ليقدّم لاحقًا عمله الأبرز «طيور الغربة» الذي سيخلّد اسمه في الذاكرة الأدبية.

يأتي هذا الكتاب كرحلة روحية وإنسانية تسافر بالقارئ بين وجع الاغتراب ولهيب الحنين ودهشة الاكتشاف. هو نصّ يتجاوز حدود السيرة إلى فضاء أرحب؛ فضاءٍ يتساءل عن الهوية والانتماء والذاكرة، ويمنح الغربة صوتًا ناطقًا يلامس القلب ويدعو للتأمل في معنى الوجود.

لقد كانت تجربة الهجرة إلى ألمانيا محطة فارقة في حياة الكاتب، كما كانت حال الكثير من أبناء مدينته، لكنها في كتاباته تحوّلت إلى ملحمة إنسانية مشبعة بالصدق والعاطفة. ما بين الدهشة والخيبة، نسج جهماني حكاياته بلغة تفيض شعرًا، فجاء نصّه شاهدًا على معركة الإنسان مع الغربة، وعلى قدرته الدائمة في تحويل الألم إلى جمال، والتيه إلى معنى.

ورغم رحيله، يبقى أثره الأدبي شاهدًا على حضوره الخالد، يرفرف في سماء الأدب كطائر لا يعرف الغياب.
ولعلّ أجمل ما يخلّد هذا العمل أنّه يصلنا اليوم بجهدٍ كريم من الأستاذة نادية أحمد، التي آثرت أن تبقي «طيور الغربة» محلّقة في فضاء القراءة، لتظل كلمات الكاتب شاهدة على زمنه، ورفيقًا أبديًا لكل قارئ عرف معنى الاغتراب.
وبفضل المتابعة الكريمة والموافقة السخيّة من ابنته الأستاذة الفاضلة سُميّة ياسين جهماني، التي أولت الكتاب عناية خاصة، حتى أُتيح أيضًا عبر منصة Goodreads ليبقى حيًّا في فضاء القراءة الرقمي، شاهداً على قلم والِدها وإرثه الأدبي.

هكذا يقف القارئ، وهو يفتح صفحات هذا الكتاب، أمام تجربة أدبية وإنسانية فريدة، تُذكّره بأن الأدب ليس ترفًا، بل هو محاولة جادّة لفهم الذات والعالم، وأن الكاتب، مهما ابتعدت به دروب الاغتراب، يظل مشدودًا إلى وطنه وإلى إنسانيته برباط لا ينقطع.

105 pages, Unknown Binding

Published January 1, 1988

2 people want to read

About the author

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
1 (100%)
4 stars
0 (0%)
3 stars
0 (0%)
2 stars
0 (0%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 of 1 review
Profile Image for نادية أحمد.
Author 1 book494 followers
September 23, 2025
«طيور الغربة»..
ميلاد جديد لصوت ياسين الجهماني من منافي الستينيات

في مدينة الرمثا، حيث تتوارث البيوت رائحة الحنطة والذكريات، يطل علينا اليوم من جديد كتاب «طيور الغربة» للكاتب الراحل ياسين يحيى الجهماني، وقد أُعيد له بريقه بعد أن كاد يختبئ في أدراج النسيان. كتاب ليس مجرد أوراق، بل مرآة لوجع جيلٍ عرف الاغتراب قسرًا، حين حمل الكاتب همّه وحلمه إلى ألمانيا في مطلع الستينيات، وهناك ذاق مرارة البعد وصراع الهوية ومكابدة الغربة. في تلك البلاد البعيدة، كتب ياسين بحبرٍ ممزوج بالحنين والخذلان، ليجعل من كلماته طيورًا تحلّق فوق أسلاك المنافي، شاهدة على معاناة الغريب الذي حمل وطنه في قلبه ولم يجد للوطن بديلًا.

وإذا كان الغياب يسرق من الكتب حضورها، فإن الحنين يعيد إليها الحياة. واليوم، بجهود مباركة وخالصة من ابنته المديرة الفاضلة الأستاذة سميّة الجهماني، يعود «طيور الغربة» إلى الضوء، وكأنه يعلن ميلادًا جديدًا للكاتب وصوته، ويؤكد أن الأدب الحق لا يزول، بل ينتظر اليد التي تزيح عن صفحاته الغبار.

ولأن المدينة التي أنجبت ياسين الجهماني تنجب أيضًا وفاءً للكلمة، فإن الكاتبة والشاعرة نادية أحمد، ابنة الرمثا، تحمل الشعلة لتواصل مسيرة الكلمة، ولتقول إن الأدب الأردني لم يمت، بل يتوارثه الأبناء والأحفاد، يتناوبون عليه كإرثٍ حيّ لا يشيخ.
إن إعادة إحياء «طيور الغربة» اليوم ليست مجرد عودة كتاب إلى رفوف القراء، بل هي عودة صوتٍ مغترب، يذكّرنا بأن الغربة ليست مكانًا بقدر ما هي امتحان الروح، وأن الأدب الصادق هو وحده الذي يستطيع أن يربط حاضرنا بذاكرة الأمس.

حول الكتاب بقلمي:
أدهشني الكاتب منذُ سرده الأول عندما أتى على ذكر سارتر وألبير كامو! ثمّ أتبعه بكتاب زوربا ونيتشة وجبران.
ثمّ لاحقًا دهشت أكثر عندما علمت أنّ في الرمثا مكتبة قديمة جدًا
(مكتبة الجزائر) لعلي الخميس

كيف لذلك اليُتم المبكّر أن يصنع هذا الوقار والوعي والعظمة
بل وليطال الابداع والشعر دفعةً واحدة!
الجهماني ظاهرة نادرة جدًا تستحق الوقوف والتأمُّل
طريقة سرده لسنوات غربته تجعل القارئ يعيش معه الحدث مجدّدًا
فتارةً معه ومع محمود عندما وضع ملحًا على الشاي بدل السكّر
وتارة فكاهته مع الشباب حول مواقف طريفة مثل زيت شعر أبو السعيد والذي آل به المطاف أن يستخدم رب البندورة لأنه لا يقرأ اللغة الألمانية
وبضاعتهم تختلف عن ما لدينا.
كان لقاء ياسين مع عبد المجيد مُحمّلًا بلهفة الصديق والأخ والسند الأدبي.
تنوّع في طريقة سرده لكنه نقل الرمثا كما هي في الستينات تمامًا والسبعينيات
حتى دلف الماء من السقف في الشتاء لم ينجُ من وصفه
وكذلك فك الذئب عند التهاب اللوزتين
وكيف أنّ ياسين شاب رقيق القلب عالي الحس
فلم يأته أحد شباب الرمثا إلّا وتقطّع قلبه عليه
وساعد بما يقدر عليه بل ويزيد
بين خليف العزايزة وفاسيلس اليوناني
أخذنا ياسين بتقارب بين بسحر اليونان وكم هي تشبه بلادنا لحد ما
بلادنا لكن حتمًا على أجمل
وكم شوقتني يا شيخ ياسين لزيارة اليونان!
تفاوت و فجوة الثقافة بين ألمانيا في تلك الحقبة
وبين الأردن وتحديدًا الأرياف
هي بحد ذاتها مدعاة للألم وأقصى درجات الفروقات المعيشيّة.
فكيف بمسألة الاشتياق والبعد عن الأهل!

الحمدلله بأنّ بعد شقاء المصانع
وبرد ألمانيا والاشتياق لأكل الرمثا وأهلها كذلك؛
عُدتَ سالمًا لوطنك وبين أهلك
وأمك وأخواتك الست.
والحمدلله بأنّ نهاية هذه المغامرة الممتدة
هو عملك في وزارة الأوقاف إمامًا و واعظًا ومشرفًا.

لا بد من أنّ هذا الرجل العظيم أنجب ذريّة عظيمة.


نادية أحمد
قراءة كتاب الكتروني
التقييم 5/5

ملاحظة:
تم رفع الكتاب على جوجل درايف

https://drive.google.com/file/d/1QZgJ...
Displaying 1 of 1 review

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.