إعداد وتقديم: حيدر حب الله عدد الأجزاء: جزء واحد طبعة جديدة ومزيدة عدد الصفحات: 706 الناشر: مؤسّسة الانتشار العربي، بيروت، لبنان الطبعة: الأولى، 2011م
http://hobbollah.com/download/merat%2...
شهد الفكر العربي والإسلامي الحديث منذ قاسم أمين وإلى يومنا هذا سجالاً حادّاً حول قضايا المرأة، وما يزال هذا السجال محتدماً لم يتوصّل أصحابه إلى نتيجة حاسمة تنقل الفكر الإسلامي إلى مرحلة جديدة، رغم الكثير من الأفكار الناضجة التي قدّمت على هذا الصعيد. وتتأرجح المعرفة الدينية في هذا المضمار بين اتجاهات متناقضة تناقضاً حادّاً لا يجمعها جامع يصلح للبناء عليه والعمل على مقتضاه.
في هذا السياق، يحاول هذا الكتاب أن يستعرض أفكاراً كثيرة حول قضايا المرأة من زوايا ثلاث: إحداها الزاوية العرفانية المنفتحة على قضايا الإنسان الوجودية العامّة، لتلامس هوية المرأة في تجربة صوفيّة متعالية، وثانيها الزاوية الفقهية والقانونية التي تدرس جملة وافرة من إشكاليّات قضايا المرأة في التشريعات الفقهية السائدة عند العلماء المسلمين وتمارس نقداً مركّزاً عليها من منطلق اجتهادي متوازن، وثالثها الزاوية التربوية والاجتماعية في قضايا المرأة على هذه الصعد وما يمكن تقديمه في هذا المجال. إنّه سلسلة من الأفكار والدراسات التي قدّمها باحثون جادّون إسهاماً في إيجاد حلحلة لبعض القضايا العالقة حول المرأة العربية والمسلمة.
يعتبر الباحث الشيخ د. حيدر حبّ الله من أساتذة الدراسات العليا في الحوزة العلميّة، قضى أكثر من ربع قرن من عمره في الدراسات الدينيّة، وحصل على شهادات متعدّدة. كان لمدّة زمنيّة المعاون العلمي المشرف على موسوعة الفقه الإسلامي، والتي أصدرت عشرات المجلّدات حتى الآن، ويرأس تحرير عدد من المجلات الفكريّة سابقاً واليوم، وقد صدرت له العشرات من المجلّدات بين تأليفٍ وترجمة وتحقيق وغير ذلك، يختار الشيخ حب الله لنفسه طريقاً نقديّاً للتراث الديني عموماً، ويذهب إلى ضرورة التجديد في مختلف ميادين المعرفة الدينيّة. ويعدّ واحداً من أشدّ المدافعين عن التقريب بين المذاهب الإسلاميّة
يُعتبر الكتاب مجموعة من البحوث والمقالات التي كُتِبَت بأقلام مفكرين -ومفكرات- إسلاميين، تتناول قضايا المرأة والنسوية وعلاقة ذلك بالإسلام والفكر الإسلامي، مع تركيز بعض المقالات على النسوية في إيران بشكل خاص.
بشكل عام، وجدتُ الكتاب جميلا. وبشكل خاص، استمتعت بقراءة البحوث والمقالات التي كتبها الشيخ حيدر حب الله، وكذلك مقالات شبستري وسروش (فلهؤلاء الثلاثة حس علمي وقلم رشيق، مهما اختلف القارئ معهم أو اتفق). أما الغالبية العظمى من البقية -عدا الثلاثة المذكورين-، ولا سيما في المقالات التي كانت تقارن بين مكانة المرأة في الفكر النسوي وفي الفكر الإسلامي (وأخص بالذكر هنا مقال المازندراني ومقال مهدية السادات مستقيمي)، فقد كانت بحوثهم ومقالاتهم -من حيث المحتوى- أقرب ما تكون إلى أحاديث منبر وعظي، لا يسمن ولا يغني من جوع، ممتلئةً بكمٍّ من الإنفعالية والكلام الإنشائي، ومثل هذه المقالات هي التي أثرت على الكتاب سلبا من وجهة نظري.
انّها المرةُ الأولى التي أقرأُ فيها لِـ كُتّاب ايرانيين! كتابٌ ضخم "تقريباً 700 صفحة" يضمُ مجموعة مقالاتٍ لمشائخَ شيعة حول دور المرأة الفاعل في هذا العصر وحريتها وحدودها وضوابطها كنتُ أقرأُ هذا الكتاب في طريقي الطويل إلى الكلية ، وكنتُ أُناقشُ أنــا ووالدي بعض الفقراتِ والمقالاتِ التي تم ذكرها ، لِإختلافها عن مذهبنا السني،، بعضُ الأجزاء كانتْ سلسةً وذات فائدةٍ اكثر من غيرها ، أمّــــا بعض الاجزاء فقد أصابني الملل ولم أكملها كتابٌ جيدٌ عامةً
الكتاب عبارة عن عدة مقالات وبحوث، ومن عدة أسماء مختلفة، ثلاثة منها لحب الله.
تنوّعت هذه المباحث من حيث الطرح، وتفاوتت من حيث الأهمية.
فعلى صعيد الدين والفقه، ربما وجدتُ جرأةً في الطرح، من قبيل؛ “يمكننا الاستنتاج أن شرط الذكورة في صلاتي الجمعة والجماعة لا يستند إلى دليل قطعي، وعليه فإن المرأة بإمكانها أن تؤم الرجال جمعة وجماعة”. ولكن ماذا يمكن أن نلمس لمثل ذلك على أرض الواقع، أبعد ما يمكن عن المستوى النظري، لمثل تلك المسائل ولجرأة وتجدّد مثل هذا الطرح.
وعلى الصعيد الاجتماعي، هناك تفاوت كبير بين أقلام تلك المباحث، منها؛ كإثارة الجدل حول موضوع النسوية، والنظرة الاقتصادية، وربة المنزل، والخطوط أو الحدود الفاصلة بين تعاريف الذكر والأنثى. وبغض النظر عن نسب الموضوعية لتلك المباحث، ولكن أقواها كان للدكتور حامد شهيديان تحت عنوان: “مشروع الحركة النسوية: ما الذي تبحث عنه النسوية في إيران؟” وكان ردًا على المبحث الذي سبقه.
ولا يمكن أن أتغاضى عن الإشارة حول مبحث جمع بين مختلف التخصصات والتحديات؛ كالفقهية والقانونية والبيولوجية، للدكتورة فريبا حاجي علي حول “الرحم الإيجاري: دراسة الحالة الحقوقية والفقهية لاتفاقية استخدام رحم المرأة”، وكانت القراءة لهذا المبحث مثيرة للفكر والانتباه، والجدل الدائر حول تعيين النسب الأمومي: "لأن الطفل يرتبط تكوينيًا بامرأتين (صاحبة البويضة؛ وصاحبة الرحم)؛ فبعض من الفقهاء يعتبرون صاحبة البويضة أمًا؛ ويعتقد بعض آخر أنَّ صاحبة الرحم هي أم الطفل، ويصرّح عدة آخرون أنّ للطفل أُمَّين”.
ربما تقييمي الأدق للكتاب يتراوح إلى ٢.٥، لما يحمل من نقلة نسبية عن الطرح العرفي العام.