إن النص التاريخي مرهون بين الشاهد للحدث والراوي له فإن كان الشاهد مأمورا في قلب النص فيسعى لروايته ونقله بفعل هذا الطلب والأمر السلطوي بغير واقعه فيقلب القاتل مقتولا والظالم مظلوما فيصبح حينها هذا النص وبفعل هذه الأوامر السلطوية مستقلبا وهي ظاهرة تكشف عن المرارة لما تعرض له النص التاريخي الأسلامي فضلا عن كونه السبب المباشر في تفرق هذه الأمة الى ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة يوم القيامة الا فرقة واحدة. هذه الدراسة تهدف الى اثبات هذه الظاهرة التي كانت أحد الاسباب في بناء مدارس فقهية وعقائدية .
قوي الدليل والرواية وشرح لما جاء من مصائب وأحداث في منع الحديث وقلب مضمونها ، وترك السيرة وعدم كتابتها وبذلك ضاع الكثير وتدخلت بعض الأيدي لتدون الخطأ وتقلب الصحيح الى غيره لتسحب البساط . شرح معنى الاستقلاب في المبحث الأول ودلل عليه بالقرآن والحديث وأقوال الفقهاء ،وفي مبحثه الثاني بين متى وضع اسس الأستقلاب في النص منذ القرن الأول الهجري ومتى نمت هذه الظاهرة وكيف كانت وعلى يدي من ومتى بدأ العمل بها سريا ومن ثم ظاهريا.وفي مبحثه الثالث اتخذ دليلا معروفا وواضحا جليا الا وهو حادثة سد الأبواب في المسجد النبوي وما جاء فيها وما تابعها من أقوال وأحداث.