هذه الرواية واحدة من أولى الروايات المصرية التي عكست واقعًا وطنيًا أليمًا، مستلهمة أحداثها من كارثة دنشواي عام 1906، تلك الحادثة التي لم تكن مجرد فصل عابر في التاريخ، بل كانت شرارة وعي أشعلت جذوة المقاومة وأسهمت في تشكيل الروح الوطنية التي بلغت ذروتها في ثورة 1919. كتب محمود طاهر حقي هذه الرواية بصفته شاهدًا على زمن القهر الاستعماري، مستعينًا بأسلوب بسيط، لكنه شديد التأثير، ليجعل القارئ أقرب إلى المأساة وكأنه يسمع صدى الصرخات، ويرى نظرات الفزع في أعين الأبرياء الذين سيقوا إلى محكمة لم تكن سوى مسرح لعرض الأحكام الجائرة. لم يكن السرد مجرد استعراض للوقائع، بل كان استنطاقًا لجذور الظلم، وكشفًا للطريقة التي استُخدمت بها العدالة كأداة بطش ضد الفلاحين البسطاء، الذين وجدوا أن