"في العالَم المملوء أخطاءَ مُطالَبٌ وحدَك أن لا تُخطئَا"". كأنَّ الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي في قصيدته المُلهِمة ""مرثية لاعب السيرك""، كان يخاطب المدقق اللغوي، لا ""لاعب السيرك""! التدقيق اللغوي إحدى أكثر المِهَن غرابةً، فما من مؤهِّل تعليميٍّ يكفل للمرء ممارستها، ولا دروس أو ورش تعليمية يمكنها أن تُعِدَّك لتكون قادرًا عليها. هي مهنة تحتاج فقط إلى أن يكون ممارسها موهوبًا في اكتشاف الأخطاء، أن تكون عينه تلك العين التي تقع مباشرةً على الهمزة الناقصة أو المكتوبة في غير موضعها، أو على الحرفين الموضوع كلاهما في موضع الآخَر، أو على علامة التنصيص التي بدأَتِ الكلامَ ولم تُوضَع علامة مقابلة لها لتختمه، إلخ.
شاعر فصحى وعامية، صدر لي: لغة النور، شعر فصحى، الهيئة العامة لقصور الثقافة، 2016. موسقة، شعر فصحى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2015. سندبادة، شعر عامية، "روائع" للنشر والتوزيع، القاهرة، 2015. قواعد القهوة الأربعون، الكتب خان للنشر والتوزيع، القاهرة، 2015. فِقدان مؤقت للذاكرة، شعر فصحى، دار النفيسة للعلوم والآداب، أغسطس 2011. لعلكم تهتدون، شعر فصحى، المجلس الأعلى للثقافة، سلسلة الكتاب الأول، يناير 2009. الأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية، دراسة لغوية، دار شرقيات، يناير 2009، ومكتبة الأسرة سبتمبر 2009، والمجلس الأعلى للثقافة يناير 2013. لا تعذريني، شعر فصحى، لؤلؤة للنشر والتوزيع، الإسكندرية، 2005. نُشر لي بعض الأعمال في المجلات والجرائد المصرية والعربية مثل مجلة «الثقافة الجديدة» ومجلة «تراث» الإماراتية وجريدة «الأهرام الدولي» ومجلة «الساقية الورقية». ألّفت الأوبريت المسرحي الغنائي "أربعة في مهمة مش رسمية"، إخراج شريف الرزاز، إنتاج الهيئة القبطية الإنجيلية. ألفت أغنيات مسرحية "إحنا فين وانتو فين؟"، تأليف وإخراج رانيا رفعت، إنتاج الهيئة القبطية الإنجيلية. ألّفت عشرة مشاهد درامية للإرشاد التثقيفي الجنسي، إنتاج الهيئة القبطية الإنجيلية.
«والتدقيق اللغوي ليس مجرَّد مهنة، بل يمكننا القول إنه هَوَس يصيب صاحبه، فهو -لا إراديًّا- لا يتجاهل شيئًا، لا من كلامه ولا من كلام غيره، فتلحظ عيناه الأخطاء، وقد يُبلِغ بها صاحبها، وقد يصوِّبها بينه وبين نفسه، إلا أنه أبدًا لا يتجاهلها، لا على الإنترنت ولا في لافتات الطريق ولا في ما يقع تحت يديه من كتب أو صحف...».
أو شهادة تفوق لطالبةٍ في الصف السادس الابتدائي!
أذكر بكائي الشديد حينما تسلَّمتُ شهادة تفوقي، ووجدتُ اسمي مكتوبًا على هذه الشاكلة «اناس». أين الهمزة؟ أين الياء؟ فقصدتُ مكتب المديرة وطلبتُ إعادة طباعة شهادتي بالاسم الصحيح «إيناس» وأصررتُ على موقفي.
«عزيزي المدقِّق اللُّغوي» وجبة مشبعة لكلِّ مهووس بتصحيح الأخطاء في هذا العالم
الكتاب يخاطب -في المقام الأوَّل- مَن يمتهنون التدقيق اللغوي، فيقدم دليلًا شاملًا يتزوَّد منه المدقق على طول رحلة التدقيق وما بعدها. ومع ذلك، أجده مفيدًا حتَّى لهؤلاء الراغبين في التعلُّم، والحفاظ على اللغة، وإزاحة كل التجاوزات بحقها.
السلاسة، والمتعة، والإقناع
فالكاتب لا يذكر الخطأ فحسب، بل يخاطب العقل بالمنطق والبرهان، فيرسِّخ المعلومة في ذهن المتلقي. والأهم من ذلك كله، المرونة في تناول القضايا الخلافية وخلو الكتاب من وساوس المتشدِّقين، أو المتشددين لآرائهم.
أنصح بقراءة الكتابين السابقين أيضًا للمؤلِّف نفسه: الأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية، وعزيزي المحرر، لتحقيق أقصى استفادة، وإن تكررت بعض المعلومات.
كتابٌ ثريّ، يستحق أن يكون على مكتب كل مشتغلٍ باللغة، فالحرف العربي لا يزدهر إلا بين أيدٍ تُتقنه، وقلوبٍ تُحبّه. يأخذك هذا الكتاب في رحلةٍ تكشف لك أسرار الصياغة المحكمة، وتُذكّرك بأن كل نقطة، وكل فاصلة، لها وزنها ومعناها. يشكّل هذا الدليل زادًا لا غنى عنه لمن اختار أن يسير في دروب الكتابة والترجمة والتحرير، كمحترفٍ يبحث عن النسخة الأصدق للكلمات.
كتاب أكثر من رائع ومفيد جدًا لتعلم أولى خطوات التدقيق اللغوي بأسلوب مبسط وفصيح. أنا أعمل في هذا المجال منذ بضعة أشهر وهذا الكتاب قد أضاف لي معلومات وتقنيات كثيرة لتيسير عملية التدقيق اللغوي ولإتقانها.
"خطأ مشهور خير من صواب مهجور" في هذا الكتاب ستعرف الخطأ والصواب، لتنحي هذا المثل جانبًا وتبدأ كتابة بلا أخطاء. كتاب أكثر من رائع، ثري بالمعلومات، لكل من هو مهتم بالجانب اللغوي وتجنب الأخطاء اللغوية و بطريقة مبسطة في فصول عدة. يُنصح به لكارهي الأخطاء الإملائية.😂