Jump to ratings and reviews
Rate this book

‫هذه ليست رصاصة‬

Rate this book
ما أكثر الناجين في هذه الحادثة، مع أن الرصاص لم يُطلق إلا على شخص واحد!
في هذه الصفحات، الرصاص لا يخترق الجسد فقط، بل يوقظ الأرواح النائمة.
عبدالله ناصر يكتب كما لو أن اللغة بندقية محشوة بالأسرار، والحنين زناد، والذاكرة هدف لا يفلت.
كل مشهد هنا طلقة، وكل حوار ارتجافة في صدر من أثقله ما عاشه وما كتمه.
هذه الرواية لا تروي حكاية، بل تفتح جرحًا وتتركه يتنفس.
يقرأها القارئ فيشعر بالأثر الذي يتركه الحرف على الروح، أثر لا يُمحى.

عن المؤلف
عبدالله ناصر كاتب من الرياض. صدرت له مجموعتان قصصيتان: "فن التخلي" (2016)، وقد تُرجمت لاحقًا إلى الفرنسية، و"العالق في يوم أحد" (2019)، وقد حازت جائزة معرض الرياض الدولي للكتاب عام 2020.
عُرف عبدالله ناصر بأسلوبه السردي الخاص الذي تجلَّى في قصصه التي ت

89 pages, Kindle Edition

Published September 7, 2025

9 people are currently reading
451 people want to read

About the author

عبدالله ناصر

8 books2,649 followers

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
46 (36%)
4 stars
49 (39%)
3 stars
23 (18%)
2 stars
7 (5%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 - 30 of 48 reviews
Profile Image for بثينة العيسى.
Author 27 books29.5k followers
December 5, 2025
أحب الظلال والهوامش في الحكايات، لكن ليس لدرجة أن تؤول حكاية سعدون إلى حكاية كل شخص آخر غيره. هذه الرواية المكتوبة بقصدية عالية هي دليل على قدرة الأدب على الطمس والإخفاء والتورية، أكثر من الكشف والإفصاح والفضح.

ربما لأن سعدون ليس ناجيًا كالآخرين.
Profile Image for Mohammed.
539 reviews777 followers
November 3, 2025
هذه ليست رواية!

هذه سردية دافئة، خلابة، تضوع بعبق الحنين.

يعود قلم عبدالله ناصرـ هذه المرة على شكل رواية، بعد العديد من القصص والمقالات الآسرة.

في هذا النص يستحضر الراوي ذكرى والده بأسلوب شيق يجمع ما بين عمق النقد الاجتماعي والإثارة والغموض المرتبطين بقصص الجريمة.

تتحدث الرواية عن جريمة ارتكبها والد الراوي قبل عقود، ويحاول هذا الأخير تجميع قصاصات الحكاية مما سمع، واستنتج، وتخيل.

أفضل ما تتسم به الرواية هو الاحتفاظ بالتفاصيل و "تقطيرها" على القارئ حتى تٌبقي على فضوله لأطول وقت ممكن. أضف إلى ذلك الإحالة إلى لوحة الناجي، وفصل التأمل والتحليل الفني لذلك العمل الفني الفريد.

تمنيت لو أن النص تعمق في الشخصيات أكثر، وسلط الضوء بشكل أفضل على مختلف جوانبها. لن أتذكر من أبطال الرواية سوى شخصية الوالد التي، وإن كانت مرسومة بشكل جيد، ليست بدرجة عالية من التميّز.

نوفيلا يمكن الاستمتاع بها بجلسة أو اثنتين مع مشروب بدفء هذا النص الجميل.
Profile Image for راضي النماصي.
Author 6 books646 followers
October 8, 2025
يغلب يقيني ظني هذه المرة في كوني قرأت أفضل روايات العام، إذ لا تُمسك هذه الرواية بالقارئ عبر فائض الحوادث، وإنما عبر الطريقة التي تُنسَّق بها المعرفة داخل النص، إذ أن الكاتب يضبط تدفّق الدلالة كمن يوزّع الضوء على مسرحٍ مُعتم: لقطةٌ حسيّة تشدّ الحواس، يليها تقريرٌ موجز يرفع مستوى الفهم، ثم عودةٌ إلى المشهد وقد تغيّر موضع الرؤية. هنا تولد رؤية الحكاية برمتها من ترتيب القول، من توقيت الإفصاح، من لعبة الزوايا، فتغدو القراءة توترًا ذهنيًا متّصلًا.

لغة النص مُصفّاة، اقتصادها لا يُفقِر المعنى، ونعومتها لا تُسقط الجِدّة. الجملة مقيسةٌ بميزان إيقاعيّ، الصور دقيقة المَسّ، والمفردة المحليّة تُستحضر بحساب من أجل تثبيت قوام الشخصيات والمكان من غير أن تُخلّ بمتانة العربية المعيارية. أما تضاريس المكان فتتسرّب إلى العبارة ضغطًا ثقافيًّا: أثرها ينعكس على منظومة القيم والعلاقات، وهيئة الهيبة المنزلية، وكيفية تمثيل اليوميّ وفهمه.

يعمل المعمار السردي على مدارين متداخلين: مدارٌ تأمّلي يلتقط ذاكرة الراوي وحساسيته تجاه البيت والأبوة والأشياء الصغيرة التي تكتسب سلطتها من تكرارها؛ ومدارٌ مُنظّم يثبت العلامات الزمنية ويقود حركة الفصول بأناة، وما نتاج ذلك التداخل بين المدارين سوى مكسبين متزامنين حيث يُرسّخ الألفة مع الأصوات، ويُحافظ على الشدّ عبر تأجيلٍ محسوب للتفاصيل، وكلاهما في وقت واحد. كما أن معرفة القارئ المسبقة ببعض النتائج لا تُطفئ الرغبة في التتبّع، لأن طاقة هذه الرواية تأتي من نسق العرض لا من عنصر المفاجأة وحده.

ثمّة محور دلالي واحد يجمع الشظايا ويشدّ الأجزاء: واقعة مبكرة تُعامل بوصفها نغمةً راعية تضبط النسق كله، وتصل انعكاساتها إلى اللغة ومواقع الشخصيات ومزاج الفصول. تتجاور حرارة الاعتراف مع برودة معلومةٍ تقنيةٍ تُلقَّم للنص بقدرٍ محسوب عن الأثر المادي لطلقةٍ في الجسد؛ هذا المزج بين الحسّي والوصفي يعزّز مصداقية العالم المرويّ ويمنح القراءة ملمسًا مختبريًا من غير أن يسحب منها حرارتها.

وعلى الهامش التشكيلي يحضر مشهدٌ منزليّ: سلاحٌ مسنود وبقعةُ دم. الإحالة لا تُراد تزويقًا، إنما تُستَخدم كعدسةٍ أخلاقية لسؤال المسافة والمسؤولية: انتقال أدوات الفعل من تماسٍّ مباشر إلى وسيطٍ يخلق مسافةً آمنة يبدّل موقع الوصمة؛ الأثر لا يظلّ حكرًا على من تلقّى الإصابة، إنما يطبع حامل الأداة بمعنى رمزيّ. هذه الأسئلة تُعاش داخل النسق، في الإيقاع وفي قرارات التبئير، من غير تحويل الصفحات إلى مرافعات.

الصوت الحكائي واعٍ بحدود وثوقه. الراوي يستعيد من زمنٍ لاحق، يعلن ميله، يملأ فجواتٍ لم يشهدها مباشرةً، ويترك مساحاتٍ غير محروسة عمداً. حيث تقيم تلك الفراغات علاقة شراكة مع القارئ: يُطلَب منه أن يركّب روايته الموازية وأن يختبر إمكانات ما بين السطور. تظهر أحيانًا حوافّ خطابية مباشرة—خصوصًا عند التعليق العام أو اللمسة التأويلية الفنية—غير أنّها تبقى ضمن هامشٍ ضابط يذكّر بإطاريّة التجربة ولا يخرق نسيجها.

النتيجة رواية قصيرة عالية الأدب: تصميمٌ دقيق يثق بذكاء قارئه، ونثرٌ رفيع منخفض اللمعان، وتحوّلٌ للمحلّي إلى طاقةٍ إنسانية مفهومة عبر الحدود. هنا لا يُراد الإدهاش اللحظي، وإنما صوغ المساءلة بهدوء: كيف تُدار المعرفة داخل النص؟ كيف تُصان الذاكرة حين تُستعاد؟ وأيّ عدالةٍ يومية تتشكّل حين تتغيّر المسافة بين اليد والأثر؟ هذه الرواية تجيب عبر الصنعة، تُجيب عبر طريقة القول، وتترك اهتزازها قائمًا بعد الطيّ كموجة طويلة في جسد اللغة.
Profile Image for hayatem.
819 reviews163 followers
November 12, 2025
ألاعيب الذاكرة، بأحداثها الواقعية والمتخيلة، تجبرنا أحياناً على اكتشاف وجوهها المجهولة أو الناقصة، حتى تكتمل تلك الأوجه الفارغة من القصة؛ القصة التي احتلت حيزاً من زمننا النفسي، وتلاعبت بنا حتى بلغنا عمراً تصبح فيه الرغبة في كشفها ليست بدافع الفضول، بل رغبة في التحرر منها إلى الأبد: من الحيرة، ومن الأسئلة، ومن حقيقة ما جرى.
لعل في ذلك تهدئةً لنفس الطفل الساكن في داخلنا، المرهقة من ذاكرته المبتورة من طفولته.

يكتب عبدالله كما اعتدت قراءته بلسانٍ هندسيٍّ يميل إلى البناء والهدم معاً. أسلوبه الوصفي دقيق وحيوي، ولغته تخلو من الاستطالة الزائدة، وتفيض بالمفردات والمعاني التي تشدّ انتباه القارئ إلى تفاصيل الزمان والمكان وثراء الواقع.
يمكنك أن تشمّ رائحة الماضي في التفاصيل، أو في الصور البصرية التي يرسمها: البيت، الفناء، الشارع، بيت عمه هذّال القديم، مستشفى القطيف، الدمام… وغيرها من الأمكنة التي حرص الكاتب على نقلها للقارئ بلغةٍ بصريةٍ ثرية، فيغدو القارئ شاهداً على الأحداث كأنها وقعت في زمانه، أو على مرأى ومسمعٍ من أذنه. تمازج دقيق بين التنميط وانحلال الهوامش .

يربط الراوي الحادثة التي يتتبع أثرها منذ الطفولة بلوحة الناجي لرينيه ماغريت، ويمكن قراءة هذه اللوحة بوصفها تجسيدًا لفكرة “ما تبقّى من حادثةٍ ما”؛ فالبندقية والدم والظل ليست سوى علامات على شيءٍ حدث ولم نرَ ملامحه، لكنه ترك أثره العميق.
وهو تمامًا الشعور الذي يعيشه الراوي في الرابعة من عمره، حين عرف مصادفةً من أحد أقربائه عن الحادث الغامض الذي يحاول استكشافه في أحداث الرواية.
هكذا تغدو اللوحة تمثيلًا بصريًا لفكرة “الخطر الخفي داخل المألوف”، وللحدث الذي تمّ وتبقى آثاره، تلك الآثار المنطبعة في ذاكرة النفس والجسد منذ الطفولة المبكرة للراوي. ليجعل القارئ يشعر بأن الأحداث ليست مجرد سرد، بل تجربة حسية ووجدانية. لوحة الناجي في الرواية تعمل كـ “مرآة للذاكرة”، فهي تسمح للراوي بإحياء تفاصيل طفولته المبكرة، بما فيها الحوادث الغامضة التي لم يتمكن من فهمها تمامًا حينها، لكنها تركت أثرها العميق في وجدانه.
ربط الراوي بين الحادث المأساوي الذي أثر على العائلة ولوحة الناجي يجعل الرواية أكثر من مجرد سرد زمني؛ إنها رحلة استكشافية في النفس البشرية، حيث يتشابك الواقع مع التصور والخيال، والحدث مع أثره النفسي، والصورة مع الشعور، و ما يثير ذلك من تساؤلات في ذاته حول هوية الشيء؛ العلاقة بين الشيء وصورته، والإدراك فتتحول اللوحة إلى مفتاح لفهم ما هو غير مرئي أو غير مباشر في الماضي.

لابد من الإشارة إلى أن كشف الحدث جاء بعد ملء القارئ بالتشويق والأسئلة، إذ لم يكشف الراوي عن خيوطه دفعة واحدة. من الذي نجا؟ البندقية؟ الضحية؟ …، ما الذي حصل قبل ذلك؟ ما الزمان والمكان؟ الراوي يفضّل ألا يعطي إجابات واضحة بل يفتح الباب للتأويل.

في ختام الرواية، يبرز الراوي دور الأم في حماية الأطفال، كما يظهر في جملته: “لولا أمي ما كانت نسختنا العائلية من لوحة الناجي لتخلو من بقعة الدم.” امتناعها عن الحديث عن حادثة الرصاص رغبةً في التجاوز وحماية أطفالها من الصدمة المباشرة في ذلك الوقت، وحتى بعد حين ، وتعللها بغياب الأب لداعي السفر في فترة سجنه، لكن الرواية تتجاوز البقاء الجسدي لتطرح تساؤلًا فلسفيًا وبشكل ضمني غير مباشر : من الذي بقي لأنه قدر، أو نجى لأنه عرف كيف يرى؟ هكذا يشير الراوي إلى أن النجاة ترتبط بالوعي والفهم، ويترك للقارئ فرصة للتأمل في العلاقة بين الحماية العائلية، الوعي النفسي، وفكرة النجاة.

أبدع الراوي في هندسة اللغة وسرد مشاعره تجاه الحادث، وتحديدًا تجاه والده وما يجسده من هيبة ومكانة في ذاكرته ووجدانه.
العائلة، في النهاية، هي أغلى ما يملك المرء، واستكشاف ظلال الماضي أحيانًا يكون السبيل للتعبير عن الحب والانتماء.

رائعة !!!
Profile Image for فهد الفهد.
Author 1 book5,605 followers
October 2, 2025
هذه رصاصة أدبية من قناص بارع، لا ترهبه المسافات ولا الأهداف، يفتتح عبدالله ناصر رائعته الجديدة بـ “كان لأبي ثلاثة مسدسات، وبندقية صيد، وترخيص قديم لحمل السلاح"، وحسب تشيخوف على هذه الأسلحة أن تستخدم في مكان ما في الرواية، هذا الاستخدام لن ��كون عابرًا، بل سيكون الحدث المحوري الذي سيؤثر على أبطال القصة وحيواتهم إلى الأبد.

هذه ليست مجرد رصاصة أو رصاصات! هذه هي حيوات الراوي ووالده، حيوات كل من شهدوا الحادثة وعايشوا التجربة، ورغم رشاق�� الرواية إلا أنها تعالج مواضيع متعددة بلغة عبدالله اللماحة والبارعة، فتكشف لنا علاقة الراوي بأبيه، علاقة الأطفال بوالدهم، علاقة الزوجة والأم بزوجها وأطفالها، السلطة والمجتمع، المجتمع وبنيته في زمن الحادثة، كيف يتصرف وكيف تحل الخلافات، التنقيب في الذاكرة والبحث في الأحداث المطوية.

هذه ليست رصاصة، ولكن لها صوت انفجار الرصاصة المصٍم، تملأ الجو برائحة البارود وبالدخان الذي ينقشع ليخلف القارئ في حالة من النشوة الأدبية، تسافر بنا رصاصات الراوي بين الحاضر والماضي، تستدعي الأدب والفن واللوحات لتصنع تحفة أدبية.

يستدعي الراوي لوحة الناجي لرينيه ماغريت، يتوقف أمامها طويلاً ليسائلها، وليفلسف رمزيتها، في لوحة ماغريت الشهيرة نشاهد بندقية مركونة وبقعة دماء، نعرف أنه وعبر التاريخ كانت دماء الضحايا من يلطخ السلاح، سيفًا كان أو سكينًا أو رمحًا أو حتى سهمًا غادرًا، كانت الأسلحة تقطر دم ضحاياها، حتى ظهرت البنادق والمسدسات والمدافع فتغيرت الأمور، صار يمكن للإنسان أن يقتل من مسافة آمنة، تبعده عن دماء عدوه، هكذا صارت الدماء التي تلطخ البنادق والمسدسات دماء حامليها، هل نجا صاحب بندقية ماغريت؟ ربما؟ فإسناد البندقية يقول إنه لازال حياً، رغم الدم الذي يبدو وكأنه يتسرب منها، لن نعرف مصير ناجي ماغريت، ولكننا سنعرف مصائر أبطال روايتنا، وستعلق قصتهم في أذهاننا كما علق الدم بالبندقية التي حيرت كل من شاهدها.
Profile Image for Razan.
26 reviews48 followers
October 7, 2025
أول قراءات المعرض والشهر كذلك وخير ما أبتديت به
القلم السعودي عظيم جدًا جدًا

هذه ليست رصاصة عبارة عن حكاية يتخللها الأجداد والأحفاد
الأب وهو بطل الرواية كان يحب المسدسات بكل أنواعها وورث هالأمر من والده ، وحرص أن أبناءه لا يورثون هالأمر منه
عائلته مكونة من زوجته وولدين وبنت ليست مجرد قصة عائلة معتادة
الرصاص هنا ليس مقصده بأنه يخترق الأرواح والأجساد فقط
الرصاص قد يترك أثر في روح الإنسان يجعله يعيد تنظيم حياته ككل
دومًا أصعب الاختبارات تظهر شخصية من أمامك ، وهنا الإنسان يكتشف شريك حياته هل يقف معه في ظل كل هذه الظروف الصعبة؟ ولا يقرر الرحيل؟ يبحث عن حلول حتى وأن كانت صعبة ؟

على قصر حجم الرواية الا واني تعلقت في الشخصيات
وفي النهاية تأثرت وبكيت معهم

أنصح بها وبشدة ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️/5⁩
Profile Image for Abdulwahab Abuzaid.
87 reviews14 followers
November 7, 2025
البعث بالكلمات.. بورتريه روائي لأب غائب

أحبُّ كتابات الصديق عبدالله ناصر في كل ما قرأته وأقرؤه له، فهو يكتب بدقة مشرط جراح وجموح خيال شاعر وبراعة إزميل نحات. الجملة لديه مفصلة على مقاس المعنى، والمعنى يبدو في غاية أناقته في لباس الشكل الذي يختاره له بعناية ودراية قل نظيرهما. لن تجد لديه حشوًا ولا زوائد ولا انسياقًا وراء سراب الكلمات ولا وقوعًا في فخاخ اللغة ولا قول ما لا يلزم قوله.
بعد مجموعتين قصصيتين لفت بهما الانتباه إلى صوته المميز ونبرته المتفردة، ونال بهما إقبالًا واحتفاء كبيرين من القراء والنقاد على حد سواء هما (فن التخلي) و(العالق في يوم أحد)، يقرر عبدالله أن يخوض غمار ومغامرة كتابة رواية، لا ركوبًا للموجة ومسايرة للرائج والمطلوب في "سوق الكتب"، فتلك الموجة قد ارتفعت وما تزال مرتفعة ربما منذ سنوات طويلة دون أن تغريه بركوبها أو افتراعها، بل لأن لديه ما لا يُقال إلا في قالب روائي ألفه طويلًا وكثيرًا قارئًا نهمًا ومتعمقًا ومتذوقًا دقيقًا لأبهى نماذجه ولدى أهم كتّابه من شتى أركان العالم وثقافاته.
يمكن للقارئ قراءة رواية "هذه ليست رصاصة" الصادرة مؤخرًا عن دار الكرمة بأكثر من طريقة وبأكثر من وجهٍ فيما أزعم؛ فبالإمكان للوهلة الأولى قراءتها بوصفها حكاية لا تخلو من التشويق لحادثة يستكشف الكاتب مغالقيها ويكشف النقاب عن أسرارها للقارئ الذي يأخذه بتلابيبه ليكون شريكًا له في فعلَي الاستكشاف والكشف عن تفاصيل الحكاية وهوية الجاني ومن وقعت بحقه الجناية، والأطراف المتورطين بتفاصيلها بصورة أو بأخرى، وبشكل أو بآخر.
وبوسع القارئ أيضًا أن يقرأ العمل بوصفه محاولة السارد لرسم صورة وبورتريه الأب الذي تقول إحدى شخصيات الرواية الهامشية وشريك أبيه في سجنه عنه: "لن تعرف أباك أبدًا كما عرفته"، ويعني بذلك الفترة التي قضاها رفيقًا لأبيه في السجن؛ وكأن الرواية بأكملها محاولة شبه يائسة لمعرفة الأب تمام المعرفة بكل ما يحيط به من تفاصيل ومواضع للغموض وأسرار لم تنكشف للعين وآثار عفتها رياح الزمن، أو تكاد.
وحتى حين تحضر الأم حضورها الشجي والشفيف الذي توشك روحها أن ترفرف فيه في آخر أقسام الكتاب، فإنما تحضر بشكل أساسي من خلال علاقتها بالأب/الزوج الذي اختطفه من يديها ومن أحضان أطفالها الموتُ باكرًا.
لم يكن عبدالله ناصر محض روائي ماهر في عمله الأول هذا فحسب، بل كان أيضًا فنانًا بارعًا نجح ببراعة في رسم بورتريه جذاب ومشوق و"منصف" لشخصية الرواية الرئيسة بشكل أساس، متخيلاً نفسه، ربما، رسّامًا يتأمل اللوحة ويخلط الألوان بطريقته الخاصة ونبرته المميزة، محركًا فرشاته على سطحها الصامت المصمت الذي يستنطقه ليقول له ومعه ما يعينه على رسم صورة للأب الذي لن ننظر إليه في آخر المطاف كمرتكب لجرم يستوجب سجنه وإيقاع العقاب به، ولربما قاد إلى ما هو أسوأ وأدهى من ذلك لو آلت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه أكثر، بل بوصفه بطلًا حقيقيًّا نتعاطف معه ومع دوافعه لفعل ما دفعته حميته لفعله دون أن يفكر لوهلة في عواقب ما قد يؤدي إليه ما أقدم عليه من فعل في لحظات غضب جامحة.
أما حضور لوحة ماغريت (الناجي) وتحليلها الفني والنقدي والتأمل في مكوناتها وربط كل ذلك بشخصية الأب وأحداث الرواية، وإن رأى بعض القراء في ذلك تعسفًا وإقحامًا، فقد كان في ما أحسب بمثابة المعادل الموضوعي الذي وظّفه الكاتب بذكاء ولماحية وحساسية عالية جعلتنا نقترب أكثر من شخصية الأب ونرى ملامحه بشكل أوضح، مع السارد الذي أصبح بوسعه أن يقول في نهاية المطاف: "ٌإذا كان الآباء يتباهون بمعرفتهم لأبنائهم حق المعرفة، فإن الأبناء يمكنهم آن يقولوا الأمر نفسه عن آبائهم". (ص ١٣٣)
كان عبدالله محقًا حين عنون روايته بهذا العنوان الذكي، فـ"هذه ليس رصاصة" وليست قصة جريمة أو تشويق وإثارة يكشف النقاب عن تفاصيلها والمتورطين فيها على مهل وبروية، بل بورتريه روائي استخدم فيه الكاتب الكلمات التي طالما أخلص لها وأخلصت له، وأصغى إلى نبضها وانعكست صورته في مراياها، ليرسم بدقة وعناية وإتقان، والأهم من ذلك كله بمحبة مفرطة لوحة كتابية/ فنية تدعو للوقوف عندها طويلًا والتأمل في تفاصيلها ومعاودة النظر إليها.
Profile Image for Abdullah Abdulrahman.
532 reviews6 followers
October 24, 2025

"أميل مؤخراً إلى الاعتقاد بأن مصائرنا تنكشف في لحظة مبكرة عبر فرجة صغيرة من الغيب. يصادف دوماً أن نتحوَّل عنها في تلك اللحظة إلى مشاهدة أمر آخر فلا نتذكَّرها إلا بعد حدوثها".

لطالما أحببت "عبدالله ناصر"، سبق وقرأت له المجموعتين القصصيتين التي نشرها سابقاً، ومع كل إصدار جديد بتوقيعه أجدني متولعاً به بشكل أكبر، حيث أن بعض نصوصه في مجموعته القصصية الثانية المعنونة بـ "العالق في يوم أحد" لها مكانة خاصة في قلبي، وأجد فيها نفسي دائماً، وأعود إليها بين كل حين وحين للقراءة فيها وإستكشاف مواطن جديدة للإبهار، لكن هذة المرة يأتي بحكاية جديدة ويسردها بنفس أطول، ليخرج لنا بأول رواية له، تحمل في تفاصيلها كل عناصر الإثارة والتشويق وجمالية اللغة التي إعتدناها من "عبدالله ناصر"، فلغته هي علامة فارقة في نصوصه، حيث هي سلسة وسهلة ومع ذلك تحمل عمقاً وفلسفة مختلفة في معانيها، فهو قادر على صناعة التعابير والمفردات التي تصور الأحداث وكأنها مشاهد مختزلة في فيلم سينمائي طويل ويحمل في تفاصيله كل عناصر الميلودراما والحبكة المشوقة.

تأتي الرواية هنا متلونة بلون الدم والرصاص والبندقية، حيث بقعة الدم الحمراء تمتد إلى كل جانب لتغطي مسار السرد والأحداث على فترات زمنية مختلفة كما هي ممتدة تحت البندقية المستندة إلى الجدار في لوحة "الناجي" لـ "مارغريت"، وليعيد "رشيد" سرد مجريات دموية من سيرة والده "فيَّاض" على لسانه، حيث جملة الرواية يلقيها على مسامعنا "رشيد" بصوته، وليكون بمثابة الشاهد على تاريخ والده وعلاقته بالسلاح والرصاص والدم، وليرسم لنا أنموذجاً مميزاً لصورة الأب التقليدي بكل ملامحه ومهابته وتفاعلاته وخبرته في مسالك الحياة ومغامراته في صباه ورشده ونباهته وحكمته في كِبره، ويركز على تلك الحادثة الدموية التي أودت بوالده إلى السجن، ويحاول إعادة رسم الخط الزمني لأحداثها من خلال ما سمعه من رجالات العائلة ونسائها عن مجريات ذلك اليوم المشؤوم، بينما يرسم لنا "عبدالله ناصر" جملة تلك الأحداث والتطورات بلغته الناعمة وبصياغته الفلسفية التي تعطي للحدث وشخوصه بُعداً آخر.

أحببت "عبدالله ناصر" هنا كثيراً، بشكل يتفوق على كل ما قرأته له في مؤلفاته السابقة، أحببت بناءه للنص، صناعته لشكل الإثارة فيه، وطابع التشويق في الرواية الذي جعلني منّشداً إلى تطورات الأحداث، ودفعني إلى الركض في فصول النص بغية الوصول إلى نهايته لإكتشاف كيف تنتهي الرواية وما مصائر أطرافها دون أي شعور بالملل، وشعرت بالإنبهار حيال الطريقة التي أجاد فيها "عبدالله ناصر" رسم ملامح شخصية الأب، فقد خلق شخصية أبوية مثيرة للإهتمام، تجعلك ترى فيه شخصاً متفرداً كأب رغم أن وصفه مقارب لكيان الأب في حياتك الشخصية كقارئ للنص، فبعض ملامحه تتطابق مع نموذج الأب في المجتمع المحلي على وجه الخصوص، الأب المهاب والذي تحيطه دائماً هالة من الغموض، ويبقى حنوناً في طبيعته رغم سرعة غضبه، ومصدراً للأمان في كل مكان يحل فيه، وبوجوده تشعر بأن الدنيا بخير وبأن لك سنداً في هذة الحياة يحميك ويظللك بظلاله، كذلك أحببت أن الحكاية تأتي من بيئة محلية، وتؤرخ بشكل ٍما لتاريخ المنطقة الشرقية من المملكة السعودية والتي نادراً ما تجد لها حضوراً كمسرح للأحداث في النصوص المحلية.

يتفرع النص في تناول شخوصه ويسلط الضوء في بعض فصوله على أفراد عدة من أسرة "رشيد" رغم أن البطل الأول فيه يبقى والده "فيَّاض"، فيحضر جدة من أبيه "رشيد" المسمى بأسمه لنرى ملامح شخصيته وشكل حضوره في العائلة، وينقل لنا شيئاً من طباعه وسيرته، كما تحضر والدته، وجداته، وأعمامه، وأخواله، وأصدقاء أبيه، وأشخاص آخرون كثر، ليتركوا بصمتهم داخل النص، ولنرى من خلالهم الأثر الذي تركته تلك الحادثة على حياة العائلة بأكملها، ولينقلون لنا من خلال نظرتهم مجريات مختلفة من ذلك اليوم المشؤوم غيّبها آخرون بينما كانوا هم شاهدين عليها، ونرى في كل تلك الوجوه والأسماء في حياة والد "رشيد" ملامح متفردة لشخصيات تحمل جاذبية مطلقة في تركيبتها وكيانها بشكل مستقل أحسن "عبدالله ناصر" في رسمها وإعادة خلقها على الورق.

يربط "عبدالله ناصر" نصه هذا في دمويته وحضور السلاح فيه بلوحة "الناجي" لـ "مارغريت"، ويأتي ذلك على لسان "رشيد" الذي يعيد القراءة في فن "مارغريت" وفي طبيعة تلك اللوحة وإرتباطها بحادثة والده، وكيف جمع بينهما في ذاكرته، كذلك التقاطعات الواردة في سيرة "مارغريت" مع حياة والده الشخصية، حيث سنة ميلاد والده تصادف ذات العام الذي رسم فيه "مارغريت" لوحته تلك، كما أن مرض سرطان البنكرياس أنهى حياة والده كما أنهى حياة "مارغريت" من قبله، ويحاول تحليل إرتباط البندقية والدم بفن "مارغريت" حيث أن تلك العناصر لم تحضر في لوحاته إلا بشكل نادر ومعدود على عكس العناصر الأخرى التي يعرف بها فنه، ويضفي ذلك الترابط بين تفاصيل الرواية وفن "مارغريت" على النص إضافة مميزة ومثيرة في طريقة بناء النص ورسم خطوطه ومساره، وهي من الإضافات التي أحببتها في هذا السرد، وجذبتني إليه بكل حواسي.

تحضر الأم دائماً لتكون طوق النجاة في العائلة عقب غياب كيان الأب وفي أحيان أخرى حتى في حالة وجوده، فيجد "رشيد" وبقية أخوته أنفسهم وقد صدقوا كذباتها المستمرة وتلك الأوهام التي كانت تبيعها لهم في طفولتهم لتبرير غيابه المستمر لدواعي سجنه، حيث توهمهم بأن غيابه الطارئ ما هو إلا لظروف سفره في رحلات عمل طويلة إمتدت إلى ما يقارب الثلاثة أعوام، ولينقل لنا "رشيد" شكل الحياة في تلك الفترة حينما كان طفلاً غافلاً عن ما يجري بالفعل في خلفية المشهد، ويعيد سرد مجريات لاحقة من سيرة والدته والتغيرات التي طرأت على علاقتهم بها عقب إصابتها بالجلطة بشكل متكرر، وكيف أنها أسهمت في إنتزاع العائلة من آثار تلك الحادثة التي إمتد أثرها حتى عقب مغادرة "فيَّاض" السجن وعودته لكنف أسرته، ويمتد السرد حتى نكتشف في نهايته بأنه لولا وجود الأم ما كانت تلك النسخة العائلية من لوحة "الناجي" لتخلو من بقعة الدم.

كانت القراءة في هذا النص تجربة مشوقة ومليئة بالإثارة في كل تفاصيلها، ولائقة بأن تكون أول عمل روائي يقدمه "عبدالله ناصر" الذي إعتدنا على طابعه المتفرد في السرد، والذي يقدم من خلاله دائماً صور مليئة بالرمزية، وبشخصيات مختلفة وحالمة، وبفلسفه مبتكرة ومتجددة على الدوام.
Profile Image for محمد خالد شريف.
1,024 reviews1,233 followers
December 2, 2025

أول ما تبادر إلى ذهني بعد إنهاء الرواية، هو كيف يُمكن للحنين لأشياء ولت أن يكون مؤلماً بهذا الشكل؟
أيضاً، هل نُساق إلى أقدارانا بسبب الأعراف الاجتماعية وما تُمليه علينا؟ أم نحن نختار أقدارنا بأنفسنا ونستطيع رفض تلك القيود؟

رواية "هذه ليست رصاصة" عمل أدبي قصير ولكنه يعج بتفاصيل مذهلة، وسرد محكم ودافئ، وبنظرة تأملية من خلال لوحات تحمل وزناً داخل وخارج الرواية، فعندما تتبع مصائر الشخصيات وما آلت إليه الأحداث، تشعر أنك تحن لهذا الزمن، ولكن، في الوقت نفسه تتمنى أن تتخلص من عيوبه وقيوده، هذه المعضلة لا فكاك منها، ولكن دعنا من الحنين إلى أيام لن تتكرر؛ هذه حكاية عن المصائر وما تربطنا به العلاقات، سواء كانت الأسرية أو غيرها، وبالطبع لن يفتك طول الأحداث ذلك الدفء المنبعث من مفهوم الأسرة وما يندرج تحته، وكيف أن حدث واحد فقط قد يهدد استقرار عدة أفراد، بل ويجعل مصيرهم مجهولاً وهذا إذا نجوا من الرصاصات!

بكل تأكيد رواية "هذه ليست رصاصة" تجربة مختلفة، ومثيرة للاهتمام، وتحمل في طياتها أكثر من السر الذي ينكشف رويداً رويداً وعلى مهل في نهاية الأحداث، فالحكاية معقدة وتحمل طيات عديدة، وتوجه رصاصات إلى أهدافها، على أمل أن ننظر إليها، ونحاول أن نتدارك عواقبها. أيضاً، أشعر أن هذا العمل -على قصره- ليس لقراءة واحدة، ولكنه يحتاج إلى قراءة ثانية بعد أن تُنحي سعيك الحثيث لمعرفة نهاية الأحداث.
Profile Image for - قارئة ..
394 reviews16 followers
October 16, 2025
مابين هذه ليست رصاصة
وهذا ليس غليوناً

رواية ولوحة
قصة مروية وقصة مخفية

وحده عبدالله ناصر
يأتي غنياً كاللغة العربية
و حساساً كرينيه ماغريت
Profile Image for Rand.
54 reviews2 followers
October 6, 2025
اسلوب كتابة لطيف، ولكن ساورني الملل بعض الشيء خصوصًا في نصفه الأول.
لفتني حينما أسهب الكاتب في تفصيل اللوحة وتشخيصها، أُعجبت جدًا بتلك الصفحات وارتأيت بأنني قد أكون ذات ذائقة فنية🤣
عمومًا، أكثر ما جذبني حول الرواية أنها تتمحور حول الأب، كون حضوره أدبيًا لا يُقارن بحضور الأم.

أعجبني في الكتاب الأوصاف السعودية، وصف الأماكن وصف الحالات الاجتماعية ووصف الأشخاص والطباع، أما عن الأحداث فلا بأس بها وهذا ليس بعيب بالكتاب. فالكتاب يتمحور حول انقلاب حال أسرة إثر فزعة. عمومًا ألا ليت الكاتب أسهب قليلًا في الفترات الزمنية ولم يذكرها مرورًا عابرا.

أتطلع لجديد الكاتب طبعًا
Profile Image for إشراق الروقي.
52 reviews13 followers
October 16, 2025
يالها من رصاصة!
أنهيتها في جلسة واحدة وتمنيت لو أنها لم تنتهِ.

سردٌ محكم، متناغم في تنقله بين الأزمنة والأمكنة،
ووصفٌ بليغ بمفرداتٍ وقعها كالرصاص، تترك أثرًا لا يُمحى.

التقيت عبدالله وعرفته كقاصّ عام 2016،
وها أنا اليوم أُنهي روايته الأولى في ذهولٍ وسؤال:
ماذا تفعل بنا السنين حتى تعجننا تحت وطأتها لتُخرج منا ما لم نتوقّع ولادته؟

في روايته «هذه ليست رصاصة»،
يلتقط عبدالله المعنى الفلسفي ذاته الذي خلدته لوحة رينيه ماجريت الشهيرة تحت اسم الناجي (The Survivor)،
حيث تظهر بندقية واقفة في غرفة هادئة مزينة بورق حائطٍ برتقاليٍّ تُزهر عليه ورودٌ ناعمة،
قد سال منها الدم حتى لطخ الأرضية الخشبية.

عبدالله لم يكتب عن الرصاصة كفعلٍ ماديّ، بل كرمزٍ لِما يفتك بالروح قبل الجسد.
كما في اللوحة، يذكّرنا بأن الصورة ليست الشيء، وأن الكلمة ليست الحقيقة، وأنّ الألم ليس الرصاصة نفسها، بل ما تخلّفه في الداخل من فراغٍ ووعيٍ وانكسار.

يُعيد عبدالله تعريف الأشياء من خلال لغته المحكمة وتنقله السلس بين الأزمنة والأمكنة، فيغدو الفنّ والفقد وجهين لعملة واحدة؛
كلاهما محاولة لفهم ما لا يُقال.

تخرج الرواية من حدود السرد لتصبح سؤالًا فلسفيًا عن ماهيّة الحقيقة، وعن قدرة الإنسان على النجاة من ذاته
حين تومض الرصاصة التي «ليست رصاصة».

أهل الدمام والقطيف، ستجدون فيها — وأنا معكم — شيئًا يلامسكم،
يطفو فوق الإحساس بإحساسٍ آخر
Profile Image for Asma AlBatli ..
70 reviews243 followers
October 25, 2025
من افضل الروايات التي تتنقّل فيها مشاعر القارئ بين الترقب والحزن والمهابة، بين الرجاء والخوف والأمل ..لاشك بأن الكاتب ابدع في البناء الروائي فضلاً عن المضمون البديع!
عمل رائع حيك بحبكة فنية سينمائية
Profile Image for FaisalAhmed14.
226 reviews11 followers
November 2, 2025
اسم الكتاب: هذه ليست رصاصة
المؤلف: عبدالله ناصر
الصفحات: 164
رقم الكتاب: 255

هذه ليست رصاصةً عادية، بل رصاصة تنطلق لتخترق الأعماق، وتخوض في المشاعر.

تتمحور في هذه الرواية لوحة الناجي للفنان التشكيلي البليكي رينيه ماغريت التي يرسم فيها بندقيةً مسنودةً إلى جدار، وتحتها بقعة من الدم، وكأن اللوحة تنطق بأحداث الرواية، والقصة التي كانت مغيبة لسنوات طويلة عن راويها.

كان هذا العمل مؤثر ورائع، وفعلاً لم يكن مجرد رصاصة وحسب، بل مجموعة رصاص يلعب بالمشاعر..

شكراً لعبدالله ناصر، ولدار الكرمة على هذا الجمال!

اقتباسات:
"كان النظر إلى حذائه في طفولتنا يشعرنا بالأمان. الفردتان مستقيمتان وملتصقتان بجانب المدخل، بينما تتناثر أحذيتنا في الجانب الآخر بعضها فوق بعض. لا نخاف الليل ولا اللصوص ولا حتى ذلك السفاح الذي شاعت أسطورته في الدمام..أنا إذا غادر أبي فما كنا لنطمئن حتى لو قفلنا الباب مرتين."

"جهاز قياس العلامات الحيوية يصدر صوتاً مشؤوماً. لا أنسى ذلك الصوت أبداً. من يستمع إليه مرة واحدة سيظل يسمعه طوال حياته. يقيس ذلك الجهاز ساعة المرء بدقة لا مثيل لها."

"للوصية رهبة. يتقادم الميت في الصورة أما في الوصية فيبدو كأنه قد أغمض عينيه للتو وفارق الحياة."

"لولا الأمهات لخلت البيوت من متعلقاتنا الشخصية فلم يبقَ غير الأثاث."

"الحكم بالسجن هو حكم أيضاً بالتحديق الطويل في وجوه من نحب سواء بالعين المجردة أو بالخيال الصرف."

"لولا أمي ما كانت نسختنا العائلية من لوحة "الناجي" لتخلو من بقعة الدم."

التقييم: 5/5
#مراجعات
35 reviews1 follower
September 25, 2025
حادثة مفصلية فيها إطلاق رصاصة واحدة أو أكثر ، لكن تداعياتها تؤثر على عدة أشخاص ، مع مرور الصفحات نتعرف عليهم وعلى ما يُخبئوه من أسرار ، فيُنظر إلى “الناجين” هنا كرمز .
الرواية تُحدثنا عن مواضيع مثل الذاكرة ، الصدمة ، القرار ، الحنين، كيف تُخزِّن الروح الحدث وتستمر بمعركة دا��لية معه ، وكيف يؤثر هذا على جوانب الحياة فيما بعد .
اللغة رمزية وخصوصاً في فصول لوحات رينيه ماغريت ، وسلسة للغاية فكل “طلقة” في النص قد تمثّل قرار، فكرة، شعور.
• الحوار تم إستخدامه ليعرفنا على الشخصيات، ويفضح ما كتموه من مشاعر أو تبقى مع بعضهم إلى أن يذهب لقبره
السرد عبقري للغاية ، هادئ و سلس ولكنك ستتفاجئ
Profile Image for Sarah Aljerisi.
180 reviews22 followers
October 16, 2025
فهمت ما يود الكاتب إيصاله، أعجبتني الفكرة، لكن لم يعجبني التنفيذ، ولدي ملاحظات كثيرة. مع ذلك محاولة جيدة جدًا كرواية أولى.
قصة حادثة كان بطلها الرصاص، تغيرت حيوات، وبنيت علاقات. حكاية تروى على ملاحظات رجل لحياة أبيه، الابن الذي لم يعرف والده كما عرفه زملاؤه في السجن.
Profile Image for محمد الشثري.
266 reviews356 followers
November 20, 2025
مؤخرًا أصبحت أبحث عن رواياتنا السعودية، لقربها الحغرافي والسياقي للأحداث، فأستوعب وأستمتع وأسقط كثير مما يحدث في عالم الرواية إلى عالمنا الواقعي.

عبدالله ناصر، بعد رحلته في القص القصصي، تأتي روايته التي لا تخرج من القبيلة/العائلة -كما رواية سالم الصقور- فتدور حولها وحول شخصية البطل؛ لتطرح بُعدين: خاص وعام.

خاص في ذاتية بطل الرواية ونفوس أصحابها، وعام في عقلية القبيلة والقرية وكيف يحكم العقل الجمعي العادات والتقاليد والفخر -حتى على حساب قتل نفس أخرى!-.

نعم، هذه قصص واقعية عشناها صغارًا -نحن أبناء القرى والأرياف- وندرك ما كان يريد إيصاله عبدالله ناصر في رايته.

استمتعت بأحداث الرواية، وأحببت قدرة عبدالله المعتادة على وصف الداخل/النفس ووصف الخارج/المجتمع والجماد والأشياء. ✨

فصل الحديث عن لوحة "الناجي" لرينيه مارغريت عظيم!
والفصل الأخير أدمع عيوني :(
Profile Image for AboRiyadh.
355 reviews12 followers
December 1, 2025
رواية مثالية، قصة جميلة وأسلوب بديع ومتعة مضمونة، هذه ليست رواية عادية، هذه اعلان ميلاد روائي رائع.
ناجين وضحايا من حادثة استغرقت ساعات ولكن تأثيرها استمر أعواماً وكان له أثر في ذاكرة ومستقبل العديد من الأطراف.
سرد ذكي يترك للقارئ تخيل تفاصيل كثيرة لم ترو، والتقاطات فنية ساحرة، جعلتني اتوقف للبحث عن لوحات رينيه مارغيت وعناوينها، ثم أعود لأكمل قراءة القصة.
استمتعت بقراءة الرواية.
Profile Image for  🌻شهد.
135 reviews
November 9, 2025
3.5*
القصة بحد ذاتها عادية جدا، الي يميزها الاسلوب الجميل وربط الاحداث لرسم صورة واضحة
Profile Image for عبدالله الحواس.
Author 4 books20 followers
November 1, 2025
يعود الكاتب البديع ⁦‪عبدالله ناصر‬⁩ بإصدار مختلف عما تعودنا عليه منه. لقد أثبت أن نَفَسه في الكتابة ليس قصيراً مكثفاً بالترميز كما عهدنا، بل هو طويلٌ يتمدد في كل تعابيره ووصفه السردي للأحداث. هذه ليست "رواية" بل "مجموعة روائية" -إن صحّ التعبير- تبدأ برصاصة متمردة تنشطر بشكل متكرر وكأنها مخصّبة لتنتج تفاعلاً متسلسلاً لم يهدأ حتى بعد استقرارها في الجدار!
‏لا يمكن لهذا الاختزال أن يحدث لولا براعة وصف المشهد والصور التخييلية التي جعلتنا نتسمر أمام حدث مركزي متشظٍّ تنجذب إليه خيوط الحبكة كثُقبٍ أسود أحدثته تلك الرصاصة في كل الشخوص.
186 reviews2 followers
October 19, 2025
راق لي إغراق الرواية بالمحلية السعودية، فهي تنبض بتفاصيل الحياة اليومية من استحضار الشعر في الخلاف والمديح والحزن، إلى استقبال الضيف وممارسة القنص. هذه العناصر ليست زينة لغوية، بل وسيلة لتثبيت الهوية داخل النص، ولإضفاء صدقٍ جمالي على الشخصيات.
أما المرور الخاطف والمداراة المحتشمة لسبب الخلاف مع "نعير" فكان لافتا ، فاحتفظ الكاتب بمساحة الغموض ، تاركاً للقارئ حرية التأويل دون فقدان اتزان النص أو جنوحه للفضيحة .
Profile Image for ranaaorabyy.
14 reviews
September 27, 2025
3.5/5
هو كويس
ولكن كنت متوقعه احسن من كده
القصص الموحوده خارج الجريمة موجوده ف كل بيت تقريبًا ف بشكل او بآخر هتلمس اللي بيقرأ
ولكن مشكلتي كانت مع الجريمة نفسها
محستش ان هي دي الجريمة اللي تشدني وانا بقرأ كان في حاجه غلط
انا خلصت الكتاب ده امبارح بس نسيت اعمل الابديت
Profile Image for Suhail Alsharif.
217 reviews4 followers
October 22, 2025
رواية «هذه ليست رصاصة» لعبدالله ناصر، عملٌ أدبيّ مكثّف يتأمل أثر العنف الخفي في الإنسان؛ ذلك العنف الذي لا يترك جرحًا ظاهرًا، لكنه يخلّف في الروح ندبةً لا تزول. الرصاصة هنا ليست أداة قتل، بل رمزٌ للصدمة، وللنجاة المشوبة بالخوف، وللذاكرة التي لا تني تشتعل كلما ظنّ صاحبها أنه تجاوز.

ينسج الكاتب روايته بلغةٍ مقتصدة ومشحونة، تُضيء أكثر مما تُفصح، فيحكي عن أبٍ يتعامل مع السلاح كامتدادٍ لوجوده، وعن ابنٍ يرث من أبيه لا البندقية فحسب، بل الارتباك الوجوديّ الذي يخلّفه الخوف. تتسرب الحكاية بين طفولةٍ تتشكل في ظلّ الرصاص، ورجولةٍ تبحث عن معنى للنجاة، ليصبح البقاء ذاته سؤالًا فلسفيًّا: هل النجاة خلاص، أم عبء آخر نُحمله؟

ويستدعي الكاتب في خضمّ هذا التأمل لوحة «الناجي» (Le Survivant) للبلجيكي رينيه ماغريت، فيومض الفنّ داخل السرد كصدى للداخل الإنساني. في اللوحة، يقف الإنسان الناجي في مساحة رمادية، بين الحضور والغياب، بين الوجود والظلّ، كأنّ الحياة بعد الصدمة مجرّد استمرارٍ بلا يقين. هذا الاستحضار ليس تلميحًا جمالياً فحسب، بل نافذة لفهم جوهر الرواية: أن النجاة ليست ضدّ الموت، بل شكلٌ آخر منه، أكثر صمتًا وعمقًا.

هكذا تتحوّل الرصاصة في النص إلى استعارةٍ للزمن، واللوحة إلى مرآةٍ للروح، والسرد إلى محاولةٍ لتسمية ما لا يُسمّى. وفي النهاية، يتركنا عبدالله ناصر أمام حقيقة دامغة: أن الإنسان قد ينجو من الطلقة، لكنه لا ينجو من صداها؛ يعيش وهو يسمعها تتردّد في داخله إلى الأبد.
11 reviews1 follower
December 21, 2025

هذه ليست رصاصة بل محاولة لنزع السلاح من المعنى،
لا لتفريغه .. بل لإعادة توجيهه للداخل ..
سرد ساحر لأثر نفسيّ مستقر، قلقٌ طويل الأمد، وسؤالٌ لم تكن هناك الشجاعة الكافية ليُطرح في حينه.

"أميل مؤخرًا إلى الاعتقاد بأن مصائرنا تنكشف في لحظة مبكرة عبر فرجة صغيرة من الغيب"

الأم في النص لم تكن شخصية فحسب ، بل ذاكرة حيّة .. ورمزاً للصبر والكفاح من أجل تلك العائلة :

"لولا الأمهات لخلت البيوت من متعلقاتنا الشخصية فلم يبقَ غير الأثاث "

أما عن استدعاء لوحة الناجي ..

"لولا أمي ما كانت نسختنا العائلية من لوحة الناجي لتخلو من بقعة الدم "
Profile Image for Marwa.
481 reviews3 followers
November 26, 2025
هذه ليست رصاصة
عبد الله ناصر
دار الكرمة

نعم .. هي ليست رصاصة ولكنها حفر في الذاكرة وتصوير للمشاعر. حدوتة صغيرة جدا ولكنها كتبت بقلم مصور سينمائي أو رسام .. فترى الأحداث بتصوير بطئ حينا وفلاش باك حينا أخرى وكأنك تراها من خلال العدسة .

حدث واحد ظل الراوي يحمله بداخلة طفلا ثم شابا حتى فك شفراتة ورسم اللوحة كاملة . .. رواية لا تحمل حبكة وتصاعد في الأحداث ولكنها تحمل خيوط متشابكة يحلها الكاتب رويدا رويدا من خلال ( رسم) صورة للفترة الزمنية والأشخاص والحياة هناك في ذلك الزمن لتصل للوحة الفنية مع آخر صفحة.
Displaying 1 - 30 of 48 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.