كأن تختبئ من المرأة أمامها

by مروان البطوش

يكتب البطوش من الداخل، من الهامش، من الغرف الضيقة ومن حياةٍ لا تحدث على شاشات التلفاز، لكنها تتكرّر كل يوم في التفاصيل الصغيرة، في صمت أمه، في عرق أبيه، في قنّينة عرق منسية، وفي ضحكة مكتومة خلف باب مغلق.
"كأن تختبئ من المرآة أمامها" موقف شعريّ كامل، يهرب من البطولة نحو هشاشة الكائن، ومن "الشعرية" الكبرى إلى نبض اليومي المكرر، وتمثل إضافة صادقة ومؤثرة في مشهد قصيدة النثر العربية المعاصرة.
قصائد تنحاز لما هو يومي، عادي، مألوف، لتكشف من خلاله هشاشة الوجود الإنساني، وسخرية الحياة
ينتمي صوت البطوش إلى ما يمكن تسميته بـ "شعر الهامش" من حيث الرؤية واللغة، لكنه هامشٌ حادّ، صادق، لا يبحث عن المجاز بقدر ما يفتّش عن التنفّس.
وإن كانت المرآة حاضرة في العنوان، فهي ليست مرآة نرسيس، بل مرآة خافتة تُخيف، يختبئ منها الشاعر لأنه يعرف ما يرى فيها جيدًا: الخسارات الصغيرة، وذاك الحزن البسيط الذي لا يجد مكانًا في البلاغة.
يتقاطع في المجموعة الاعتراف مع السخرية، والضعف مع شجاعة البقاء ولا تسعى القصائد فيها إلى إبهارك، بل إلى مرافقتك -بصمت- في تلك اللحظات التي تشعر فيها أنك وحدك، ثم تكتشف أنك لست كذلك.

171 pages, Paperback

First published June 1, 2025

Reviews

[Zahraa Hussin. · Rating 3 out of 5]

لقد لوّحوا بالأمومة
لليُتم
وكتبوا أسمائهم كاملةً
علىٰ غصنٍ مقطوع من شجرة ...

[Noha Walaan · Rating 4 out of 5]

ليسَ سهلاً عليهِ أنْ يرى صِبيةً،
‫ على اختلاف مباهجهم،
‫ يلعبون بدمعتهِ كُرةً
‫ ليسَ سهلاً
‫ أن يصحّح قِبلتهُ للصلاةِ
‫ ضيفٌ على بيتهِ.
‫ أو يقول له وقحٌ:
‫أنت محترمٌ…

‫*

‫ ليس سهلاً على ميّتٍ
‫ أن يُطمئنَ الطبيبُ أهلَه.

----------------------------------

برأسي الذي كرأس الإبرة
‫ أخِزُ القلبَ
‫ بأفكارٍ عن الانتحار
‫ لتهدأ روحي
‫ وروحي مَجازٌ حاولَ أن يستعينَ به شاعرٌ على الكلام عن وحشتهِ
‫ لكنّه –في أوج يقظتهِ- نام


----------------------------------

لم أحتفلْ بالضَّوء
‫ كي لا أجرحَ العتمة.

----------------------------------

إنه الحزن يا رب
‫ ذلك الذي يجعل من غيمةٍ في السماء
‫ كِيساً بلاستيكياً.

----------------------------------

الوسائِدُ
‫ مِمّا كتَمتُ صُراخي بها
‫ صارَتْ غِرباناً؛
‫ هذا السِّربُ الذي تسمعونَ نعيقَهُ
‫ طارَ مِن سريري…

‫----------------------------------

‫ كما يشير طفلٌ إلى جرحٍ في ركبتهِ
‫ أُشير إلى قلبي
‫ وأبكي…

----------------------------------

سحبوا حبلي بعدَ الولادة
‫ ثمّ رموا بي بينكم.
‫ أنا قنبلة
‫ لكنّي فسدتُ.

----------------------------------

الأحبّةُ يسيرون بعيداً
‫ على رؤوس أصابعهم
‫ حاملين أجراساً
‫ كنتُ أحبُّ رنّاتها.