يعكس هذا الكتاب ثقافة موسوعية ورؤية ثاقبة، تعكس حياة عميقة عريضة، مليئة بالفكر والمصاعب، والعمل والمعارك، جعلت من روجيه جارودى بحق شاهدا على عصره، بل وشاهدا على القرن العشرين.
روجيه جارودي French philosopher and former elected official in the National Assembly for the French Communist Party.
Garaudy is controversial for his anti-zionist views. He converted to Islam in 1982.
Born to Catholic and Jewish atheist parents in Marseille, Garaudy converted at age 14 and became a Protestant. During World War II, Garaudy joined the French Resistance, for which he was imprisoned in Djelfa, Algeria, as a prisoner of war of Vichy France. Following the war, Garaudy joined the French Communist Party. As a political candidate he succeeded in being elected to the National Assembly and eventually rose to the position of deputy speaker, and later senator.
Garaudy lectured in the faculty of arts department of the University Clermont-Ferrand from 1962-1965. Due to controversies between Garaudy and Michel Foucault, Garaudy left. He later taught in Poitiers from 1969-1972.
Garaudy remained a Christian and eventually re-converted to Catholicism during his political career. He was befriended by one of France's most prominent clerics of the time, the Abbé Pierre, who in later years supported Garaudy, even regarding the latter's most controversial views.
In 1970, Garaudy was expelled from the Communist Party following his outspoken criticism of the 1968 Soviet invasion of Czechoslovakia.
Garaudy converted to Islam in 1982 after marrying a Palestinian woman, later writing that "The Christ of Paul is not the Jesus of the Bible," and also forming other critical scholarly conclusions regarding the Old and New Testaments. As a Muslim he adopted the name "Ragaa" and became a prominent Islamic commentator and supporter of the Palestinian cause. He was married to Salma Taji Farouki.
Garaudy wrote more than 50 books, mainly on political philosophy and Marxism.
قرأت الكتاب ببرود شديد، لا شيء يثير الدهشة. وأعتقد أن هذا يرجع إلى قراءته في زمان متأخر، فيه نستشهد بالواقع على المكتوب، أكثر مما نستشرف المستقبل، أو نفكك الحاضر من الحروف.
في الكتاب، يدور روجيه غارودي في مدارين، الأول توضيح بنية المجتمع الأمريكي بداية من الهجرة وطبيعة الروابط التي تكونت بين أفراده والغرائز التي سيطرت عليهم، رغبة في قراءة تفسيرية لصورته النهائية؛ من الداخل، والتدمير الذي ألحقه وما زال يلحقه بالخارج.. ومن هنا سيتبع كشف الغطاء عن حقيقة التبريرات التي تقدمها الولايات المتحدة لتضفي الشرعية على أفعالها. والثاني، عرض لبعض الخطط على اعتقاد أن الاعتبار بها يمكّن من الخروج من تحت السطوة الغربية. .. المفارقة أن غارودي كتب في خاتمة كتابه هذا، يقول: "تهدف هذه الأفكار المبعثرة إلى التحضير للقرن الحادي والعشرين كي يمكن العيش فيه حتى النهاية، إذ لو تابعنا العيش تحت الانحرافات القائمة نكون قد بدأنا تدمير البشر؛ مليارات من الناس ستموت جوعًا في جنوب الكوكب حيث يكلفنا نمط التنمية الغربية كل يومين ما يعادل ضحايا هيروشيما.
وفي بلادنا -أوروبا- سنشاهد أحياء بلا هدف وحياة بلا أفق إذا لم نضع حدًا لهذا الانفصام الذي يشهده العالم بسبب البطالة والتسريح، والعنف والمخدرات. ويعتبر هذا الكتاب دعوة لمقاومة اللا معنى، وبناء عالم من الأمم المتحدة بمبادئ أخرى غير المبادئ التي قادت الغرب بكامله إلى الانحطاط، وقادت العالم إلى المعاناة" عجيب.
لو قرأت هذا الكتاب قبل مدة لكنت ربما أعطيته تقييم أعلى. لكنه في هذه المرحلة لم يقدم لي أي إضافة ، نحن نعيش حالة واحدنية السوق و الليبرالية الشمولية و أن نمط عيش الاستهلاكي . قرأت هذا و بالاستفاضة في كتاب الحداثة السائلة📙 و اهم اصبح معروف لكل شخص يفكر. أن الثقافة لم تعد تضطلع بدورها و أنها اصبحت توظف لاجل دعاية السياسية .ذلك معلوم و قراته في كتاب الثقافة السائلة📙 . أن أمريكا استهدف العراق لاجل البيترول و لاجل مصالح إسرائيل وأن صدام تم القضاء عليه حين انتهى دوره..هذا قرأته بالتفصيل حتى تألم قليي في كتاب 📙تفتيت الشرق الاوسط. أن ميثاق حقوق الانسان كذبة و أن سياسية صندوق النقد الدولي الهدف منها إستعمار غير مباشر للشعوب هذا أي شخص يفكر يدركه و لقد قراته في كتاب 📙 خرافة التقدم و التاخر لجلال أمين. أن الحل من وجهة نظره حوار الحضارات و خلق ثقافة إنسانية للوقوف امام هذا التشذرم قراته في كتاب 📙 إختلال العالم امين معلوف و أخيرا أن تاريخ أمريكا قائم على قتل و الابادة جماعية للهنود هذا معلوم. اذن هذا الكتاب لم يقدم لي أي جديد لكن لا يمنع انه تلخيص جيدا لافكار قراتها و رسخت في عقلي و الحمد الله الكتاب يستحق 3نجوم لكن انا لست موافقة لا على حله و الفصل السابع ذلك كان ضد مبادى و قناعتي الدينية.
لا أريد كتابة مراجعة مطولة عن هذا الكتاب، ربما لضيق الوقت، إذْ أنني أكتب هذه المراجعة الآن و ستبدأ تكبيرات عيد الفطر المبارك بعد دقائق و لستُ في مزاج رائق للحديث عن تفاصيل الكتاب الكثيرة و المُسهَبَة، ثم إن الكتاب لا يستحق، شعرتُه في غاية الأهمية لمن كانوا على جهلٍ تام بقضية الأخطبوط الأمريكي المُسرطن.
و لكن بسبب اطلاعي منذ عهد قريب على كتب كثيرة للدكتور عبد الوهاب المسيري، كنت على علم بأهم النقاط و الأحداث، بل يمكنني القول أن معالجة جارودي للقضية الصهيونية و التدخلات الأمريكية، كانت ضحلة بعض الشيء و لا أنصح بهذا الكتاب لمن أراد أن يفهم القضية على نحو أفضل، نعم لا أنكر أنّي أعجبت بالتحليل العام للموقف الأمريكي من أوروبا و دول العالم الثالث، و يبدو أن جارودي قظ تنبّأ بالكثير الحادث في عصرنا هذا، و لكنّي لم أستسغْ الفصل المتحدث عن إعجابه الشديد بالاشتراكية، و حزنه على انهيار الاتحاد السوڤيتي، ثم أنّي أضيق ذرعًا بالكاتب غير المرتب في عرض أفكاره و بسبب هذه الفوضى يقع فريسة أن يظنّ القارئ به بعض التناقض، و هذا ما حدث معي و أنا أحاول تحديد موقف جارودي من الاشتراكية، لم يكن الكتاب مُوحد الرؤية للأسف.
ثم إنّ الفصل الأخير كان غريبًا بعض الشيء، حديثه المطول عن الأديان الأخرى الوضعية و شدة حماسته لها و كأنها تحمل سرًّا عظيمًا يجب تقديسه، بالإجمال، كان كتابًا جيّدًا و لكنّي شممتُ رائحة الغضب الأعمى و السطحية في الكثير من فصوله.
"أب الامه هو الرجل الذي يطرد السكان الاصليين كي يفسح المكان لأمته" اشعر كأني خرجت من وجبه دسمه واشعر حقاً بالتخمه الفكريه يقوم الكتاب بالاساس على نظريات اقتصاديه ونقدها واخراج عامل جديد من النظريات الجديده والتي تعتبر في نظر الكاتب دين جديد وليس شكل سوق جديد باسم وحدانيه السوق فيأتي بشكل اعم عن فكره امريكا واهداف امركة العالم ولكن لا يتكلم الكتاب عن امريكا فقط ولا بشكل اخص على النظريه او الدين الجديد وحدانيه الدين يتحدث عن كل شيء بشكل اخص من منظار مختص ارشحه لمن يهتم بالسياسه او يريد ان يرى السياسه بمنظور جديد احببته جدا :)) ويغرز في اجيال الحكومه الايمان "حقنا سرقة الشعب واستغلال من اجل الوطن بالطبع"
دائما ما تكون القراءة لجارودي مرهقة كم المعلومات التي توجد في كتبه رهيبة تجعلك تلهث من اجل اللحق بافكاره ومعلوماته واعتقد وهذا راي شخصي انه يتقارب في اشياء كثيرة خصوصا افكاره عن امريكا مع الرائع مصطفي محمود نفس النظرة الناقدة الحانقة علي امريكا وسياستها
يمكننا اعتبار هذا الكتاب صرخة غربية في وجه "الغرب" قد يكون العنوان خادع قليلا فالكتاب لا يتحدث عن امريكا فقط,بل هو ينتقد كل الافكار والممارسات الغربية التي تقودها امريكا في الطليعة وعلى رأس هذه الممارست دين "وحدانية السوق" التي يرى انه دين العصر الحديث انه دين له معابده وكهنته بكل ما للكلمة من معنى
يبدو لي ان روجيه جارودي كان يعلق اماله على الاشتراكية التي اجهضت وتمت الاساءة لها في الوقوف في وجه امريكا والغرب لكن هذه الامال باءت بالفشل على ايد الزعماء الروس فلم يرى امامه من يستطيع ان ينقذ البشرية من هذا الانحطاط إلا الإسلام وتوحد الدول المدينة في جبهة واحدة كما في مؤتمر باندونغ
هذا الكتاب صرخة اخرى تأتي من داخل البئر اضافة الى كتب اخرى سبقته ولحقته
فهو لا يخشى من سيطرة سياسية امريكية على القارة الاوربية بل يخشى ان تقود امريكا الغرب كله الى الهاوية كما يتبين من السطور الاولى التي صدر بها كتابه "إن أمركة اوربة تحضر دون شك لأمركة الكرة الأرضية...وهكذا ستخسر الإنسانية ماضيها" وهو يشن هجومه على كل الادوات التي تسهل هذه الامركة مثل الامم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي..واسرائيل
الكتاب مليء بالحقائق والارقام والتحليلات لا تكفيه قراءة واحدة اطلاقا
هناك فصل هام جدا في الاخير وهو الذي خصصه لـ "برنامج محسوس" للخروج من هذا المأزق وهو برنامج عملي وقابل للتطبيق رغم صعوبته البالغة, إلا في حالة واحدةاذا بلغت الشعوب الفقيرة مداها ماذا لو قرأ هذا الكتاب زعيم مجنون(او طموح) كفاية لكي يحاول ان يفعلها,انها رواية تستحق ان تروى, وحلم يستحق ان "نستيقظ" من اجله
نحن في بداية قرن, اراد جارودي ان يتنبأ به او ان يرسم له ملامح و امنيات
من افضل ما قرات في هذه السنة، العيب الوحيد الذي واجهته هي اللغة. لم أجد الكتاب بلغته الانجليزية او الفرنسية فاضطررت للعربية، ولسوء الحظ كانت النسخة جداا سيئة من ناحية الالفاظ والقواعد. المفهوم العام ظل واضح ومميز، وافضل مافيه أني وجدت اجابات لاسئلة كثيرة في راسي. خصوصا اني لست من الموفقين لنظرية المؤامرة العالمية. فهذا الكتاب يشرح السبب الذي يجعل الامر يبدو مرسوما مسبقا والذي يجعلنا نشعر بان الغرب يضطهدنا. ناهيك انه كتب في الثمانيانت على اقرب تقدير. حيث الرئيس الامريكي في وقتها كان بيل كلنتون. الكتاب يشرح الفكر الراسمالي ولماذا هو خطير على العالم ككل. واكثر ماعجبني فيه انه يشرح الاحتلال الجديد، احتلال امريكا للعالم ولكنه ليس فكري ولا عبر جيش وحروب وانما عبر صندوق النقد الدولي وماشابهه، والامر يصبح اسوء في كل سنة تمر كما توقع بالفعل.
يناقش جارودي في هذا الكتاب الهيمنة الأميريكية المتجسدة بالنظام الرأسمالي الليبرالي الذي يحاول التوسع في جميع الجهات والسيطرة على كافة الأسواق العالمية. لم أجد الكتاب علمي إلى حد كبير؛ صحيح أن الكاتب قام بتوثيق بعض المصادر والمراجع إلا أن أسلوبه لم يكن عملي للغاية. لذلك لا أنصح المختصين في العلوم الإنسانية والاجتماعية بقراءة هذا الكتاب إذا ما أرادوا التعمق أكثر في قضايا الليبرالية الغربية والهيمنة الأميركية. هذا الكتاب يمكن أن يكن قراءة أولية أو مقدمة لما بعده لما يريد أن يتعمق لاحقاً. ما أعجبني صراحة وما يمكن أن أستفيد منه على الصعيد الأكاديمي أو حتى في حياتي اليومية هو الاقتراحات التي قدمها جارودي في الأقسام الأخيرة من الكتاب. أعتقد أن هذه الأفكار يجب الغوص فيها بعمق وشرحها وتقديم تحليلات أعمق تفيد الباحثين والمهتمين.
كنت أخطط لقراءة جارودي منذ وقت طويل، وحسنا فعلت!! امريكا طبعا طليعة الانحطاط وهذه حقيقة ثابتة، وتظل امريكا تثبتها كل يوم بانحطاطها الذي يتعمق في كل لحظة. اما جارودي فانه قد تناول هذه المسألة بشكل واضح ومفصل، وبطريقة منطقية ومعقولة لبناء قرن افضل (القرن ال21) .. وحتى الآن يا جارودي -رحمك الله- لم نبنِ أية شيء سوى حطام فوق حطام، وربما؛ وأملي ضئيل، يقوم من هذا الحطام والرماد فينيقاً يعلم الانسان كيف يحترم أخيه الانسان، وربما نحظى بالفعل بقرن افضل، ولكن ليس اليوم.
يبين من اتهامه في الحيثيات والأسباب التي يبديها بين صفحات هذا الكتاب ، وينتهي روجيه جارودي لنظام عالمي جديد يوشك أن يكون عالماً جديداً بلا نظام. إن هذا الكتاب شاهد على العصر، بل شاهد على القرن العشرين، ينظر من خلاله مؤلفه إلى الماضي ليكتشف الجذوة، ولا يكتفي من الماضي بالرماد وينظر منه أيضاً إلى المستقبل في أمل دائماً. ولهذا اختار غارودي عنواناً إضافياً لكتابه الجديد: أمريكا طليعة الانحطاط.
واحد من أروع الكتب التي قرأت في حياتي :) الكتاب باختصار هو دعوة "إنسانية عالمية" حالمة بسيمفونية وحدة واتحاد بين العالم أجمع، وهذا قد يكون في ذاته وجه القوة وقد يكون أيضًا وجه الخلل!! الكاتب يدعو ل"حوار" بين الحضارات والثقافات المختلفة، يبنى على أساس هذا الحوار تفاعل ومشاركة "إنسانية" في شتى نواحي الحياة كالثقافية والاقتصادية بل والسياسية والعلمية أيضًا. ولكن لنا هنا أن نسأل: هل هذا ممكن؟! أعتقد أن الموضوع أكبر من أن يناقش في تعقيب. باختصار مرة ثانية يعيد الكاتب كتابة تاريخ "أمريكا" طليعة الانحطاط في فصل يحمل نفس اسم الكتاب، ويبين كيف أنها تم تأسيسها أساسًا على مفاهيم مثل "اللاثقافة" و"اللامعنى". يبدأ من البداية منذ الإبادات الهمجية للهنود، ويمر بالحروب العالمية أو ما صححه هو ليكون الحروب "الأوروبية-الأوربية"، وكيف كانت الحرب هي مصدر الرزق الأول لأمريكا وبخاصة الحرب العالمية الثانية، وينتهى بحربها على "الإسلام" أو "الإرهاب"، ويختم بهيمنة أمريكا اقتصاديًا على حلفائها وكيف تحاول تحويل أوروبا "المستعمِرة سابقًا" إلى "مستعمَرة" أمريكية! ثم يعود الكتاب ليناقش أثر النظام الرأسمالي في المجتمعات الإنسانية بشكل عام، ويطرح السؤال الملح في الكتاب: كيف يوجد "المعنى" في عالم كل شيء فيه يباع ويشترى؟ ويوضح باختصار أيضًا كيف أن النظام الرأسمالي زاد الأثرياء ثراءً والفقراء فقرًا وتعاسةً. ويناقش أيضًا كيمياء التفاعل بين الديموقراطية والرأسمالية، وكيف أن الانتخابات صارت مجرد مشروع "إعلامي" فقط يعتمد على صناعة "النجوم"، وكيف يتم السيطرة بذلك على الرأي العام؛ أو بالأدق كيف يخلق الرأي العام.
الإشكالية الأساسية بالكتاب هي "التحرر من الهيمنة الأمريكية". فيخاطب فريقين: الأول: العالم الثالث: هذا الجنوب الذي تم نهبه من أوروبا أولًا ثم ورثته أمريكا من أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، والذي يصنع الإرهاب فيه على عين أمريكا، لتحاربه أمريكا، وتنهب ما بقي من هذا العالم الفقير فعليًا، الثري أصلًا، الذي يمتلك وحده 80% من ثروات الطبيعة. ويحذر هذا الجزء من العالم من استمرار التبعية وخطورتها، ويحذرهم أيضًا من -ويحثهم على- الاتحاد، وإعلان العصيان العام في وجه أمريكا، وينصحهم بسوق مشتركة قائمة على "المقايضة" لا على التعامل بعملة المستعمر وبخاصة الدولار. ينغي عليهم أن يعلنوها صراحة: لن ندفع ما بقي من ديون للبنك الدولي أو صندوق النقد أو أي مؤسسة تزعم العالمية، لن نفعلها ثانية!! ويسأل ويجيب: من أصلا صنع الدين ومن يستحقه؟ إنه دين مزعوم، المدين فيه هو الدائن، والدائن أصبح مدينًا، فمن يعوض الهند أو مصر أو أمريكا الجنوبية -مثلًا- عن الثروات الهائلة التي نهبت، ومن يعوضها عن تدمير اقتصادها لقرون قادمة؟! باختصار لابد لهذا الفريق أن يستيقظ ويستجمع شجاعته ويتحد. الثاني: أوروبا: التي ينغي عليها أن تسبق باليقظة، وتسقط كافة الديون عن الدول الفقيرة، وأن توقف المعونة المزربة فورًا، فهذه الدول ليست بحاجة لمعونتكم، ولكنها بحاجة للمساواة الإنسانية. على أوروبا أن تستيقظ قبل أن تعيش "الكابوس" الأمريكي.
وكل ذلك يناقشه بالأرقام، فعلى ما أعتقد أن د. جارودي هو أهم رواد مدرسة التحليل الاقتصادي-السياسي.
ويناقش الكتاب نقطة أخرى مهمة لا يمكن إغفالها في هذا الكتاب: الانحرافات الثلاثة للتطبيق الاشتراكي للماركسية، ويقتبس من ماركس نفسه ما يثبت أنه تبرأ من هذه الانحرافات وهو ما زال حيًا، وأن أقرب تطبيق لفكر ماركس -بنظر ماركس نفسه- كان "كميونة " فرنسا التي كان بسمارك سبب انهيارها. والعجيب هو الخلط بين تأميم الدولة لشركة أو حتى قطاع يجعل الكثيرين يصفونها بالاشتراكية، ولكن ماركس نفسها تبرأ من الفكرة وقال أن الأمر لو كان كذلك لصار بسمارك ماركسيًا :D
ما يستوقفني في الكتاب نقطة واحدة: أن الكاتب رغم اعتناقه للإسلام -قبل الكتاب بحوال 14 عامًا- إلا أن إشاراته للإسلام نادرة جدًا، رغم أنه خصص فصلًا كاملًا عن لاهوت التحرير، وعن الكنسية في العالم الثالث. بالرغم من أن أغلب الأفكار التي يدعو لها، يعلنها الإسلام صراحةً كمبادئ بل ومبادئ أولية، وبخاصة أزمة المعني. فلم لم يناقش هذا ولم لم يدعو له؟!
يأتي هذا الكتاب في اطار حملة التنديد بالتغول الامريكي الذي عقب سقوط الاتحاد السوفيتي و انتج نظاما عالميا أحادي الاتجاه،و هو على غرار اعمال نعوم تشومسكي التي من أبرزها في تلك الفترة "النظام العالمي القديم و الجديد"يحاول وضع تصور عام لطبيعة هذا النظام و هويته المتوحشة. يحدد جارودي في البداية عورات الهيمنة الامريكية و الانحطاط الحضاري الذي تهدد به الانسانية في شتى مجالات الخلق و الابداع الانسانية التي اصبحت توجه نحو خدمة احادية السوق البدعة الامريكية التي تمثل الشكل الجديد للاستعمار و السيطرة على الشعوب،ثم ينتقل الى ما يمكن القيام به من أجل التصدي لهذا الانحطاط عبر الوصول الى مشروع انساني يركز على استعادة هوية انسانية واحدة بعيدا عن صراع الغاب الذي تقوده امريكا خاصة و الحضارة الغربية الامبريالية عامة.
رحم الله المفكر جارودي ف نظرته ودراسته وعلمه الغزير نفتقدهم في زماننا هذا اتهم جارودي الصهيونية وأساطيرها وعدوانها ، كما اتهم امريكا بأنها ( طليعة الانحطاط ) ، وأورد لنا أسباب اتهامه وأنها وراء نظام عالمي جديد هى عالم جديد بلا نظام ....
ويتحدث جارودي عن الحل لمقاومة المد الأمريكي بأنها معركة لبناء عالم آخر مختاف ، تطوره يكمن في ثلاثة مستويات : النهضة بالتعليم وإعادة صياغته ، إعادة تقييم الفنون الإنسانية ووضعها في الإطار الذي تستحقه ، ومراجعة الرؤية السياسية بطريقة تجعل فعل ( الإيمان ) و ( الابداع ) و ( السياسة ) فعلا واحداً ...
هذا الكتاب سرقته من مكتبة المدرسة وقرأته مع سبق الإصرار والترصد في كره أمريكا وحضارة أمريكا الفارغة. فالحضارة الأمريكيَّة ولدت فجأة كاللقيطة بدون تاريخ وبدون أي ذاكرة وعلى بحور من دماء الهنود والعبيد. روجيه غارودي يبين أوجه انحطاط الحضارة الأمريكية في الفن والأدب والسياسة النفاقية الإجرامية التي اتبعتها.
أعتقد أن هذا الكتاب هو عنوان لكل شخص يرغب في مضاعفة الكره لأمريكا.