رواية الغائب للرّوائي التونسيّ أنيس بن عمّار عن دار المصري للنّشر و التوزيع . تدور أحداث الرّواية حول رحلة شابّين عربييّن عبر قوارب الموت من جنوب ضفّة البحر الأبيض المتوسّط إلى شماله ، و تحديدا إلى إسبانيا . الرّواية تتحدّث عن العبور من ضفّة وجع لآخر . رواية تغوص في أغوار وجدان الشاب المهاجر . تستبطن مفاهيم الوحدة ، و الخوف ، و الأمل ، و المعاناة ،و الحبّ ، و الحنين و الإرادة . رواية إنسانيّة بالدّرجة الأولى تضع القارئ أمام جدليّات وجدانيّة عديدة ، أهمّها : هل يستطيع الإنسان أن يغيّر من واقعه فقط بالهروب من خريطة مكانيّة إلى أخرى ، أم أنّ معاناته الحقيقيّة تكمن في الخرائط اللاّمرئيّة لأعماق ذاته المعذّبة .. هناك حيث تتشابك آلام الماضي البعيد بهواجس مستقبل ضبابيّ
- أنيس بن عمّار – شاعر و روائيّ تونسيّ في المهجر - من مواليد تونس العاصمة – الجمهوريّة التونسيّة - زاول تعليمه بالمعهد الثانوي لتدريس العلوم باللّغة الإنجليزيّة بتونس - هاجر إلى كندا سنة 1991 إثر تحصّله على شهادة الباكالوريا - تحصّل على شهادة في هندسة الإتّصالات من جامعة كونكورديا ( مونتريال- كندا) سنة 1997 - تحصّل على شهادة في إدارة الموارد البشريّة من جامعة ميقيل ( مونتريال- كندا) سنة 2012 - أطلق بداية أعماله الشعريّة ضمن مدوّنته الإلكترونيّة " في معبد الكلمة" – 2011 - صدرت له أوّل مجموعة شعريّة بعنوان " عِشْقٌ على أوتار الفجْر" – يونيو 2013 - تولّى إدارة القسم الأدبيّ لرابطة الفنّانين التونسييّن في كندا إلى جانب عضويّته فيها 2012 – 2013 - صدرت له رواية تحمل عنوان " الغائب" عن دار المصري للنّشر و التوزيع - يناير 2015 - وقع ترشيح روايته " الغائب" للجائزة العالميّة للرّواية العربية 2016 من قبل دار المصري للنّشر و التوزيع - صدرت له مجموعة شعريّة ثانية بعنوان " رسائل من سفن بعيدة " عن دار المصري للنّشر و التوزيع - يناير 2016 - صدرت له رواية تحمل عنوان " زمن الظّل الآخر " عن دار المصري للنّشر و التوزيع - يناير 2018 - أحد مؤسّسي المجموعة الأدبيّة المهجريّة " أقلام عربيّة في مونتريال " ، هذا إلى جانب عضويّته فيها . - عضو في جمعيّة الأدباء العرب في المهجر – كيبيك – كندا .
الغائب رواية متكاملة لكاتب بدايته غاية في النضج الادبي بحيث لايتخيل المرء انها المحاولة الاولى لانسان ،تملكني اعتقاد ان الكاتب يكتب مذكرات شخصية لبطل الرواية امير خالجني ذلك الاحساس لدقة التفاصيل الحياتية اليومية للبطل وماعايشه طوال رحلة عمره امنذ صباه وحتى اخر ايام الرواية ، نحن امام كاتب ولد كبيرا ،متمكن من ادواته،رواية عميقة وشيقة وهادفة بمعنى الكلمة.
انتهيت من قراءة الغائب منذ أيام. الرواية هي الاولي للشاعر التونسي انيس بن عمار. سأحاول تلخيص رأي في النقاط التالية. ١. الرواية هي الاولى لشاعر يمتلك كل مهارات اللغة العربية ويجد بسهولة المفردات المناسبة لكل موقف. سلاسة النص بالتأكيد سيشعر بها القارئ بحيث يصعب جدا استبدال كلمة بأخرى. ٢. في اعتقادي ان الرواية جزء اول من متتالية ستخرج للنور تباعًا. ٣. في هذا الجزء، اختار الكاتب قصة الهجرة المعتادة لشباب عربي يعبر الاهوال والصعاب طلبا لحياة افضل فقط ليجد نفسه امام مضمار من العوائق والمصاعب والنتائج المحبطة. اختيار الكاتب لهذا الموضوع باحداثه المتوقعة كان موفقا في اعتقادي، لان الاحداث لم تطغ على الجمال الحقيقي للرواية في رسم صورة رشيقة لشخوصها والغوص في اغوارهم. انيس هنا يقدم بورتريه نفسي للشخص العربي الحديث الذي تتنازعه جذوره واحلامه وقلقه من المستقبل. ٤. رغم البطولة الذكورية لشخوص الرواية، الا ان الانثى تظل هي البطل الحقيقي للرواية. نراها في الام والزوجة والعاهرة وصاحبة الحانة. ورغم خط سير الاحداث الرواي عن تجربة امير واشرف، الا ان خلفية النص تعقد المقارنات والمقابلات بين الام المقهورة وصاحبة الحانة المحبطة، بين الزوجة الباهتة والعاهرة الملهوفة لحضن محب. ٥ الغائب مثلها مثل النهر المنساب عبر جبال ذهب. ظاهر الاحداث بسيط ويكاد يكون في اغلب الاحوال متوقع، لكن هناك في الاعماق تجري حبات الذهب اللامعة، تحتاج لمن يبحث عنها. ٦. يؤخذ على النص الافراط احيانا في رسم تفاصيل الموقف او الشخص، وهو مأخد منطقي على شاعر يكتب الرواية، لكن مع جمال اللغة والنص، لا يشعر القارئ بالملل من هذه التفاصيل ٧. اختيار الكاتب ايضا لطريقة الفلاش باك ربما حرم القارئ من عنصر التشويق المطلوب لرواية تسرد اهوال الهجرة غير الشرعية مما حد من خيال القارئ، لكني ازعم انه خدم هدف الكاتب في تسليط الضوء على الانسان لا الحدث
رواية الغائب للشاعر و الروائى أنيس بن عمار رواية فاتنة تغوص فى بحار النفس البشرية بعذوبة وشجن.تحكى الرواية عن تفاصيل الاغتراب فى عالم موحش بداية طريقه الهجرة الغير شرعية. لتنقلك مع ابطالها الى شوارع و أزقة برشلونة... أحلام و أحباطات شابين قررا ان يبحثا عن السعادة فى البعيد. و على أنغام أنين حنينهم تنضجهم الحياة ليختبرا المعنى الحقيقى للمعاناة و الأمل. معاناة بعنوان الحنين و أمل لا يكف عن الاغراء بغد أفضل هما أحق به. لتبقى الذكريات وقود يدفئ القلب و يدفع دائما الى المضى الى الأمام. عمل مميز مكتوب بلغة شاعرية راقية. و كأنها قصيدة طويلة عن الانسان وحقه المشروع فى الأمل
و باء الهجرة الغير شرعية اصاب الكثير من شباب الدول القابعة تحت خط الفقر و الطامحين فى حياة افضل. هذه الحياة لا يفصلهم عنها سوى رحلة عبر الامواج بمراكب الموت من الضفة الجنوبية للمتوسط للضفة الاوروبية. و اصبحت السواحل الجنوبية للمتوسط هى الملتقى لراغبى الرحيل. رحلات الموت هذه اصبحت هى الخلاص من يأس الحياة و قسوتها و احباطاتها .. عابرين الاهوال و الصعاب للوصول الى احلام بعيدة المنال .. احلام ترسم فى خيالاتهم صورة وردية مشوهة لواقع الغربة المرير.
رواية "الغائب" للكاتب انيس بن عمار تحكى لنا قصة اغتراب الشابان امير و اشرف و هجرتهم الغير شرعية الى الضفة الاخرى للاحلام. لم يفصح بن عمار فى روايته عن اسم البلد الذى هاجر منها امير و رفيقه اشرف ولا اسم القرية الفقيرة التى رحلا عنها بلا عودة .. قريتهم صورها بن عمار كرمز لاى مكان يصدر الى اوروبا شبابا يائسا مكدرا مهزوما..
تحت جنح الظلام تبحر الزوارق المكدسة بهؤلاء الشباب من السواحل الشمالية لافريقيا الى شواطئ اوروبا. شباب طامع فى حياة افضل على الضفة الاخرى من المواج . و فى سبيل تحقيق هذا الحلم يغامرون بحياتهم فى رحلة "ترافقهم فيها اشباح الموت" و تنتقى منهم من حان اجله قبل ان يبدأ حلمه، "فتلقى بجثثهم الى اسماك البحر ليدفنه بمعرفته فى المقبرة المائية" . و مع وصول القارب الى سواحل اسبانيا فى بقعة مجهولة لا اسم لها فى خاطر امير.. تبدا رحلة شقاء اخرى فى المهجر. فى رواية "الغائب" لم يختار امير و رفيقه اشرف مكان وصول قاربهم و لا يهمهم معرفه اسمه، و كذلك لم يكن لديهم اى امتياز لاختيار محطتهم التالية و ينتهى بهم الحال فى برشلونة لانها كانت وجهة صاحب الشاحنة التى اقلتهم من على الطريق. كل ما كان يهم امير كما ذكر هو شعوره بالحرية بعد ان استطاع المرور عبر "الحدود الجغرافية و الخطوط الوهمية التى رسمها المنتصرون و التى من خلالها تم تحديد اقدار البشر و حقهم فى الترحال و العيش بكرامة ".
رواية الغائب تأخذ القارئ فى رحلتين متوازيتين .. الرحلة الاولى داخل وجدان امير و رفيقه اشرف و الرحلة الثانية يرافقهم القارئ من خلالها عبرامواج البحر المتوسط ثم الاطلسى .. تبدا الرواية بمشهد استقبال بطلها أمير – و الذى امضى عشرين عاما فى مدينة مونتريال بعد ان " القت به سفينة تحترف التجارة باحلام اليائسين على شواطئ العالم الجديد." – لابنته الثالثة. صراعه النفسى الذى رافقه الى السواحل الاسبانية استمرت معاناته منه بعد وصوله الى العالم الجديد ، ووصول المولودة الثالثة لم يضيف الى حياة امير سوى الاحساس بالمزيد من الفشل فى تحقيق اى حلم من احلام الاغتراب التى كان يطمح لها يوم قرر الرحيل بلا عودة.
امير بطل الرواية يطارده ماضية و نشأته المتواضعة فى قريته الفقيرة التى "اغتال الفقر فيها كل امل لحياة فيها امل" .. هذه الطفولة الحائرة بين حنان امه البائسة الراضية بفتات ما تلقيه لها الحياة من مرار و بين بطش ابيه السكير لامه و له. و بما ان لكل بطل غريم كما تعودنا دائما فى الروايات، الا ان فى رواية "الغائب" فان خصم امير لم يكن شخص بل كانت ظروفه الكالحة و رحلته عبر الحياة.
على صفحات الرواية يعيش القارئ الصراعات الوجدانية و العاطفية لأمير و التى مرت بثلاثة مراحل من الطفولة فى القرية الفقيرة الى مرحلة الرجولة فى منتريال و المارة بمرحلة الشباب و التى امضى عامين منها فى اسبانيا. مرحلة الشباب هذه هى التى بنى عليها بن عمار روايته، و التى افاد من خلالها بان الاغتراب ليس اختيار بل هو قرار تجبره الظروف على كل من عانى و يعانى منه. الاغتراب كما وصفه بن عمار على لسان أمير هو "فرار و ليس قرار .. هروب من رحلة الحياة ".
امير و ليد الشقاء يختار الغربة هربا من مستقبل بائس يعلمه مسبقا، فهو يراه على وجوه ساكنى قريته. هو الاخ الاكبر لثلاثة اشقاء يتحمل مسؤلية رعايتهم منذ الصغر. هذه المسؤلية حرمته من طفولته و من التعليم ايضا. شب قبل الاوان كحال الكثيرين من امثاله فى البلاد التى تسمى بالعالم الثالث.
رواية "الغائب" يسرد احداثها امير و الذى يحكى بالفلاش باك وقائعها الرئيسية التى جرت له فى فترة العامين اللذين قضاهما مع رفيقه اشرف فى برشلونه . عامان اشتغلا خلالهما تحت الطاولة (اى بدون اوراق شرعية) و امضياهما مطاردين كالكلاب الضالة و مهددين بالترحيل من قبل شرطة الهجرة .. الحياة على الضفة الاخرى من المتوسط ليست وردية كما يتصورها البعض. فعلى هذه الضفة استقبلهم الجوع و البؤس .. و مع نضوب القليل من الاموال التى تحصلوا عليها قبل السفر لم يجدوا سوى حاويات القمامة و ما بها من النفايات لتسد رمقهم. ارتادوا الارصفة و الطرقات، افترشوا مقاعد الحدائق كاأسرة يأوون اليها للنوم عندما يحل التعب باقدامهم و أجسادهم المنهكة.
بعد ان اصابهم الياس من ايجاد فرصة عمل ، لم يعد امامهم سوى سرقة المارة و خطف حقائب يد السيدات و اقتلاع السلاسل من اعناقهم. تنشلتهم الصعلكة و الجريمة من الفقر و ترتقى بهم الى "مرتبه الجرذان الساكنة اسفل الطرق". يرتادون الحانات و المطاعم و المواخير و تمتلئ بطونهم بالطعام و الشراب. يتعرفون فى احدى الليالى على الغجرى "بيدرو" الذى يجمع قوته من عزف الجيتار فى انصاف الليالى تحت تمثال الضخم بأحد الميادين العامة، حيث يلقى له العشاق المتسكعين فى الطرقات قطع معدنية فى غطاء جيتاره الخشبى. يساعدهم بيدرو على بيع مسرقاتهم الذهبية و التى من عائدها يعيشان حياة مترفة فى برشلونة لمده عده شهور تنتهى بمقتل بيدرو. و مع مقتله يودعون حياة الترف و يباشرون رحلة الشقاء.
و بعد مطاردة امنية اوشكت ان تعرضهم لشبح الترحيل تقودهما اقدامهم الى بنسيون كلارا المتقدمة فى السن و التى "لم تشم رائحة جسد رجل منذ زمن طويل". و مع استاجرهم لغرفة البنسيون التى كانت تشبه خندق بلا نوافذ و ذات الرائحة العطنة، تبدا مرحلة جديدة فى رحلتهم. بعد معاناة طويلة يفشل فيها الشابان فى الحصول على عمل شريف، يبيع اشرف جسده لصاحبة البنسيون مقابل الايجار و وجبات ساخنة. و كما اثار سرقتهم للمارة سؤال هل الغاية تبرر الوسيلة، يتسال امير مرة اخرى نفس السؤال بعد ممارسة صديقة الرذيلة مع امراه فى سن امه من اجل عيش بكرامة .
من خلال احداث الرواية يلقى بن عمار الضوء على ان مأساة المرأة فى هذا العالم الذكورى لا تستثنى فيها مواقع جغرافية دون الاخرى. ام امير فى القرية الفقيرة و العاهرة كلارا صاحبة البنسيون هما وجهان لعملة واحدة ، فبالرغم من انهن يسكنان على الضفاف المواجهه للمتوسط الا انهن ضحايا لشوفنية الرجل و حتى ان اختلفت نشأته و هويته.
توظف كلارا كلا من امير و اشرف فى حانتها يخدمان السكارى حتى ا��ساعات الاولى من الفجر. يتحصلان من العمل الشاق ما يكفيهم للعيش و ما يكفى امير لارسال اموال الى امه و لمساعدة اخوته ، و لكن العمل الشاق لا يكفى عندما تكون اوراق العمل غير قانونية. و عندما تقف الهوية حائلا فى الطريق و تنثر لعناتها على حاملها، عندها يصبح الهروب هو الحل. و يعاود الصديقان الترتيب للهروب مرة اخرى و لكن التسلل الى شواطئ القارة الامريكية ليس بالسهولة كالابحار عبر امواج المتوسط....
رواية "الغائب" ليست فقط قصة شابين اضطرتهم الظروف للهجرة من بلادهم، بل هى رواية اكثر عمقا من ذلك. انها رواية ذات نكهة فلسفية تحلل النفس البشرية و تسلط الضوء على الاغتراب الذى يحيا بداخلنا. فكل منا مغترب فى درب الحياة ، فى اتجاه او اخر .. سواء من رحل عن بلاده او من لم يرحل.. فكم من مغترب يعانى من الوحشة و هو لم تطأ قدماه خارج حدود بلده.. و كم من مغترب رحل من بلاده و تبعته الغربة الكائنة فى اعماق نفوسه اينما ذهب. الاغتراب الداخلى لا يمحى بتغيير الامكنة.. فاشباح الماضى التى تستوطن داخلنا تهاجر معنا على متن اكتافنا التى نحمل عليها عناء و مشقة الحياة .. و فى مقابل كل ما نكتسبه على درب الطريق، فنحن نفتقد شيئا في المقابل..
نجح بن عمار بحرفية الشاعر و عبقرية الكاتب من ان ينسج الاحداث باسلوب سلس و انيق، ساعده على ذلك ثراءه اللغوى و كنز المفردات الذى يحتكم عليه. بريشة فنان مبدع اختلق التفاصيل الدقيقة للشخصيات و حتى الثانوية منها ، و وظف أدواب الكتابة ليبدع مشاهد تمتلئ بالحركة و الالوان و تثير خيال القارئ مما يجعله يحيا وسط الاحداث كانه جزءا منها او كانه يتفرج على شريط سينمائى لها. و مع الانتهاء من قراءة رواية "الغائب" تساءلت اذا نشهد ميلاد باولو كويلو الرواية العربية.
منذ اربع سنوات, استوقفتني قصيدة بجمالها و عذوبتها. كان قد مر اكثر من عهدين منذ قرأت قصيده مكتوبه في زماننا الحاضر بهذه العذوبه باللغه العربيه. تجمدت في مكاني. كان لا بد من التوقف عندها و اعطائها حقها. اكثر ما جلب نظري هو ان الشاعر و في اقل عدد من الكلمات خلق عملا مكتنزا بكمّ هائل من الحياة! الكتاب العرب, شعراء او روائيون, جميعا في كف واحده. و الشاعر او الروائي" العبقري" في الكف الاخر. لم انتبه لاسم الشاعر و كان تعليقي " اللي كتب هذه الكلمات لازم يكون عبقري" و جاء الرد من الصديق العزيز اللذي كان شارك بهذه القصيده "انت تعرفين الشاعر يا سوسن. صديقنا انيس بن عمار من ايام الدراسه الجامعيه" كان لقب انيس و من دون علمه " العبقري" كانت قصيدته "ابريق شاي و حنين" هي اللتي استوقفتني. مجموعة انيس الشعريه الاولى "عشق على اوتار الفجر" اتاحت لي الفرصه للتعرف على موهبته الفريده و الجذابه. و جاءت روايته الاولى " الغائب" لتضاعف مساحة امبراطورية موهبته النادره. ابتداءً من اسم الروايه. انيس ينتقي كلماته بمنتهى الدقه. بطل الروايه أمير و على مدار الثلاث مراحل من حياته اللتي تناولها انيس في الروايه, كان غائبا! غائبٌ تتلاطمه امواج واقع حياته المرير. كأن واقعه المرير من فقر و جهل و سوء المعامله من الاب , المثل الاعلى في كل بيت عربي اصيل, و رحلة الموت عبر المتوسط, و عذاب عدم الشعور بلحظة استقرار لعامين في اسبانيا,و المخاطره برحله اطول لمكان ابعد.... وجد الاستقرار و الاقامه الشرعيه و الزوجه و الاطفال. و الاكثر مرارة من كل هذا هو انه بقي على حاله : غائب! كم سعيدة انا و فخوره ان شعلة الادب العربي الراقي العبقري ظهرت مجددا. فنّ الكتابه عند انيس بن عمار مثل فن التطريز بخيوط الحرير و الاحجار الكريمه على ارقى الاقمشه. كل كلمه في موضعها بمنتهى الدقه. نعم, من الصعب التصديق ان هذا اول عمل روائي للكاتب. انتقاء خام بهذه الحساسيه, الهجره الغير شرعيه و الاغتراب, و تطريزه بهذا الرقي ليعبر بمنتهى الجمال عن واقع مؤلم ليس بالامر السهل.
رواية الغائب تحكي عن معاناة الهجرة الغير شرعية بشكل تشويقي يأسر القارئ من اول صفحة. تقريبا ما بين كل صفحة و صفحة كناية او استعارة او تشبيه فالكاتب يثبت باساليبه البلاغية انه بملك ناصية اللغة. فتحتل الصور البلاغية الموسعة مكانة هامة في هذا العمل متقنة بحرفية و ذوق رفيع تذكر القارئ بأنه يقرأ رواية ادبية دسمة و ليس مقال . موضوع الكتاب هو الهجرة غير الشرعية من افريقيا الي اوروبا حيث الموت عرض جانبي و حب البقاء هو البطل الرئيسي. يصل البطلان الي شاطئ النجاة بأعجوبة و تستمر المعاناة في محاولة العيش تحت تهديد الترحيل. تجري الاحداث و تحتل الشخصيات الثانوية حيز هام من القصة فيظهر عيسي و كلارا. و ينطلق عيسي في حوار من اجمل الحوارات التي قرأتها عن الحب و فلسفته ثم يرفعه الكاتب من الرواية في مشهد ترحيل حزين. و كلارا رمز الدولة المهاجر اليها التي تأخد كرامتك وتعطيك بعض الاوراق المالية في المقابل. يتوقع القارئ ان معانات امير و اشرف الشخصيتان الرئيسيتان في الرواية ستنتهي بعد وصولهم كندا و لكن لا يروي الكاتب ظمئ القارئ بأي مشهد سعيد فتخرج من الرواية مؤمنا انه ربما كان عليهم البقاء في بلادهم الاصلية… المهم من هو الغائب في هذه الرواية ففي رأيي الغائب الاول هو احساس السعادة. فعلي مدار الرواية لم ينعم اي من الشخصيات الرئيسية يالسعادة الا خلسة في لذات وقتية مع العاهارات او الراقصات.
This entire review has been hidden because of spoilers.
رواية جميلة تحكي عن شابين هاجرا الى اروباء- اسبانيا - عن طريق قوارب الموت ، استطاع الكاتب ان ينقل معاناة الشباب المهاجر الى اورباء والمصاعب التي يواجهون في غربتهم .... لقد تمكن الكاتب من نقل معاناة الشباب المغترب الحالم بتغيير واقعه بكل صدق فانتج رواية رائعة
نجمة هى ماتستحق هذه الرواية بالاختصار الذى فقد فى هذه الرواية اعرض النقاط السلبية إطالة لاداعى لها إلا تصدير الملل للقارئ عدم وجود هدف للرواية تماما لا إثارة ولا تشويق نهاية محبطة جدا جدا جدا لا انصح باضاعة الوقت فقرائتها
احبت تفاصيل الرحلة الطويل الي المجهول و لكن رغم هذه التفاصيل الكثيرة الا ان الخاتمة كانت على عجل تجاهل تفصيل رحلة المغامرة الثانية للمجهول مرة اخري في المجمل احبت هذا العمل
إلى أول وأخر من أحببت .. إلى البحر .. هذا الزورق لكَ وحدك ..
لا جدوى من السفر .. فالزوارق التي لا تبحر في أوانها لا مرسى لها سوى الغرق ..!! رواية رائعة جداً الحبكة مميزة و تشويق لا ينتهي حبستني بين سطورها لألتهم الصفحات واحدة تلوا الأخرى منعتني من التوقف أو التقاط أنفاسي .. لكن النهاية المحيرة لأشرف وترك مصيره للريح لا يعجبني قط ..!!
Way too uncensored with no valid purpose The man can write but it was as if he was writing to show off his writing ability, not to serve a narrative purpose. It casts the light on the illegal immigration and how life "under the table is" but with no real added value.