عبر حكايات ثلاث ، يحاول الحمراوي تسليط الضوء على موقع المثقف منها ، فهو إما متعال كما في " المنسي " يرتقي بطموحاته الشخصية فوق هموم القضية ، وإما منعزل في صومعته كما في " المهدي " ، أو صادق ، مخلص لقضيته ، حتى وإن فارقه الأجل ، فان روحه باقية لتستكمل ما قد بدأته في عالم الجسد . . وهكذا يكون أمل . ان كان لنا أن نسمي هذه الرواية باسم آخر لكان " عودة الوعي " ، فالكاتب من خلال صفحات الرواية يحمّل المثقف مسئولية حال الوطن ، فنصل من خلال نهاية الرواية الى أن الوعي الجمعي هو انعكاس لحالة المثقف ، فحين يكون المثقف " أمل " فان ذلك ينعكس بدوره على وعي الجماهير . رواية " متتالية أمل " هي الرواية الثانية للكاتب [ محمد الحمراوي ] ، التي تصدر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2015 . وكانت قد صدرت له من قبل روايته الأولى " آخر أيام الماضي " في نوفمبر من العام 2013 . ورشحتها " دار الحلم " لجائزة [ البوكر ] . .. متتالية أمل لـ "محمد الحمراوي" حالة كتابة مختلفة وذات نكهة ومذاق يغشيان ذهنك فيجعلانك تفكر .. نمط كتابة مختلفة تستأهل التوقف عندها . الكاتب الكبير | هشام الخشن
روائي وقاص مصري، تخرّج في كلية الهندسة بجامعة حلوان، وبدأ مسيرته الأدبية مبكرًا من خلال رئاسته لتحرير جريدة الكلية، ومشاركته الفاعلة في اللجنة الثقافية باتحاد الطلاب. صدر له ثلاث روايات: آخر أيام الماضي (2013)، متتالية أمل (2015)، وإرث الطواحين (2025). لاقت أعماله ترحيبًا نقديًا، وحازت على عدة جوائز مرموقة مثل جائزة نادي القصة المصري في فئة الرواية، وجائزة متحف طه حسين، وجائزة صلاح هلال في القصة القصيرة. إلى جانب إنتاجه الروائي، كتب مقالات في عدد من الصحف والمواقع تناولت الشأن الثقافي والاجتماعي بأسلوب تحليلي وإنساني.
منذ فترة ليست بالقصيرة توقفت عن قراءة كتابات الشباب وفي كل مرة يراوغني فيها عمل ما سواء من خلال اسمه أو حتى اسم كاتبه أتراجع عن قراري وأقول: فرصة أخيرة بعد لكن كالعادة تصدمني الأعمال وتعاقبني على الرجوع عن قراري بدءًا من اللغة الركيكة والتراكيب المفككة وحتى سطحية بل وتفاهة المضمون لذا وطنت نفسي على أسوء التوقعات قبل قراءة تلك المتتالية لكن العمل أثبت ليّ أنه بالفعل هناك كتابات تستحق فرص، كتابات لا تظهر على السطح بسبب ما يطفو عليه من كل غث وسيء بداية باللغة التي وإن لم تكن قوية، لكنها لم تكن ركيكة مستفزة لم يغفل التنوين وحتى علامات الترقيم في مكانها الصحيح الفاصلة في مكانها والنقطة تحتضن نهاية السطر
هنا يأتي الحديث عن المحتوى والمضمون العمل هو متتالية قصصية عبارة عن ثلاثة قصص سياسية
الأولى عن الطاغية ومعارضه تلك القصص دائمًا ما تتسع في الحديث عن الطاغية ونفوذه وسطوته، إلا أنها هنا تحدثت أيضًا عن المعارض الدُمية الذي يعارض فقط وشعاره أنا أعارض إذا أنا موجود لا يهم وطن، أو شعب أو مأساتيهما، هو يعارض فقط كي يكون له تاريخ بطولي يتباهي به حتى لو كان أمام نفسه فقط لكن مع أول بارقة ترغيب أو ترهيب، تسقط كل تلك القناعات ويبتغي ثروة ما أو مكانة ما كي يعوض بها أيام شقاؤه وقت المعارضة أو حتى يلوذ بذاته من بطش الطاغية
القصة الثانية عن نوع آخر من المعارضين البطل المنتظر كي يهدي الناس إلى الطريق القويم والسخط والانقلاب على الطاغية القاتل لكن ما أن تدور الدوائر ويصبح هو مالك زمام الأمور حتى ينقلب هو أيضًا طاغية آخر لا يختلف كثيرًا عمن كان من قبله
القصة الثالثة والأخيرة عن الأمل عن ذلك البطل الحق الذي ما أن يرى بارقة أمل حتى يتشبث بها وإن كان سيمضي إلى حتفه ذاك الذي ينتظره الجميع كي يثوروا وينتفضوا وأعتقد هو ذاك الذي يرغب كل منّا في أن يكونه
عمل مبُشر، جمع بين المتعة والجودة والهدف كان هناك محاولات فلسفية، لا بأس بها تنتظر مزيد من القراءة وجودة اللغة كي تنضج بيّ شغف وفضول كبير، كي اقرأ عمل قادم للكاتب أعتقد سيشهد تقدم أكثر من ذلك، حتمًا " فيه أمل؟.. إيه فيه أمل " :D
كاتب فذ في الحقيقة ولغة متقنة جذابة مشوقة تُذكرك بلا شك بلغة وأسلوب عملاقة الأدب العربي وخاصة المصري، تتدخلك تلك اللغة وذاك التناول الأدبي الرصين في تفاصيل الرواية بكل سلاسة وعمق وإتزان يفتقر إليه معظم الداخلين الى ميدان الكتابة حديثاً..
رواية رغم قصرها وتقسيمها إلى ثلاثية مصغرة إلا أنك تجد أنها تشي بالكثير وتطرح اسئلة كبيرة عن الواقع والسياسة والمجتمع.. تجربة أدبية جديدة لكاتب جديد لن أندم عليها
للحق , أنا لا أدري ما سبب التأخر في قراءة هذا العمل , فعلا , لا أدري. أهو علم مسبق بما ورد فيه , أم يقين في جودته فأخرته إلى قدر الإمكان ؟ لا أدري , ولكن لأن كل شئ بميعاد , فقد قرأته , ولم يخب ظني .
مما لا شك فيه أننا نمر بمرحلة من أسوأ مراحلنا الأدبية على الاطلاق , ففيها انتشر الغث من القول , وأجدبت الأرض من البذور الطيبة , التي تعطي أملًا ما في مستقبل أدبي وافر .
ولكن هناك بعض الحالات , تلك الحالات التي لا تبهرك ولكن تضع بداخلك أمل قوي في ظهور نصوص و أعمال على قدر من الجودة يكفل لها حسن السيرة .
هذا ثاني عمل أقرأه للكاتب (الشاب ) , ورغم أن عمله الأول قد يبدو أقوى من حيث الحبكة و التسلسل , ولكن هذا العمل هو الأفضل والأكثر تطورًا , ففيه اللغة منصاعة , والأشخاص على قدر كبير من الرسم الموضوعي الذي يضمن للقارئ اندماج معها . الرواية شابة بكل ما تحملها الكلمة من معنى , ففيها روح الشباب ولغة الشباب و شعور الشباب .
هذا العمل لا ينتمي إلى تلك الأعمال العاجية التي تعيش بعيدًا عن مجتمعاتها , ولكنها من تلك الأعمال الواقعة في قلب أحداث المجتمع , فتلامس شعور العامة وتوصل لهم شعورها .
عبر ثلاث متتاليات : المنسي , المهدي , أمل , قدم الحمراوي دائرة معرفية كبيرة للمجتمع المصري , دائرة وضعت المجتمع في قلبها و ألقت عليه الضوء من زوايا عدة لتكشفه .
الثلاث قصص على قدر مميز للغاية من الجودة , وإن كان المنسي أكثرهم حبكة , والمهدي أكثرهم واقعية وأمل أكثرهم صدقا .
ويكفي ختام العمل بحديث يوسف إدريس عن العظيم أمل دنقل ليضمن لنا متعة من مذاق خاص .
المهم : العمل مميز , وبذرة جيدة جدا لكاتب متمكن ننتظر منه إبداعه المستمر .
عندما انتهيت من قراءة هذه الرواية أو المتتالية القصصية بقيت لبعض من الوقت في حالة من الصمت وأعدت قراءة ما كُتب على الغلاف من الخلف أكثر من مرة ربما أردت أن أعرف أين أنا فيها؟ وماهو موقفي الحقيقي تجاه ما يحدث ؟
هذه التجربة الأولى لي مع محمد الحمراوي وهي تجربة مميزة بالفعل فأنت أمام كاتب شاب اختار أن تصبح لروايته رسالة وهدف وعلى عكس تخوفي من الاعمال الشبابية من جهة وأن تكون سياسية من جهة أخرى خالف محمد الحمراوي توقعاتي اختار اللغة الفصحى في روايته حتى في الحوارات الداخلية وهذا يُحسب له في ظل اختيار الكُتاب الشباب للغة العامية الرواية مليئة بالنقاشات التي تحمل وراءها الكثير من المعاني والتفاصيل والكثير جداً من الاسقاطات الرائعة على الوضع السياسي والاجتماعي وأيضاً إحترامه للقارئ بذكره مصدر الاقتباسات التي جاءت في الرواية ولم ينسبها لنفسه
قد تظن للوهلة الأولى أن كل قصة منفردة لها معنى خاص بها لا يجمعها سوى أنها تمثيل لشخصيات متواجده في مجتمعنا في الفترات الأخيرة ولازالوا ولكن في هذه الرواية اكثر من ذلك بكثير في البداية دعوني أتحدث عن كل قصة منفردة
في قصة المنسي نجد الحاكم الطاغية والمعارض ونظرة كل منهم لحال البلد وللشعب نظرات مختلفة مستمرة في صراعها إلى ما لا نهاية حاكم يرى انه يعمل من أجل صالح الشعب ومثقف يرى أن الشعب مغيب حاكم يرى نفسه عظيم بإنجازاته ومثقف يراه مستبد حاكم يقضي على كل من يقف في طريقه بأي ثمن ومعارض صاحب الصوت العالي الذي ينتهي بمجرد ظهور الإغراءات ويقبلها معللاً ( من أجل مصالح الوطن ) هذا الصراع الذي لا ينتهي والشعب بينهم لم يحاول احدهم أن يراه أو يشعر به بصدق ويعرف ما يريد
تذكرت وأنا أقرأ هذه القصة مسرحية شاهدتها بالصدفة منذ أيام كانت تدور حول نفس الفكرة المعارض أمام الإغراءات وقبولها لمصلحة الوطن وانه سيغادر المنطومة بعد اسبوع ليكشف حقائقه وظل هذا الإسبوع يتجدد حتى أصبح تدريجياً جزءاً من منظومة الفساد!
أما في قصة المهدي تجد ذلك الفتى الذي يُظلم ليجعلك تتساءل ألهذه الدرجة يُمكن أن يتحول داعي السلام إلى داعي للقتل والدماء ؟ وهؤلاء من قتلوا وخربوا ودمروا ألم يكونوا يوماً من هذا الشعب الذي يقتلونه الأن بدم بارد حتى إنقلب عليهم بعد ذلك لأفعالهم ؟
أما أمل فأهل الرضا قد طال بهم الرضا ولا زلنا في إنتظار الأمل فهل يأتي ؟ وإن حاولنا أن نحلم بحياة كالحياة فيتمنوا أن يدخلوا أحلامنا ويقتلوها في مهدها
في الفصل الأخير تبدأ في فهم الإسقاطات التي مرت خلال القصص الثلاث وتصبح أكثر وضوحاً لتجد نفسك أمام الوضع السياسي في بلادنا منذ ثورة 25 يناير حتى الأن
عندما تنتهي يجب أن تبحث عن نفسك بين فصول الرواية وشخصياتها لتعرف أين أنت وماهو موقفك مما يحدث حولك هل انت المنسى ذلك المعارض الذي ينتظر فرصة ؟ أم أنك المهدي او ربما من جماعته ؟ أم أنت من أهل الرضا وقد طال بهم الرضا ؟
ويبدو أن حظي وافرا مع ما قرأته مؤخرا من كتابات الشباب اقصد آخر ثلاث أعمال قرأتهم هذه السنة *** رواية متتالية أمل لم استطع التوقف حتى أنهيتها، أسلوب لم أكن أتوقعه وحبكة لم تكن لتخطر ببالي أبدا قام الكاتب في هذه الرواية بتقسيم عمله إلى ثلاث فصول:
الفصل الأول وهو الأجمل والذي شدني بقوة فأخدت بيني وبين نفسي أقول هل سيكتب المذكرات لهذا الطاغية؟ هل سيكتبها؟ هل سيكتبها؟ ثم حدث ما لم أكن أتصوره ، تصوير رائع للطاغية وللمعارض الذي أصبح مواليا رغما عنه وكما أراد الطاغية ... ورغم تنافر المنسي والطاغية فإن كلا منهما يرى أنه يخدم بلده بالطريقة المثلى وأن ما يراه الأول لا يستطيع أن يراه الثاني والعكس...
الفصل الثاني وكان بشخصية المهدي ذلك الشاب الذي يجعلك تطرح عدة تساؤلات عن ماهية الظلم وماهية العدالة، وهل الحق هو دائما المنتصر...
الجزء الثالث كان الأمل الذي ايقظ شعبا عاش في سباته طويلا دون أن يعي أو يتذمر، عاش في رضا قبل أن يستيقظ الأمل
عمل رائع ومن هنا أكرر أن أي كاتب بإمكانه إيصال رسالته دون الولوج بالقارئ في تلك المحسنات البديعية والسجع الذي لا ينتهي في حين لا نجد مغزى حقيقي للقصة ... .
أن ينشرَ شابٌ في مثل عمرك عملًا ثانيًا له متقنًا بلا أخطاءَ تُذكَر، و حرص�� على وضع علامات الضم و الفتح و الكسر على الكلمات التي سيلتبس على البعض قراءتها بشكل صحيح أقدّر جدًا اللغة ، و أحترم من يحترمها و ينزلها منازلها التي تليق بجلالها، ، و أن يكتبَ بلغة سلسة لا صعبة تستجدي شحذ همتك و لا ضحلة تجلب حنقك و تأففك فهذا شيءٌ يستحق التشجيع و الثناء الرجل يأخذ السلم خطوة و خطوة و لا داعيَ للعجلة على الإطلاق.
المنسيّ و المهديّ و أمل ، ثلاث شخصيات في متتالية قصصية أو ثلاث قصص مختلفة شكلًا متشابهة ضمنًا و موضوعًا يبدو لي أن الكل خسر ما عدا أمل الذي أسهم سقوطه في ثورة أيقظت الناس من سباتها المقيم حسنًا ، لا أجيد الحديث عن التفاصيل، فقط اقرأوها فهي صغيرة الحجم لا تأخذ أكثر من ساعة أو ساعة و نصف قراءة متواصلة.
جميل الإشارة إلى مصدر الاقتباسات في آخر الجزء الثاني، احترمتُ هذا جدًا.
و بعدين يعني عيب قوي يبقى في آخر الرواية إهداء لصاحبي "أحمد جمال" و العمل ميعجبنيش.. عيب ... كام كوبّاية شاي شربناها سوا، و كام مشوار رحناه مع بعض خلال السنتين اللي فاتوا، الصراحة تمّ الضغط عليّ بهذا الكارت :D
فقط هناك خطأ: ص30: تقدّم كليْنا
سلمت يمناك يا بشمهندس، و في انتظار أن تطربني بعملك القادم.
.. "أنت فارس هذا الزمان الوحيد، وسواك المسوخ." نعم لقد انتهي كُل شيء.. هل يُخيل لك أن حياتك تنتهي فقط بِمغادرتك لِهذة الدنيا؟ قد تنتهي حياتك حين يموت تاريخك، وتخسر احترام الناس، حين تفقد كُل ما افنيت عمرك في تحصيله. فــ هنا ف (المنسي)كانت همومه هيّ الدفاع عن الشعب. عن الحياة والحق في عيشها وعندما ارتقي بِطموحاته الشخصية سقف هموم القضية"قضيتُه" حينها خسر كل ما حقّقُه.
"إن العرش لفانٍ، وإن النعش لباقٍ"
- حقًّا في سبيل الغاية تهون أي وسيلة؟! عندما يسألك أحدهم: هل لك أمنية؟ قُل له: وما نفع الأماني؟ إن الواحد منا ينام فيحلم بالقصور والعيش الرغيد، وهو لا يدرك أن جل ما ينقُصه ليتحقق حلمه هو أن يستيقظ :)) .
- عندما يكون هناك دورًا للظلم والفساد في الأرض والتستُر خلف عباءة الدين لتبديد الروح الإنسانية الطاهرة وإحالتها إلي شهوة للإنتقام، عندما يكون العبث بالأرض من صُنع الطغاة هكذا يتشكل(المهدى).
قال أمل دُنقل: وغدًا.. سوف يولد من يلبس الدرع كاملة.. يوقد النار شاملة.. يطلب الثأر.. يستولد الحق.. من أضلع المستحيل. بدأت أشعر أن الناس باتت تخش الأحلام. فقد أصبحوا يرددون:"القناعة كنز لا يفني."
كنت متيقنة أنها ستنال إعجابي كما حدث مع آخر أيام الماضي وبالفعل أبهرتني بل وتخطت توقعاتي لها. نادرا ما تستهويني رواية خلفيتها سياسية ولكن بساطة عرض الحمراوي تروق لعقليات أمثالي وتثير شغفهم لمعرفة النهاية.
اسمها متناقض مع التفاصيل حد التوافق الشديد مع نهايتها الحالمة! أبهرني كالعادة الوصف الدقيق والبسيط للشخصيات والذي يميز أسلوب الحمراوي؛ كونه يوصل الصورة للقارئ البسيط لتثبت في ذاكرته، سمة تسببت في تذكري لفريدة ومروان من آخر أيام الماضي حتى اﻵن لينضم لهم رضا وعصفور ومصباح وعم سيد ومرتضى وحتى الشخصيات التي لم يعطها اسما كالفتى المهدي والرئيس ومولانا وغيرهم من الوجوه التي رسمها في مخيلتي.
أعجبني استخدام الفصحى في الحوار مع عدم استخدام ألفاظ غريبة على القارئ تثير ملله.
أما عن تفاصيل الحكاية؛ فقد عرض الحمراوي صورة مختصرة ومستوفاة عن النظم الحاكمة باختلاف مسمياتها وخلفياتها.
ففي المنسي استمتعت بالحديث وعندما انتهى ترك لي تساؤلا أظنه سيعلق في عقلي كثيرا "لماذا؟" لماذ اختار هذه الزاوية الفريدة لتوصيل رؤيته عن النظام الحاكم؟ واﻷهم كيف نجح في ذلك؟!
أما عن الفتى المهدي فقد أحببته رغم كرهي الشديد لما انتهى إليه، وأبهرتني الإسقاطات الدقيقة، والتحليل المنطقي.
أما عن أمل فكانت أقربهم للشارع المصري بطبقتيه المتوسطة والفقيرة ولاحقني منه كلمة رضا "هذا والله لو تعلم ما يريده منا، أن ينير بصيرتنا، أن يخرجنا من عبادة الرضا"
حسنًا إذَا .. نجمتان ونصف ربما هذه أولاً ليست "رواية" وإن كان الكاتب قادر على بناء شخصياته وكتابة سردٍ شيق ومحكم، ولكنه اختار أن يكتب "متتالية" من قصص ثلاثة قد يكون هناك رابط بينهم وقد لا يكون، ولكنها في كل الأحوال متتالية، شعت القصى الأولى فيهم (المنسي) وفكرتها الذكية في البداية التي أفلتت منه تمامًا في النهاية إلى أن تكون بذرة رواية جيدة، ولكن لا أعلم هل استعجل هذه النهاية وتلك الطريقة في اختزال المواقف والأحداث التي كان من الممكن أن يتعرض لها سياسي أصبح في حضرة رئيس الجمهورية فجأة، وغدا قادر على مواجهته وتوجيه النصح إليه .. الفكرة الثانية والقصة الثانية للأسف لم تأتِ على قدر الأولى سواء من حيث فكرتها أو سهولة وبساطة الأحداث فيها التي تنحو نحو عوالم الخيال بغير مبرر منطقي، فالفتى الذي كان يدعو لنبذ العنف وعدم الحرب باسم الدين يتحول ويتغوّل لمجرد أن قرروا دفنه حيًا !! لم أقتنع بالقصة ولا بالشخصية وللأسف ولا بالأحداث القصة الثالثة رضا ومرضي ومرتضى وراضي والأمل كانت رمزية مباشرة لم أجد فيها شيئًا مما سبق كله ! ...... لعلها تجربة جيدة لمحمد الحمراوي في مجال الكتابة، فلديه قدرة على بناء شخصيات وأسلوب سردي مشوّق فعلاً، ولكن ربما ينقصه أن تنضج ألإكاره أكثر ويصبر على كتابتها حتى تخرج إلى الناس مستوية على عروشها :) شكرًا محمد، وفي انتظار أعمال أخرى أكثر ثراءًا ...
المنسي: تلخيص لنفسية كثير من مدعين الفضيلة .. قد تصدمهم أنفسهم و اختياراتهم .. و لكن هذه هي الحقيقة .. لن تعرف أبدا من أنت حتى تخضع للاختبار و تجتازه .. فإن كنت سخرت من المنسي .. و ازدرأت اختياره .. فاعرف انك منهم " مدعين الفضيلة "
المهدي: برغم اسلوبها الأدبي الشيق جدا و سرد الاحداث و تطورها بسرعة كبيرة بطريقة اعجبتني .. إلا أني لم التقط الرسالة منها و الهدف .. فما هي رسالة المهدي؟ او ما خطبه ؟ اهو صالح أم مجنون ؟! .. لمزيد من الصراحة منعني من الاعجاب بالقصة الجزء العقائدي بها .. فأنا لا انتمي للمذهب الفكري الذي ينادي بتوحد الأديان .. و لا أفهمه و أري فيه تعارض كبير جدا مع عقيدتي و لذلك أثارت هذه القصة حفيظتي. و لا زلت أرى أن إسلوبها رائع ! أحسنت يا حمراوي و ربنا يهديك :)
أمل: عشق أمل قد يفعل بنا أكثر من ذلك .. أعجبتني و لكن ليس لدي الكثير لأقوله عنها! بها كثير من الجمل تصلح اقتباسات خصوصا في وقتنا هذا . أحسنت مرة أخرى :)
تعليق عام: اسم القصة اكثر من رائع في اختياره و لكنه قد يكون غير واضحا بالمرة لدى البعض ، لذا وجب ارفاق شرح بسيط لعلاقة الاسم بالمحتوى.
إنها تدنيك إلي أحداثها وتشعرك بها دون ان تسهب إنها توجز في القول وتجنح الي الرمزية قد تشعر أن الكلمات قد تجسدت بشراً يطلب منك أن تتبعه ليعبر بك في الحكاية فتشعر بخطاه في البدء هادئه ذات وقع قوي أو حاد كأنه يعبر بك في بهو فارغ فسيح تَسمع فيه أصداء النفس ..هناك حيث "المنسي " ولومه لذاته ومحاكمته لها ثم تبدو خطاه مسرعة عنيفه كأنه يطارد أو يُطارد حيث "المهدي" وصخبه وصخب من احاطوا به
ثم تختلف خطاه في النهاية كأنها تتهادي الي واحة ويتجسد لك في الحكاية الثالثة "امل دنقل " بصوته وهيئته وأشعاره ربما اري النهاية حالمه جدا واختلف مع رؤيتها لكنها رائعه ومٌحكمة "متتالية أمل " ارتفعت بأداء ا محمد لحمراوي وجذبنا فيها الي منطقه اخري مختلفه تميزت عن "اخر أيام الماضي" .
رواية متتالية أمل اضافت لي من وجهة نظري أثرت في بشكل قوي..راقية جدا من حيث فكرتها او اسلوبها او الفلسفة الموجودة فيها فكرة سرد 3 قصص على التوالي وتسمية القصة بالتالي باسم "متتالية أمل" فكرة ذكية جدا من وجهة نظري ابهرتني لاعتبارها التجربة التانية للكاتب و متاكدة على الرغم من اعجابي الشديد بروايته السابقة : آخر أيام الماضي الا اني حاسة ان متتالية أمل هي خطوة او قفزة اعلى وباتوقع لها نجاح كبير ان شاء الله وباتمنى بالاضافة لتوقعي طبعا من الروايات اللي أحب اقراها مرة تانية لانها رغم الفلسفة العميقة اللي فيها ورغم شدة تاثري بقصة : المهدي الا اني في النهاي�� باعتبرها رواية خفيفة بمعنى مش مجهدة للقاريء في قراءتها بالتوفيق :)
عملٌ ثقيل بحق، أشعر و كأنه جاء من زمن الكتاب الكبار، في لغته و أسلوبه، متتالية أمل هي ثاني رواية أقرئها لكاتبها محمد الحمراوي، و هي ثاني رواياته أصلا، و الحقيقة أنني أغبطه على هذا التطور الملحوظ في قلمه، بعد عمل واحد فقط، و أحيي أنه لم يرتكن إلى "موود" آخر أيام الماضي، و إنما إختبر حالات إنسانية أخرى و طريقا و طريقة آخرين في الكتابة في "متتالية أمل" الرواية تضعك وجها لوجه أمام الواقع من خلال أحداث لم تحدث، فلا ظهر لنا من يظن في نفسه أنه المهدي المنتظر، و لم يطاردنا أمل دنقل في أحلامنا، لكننا و على الرغم من ذلك نشعر أنها قد لمست فينا واقعاً و وجعاً كلٌ من الحكايات الثلاثة أعجبني، و إن كنت عجزت صراحة على الربط بينهم مزيد من النجاح أتمناه لمحمد الحمراوي
ثلاث قصص قصيره ممتعه ذات طابع سياسي. المنسي كانت اجملهم بالنسبه لي و رسالتها واضحه. المهدي فكرتها جريئة و مثيره للجدل و لكن الإسقاطات بها تحتاج لتوضيح اكثر .
المنسي / جل ما اطلبه الان هو ان تعلم انت - انت فقط - ان صديقك بشر سقط فريسه بين يدي الشيطان و ها هو الان يقتل نفسه لعله يتطهر من ذنبه ! ● كثيرا منا يتقمص دور المنسي ! من تغريه السلطه والجاه وينسى الضمير ! يغريه الكرسي مهما كانت نتائجه وعواقبه ! وعندما يفيق يكون الاوان قد فات ! المهدي / وما قراري ان كانت الحياه لا تكون الا باسترضائكم ! ان المرء حين يقرر انما يقرر فيما يملكه ! اما انتم فتقررون في ارواح الغير ماتحبون ! حتى يأتي غيركم فيقررون في ارواحكم ماتغضبون ! ان العرش لفان ! وان النعش لباق ! ● للأسف زماننا مليئ بالمهدي ! مليئ ب من ينصبون انفسهم ايادي لتنفيذ الاحكام دون محاكمه ! مليئ ب من لا يصبر على رؤيه عداله السماء ف يقوم هو بما يظن انه عدل و قصاص بنفسه ! في زمن كثر فيه القتل وانقلب الظلم عدل وظهر القاتل شجاعا وبطلا قوميا ! امل / تسألون وتسألون عن الرجل الحزين ! الا انه ضميركم الذي صرعتموه وكممتم بأيديكم صوته حتى اخرستموه ! ف احتضر ! صم في جنازته وقف ينتظر ! ليسجل بقلمه ! في الساعه الخامسه عصرا ذرفت دمعه ! لكنته انتظر وانتظر ! فلما خاب أمله ! انصرف الى قبره حزينا ! مكلوما ! فصارت روحه تجيئكم كل ليله لتذكركم بجرمكم ! تقول وتقول فلا تسمع ! وتشاغلتم عنها بالاسماء واعرضتم عن تدبر الكلمات ! الان ..... مهما يقرع الاعصار ... نوافذ البيت الزجاجيه .... لن ينطفئ في الموقد المكدود رقص النار ..... تستدفئ الايدي على وهج العناق الحار ..... كي تولد الشمس التي نختار ..... في وحشة الليل الشتائيه ! ● رحم الله أمل دنقل الشاعر الرجل حيا وميتا ! رحم الله الشباب و شيم الرجال وشجاعه الرجال ! رحم الله من بث بنا معنى كلمة وطن و رحل ....... رحل عنا وأخذ معه الامل ونبل وشجاعه الفرسان ! دمت لنا معنى كلمه رجل حيا وميتا ! شهيد شعره أمل دنقل ♡ ***** رواية متتاليه أمل فعلت بي ما لم تفعله اي روايه قرأتها من قبل ! بكيت بين سطورها ! انطلقت يداي بالتصفيق الحار مع كلماتها التي لم ارها في اي رواية من قبل ! محمد الحمراوي ! ابدعت في وصف الثلاث شخصيات واثرت في تأثير شخصي و لن انسى كثيرا من جمل هذه الروايه طيلة حياتي ! شكرا على هذ العمل القيم !
ما بينَ " المَنسي " ، " المَهدي " ... و " أَمَل " في المنسي ، تتكشّف لنا حقيقة أثارَها الكاتب .. التغَنِّي بِالمبادِئ و الثّبات عليها لا يتجلّى إلا من خِلال اختبار أكثر صلابَة من الأرض التي نقِف عليها بينما نتشدّق بِالدفاع عن العَدل و الحقّ و التكشير عن الأنيابِ في وجه الطاغُوت .. أيضاً أرسَى لنا صاحب السطور قاعدة خَطيرة : الشّعب لا يُعَوّل عليه ، لطالما قالها كُلُّ من تمكنّ من السُّلطة سواء جهر بها أو أسرّها في نفسه و لم يُبْدِها . في المَهدي ، تنقلِب الأمورُ رأساً على عقب .. مَنْ ذا الذِي لم يحلم بِالخلاص ، تحطيم الأفكار العقيمَة ، تَمزيق الستار و الهروب إلى الحريّة مهما ابتعدَت سماواتِها .. و لكن في خِضمِّ الانتصار يتغوّل الإنسانُ في داخِلنا ، يخلِط الصالِح بِالطالِح و القمة بِالهاوية .. و تخيّم ضبابيّة الانتقام على مشاهِد الإصلاحِ و التصحيح ، أقُول : المهدِي نورٌ أضاءَ و نارٌ أحْرقت . أمل .. لا يسعني هُنا إلا أن أقتبِس مِن كلمات الكاتِب : " إلى أمل : إن كان لِلكلمات أن تَعْبُر عالمنا إلى العالم الآخر " و مِن كلماتِ أمل دُنقل : آهِ ما أقسي الجدار! عندما ينهض في وجه الشروق. ربما ننفق كل العمر .. كي ننقب ثغرة لِيَمُرّ النور للأجيال .. مرّة! ربما لو لم يكن هذا الجدار .. ما عرفنا قيمة الضوء الطليق! * نجوماً ثلاثَة ، لأنّ عملاً قادماً سَيستحِقّ الأنجُم الخمسَة و لا شكّ .
طبعا اولا بالنسبة لسن الكاتب وبدايته يعتبر عمل كويس وانه قادر ف المستقبل انه يكونه اكثر قوة ومن الكتاب المشهورين كمان
ثانيا .. اللغة في المنسي كانت مش قويه وعاديه جده بس بعد كدا في المهدي بقت احسن كتييير لدرجه اني حسيت انه كاتب الحكايه الاولي في عمر مختلف عن التانيه
الفكرة نفسها حلوة ليه عبارات حكيمة جدا وأراء عجبتني كمان لو الكاتب اشتغل علي نفسه هيعرف بعد كده ينقل حاله الشارع المصري والمستويات المختلفه فيه وهيعتبر بيعيد فلسفه نجيب من تاني
يعني حاسه في القصه الاولي فلتت منه شويه او يمكن هي دي الفكره ال كان عايز يوصلها المهدي بعد كده كانت بتعبر عن الشاب اذي المبادئ الضحيه ال بيتحول لجلاد بمجرد ما يمسك زمام الامور عجبتني امل يمكن عشان انا من عشاق امل دنقل وانه كلماته لسه بترن ف وجداننا لحد الان وهتبقي
طبعا فكره انه يجيب الحوار بالفصحي ويكون سلس وحلو كدا مش سهله .تحيه للكاتب واتنبأ انه لو اشتغل علي نفسه اكتر او اما التجارب تثقله هيبقي قادر يكون في مستوي الكتاب الكبار وطبعا هو احسسن بكتير من كتاب شباب موجودين علي الساحة دلوقت
من ثلاث قصص المنسي : الذي نسي مبادئه وطمع في شهوة السلطة والشهرة المهدي : الذي نسي نشره للسلام ومبادئه أيضا وانشغل بالانتقام أمل : الشاعر الذي قال لا في وجه من قال نعم
رواية من العيار الثقيل ، بل دعني أطلق عليها الرواية المُركزة المكثفة المحلاة :D مبدئيا تقييمي 4 نجمات و نصف الأسلوب سلس جداً ، أنيق جداً كان قادراً على جذبي من أول صفحة إلى آخر صفحة بدون توقف... كل كلمة مكتوبة في موضعها الصحيح بدون تكلف و لا تطويل و لا ملل و ربط الأفكار في الأجزاء الثلاثة بشكل محكم و محترف رواية تحمل هدفاً و هذا هو الأدب بحق ، الأدب الذي يحمل رسالة لكل الأجيال ، الأدب الذي تفخر أنه صادر من أبناء جيلك لتصدره إلى الأجيال القادمة و هذا من النوادر في أيامنا هذه الملاحظات : لم أجد أي مبرر لوجود شتائم في آخر جزء من الرواية و حبذا لو ذُكر صراحة أن القصائد التي ورد ذكرها هي للشاعر أمل دنقل ، لربما اختلط الأمر على البعض
متتالية أمل هي الرواية التي أبكتني وجعلتني عاجزة أمام صفحاتها ... أقرأ كلماتها وأعيدها علي سمعي مرات عديدة .. فما أضعفنا فكل منا بداخله (المنسي).. تغلبه شهوة السلطة ..و(المهدي).. تغلبه شهوة الانتقام .. ولكن من منا بداخله(أمل).. ... الرواية ممتعة الي أقصي درجة .. وبها قدر كبير من التشبيهات والصور الجمالية تجعل القارئ في حالة من النشوة ... كما انها تأخذك بعيدا لتهذب من نفسك وتعلمها كيف تكون أمل ... الرواية تستحق ألاف النجمات وليست خمسة فقط...... أدعو بالتوفيق للأستاذ محمد الحمراوي وفي انتظار الرواية القادمة
تدور الدنيا ولا تستقر على حال، ففي الدورة الأولى يتمجد اسم الرئيس في كل آن، وفي الثانية يتجلى المهدي، وفي الثالثة تزاحم الدبابات عربات الكارو، وأهل الرضا على حالهم من الرضا، الذي لا يتبدل مهما تبدلت الأيام، ومهما توالت الانتكاسات
ثلاث قصص متتالية تروي أفكار الشباب نحو مجتمعه وما يدور به من احداث..بين المنسي والمهدي..إلى أمل..كلها قصص واقعية تحمل الدلالة الكافية لما يعانيه الشاب الواعي العارف بحال بلده وما آلت إليه..وإلى ما ستصير له ربما أمل كانت أكثرهم صدقا ملموسا..لأنها تختصر الأمل النابض في كل مواطن وتختصر الخيبة في ذاك الأمل في كل واقع مُعاش
ثاني أعمال الكاتب محمد الحمراوي ... تعرفت عليه عن طريق اخر ايام الماضي ... للمرة الثانية و الحمراوي لم يخذلني في كتابته ... تطور ملحوظ في اللغة و الوصف ... تطور اكثر من رائع في ربط الاحداث بالواقع ... ثلاث حكايات ؛ عشقنا جميعا المنسي ...لا ألوم عليه حتي في السباب الموجود ... كفانا اخلاقا مصطنعة ! رسمت الواقع ... عبرت عنه ... فأستحقت المتتالية ان تكون تجربة ناجحة و اعذرني يارفيق حين اخبرك انها لم تأسرني مثلما نجحت اخر أيام الماضي في ذلك ...في إنتظار ابداعك الجديد ..
اكثـر شيء لفـت انتـباهي واعجـابي لغة الكـاتب الفـذة والمتـألقة .. لقـد تمـكن من كلماته وصاغها بالـطريقة التي تمناها . وقد وضع لنـا ثلاث قصص مختـلفة/متشابهه بشكل او بـآخر .. شخـصيًا حكايـة "المنـسي" هي الأقـرب لقلبي .. وجدت فكـرتها اقل مايقـال عنهـا.. عبقـرية.. من الجميل ان نجد كاتبـًا شـابًا يمتلك هكذا لغة مرهفه وافكـار جديدة قيمة ومفيدة.