هل بقيت هناك مناطق في العالم لم تكتشف بعد؟ وهل هناك أرض تحت السماء لا تصلها أشعة الشمس؟ لماذا كان البروفيسور أشرف صافي واثقا من وجود الجزيرة المفقودة، وكيف أمضى خمسة عشر عاما من عمره يبحث عنها؟ "تراءت أمام عينيه قلادة روان المصنوعة من الحجارة المميّزة والتي تلمع ببريق غريب غير مألوف لديه، تساءل في عجب" - وهل يعرف سكّان الجزيرة الشّمس حتّى يطلقوا اسمها على حجرهم؟ - للشّمس الخفيّة فوق الظلة دلالة بليغة فهي مصدر الطّاقة الأساسيّ لمخلوقات العالم الخارجيّ لكن تلك الحجارة الفريدة -بشكل ما- هي شمسهم الخاصّة، لعلّها تسدّ حاجتهم إلى الشّمس بالفعل، ولذلك اختاروا لها هذا الاسم الغريب! إنّها كنز الجزيرة الذي يحرصون عليه أكثر من حياتهم. لكنّنا نحتاج إليها، ولن نغادر حتّى نح
ولدت ونشأت في تونس العاصمة قبل السفر للدراسة في فرنسا، حيث تحصلت على شهادات في الهندسة والدكتوراه في اختصاص علوم الحاسب
أدرس في الجامعة منذ 2013 في تخصصات تقنية المعلومات وهندسة البرمجيات في كلية علوم الحساب والمعلومات بجامعة الملك سعود بالرياض، وأنشر كذلك الروايات منذ 2012 وصدرت لي ثماني عناوين حتى الآن:
في قلبي أنثى عبرية (2012) (2015) غربة الياسمين (2016) أن تبقى (2018) أين المفر أرني أنظر إليك (2020) (2021) ياسمين العودة (2023) ياسمين أبيض (2025) سماء بلا ضياء
I was born and raised in Tunisia and earned my engineering and PhD degrees in France through a full scholarship. For over a decade, I’ve taught computer science at King Saud University in Riyadh. In parallel, I’ve written and published fiction in Arabic for more than ten years, with several titles becoming bestsellers across the Middle East and North Africa. A Sky With No Light is my debut English-language novel. It was recently published by Kayan Publishing (rights in Arabic countries) and is also available via Amazon KDP.
بعد إنقطاع عن القراءة دام طويلا إلا أنني لم استطع منع نفسي من قراءة الرواية والانتهاء منها خلال ثلاثة ايام فقط. من اول صفحة ويراودني شعور بالانبهار، إنبهار بكل شيء، خاصة بترتيب الجمل والكلمات، لطالما احببت الكتب أو الروايات التي تثريني لغويا وكانت هذه الرواية بمثابة إثراء حقيقي. مع كل تقدم في القراءة كنت أتأمل لبرهة من الزمن واقول " علمت الان لِمَ احب القراءة لهذه الكاتبة" ، فضلا عن الإثراء اللغوي الا اني اجد نفسي امام عوالم أخرى تجعلني استوعب حقا بأن العالم لا يقتصر فقط على عالمي الضيّق والمحدود للغاية، في كل مرة اتفاجئ بموضوعات لا أتخيل أبدا انها تكون حقيقة أو على الأقل متواجدة في عالمي ذاته. الأمر بمثابة الوقوف أمام مرآة تعكس صورتي الحقيقية وهي أن مهما بدا لي التضلّع بالعلوم والثقافة، إلا أنني بعيدة كلّ البعد عنهم. حزنت حقا لإنتهائها ووددت لو أن بيدي التكملة لأعرف ما حلّ بهم، انتظر الجزء الثاني على احرّ من الجمر.
أنا أعتذر إن كانت هذه المراجعة طويلة قليلا ... لكن ماذا أفعل إن كان الكتاب أخذ قطعة من قلبي ... فظللت هائما على وحهي باحثا عنها حتى حالفني الحظ ووجدتها أخيرا
فما هذا؟, بحق من رفع السماء وجعلها ضياء وزينها نجوماً وبهاءً؟, حينما بدأت فيها حسبت أنها ليست إلا حكاية عابرة مثل أي حكاية, لكن هل خطرعلى بالي ولو لوهلة ماذا من الممكن أن يحدث ... أظنك لم تفهم قصدي, فإذا تناها إلا بالك كلمة فنتازيا ستظن أنها ليست إلا مجرد هروب من وافعنا إلا عوالم خيالية براقة لا تحمل أدنى منسوب من الواقعية لكنها خولة حمدي يا عزيزي أرجوك استفق! فهي كما العادة أبدعت في صياغة الصراعات والحبكات في القصة, فهو صراع بين طرفين ... هل حقا سينصاع آدم ويستقر في وطن أمه وقومه أم أنه سيرجع إلى عالمه المتحضر المنفتح, هل سيختار الأنفة الغربية الإستعمارية السادية أم الهمجية -في نظره- الإنعزالية الخفية, هل هي إمانويل أم روان, هل سيختار نقسه وأمه أو سيختار شعبه وأمتة, وهل هم أمته حقا أم هم ليسوا إلا مجرد محطة عابرة من محطات حياته, ما رأي روان -نرجو أن تكون على قيد الحياة- في ما يجري أيضا ... وهل فعل أشرف كل هذا من أجل زوجه فقط, وما رأي سكان "آرا"... هل تراهم يقبلون عرض الهجرة هذا أم أنهم سيحافظون على "المدرا" خاصتهم, وهل سيكتشفون أمر الغزو في الوقت المناسب , أم أن الوقت قد فات فعلا
وكذلك الشخصيات المثيرة حقا... فماذا عن عصافير الحب آدم وروان... آدم المخلص كما ينادوه أهل الجزيرة, عانى ويعاني وسيعاني على جميع الأصعدة, فهو يحمل من الهموم الكثير ويأخذ باعتبارانه حسابات أكثر وأشخاص أكثر وأكثر ... فهل يكون التقاطع ممكنا؟, هل يا ترى تتقاطع أحلامه واّماله وإمكانته وواقعة وأحبته في نقطة واحدة؟,هل تراه يقع في خطأ رنيم شاكر, أن يدرك أن التقاطع غير ممكن لكن بعد فوات الاّوان... أو أن عليه أن يضحي بالبعض لينقذ البعض الاّخر, ومن هم أهل هذه التضحية برأيه؟, هل روان ستكون واجدة منهم. لكنها هي , من هي؟ ربما هي المراة الحديدة في نظر الجميع فماذا إذا عن وجهة نظرها لنفسها, أين ترى نفسها وكيف تشعر حيال ذلك؟ ... هل هي البطلة المرتقبة التي ستغير تاريخ الجزيرة وتكتب صفحاته من جديد, هل تريد حقا أن تعيش من أجل الجميع لا من أجل نفسها فقط, ربما هي بطلة حقا ولكن لماذا يترك الإنسان المجد المحقق في وطنه ويخطط لذهاب في رحلات ومغامرات لا يضمن نتائجها؟ لكننها يا أصحابي ربما من من يقال فيهم "ونحن أناس لا توسط عندنا لنا الصدر دون العالمين أو القبر" فهي لا تريد حلا وسطا, أما أن تعيش بطلة الأبطال أو تموت هكذا بلا ذكر يقال. وهل يمكننا أن ننكر شيئا على سليمان بن ابراهيم "النافيا"؟ ... صحيح أنه وصل إلى حافة الجنون , لكن جنون هذا العالم لا يقابل إلا بالجنون, فربما أنقذ جنونه الجزيرة من الزوال المحقق مرات ومرات. وكوتنا تافي هو الاّخر هل غلبته شهوة السلطة إلى هذا الحد؟, أن يستعمل الناس كأنهم أدوات لا قيمة لها من أجل مصالحة الخاصة ... أم أنه قد ظن نفسه فوقهم, كيف لا وهو صاحب الدم النقية, السلالة الذهبية التي عز نظيرها وهل كوتنا عمار حقا هو المحدث الأمين على مصلحة شعبه؟, أم أنه يكن في نفسه ما خفي من المصالح الذاتية التي يريدها لنقسه ... لكنه في النهاية ليس العدو, أذا فهو صديق أليس كذلك؟ أم تراه يكون صنفا ثالثا لا نعلم ما كنهه بعد
كما حدجت الرواية بعض المعضلات الفكرية التي ستواجه أصدقاءنا في المستقبل. فكيف ستكون ردة فعل أهل الجزيرة وهم المؤمنون الورعون المتدينون حينما يلقي آدم بحجر الحقيقة ليعكر صفو إيمانهم, إيمان مكتمل الوجدان لكنه ليس مكتمل الأركان. فهل يا ترى سيقعون في خطأ الأقوام السابقين؟, هل سيقعون في المكابرة والإعتزاز بنسخة أسلافهم الناقصة عنن الإسلام؟ ... وهل أن يكون أحدهم مرئيا دائما ... أن تكون هجينا أو مخلصا أو حتى مختلفا في مجتمعه في أي جانب من الجوانب, هل هذا يعول عليه دائما أن يكون مميزا في نشاطه أيضا؟ حتى تصبح رؤيته مرتبطة بشخصه المختلف لا باسمه أو لقبه أو شكله أو توجه فقط
ربما أظنني يا أعزائي على عكس كثير من القراءة لم يتسلل الخوف إلي حينما سمعت عن الإتجاه الإدبي الذي سيتخذ في هذه الرواية, لأنني أدرك حقيقة أنها لحاجة ما وقد تحققت هذه الحاجة حقا ... فهذه الرواية دعوة من الكاتبة لنا لكسر واقعنا هذا وخلق معادلات جديدة في هذه الحياة ... فإلا متى, إلا متى ستبقى سطوة الرجل الأبيض هي المتحكمة فينا, تحدد مصائرنا وحاضرنا وماضينا؟, إلا متى سيظل قانون القدرة طابعا حاضرا في كوكبنا؟, إلا متى سنظل مقيدين بأحكام عرفية وقبلية أو تقاليد مشوهة تقتل روحنا وتأخينا ... دعوة أرادت أن تصل إلينا نحن, أن تزرع قينا حب التغير, فماذا نكون إذا أحببنا التغير إلا زعماء وقيادين؟, إذا اسنثنينا المجانين طبعا ... فإذا نظرنا إلى الكتاب من زاوية مختلفة فإننا سنرى هذا واقعا, فما بين الرسائلة المختصة لشباب في زماننا هذا , "أكان مفعول الصلاة سحريا لهذه الدرجة" , "أرجوا أن تقرب هذه الرحلة وجهة النظر بينكما" وعلى صعيد الطرح نفسه, حيث أن محصول المقتبسات من المتعارفات عليه في زماننا هذا كان وفيرا, كالإشارة إلي بعض ألعاب الفيديوا "ماينكرافت" وبعض الأفلام أيضا "المهمة المستحيلة", إضافة إلي الصورة التي تخللت القصة إثرائا لتجربة الفارئ وتذكره "بالقصص المصورة" التي تزخر بها الأسواق اليوم, أو حتى نمط الحياة ذاتها وطابعها ... فهي يا أحبائي لم تسقط الواقع في الخيال هكذا دون سبب , بل بل لتجبر القارئ على إسقاط وقائع حياته هو في عالم "اّرا".
فأليست قصتهم, قصة هذه الجزيرة, هذه الأرض التي تتمتع بخصال عجيبة من موارد وصفات وأشخاص وقدرات نسخير خارقة لقوى الطبيعة ... فماذا تظن من العالم ومن المستكشفين إلا أن يسارعوا في السيطرة عليها, أن يطمسوا تاريخها ويهدموا ماضيها, أن يمصوا دماء أبنائها ويسرقوا مواردها, أن يهجروا سكانها ويستوطنوا فيها, ثم يقولون لهم لا تقلقوا سوف تعودون إليها في وقت لاحق وسنعوضكم عن خسارتكم هذه. لكنهم يعلمون ... وكل العالم يعلم ... حتى أن نجوم السماء تعلم, أنهم إذا خرجوا من جزيرتهم, فسيتشرد كل شعبهم في بقاع الأرض, وستهدر حقوقهم, ولن يرجعوا إلي وطنهم أبدا لأنه من يخرج من الجزيرة لن يقدر إلي العودة إليها مهما حصل. وهذا في أفضل الأحوال إن لم يبادوا مثل الهنود الحمر أو أن ترتكب فيهم المجازر البشعة مثل سكان فلسطين. اّه فلسطين ... أليست تلك هي المنطقة التي طبق عليها العالم قانون القدرة ك"آرا"؟ أليست المدينة الفاضل حلما راود الناس منذ سنين ... تمنى أن يعيش تحت مظلة الحكماء في عالم فاضل في كل نواحيه, تعاملاته التجارية والأخلاقية وأدابه. لكن ماذا إن تحقق ذلك فعلا؟, فإن كان حكم الجزيرة يسير بطريقة فاضلة إشتراكية -كما نسميها في زمننا-, فلماذا ظهر بعض التمرد من السكان إذا؟, ألا يدل هذا على وجود ظلم بشكل من الأشكال؟ اصبر قليلا, فهل تظن النفس البشرية ستقوى على شهوات السلطة والحكم؟, على شهوات التجبر والإنفراد؟ فإن لم تكن هناك سلطة عليا رادعة فعليه فوق سلطة "الكوتنا" فكيف سيمنع الظلم إذا؟ ... وعمار من يظن نفسه أعلم أهل الجزيرة, لا يرتكب الأخطاء ولا يناقش في المسائل المهمة, حتى إن كانت هذه المسائل هي مصير شعب وأمة وحضارة بأكملها ... حتى إن كان فعلا أعلم أهل الأرض حتى فستبقى الصورة في ذهنه ناقصة أن لم تكمل من منظور اّخر ... ألا يذكرننا ذلك بحال الدول اليوم؟ ما بين ظلم للعبيد وإنفراد قي الحكم على مصير الشعوب؟
وحتى على صعيد مسببات بعض الأفعال المتهورة, فالحكماء يحكمون على الناس في الجزيرة بالموت لأتفه الأسباب فذلك بسبب مشاكل التعداد السكاني ولردع كل من تسول له نفسه ارتكاب جرم ما في المستقبل ... أما في عالمنا فيزجر كل انسان يغرد خارج السرب, وذلك منعا لهم لتكوين كينوناتهم الخاصة بهم, أو فقط لكي لا يجرؤا على التفكير أبدا ... التفكير بكل أشكاله وهيئاته ... التفكير كيفما كان وأينما كان. فإذا أردت أن تقرأ يا صحبي لخولة حمدي, فعليك أن تستعد وتلبس كفنك, ثق بي فأن رحلتنا في مثل هذه الكتب ستكون محفوفة بالمخاطر.
ختاما... أظنة كثرة الأسئلة في هذه المراجعة إذا دلت على شيء فأنه حتما أن هذه الرواية -كما العادة- قد نجحت في بعثة شتات أنفسنا ... أعادت ترتيب أوراقنا من جديد ... بل أنها حقيقة نبشت هذه الأوراق ووجهتنا لصونها وترتيبها,لكي نمحص ما فيها من أفكار وأهداف ووجهات لنظر, فالأحداث التي شهدناها في الفترة الماضية كانت كفيلة بفتح مآتم قلوينا, الزوايا المظلمة التي خبأنا فيها أحزاننا وأحزان أمتنا منذ عقود من الزمن. فيا أحبائي ... أذا كنا قد عشقنا هذه الرواية ونريد أن نشكر الكاتبة على هذا العمل الرائع فما علينا إلا أن نعمل بما دعتنا إليه وأوصلتنا له من خلال منهجيتها العلمية المميزة, أن يجلس كل واحد منا مع نفسه ليعي ما عليه تجاه هذا العالم وهذه الأمة ... أن يسعى جاهدا لتغير نفسه قبل أن يحاول تيغير محيطه, فإن كان هذا العالم لا يستحق بأن نضحي بكل شيء في سبيله من وجه نظر روان, فسنضحي بكل شيء من أجل خلق عالم يستحق أن نضحي فيه بكل شيء ... فإن كان اّدم سيغير العالم في الأجزاء القادمة من "سماء بلا ضياء"-إن شاء الله- فلماذا لا نسارع نحن بإنجاز مهمتنا في تغير أنفسنا قبل أن ينتهي من مهمتة, ولنرى من سيفوز في هذه المنافسة, من سينجح في مهمته أولا.
لا أخفي عليكم أخوتي أنني أظن أنني سرحت بعيدا في هذه المراجعة, فربما هي في النهاية للكثيرين ليست بكثير ... لكنه القلم الذي يكتب والعقل الذي يفكر ويحلل, لا سلطة لي عليهما فأرجوا أن تعذروا تقصيرهما فهم دائما مقصرنا في كثير من الجوانب ... وكما العادة في كل كتب خولة حمدي حينما أفكر في أي كتاب منهم فلا يسعني التفكير إلا في عبارة واحد أو في جملة تصف هذه التجربة ... فأما "سماء بلا ضياء" فلا أجد أجمل من حديث ربي " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ"؟ فأما اّن لقلوبنا أن تخشع ... وللساننا أن يصدع ... ولحالنا أن يسمع ... أن نفوسنا إذا قامت ... فأنا لظلم أن لا يركع
بعد انقطاع دام طويلا عن القراءة .. رواية جميلة انهيتها سريعا و فى انتظار الجزء الثانى "ابتسم آدم فى سخرية و هو يقول : إنه يفعل هذا لانه يستطيع ! إن القانون الأهم فى عالمى هو قانون القدرة : يعتدى القوى على الضعيف لأنه قادر على ذلك، يستولى المحتل على ثروات البلاد البعيدة و القريبة لأنه يمتلك العدة و العتاد لذلك ! المحاكم الدولية قد تجرمه و قد تفرض عليه ضريبة لكنها لن تمنعه من الاستمرار ، ستشجب و تستنكر و تندد، تنشر العرائض و ترسل مبعوث السلام لكنها لن تواجه القوى و لن تردعه حتى يكتفى ، و ربما يقاسمها جزءا من الغنيمة فتصمت إلى الأبد ! ابتلت رموشها و ظهرت علامات الغيبة على ملامحها. هل هذا هو العالم الذى تنتمى إليه ؟ هل يستحق هذا العالم أن نذهب إليه و نضحى بكل شئ لنصبح جزءا منه ؟"
ثمة روايات تُروى، وثمة روايات تُختبر. و«سماء بلا ضياء» ليست حكاية تُحكى، بل امتحانٌ يُلقى في يد القارئ كما يُلقى الحجر في بحرٍ ساكن. لا يسمع صداه إلا من تجرّأ أن ينظر في الأعماق. هنا، في جزيرةٍ يختلط فيها الضوء بالظلال، والمادة بالمعنى، تبني خولة حمدي عالمًا بين الممكن والمستحيل، بين علمٍ يُغري بالعظمة وإيمانٍ يذكّر بالحدود. إنها لا تكتب فانتازيا هاربة، بل فانتازيا تُسائل الواقع: ماذا لو أنَّ الجنة لم تكن فوقنا بل حولنا؟ وماذا لو أنّ العلم الذي يرفع الإنسان قد يُعيده إلى طين غروره الأول تكتب خولة حمدي في «سماء بلا ضياء» رواية مغامرة وفكرة؛ حكاية عن جزيرةٍ داخل الكوكب وخارج العالم، وعن بشر يعيشون تحت سقف غيمٍ دائم يحجب الشمس لكي يهبهم الحياة. ليست فانتازيا للهروب، بل فانتازيا للامتحان: امتحان الإيمان والعدالة والسلطة والذاكرة، وكيف يمكن للإنسان أن يظل إنسانًا حين تغريه أدوات السيطرة على الآخرين.
العالم الذي تحت الغيم: في مكانٍ منسيّ من خرائط البشر، تصنع الكاتبة سماءً أخرى، سماءً بلا شمسٍ ولا نهار. غيمٌ كثيفٌ يُخفي النور، لكنه يمنح الحياة. تحت هذا السقف الرمادي يولد مجتمعٌ صغير، متقشّف لكنه مكتفٍ، محكوم بسلطة «المادرا» المادة المضيئة التي تُداوي الجسد وتُسخّر العناصر وتخيف كل من اقترب منها بغير نيةٍ طاهرة. تُقيم الكاتبة مدينةً لا تبيع ولا تشتري، لا تعرف المال ولا اللهاث، تحكمها فطرةٌ أخلاقية قبل أن يحكمها دستور، وتُعاقب الخطأ لا بالكره بل بالعدل.
الجزيرة في الرواية ليست مكانًا؛ إنها استعارةٌ للضمير الإنساني حين يُحاصَر بالنعمة. هي مرآةٌ لكوكبنا الذي أغرته مواده حتى ظنّ أن القدرة معصومة. لذلك تُخفي خولة شمسها عنهم، ليعيشوا تحت ظلٍّ دائم، كما يعيش البشر اليوم تحت ظلّ الجهل والتقدّم الزائف.
آدم… حين يفيق الإنسان من الجهل المقدّس
بطل الرواية، آدم، لا يحمل اسمًا اعتباطيًا. إنه الإنسان الأول بعد الطوفان، العائد لامتحان الاختيار ذاته: هل يستحق أن يعرف؟ يبدأ رحلته رافضًا، ناقمًا على أبيه، ناقمًا على القدر، ثم يجد نفسه في أرضٍ لا تعترف بعلمه ولا بامتيازاته. هناك يتعلّم أن البقاء ليس بالقوة، وأن المعرفة التي لا تُنقّي القلب هي باب الخراب. يتحوّل من ابنٍ للعلم الحديث إلى شاهدٍ على علمٍ غابرٍ أعمق من المختبرات، أقدس من المجاهر، لأنه علمٌ وُلد من اتزان الروح والطبيعة معًا.
روان والمرايا الأنثوية للرحمة: من قلب الضباب تخرج روان، كصوتٍ منسيّ في الضمير الجمعي، تشبه الملائكة أكثر مما تشبه الأبطال. امرأة تعرف سرّ الشفاء لا لأنها درست الطب، بل لأنها عرفت الألم. تجسّد الكاتبة فيها المبدأ الأنثوي في أسمى صوره: الحنان الذي يُرمّم، والبصيرة التي ترى ما وراء المادة. حولها تتحرك بقية الشخصيات: مروان الذي يسخّر، وريحان التي تترجم، ومايك الذي يمثل جهل الغرب المترف، والحكماء الذين يوازنون بين الرحمة والعقاب. كل شخصية تُحيل إلى فكرة، وكل فكرة إلى سؤال، والسؤال إلى مرآة في وجه القارئ نفسه.
الزمان والمكان: الزمن مُركّب: حاضرُ رحلةٍ تستدعي أصداءَ تاريخٍ أبعد يصل إلى زمن سليمان عليه السلام؛ ماضٍ يتسرّب عبر الذاكرة ،المخطوطات والاعترافات؛ ومستقبلٌ محتمَل تُلمح إليه الرواية في أسئلة «ماذا سنفعل لو تمّ اكتشافنا ؟». الزمن في الرواية غير خطّي، كأنه ينعكس داخل ساعة رمليةٍ انقلبت مرارًا. ماضٍ يعود في أحلام، وحاضرٌ يتقلص تحت الضباب، ومستقبلٌ يُكتَب في سؤالٍ مفتوح. أما المكان فهو بطلٌ آخر: الجزيرة ليست جغرافيا، بل وعيٌ جماعيّ محاصر بالنعمة والخوف. كل شاطئٍ فيها له ذاكرة، وكل صخرةٍ تحرس سرًّا، حتى الكهف يبدو كقلبٍ حيٍّ ينبض. ومن خلال هذا المكان الرمزي، تُعيد خولة تعريف الوطن: ليس الأرض التي نعيش عليها، بل الأرض التي تحيا فينا حين نختبر الضوء والظلال معًا.
العالم المتخيل وبناؤه: تفعل خولة ما يندر أن يُنجز في هذا النوع: تؤسس لعالمٍ فانتازي مُقنع بقوانين داخليّة واضحة. المادة المضيئة ليست عصا سحرية، بل نظام فيزيائي روحي له أثر على المغناطيس والكهرباء والحياة النباتية والشفاء. المجتمع قائم على التكافؤ: مهنٌ تُغني عن المال، مجلس حكماء، حُرّاسٌ للحدود، طقوسٌ للضيافة والقصاص. بذلك يتشكّل كونٌ مُكتفٍ بذاته، لا ينهار عند أول تماسّ مع الواقع، بل يتجاوره ويتحاجج معه.
الشخصيات: آدم: راوٍ وشاهد وممتحَن. يبدأ رافضًا لرحلة الأب، وينتهي وقد صار بين انتماءَين: دمٌ من الجزيرة وضميرٌ مُعلّق بخياراتها. صراعه الداخلي هو محرك الرواية الأخلاقي. الدكتور أشرف: عالمٌ بين الحلم والاستخفاف، تتنازعُه رغبةُ الكشف ومسؤوليةُ النتائج. سرُّه القديم هو شرارةُ الصدام. روان: معالِجةٌ بصيرة، تمثل الموقف الروحي للمجتمع، لغةُ الشفاء على لسانها وجسارةُ السؤال. مروان وريحان: أخٌ يُجيد «التسخير» وأختٌ دليلٌ لغوي وثقافي؛ بهما نرى الجزيرة تتكلم. مايك/الممول: صورة الرجل الأبيض الذي يختصر العالم في مكسبٍ سريع، يُجرّب قانون القوة حيث لا قانون يردعه. بندار، الحراس، الحكماء: بنية مؤسسية تُثبت أن هذا المجتمع ليس فرجةً سياحية، بل كيانٌ له سيادة وحدود.
الشخصيات ليست أقنعةً لخطبةٍ سياسية، بل كائناتٌ فاعلة تُراكم أفعالها حول سؤال: من يملك حقّ تقرير مصير من؟
اللغة والأسلوب: لغة خولة حمدي هنا عربيةٌ مصقولة، تجمع بين البيان السردي والنبض الشعري. تصف دون أن تُسرف، وتُسمّي دون أن تُفسِّر كل شيء. الصور حسيّة: الرملُ كالفضة، السماءُ قريبة إلى حدّ اللمس، الضباب سقفٌ تُقاس تحته الأخلاق. كما أن الحوار اقتصاديّ وفاعِل، يحمل المعلومة ويكشف البنية النفسية، بينما التعليق السردي يُمسك الإيقاع ويُهيئ التحولات.
الفانتازيا كمرآة للواقع: في ظاهرها رواية مغامرة، وفي باطنها أطروحة فلسفية عن العلم بلا قيم، عن الحضارة التي تظنّ أنها بلغت القمّة فيما هي تهوي إلى باطنها. تُذكّرنا بأنّ الاكتشاف ليس فضيلة إذا لم يصحبه تواضع، وأنّ الله لم يمنح الإنسان التسخير ليُهيمن، بل ليُعمّر. تربط الكاتبة الماضي بالحاضر في خيطٍ من الذهب: من سليمان الذي سُخّرت له الريح إلى آدم الذي سُخّر له المادرا. لكن بينهما غاب الشرط الأول: النية. ولهذا تسقط الطائرة، ولهذا تنطفئ الشمس. الفانتازيا عند خولة ليست انصرافًا عن الواقع، بل عودٌ إليه من بابٍ أعلى؛ باب الرمز. إنها تكتب المستقبل كما يكتبه المتصوفة: بقلقٍ على الإنسان لا بسخريةٍ منه.
الوصف والتصوير: القوة في التفاصيل الصغيرة: أثر المادة على الإبر والبوصلة، تغيّر الألوان تحت الظلة، طقس العبور بين الداخل والخارج، المقام على الشاطئ حين تجتمع القرية لحدثٍ جلل، هندسة البيوت، غرف التداوي، المرافئ، مائدة الطعام. العالم يُرى ويُشمّ ويُلمَس، لذلك تُصَدَّق فانتازياه.
البنية السردية: الرواية مبنية على رحلة ذات مراحل: بحث/سقوط/نجاة/تعرّف/كشف نسب/محاكمة/فاجعة. تتخللها فصول قصيرة مكثفة، تستثمر تقنية القطع عند الحواف لتُبقي الترقّب مشتعلًا. ثمة معادلة واعية بين «معرفة القارئ» و«معرفة آدم»، فنتقدم معهما خطوةً خطوة. النهاية المفتوحة ليست نقصًا في الحكاية، بل خيارًا جماليًا يُعيد السؤال إلى القارئ: هل سيُترك هذا العالم طريدةً لقانون الأقوى، أم سنبتكر قانونًا أعدل؟
الفانتازيا والواقع: الفانتازيا هنا مرآةٌ للواقع:
المادة/الحجر رمزٌ للثروة الطبيعية التي تُغري القادمين بالاستغلال وتُهدد السكان بالأسر. الظلّة صورةٌ للحماية التي قد تتحول إلى عزلةٍ قاتلة إذا لم تُضبط أخلاقيًا. القصاص والمحاكمة اختبارٌ لمفهوم العدالة بين الشريعة والعُرف والذاكرة. الممول الأجنبي واستدعاء القوات والقراصنة لاحقًا، يفتح باب نقد «الاستعمار الجديد/السياحة المفترسة» التي تُحوّل المجتمعات إلى فرجةٍ قابلة للبيع.
بهذه المعادلات، تعيد الرواية طرح أسئلة الاستكشاف والكولونيالية و«سكان العالم الأصليين» في صيغةٍ عربية، وتضع القارئ المسلم أمام مسؤوليةٍ فكرية: كيف نُدير نصيبنا من القوة والمعرفة؟
الموضوعات الكبرى: 1. الإيمان بوصفه فعلًا أخلاقيًا: لا كرامة لعلمٍ بلا مسؤولية، ولا نجاةَ بلا صدقٍ مع الذات. 2. الهوية والهجرة: دمٌ من هنا ووعيٌ من هناك؛ الانتماء ليس شعارًا بل تضحيةً يومية. 3. العدالة والذاكرة: المجتمع لا يقوم بلا حساب، لكن القصاص يحتاج قلبًا لا ينسى إنسانيته. 4. البيئة والسلطة: موردٌ واحد يمكن أن يُصلح أو يفسد؛ كل شيء رهن باليد التي تمسك به.
القيمة الفنية: قيمة «سماء بلا ضياء» أنها تنجز «عالمًا» يستوفي شروط الفن: قانون داخلي، جغرافيا محكمة، اقتصاد لغوي، وشخصيات تتحرك بمنطقها. وهي، فوق ذلك، تُدخل الفانتازيا العربية إلى ساحة الأسئلة الكونية من بوابةٍ إسلامية: تُؤرِّخ لفكرة الاستخلاف، وتفكك شهوة التملك، وتُذكّر بأن العلم إذا انفصل عن التقوى عاد على صاحبه بالعمى.
«سماء بلا ضياء» روايةُ اختبار: تختبر قلوب شخصياتها وتختبر يقين قارئها. عالمٌ مُشيَّد على رملٍ يلمع كفضة، وسقفٍ من ضبابٍ يمتحن حدود الرغبة والخوف. تكتب خولة حمدي نصًا يزاوج بين متعة المغامرة وصلابة الفكرة، بين الشعرية والانضباط، بين الفانتازيا والواقع. وحين تُطفئ الصفحة الأخيرة ضوءها، لا تنتهي الحكاية؛ بل نحن على وشك رؤية إعصار قادم …
الأفضل بلا شك في عام 2025 بالنسبة لي..! تجربة فانتازية رائعة. طويلة لكنك لا تشعر بذلك، فلا يسعك إلا أن تطوي صفحاتها الواحدة تلو الأخرى حتى تفرغ منها! تشويق وغموض وإثارة واستفادة علمية. قلم د.خولة بلا شك من أفضل الأقلام التي ظهرت على الساحة الأدبية! متحمس جدًا للجزء التاني منها "إعصار بلا قرار" ومنتظر توفره في أقرب وقت.
رواية “سماء بلا ضياء” فانتازيا مختلفة عن المعتاد من د. خولة حمدي، وفاجأتنا بقصة من وحي الخيال، لكن بروح إنسانية عميقة. وكالعادة، تحتفظ بلغتها الراقية وأسلوبها الهادئ 💙
بعد الانتهاء من الرواية لم يسعني غير انتظار جزء جديد من هذه الرواية لتكملة القصة عند قراءة القصة فإنها لا تبدو كأنها المرة الاولي لكاتب في عالم الفانتازيا إن لم اكن اعلم انها المرة الاولي كنت ظنتتك متمرسة في هذا النوع من الكتابات بساطة التنقل من الواقع للخيال في صفحة واحدة مع رشاقة الكلمات وثقلها في آن واحد حقا انكِ كاتبة بارعة وتأسري قلبي كل مرة برواياتك الجميلة مثل ما قلت لك سابقاً لا تحرمينا من كتابتك يا كاتبتي المفضلة❤️
إلى السكان الأصليين للعالم أسرتني تلك البداية كما تأسرني دوما كلمات ..مشاعر..مقتطفات و تصاوير دكتورة خولة حمدي , و لكن اول مرة أشعر أن الكاتب ليست من أعرف و طريقة السرد ليست تلك المعتادة أنا عليها و التفكير في الاحداث و الشخصيات و الإمارات و الالتفاتات ليست تلك التي أحللها دوما و اصل بها إلى النتيجة الواقعية لما يدور حولناا..ف انبهرت.. انبهرت مع كل حرف لحروف لسطور لفصول و الايام الثلاثين لتلك الرواية العبقرية التي تحمل في طياتها و رسوماتها الأكبر من الواقعية المعتادة..انا عارفة عني إني بطيئة حبتين في القراءة و باخد وقت و بسرح و احلل و هكذا..دي اول مرة في حياتي برغم وجود كتاب معدودين احبهم و اعشق تفكيرهم و مسطوراتهم اخلص الرواية دي في اسبوع و شالني عنها بس اني في امتحانات....غير كده في يومين و الله و تخلص من الحماس و التشويق و السرد الممتع و النقاشات المبهرة لكل طرف في الرواية دكتورة خولة..أشكرك لأنك أنت و لانك تحترمين عقلية القارئ و لأنك تريدين منا الالتفات و الوعي و القوة بطريقة راقية و ممتعة و خفيفة..أقل ما يقال عنك أنك عبقرية بالمعنى الحرفي و الباطني التي تحمله الكلمة من كل المعاني إليك أهدي هذا الثواب ف انا احفظ القرآن حاليا و قررت في قرارة نفسي أن اتقنه جيدا لعلي في يوم من الايام اكون في مكان آدم ف اساهم كمساهتمه أهديتي روايتك الجميلة هذه إلي ابنائك الله يحفظم حتى يخرجوا من دائرة الراحة..لعلك تدركين اننا كلنا ابنائك و سنأخذ بنصيحتك..شكرا لأنك انت
رواية رائعة و مختلفة عن الروايات السابقة بأسلوب جميل و افكار مرتبة و لغة عربية ثرية جداً هذا شيء متوقع من الكاتبة د خولة حمدي 🌹 استمتعت في قرائتها جداً
لم أتخيل نفسي أقرأ رواية خيال علمي من قبل لكن قلم د خولة كان له رأي آخر فما ان بدأت بتقليب صفحات الرواية حتى انغمست بها كليا و انهيتها على يومين من جمال الأحداث الغير متوقعة و أجمل ما في الرواية (عدا عن كونها لصاحبة الكلمة الجميلة التي ربيت على رواياتها منذ الصغر) ان الخيال بها مبني على قدر من العلم ليس خيالا مبالغا فيه . و كالعادة لم تفشل رواية الدكتورة بإبهاري انتظر على أحر من الجمر تكملة الرواية
احب كتابات خولة حمدي و لكن لا أميل دائمًا إلى قراءة الروايات الخيالية ، اهدتني صديقة محبة للقراءة هذا الكتاب استمتعت جدًا بقرائته و كأنني ارى جميع الشخصيات أمامي، اسلوب الكاتبه شيِّق، و ممتع و اتممت الرواية في وقت قصير من روعتها 😊 في إنتظار الجزء الثاني من السلسلة 😍
كنت من القراء المنتظرين لملحمة واقعية أخرى من أعمال د.خولة، لذلك كانت توقعاتي عالية جدًا فواحدة من أجمل السلاسل منذ بدأت القراءة كانت غربة الياسمين، أما هذه الرواية فتنتمي إلى عالم الخيال وبالتالي اختلفت مشاعري منذ البداية لقد استمتعت، غير أن الإسهاب الكبير في التفاصيل كان حاضرًا وأدرك أن هذه الإطالات تضيف إلى الرواية روحًا خاصة وجزءًا من المتعة والتعايش، لكنّها أثارت مللي في أوقات كثيرة وأجبرت نفسي على إكمالها، وهذا بالطبع لا ينقص من قيمتها وتساءلت: هل كانت هناك صعوبة في جمعها في جزء واحد بدلًا من الانتظار حتى صدور الجزء الثاني بعد أشهر من الإصدار خاصة أن حجمها ليس صغيرًا إطلاقًا؟ أعلم أن هذا الأسلوب جزء من شخصية الدكتورة في الكتابة حيث جعل تعايشك مع الشخصيات جزء من نجاح الرواية وهو أيضًا مفتاح نجاح رواياتها الأخرى، غير أن هذا النوع "الجديد عليها"مختلف ولا أدري مدى استمتاعي الكامل فقد خيم الفتور على أجزاء واسعة منها وجاءت النهاية بطابع تسويقي بحت لجعل القراء في حالة ترقب للجزء القادم
الحقيقه انا عايزه أديه تلات نجوم ونص! د.خولة حمدي كاتبة محترفة ومتمكنة جدا من أدوات الكتابة واللغة وده شيء معروف ومحسوم من بداياتها، لكن هي ليها نمط معين الواحد بيكون متوقعه من كتاباتها وهو النمط الواقعي (زي ماهي نفسها كتبت نهاية الرواية)، لكن الفانتازيا بتاعة حنان لاشين ومنى سلامة دي جديدة عليها، مش وحشة بس مش أحسن حاجة الواحد يتوقعها منها، الرواية كبرت أوي عالفاضي لأنها ليها جزء تاني مباشر مش زي رواياتها السابقه الي أجزائها يمكن فصلها، الخلاصة هنا ان الكاتبة أسلوبها حلو لكن بشكل شخصي كنت أفضل انها تفضل في الحته بتاعتها الي ماحدش تاني بيعرف يعملها زيها، وطبعا في انتظار الجرء التاني علشان نعرف ايه الي هيحصل رغم اني بأكد تاني ان ٤٨٤ صفحة كانوا كافيين جدا تخلص فيهم الرواية!
انا من القراء الأوفياء للكاتبة ، لدرجة اني اتمنى لو ان لها المزيد من الروايات لاقراها بشغف . رواية جميلة وممتلئة بأحداث مفاجئة ❤️في البداية شعرت قليلا بالملل لكن مع سير الأحداث اتضحت الامور .
“كتاب سماء بلا ضياء من الكتب التي تلامس القلب حقاً. أسلوبه سهل وقريب، لكنه في العمق مليء ��المعاني والأفكار التي تجعلك تفكر في الحياة والأمل وسط الصعاب. الشخصيات فيه نابضة بالحياة، تشعر وكأنك ترافقها وتشاركها آلامها وأحلامها. أكثر ما أعجبني أنّ الكاتب استطاع أن يجمع بين البساطة والعمق في الوقت نفسه، فجعل القراءة تجربة ممتعة وملهمة. مما شدّني كثيراً هو ان لشخصياته واقعية وليست مجرد أسماء على الورق، بل أرواح حقيقية تعيش بين الصفحات. كل شخصية تحمل جرحها الخاص، ضعفها وقوتها، ومع ذلك تظل تبحث عن بصيص نور وسط العتمة. الأجمل أنّ الكاتب لم يرسمهم كأبطال مثاليين، بل كأناس يشبهوننا، نخطئ ونحلم ونتعثر وننهض من جديد. لهذا وجدت نفسي أرى جزءاً مني فيهم، وهذا ما جعل التجربة مؤثرة وعميقة. “أود أن أشكر الكاتبة المبدعة خولة حمدي على روعة كتاباتها، فهي دائماً تأخذنا بعذوبة قلمها إلى عوالم تمتلئ بالمعاني والإنسانية. كل إصدار من إصداراتها يترك في النفس أثراً جميلاً وذكرى لا تُنسى مع العلم انني لست من مفضلي الخيال إلا ان كتب خولة لا تقاوم .
في الحقيقة خلصتها في وقت قياسي من شدة انجذابي للأحداث والأسلوب. كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لي، لأن أول مرة أقرأ لها عملًا ينتمي إلى الفانتازيا، بعد أن اعتدت منها على الروايات الواقعية التي تناقش قضايا اجتماعية وإنسانية، خاصة حياة المغتربين وتحدياتهم في الاندماج داخل مجتمعات غربية تختلف جذريًا عن ثقافتهم ودينهم.
خولة حمدي دائمًا ما تسلط الضوء على صراعات الهوية والانتماء، وكيف يحاول الشخص الحفاظ على قِيَمه ومعتقداته في بيئة لا تشبهه. لكن في هذه الرواية، أخذتنا إلى عالم فانتازي، دون أن تتخلى عن لمستها الخاصة في مناقشة قضايا إنسانية وسياسية بعمق ورقي.
علي الرغم من ان الرواية سهلة القراءة، لكنها غنية جدًا بالتفاصيل الدقيقة، سواء في وصف الشخصيات أو الأحداث أو حتى الأماكن. قدرت أوصل لدرجة حسيت فيها إني شايفة المشاهد قدامي، وكأني داخل الرواية شخصيًا. استخدمها للغة العربية الفصحى – بسيطة، واضحة، غير معقدة، وفي الوقت نفسه راقية.
أكثر ما حاجة عجبتني هو الوصف الدقيق للمشاعر. خولة حمدي عندها قدرة استثنائية على نقل الإحساس لدرجة تخليك تحس بوجع الشخصية، أو فرحتها، أو ترددها، كأنك أنتَ اللي جوه الموقف.
الرواية في مجملها جميله جدًا، لكن الشيء الوحيد اللي خلاني أشعر بعدم الاكتمال هو النهاية المفتوحة. نهاية فيها غموض، ما بين الحياة والموت، جعلتني أتساءل: هل في جزء تاني؟ أم أنها نهاية مقصودة لتتركنا في حالة تفكر وتأمل؟ هذه النهاية كانت خارجة عن المألوف، لكنها تحمل جرأة أدبية تحترم عقل القارئ وتدفعه للتفاعل. رغم الاختلاف في الأسلوب عن أعمالها السابقة، إلا إن الرواية أثّرت فيّ بشدة. وأحب أقول إن خولة حمدي من الكُتّاب القلائل اللي دائمًا أرشّح كتبهم لأي شخص يحب القراءة، لأنها بتكتب من القلب، وتوصل للقلب.
ويمكن أكتر شيء بيخليني أتمسّك بقراءة أعمالها، هو إنني في أوقات كتير بلاقي نفسي أو مشاكلي في شخصياتها… وأوقات بلاقي حتى بعض الحلول. خصوصًا في روايتها “أن تبقى” و”أرني أنظر إليك” – الروايات دي مش بس كتب، دي كانت صحبة حقيقية في لحظات كنت محتاجاها #سماء-بلا-ضياء
" في اللحظة التالية كان ينزع الخوذة عن رأسه في حسم و يقفز في الماء " لقد ظللت طيلة الرواية مندهشة بجمال أسلوبها و اتقانها رغم أن د.خولة أشارت الى أن سماء بلا ضياء هي أول أول تجاربها في عالم الفانتازيا . ظللت مشدودة للكتاب و الشخصيات حتى ضللت طريقي بين الواقع والخيال يا لها من اياد سحرية تمتلكها فتمكنها من جلبنا و سحرنا في كل مرة . و ها انا ذا لازلت بعد إتمامها أعيد مشاهدها كأنني لم اغادرها بعد . كيف تستطيع تكبيل القارىء بين الصفحات لازلت لم أفهم. بعد مشوار أدبي واقعي تغوص د.خولة في بحر الفانتازيا و تخطو أول خطواتها داخل كهف الخيال. الرواية تأخذنا إلى عالم جديد تحكمه قوانين مختلفة في جزيرة غريبة لا يضيء فيها الشمس و يستمد سكانها قوتهم من حجر يسمى حجر الشمس يجد ادم وأشرف نفسيهما في شاطئ الجزيرة بعد سقوطهما من الطائرة كيف سيستقبلهما سكان الجزيرة؟ ما هي الحقائق وراء رحلتهما هذه و ما هي الأسرار التي يخفيها أشرف عن ابنه؟ هذا ما سنعرفه خلال هذه الرواية بتدرج سليم و حبكة مشوقة و ممتعة سنخوض 30 يوما من هذه المغامرة نرافق فيهم آدم في رحلته لاستكشاف خفايا عديدة في هذا العالم الذي تحكمه قوانين مختلفة و تدور فيه صراعات لا تشبه ما اعتدناه . رغم خيال الكاتبة بقيت مشاعر الشخصيات قريبة ، نابضة، صادقة كما عهدنا قلمها . اسلوب سردي و حواري ممتع و شخصيات قريبة للقلب . أسوء ما في الرواية أنها انتهت و تركتني أعيد قراءة الصمت بين السطور . أوصدت الرواية بابها فجأة فبقي قلبي واقفا عند العتبة يترقب الجزء الثاني كي يروي عطشه نحن في انتظار الجزء الثاني بشغف لا يهدأ فرح كمون
This entire review has been hidden because of spoilers.
نوع جديد تماما لم نعتاده من د.خولة ولكن بلا شك لمستها تظل موجودة .. عشت مع الأحداث في مزيج من الاستمتاع والحسرة لما يحدث حاليا مع القضية الفلسطينية .. اتحرى شوقا لباقي السلسلة.
This entire review has been hidden because of spoilers.
يا لها من مغامرة مثيرة ، الكاتبة خولة الحمدي رائعة ، كتاباتها مميزة جداً و فور سماعي بظهور كتاب جديد أقتنيه فوراً دون التفكير مرتين بالأمر ، الموضوع و الحبكة ، الشخصيات و الحوار كتبو بطريقة بارعة و متقنة تشدك لقراءة المزيد ، سعيد جداً لأنه سيكون هناك جزء ثاني ل سماء بلا ضياء و أتشوق لقراءة خبر نزول إصداره بفارغ الصبر ، أنصح بقراءة الكتاب و بشدة 👌
أشعر بالغدر.. ٤٨٥ صفحة بدون نهاية🙂💔 والله أعلم متى بينزل الجزء الثاني🙂🙂 وفوق كذا الرواية فنتازيا وخيال علمي مش مثل ما توقعت🙂🙂🙂 بس بالرغم من كل هذا رواية رائعة جداً كالعادة في مؤلفات خولة حمدي برغم أنها لأول مرة تغير نوع رواياتها من واقعية لخيال.. وانا مش وجه روايات خيالية لكن استمتعت بكل فصل وكل صفحة بنفس الشغف وبنتظر الجزء الثاني بكل حماس🤩🤩
… أما عن هذه الرواية … سأعتبرها مجرد محطة فى مسار الكاتبة لن أتوقف عندها … بل سأتخطاها منتظرة العودة برواية على مستوى ما سبق من روايات الكاتبة … تلك النوعية الممتعة فكرة وصياغة … والتى اعتبرناها من بصمات خولة حمدى التى طالما انتظرنا رواياتها التى ننتقل بها إلى واقع يشبهنا … ويمد ارواحنا بالأمل … ويطمئننا أننا لسنا وحدنا فى هذا العالم
أحجية … هي مجموعة من قطع الأحجية المتناثرة عبر أيام هذا الكتاب.
كلما استمريت في المضي عبر الأيام، تجتمع قطع الأحجية وتتضح الصورة شيئاً فشيئاً، و أكاد أجزم أني أعرف ما هو التالي. و لسه بقول هيييييييه تنثر الكاتبة مزيداً من قطع الأحجية فيزداد اللغز غموضاً أستمر في المرور عبر الأيام صعوداً و هبوطاً و أكاد أفهم مصير المغامرة اخيراً. و لسه بقول هييييييييه تعود الكاتبة - غفر الله لها - فتنثر المزيد من قطع الأحجية فأعود إلى حيرتي السابقة. كنت كلما تكاثرت عليّ الأحاجي خلال أيام الرواية خاطبت الكاتبة في نفسي بالعامية المصرية الصعيدية -" يا دكتورة كفاية بجى" =فيأتيني الجواب "كمان واحدة" - "كفاية بجى" = "لا كمان واحدة"
ثم تأتي مقاطع ال flashback فتختلط المشاعر بين احلام الماضي و واقع اليوم، مضفية على اللوحة البهيّة بهاءً فوق البهاء حتى تحزن أن الرواية قد انتهت و لم تشبع من الإثارة بعد.
ثم تأتي الرسائل الخفية بين السطور لتضفي على الرواية الخيالية كثير من الواقعيّة، فلا تبتعد كثيراً عن عالمنا الذي نعيش فيه.
ستّة جلسات، هي عدد الجلسات التي احتجتها لانتهي من قراءة هذا العمل الفنيّ البديع خلال شهر واحد مع شدة الانشغال، تخللها صرف كثير من الاموال على القهوة و الحلى لأستمر في القراءة حتى أشبع نُهمتي.
و الآن حان وقت الصبر الجميل حتى صدور الرواية القادمة للكاتبة - عجّل الله بها
بدايةً شكراً لكِ د. خولة حمدي على هذه الرواية التي أمتعتنا بها .. اللغة العربية بها جزلة و رصينة و قد لاقت إعجابي كثيراً .. اقتباسات كثيرة و حكمٌ و إسقاطات على واقعنا في هذه الرواية عجيب !
هي واقع نعيشه ولكنكِ مزجتيه بالخيال ولكنه خيال اقرب مايكون للحقيقة !
نهاية الراوية لخصت كل شيء
" لم تعد خشية الماء تكبّل حركته و تخنق أنفاسه، كان يهتم لأمرها بقدرٍ يفوق سطوة هواجسه القديمة "
قد يكون آدم حدد اتجاه بوصل��ه متأخراً ولكنه عرفه بعدما بدد الخوف و رأى مايهتم لأجله يلفظ أنفاسه الآخيرة !